أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

وبعد أن التقط من النيل وأدخل البلاط الفرعوني رفض الرضاعة من ثدي المرضعات ، حتى جيء بأمّه إلى البلاط لترضعه على أنّها مرضعة من المرضعات ، وهم لا يعرفون بأنّها أمّه ، فاستأنس بثديها وارتضع منها.

والمزيد عن أحوالها سنذكره إن شاء الله في ترجمة حياة ابنها موسى بن عمران عليه‌السلام.

القرآن الكريم وأم موسى بن عمران عليه‌السلام

(إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) طه ٣٨.

(فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها ...) طه ٤٠.

(وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ...) القصص ٧.

(وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) القصص ١٠.

(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ ...) القصص ١٣. (١)

__________________

(١). اثبات الوصية ، ص ٤١ و ٤٢ ؛ الاختصاص ، ص ٢٨٦ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٥٩٧ و ٦٩٠ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٢٥٧ ؛ البداية والنهاية ؛ ج ١ ، ص ٢٢٣ و ٢٢٤ و ٢٢٥ وغيرها ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٤٦ ـ ٥٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٩٢ و ٩٣ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ـ ٢٧٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٣٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٣٣ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ؛ ص ١٧٣ و ١٧٤ وج ٨ ، ص ١٣١ ـ ١٣٥ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٢٤٠ ـ ٢٤٢ وج ٧ ، ص ١٠٥ و ١٠٦ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٢٢١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٤٧ و ١٨٧ و ١٨٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ١٤ ـ ١٦ وج ٧ ، ص ٣ و ٦ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٠٧ و ٣٧٠ و ٣٧١ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٣٠٦ وج ٤ ، ص ٨١ ـ ٨٣ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٦ ، ص ١٢٢ ـ ١٢٦ وج ٢٠ ، ص ٢٠ ـ ٢٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٥٠٥ و ٥٠٦ وج ٤ ، ص ١٨٦ ـ ١٩١ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٢ ، ص ٥٠ ـ ٥٤ وج ٢٤ ، ص ٢٢٧ ـ ٢٣١ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١٣٥ و ١٣٦ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٤٨ و ١٤٩ و ٣٨١ و ٣٨٣ ؛ تفسير المراغي ، المجلد السادس ، الجزء السادس عشر ، ص ١١٠ و ١١١ والمجلد السابع ، الجزء العشرون ، ص ٣٧ و ٤٠ و ٤١ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٤ ،

١٦١

إينان

أحد ملوك ورؤساء الجن ، من أهل نصيبين ، وكانوا يدينون بدين موسى بن عمران عليه‌السلام ، وينتمون إلى بني الشيصبان ، وكانوا من جملة جنود إبليس.

جاء وجماعته إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتلو القرآن بوادي مجنّة ، وقيل : ببطن النخل من قرى المدينة المنوّرة ، وكان عددهم تسعة ، وقيل : سبعة ، وقيل : ستة ، وقيل : أكثر من ذلك بكثير ، فأخذوا يستمعون إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما فرغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من تلاوته ذهبوا إلى قومهم ، وأخبروهم بأنهم سمعوا آيات من كتاب سماويّ نزل بعد التوراة ، يتلوها نبيّ جاء بدين الإسلام ، يدعى محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت تلك الآيات مؤثّرة في نفوسنا ؛ لأنّها تنطق بالحق والصواب وتصدّق التوراة ، فطلبوا من قومهم الإيمان بالنبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والدخول في دينه.

فجاءوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعهم المترجم له ، فأعلنوا إسلامهم ، فرحب بهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلّمهم شرائع الإسلام ، وأمر الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام أن يفقههم في الدين.

القرآن العظيم وإينان

شملته الآية ٢٩ من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ

__________________

ص ١٤٩ وج ١٦ ، ص ١٠ و ١٢ ـ ١٥ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٣٧٩ وج ٤ ، ص ١١١ ـ ١١٦ ؛ التوراة ـ سفر الخروج ـ ، ص ٧٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ، ص ١٩٥ و ١٩٧ وج ١٣ ، ص ٢٥٥ ـ ٢٥٩ ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٨١ و ٣٤٢ و ٣٤٣ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ١٥٦ و ١٥٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٩٥ وج ٥ ، ص ١٢٠ و ١٢٣ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٥ ، ص ١٢١ ـ ١٢٧ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ١١٢١ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٢٥١ و ٢٥٢ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٧ ـ ١١ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٢ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٦٩ ـ ١٧٣ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٦٢ ـ ٦٤ ، و ٣٩٣ و ٣٩٥ ـ ٣٩٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٦ ، ص ١٢٠ ـ ١٢٥ وج ٧ ، ص ٢٧٥ و ٢٧٧ ـ ٢٧٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٥٠ ، ص ٣١٢ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ١٧ و ١٨ و ٣٧٧ ـ ٣٨١ ؛ مرآة الزمان ـ السفر الأول ـ ، ص ٣٩٣ و ٣٩٤ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٤٩ ؛ المعارف ، ص ٢٦.

١٦٢

فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)

والآية ٣٠ من نفس السورة : (قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ.)

