أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

كان أصحاب الرس يعبدون شجر الصنوبر والنساء من دون الله ، وكانت نساؤهم تساحق بعضها بعضا ولا يتقربن من رجالهن ، والرجال يلوط بعضهم ببعض.

وقيل : سمّوا بأصحاب الرس لأنّهم رسوا نبيهم في الأرض.

وعلى أي حال ، كان أصحاب الرس كفارا ومشركين بالله ، وجاءوا بأعمال قبيحة وعادات مستهجنة ، وشاكسوا الأنبياء والمرسلين ، وقاموا بتعذيبهم وقتلهم ، فسلط الله عليهم العذاب والموت حتى أهلكهم عن آخرهم.

القرآن العظيم وأصحاب الرس

(وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) الفرقان ٣٨.

(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) ق ١٢. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٣٢ ـ ١٣٤ ؛ أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ٤٠٣ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٤٤٧ ـ ٤٥٠ ؛ تاج العروس ، ج ٤ ، ص ١٦١ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٦٤٣ ـ ٦٤٨ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٩ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٣٩٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٧ و ٢٨ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ٤٩٠ و ٤٩١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٤٩٨ و ٤٩٩ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ١٦٧ و ١٦٨ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ١٤١ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٦ ، ص ٢١٨ و ٢١٩ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٥٠ و ٤٨٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ١٣ ـ ١٦ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٩ ، ص ١٠ و ١١ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٧٨ و ٧٩ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٤ ، ص ٨٢ و ٨٣ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ١١٣ و ١١٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٣١٩ و ٣٢٠ ؛ تفسير المراغي ، المجلد السابع ، الجزء التاسع عشر ، ص ١٧ ؛ تفسير الميزان ، ج ٥ ، ص ٢١٨ ـ ٢٢٠ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ١٦ ـ ٢٠ وج ٥ ، ص ١٠٦ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٠٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٣ ، ص ٣٢ و ٣٣ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٢٩ ؛ جوامع الجامع ، ص ٣٢٣ ؛ حياة الحيوان ، ج ٢ ، ص ٨٧ ـ ٨٩ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٢ ، ص ٢٤٠ و ٢٤١ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٨ ، ص ٥٨٦ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٤ ، ص ٢١٥ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦١٤ ـ ٦٢٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٧١ ؛ الروض المعطار ، ص ٢٨٦ و ٤٤١ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٥٢١ ؛ عرائس المجالس ، ص ١٣١ ـ ١٣٥ ؛ علل الشرائع ، ص ٤٠ ؛ عيون أخبار الرضا ، ج ١ ؛ ص ٢٠٥ ـ ٢٠٨ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٣ ، ص ١٦٥١

١٢١

أصحاب السبت

في عهد نبيّ الله داود بن سليمان عليه‌السلام كان لبني اسرائيل مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام تدعى أيلة ، وقيل : مدين ، وقيل : طبرية ، وكان سكّان تلك المدينة يربون على الثمانين ألف نسمة.

كانت أسماك البحر تدخل تلك المدينة بواسطة مد وجزر البحر ، وكان الإسرائيليون قد اتّخذوا من يوم السبت عيدا لهم ، فحرّم الله عليهم الصيد يوم السبت ، فعصوا الله واستمروا في صيدهم ، فغضب الله عليهم ومسخهم قردة وخنازير ، فسمّوا بأصحاب السبت.

وهناك رواية أخرى تقول : إنّهم كانوا يضعون شباك صيدهم يوم السبت في البحر ، فكانت الأسماك تدخل الشباك وتحبس فيها ، فكانوا يستخرجونها يوم الأحد ، ويقولون : إنّهم اصطادوها يوم الأحد ، فكانوا يغنمون من وراء ذلك أموالا كثيرة ، فسمّوا بأصحاب السبت. كان عددهم سبعين ألفا من أصل ثمانين ألفا ، والباقي من سكان تلك المدينة امتنعوا عن معصية الله والصّيد في يوم السبت ، فأنزل الله عذابه على أصحاب السبت ومسخهم قردة وخنازير ، وبعد ثلاثة أيام من مسخهم أنزل الله عليهم أمطارا غزيرة وعواصف رهيبة جرفتهم إلى البحر ، ومن تبقّى من أصحاب السبت

__________________

القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٤٣٧ ـ ٤٤٢ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٨٠ ـ ٣٨٤ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٣٣ ـ ١٣٦ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ١٨٤ ـ ١٨٧ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٢٨٠ ؛ كشف الأسرار ، ج ٧ ، ص ٣٢ ـ ٣٤ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٩٨ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٢٥ ، ص ٣٨٦ ؛ مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٧٥ ؛ مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ٢٦٦ و ٢٦٧ ؛ المحبر ، ص ٦ و ١٣١ و ١٣٢ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٦٥ وج ٢ ، ص ٥٢ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٤ ، ص ١٣١ ـ ١٣٣ ؛ معاني الأخبار ، ص ٤٨ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٤٧ و ٤٨ ؛ معجم البلدان ، ج ٣ ، ص ٤٣ و ٤٤ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٢٠٠ ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ، ص ٤٤٧ ؛ مواهب الجليل ، ص ٤٧٤.

١٢٢

مسخوا بعد الأيّام الثلاثة ، ولم ينج من سكان تلك المدينة إلّا الّذين أطاعوا الله وامتنعوا عن الصيد في يوم السبت.

القرآن الكريم وأصحاب السبت

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) البقرة ٦٥.

(كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) النساء ٤٧.

(وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) النساء ١٥٤.

(إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ ...) الأعراف ١٦٣.

(فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ ...) الأعراف ١٦٥.

(فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) الأعراف ١٦٦.

(إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ ...) النحل ١٢٤. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٣٥ ـ ١٣٧ ؛ أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ٤٨٨ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٤١٧ ـ ٤٢٠ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ١١١ ؛ تاج العروس ، ج ١ ، ص ٥٤٧ و ٥٤٨ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٦٠ و ٧٦١ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١ ، ص ٢٩٠ ـ ٢٩٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٢٤٥ و ٢٤٦ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ١٠٥ ـ ١٠٨ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٦٧ ؛ تفسير الجلالين ، ص ١٠ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ١ ، ص ١١٠ ؛ تفسير شبّر ، ص ٤٩ ، و ٥٠ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ١٢٤ ؛ تفسير الطبري ، ج ١ ، ص ٢٦٠ و ٢٦١ وج ٢ ، ص ١٦٧ وج ٨ ، ص ٤٤٨ وج ١٤ ، ص ١٣٠ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ١٣٥ و ١٣٦ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٣ ، ص ١٠٩ ـ ١١٢ وج ٤ ، ص ٥١٦ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ١٠٦ و ١٠٧ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الأول ، الجزء الأول ، ص ١٣٨ ـ ١٤٠ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٨٦ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٠ و ١١ ؛ التوراة ـ سفر الخروج ـ ، ص ٩٥ و ٩٦ و ١٠٤ و ١١٧ و ١٢٢ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١ ، ص ٤٣٩ ـ ٤٤٣ ؛ جوامع الجامع ، ص ١٦ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ١١ ، ص ٢٢٣ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٩ ، ص ٤٤١ و ٤٤٢ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٤٨٨ ـ ٤٩٤ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٧٥ و ٧٦ ؛ عرائس المجالس ، ص ٢٥٥ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٣ ، ص ١٨٣٠ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٤٥٣ ـ ٤٥٥ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٤٠١ ـ ٤٠٤ ؛

١٢٣

أصحاب الفيل

في غابر الأيام أرسل أبو مكسوم أصحمة النجاشي ـ ملك الحبشة ـ قائدين من قوّاده يدعيان : أبرهة بن الصباح الأشرم الحبشي وأرياط على رأس جيش لفتح اليمن ، وكان حاكم اليمن يومئذ يدعى : أشحقاني ، وقيل : شميفع ، وبعد احتلالهما لليمن دبّ الخلاف والنزاع بينهما ، ممّا أدى إلى مقتل أرياط. فلما علم النجاشي بمقتله غضب لذلك ، وأقسم أن يثأر لأرياط من أبرهة ، ولكنّ أبرهة تمكن بدهائه وحكمته أن يسترضي الملك ويستميله إلى نفسه ، فولّاه حكومة اليمن.

كان أبرهة مسيحيّا ، فأمر ببناء كنيسة ضخمة في صنعاء ، وأمر الناس بالحج إليها.

في أحد الأيام قام رجل من بني مالك بن كنانة بالتغوّط في تلك الكنيسة ، فلما علم أبرهة بعمل الكناني صمّم على هدم الكعبة ؛ انتقاما لكنيسته ، وليجبر العرب على الحج إلى الكنيسة وإقامة شعائرهم فيها بدل الكعبة.

ولأجل تنفيذ انتقامه بالنسبة إلى الكعبة أرسل جماعة من المخرّبين إلى مكّة ليفسدوا فيها ، فأغاروا عليها ، وغنموا أموالا طائلة.

بعد تلك الغارة أمر عبد المطلب بن هاشم ـ جد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أهل مكّة بترك مدينتهم والاختفاء في مغارات جبالها ؛ ليتخلّصوا من بطش جنود أبرهة.

قدم أبرهة إلى مكّة على رأس جيش وهو يمتطي فيلا ضخما يسير في مقدّمة العساكر ، وكان بين صفوفها عدد من الأفيال ؛ لارعاب العرب وتخويفهم.

__________________

قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ١٧٢ ـ ١٧٥ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ١٩٣ ـ ١٩٥ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ١٤٧ وج ٢ ، ص ١٧٠ ـ ١٧٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٢٢١ ـ ٢٢٤ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٨ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٧٣٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ و ٢٠٣ ؛ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٦ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٤ ، ص ٤١٥ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٤٨ ـ ٥٠ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٢٢٦ ؛ مواهب الجليل ، ص ١٣.

١٢٤

فلما دخلت العساكر الغازية مكّة امتنع فيل أبرهة من التقدم نحو الكعبة ، وجثى على الأرض ، فتوقّف الجيش عن الزحف ، وفي الأثناء فوجئ أبرهة وجيشه بطيور تحوم عليهم في الجو ، وهي تحمل حصيّات في مناقيرها وأرجلها ، فأخذت ترميها عليهم كالشهاب الثاقب أو أشدّ منه ، فأهلكتهم بأجمعهم ، ولم ينج منهم إلّا أبرهة نفسه ، فهرب باتّجاه اليمن ، ولكن عذاب الله لا حقه في الطريق فأهلكه بصورة مفجعة ، وقيل : هرب إلى الحبشة ، فلما وصل إلى بلاط النجاشي أصيب بعذاب من الله فهلك.

وهناك رواية أخرى لسبب هجوم أبرهة على مكة ، وهي : أنّ جماعة من قريش خرجوا في تجارة إلى الحبشة ، فلما وصلوا إلى ساحل البحر ، وكان فيه كنيسة تدعى : ماسرخشان وقيل : القليس نزلوا عند الكنيسة ، وأوقدوا نارا لطهي طعامهم ، وبعد أن فرغوا من الطهي والأكل تركوا النيران على حالها ورحلوا ، فأتت النيران على الكنيسة والتهمتها ، فلما علم النجاشي بحرق الكنيسة غضب لذلك ، وجهّز جيشا يقدمه فيل أو أفيال لهدم الكعبة ؛ انتقاما لحرق الكنيسة ، ولكن الله كان لهم بالمرصاد ، فأرسل عليهم الطيور وحصيّاتهم فأبادتهم ، وسلمت الكعبة.

فأطلق على أبرهة أو النجاشي وعساكرهما أصحاب الفيل ، وكانت تلك الحادثة قبل ولادة النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ب ٤٠ سنة ، وقيل : ب ٢٣ سنة ، وقيل : حدثت في سنة ولادته صلى‌الله‌عليه‌وآله.

القرآن العظيم وأصحاب الفيل

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) الفيل ١.

(أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) الفيل ٢.

(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) الفيل ٣.

(تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) الفيل ٤.

