أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

وحارب بها محاربة الأبطال حتى استشهد.

له شعر ، منه قوله في يوم صفّين :

هذا عليّ والهدى حقا معه

يا ربّ فاحفظه ولا تضيّعه

القرآن العظيم وجندب الغامدي

قال يوما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني أعمل العمل لله ، فاذا اطلع عليه سرّني ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله تعالى طيّب لا يقبل إلّا طيّبا ، ولا يقبل ما روئي فيه» فنزلت فيه الآية ١١٠ من سورة الكهف : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً.)(١)

__________________

(١). الاختصاص ، ص ٧ و ٨٢ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٤٦ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٢١٨ ـ ٢٢٠ في ترجمة جندب بن كعب ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ؛ الاشتقاق ، ص ٤٩٤ و ٤٩٥ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٤٨ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٤ ، ص ٢٤٣ ـ ٢٤٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ١٧٧ ؛ بهجة الآمال ، ج ٢ ، ص ٦٠١ و ٦٠٢ ؛ تاريخ الاسلام (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٤٩١ و ٥٤٦ و ٢٦٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٥٤٥ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٥٨٩ و ٦١٨ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ١٧٧ و ١٧٩ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٩١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ١٦٩ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٥ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ٢٥١ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٤٥٦ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢١ ، ص ١٧٧ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ١٣٥ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٢٣٦ ؛ تنوير المقباس ، ٢٥٣ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ٤١٣ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٠٢ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٩٣ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٥ ، ص ١٤١ ـ ١٤٨ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٥٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ، ص ٦٩ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٤٢٢ و ٤٢٣ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ١٦٩ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٢ ، ص ٥١١ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٧٨ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٥٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٥٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٧ ؛ رجال الكشي ، ص ٦٩ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ١٨٢ و ١٨٣ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٣٠٠ ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ١١١ ؛ قاموس الرجال ، ج ٢ ، ص ٧٣٩ ـ ٧٤١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٣ ، ص ١٤٤ و ٢٥١ و ٣٠٣ و ٣٢٥ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٧٥١ ؛ كشف الاسرار ، ج ٥ ، ص ٧٥١ ؛ مجمع الرجال ، ج ١ ،

٢٦١

جندب الضمري

هو أبو أميّة جندب ، وقيل : جندع ، وقيل : جيب ، وقيل : صخرة بن ضمرة بن أبي العاص الليثي ، الضمري ، وقيل : الضميري ، الجندعي ، وقيل : الخزاعي ، وهناك أقوال أخر في اسمه واسم أبيه وأجداده.

صحابي من أثرياء مكّة ، وقيل : من مستضعفيها ، وكان مريضا.

القرآن وجندب الضمري

لما هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمون من مكّة إلى المدينة كان المترجم له شيخا كبيرا عاجزا عن السفر ، فطلب من أبنائه أن يحملوه من مكّة إلى المدينة أسوة ببقية المهاجرين ، فحمله بنوه على سرير وتوجهوا به إلى المدينة ، فلمّا وصلوا إلى التنعيم ـ قرب مكّة ـ أشرف على الموت ، فصفق يمينه على شماله وقال : اللهم هذه لك وهذه لرسولك ، أبايعك على ما بايعك عليه رسولك ، ثم توفّي ولم يصل إلى المدينة ، فقال الناس : لو توفّي بالمدينة لكان خيرا له ، فنزلت فيه الآية ١٠٠ من سورة النساء : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً.)(١)

__________________

ص ٢٨٤ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٨٤ ؛ معجم الثقات ، ص ٢٩ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ١٧٠ و ١٧١ ؛ منتهى المقال ، ص ٨٤ ؛ منهج المقال ، ص ٨٨ ؛ نقد الرجال ، ص ٧٧ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١١ ، ص ١٩٤ ؛ الوجيزة ، ص ١٢ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٣٠ ، ص ٣٣٥ ؛ وقعة صفين ، ص ١٢١ و ٢٠٥ و ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٣٩٨ و ٤٠٨.

(١). اسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٦٨ و ٢٦٩ و ٢٧٠ و ٦٣٤ ؛ اسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٧٨ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٤٥ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٢١٨ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٠٣ و ٣٠٤ وج ٣ ، ص ٤٥ وص ٤٦ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٥١ و ٢٥٢ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلى ، ص ٦٩٤ ؛ التبيان فى تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٣٠٦ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ،

٢٦٢

جويرية بنت الحارث

هي جويرية ، وقيل : جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة المصطلق بن سعد بن عمرو الخزاعيّة ، المصطلقيّة.

