أعلام القرآن

عبد الحسين الشبستري

أعلام القرآن

المؤلف:

عبد الحسين الشبستري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-424-715-9
الصفحات: ١١٢٨

إسماعيل بن حزقيل

هو إسماعيل بن حزقيل ، ويسمّيه أهل الكتاب : شموئيل أو سموئيل أو صموئيل بن القانة ، المعروف بصادق الوعد.

أحد أنبياء بني إسرائيل بعد موسى بن عمران عليه‌السلام.

بعثه الله إلى بني إسرائيل ليدعوهم إلى عبادة الله وتوحيده ، وحثّهم على ترك المعاصي والجنايات ، فقابلوه بالجفاء والعناد والتحدي ، ثم ألقوا القبض عليه وسلخوا جلد رأسه ووجهه حتى مات. قبل وفاته ـ وقومه يسلخون جلده ـ طلب الله منه أن يطلب ما يريد من العذاب والعقاب لقومه ، فأجاب : بأنّه يتأسى بالأنبياء الذين سبقوه ، وعذّبوا وقتلوا في سبيل الله وصبروا ، وسأل الله سبحانه أن يعطيه صبرا كصبرهم ، وقيل : إنّه قال : أتأسى بابن بنت خاتم الأنبياء الإمام الحسين بن علي عليه‌السلام.

عرف بصادق الوعد لوفائه بعهده ، والتزامه القاطع بوعده ؛ إذ إنّه وعد بعض الناس في مكان معيّن وزمان معيّن فانتظره سنة ؛ وفاء لوعده.

ذهب البعض إلى القول به بأنّ المترجم له هو نفس إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما‌السلام ، ويفنّد هذا القول ما حدّث عنه أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، وقولهم هو الصواب والحق.

القرآن الكريم وإسماعيل بن حزقيل

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ ...) البقرة ٢٤٦.

(وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً ...) البقرة ٢٤٧.

__________________

و ٢٢ ؛ معاني الأخبار ، ص ١٢٩ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٣٧ ـ ٤٠ ؛ معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٢٢١ ؛ المعرب ، ص ٩٥ و ٩٦ و ١٠٥ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ المورد ، ج ٥ ، ص ٢٠٩ ؛ النبوة والأنبياء ، ص ١٦٩ ـ ١٧٤ ؛ نمونه بينات ، ص ٣٧ ؛ نهاية الارب ، ج ١٣ ، ص ١١٥ ؛ اليهود في القرآن ، ص ١٢١ ـ ١٢٨.

١٠١

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) مريم ٥٤. (١)

الأسود بن أبي البختري

هو الأسود ابن أبي البختري العاص ، وقيل : العاصي بن هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي ، الأسدي ، وأمّه عاتكة بنت أميّة بن الحارث.

من وجوه وأعلام قريش في الجاهلية ، أسلم وصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قتل أبوه يوم واقعة بدر مشركا ، وأسلم هو يوم فتح مكة سنة ٨ ه‍.

في سنة ٣٩ ه‍ ، بعث معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطاة إلى المدينة ، وأمره بقتل شيعة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام بها ، فعارض المترجم له بسرا ، ومنعه من قتل الشيعة.

توفّي حوالي سنة ٤٠ ه‍ ، وقيل : قتل في واقعة الجمل بالبصرة وهو يقاتل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام مع جيش عائشة بنت أبي بكر.

القرآن العظيم والأسود بن أبي البختري

جاء قبل أن يسلم مع جماعة من المشركين إلى أبي طالب عليه‌السلام ـ عمّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وطلبوا منه أن يمنع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين عن سبّ آلهة قريش ، فنزلت فيه وفي صحبه

__________________

(١). اثبات الوصية ، ص ٣٥ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١١٢ ؛ الأمالي ، للمفيد ، ص ٣٢ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٣٨٤ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٦٥٨ ـ ٦٨٠ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ص ١٨٩ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٢٦ و ٢٧ و ٢٨ و ٢٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ١٩٩ ؛ تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ١٥ و ١٦ ؛ تفسير شبّر ، ص ٣٠٣ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ٢٨٥ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٥١ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٤ ، ص ٦٣ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٣٤٢ و ٣٤٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١١ ، ص ١١٤ وراجع فهرسته ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٢٢٢ و ٢٢٣ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٢١٥ و ٢١٦ و ٥٢٧ و ٥٢٨ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ٢٧٣ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦٥٧ ؛ علل الشرائع ، ص ٧٧ و ٧٨ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٣٥٧ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ١٨٨ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٢٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٨٠٠ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٥ ، ص ١٤٥ و ١٤٦ ؛ معاني الأخبار ، ص ٥٠.

١٠٢

من المشركين الآية ١٠٨ من سورة الأنعام : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ....)(١)

الأسود المخزومي

هو الأسود بن عبد الأسد ، وقيل : ابن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة القرشي ، المخزومي ، ابن أخ أبي سلمة زوج أم سلمة زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

أحد شخصيات وصناديد قريش في الجاهلية ، أدرك الإسلام ولم يسلم.

كان من أشد المعاندين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمستهزئين به ، عرف بالشراسة وسوء الخلق.

في السنة الثانية من الهجرة اشترك في واقعة بدر إلى جانب المشركين ضد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والمسلمين ، فأقسم بالله أن يهدم حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقاتل حتى وصل إلى الحوض ، فلحقه حمزة بن عبد المطلب صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يهدم الحوض ، فأجهز عليه وقتله ، فاختلط دمه بالماء ، فكان أوّل مشرك قتل في ذلك اليوم.

