أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.)

والآية ٢٠٠ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)

في أحد الأيام شرب الخمر حتى سكر ، فمرّ على ناقة فسأل عن صاحبها ، فقيل له : إنّها للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأمر بنحرها ، فلما رأى الإمام عليه‌السلام ناقته منحورة سأل عن ناحرها ، فقيل له : هو حمزة ، فشكاه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت في حمزة الآية ٩٠ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)

ومرة كان راجعا من قنصه وبيده قوس ، وهو يومئذ لم يسلم ، فأخبروه بأن أبا جهل رمى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بفرث ، فأقبل غضبانا حتى علا أبا جهل بالقوس ، وهو يتضرّع إليه ويقول : يا أبا يعلى! أما ترى ما جاء به ، سفّه عقولنا ، وسبّ آلهتنا ، وخالف آباءنا ، فقال حمزة : ومن أسفه منكم! تعبدون الحجارة من دون الله ، فإنّي أشهد أن لا إله إلّا الله لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله ، فنزلت في حمزة الآية ١٢٢ من سورة الأنعام : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ....)

جرت مفاخرة بين العباس بن عبد المطلب وشيبة بن ربيعة بالسقاية والحجابة ، وبين الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وحمزة وجعفر بن أبي طالب بالإيمان والجهاد في سبيل الله ، فنزلت فيهم الآية ١٩ من سورة التوبة : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ ....)

ونزلت فيه وفي أبي جهل الآية ١٩ من سورة الرعد مادحة له وذامّة لأبي جهل : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)

وسبب نزولها هو أن أبا جهل انتهز فرصة غياب حمزة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخذ يوجعه ضربا حتى جرحه ، فلما رجع من غيبته أخبروه بما جرى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أبي جهل ، فهرع إلى أبي جهل وأخذ يضربه ضربا مبرحا حتى جرحه وأسال دمه ، وبعد تلك الحادثة طلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من حمزة بأن يسلم ، فأسلم وقال

٣٢١

الشهادتين ، ففرح المسلمون بإسلامه.

وشملته الآية ٩ من سورة الإسراء : (وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ ....)

والآية ١٤ من سورة الحجّ : (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ....)

في واقعة بدر تبارز الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام والمترجم له وعبيدة من جانب المسلمين ، وعتبة وشيبة والوليد من المشركين ، فقال المسلمون : نحن على الحق والصواب ، وقال المشركون : نحن على الحق ، فنزلت فيهم الآية ١٩ من سورة الحجّ : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ ....)

وشملته الآية ٤٠ من سورة الحجّ : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ....)

والآية ٦١ من سورة القصص : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ....)

والآية ٢٣ من سورة الأحزاب : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ....)

والآية ٢٨ من سورة ص : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ.)

والآية ٢٢ من سورة الزمر : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ....)

والآية ٢١ من سورة الجاثية : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا ....)

وفي يوم بدر لمّا قتل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وحمزة بعض صناديد المشركين كعتبة وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة وغيرهم نزلت فيهما الآية ٢٢ من سورة المجادلة : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ....)

وشملته الآية ٤ من سورة الصفّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)

ونزلت فيه الآيات التالية من سورة الفجر :

٣٢٢

الآية ٢٧ (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ.)

والآية ٢٨ (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً.)

والآية ٢٩ (فَادْخُلِي فِي عِبادِي.)

والآية ٣٠ (وَادْخُلِي جَنَّتِي.)(١)

__________________

(١). الاختصاص ، ص ٩٧ و ١٧٤ و ١٧٥ ؛ أسباب النزول ، للحجتي ، ص ٢١٦ ـ ٢١٩ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٦١٠ و ٦١٥ و ٦٣٣ ؛ أسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ١٦٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٨٢ و ٢٨٠ و ٣٠٧ و ٣٤٩ ؛ الاستيعاب ، حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٢٧١ ـ ٢٧٦ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٤٦ ـ ٥٠ ؛ الاشتقاق ، ص ٤٥ و ٧٧ و ٥٢٢ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٣٥٣ و ٣٥٤ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٨ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٦ ، ص ٢٤٢ ـ ٢٤٨ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ أنساب الأشراف ، ج ٣ ، ص ٢٨٢ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٢ ، ص ٩٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ١٨ ـ ٢١ ؛ بهجة الآمال ، ج ٣ ، ص ٣٩٥ ـ ٤٠٢ ؛ البيان والتبيين ، ج ٣ ، ص ٥٣ ؛ تاريخ الأدب العربي ، لعمر فروخ ، ج ١ ، ص ٣٢٤ وحاشية ص ٤٤٣ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) و (المغازي) و (عهد الخلفاء الراشدين) ، راجع فهارسها ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٢١ و ٢٧ و ٢٨ و ٣٦ و ٧٥ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ١٦٤ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ١٩٩ و ٢٠٤ و ٢٠٧ وغيرها ؛ تاريخ أبي الفداء ، ج ١ ، ص ١٣٢ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٤٥ و ١٦٥ و ٢١٠ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ١٥٧ و ١٥٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، راجع فهرسته ؛ التبيان في تفسير القرآن ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٢١٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٢٥٢ و ٢٨١ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ١١١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٠١ و ٣٢٤ ؛ تفسير الصافي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، راجع فهرسته ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ٢٧١ و ٢٧٢ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٤٢٨ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، راجع مفتاح التفاسير ، تفسير الميزان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٣٧٥ و ٣٧٦ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٦٨ و ١٦٩ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢١ و ٢٢ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٦٩ و ٧٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، راجع فهرسته ؛ الجامع فى الرجال ،