إحدى نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عرفت بالجمال والملاحة والأدب والفصاحة. سباها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سنة ٥ للهجرة ، وقيل : سنة ٦ للهجرة عند ما غزا قومها بني المصطلق يوم المريسيع ، وكان أبوها سيّد خزاعة.

كانت يوم المريسيع تحت مسافع بن صفوان المصطلقي ، فلما قتل زوجها في ذلك اليوم أسلمت فأعتقها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم تزوجها بعد زينب بنت جحش ، ولم يصب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله منها ولدا.

كانت في الجاهلية تدعى برّة ، فلما تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سماها جويرية ، وصارت سببا لإعتاق الكثيرين من بني المصطلق.

يقال : تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد أن أسلم أبوها ، فتزوّجها منه.

روت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وحدّث عنها جماعة.

قالت عائشة بنت أبي بكر : كانت لا يراها أحد إلّا أخذت بنفسه ؛ لجمالها وملاحتها ، وكانت يوم تزوّجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ابنة ٢٠ سنة.

__________________

ص ٩١ و ٩٢ و ٢٧٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٣٣٦ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٣٣ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٩٤ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٢٢٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٤٥٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ١٤٩ و ١٥٠ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٣٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١١ ، ص ١٦ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٥٤٤ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ١٣٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٥٧ ؛ تنوير المقباس ، ص ٧٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ٣٤٩ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ؛ صفوة الصفوة ، ج ١ ، ص ٦٧٣ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٥٥٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٦٥٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٥٢ ؛ مواهب الجليل ، ص ١١٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٣٧ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ١١ ، ص ١٩٤ و ١٩٥.

٢٦٣

توفّيت بالمدينة المنورة سنة ٥٠ ه‍ ، وقيل : في شهر ربيع الأول سنة ٥٦ ه‍ ، وقيل : سنة ٦٥ ه‍ ، وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ وال على المدينة.

القرآن المجيد وجويرية

نزلت فيها وفي بقيّة نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جملة من الآيات من سورة الأحزاب وهي :

الآية ٢٨ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً.)

والآية ٢٩ (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً.)

والآية ٣٠ (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ....)

والآية ٣١ (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً.)

والآية ٣٢ (يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً.)

والآية ٣٣ (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ ....)

والآية ٣٤ (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ ....)(١)

__________________

(١). الارشاد ، للمفيد ، ص ٦٢ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ٤ ، ص ٢٥٨ ـ ٢٦١ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٤١٩ ـ ٤٢١ ؛ الاشتقاق ، ص ٤٧٧ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٢٦٥ و ٢٦٦ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ١٤٨ ؛ أعلام النساء ، ج ١ ، ص ٢٢٧ ؛ الاكمال ، ج ٢ ، ص ٥٦٨ ؛ الأنساب ، ص ٥٣٢ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١٤ و ١٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ١٦٠ وج ٥ ، ص ٢٥٤ و ٢٥٥ و ٢٥٧ و ٢٥٨ و ٢٦١ وج ٨ ، ص ٤٨ و ٥١ ؛ بهجة الآمال ، ج ٧ ، ص ٥٧٣ و ٥٧٤ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ، ص ٥٩٣ و (المغازي) ، ص ٢٥٩ و ٢٦٠ و ٢٦٣ و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ص ١٨٩ و ١٩٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٥٨ و ٤٢٧ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٧٦ و ٤٤٥ و ٤٤٦ ؛ تاريخ الخلفاء ، ص ٢٠٥ ؛ تاريخ خليفة بن