والآية ١ من سورة الجنّ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً.)(١)

نبيّ الله أيّوب عليه‌السلام

هو أيّوب ، وقيل : يوباب بن موص بن رزاح ، وقيل : رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

وقيل : هو أيّوب بن موص بن رعويل ، أو رعوايل بن العيص بن إسحاق عليه‌السلام.

وقيل : هو أيّوب بن آموص بن رازخ بن روم بن عيص بن إسحاق عليه‌السلام ، وهناك أقوال أخر في اسمه واسم أبيه وأجداده.

أمّه بنت نبيّ الله لوط عليه‌السلام ، واختلف المؤرّخون في اسم زوجته ، فمنهم من سمّاها ليا ، وقيل : إلياء بنت يعقوب ، وقيل : هي رحمة بنت أفرائيم بن يوسف ، وقيل : هي رحيمة بنت يوسف بن يعقوب ، وقيل : هي ما خير بنت منسي بن يوسف بن يعقوب.

__________________

(١). التبيان في تفسير القرآن ، ج ٩ ، ص ٢٨٤ ـ ٢٨٦ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٦٧ و ٦٨ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ١٧٧ و ١٧٨ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ و ٣٩٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٨ ، ص ٨٨ و ٨٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ١٧ و ١٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٦ ، ص ١٩ ـ ٢٣ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٦٣ ـ ٦٧ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٨ ، ص ٣١ ـ ٣٣ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ و ٣٠٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ١٦٣ ـ ١٧٢ ؛ تفسير المراغي ، المجلد التاسع ، الجزء السادس والعشرون ، ص ٣٦ و ٣٧ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٢١٩ و ٢٢٠ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٩ ـ ٢٢ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٢٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ٢١٠ ـ ٢١٧ ؛ جوامع الجامع ، ص ٤٤٧ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٧٠٠ ـ ٧١٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٤٤ و ٤٥ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٣١١ و ٣١٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ١٣٩ ـ ١٤٢ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٤٩ وج ٥ ، ص ٥٨ ؛ مواهب الجليل ، ص ٦٧٠ و ٦٧١ ؛ نمونه بينات ، ص ٧١٥ و ٨٣٥.

١٦٣

كان أحد الأنبياء الّذين أرسلهم الله إلى الناس لهدايتهم وإرشادهم إلى الخير والصلاح ، وكان عربيّا ، وقيل : كان روميّا. عرف بالإيمان الراسخ بالله والصلاح والتّقى ، ومنحه الله أعلى مراتب الصبر والثبات حتى ضرب المثل بصبره ، وله أياد بيضاء في مجالات الأدب والدراما.

اختلف المؤرخون في المرحلة الزمنيّة الّتي عاشها ، فمنهم من قال : إنه كان قبل موسى بن عمران عليه‌السلام أو معاصرا له ، ومنهم من جعله معاصرا لنبيّ الله يعقوب عليه‌السلام أو ابنه يوسف عليه‌السلام ، ومنهم من جعله من المعاصرين لسليمان بن داود عليه‌السلام ، وذهب البعض إلى القول بأنّه من معاصري أردشير ملك بلاد فارس ، أو من معاصري نبوخذ نصر ، ومنهم من جعله في عداد أنبياء بني إسرائيل.

تضاربت آراء العلماء والمؤرّخين في البلاد الّتي كان يستوطنها ، فمنهم من قال : إنه كان يتواجد في أرض عوض في بلاد اليمن ، وقيل : كان من أهل عوض أو عوص في فلسطين ، وقيل : كان من أهل نوى الواقعة بين دمشق وطبريّة ، وهناك من قال : إنّه كان يستوطن حوران ، وهي من أعمال دمشق ، وبها مسجد يعرف بمسجد أيّوب ، وهناك عين ببلاد نوى والجولان فيما بين دمشق وطبرية يقال : إنّه اغتسل منها.

كانت له أموال طائلة وأولاد كثيرون ، فامتحنه الله وابتلاه ، فذهبت أمواله ومات أولاده ، وأصيب بجملة من الأمراض الخبيثة حتى لم يبق فيه عضو سالم سوى قلبه ولسانه ، فتنفّر الناس منه حتى أقربهم إليه.

استمرت تلك الأمراض والآلام والمحن ملازمة له ٣ سنوات ، وقيل : ٧ سنوات ، وقيل : ١٨ سنة ، وخلال تلك السنوات العصيبة كانت زوجته البارّة الوفيّة تقوم بتمريضه وخدمته وأمور معاشه ، فكانت تخدم الناس في بيوتهم بالأجر ، وتشتري به طعاما ودواء له ، ولمّا علم الناس بأمراض زوجها امتنعوا من استخدامها ؛ خوفا من سريان أمراضه إليهم ، فاضطرت إلى بيع ضفيريتها لبنات الأشراف مقابل طعام لأيّوب عليه‌السلام.