(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) الفيل ٥. (١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ٦٢ و ٦٣ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٣٩٦ ؛ الأصنام ، ص ٤٦ و ٤٧ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٣٨ ـ ١٤٤ ؛ أقرب الموارد ، ج ٢ ، ص ٩٥٦ ؛ الأمالي ، للطوسي ،

١٢٥

__________________

ج ١ ، ص ٧٨ ـ ٨٠ ؛ الانس الجليل ، ج ١ ، ص ١٧٢ و ١٧٣ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ١٨٦ ؛ البداية ، والنهاية ، ج ٢ ، ص ١٥٧ ـ ١٦٤ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٤١٢ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٨٥ ـ ٧٨٩ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٢٧٦ ـ ٢٧٩ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٧١ و ٧٢ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ١٨٨ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٥٤٨ ؛ تاريخ گزيده ، ص ١١٧ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١٠ ، ص ٤٠٩ ـ ٤١١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٥١١ و ٥١٢ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٥٠٧ ـ ٥٠٩ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٦٢٣ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٦٠٢ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٩ ، ص ٢٠٠ و ٢٠١ ؛ تفسير شبّر ، ص ٥٦٦ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ٣٧٦ ـ ٣٧٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣٠ ، ص ١٩١ ـ ١٩٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٥٨١ ـ ٥٨٨ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٣٢ ، ص ٩٦ ـ ١٠٢ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٤٤٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٥٤٩ ـ ٥٥٤ ؛ تفسير المراغي ، المجلد العاشر ، الجزء الثلاثون ، ص ٢٤٢ ـ ٢٤٤ ؛ تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٣٦١ ـ ٣٦٤ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٦٧٠ ـ ٦٧٥ ؛ تنوير المقباس ، ص ٥١٩ ؛ التيجان ، ص ٣١٤ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢٠ ، ص ١٨٧ ـ ٢٠٠ ؛ حياة الحيوان ، ج ٢ ، ص ١٨٣ ـ ١٨٤ ؛ حياة القلوب ، ج ٢ ، ص ١٣ ـ ١٦ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٧٠١ ـ ٧٠٥ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٧٣٢ ـ ٧٤٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٣٩٤ ـ ٣٩٦ ؛ الروض الانف ، ج ١ ، ص ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٦٣ ـ ٢٦٥ ؛ الروض المعطار ، ص ٤٦٧ و ٥٥٥ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٣٩٣ و ٣٩٤ ؛ عرائس المجالس ، ص ٣٩٦ ـ ٤٠٢ ؛ قرب الاسناد ، ص ٣١٩ ؛ قصص الأنبياء ، للجويري ، ص ٢٤٧ ـ ٢٤٩ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٢٨٦ ـ ٢٩٢ ؛ قصص قرآن ، للسورآبادي ، ص ٤٥٨ ـ ٤٦٢ ؛ قصص القرآن للقطيفي ، ص ٢٢٤ ـ ٢٢٩ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٢٥٢ ـ ٢٥٧ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ٢٢٠ ـ ٢٢٣ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٤٤٢ ـ ٤٤٧ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٧٩٧ ـ ٨٠٠ ؛ كشف الأسرار ، ج ١٠ ، ص ٦١٤ ـ ٦٢٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٧٣٧ ـ ٢٧٣٩ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٤٤٥ ؛ مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٨٢١ ـ ٨٢٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، راجع فهرسته ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ١٢٧ ـ ١٢٩ و ٢٨٠ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٦ ، ص ٤٩٩ وج ٨ ، ص ٣٥٠ ـ ٣٥٢ ؛ المعارف ، ص ٣٥٣ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٥١ و ٥٢ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٣ ، ص ٤٨٠ وراجع فهارسه ؛ مواهب الجليل ، ص ٨٢٢ ؛ نمونه بينات ، ص ٨٨٠ ـ ٨٨٢.

١٢٦

أصحاب القرية

هم اليهود الّذين كانوا يسكنون أنطاكية أويس في عهد عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فلما عصوا الله وتجبّروا وشقوا عصا الطاعة على عيسى عليه‌السلام أرسل اليهم رئيس الحواريين المسمّى شمعون ، وقيل : بطرس ، وقيل : سمعان ، وقيل : شلوم ، ليرشدهم ويوعظهم ، وبعد مدّة أرسل إليهم شخصين آخرين من الحواريّين هما : برنابا وبولس ، وقيل : مالوس وفاروس ، فدخلا أنطاكية ، فأخذا يبشّران ويبلّغان لشريعة عيسى عليه‌السلام ، فقابلوهم بالتكذيب والسخرية ، ثم أخذوا باضطهادهم وتعذيبهم وتهديدهم بالقتل.

وفي تلك الفترة جاء إلى انطاكية حبيب بن إسرائيل النجّار ، أو أغابوس ، وكان رجلا مؤمنا بالله وبشريعة عيسى عليه‌السلام ، فاخذ يدعو الناس إلى اتّباع رسل عيسى عليه‌السلام ، وإطاعة أوامرهم ونواهيهم ، وحذّرهم من غضب الله سبحانه وتعالى.

ولرسوخ الكفر والطغيان والعناد في نفوس اليهود قابلوه بالإهانة والاستهجان ، وحملوا عليه حملة رجل واحد ، وداسوه بأرجلهم حتى قتلوه ، وقيل : خنقوه حتى مات.

وعلى أثر تلك الجريمة النكراء أنزل الله عذابه على أهل أنطاكية ـ أو أصحاب القرية ـ فأصيبوا بالصيحة الّتي أهلكتهم أجمعين ، وقيل : أحرقهم الله بالنار.

وهناك رواية أخرى بالنسبة إلى أصحاب القرية ، تقول : لمّا أرسل عيسى بن مريم عليه‌السلام اثنين من حواريّيه إلى أنطاكية ، وفي طريقهم إليها مرّوا بشيخ يرعى غنما ، وكان له ولد عليل ، فعرّفا نفسيهما له بأنّهما من حواريّي عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فطلب الراعي منهما معجزة تثبت دعواهما ، فقالا له : سوف نطلب من الله شفاء ولدك المريض ، فدعيا الله بشفائه ، فاستجاب الله دعاءهما ، وشفي الولد ، فعند ذاك آمن الشيخ بالله وبشريعة عيسى المسيح عليه‌السلام ، فكان ذلك الشيخ يدعى حبيبا النجّار.

ثم واصل الرسولان السير حتى دخلا أنطاكية ، فدخلا على ملكها شلاحن الرومي ، وقيل : أنطيخس ، وقيل : بطلمند ، وكان من عبدة الأصنام ، وطلبا منه نبذ الأصنام والإيمان بالله وتوحيده ، فزجّهما في السجن وحبسهما ، فلمّا علم عيسى عليه‌السلام بأمرهما

١٢٧

أرسل شمعون الحواري إلى أنطاكية لينقذهما من مخالب الملك.