٢٦٤

__________________

خياط ، ج ١ ، ص ٤٢ و ٢١٢ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٢٦٧ و ٤٧٤ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٢٦٣ و ٢٦٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١٥٨ و ١٦١ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ١٦٤ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٣ و ٨٤ ؛ تجريد اسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٤٢٤ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٥٩٣ ؛ تنقيح المقال ، ج ٣ ، ص ٧٤ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ٢ ، ص ٣٣٦ و ٣٣٧ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٤٣٦ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٥٩ و ٦٠ ؛ تهذيب الكمال ، ج ١ ، ص ٢٠٤ و ٢٠٥ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٦٦ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ٢ ، ص ٦٠٣ و ٦٠٤ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٢٣٩ ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ٢٨ ؛ حياة الصحابة ، ج ٣ ، ص ١٥٢ و ١٥٣ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٤٢١ ؛ دول الاسلام ، ص ٣٥ ؛ رجال الطوسي ، ص ٣٢ ؛ الروض الانف ، ج ٦ ، ص ٤٠٥ وج ٧ ، ص ٥٣٦ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٢ ، ص ٣٤٨ ؛ زوجات النبي وأولاده ، ص ٢٠٧ ـ ٢١١ ؛ السمط الثمين ، ص ١١٦ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٢٧٩ ؛ السيرة الحلبية ، ج ٣ ، ص ٣٢١ ؛ سيرة المصطفى ، ص ٤٦٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٦٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج ٣ ، ص ٣٠٢ و ٣٠٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٣ ، ص ٣٠٧ و ٣٠٨ وج ٤ ، ص ٢٩٣ و ٢٩٥ و ٢٩٦ و ٢٩٨ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٦١ ؛ صفوة الصفوة ، ج ٢ ، ص ٤٩ ـ ٥١ ؛ طبقات ابن خياط ، ص ٣٤٢ ، الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٨ ، ص ١١٦ ـ ١٢٠ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٧ و ٤٤ ؛ العقد الفريد ، ج ٤ ، ص ٨٣ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ و ٣٠٦ ؛ الغارات ، ج ٢ ، ص ٨١٧ ؛ قصص قرآن ، للسورآبادي ، ص ٣٣٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٩٢ و ٣٠٨ وج ٣ ، ص ٥١٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ٨ ، ص ٤١ و ٤٢ و ٦٧ ؛ اللباب ، ج ٣ ، ص ٢٢٠ ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٧ و ٦٠١ وج ٧ ، ص ٤١٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٦ ، ص ١٦٨ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٦٢ ؛ المحبر ، ص ٨٩ و ٩٠ و ٩٢ و ٩٨ و ٩٩ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٢٩ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٤ ، ص ٣٢٣ ؛ المعارف ، ص ٨٢ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٢١٦ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢٣ ، ص ١٨٣ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٤٠٨ و ٤١٠ ـ ٤١٢ ؛ معجم البلدان ، ج ٥ ، ص ١١٨ ؛ منهج المقال ، ص ٤٠٠ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٦٧٤ ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ١٠٠ ـ ١٠٢ ؛ النجوم الزاهرة ، ج ١ ، ص ١٤٨ ؛ نقد الرجال ، ص ٤١٣ ؛ نهاية الارب في معرفة أنساب العرب ، ص ٣٢٣ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١١ ، ص ٢٢٦ و ٢٢٧ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ٢ ، ص ٦٩٢.

٢٦٥
٢٦٦

حرف الحاء

٢٦٧
٢٦٨

الحارث القرشي

هو الحارث بن زيد ، وقيل : يزيد بن أبي أنيسة ، وقيل : نبيشة ، وقيل : معيص بن عامر بن لؤي القرشي ، العامري ، المكي.

صحابيّ مهاجر.

كان قبل إسلامه من أشدّ الناس إيذاء للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وللمسلمين بمكّة ، فلمّا أسلم هاجر إلى المدينة.

القرآن والحارث القرشي

كان الحارث قبل أن يسلم يقوم بتعذيب المسلمين ، ومن الّذين تولّى تعذيبهم عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، فحلف عياش إن مكّنه الله منه قتله.

فلمّا أسلم المترجم له وتوجّه إلى المدينة مهاجرا لقيه في الطريق عياش ولم يعلم بإسلام الحارث ، ويحسب أنّه على كفره ، فعلاه بالسيف وقتله ، ثم أخبروه بإسلام الحارث ، فجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : إنّي لم أعلم بإسلامه حتى قتلته ، فنزلت فيه وفي الحارث الآية ٩٢ من سورة النساء : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ ....)

وكان مقتله عند قبا ، وقيل : عند البقيع ، وقيل : في الحرة. (١)

__________________

(١). اسباب النزول ، للسيوطى ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢٥٦ و ٢٥٧ ؛ اسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضى ، ص ٧٦ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٣٩ و ١٤٠ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٣١٢ ؛

٢٦٩

الحارث بن سويد

هو الحارث بن سويد بن الصامت بن خالد بن عطيّة بن خوط ، وقيل : حوط بن حبيب الأنصاري ، الأوسي ، من بني عمرو بن عوف.

صحابي ، حكم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه بالقتل فقتل.

أسلم وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وشهد معه واقعتي بدر وأحد.

في الجاهلية قتل المجذر بن زياد البلوي والد المترجم له ، وبعد أن أسلم الحارث والمجذر واشتركا في واقعة أحد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اغتال الحارث المجذر وقتله ، فجاء جبريل عليه‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره بمقتل المجذر ، وأمره من قبل الله بقتل الحارث ، فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عويم بن ساعدة ، وقيل : عثمان بن عفان بأن يضرب عنق الحارث ، ففعل ذلك على باب مسجد قباء.