وفي فترة مرضه ومحنه التي طالت أو قصرت كان أيّوب عليه‌السلام يواجه تلك الأمراض

١٦٤

والآلام والمحن بالرضى والقبول والتسليم لمشيئة الله سبحانه وتعالى ، صابرا محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره ، ولم يسمع منه في تلك المدّة أيّ كلام يدل على الجزع والفزع ، بل كان يلهج بشكر الله وحمده ، فجزاء لتحمّله المشاق وصبره على البلايا وشكره لله منحه الباري منزلة النبوة ، وشافاه من علله وأسقامه ، ورفع عنه المحن التي صبّت عليه. وبعد أن منّ الله عليه بالشفاء والصحة الكاملة ردّ عليه هيبته وجماله وشبابه ، وأحيا له بقدرته الفائقة أهله الذين ماتوا على أثر البلاء الذي أصابهم ، فأحياهم بأعيانهم وأشخاصهم ، وكانوا سبعة بنين وسبع بنات ، وكذلك أعاد الله على زوجته شبابها وجمالها وصباها ؛ جزاء لخدمتها وإخلاصها لأيّوب عليه‌السلام ، ومشاركتها له في محنه ومصائبه.

منحه الله عزوجل بالإضافة إلى النبوّة التّقى والاستقامة والصدق والبر ، فلقّب بالصدّيق.

عاش أيّوب عليه‌السلام بعد أن برئ من أسقامه ٧٠ سنة ، وكان في هذه المدّة يهدي الناس إلى الله ، ويحذّرهم من المعاصي والموبقات ، وينذرهم من غضب الله في الدنيا وعقابه في الآخرة.

ولم يزل حاملا أعباء النبوّة حتى توفّي عن عمر ناهز ٩٣ سنة ، وقيل : ٢٠٠ سنة ، وقيل : ٢٢٦ سنة ، بعد أن أوصى بوصاياه إلى ولده الّذي كان يدعى هومل ، ودفن على قلّة جبل جحاف بالقرب من عدن في بلاد اليمن.

قام بأعباء النبوّة من بعده أحد أولاده الّذي كان يدعى بشرا أو بشيرا.

كان له حواريّون يعتمد عليهم ؛ لإيمانهم به وتصديقهم له ، وهم : اليفاز اليماني ، وبلاد الشوحي ، والياهو ، وصوفر النعمانيّ.

في التوراة سفر خاص من الأسفار القانونية يحتوي على ٤٢ بابا ينسب إليه.

القرآن المجيد وأيوب عليه‌السلام

(وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَ...) النساء ١٦٣.

١٦٥

(وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ ...) الأنعام ٨٤.

(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ...) الأنبياء ٨٣.

(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ ...) ص ٤١.

(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) ص ٤٢.

(وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا ...) ص ٤٣.

(إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص ٤٤. (١)

__________________

(١). الآثار الباقية ، ص ٤٠٣ ؛ الاختصاص ، ص ٢١٢ و ٣٤٩ و ٣٥٦ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٢١٥ ـ ٢١٩ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٢٣٦ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ٧٢ و ٧٣ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الأول ، الجزء الثالث ، ص ٧٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ـ ٢١٠ ؛ بصائر ذوي التمييز ، ج ٦ ، ص ٥٩ و ٦٠ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٢٦١ ـ ٢٧١ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ١ ، ص ٤٥٢ ـ ٤٦٥ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ١ ـ ٢٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٧٦ ـ ٧٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ١ ، ص ٢٩٠ وج ٢ ، ص ٤٦ و ١٧٤ وج ٣ ، ص ٧٧ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٢٢٦ ـ ٢٢٨ ؛ تاريخ العرب قبل الاسلام ، ج ٢ ، ص ٢٥٣ ؛ تاريخ أبو الفداء ، ج ١ ، ص ١٦ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٣٧ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ١٩ و ٢٠ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٢٠٦ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ٢٧١ وج ٨ ، ص ٥٦٦ ـ ٥٦٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٣٣٤ وج ٧ ، ص ٤٠٠ و ٤٠١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٧٦ و ٧٧ و ٣١٣ و ٣١٤ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٣٢٩ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ٨١ و ٨٢ وج ٧ ، ص ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ؛ تفسير شبّر ، ص ١٠٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٣٥٠ و ٣٥١ وج ٤ ، ص ٣٠١ ـ ٣٠٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٧ ، ص ٤٢ ـ ٥٨ وج ٢٣ ، ص ١٠٦ ـ ١٠٩ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٥٦٠ ـ ٥٦٥ و ٤٧٠ و ٤٧١ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٢ ، ص ٢٠٣ ـ ٢١٠ وج ٢٦ ، ص ٢١١ ـ ٢١٦ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ ـ ٢٤٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٨٩ ـ ١٩١ وج ٤ ، ص ٤٠ و ٤١ ؛ تفسير المراغي ، المجلد السادس ، الجزء السابع عشر ، ص ٦٠ و ٦١ والمجلد الثامن ، الجزء الثالث والعشرون ، ص ١٢٤ ـ ١٢٦ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٤ ، ص ٣١٤ وج ١٧ ، ص ٢٠٨ ـ ٢١١ و ٢١٢ ـ ٢١٦ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٤٤٦ ـ ٤٤٩ ؛ تنزيه الأنبياء ، ص ٥٩ ـ ٦٤ ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٧٤ و ٣٨٣ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٣٠ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ١٩٣ ـ ٢٠٣ ؛ التوراة ـ سفر أيوب ـ ، ص ٦٧٠ ـ ٦٩٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ، ص ٣٢٣ ـ ٣٢٧ وج ١٥ ، ص ٢٠٧ ـ ٢١٦ ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٩٤ و ٤٠٦ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ١٤٩ ـ ١٥٢ ؛