فوصل شمعون أنطاكية ، واستطاع أن يتقرّب من بلاط الملك ، ويصبح من خواصه وندمائه ، ولم يزل في خدمة الملك حتى طلب منه إطلاق سراح الرسولين من السجن ، فوافق الملك على طلبه وأطلقهما.

وبعد أن رأى الملك من الرجلين آيات باهرات ومعاجز تذهل العقول ، آمن بالله وبشريعة عيسى عليه‌السلام ، وترك عبادة الأصنام ، وتبعه كثير من أهل أنطاكية ، وآمنوا بالرسولين ، ولم يؤمن جماعة من اليهود وأصرّوا على كفرهم وعنادهم ، فجاء يوسف النجّار إليهم ، ودعاهم إلى تصديق الحواريّين واتّباعهم ، فقابلوه بالعنت والجحود حتى قتلوه ، فغضب الله عليهم ، وأهلكهم شرّ هلاك.

القرآن العزيز وأصحاب القرية

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) يس ١٣.

(إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ ...) يس ١٤.

(قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا ...) يس ١٥.

(قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) يس ١٦.

(قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ...) يس ١٨.

(قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) يس ١٩.

(قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) يس ٢٠.

(اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً ...) يس ٢١.

(إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) يس ٢٩.

(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) يس ٣٠. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٤٥ ـ ١٥٠ ؛ الانجيل ـ أعمال الرسل ـ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ٢١٤ ـ ٢١٦ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٣١٧ ـ ٣٢١ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١٤٨ و ١٤٩ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٤٦٢ ـ ٤٦٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٥٣ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٨ ،

١٢٨

أصحاب الكهف والرقيم

قصة أصحاب الكهف والرقيم مفصّلة ومطوّلة ، وموجزها كما يلي :

كان الملك دقيانوس ، وقيل : دقيوس أو دكيوس ، أو دستجا بن تشوا ملك أفسوس احتل مدينة أقسوس ، وقيل : أفسوس ، وقيل : أفسيس ، والتي تقع بثغور طرسوس من بلاد الشام ، وقيل : بأرض أيلة ، وقيل : بالبلقاء ، وقيل : بأرض نينوى ، وبعد أن دخلها اتّخذ منها عاصمة لملكه ، وشيّد فيها قصرا فخما زيّنه بالجواهر والمعادن النفيسة ، واتّخذ ستة من أبناء ملوك الروم غلمانا ووزراء له يستشيرهم في أمور دولته ، وهم : تمليخا ، ومكسلمينا ، ومرطولس ، ونينونس ، وسارينوس ، ودريونس ، وكانوا فتيانا مطوّقين مسوّرين ذوي ذوائب ، وكانوا والملك يعبدون الأصنام.

__________________

ص ٤٤٨ ـ ٤٥٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٧ ، ص ٣٢٦ ـ ٣٢٩ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٧ ـ ٩ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ـ ٢٨٠ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٧ ، ص ١٦١ ـ ١٦٥ ؛ تفسير شبّر ، ص ٤١٦ ؛ تفسير الصافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٧ ـ ٢٥٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٢ ، ص ١٠١ ـ ١٠٤ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٤ ، ص ٤٠٤ ـ ٤٠٨ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٦ ، ص ٥٠ ـ ٦٣ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢١٢ ـ ٢١٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ٥٦٧ ـ ٥٧١ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني الجزء الثاني والعشرون ، ص ١٥٠ ـ ١٥٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٧ ، ص ٧٢ ـ ٨٣ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثامن ، الجزء الثاني والعشرون ، ص ١٥٠ ـ ١٥٥ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٧ ، ص ١٧ ـ ٨٣ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٣٧٩ ـ ٣٨٣ ؛ تنوير المقباس ، ص ٣٦٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٥ ، ص ١٤ ـ ٢٢ ؛ جوامع الجامع ، ص ٣٩١ و ٣٩٢ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦٤٠ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٥٢٦ ـ ٥٤٦ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٦١ و ٢٦٢ ؛ الروض المعطار ، ص ٣٨ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ١٢٤ ـ ١٢٦ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٨٥ ـ ٣٨٩ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٦٦ ـ ١٦٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٣٦٤ ـ ٣٦٦ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٧ ـ ١٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٨ ، ص ٢٠٩ ـ ٢٢٠ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٧٣٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٦٥٤ ـ ٦٥٩ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٦٦ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٥٣ ـ ٥٤ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٦٩ ؛ مواهب الجليل ، ص ٥٨٠ ؛ نمونه بينات ، ص ٦٦٣.

١٢٩

وبعد أن تمهّدت الأمور للملك وعلا شأنه تجبّر وطغى وادّعى الألوهية ، فأحسن لمن أطاعه وعبده ، وأهلك من عصاه.

في أحد الأيام أخبروه بأنّ جيوشا من بلاد فارس متوجهة إلى بلاده تريد الهجوم على أقسوس ، فأخذه الرعب والفزع ، فأخذته الرعدة وسقط تاجه من رأسه ، فجلب ذلك نظر وزيره تمليخا ، وأخذ يفكّر ويسأل نفسه إن كان الملك إلها بحق ـ كما يدّعي ـ فلما ذا يجزع ويفزع من سماع خبر مجيء بعض الأعداء نحوه؟ فأخذ يناقش نفسه بنفسه ، فتوصّل إلى أنّ زعم الملك بالألوهية مجرد ادّعاء لا أساس له من الحقيقة والواقع ، وأنّ الحق مع الشرائع السماوية والأنبياء والرسل الّذين تنزّل عليهم تلك الشرائع.

ومن ثم أخبر تمليخا أصحابه ـ الوزراء الخمسة ـ بما توصل إليه من كذب ادّعاءات الملك بالألوهية والربوبية ، وأثبت لهم بأنّ الخليقة لها خالق ومدبر غير الملك ، وهو الله وحده لا شريك له.

لمّا سمع أصحابه أقواله صدّقوه ، وجعلوا أنفسهم تحت أوامره ، ورهن إشارته.