٣٢٣

__________________

ج ١ ، ص ٦٨٦ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ٢٨٢ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٣ ، ص ٢١٢ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٧ وراجع فهرسته ؛ جمهرة النسب ، ص ٣٤ و ٤٣ و ٣٨٧ ؛ جوامع الجامع ، راجع مفتاح التفاسير ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ١٣٢ ؛ حياة الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٢٦ و ٤٩٧ و ٤٩٨ ؛ الخصال ، ص ٢٠٣ و ٢٠٤ و ٣٧٦ و ٥٥٥ وغيرها ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٨ ، ص ١٠١ ـ ١٠٣ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٧ ، ص ١٧٦ و ١٧٧ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٣ ، ص ٥٩٤ ؛ الدرجات الرفيعة ، ص ٦٣ ـ ٦٩ ؛ الدر المنثور ، راجع مفتاح التفاسير ؛ ذخائر العقبى ، ص ١٧٢ ـ ١٨٦ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٤٩١ وج ٤ ، ص ٢٠٨ ؛ رجال الحلي ، ص ٥٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٥ ؛ الروض الانف ، ج ٣ ، ص ١١٨ وج ٥ ، ص ٥٦ و ٤٣٠ وج ٦ ، ص ٢٠ ـ ٢٤ ؛ الروض المعطار ، ص ١٣ و ١٤ و ٣٦٤ و ٥٦١ و ٥٦٦ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٣٣٧ و ٣٣٨ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢٠٠ ؛ السيرة الحلبية ، ج ٢ ، ص ٢١٧ وبعدها وج ٣ ، ص ١٥٢ و ٣١٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، راجع فهرسته ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، راجع فهارسه ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ١٠ و ١٦ و ٤٥ ؛ شرح الأخبار ، ج ٣ ، ص ٢٢٦ و ٢٣١ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٢٣٥ و ٣٥٩ و ٤٢٩ و ٤٥٢ وج ٣ ، ص ٤١٩ و ٥٠٤ وج ٥ ، ص ٤٤٠ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٣٧٠ ـ ٣٧٧ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٨ ـ ١٩ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٦ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ٢٣٧ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٢٧ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٢ ، ص ١٢٨١ ؛ قاموس الرجال ، ج ٤ ، ص ٣٦ ـ ٤٠ ؛ قرب الاسناد ، ص ٢٥ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٣٠٥ و ٣٠٦ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٥٦ و ١٥٩ و ١٦١ وراجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ وج ٣ ، ص ٢٠٢ و ٣٨٧ وج ٤ ، ص ١١٩ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٤٣٥ و ٥٣٢ وج ٤ ، ص ٤٩٧ ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٨٤ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٩ ، ص ٧٩٨ و ٧٩٩ ؛ مجمع البيان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ مجمع الرجال ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ المحبر ، راجع فهرسته ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٧ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٣٩٩ ـ ٤٠٤ ؛ المستدرك على الصحيحين ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ؛ المعارف ، ص ٧٤ و ٧٥ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٠٩ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٦ ، ص ٢٧١ و ٢٧٢ ؛ المغازي ، راجع فهارسه ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٧ ، ص ٣٥٦ وج ٨ ، ص ٦٦٤ و ٧٦٠ وج ٩ ، ص ١١٥ و ١١٦ و ٧١٠ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ٢٧٥ ؛ منتهى المقال ، ص ١٢٤ ؛ منهج المقال ، ص ١٢٦ ؛ المورد ، ج ٥ ، ص ٦٧ ؛ الموسوعة الاسلامية ، ج ٥ ، ص ١٧٢ ؛ نسب قريش ، ص ١٧ و ١٥٢ و ٢٠٠ و ٢٥١ و ٣٣٧ ؛ نقد الرجال ، ص ١١٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٨ و ١٦٢ و ١٧٧

٣٢٤

حنظلة غسيل الملائكة

هو حنظلة ابن أبي عامر وقيل : أبي عيّاش ، عمرو ، وقيل : عبد عمرو بن صيفي بن زيد بن أميّة بن ضبيعة بن زيد بن عوف الأنصاري ، الأوسي ، الخزرجي ، المعروف بغسيل الملائكة ، وكان أبوه أبو عامر يعرف بالراهب ، فسمّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالفاسق ؛ لكفره وشركه.