١٦٦

__________________

الحيوان ، ج ٢ ، ص ٢٤٦ وج ٥ ، ص ٣٧٤ وج ٦ ، ص ١٦٢ ؛ الخصال ، ص ٣٨٨ و ٣٩٩ ؛ خلاصة الأخبار ، ص ٦٥ ـ ٧٠ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٣ ، ص ٢١٦ ـ ٤١٩ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٤ ، ص ٨٠٤ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ١ ، ص ٧٩٩ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٣٥٠ ـ ٣٦٠ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٥٩٥ ـ ٦٠١ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٣٢٧ ـ ٣٣١ وج ٥ ، ص ٣١٥ ـ ٣١٧ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ١٤٨ وج ٢ ، ص ٤٥٢ و ٥١٤ وج ٣ ، ص ٥٥ ؛ الروض المعطار ، ص ٧٩ و ١٥٣ و ٢٣٩ و ٥٨٥ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٥٠ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ١٩١ وج ٧ ، ص ١٢٩ وج ١٢ ، ص ٣٣٢ وج ١٣ ، ص ٢٧٣ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٥٥ ؛ عرائس المجالس ، ص ١٣٥ ـ ١٤٤ ؛ عصمة الأنبياء ، ص ٦٣ ؛ العقد الفريد ، ج ١ وج ٢ وج ٥ ، راجع فهرسته ؛ علل الشرائع ، ص ٧٥ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٢٢٠ ؛ فصوص الحكم ، ج ١ ، ص ١٣ و ٥٩ و ١٧٠ وج ٢ ، ص ٢٣٤ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ١٤٦ ـ ١٤٨ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٢٢٧ ـ ٢٤١ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ١٣٩ ـ ١٤٢ ؛ قصص الأنبياء ، لسميح عاطف الزين ، ص ٣٧٩ ـ ٣٨٧ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٦٧ ـ ٣٧٥ ؛ قصص الأنبياء ، للكسائى ، ص ١٧٩ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٢٠٦ ـ ٢١٣ و ٣٢٤ ؛ قصص قرآن ، للسورآبادي ، ص ٣٧٠ ـ ٣٧٤ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ١٩٩ ـ ٢٠٥ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ١٥٣ ـ ١٥٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٢٨ ـ ١٣٦ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ١٣١ ؛ كشف الأسرار ، ج ٦ ، ص ٢٨٣ ـ ٢٩١ وج ٨ ، ص ٣٥٤ و ٣٥٥ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٠٥ وج ٢ ، ص ١٦٤ وج ٤ ، ص ٥٢١ وج ١٠ ، ص ٥٠ وج ١١ ، ص ٢٧٣ و ٣٢٩ وج ١٢ ، ص ٢٦٧ وج ١٣ ، ص ٢٨٨ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٨ ، ص ٦٠١ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٩٤ ، وج ٨ ، ص ٧٤٤ ـ ٧٤٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٩٧ و ١٩٨ ؛ المحبر ، ص ٥ ، و ٣٨٨ ؛ المدهش ، ص ٩١ ـ ٩٣ ؛ مرآة الزمان ـ السفر الاول ـ ، ص ٣٧٦ ـ ٣٨٥ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٤٨ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢٠٥ و ٢٠٦ ؛ المعارف ، ص ٢٥ ؛ معاني الأخبار ، ص ٥٠ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٧٠ ـ ٧٤ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٣٣٨ وج ٥ ، ص ٣٠٦ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ٤٤ و ٤٧ ؛ مواهب الجليل ، ص ٤٢٩ و ٦٠١ و ٦٠٢ ؛ المورد ، ج ٦ ، ص ١٥ و ١٦ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٢٩٢ ؛ نهاية الارب ، ج ١٣ ، ص ١٥٧.

١٦٧
١٦٨

حرف الباء

١٦٩
١٧٠

باثار بن لقمان الحكيم

هو باثار ، وقيل : باران ، وقيل : ثاران ، وقيل : ماثان ، وقيل : ناتان ، وقيل : أنصم ، وقيل : أشكم ، وقيل : مشكم ، وقيل : سلام بن لقمان الحكيم ابن عنقاء ، وقيل : باعور بن مريد ، وقيل : مربد ، وقيل : سدون بن صاوون.

ابن لقمان الحكيم ، وكان في أوّل أمره كافرا ، فلم يزل أبوه يعظه ويرشده حتى أسلم وآمن بالله وحده.

كانت أمّه كافرة مشركة أيضا ، لكنها أسلمت وآمنت بالله بفضل مواعظ ونصائح زوجها لقمان عليه‌السلام.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام في حقّه : «وعظ لقمان ابنه باثار حتى تفطّر وانشقّ ، وذلك لكثرة تأثير الحكمة فيه».