قرّر الفتيان الستة الهروب من أقسوس ، فامتطوا خيولا وغادروها هائمين على وجوههم في الصحراء ، وفي طريقهم مرّوا براع يرعى غنمه ، فأخبروه بأمرهم وفرارهم من ذلك الملك الكافر الجبّار ، فلما سمع الراعي كلامهم اهتدى هو بدوره ، وآمن بالله وبأنبيائه ، فترك غنمه والتحق بهم يصحبه كلب له يدعى قطمير.

جدّ السبعة في السير وثامنهم قطمير حتى وصلوا إلى كهف يدعى الوصيد ، وقيل : انجلوس ، فدخلوه ، وبقي الكلب عند باب الكهف يحرسهم ، ولم يلبثوا طويلا حتى أرسل الله ملك الموت وقبض أرواحهم.

افتقد الملك الوزراء الستة ، فأخبروه بفرارهم ، فأصدر أوامره بتتبّع آثارهم وإلقاء القبض عليهم ، وأخيرا وصل إلى الكهف الذي هم فيه ، فلما رآهم أمواتا أمر ببناء باب الكهف وسدّه عليهم.

مكثوا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين وهم أموات ، وبعد تلك المدّة الطويلة

١٣٠

أحياهم الله ، وكان الملك دقيانوس قد هلك وملك من بعده ملك مؤمن يدين بالمسيحية ، ويدعى عبد الرحمن.

فلمّا وصل خبرهم إلى عبد الرحمن توجّه وجماعة من أهل أقسيس إلى الكهف لزيارتهم ، ولكنّ أصحاب الكهف دعوا الله أن يقبض أرواحهم ثانية ، فأجاب الله دعاءهم فماتوا بأجمعهم ، فلما علم عبد الرحمن بموتهم أمر بإقامة مسجد على باب كهفهم.

الفترة الزمينة التي وقعت فيها قصة أهل الكهف كانت بين بعثة عيسى بن مريم عليه‌السلام وبعثة خاتم الأنبياء ـ نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أيام ملوك الطوائف. وهناك أقوال أخر حول عدد وأسماء أصحاب الكهف.

أما أصحاب الرقيم فكانوا ثلاثة أشخاص يعبدون الله في كهف بالرقيم ، والرقيم : اسم واد شرقيّ الأردن قرب عمّان ، وقيل : الرقيم اسم ثان لمدينة أقسيس. ولم يزل أصحاب الرقيم يعبدون الله في كهفهم حتى انسدّ عليهم الكهف ، ولكنّ الله فتح باب الكهف عليهم وأنقذهم من الموت المحتّم ؛ جزاء لإيمانهم بالله وإخلاصهم له.

يقال : إنّ أصحاب الرقيم غير أصحاب الكهف ، وقيل : هم أنفسهم ، وقيل : الرقيم كتاب مرقوم من شريعة عيسى بن مريم عليه‌السلام في لوح من النحاس أو الرصاص أو الحجارة ، وقيل : الرقيم لوح فيه أسماء الفتية أصحاب الكهف وقصّتهم.

القرآن الكريم وأصحاب الكهف والرقيم

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) الكهف ٩.

(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ...) الكهف ١٠.

(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) الكهف ١١.

(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) الكهف ١٢.

(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) الكهف ١٣.

(وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا ...) الكهف ١٤.

١٣١

(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ...) الكهف ١٦.

(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ...) الكهف ١٧.

(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) الكهف ١٨.

(وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ...) الكهف ١٩.

(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) الكهف ٢١.

(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) الكهف ٢٥. (١)

__________________

(١). الآثار الباقية (الترجمة الفارسية) ، ص ٣٩٤ و ٣٩٥ ؛ الأخبار الطوال ، ص ١٨ ؛ الاختصاص ، ص ٢٤١ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٥٠ ـ ١٦٤ ؛ أقرب الموارد ، ج ١ ، ص ٤٢٥ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٥٠٥ ـ ٥١٠ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ١٢٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ١٠٣ ـ ١٠٧ ؛ تاج العروس ، ج ٦ ، ص ٢٤١ و ٢٤٢ وج ٨ ، ص ٣١٧ ؛ تاريخ أنبياء ، للسعيدي ، ص ٣٨١ ـ ٣٨٦ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٦٥ ـ ٧٧٢ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١٥٠ ـ ١٥٣ و ٢١٦ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٤٥٤ ـ ٤٥٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٧٠ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٧٥ و ٨٥ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ ، ص ١١ ـ ٣٢ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ١٠١ ـ ١١٧ ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ٤٥٦ ـ ٤٦٥ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٤ ـ ٩ ؛ تفسير الجلالين ، ص ٢٩٥ ـ ٢٩٧ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ٢٠٥ ـ ٢١٧ ؛ تفسير شبّر ، ص ١٠ و ١٨ و ٢٢ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٢٣١ ـ ٢٣٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٥ ، ص ١٣٠ ـ ١٥٣ ؛ تفسير العياشى ، ج ٢ ، ص ٣٢١ ـ ٣٢٣ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٤٠٠ ـ ٤١٤ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢١ ، ص ٨١ ـ ١١٣ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٣١ ـ ٣٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ؛ ص ٧٤ ـ ٨٠ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الخامس ، الجزء الخامس عشر ، ص ١٢١ ـ ١٣٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ٢٤٥ ـ ٢٩٩ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٢٤٦ ـ ٢٥٣ ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٤٤ ـ ٢٤٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ ، ص ٣٥٦ ـ ٣٨٧ ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٦٢ ـ ٢٨٧ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٣٣١ ـ ٣٣٨ ؛ خلاصة الأخبار ، ص ١٩٣ ـ ١٩٨ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٢ ،

١٣٢

أفحم

هو أفحم ، وقيل : أقحم ، وقيل : أحقم ، وقيل : أحتم ، وقيل : أفخر.

من ملوك ورؤساء الجن الذين استمعوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يتلوا القرآن بوادي مجنة ، أو بقرية بطن النخل من قرى المدينة.

كانوا من أهل نصيبين ، وينتمون إلى بني الشيصبان ، وهم من جنود إبليس ، ويدينون باليهودية.

كان عددهم تسعة ، وقيل : سبعة ، وقيل : ستة ، وقيل : أكثر من ذلك بكثير.