من خواصّ أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأحد فضلاء المسلمين وساداتهم ، وكان في الجاهلية من الذين حرّموا على أنفسهم الخمر والأزلام.

آخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين شماس بن عثمان بن الشريد.

شهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله غزوة أحد في النصف من شعبان من السنة الثالثة للهجرة ، وأبلى فيها بلاء حسنا ، ولم يزل يقاتل جيوش الكفر والضلال حتى قتله شدّاد بن الأسود ، ويقال : الأوس الليثي ، وقيل : أبو سفيان بن حرب ، وقيل : قتله الأسود بن شمس بن مالك ، وبعد استشهاده لم يمثّلوا بجثمانه كرامة لأبيه الذي كان من المشركين.

القرآن المجيد وغسيل الملائكة

في اليوم الذي اشترك فيه في معركة أحد كان قد تزوّج في ليلتها ، فخرج إلى ساحة الحرب جنبا ، فقتل وهو مجنب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ستغسله الملائكة ، فعرف بغسيل الملائكة ، ونزلت فيه الآية ٦٢ من سورة النّور : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ....)(١)

__________________

و ٣١٣ و ٣٥٠ و ٤٦٤ و ٤٦٥ و ٥٤١ و ٥٤٥ و ٦٠١ و ٦٢٨ و ٦٧٢ و ٦٧٦ و ٧٠٨ و ٨٠٧ و ٨٦٢ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٣ ، ص ١٦٩ ـ ١٧١ ؛ الوجيزة ، ص ١٩ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٣٠ ، ص ٣٦١ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، راجع فهرسته.

(١). أسباب النزول ، للحجتي ، ص ٥٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ـ ٢٨٢ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٥٩ و ٦٠ ؛ الاشتقاق ، ص ٤٣٨ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٣٦٠ و ٣٦٢ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ،

٣٢٥

حنّة بنت فاقوذ

هي حنّة ، وقيل : حنانة بنت فاقوذ ، وقيل : فاقوذا ، وقيل : فاقور بن قبيل ، وقيل : قيل.

أمّ مريم العذراء عليها‌السلام ، وزوجة عمران بن ماثان ، وجدّة عيسى بن مريم عليه‌السلام. كانت من النساء المؤمنات العابدات الصالحات ، وكانت لا تلد ، وقد عجزت ، وكاد اليأس

__________________

ص ٣٢٠ و ٣٢٩ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ٢٢ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٢٨٧ ؛ تاريخ الاسلام (المغازى) ، ص ١٨٩ و ٢٠١ و ٣٢٦ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٤٧ و ٣٤٩ و ٣٥٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٣٥ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٣٠ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٤٤٥ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٢٤ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٤٢ ؛ تعجيل المنفعة ، ص ١٠٨ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ١٥٣ و ١٥٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٤٥١ ؛ تفسير الفخر الرازى ، ج ١٠ ، ص ٧٧ وج ١٦ ، ص ٧٦ و ١٥٤ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١١٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٥ ، ص ١٧١ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٦٢٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٣٨٢ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٧٠ و ١٧١ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ٣٦٤ وج ٦ ، ص ٨١ وج ٨ ، ص ٢٥٧ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٦٩٨ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٣ ، ص ٢٣٩ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٨٢ و ٣٣٣ ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ١٣٤ ؛ حلية الأولياء ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ؛ حياة الصحابة ، ج ٤ ، ص ٣٢٣ ؛ الروض الأنف ، ج ٥ ، ص ٤٣٦ و ٤٦٣ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ١٧٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٣٢ ؛ و ٣٣٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٣ ، ص ٧٩ و ١٣٠ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٤٥١ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٦٠٨ ـ ٦١٠ ؛ طبقات الصوفية ، للسلمي ، ص ٤٠٣ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٢ ، ص ٤٣ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٧٨ و ١٠٦ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٢٨ ؛ قاموس الرجال ، ج ٤ ، ص ٧٣ و ٧٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٤ ، ص ١٠٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٢٢٩ وج ٣ ، ص ٣٧ ؛ اللباب ، ج ٢ ، ص ٣٨٣ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٥٩٣ وج ١١ ، ص ٤٩٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٩ ، ص ٨١٩ و ٨٢٠ ؛ المحبر ، ص ٧٣ و ٢٣٨ و ٤٠٣ و ٤٧٠ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ٥٧٨ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٢٧٣ و ٢٧٤ و ٣٠١ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٤ ، ص ٦٧١ وج ٦ ، ص ٤٢٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٥٧٩ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١٣ ، ص ٢٠٧ و ٢٠٨.