القرآن الكريم والحارث بن سويد

نزلت فيه الآية ٨٣ من سورة آل عمران : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ....)

وشملته الآية ٨٥ من نفس السورة : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ....)

بعد أن أسلم صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مدّة ، ثم ارتدّ ولحق بقومه الكفّار في مكّة ، وكفر

__________________

اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٢٩ و ٣٣٠ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٩٥ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٣ ، ص ٢٩٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٠٠ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٣١٩ و ٣٢٠ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٢٣٠ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٤٤٦ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ١٢٨ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٢٢ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٠ ، ص ٢٢٧ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٥٣٥ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ١١٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٤٢ ؛ تنوير المقباس ، ص ٧٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ٣١٣ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٣ ، ص ٩٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٥٤٨ و ٥٤٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٦٣٢ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٣٨.

٢٧٠

بالله ، فنزلت فيه الآية ٨٦ من السورة المذكورة آنفا : (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ ....)

ثم ندم فرجع إلى المدينة وأعلن توبته وأسلم ثانية ، فقبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله توبته وحسن إسلامه.

وشملته الآية ٩١ من نفس السورة : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ ....)(١)

الحارث بن الصمّة

هو أبو سعد الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر بن مالك بن النجّار الخزرجي ، النجاري ، الأنصاري ، وأمّه تماضر بنت عمرو.

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٩١ ؛ اسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٥٠ ؛ اسباب النزول ، للواحدي ، ص ٩٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٢٩١ و ٣٣١ و ٣٣٢ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٦ و ٢٣٧ وج ٥ ، ص ١٩٤ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ٣٨ و ٢٢٨ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٣٣ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٥٢١ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٠١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٢ ، ص ٥١٧ و ٥١٨ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٢٩٧ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١٦٩ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٥٦ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٣٢٧ و ٣٢٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣ ، ص ٢٤١ و ٢٤٢ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٦٠٠ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٨ ، ص ١٣٥ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ٣ ، ص ٣٤٢ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٣٦٣ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١ ، ص ١٩٨ وج ٤ ، ص ١٢٨ و ١٣٠ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٣٧ و ٣٣٨ ؛ جمهرة النسب ، ص ٦٣٢ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٤٩ ؛ الروض الأنف ، ج ٤ ، ص ٣١٣ وج ٦ ، ص ١٢ و ١٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٠٨ وج ٢ ، ص ١٦٦ و ١٦٧ و ١٦٨ وج ٣ ، ص ٩٤ و ٩٥ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٥٥٢ و ٥٥٣ ؛ قاموس الرجال ، ج ٣ ، ص ٣٣ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٨١ و ٣٨٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ١٩٤ و ١٩٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٨ ، ص ٥٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٧٨٩ ؛ المحبر ، ص ٤٦٧ ؛ مواهب الجليل ، ص ٧٧ ؛ نمونه بينات ، ص ١٣٠ و ١٣٢ و ١٣٣.

٢٧١

أحد صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من الأنصار.

شهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واقعة أحد ، وآخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بينه وبين صهيب بن سنان ، وبايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على الموت.

استشهد في واقعة بئر معونة في شهر صفر في السنة الرابعة للهجرة.

القرآن المجيد والحارث بن الصمة

بعد واقعة أحد نزلت فيه وفي جماعة من المسلمين الآية ١٥٤ من سورة آل عمران : (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً ....)

وشملته كذلك الآية ٤ من سورة الصفّ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ.)(١)

__________________

(١). الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٢٩٨ و ٢٩٩ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٣٣ و ٣٣٤ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٨١ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٣١٨ وج ٤ ، ص ٣٦ و ٧٤ و ٧٧ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ٣٦ و ٢٥٢ و (عصر الخلفاء الراشدين) ، ص ٦٠٠ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٤١ و ٣٤٥ و ٣٤٧ و ٣٥٤ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٣٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٢٤ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ٧٢ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٠٢ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٩ ، ص ٤٢ وج ١٥ ، ص ٩٣ وج ٢٩ ، ص ٢٤٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ١٠٣ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٧٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٨ ، ص ١١ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ١٧٣ ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ١٤٣ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٧ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢٣٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٣٣٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٣٦٠ وج ٣ ، ص ٨٩ و ١٩٤ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٣ ، ص ٥٠٨ و ٥٠٩ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٧ ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ١٢١ ؛ قاموس الرجال ، ج ٣ ، ص ٣٧ و ٣٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٥٧ و ١٧١ ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ٣ ، ص ٣٨٨ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٦٠٠ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٨ ، ص ٦٠ ؛ مجمع الرجال ، ج ٢ ، ص ٧٢ ؛ المحبر ، ص ٧٣ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ١٩٥ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ منهج المقال ، ص ٩٠ ؛ نقد الرجال ، ص ٧٩ ؛ نمونه بينات ، ص ١٥٨ و ٨٠٧ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١١ ، ص ٢٥١ و ٢٥٢.