لمّا فرغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من تلاوته رجعوا إلى قومهم وأخبروهم بأنّهم سمعوا آيات من

__________________

ص ٢٤١ ـ ٢٤٤ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٨ ، ص ٦٦٢ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٨ ، ص ٢٢٠ ـ ٢٢٥ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦٨٣ ـ ٢٩٢ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٢٤٠ ـ ٢٧٢ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢١١ ـ ٢١٨ ؛ الروض الأنف ، ج ٣ ، ص ١٦٤ و ١٦٥ و ١٧٢ ؛ الروض المعطار ، ص ٤٩ و ٢٧١ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٣٨٢ و ٥٠٠ ؛ عرائس المجالس ، ص ٣٧٠ ـ ٣٨٦ ؛ الغدير ، ج ٦ ، ص ١٤٩ ـ ١٥٥ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٣ ، ص ١٦٨٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٣ ، ص ١٩٣ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٤٩٥ ـ ٥٠٣ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٢٥٣ و ٢٥٤ و ٢٥٦ ـ ٢٦٣ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٢٧٣ ـ ٢٧٨ و ٣١٦ ـ ٣١٩ و ٤٠٣ ؛ قصص قرآن ، للسورآبادي ، ص ٢١١ ـ ٢١٩ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١١٦ ـ ١٢٠ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٢٣٩ ـ ٢٤٤ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ٢٠٦ ـ ٢١٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ـ ٣٥٩ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٧٠٤ ـ ٧١٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ٦٤٣ ـ ٦٧٩ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٥٠ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٧٤٠ ـ ٢٧٤٢ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ١١٧ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٦٩٥ ـ ٧١٦ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٢٠ و ٤٤٥ و ٤٤٦ و ٤٤٨ ؛ المحبر ، ص ٣٥٦ ؛ المدهش ، ص ١١٣ ـ ١١٥ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٦٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ٢٠٠ و ٢٠١ ؛ المعارف ، ص ٣١ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٥٤ ـ ٥٨ و ١١٨ و ١١٩ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٣١ وج ٣ ، ص ٦٠ ـ ٦٢ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٤٦٠ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ٣ ، ص ٧٢ و ٧٣ ؛ منتهى الارب ، ج ٢ ، ص ٤٦٩ ؛ مواهب الجليل ، ص ٣٨١ ـ ٣٨٤.

١٣٣

كتاب سماوي نزل بعد التوراة ، سمعوها من نبيّ يدعى محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعثه الله إلى الناس ، والذي سمعوه كله هداية وحقّ وصواب ينهى عن الفحشاء والمنكر ، ويصدّق التوراة. فطلبوا من قومهم الإيمان بذلك النبي وتصديقه واعتناق دينه. فأثّر كلامهم في قومهم ، فجاءوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعربوا عن إسلامهم ، فعلّمهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شرائع الإسلام ، وأمر الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام أن يفقّههم في الدين ، فكان المترجم له من جملة من أسلم وتشرّف بخدمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

القرآن المجيد والمترجم له وجماعته

شملته الآية ٢٩ من سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ.)

والآية ٣٠ من نفس السورة : (قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ.)

والآية ٣١ من السورة نفسها : (يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ ....)

والآية ١ من سورة الجنّ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً.)(١)

__________________

(١). التبيان في تفسير القرآن ، ج ٩ ، ص ٢٨٤ ـ ٢٨٦ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٦٧ و ٦٨ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ١٧٧ و ١٧٨ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٣٩٧ و ٣٩٨ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٨ ، ص ٨٨ و ٨٩ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ١٧ و ١٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢٦ ، ص ١٩ ـ ٢٣ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٦٣ ـ ٦٧ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢٨ ، ص ٣١ ـ ٣٣ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ و ٣٠٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ١٦٣ ـ ١٧٢ ؛ تفسير المراغي ، المجلد التاسع ، الجزء السادس والعشرون ، ص ٣٦ و ٣٧ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٨ ، ص ٢١٩ و ٢٢٠ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ١٩ ـ ٢٢ ؛ تنوير المقباس ، ص ٤٢٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ٢١٠ ـ ٢١٧ ؛ جوامع الجامع ؛ ص ٤٤٧ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٧٠٠ ـ ٧١٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٤٤ و ٤٥ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٣١١ و ٣١٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ١٣٩ ـ ١٤٢ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٤٩ وج ٥ ، ص ٥٨ ؛ مواهب الجليل ، ص ٦٧٠ و ٦٧١ ؛ نمونه بينات ، ص ٧١٥ و ٨٣٥.

١٣٤

الأقرع بن حابس

هو أبو بحر فراس بن حابس بن عقال بن محمّد بن سفيان بن مجاشع بن دارم ، المجاشعيّ ، الدارميّ ، التميميّ ، الملقب بالأقرع ؛ لقرع كان في رأسه ، فغلب لقبه على اسمه ، وعرف بالأقرع.

صحابيّ معروف ، ومن سادات وحكّام وقضاة بني تميم في الجاهلية ، وكان شاعرا محاربا شجاعا.

كان مجوسيّا ، أسلم وأصبح من المؤلّفة قلوبهم.

قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وفد بني دارم ، فأسلم وسكن المدينة.

شهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتح مكّة وواقعتي حنين والطائف ، وبعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رحل إلى دومة الجندل الواقعة بين الشام والمدينة.

شارك خالد بن الوليد أكثر حروبه ، وكان على مقدّمة عساكره.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.

بعثه عبد الله بن عامر على رأس جيش إلى خراسان فقتل بالجوزجان سنة ٣١ ه‍ ، وقيل : قتل في واقعة اليرموك سنة ١٣ ه‍.

ومن شعره مفتخرا :

أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا

إذا خالفونا عند ذكر المكارم

وأنّا رءوس الناس من كلّ معشر

وأن ليس في أرض الحجاز كدارم

القرآن الكريم والأقرع

طلب هو وعيينة بن حفص من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبعد المؤمنين المستضعفين من مجلسه فنزلت جوابا له ولصاحبه الآية ٥٢ من سورة الأنعام : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ....)

وجاء يوما مع جماعة من المؤلفة قلوبهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وطلبوا منه أن ينحّي عنه

١٣٥

الفقراء من المسلمين ؛ ليجلسوا إليه ويحادثوه ويأخذوا عنه ـ وذلك استكبارا واستعلاء منهم ـ فنزلت فيه وفي رفاقه الآية ٢٨ من سورة الكهف : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً.)

وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع وفد بني تميم في المدينة ، فدخلوا المسجد ، وأخذوا ينادون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من وراء حجرته : أن اخرج إلينا يا محمّد فخرج إليهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو منزعج من صياحهم ، فقالوا : جئناك يا محمّد نفاخرك ونشاعرك ، فنزلت في الأقرع ومن معه من بني تميم الآية ٤ من سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.)(١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٤٠٨ و ٦٢٤ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٢٠٧ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٧٧ و ٢٤٤ و ٣٢٥ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٩٦ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ١٠٧ ـ ١١٠ ؛ الاشتقاق ، ص ٢٣٩ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٥٨ و ٥٩ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ٥ ؛ البدء والتاريخ ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ١٠٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ١٤٦ و ١٤٧ وراجع فهرسته ؛ تاج العروس ، ج ٥ ، ص ٤٦٣ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ٤٥٤ و ٤٥٦ و ٥٣٢ و ٦٠٢ وبعدها و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٢٨٥ و ٤٧٥ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٩٦ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٤٦٦ و ٤٧٠ و ٤٩٣ و ٥٠٠ و ٥١١ و ٥٧٩ ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٥٣ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، ص ٦٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٦ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ١٣٥ وج ٦ ، ص ١١٨ وج ٨ ، ص ١٠٦ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٤١٥ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ١٣٨ و ١٣٩ وج ٨ ، ص ١١٨ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٢٤٠ ؛ تفسير الطبري ، ج ٧ ، ص ١٢٧ وج ١٥ ، ص ١٥٦ وج ٢٦ ، ص ٧٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٣ ، ص ١٣٥ وج ٤ ، ص ٢٠٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٣ ، ص ٣٠٥ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٥٢ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٢٤ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ٨٩ ـ ٩٤ ؛ توضيح الاشتباه ، ص ٦٨ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ١٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢ ، ص ٤٣٢ وج ١٠ ، ص ٣٩٠ وج ١٦ ، ص ٣٠٩ وراجع فهرسته ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٢٨١ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ١٠٧ و ١٠٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٢٣٠ ؛ جمهرة النسب ، ص ٢٠٢ ؛ حياة الصحابة ، ج ٢ ، ص ٥٢٢ ؛

١٣٦

أكثم بن صيفيّ

هو أكثم بن صيفيّ بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة التميميّ ، الأسديّ.

من مشاهير حكماء وقضاة العرب في الجاهليّة ، وكان مسيحيّا ، ومن أبرز شعراء قومه.

كان أعلم أهل زمانه وأعقلهم وأكثرهم حلما ، وكان خطيبا بليغا ، تأدّب على أبي طالب بن عبد المطلّب عليه‌السلام وهاشم وعبد مناف وقصيّ ، فتخلّق بأخلاقهم وتأدّب بآدابهم.

كان الملوك والرؤساء يزورونه لسماع حكمه ونصائحه ، وكان يضرب به المثل

__________________

خزانة الأدب ، ج ٣ ، ص ٣٩٧ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٤ ، ص ٨٨ و ٨٩ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٨٦ ؛ رجال ابن داود ، ص ٢٣٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٧ ؛ الروض الأنف ، ج ٧ ، ص ٢٨٤ و ٢٨٥ ؛ الروض المعطار ، ص ٣٨ و ١٨٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢٠٦ و ٢٠٧ و ٢١٢ وراجع فهرسته ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣٧٢ و ٣٧٥ و ٤١١ و ٤٣٥ و ٤٤٨ وج ١٣ ، ص ١٠٥ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٤١ و ١٧٨ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ١ ، ص ٢٩٤ ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ٥٤ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ و ٢٠٥ ؛ قاموس الرجال ، ج ٢ ، ص ١٧٧ و ١٧٨ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ١٨١ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٥٨٧ وج ٢ ، ص ٢٨٧ و ٢٨٩ و ٣٩٤ وج ٣ ، ص ١٢٦ وغيرها ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ١ ، ص ١٣٤ و ٢٢٦ وج ٣ ، ص ١٩٠ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٣٥٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ٦٨٠ وج ٩ ، ص ٢٤٩ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٥٧ وج ٦ ، ص ٤٦ وج ٧ ، ص ٣٩٥ وج ٨ ، ص ٢٦٩ وج ٩ ، ص ١١ وج ١١ ، ص ٤٦ وج ١٣ ، ص ٥٦١ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٧١٨ ؛ مجمع الرجال ، ج ١ ، ص ٢٣٥ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ٢٣٤ ؛ المحبر ، ص ١٣٤ و ١٨٣ و ٢٤٧ و ٤٧٤ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٨ ، ص ٥٠٥ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٣ ، ص ٢٢٨ ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ١٠١٤ ؛ المنتخب من كتاب ذيل المذيل ، ص ٤١ و ٤٢ ؛ منهج المقال ، ص ٦٣ ؛ مواهب الجليل ، ص ٦٨٥ ؛ نقد الرجال ، ص ٤٩ ؛ نمونه بينات ، ص ٧٣٩ ؛ نهاية الأرب ، ص ١٦٤ و ٣٧٠ و ٤٢٧ وغيرها ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٩ ، ص ٣٠٧ و ٣٠٨.

١٣٧

في سداد الرأي.

عمّر طويلا ، وعاش ٣٣٠ سنة ، وقيل : ٢٠٠ سنة ، وقيل : ١٩٠ سنة.

آمن بالنبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يتشرّف برؤيته ، فعدّه بعضهم من الصحابة ، وله ثناء على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

القرآن المجيد وأكثم بن صيفيّ

لمّا بلغه ظهور الإسلام أرسل رجلين إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ليسألانه عن نسبه وما جاء به ، فلمّا حضرا عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرهما عن نسبه ، وقرأ عليهما الآية ٩٠ من سورة النحل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فرجعا إلى أكثم وأخبراه بنسبه وقرأ عليه الآية ، فلمّا سمع مقولتهما آمن بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا قوم! أراه يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن ملائمها ، فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا أذنابا ، وكونوا فيه أوّلا ولا تكونوا فيه آخرا ، ثمّ شدّ الرحال مع مائة من قومه وقصدوا المدينة يريدون ملاقاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله واعتناق الإسلام ، فمات في الطريق ، وذلك في السنة التاسعة قبل الهجرة ، وقيل : في السنة العاشرة قبل الهجرة ، فلم يتشرّف برؤية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن أسلم من وصل المدينة من أصحابه ، فنزلت فيه الآية ١٠٠ من سورة النساء : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ ....)