٣٢٦

يستولي عليها ، فرأت يوما طائرا يزق فرخا له ، فتمنّت الولد ، فنذرت لله إن هي حملت جعلت وليدها خادما من خدمة وسدنة المعبد ببيت المقدس ، فتدخلت عظمة وإرادة الباري سبحانه وتعالى ، فحاضت من فورها مع تقدّمها في السن ، وبعد أن طهرت واقعها زوجها فحملت بمريم عليها‌السلام ، وبعد أن ولدتها سمّتها مريم ، وأخذتها إلى سدنة معبد هيكل سليمان بن داود عليه‌السلام ببيت المقدس ، وكانوا أحبارا من ولد هارون ، أخي موسى بن عمران عليه‌السلام.

لم يمض طويلا على ولادتها لمريم عليه‌السلام حتى توفّي زوجها ، وقيل : توفّي ومريم عليها‌السلام جنين في بطن أمها.

كان الله تعالى قد أوحى إلى عمران ـ والد مريم عليها‌السلام ـ بأنه سيهبه ذكرا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذنه ، فبشّر عمران زوجته حنّة بذلك ، وبعد أن حملت نذرت بأن تهبه للكنيسة ، فلما وضعتها أنثى قالت : رب إني نذرت لك ما في بطني محررا للمحراب ، وهذه أنثى. قال الإمام الصادق عليه‌السلام : «إن قلنا لكم في الرجل منّا قولا فلم يكن فيه كان في ولده أو ولد ولده ، فلما وهب الله لمريم عليها‌السلام عيسى عليه‌السلام كان هو الذي بشّر الله تعالى عمران ووعده إيّاه».

توفّيت بعد ولادتها لمريم عليها‌السلام بثمان سنين ودفنت بظاهر دمشق.

يعيّد المسيحيون لها في الثامن من شهر آب في كل سنة.

القرآن المجيد وحنة بنت فاقوذ

(إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي ....) نزلت فيها الآيات التالية.

آل عمران ٣٦ (فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ ....)

مريم ٢٨ (وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا.)(١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ٤١١ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٨٣ ؛ الأنبياء ، للعاملى ، ص ٤٦٩ و ٤٧٠ ؛ البداية

٣٢٧

حوّاء عليها‌السلام

هي أمّ البشر ، وزوجة نبي الله آدم عليه‌السلام.

قال الإمام الباقر عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه فخلق منها آدم عليه‌السلام ، وفضلت منها فضلة من الطين فخلق منها حوّاء عليها‌السلام ، وبعد أن خلقها من طينة آدم عليه‌السلام نظر إليها آدم عليه‌السلام فاستحسنها وسأل ربّه عنها ، فقال الله سبحانه : هذه أمتي حوّاء عليها‌السلام ، أفتحبّ أن تكون

__________________

والنهاية ، ج ٢ ، ص ٥٢ ؛ تاريخ انبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٢٩٠ و ٢٩١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١٣٧ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ١٦٨ و ١٧٠ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٤١٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٦٨ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٤٤٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ٤٣٦ و ٤٣٧ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١٥٦ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٥٤ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٢٧ ؛ تفسير شبّر ، ص ٥٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٣٠٦ و ٣٠٧ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣ ، ص ١٥٧ و ١٥٨ ؛ تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٧١ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٥٥٠ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٨ ، ص ٢٦ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٠٠ و ١٠١ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٦٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ٣ ، ص ١٨٣ و ١٨٤ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٣٣٢ و ٣٣٤ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٤ ، ص ٦٣ و ٦٥ و ٧١ و ٨٦ وج ١١ ، ص ٧٩ ؛ جوامع الجامع ، ص ٥٧ ؛ حياة القلوب ، ج ٢ ، ص ٢٧٧ ؛ خلاصة الأخبار ، ص ١٨١ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦٢٠ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٩٠ ـ ٩٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٨ ؛ رياحين الشريعة ، ج ١ ، ص ٢٧٦ ؛ زنان پيغمبر اسلام ، ص ٧٢ و ٧٣ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٢ ، ص ١٢٨٧ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٣٢٤ و ٨٥١ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٤٥٤ و ٤٥٥ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٥٣ ـ ٣٥٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٢٩٨ و ٢٩٩ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ـ ٣٥٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٩٨ و ٩٩ وج ٥ ، ص ٤٥٤ وج ٦ ، ص ٣٦ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٩ ، ص ٨٢٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ٦ ، ص ٢٤٠ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٧٣٧ و ٧٣٨ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٤٣٤ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٦٧ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ٢٨٤ ؛ مواهب الجليل ، ص ٦٨.