القرآن الكريم وباثار

(وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ ...) لقمان ١٣. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٩١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ١٨٦ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٢٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ٧١ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٩١ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٢٧٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٤٤٥ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٤٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٤ ، ص ٦٢ وراجع فهرسته ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٤٩٣ ـ ٥٠٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ٧ ، ص ٤٩١ و ٤٩٣ وراجع فهرسته ؛ مرآة الزمان ـ السفر الأول ـ ، ص ٤٩٦ و ٤٩٧ ؛ المعارف ، ص ٣٢ ؛ مواهب الجليل ، ص ٥٤٠.

١٧١

بحري بن عمرو

هو بحري ، وقيل : بحر بن عمرو اليهوديّ من بني القينقاع. أحد علماء وأحبار اليهود المعاصرين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء دعوته ، وكان من جملة الذين خاصموا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعادوه وحسدوه وحرّضوا الناس عليه ، ووقفوا في وجهه بأموالهم وأنفسهم.

القرآن العظيم وبحري بن عمرو

كان المترجم له وجماعته يخالطون المسلمين وينصحونهم بقولهم : لا تنفقوا أموالكم في سبيل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فانّا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ، ولا تسارعوا في النفقة فانّكم لا تدرون علام تكون ، فأنزل الله فيه وفي جماعته من اليهود الآية ٣٧ من سورة النساء : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ ...) في أحد الأيّام جاء هو وجماعة من اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخذوا يناقشون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويحاجّونه ، فأجابهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالدعوة إلى الله الواحد ، وحذّرهم غضبه ونقمته إن أصرّوا على كفرهم وعنادهم ، فقالوا : أتخوّفنا يا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله! ونحن أبناء الله وأحبّاؤه ، فنزلت في المترجم له وصحبه الآية ١٨ من سورة المائدة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ....)

وجاء يوما إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه جماعة على شاكلته ، فقالوا : يا محمّد! أما تعلم مع الله إلها غيره؟ فأجابهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : الله لا إله إلّا هو ، بذلك بعثت وإلى ذلك أدعو ، فنزلت فيهم الآية ١٩ من سورة الأنعام : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ ....)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٣٥٧ و ٤٠٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ٥٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٧٦٥ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ١٢٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٦٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦١ و ٢٠٨ و ٢١٢ و ٢١٧ و ٢١٩ ؛ المفصل فى تاريخ العرب ، ج ٦ ، ص ٣٤٦ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٠٨.

١٧٢

بحيرا الراهب

هو جرجيس ، وقيل : جرجس ، وقيل : سرجس ، وقيل : سرجيوس بن اسكندر ، وكان يلقب ببحيرا أو بحيرى ، فغلب لقبه على اسمه ، ومعنى بحيرا في اللغة السريانية : العالم المتبحّر.

كان من بني عبد القيس النصارى ، ومن رهبانهم وعلمائهم ، ويقال : كان من أحبار اليهود بتيماء.

كان مؤمنا موحدا يدعو الناس إلى الإيمان بالله ونبذ الأوثان وعبادتها ، وعرف بتضلّعه في علمي النجوم والهيئة ، ويتّهمه المسيحيون بالسحر والشعوذة.

تشرّف بلقاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل بعثته وآمن به ، وذلك عند ما صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عمه أبا طالب عليه‌السلام في سفرة إلى بلاد الشام ، وفي طريقهم إلى الشام نزلوا بمدينة بصرى من بلاد الشام ، وكان المترجم له يستوطنها ، وبها دير يتعبّد فيه ، فصادف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعمه فيها ، وقيل : صادفهم بقرية الكفر والتي تبعد عن بصرى ستة أميال ، وكانت تدعى : دير بحيرا ، فلما التقى بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعمّه ومن معهما رحّب بهم ودعاهم إلى وليمة صنعها لهم.

وفي أثناء الطعام أخذ بحيرا يحدّق النظر بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ويراقبه مراقبة دقيقة ، ويدقّق النظر في مواضع من جسمه ، فرأى فيه مشخّصات تميّزه عن سائر الناس ، فلاحظ غمامة تظله من بين جماعته ، ورأى شجرة استظل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وجماعته بها ، وإذا بالشجرة قد هصرت أغصانها حتى يستظلّ بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فلما فرغوا من الطعام وتفرّقوا أخذ يسأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعض الأسئلة ، فوجدها موافقة لما عنده من المواصفات حول النبي الذي يبعث بعد عيسى بن مريم عليه‌السلام وتختتم به النبوّات ، ثم جلب نظره خاتم النبوة بين كتفي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوجّه السؤال إلى أبي طالب عليه‌السلام قائلا : ما قرابة هذا الغلام منك؟ قال عليه‌السلام : ابني ، قال بحيرا : ما ينبغي أن يكون أبوه على قيد الحياة ، قال عليه‌السلام : فإنّه ابن أخي ، مات أبوه وأمّه حامل به ،

١٧٣

قال بحيرا : صدقت ، ارجع به إلى بلدك واحذر عليه من اليهود ، فو الله ؛ لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرّا ، فإنّه كائن له شأن عظيم. فسأله أبو طالب عليه‌السلام : ولم ذلك؟ قال : إنّ الله كتب لابن أخيك هذا النبوة والرسالة ، ويأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى بن عمران عليه‌السلام وعيسى بن مريم عليه‌السلام ، فقال أبو طالب عليه‌السلام : لم يكن الله ليضيّعه ، ثم خرج به أبو طالب عليه‌السلام حتى قدم به إلى مكّة ، وكان عمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ ٩ سنين ، وقيل : ١٢ سنة ، وقيل : ١٣ سنة.