ومن شعره

وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة

إلى مائة لم يسأم العيش جاهل

أتت مائتان غير عشر وفائها

وذلك من مرّ الليالي قلائل (١)

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٢٧٥ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ١ ، ص ١٢٨ ـ ١٣٤ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ١١٢ و ١١٣ ؛ الاشتقاق ، ج ١ ، ص ٢٠٧ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ١١٠ ـ ١١٢ ؛ الأعلام ، ج ٢ ، ص ٦ ؛ الأغاني ، ج ١٥ ، ص ٧٣ ؛ أيام العرب في الجاهلية ، ص ١٢٤ و ١٢٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٢٩٧ وج ١٢ ، ص ٣٢٢ ؛ بلوغ الارب ، ج ١ ، راجع فهرسته وج ٣ ،

١٣٨

نبيّ الله إلياس عليه‌السلام

هو إلياس النشبي ابن اليسع ، وقيل : ياسين ، وقيل : نميس ، وقيل : يامين ، وقيل : تشبين بن فنحاس بن العيزار بن هارون بن عمران من سلالة إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

أهل الكتاب يسمّونه إيليا ، أو إيلياه ، أو الياهو التسبي ، وهناك من وحّده مع إدريس وذي الكفل والخضر عليهم‌السلام.

أحد أنبياء بني إسرائيل ، وكان عابدا تقيّا ، بعثه الله بعد حزقيل النبيّ عليه‌السلام إلى أهل بعلبك ، وكانوا يعبدون صنما يقال له : بعل ، وقيل : بعل اسم امرأة كانوا يعبدونها.

دعا إلياس عليه‌السلام أهل بعلبك إلى عبادة الله وحده ، وترك أوثانهم وما يعبدونه من دون الله ، فاستهزءوا به وكذّبوه.

في تلك الفترة كان يحكم بعلبك ملك كافر يدعى : آحاب ، وقيل : لاجيب ، وكانت له زوجة تسمى إيزابل ، وقيل : أدبعل بنت اتباعل ، وكانت فاجرة زانية قاسية ظالمة ، تزوّجت من سبعة ملوك من ملوك بني إسرائيل ، وعمّرت طويلا ، ولم يعرف على وجه الأرض امرأة أزنى منها. كانت تقتل صلحاء ومؤمني قومها ، وتصادر

__________________

ص ١٧٢ ؛ البيان والتبيين ، ج ٣ ، ص ٢٥٥ ؛ تاريخ الأدب العربي ، لعمر فروخ ، ج ١ ، ص ٢٠١ ـ ٢٠٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٣٧٧ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢٢٣ و ٢٤٨ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٢٥٨ وج ٢ ، ص ١٢ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٢٠ ، ص ١٠١ ـ ٢٣٩ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٢١٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٢٠٧ ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٤٧١ و ٤٧٢ ؛ شعراء النصرانية بعد الاسلام ، ص ١٠ ـ ١٤ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٤٣٥ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ القاموس المحيط ، ج ٤ ، ص ١٦٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٦٥٥ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٥٠٩ وراجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٣١٨٦ ؛ المحبر ، ص ١٣٤ ؛ المخلاة ، ص ١٢٧ و ١٣١ و ١٨٦ و ١٨٧ ؛ المعمرون ، ص ١٤ ؛ ملحق المنجد ، ص ٥٨ ؛ المنتظم ، ج ٢ ، ص ٣٧٠ ـ ٣٧٣ ؛ منتهى الارب ، ج ٤ ، ص ١٠٨٣ ؛ نهاية الارب ، ص ٥٠ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٩ ، ص ٣٤٢ ـ ٣٤٤.

١٣٩

أموالهم ظلما وعدوانا ، وكان يحيى بن زكريا عليه‌السلام أحد الذين تولّت قتلهم.

قام إلياس عليه‌السلام بإرشاد الملك وزوجته وقومه ، طالبا منهم الكفّ عن الفساد والظلم ، والتوجه إلى الله وتوحيده ، وحذّرهم غضبه وسخطه ، فقابلوه بالسخرية والتكذيب والتهديد بالقتل ، ثم طردوه.

اختبأ مدّة في دار أم يونس بن متّى ، ثم انتقل إلى الجبال والبوادي ، ولم يزل يتجوّل فيها حتى استقرّ بجبل حوريب بفلسطين.

لما أوغل الإسرائيليون في جرائمهم وظلمهم له وللمؤمنين من قومه دعا الله أن يمنعهم قطر السماء ، ويصبّ غضبه عليهم ، فسلّط الله عليهم القحط والجدب والجوع والهلاك مدّة ثلاث سنوات ، فلما تفشّى بين صفوفهم البؤس والموت استشفع لهم عند الله طالبا رفع البلاء عنهم ، فرفع الله البلاء عنهم ، وأصبحوا مؤمنين صلحاء ، ولم تمض عليهم مدّة طويلة حتى عادوا إلى فسادهم وكفرهم وطغيانهم ، فتمرّدوا عليه وعصوا أوامره ونواهيه ، فغضب الله عليهم مرّة أخرى ، وسلّط عليهم أناسا قتلوا الملك وزوجته ورؤساء الفساد بينهم.

وبعد أن قام بأعباء النبوّة ١٥ سنة رفعه الله من بين قومه ، فصار إنسيّا ملكيّا أرضيّا سماويّا. ويقال : إنه كالخضر عليه‌السلام شرب ماء الحياة ، وسيظلّ حيّا إلى أن تقوم الساعة.

وهناك قول بأنّ زرادشت ـ معلّم المجوسية ـ كان من جملة تلاميذه.

والفترة الزمينة الّتي قضاها بين قومه هي النصف الأوّل من القرن التاسع قبل ميلاد المسيح عليه‌السلام ، وقيل : حوالي عام ٨٨٠ قبل الميلاد ، وقيل : رفعه الله سنة ٨٤٠ قبل الميلاد.

بعث الله من بعده لبني إسرائيل أحد تلامذته وكان يدعى : اليسع ، وقيل : اليشع بن أخطوب ، فصدّقوه وآمنوا به.

يعيّد المسيحيون له في اليوم الرابع والعشرين من شهر حزيران من كل سنة.

القرآن المجيد وإلياس

(وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) الأنعام ٨٥.

١٤٠