٣٢٨

معك فتؤنسك وتحدّثك ، وتأتمر لأمرك؟ فأجاب قائلا : نعم يا رب! ولك على ذلك الشكر والحمد ما بقيت ، فقال الجليل : اخطبها منّي لنفسك فإنّها أمتي وإنّها الصالحة للشهوة أيضا ، فجاءته الزوجة فتزوجها ، فكانت تحمل وتلد في كل بطن ذكرا وأنثى ، فأنجبت له من سبعين بطنا ذكورا وإناثا ، أمثال قابيل وهابيل وعناق ، وشيث وغيرهم.

كان طولها ٣٥ ذراعا ، وكانت تقوم بالغزل والنسج والعجن والخبز وغيرها من أعمال النساء على أحسن وجه.

وبعد أن خلقها وآدم أسكنهما الجنّة ، وأمرهما أن يحذرا من إبليس عدوهما وعدوّ ذريّتهما.

أباح الله لهما جميع النّعم والخيرات في الجنّة ، ونهاهما عن شجرة واحدة فقط وهي شجرة الحنطة ، وقيل : شجرة العنب ، وقيل : شجرة التين ، وقيل : النخلة ، وقيل غير ذلك ، وأمرهما أن لا يقرباها ويأكلا منها ، فجاءهما إبليس ماكرا خادعا لهما ، وادّعى أنّ الشجرة الّتي منعا عنها هي شجرة الخلد ، وأقسم لهما بالله إن هما أكلا منها سيخلدان في الجنّة وينعمان بنعمها وخيراتها أبد الدهر ، فوثقا به ، واعتبراه ناصحا لهما ، فأكلا من تلك الشجرة الّتي منعا منها.

وعن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : إنّ آدم عليه‌السلام أكل ثنتي عشرة حبة وحواء عليها‌السلام أكلت ست حبات ، ويقال : إنّها كانت السبّاقة إلى الأكل قبل آدم عليه‌السلام.

وبعد عصيانهما أمر الله سبحانه وتعالى والإقدام على الأكل من الشجرة التي منعا عنها أمر الباري جبريل عليه‌السلام بأن يخرجهما من الجنّة ، ويهبط بهما إلى الأرض. وبعد إقامتهما سبع ساعات في الجنّة أخرجا منها ، فأهبط آدم عليه‌السلام على جبل الصفا بمكة ، وأهبطت حوّاء عليها‌السلام على جبل المروة مقابل الصفا ، ويقال : كان هبوط آدم عليه‌السلام على جبل سرنديب أو جبل نود جنوب غرب الهند ، وهبطت حوّاء عليها‌السلام في جدّة بالحجاز ، وقيل : هبطت بعرفة ، وقيل : نزلا متفارقين فتعارفا في عرفة.

وعن الإمام الباقر عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : إنّ الله تعالى أوحى إلى جبريل عليه‌السلام أنّي

٣٢٩

قد رحمت آدم عليه‌السلام وحواء ، فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنّة ، فاضربها لهما مكان البيت وقواعده الّتي رفعتها الملائكة قبل خلق آدم عليه‌السلام ، فهبط جبريل عليه‌السلام بالخيمة ونصبها لهما مكان البيت ، ثم أنزلهما على الصفاء والمروة وجمع بينهما في الخيمة ، وعلّم آدم عليه‌السلام كيف يواقعها. ثم أنزل الله سبعين ألف ملك يحرسون الخيمة من مردة الشياطين ، ويؤنسونهما ، فكانوا يطوفون حول الخيمة ويحرسونها.

ويقال : إنّ الله أمر جبريل عليه‌السلام بأن ينحّيهما عن مكان البيت ، فأخرجهما جبريل عليه‌السلام من الخيمة ونحّاهما ونحّى الخيمة عن مكانها ، وبنى مكان الخيمة بأمر من الله البيت الحرام ، فلما تمّ بناء البيت طافت الملائكة حوله ، فلمّا نظرا إلى الملائكة وهم يطوفون حول البيت طافا حوله سبعا سبعا من الأشواط.

ولم تزل تعيش مع آدم عليه‌السلام وتنجب البنات والبنين حتّى توفّي ، وبعد أن عمّرت ألفا وإحدى وثلاثين سنة مرضت خمسة عشر يوما ثم فارقت الحياة ، فدفنت إلى جنب آدم عليه‌السلام في وادي السّلام في النجف الأشرف ، حيث دفن إلى جواره الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ويقال : دفنت إلى جنبه في غار عند جبل أبي قبيس بمكّة ، وقيل : قبرهما في مسجد الخيف.

القرآن الكريم وحوّاء عليها‌السلام

(وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) البقرة ٣٥.

(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) البقرة ٣٦.

(وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً ...) النساء ١.

(وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) الأعراف ١٩.

(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ

٣٣٠

هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) الأعراف ٢٠.

(وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) الأعراف ٢١.

(فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) الأعراف ٢٢.

(قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) الأعراف ٢٣.

(قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) الأعراف ٢٤.