٢٧٢

الحارث بن ضرار

هو أبو مالك ، الحارث بن ضرار ، وقيل : أبي ضرار الخزاعي ، المصطلقي.

صحابي حجازي ، تزوّج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من ابنته جويرية.

كان في الجاهلية من رجالات العرب وسيّد بني المصطلق ، أسلم على يد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

القرآن العظيم والحارث بن ضرار

بعد أن أسلم رجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام ويجمع الزكاة منهم ، فاستجاب له جماعة منهم واعتنقوا الإسلام ، فجمع منهم الزكاة ، ثم أرسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إليه الوليد بن عقبة بن أبي معيط ليستلم ما جمعه من الزكاة ، وكانت بين الوليد وبني المصطلق عداوة قديمة ، فلما قارب الوليد أحياءهم خرج الحارث وجماعة من عشيرته الذين أسلموا لاستقباله ، فحسبهم الوليد مقاتليه ، فرجع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يقابلهم ، فلما دخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ارتدّ بنو المصطلق ومنعوا الزكاة وأرادوا قتلي ، فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهمّ على غزوهم ، فبلغ الأمر إلى الحارث ، فقدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : منعت الزكاة وأردت قتل رسولي؟ فقال الحارث : لا ، والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا أتاني ، فنزلت الآية ٦ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ ....)(١)

__________________

(١). الاشتقاق ، ص ٤٧٧ ؛ أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٢٤ ؛ أسباب النزول ، لعبد الفتاح القاضي ، ص ٢٠٨ و ٢٠٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٢٨ و ٣٢٩ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٢٩٩ و ٣٠٠ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٣٤ و ٣٣٥ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٨١ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٥٤٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٤ ، ص ١٥٨ ؛ البيان والتبين ، ج ١٣ ، ص ١٩ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ٢٥٩ و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ص ١٩٠ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٠٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ١٠٩ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٢١٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٣١٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٢٤٥ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ١٠٣ ؛

٢٧٣

الحارث بن عامر

هو الحارث بن عامر وقيل : عثمان بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي ، النوفلي ، أخو أبي لهب لأمّه.

من سادات قريش وأشرافهم في الجاهلية ، وكانت إليه الرفادة. أدرك الإسلام ولم يسلم ؛ لطغيانه وولوغه في كفره.

اشترك مع المشركين في واقعة بدر الكبرى ، وكان على ميمنة جيوشهم ، والمطعمين فيها ، والمتحمّسين والباذلين أموالهم في سبيل دحر وهلاك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين.

كان من أشدّ أعداء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤذين له ، والمتهمين له بالشعر والسحر والجنون.

كان من جملة المشركين الذين باتوا حول دار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لاغتياله ، ولكنّ الله أخبر نبيّه بمؤامرتهم ، فأبات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الليلة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في فراشه ، وذهب إلى الغار ، ومن ثم هاجر إلى المدينة ، فنجا من مكيدة المترجم له ومن على شاكلته من الأوغاد.

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد نهى عن قتله يوم بدر ، وقال : ائسروه ولا تقتلوه ، ولكن خبيب بن أساف ، وقيل : يساف ، وقيل : عدي قتله ولا يعرفه.

القرآن الكريم والحارث بن عامر

كان في غياب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يذكره بالخير ويمدحه بالصدق ، وإذا واجهه يقول له : نحن

__________________

الثقات ، ج ٣ ، ص ٧٦ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ١٧٣ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٣ ، ص ٧٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٨٧ و ٨٨ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٣ ، ص ٣٠٨ و ٣٠٩ وج ٤ ، ص ٢٩٥ ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ١٢١ ؛ قاموس الرجال ، ج ٣ ، ص ٣٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٩٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٨ ، ص ٦٠ ؛ مجمع الرجال ، ج ٢ ، ص ٧٢ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٦٦ ؛ المحبر ، ص ٨٩ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ١٩٤ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٤٠٤ ـ ٤٠٦ ؛ منهج المقال ، ص ٩٠ ؛ نقد الرجال ، ص ٧٩ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١١ ، ص ٢٥٣.