يقال : إنّ الصحابي الجليل سلمان الفارسي (ره) تتلمذ وتعلّم عليه.

ينسب الى بحيرا كتاب «الأنبار».

وهناك قول بأنه كان يسكن قرية منفعة بالبلقاء وراء زيرا.

القرآن المجيد وبحيرا

شملته الآية ١٢١ من سورة البقرة : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ....)

والآية ٢٠٨ من نفس السورة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ....)

بعد واقعة خيبر جاء جعفر بن أبي طالب وأصحابه إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانوا سبعين رجلا ، منهم اثنان وستون من الحبشة وثمانية من أهل الشام بينهم المترجم له ، فقرأ عليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سورة يس بتمامها ، فلما سمعوا السورة بكوا ثم آمنوا ، وقالوا : ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فنزلت فيهم الآية ٨٢ من سورة المائدة : (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ.)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٦٦ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ١٦٦ و ١٦٧ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ١٣٩ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٥٣٩ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٢١٣ و ٢٦٣ و ٢٦٦ و ٢٦٨ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٠٢ و ٣٠٤ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ٢٥٧ ؛ تاريخ دمشق ، ج ١ ، ص ٢٦٧ ؛

١٧٤

برثولماوس

هو برثولماوس ، وقيل : برتلماوس ، وقيل : أبر ثلما ، وقيل : برتلوما ، وقيل : برتولوماوس ، وقيل : برثلي ، وقيل : بارتلمي.

أحد حواريّ السيّد المسيح عليه‌السلام الاثني عشر ، ومن جملة رسله وتلاميذه المقرّبين إليه ، ويعتبره المسيحيّون من قدّيسيهم.

كان من أهل الجليل بفلسطين ، ومن أبرز المبشّرين للوحدانيّة وشريعة عيسى بن مريم عليه‌السلام.

أنيطت إليه الدعوة والتبشير للمسيحيّة في أراضي العرب والحجاز والهند والحبشة وفارس والواحدانية وبلاد البربر.

بعد أن قضى مدة طويلة في الهند من أجل مهمّته التبشيريّة تمكّن من استمالة

__________________

تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٣٣ و ٣٤ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٩٤ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٤٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٣ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٢٠٨ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٦١ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٧ و ٩٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ٢٥٦ وج ١٣ ، ص ٢٩٦ وج ١٦ ، ص ٥٨ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٣ ، ص ٣٩٦ و ٣٩٩ ؛ دائرة المعارف البستاني ، ج ٥ ، ص ٢١٧ و ٢١٨ ؛ الروض الانف ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ـ ٢٢١ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٥٩ ؛ السيرة الحلبية ، ج ١ ، ص ١١٨ ـ ١٢٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٧٣ ، ص ٧٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ١٩١ ـ ١٩٤ ؛ شرح المواهب اللدنيّة ، ج ١ ، ص ١٩٢ ؛ صبح الأعشى ، ج ٤ ، ص ١٠٨ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ١٢١ و ١٥٣ ـ ١٥٦ ؛ عيون الأثر ، ج ١ ، ص ٤٠ ـ ٤٣ ؛ الغدير ، ج ٧ ، ص ٢٧٥ و ٣٤٢ و ٣٤٣ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ١ ، ص ٥٣٩ ؛ الفهرست ، للنديم ، ص ٢٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ٣٧ و ٣٨ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٥٥٥ وج ٢ ، ص ٤٠٤ وج ٣ ، ص ١٧٩ وج ٤ ، ص ١١٤ وج ٩ ، ص ١٤٩ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٠ ، ص ٦٨٥ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٣٨ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢٤٤ و ٢٤٥ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٢ ، ص ٦٥٣ وج ٣ ، ص ٦٣ وج ٦ ، ص ٤٥٦ و ٤٦٢ وج ٧ ، ص ٣٣٣ ؛ المواهب اللدنية ، ج ١ ، ص ٤٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٦ و ٧٣ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ١٣٢ ـ ١٣٤.

١٧٥

الكثيرين إلى المسيحية ، ثم انتقل إلى بلاد فارس عن طريق بحر عمان لنفس المهمة ، فاستطاع ترويج المسيحيّة في أكثر أرجائها ، ومن ثم دخل بلاد أرمينية ، وتقرّب من ملكها پل مبوس ، وأقنعه على اعتناق المسيحيّة ، ولم يزل يروّج للمسيحيّة حتى نشب عداء بينه وبين أخ الملك انتهى بسلخ جلد رأسه وهو حيّ في منطقة ارضروم ، ثم صلبوه بها ، وقيل : في البانوبوليس سنة ٧١ ميلادية.

ينسب إليه إنجيل يعرف بإنجيل القديس برثلماوس ، وقسم من المسيحيين لا يعترفون بذلك الإنجيل ، ويعتبرونه من الأناجيل غير القانونية. وتنسب إليه مجموعة من الكتابات والوثائق.