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الأعراف ١٨٩.

(فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) طه ١١٧.

(فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) طه ١٢١.

(قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) طه ١٢٣.

(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ...) الروم ٢١.

(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ...) الحجرات ١٣. (١)

__________________

(١). إثبات الوصية ، ص ١٢ ؛ أخبار الزمان ، ص ٧٣ ؛ الاختصاص ، راجع فهرسته ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١ ـ ٣٦ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ١٣ ـ ٦٤ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٦٨ ـ ٨٥ ؛ تاريخ انبياء ، لعمادزاده ، ج ١ ، ص ٩١ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ١ ، ص ٦ ـ ٣٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٤٦ و ٥٢ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٧٠ ـ ١٠٩ ؛ تاريخ أبى الفداء ، ج ١ ، ص ٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢١ و ٢٢ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٤ و ٥ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٥ ـ ٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ١٥٨ و ١٥٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛

٣٣١

__________________

تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٥ ـ ٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ١٥٨ و ١٥٩ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ١٥٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٧٩ ـ ٨٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٥٤ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ٦ و ٧٧ و ١٥٣ و ١٧٥ و ٣٢٠ و ٤٠٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ٩٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ٦ و ٥٩٥ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ١٠٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ١٨٢ و ١٨٣ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير العسكري عليه‌السلام ، ص ٦٧ ؛ تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٣٥ ـ ٤٠ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٩٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٣ ، ص ٢ و ٣ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٤٣ و ٤٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٨٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، المجلد الأول ، الجزء الاول ، ص ٩٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، ج ١ ، ص ١٣٩ و ١٤١ و ١٤٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٥٩ ـ ٦٦ و ٤٢٩ ـ ٤٣٧ وغيرها ؛ تنوير المقباس ، ص ٧ و ٦٤ وغيرها ؛ التوراة ـ سفر التكوين ـ ، ص ٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١ ، ص ٣٠١ وراجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، ص ١٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ حياة الحيوان ، ج ١ ، ص ٣٩١ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ١٩ ـ ٢٤ ؛ الخصال ، راجع فهرسته ؛ خلاصة الأخبار ، ص ٢٧ ـ ٢٩ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٨ ، ص ١٣٥ ـ ١٣٧ ؛ دائرة معارف البستاني في ترجمة آدم عليه‌السلام ، ج ١ ، ص ٤٥ ـ ٤٩ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٢٥ ـ ٤١ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٥٢ وراجع مفتاح التفاسير ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٧٢ و ٣٩٤ و ٣٩٥ ؛ الروض المعطار ، ص ١٥٧ و ٤٠٩ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٥ ، ص ١١٠ ـ ١١٦ ، زنان پيغمبر اسلام ، ص ٦٦ ـ ٦٨ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٣٥٨ ؛ صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ٢٥٧ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٣٩ و ٤٠ ؛ عرائس المجالس ، ص ٢٥ ؛ علل الشرائع ، ص ٢ ، ١٦ و ١٨ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ، ج ١ ، ص ١٩٥ و ١٩٦ و ٣٠٦ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٤٦٩ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٢ ، ص ١٢٩١ ؛ الفهرست ، للنديم ، ص ٣٩٤ و ٣٩٥ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٣٢٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ٣٢١ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٢٧ ـ ٧٠ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٥٤ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٧٧ ـ ٨٦ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣١ ـ ١٠٠ ؛ قصص الأنبياء ، للكسائي ، ص ٣٠ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٢٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٢٧ ـ ٤٩ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ١٢٧ ـ ١٢٩ و ٤٦١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ١٤٧ و ١٤٩ و ١٥١ ، راجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٣٥ وج ١٢ ، ص ١٢٠ و ٥٢٤ وج ١٤ ، ص ٢٠٨ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٩ ، ص ٨٢٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ١ ،

٣٣٢

حيي بن أخطب

هو حيي بن أخطب النضري ، وقيل : النضيري نسبة إلى بني النضير من أسباط هارون بن عمران.

أحد شخصيات ورؤساء اليهود في الجاهلية ، ومن أبطال وعتاة وأشدّاء عصره ، وكان يعرف بسيّد الحاضر والبادي.

أدرك الإسلام ولم يسلم ، بل أصرّ على كفره وشركه وإيذاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين.

كان يحسد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويحيك المؤامرات ضدّه ، فكان من جملة بني النضير الّذين أرادوا اغتيال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن الله نجّى نبيّه ، فقذف الله الرعب في قلوبهم ، وأجلاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أراضيهم ، فمنهم من رحل إلى الشام ، ومنهم من خرج إلى خيبر ، فكان المترجم له ممّن ذهبوا إلى خيبر.

كان من اليهود الّذين حزّبوا الأحزاب لحرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حرب الخندق في السنة الخامسة من الهجرة.