٢٧٤

نعلم بأنّ كل ما تقوله حقّ وصحيح ، ولكن لو تابعناك وآمنّا بك احتقرتنا العرب ، ونحن لا نطيق ذلك. فنزلت فيه الآية ٣٣ من سورة الأنعام : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ.)

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يودّ كثيرا أن يسلم المترجم له ، فكان يلحّ عليه ويشجّعه ويحثّه على ذلك ، ولكن سوء حظّه كان يمنعه من ذلك ، فكان ذلك يعزّ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت فيه الآية ٣٥ من نفس السورة : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ ....)

ونزلت فيه الآية ٥٧ من سورة القصص : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا ....)

وشملته الآية ١ من سورة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)

في أحد الأيام أذنب ذنبا فاستفتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ، فأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يكفّر ، فقال : لقد ذهب مالي في الكفّارات والنفقات ، فنزلت فيه الآية ٦ من سورة البلد : (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً.)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦١٥ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٨٠ ؛ الأغاني ، ج ٤ ، ص ٢١ ؛ امتاع الاسماع ، ص ١٥٢ و ١٧٥ و ١٧٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ١٧٤ و ٢٦٤ وج ٤ ، ص ٦٥ و ٦٧ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، ص ٢٤٩ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ١٢٥ و ١٢٨ و ٢٣١ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٤٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ١١٠ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٥٢٣ و ٥٢٤ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٢ ، ص ١٥٣ و ١٦٩ و ١٧١ وج ٢٥ ، ص ٤ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٩٨ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٠٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ٢٢٣ وج ٢٠ ، ص ٦٤ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١١٦ ؛ جمهرة النسب ، ص ٦٢ ؛ جوامع السيرة النبوية ، ص ١١٦ ؛ الروض المعطار ، ص ٦٥ و ١٧٥ و ٤٥٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٠٣ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٢٥ و ٣٢٠ و ٣٦٦ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٦٦ و ٦٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٠٢ و ١١٩ و ١٦٧ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٤٢٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٣٣٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٨ ، ص ٦٢ ؛ المحبر ، ص ٦٥ و ١٧٥ و ٤٥٠ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٥٨ و ٨١ و ١٢٨ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٤٨ ؛ نسب قريش ،

٢٧٥

الحارث المحاربي

هو الحارث ، وقيل : الوارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة المحاربي من سكان البادية.

القرآن المجيد والحارث المحاربي

وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا رسول الله! أخبرني عن الساعة متى قيامها؟ وإنّي ألقيت حبّاتي في الأرض وقد أجدبت ، فمتى ينزل المطر؟ وتركت امرأتي حبلى فما ذا تلد ، أذكر أم أنثى؟ وأخبرني يا رسول الله! بأي أرض أموت؟ فنزلت جوابا لأسئلته الآية ٣٤ من سورة لقمان : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)(١)

الحارث بن قيس

هو الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي ، السهمي ، الخزاعي ، المعروف بابن الغيطلة أو الطلالة ، وهي أمّه.

من سادات وأشراف قريش في الجاهلية ، وكانت تجمع عنده الأموال التي كانوا يهبونها لأصنامهم.

__________________

ص ٢٠٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٣١ و ٧١٦.

(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٢٨٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ١٩٤ وفيه اسم ابيه عمارة بدل عمرو ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٣٢ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ٧٨ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٢٧٩ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٤٥٦ ؛ تفسير المراغي ، المجلد السابع ، الجزء الحادي والعشرون ، ص ١٠٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٦ ، ص ٢٤١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٤ ، ص ٨٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ١٦٩ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥٠٤ و ٥٠٥ ؛ كشف الأسرار ، ج ٧ ، ص ٥٠٩ وفيه اسمه عبد الوارث ؛ مواهب الجليل ، ص ٥٤٤.

٢٧٦

كان يعبد الأحجار ، فيتّخذ حجرا فيعبده ، فإذا وجد أحسن منه تركه وعبد الآخر.

كان من ألدّ خصوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أشدّهم ايذاء واستهزاء به ، وأكثرهم غمزا له.

يقال : إنه أسلم وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهاجر إلى الحبشة ، وكثير من المؤرخين والمحققين ينكرون صحبته.

دعا عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالهلاك ، فاستجيبت دعوته ، فهلك قبل واقعة بدر على أثر تناوله حوتة مملوحة ، فلم يزل يشرب الماء حتى مات ، وقيل : مات على أثر إصابته بداء الذبحة ، وقيل : امتلأ رأسه قيحا ، فهلك.