الكنيسة الغربية تعيّد له في كلّ سنة في اليوم الرابع والعشرين من شهر آب ، وأما الكنيسة الشرقية فتعيّد له في الحادي عشر من حزيران في كلّ سنة.

القرآن المجيد وبرثولماوس

شملته الآية ٥٢ من سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ.)

والآية ٥٣ من نفس السورة : (رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)

والآية ١١١ من سورة المائدة : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)

والآية ١٤ من سورة الصفّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)(١)

__________________

(١). انجيل متى ، ص ١٦ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ١٦٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٨٦ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٤٢ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٣٢٢ و ٣٢٣ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ١٧٢ و ١٧٣ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٥٦ و ٥٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٨ ، ص ٩٠ ؛ دائرة معارف البستانى ، ج ٥ ، ص ٢٩٧ ؛ الروض الانف ، ج ٧ ، ص ٤٦٦ ؛ صبح الأعشى ، ج ٦ ، ص ٩١ وج ١٣ ،

١٧٦

برصيصا

عابد وراهب من بني إسرائيل.

عبد الله ستّين سنة ، وقيل : سبعين سنة ، وأصبح مستجاب الدعوة ، فكان يؤتى إليه بالمجانين والمرضى فيداويهم بأدعيته وأذكاره فيبرءون.

ساءت عاقبته وزنى بامرأة وأعدم.

القرآن المجيد وبرصيصا

في أحد الأيّام جاءوا إليه بامرأة من بيت شرف ورفعة وكان لها أربعة إخوة وقد جنّت ، فطلبوا منه معالجتها ، فأبقاها عنده ، وبعد مدّة وسوس له الشيطان وأغواه ، فزيّنها له ورغّبها إليه حتّى زنى بها ، فلمّا حملت خاف من الفضيحة فقتلها ودفنها ، فجاء الشيطان إلى أخوتها وأخبرهم بما فعله الراهب مع أختهم ، فذهبوا إلى ملكهم وأخبروه بفعل الراهب ، فأمر الملك بإحضار الراهب ، فلمّا أحضروه استنطقه فاعترف بجنايته ، فأمر الملك بصلبه ، فرفعوه على خشبة الإعدام ، فجاءه الشيطان وقال له : أنا الذي ألقيتك في هذه المهلكة ، فهل تطيعني فيما أنصحك فيه لأنقذك ممّا أنت فيه؟ ثمّ طلب منه السجود فقال الراهب : كيف أسجد لك وأنا على خشبة الإعدام؟ فقال الشيطان : أكتفي منك بالإيماء ، فأومأ الراهب له بالسجود ، وبذلك كفر بالله سبحانه وسجد لغيره ، ثمّ أعدموه فمات ، فنزلت فيه الآية ١٦ من سورة الحشر : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ ....)

ويقال : إنّ المرأة كانت ترعى الغنم ، وكانت لحسن ظنّها في المترجم تأوي في الليالي

__________________

ص ٢٧٢ ؛ عرائس المجالس ، ص ٣٥١ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ١٦٧ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٤٠٥ و ٤٠٦ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٩ ، ص ٢٩٠ وج ١٩ ، ص ٨٢٨ ؛ المحبر ، ص ٥٨ ؛ المدهش ، ص ٥٩ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٠٥ ؛ ملحق المنجد ، ص ١٢٤ ؛ المورد ، ج ٢ ، ص ٣٣ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٣٤٤.

١٧٧

إلى صومعته إلى آخر القصّة. (١)

برنابا

هو برنابا ، وقيل : برنابة ، وهي كلمة سريانية تعني ابن النبوّة أو ابن الإنذار.

لقب للقدّيس المسيحي يوسف ، وقيل : جوسي ، وقيل : جوزف اللّاوي ، ابن عم ماركوس الحواري.

أحد حواريّ ورسل السيّد المسيح عليه‌السلام ، ومن مشاهير المبشّرين والمبلّغين للمسيحيّة.

كان في أول أمره يهوديّا ومن أبوين يهوديّين ، فترك اليهوديّة واعتنق النصرانيّة ، وصار من جملة حواري المسيح عليه‌السلام.

صحب القدّيس بولس إلى اليونان ، وقيل : إلى قبرص وآسيا الصغرى لتبشير المسيحيّة ، وصحب القدّيس مرقس وشدّ أزره في التبليغ والتبشير ، ويقال : إنّ مرقس كان من جملة تلامذته بعثه السيّد المسيح عليه‌السلام إلى أنطاكية كرسول من قبله ، فقام برعاية كنيستها ، وبذل أموالا طائلة في سبيل رقيّ وتقدم تلك الكنيسة.

ترأّس أوّل بعثة تبشيريّة ذهبت من أنطاكية إلى أورشليم ، ثم عيّن أوّل أسقف لمدينة ميلان.