أسره المسلمون في غزوة بني قريظة سنة ٥ ه‍ وجيء به إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مكتوفا ، فلما شاهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : والله ما لمت نفسي في عداوتك ولكن من يخذل الله فلا ناصر له ، ثم قال للناس : إنّه لا بأس بأمر الله ، كتاب وقدر وملحمة كتبت على بني إسرائيل. فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بضرب عنقه ، فضربوا عنقه.

وبعد مقتله أسلمت ابنته صفيّة ، فتزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

ص ١١٢ ؛ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ١٩٤ و ١٩٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٤٣٠ ؛ مرآة الزمان ـ السفر الاول ـ ، ص ١٩٥ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٣٠ ـ ٣٨ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٤٥٦ ؛ المعارف ، ص ١١ و ١٢ ؛ معاني الأخبار ، ص ٤٨ و ١٢٤ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٠٢ ـ ١٠٥ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٤ ، ص ٣٦٩ وج ٦ ، ص ٧٣٢ وج ٩ ، ص ٧٢٧ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ٢٩١ ؛ مواهب الجليل ، ص ٨ وبعدها ؛ المورد ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٧٤٣.

٣٣٣

القرآن العظيم و «حيي»

كان المترجم له وأخوه ياسر بن أخطب من أشدّ اليهود حسدا للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ، فنزلت فيهما الآية ١٠٩ من سورة البقرة : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ....)

وشملته الآية ١٧٤ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ ....)

كان المترجم له وجماعة من اليهود كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من شأن النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبدّلوا صفاته وشمائله ، وكتبوا بأيديهم غيره ، وحلفوا أنّه من عند الله ؛ لئلّا تفوتهم الرشا والمآكل التي كانت لهم على أتباعهم ، فنزلت فيه وفيهم الآية ٧٧ عن سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ ....)

وشملته الآية ٧٨ من نفس السورة : (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ....)

والآية ١٨٣ من السورة نفسها : (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ....)

كان المترجم له وجماعة آخرون على شاكلته يأتون إلى أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقولون لهم : لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر ، ولا تسارعوا في النفقة ، فنزلت فيهم الآية ٣٧ من سورة النساء : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ....)

كان هو ومن على شاكلته من اليهود والمشركين يدّعون أنّ دينهم خير من دين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهدى منه ، وكانوا يحزبون الأحزاب على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين فنزلت فيه وفيهم الآية ٥١ من سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً)

٣٣٤

ونزلت فيه وفي كعب بن الأشرف اليهودي الآية ٥٢ من سورة النساء : (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً.)

ونزلت فيه الآية ٦٧ من سورة الزّمر : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ ....)(١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ٥٤٧ ؛ اسباب النزول ، للحجتي ، ص ٢٢٥ ؛ اسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية تفسير الجلالين ـ ، ص ٩٥ و ١٨٩ و ٢٣٥ و ٢٣٢ و ٣٤١ و ٦٣٥ ؛ اسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ١٩ و ٥٩ و ٦٨ و ٧١ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٩٦ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ٢٩٢ ؛ الأغاني ، ج ٦ ، ص ١٠٠ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ تاريخ الاسلام (المغازى) راجع فهرسته ؛ تاج العروس ، ج ١٠ ، ص ١١٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٦٠ و ٣٦٦ و ٤٢٨ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٤٠ و ٤٤١ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥١ و ٥٦ و ٥٧ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ٤٠٥ وج ٢ ، ص ٥٠٧ وج ٣ ، ص ٢٢٣ و ٢٢٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٣٤٧ و ٣٤٨ وج ٢ ، ص ٥٠١ وج ٣ ، ص ١٣١ و ٢٧١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١٦٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٥١ و ١٨٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٣٨٨ وج ٣ ، ص ٢٢٩ وج ٥ ، ص ٥٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٢٦١ و ٥٩٠ و ٦٩٨ وغيرها ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٥ ، ص ٢٨ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١٨٩ ـ ١٩١ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ١٥٣ و ٥١٣ و ٥١٤ وغيرها ؛ تفسير المراغي ، المجلد الأول ، الجزء الثالث ، ص ١٩٣ ؛ تفسير الميزان ، ج ١ ، ص ٢٥٧ وج ٤ ، ص ٨٤ ؛ تفسير نور الثقلين ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٤ و ٧١ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٧١ و ١٧٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١ ، ص ١٨٤ وج ٤ ، ص ١٥ و ٢٩٤ وج ٥ ، ص ٢٨٤ وج ١٤ ، ص ١٢٩ و ١٣٢ و ١٤٤ وج ١٨ ، ص ٨ ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٣ و ٦٢ و ٨٨ ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ١٤٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٤٥ و ١٧١ ؛ الروض الانف ، ج ٤ ، ص ٣٤٩ وج ٦ ، ص ٢٦٨ و ٢٩٠ ؛ الروض المعطار ، ص ٢٢١ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦٠ و ١٩٤ و ١٩٧ و ٢٠٨ و ٢١٠ و ٢٢٠ وج ٣ ، ص ٢٢٥ و ٢٣١ و ٢٤٦ و ٢٥١ و ٢٥٢ وغيرها ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٣٣١ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٤٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٧٣ و ١٧٨ و ١٨٠ و ١٨٦ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٢٧٦ وراجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٢٧٣ وج ٢ ، ص ٥٣٨ وج ٣ ، ص ١٨٠ و ٤١٩ وج ٤ ، ص ٢٩٩ وج ٧ ، ص ٥٠٧ وج ٨ ، ص ٢٣ وج ١٠ ، ص ٣٤ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٢١ و ٤٩٩ وج ٨ ، ص ٤٤٤ وج ١٠ ، ص ٤٨٦ وج ١١ ، ص ٥١٤ وج ١٢ ، ص ١١١ ، وج ١٥ ، ص ٩ ؛ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٣٥٣ و ٤٦٨ وج ٢ ،