القرآن العظيم والحارث بن قيس

شملته الآية ٩٤ من سورة الحجر : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.)

والآية ٩٥ من السورة نفسها : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ.)

والآية ٩٦ من نفس السورة : (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ.)

ونزلت فيه الآية ٤ من سورة غافر : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ.)

كان يقول : قد غرّ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه ووعدهم أن يحيوا بعد الموت ، والله! ما يهلكنا الّا الدهر ، فنزلت فيه الآية ٢٣ من سورة الجاثية : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ ....)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ آخر تفسير الجلالين ـ ، ص ٦٢١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ الاشتقاق ، ص ١٢٠ و ١٢٢ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٨٧ و ٢٨٨ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩٧ ؛ امتاع الاسماع ، ص ٢٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ١٣٢ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ، ص ٣٠٦ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٢٤ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٠٧ ؛ تفسير المحيط ، ج ٨ ، ص ٤٨ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٤٢ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٢١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ١٦٧ و ١٧٠ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٦٥ وفيه اسمه الحارث بن عدي بن سعد ؛ جمهرة النسب ، ص ١٠١ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٢٧٣ ؛

٢٧٧

الحارث بن هشام

هو أبو عبد الرحمن الحارث ، وقيل : الحرث بن هشام ، وقيل : هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي ، المخزومي ، المكّي ، وأمّه أمّ الجلاس بنت عثمان المخزوميّة ، أخو أبي جهل وابن عمّ خالد بن الوليد.

صحابي مكّي من المؤلّفة قلوبهم.

أسلم يوم فتح مكّة في السنة الثامنة للهجرة ، وسكن المدينة المنوّرة ، وشهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واقعة حنين.

كان في الجاهلية من سادات وأشراف قومه ، شهد واقعة بدر مع المشركين وهو كافر ، ثم انهزم ، وكان من المطعمين في تلك المعركة.

يوم فتح مكة أجارته أمّ هاني بنت أبي طالب عليه‌السلام ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لها : قد أجرنا من أجرت ، فنجا من سيف الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي أراد قتله.

في أيام أبي بكر بن أبي قحافة ، وقيل : في أيام عمر بن الخطاب ، خرج بأهله وأمواله من مكّة إلى الشام ، وشهد بها واقعتي فحل وأجنادين ، ولم يزل بها حتى هلك في طاعون عمواس سنة ١٨ ه‍ ، وقيل : سنة ١٧ ه‍ ، وقيل : استشهد يوم اليرموك في رجب سنة ١٥ ه‍.

في السنة الثامنة من الهجرة ـ لمّا افتتح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة ـ أمر بلالا الحبشي أن يؤذّن فوق سطح الكعبة ، فلما أذّن وسمعه الناس ، قال الحارث : وا ثكلاه! ليتني متّ قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة!

تزوّج عمر بن الخطاب من ابنته أم حكيم.

__________________

السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٥١ و ٥٢ ؛ العقد الفريد ، ج ٣ ، ص ٦٧ و ٧٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٧١ ؛ كشف الأسرار ، ج ٨ ، ص ٤٤٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٨ ، ص ٧١ و ٧٢ ؛ المحبر ، ص ١٥٨ و ١٥٩ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ نسب قريش ، ص ٤٠١ ؛ نمونه بينات ، ص ٦٨٤ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١١ ، ص ٢٤٣ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٣٣٠.

٢٧٨

القرآن الكريم والحارث بن هشام

كان من جملة الذين نقضوا العهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهمّوا بإخراجه من مكّة ، فشملته الآية ١٢ من سورة التوبة : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ ....)

ونزلت فيه وفي بقية المشركين المطعمين ببدر الآية ١ من سورة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ.)

وفي يوم فتح مكة أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بلالا أن يصعد الكعبة ويؤذّن في الناس ، فلما أذن وسمعه الناس قال المؤلفة قلوبهم والذين في نفوسهم مرض عبارات تعبّر عن تفاخرهم بأنسابهم وكثرة أموالهم واحتقارهم للفقراء والمستضعفين أمثال بلال ، فمما قاله الحارث في ذلك اليوم : أما وجد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله غير هذا الغراب الأسود مؤذنا؟! فنزلت فيه الآية ١٣ من سورة الحجرات : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ....)