__________________

(١). البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ١٢٥ و ١٢٦ ؛ برهان قاطع ، ص ١٧٥ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٨ ، ص ٥٧٠ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٢٥٠ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٤٨٣ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٨ ، ص ٣٣ ، تفسير أبي الفتوح ، ج ٥ ، ص ٢٩٢ و ٢٩٣ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٣٤٢ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٥ ، ص ٥٠٩ و ٥١٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٩ ، ص ٢١٥ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٦٥ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٨ ، ص ٣٧ ـ ٣٩ و ٤٢ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ١٩٩ و ٢٠٠ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢٧١ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ٢٥٦ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ١ ، ص ٥٧٧ ؛ قصص قرآن ، للسورآبادي ، ص ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٩٤ و ١٩٥ ؛ كشف الأسرار ، ج ١٠ ، ص ٥٢ ـ ٥٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ١٠ ، ص ٩٠١ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٣٩٧ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢٩٠ ؛ المنتظم ، ج ٢ ، ص ١٥٨ ـ ١٦١.

١٧٨

ولم يزل يبشّر ويدعو للمسيحيّة حتى قتل في قبرص سنة ٦٣ ميلادية بعد أن حاول التبشير في مجمع سلاميس ، رجموه حتى مات ، فدفنه القدّيس مرقس في مغارة هناك.

ينسب إليه إنجيل يدعى : إنجيل برنابا ، يحتوي على ٢١ فصلا ، ويشتمل على مواضيع غير موجودة في بقية الأناجيل ، كبشارة السيّد المسيح عليه‌السلام بظهور الدين الإسلامي على يد النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمسيحيّون لا يعترفون بإنجيله ، ويقولون : إنّه غير قانوني ، وإنّ واضعه رجل مسلم غير برنابا.

طبع ذلك الإنجيل باللّغتين اليونانيّة واللّاتينيّة ، وترجم إلى أكثر اللغات الحيّة.

يحتفل المسيحيون بذكراه في اليوم الحادي عشر من شهر حزيران من كلّ سنة.

القرآن الكريم وبرنابا

شملته الآية ٥٢ من سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)

والآية ٥٣ من نفس السورة : (رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)

والآية ١١١ من سورة المائدة : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ.)

والآية ١٤ من سورة الصفّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ....)(١)

__________________

(١). تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٣٢٣ و ٣٣٤ ـ ٣٣٦ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ١ ، حاشية ص ١٧٤ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٥ ، ص ٣٦٢ ـ ٣٦٤ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ١٧٢ ؛ قصص الأنبياء ، للنجار ، ص ٤٠٦ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٩ ، ص ٣١٥ وج ١٠ ، ص ٩٦٤ وج ١٩ ، ص ٨٢٨ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ١٠٥ ؛ مقدمة انجيل برنابا (الترجمة الفارسية) ؛ ملحق المنجد ، ص ٢٧ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ٣٥٤.

١٧٩

بطرس الصيّاد

هو سمعان ، وقيل : شمعون ، وقيل : شمعان ، وقيل : فطرس بن يونا ، وقيل : بونا ، وقيل : حمون ، وقيل : خونيا ، وقيل : يوحنا ، وقيل : يونس من بني هارون ، المعروف ببطرس الصيّاد ، والملقّب بالكنعاني والغيور والقانوني والصفا أو الصفار ، سمّاه السيّد المسيح عليه‌السلام كيفا.

رأس حواريّ عيسى بن مريم عليه‌السلام الاثني عشر ، وأفضل وأبرز تلاميذه ورسله وأوصيائه ووزرائه ، ويعتبره المسيحيّون من قدّيسيهم وأوّل رئيس على كنائسهم.

هو أخ الحواريّ أندرياس ، وابن خال السيّد المسيح عليه‌السلام ، وابن عمّة مريم بنت عمران أمّ عيسى عليهما‌السلام.

ولد في بيت صيدا في الجليل بفلسطين ، ولما شبّ تتلمذ على يوحنا المعمدان ، وكان يعتاش على صيد الأسماك من بحيرة طبريّة ، فالتقى بالسيّد المسيح عليه‌السلام ، فدعاه إليه وسمّاه كيفا ، ومعناه الصخرة. تولّى السيد المسيح عليه‌السلام تعليمه وتثقيفه ، فتعلّق به حتى أصبح أشدّ أصحابه إيمانا به وحبّا له ، فكان أحد الثلاثة الّذين اختارهم السيد المسيح عليه‌السلام ليشاهدوا تجليله على جبل طابور.

عيّنه السيّد المسيح عليه‌السلام رئيسا لرسله ، فانتقل إلى كفر ناحوم ، وترأّس فرقة لتبشير المسيحيّة في أورشليم والجليل.

بنى كثيرا من الكنائس بفلسطين والكور المجاورة لها.

بعد أن رفع السيّد المسيح عليه‌السلام إلى السماء استتر المترجم له وأتباعه في إحدى الجزر خوفا من كيد اليهود ، ففجّر الله تعالى لهم فيها عيونا وأوجد لهم فيها الثمرات ، وبعد مدّة انتقل إلى روما ، وبها واصل الدعوة والتبشير للمسيحيّة ، ولم يزل.

ألقي القبض عليه في عهد الإمبراطور قلوديوس وسجنوه في روما ، وبعد مدّة تمكّن من الفرار إلى مدينة أنطاكية ، وبها زاول مهمّته التبشيريّة ، وبعد أن بلغ من العمر ٧٧ عاما ألقي القبض عليه في عهد نيرون. وقيل : في عهد الإمبراطور فروا ، ثم صلبوه

١٨٠