٣٣٥

__________________

ص ٧٧٨ وج ٣ ، ص ٩٣ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ٢٦٢ ؛ المحبر ، ص ٣٩٠ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٤ ، ص ٥٥٣ ، وج ٦ ، ص ٥٢٣ و ٥٣٥ و ٥٤٦ و ٥٦٤ و ٧٥٧ ؛ مواهب الجليل ، ص ١٠٩ و ١٦٦ و ١٩٣ و ٢١٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٨ و ٥١ و ١٦٩ و ١٩٧ و ٢٠٩ و ٢١٠ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٧٣ وج ٢ ، ص ٦٨٩.

٣٣٦

حرف الخاء

٣٣٧
٣٣٨

خالد بن حزام

هو خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي ، الأسدي ، وأمّه أمّ حكيم فاخته بنت زهير بن الحارث ، ابن أخي السيّدة خديجة بنت خويلد (ره).

صحابي كان من أوائل من أسلم ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ، فلدغته حيّة فمات في الطريق.

القرآن المجيد وخالد بن حزام

نزلت فيه الآية ١٠٠ من سورة النساء : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ ....)(١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٧٠ و ٢٧١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٤١١ ؛ اسد الغابة ، ج ٢ ، ص ٧٨ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٤٠٣ ؛ أنساب الأشراف ، ج ١ ، ص ٢٠٢ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٣٠٦ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٤٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٣٣٦ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٣٣ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ؛ تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٥٧ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٣٨٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ٣٤٩ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٢١ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ٤٠٥ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٤ ، ص ١١٩ ؛ قاموس الرجال ، ج ٤ ، ص ١١٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٠ ، ص ٩٧ ؛ نسب قريش ، ص ٢٣١ و ٢٣٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٣٨ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١٣ ، ص ٢٥٤.

٣٣٩

خالد بن الوليد

هو أبو سليمان ، وقيل : أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي ، المخزومي ، المدني ، وأمّه لبابة ، وقيل : الغميصاء بنت الحارث الهلالية.

صحابيّ مشهور ، محارب شجاع ، خطيب مفوّه فصيح ، وأحد قادة العرب المشهورين.

كان في الجاهلية شريكا للعباس بن عبد المطلب ، يسلّفان الناس في الربا.

كان قبل إسلامه من أشدّ خصوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمتآمرين على حياته ، فبعد منصرف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في معركة تبوك اتفق مع جماعة من المشركين على أن يمكروا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وينفّروا ناقته ليسقط في الوادي ، ولكن الله سبحانه وتعالى أنقذه من كيدهم.

وكان قائدا للكفار والمشركين الّذين أرادوا اغتيال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في داره ، ولكن الله أخبر نبيّه بمؤامرتهم وأمره بأن يجعل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في فراشه ، ويخرج إلى غار ثور ، ومن ثم يهاجر إلى المدينة المنورة.

وفي يوم الحديبية كان على خيل المشركين والكفار.

أسلم بمكة سنة ٨ ه‍ ، وقيل : سنة ٥ ه‍ ، وقيل : سنة ٦ ه‍ ، وقيل : سنة ٧ ه‍ ، وقبل واقعة خيبر هاجر من مكة إلى المدينة ، وشهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتح مكة وواقعة حنين.

بعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بني جذيمة من بني عامر بن لؤي ، فقتل منهم من لم يجز له قتله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم! إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، ثم أرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مالا مع الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى بني جذيمة عوضا لقتلاهم ، ثم أعطاهم الإمام عليه‌السلام ثمن ما أخذ منهم خالد.

بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تولّى قيادة الجيوش الإسلامية في فتوحاتها.

قام بأعمال بشعة ومنكرة ، ففي عهد أبي بكر دخل اليمن فقتل مالك بن نويرة

٣٤٠