وبعد أن أسلم هو وجماعة من المشركين يوم الفتح نزلت فيهم الآية ٧ من سورة الممتحنة : (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً ....)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٩٥ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٩٨ و ٣٣١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٣٠٧ ـ ٣١١ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣٥١ و ٣٥٢ ؛ الاشتقاق ، ص ١٤٨ و ١٤٩ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٢٩٣ و ٢٩٤ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ؛ الأغاني ، راجع فهرسته ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان ، ص ١١ و ١٢ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ، ص ٣٠٤ و ٣١٣ و (المغازي) ، ص ٥٣٤ و ٥٦٠ و ٦٠٢ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٨٥ و ١٤٦ و ١٦٧ و ١٨٢ و ١٨٤ و ٢٥٤ و ٢٧٤ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٧٢ و ٤٩٣ ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٥٣ و ١٠٠ و ١٠٩ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ٢ ، ص ٢٥٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٤٦ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٥٩ و ٦٣ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١١١ ؛ تفسير البحر المحيط ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الجلالين ، ص ١٨٣ ؛ تفسير الطبري ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٥٦١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، راجع فهرسته ؛ تفسير المراغي ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الميزان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ١٤٥ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ٢٤٨ ؛ تهذيب

٢٧٩

حاطب بن أبي بلتعة

هو أبو عبد الله ، وقيل : أبو محمّد حاطب بن أبي بلتعة ، عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك اللخمي ، الأسدي ، وقيل : الأزدي ، وقيل : المذحجي ، المكي.

صحابي ، شهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بدرا والحديبية وأحدا وبقية المشاهد.

كان من أهل مكّة ، وكان في الجاهلية من رماة العرب المشهورين ومن فرسانهم

__________________

تاريخ دمشق ، ج ٤ ، ص ٨ ـ ١٣ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ٢ ، ص ١٤٠ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ١٥٦ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٥ ، ص ٢٩٤ ـ ٣٠٤ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ١٠٤ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ٧٢ و ٧٣ ؛ ثمار القلوب ، ص ٢٣٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ٢٢٣ و ٣٤١ وج ١٨ ، ص ٥٨ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٤٤٠ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ١٧٦ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٣ ، ص ٩٢ و ٩٣ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٤٥ ؛ جمهرة النسب ، ص ٨٦ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٥٩ ؛ الدر المنثور ، راجع مفتاح التفاسير ؛ رجال الحلي ، ص ٥٤ ؛ رجال ابن داود ، ص ٦٩ ؛ رجال الطوسي ، ص ١٦ ؛ الروض الانف ، ج ٧ ، ص ١٣٧ ؛ الروض المعطار ، ص ٤١٥ و ٤١٨ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٤ ، ص ٤١٩ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ١٧٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١١٨ وج ٣ ، ص ١٩ وج ٤ ، ص ٥٦ و ١٣٨ ؛ شذرات الذهب ، ج ١ ، ص ٣٠ و ٣١ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٤٤٨ وج ٨ ، ص ٣٠٣ ؛ طبقات خليفة ابن خياط ، ص ٢٩٩ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٥ ، ص ٤٤٤ وج ٧ ، ص ٤٠٤ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ١٧ ، العقد الثمين ، ج ٤ ، ص ٣٢ ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ١٢٤ ؛ عيون الاخبار ، ج ١ ، ص ١٦٩ و ٣٣٩ و ٣٤٠ ؛ قاموس الرجال ، ج ٣ ، ص ٥٧ و ٥٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٥٥٨ وراجع فهرسته ؛ الكشاف ، راجع مفتاح التفاسير ؛ كشف الاسرار ، ج ٢ ، ص ٦٣١ وج ٩ ، ص ٢٦٣ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ١٥٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٨ ، ص ٨٠ و ٨١ ؛ مجمع البيان ، راجع مفتاح التفاسير ؛ مجمع الرجال ، ج ٢ ، ص ٧٥ ؛ المحبر ، ص ١٣٩ و ١٧٦ و ٤٥٣ و ٤٧٣ و ٥٠١ و ٥٠٢ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ٧٥ ؛ المعارف ، ص ١٩٢ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٠٣ وج ٤ ، ص ١٥٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٤ ، ص ٢٠٨ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٤ ، ص ١٠٥ وج ٥ ، ص ٣٨ وج ٩ ، ص ٧١٤ و ٧٨٦ و ٨٦٣ ؛ منهج المقال ، ص ٩١ ؛ نسب قريش ، ص ٣٠١ و ٣٠٢ ؛ نقد الرجال ، ص ٨١ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ١١ ، ص ٢٤٩ ـ ٢٥١ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٣٢٧.

٢٨٠