القرآن المجيد والأسود المخزومي

نزلت فيه وفي أخيه أبي سلمة زوج أمّ سلمة قبل أن يتزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الآية ٣٢ من سورة الكهف (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ ....)

وشملته الآية ٦٦ من سورة الحجّ : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ.)

والآية ٥١ من سورة الصافّات : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ.)

ونزلت فيه الآية ٤٠ من سورة عمّ أو النبإ : (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً.)

__________________

(١). أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٨١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٩١ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٨٢ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٤٢ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ٦١٨ و ٦١٩ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٨ ؛ تفسير الطبري ، ج ٧ ، ص ٢٠٧ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ١٦٥ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٤٦ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١١٧ ؛ جمهرة النسب ، ص ٧٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٣٨ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٣ ، ص ٢٥١ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٤٥٠ ؛ المحبر ، ص ٤٥٣ ؛ نسب قريش ، ص ٢٠٩ و ٢١٤ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ٩ ، ص ٢٥٣.

١٠٣

ونزلت فيه الآية ٦ من سورة الانشقاق : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ.)

والآية ١٠ من نفس السورة : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ.)

والآية ٣ من سورة الزلزلة : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها.)(١)

أسلع بن شريك

هو أسلع بن شريك بن عوف الأعرجيّ التميميّ ، من بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

أحد صحابة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وخدّامه ، وصاحب راحلته.

نزل البصرة ، وروى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وروى عنه جماعة.

القرآن المجيد وأسلع بن شريك

قال أسلع : كنت أرحل ناقة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأصابتني جنابة في ليلة باردة ، فخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأمرض أو أموت ، فكرهت أن أرحل وأنا جنب ، فقلت للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١). الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٩٣ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٨٦ ؛ الاشتقاق ، ص ١٠٢ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٤٥ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٧٢ و ٣٢٨ ؛ تاريخ الاسلام (المغازي) ، ص ٥٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٣٩٠ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ١٤٧ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٩ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ١٢٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ١١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ٢٢١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، راجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٤٢١ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٢١ ، ص ١٢٤ وراجع فهرسته ؛ تفسير ابن كثير ، راجع مفتاح التفاسير ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ ، ص ٣٩٩ وج ١٢ ، ص ٩٣ وج ١٩ ، ص ١٨٩ و ٢٧١ و ٢٧٢ وج ٢٠ ، ص ١٤٨ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ١٤٣ و ١٥١ ؛ الروض الأنف ، ج ٥ ، ص ١٠٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ و ٢٧٧ و ٣٧٠ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٢٤ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٧٢٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ المحبر ، ص ٦٣ و ١٦٠ و ٤٠٢ ؛ المغازي ، ج ١ ، ص ٦٨ و ١٥١ ؛ نسب قريش ، ص ٣٣٧ ؛ نمونه بينات ، ص ٨٣١.

١٠٤

يا رسول الله! أصابتني جنابة ، فنزلت الآية ٤٣ من سورة النساء : (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ....) فأمرني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن أتيمّم ، وعلّمني كيفيّة ذلك. (١)

أسماء بنت يزيد

هي أمّ سلمة وأمّ عامر أسماء ، وقيل : فكيهة بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس ابن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّة ، الأوسيّة ، الخزرجيّة ، الأشهليّة ، ابنة عمّ معاذ بن جبل ، وقيل : ابنة عمّته ، وأمّها أمّ سعد بنت خزيم الأشهليّة.

صحابيّة فاضلة ، محدّثة ، خطيبة مفوّهة ، عرفت بخطيبة النساء ، محاربة شجاعة ، ورسولة النساء إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لاستيضاح بعض الأمور منه. وفدت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في السنة الأولى من الهجرة ، فأسلمت على يديه وبايعته وسمعت منه.

يقال : إنّها حضرت بيعة الرضوان ، وشهدت واقعة خيبر سنة ٧ ه‍ ، وفتح مكّة سنة ٨ ه‍.

في سنة ١٣ ه‍ اشتركت في واقعة اليرموك وقتلت بعمود خيمتها تسعة من الروم ، وكانت تضمّد المجروحين وتسقي العطاشى من عساكر المسلمين.

سكنت دمشق وتوفّيت بها حدود سنة ٣٠ ه‍ ، وقيل : حدود سنة ٧٠ ه‍ ، وقيل :

عاشت إلى أيّام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وقبرها بدمشق في مقبرة الباب الصغير.

القرآن المجيد وأسماء بنت يزيد

قالت : طلّقت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يكن للمطلّقة عدّة ، فأنزل الله تعالى

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ٢٢٧ ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٦٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ١ ، ص ١١٦ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٧٤ و ٧٥ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٣٦ و ٣٧ ؛ البداية والنهاية ، ج ٥ ، ص ٢٨٨ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٤٣٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ١٥ و ١٦ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٢٤ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١١٧ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٢ ، ص ٣٤١ ؛ دائرة المعارف ، للبستاني ، ج ٣ ، ص ٦٠٦ و ٦٠٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٦٥ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٣١١ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٦ ، ص ٢٤٨٢ ؛ الوافى بالوفيات ، ج ٩ ، ص ٤٩.

١٠٥

الآية ٢٢٨ من سورة البقرة : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ....)(١)

أسيد بن سعية

هو أسيد ، وقيل : أسد بن سعية ، وقيل : سعيد ، وقيل : سعنة ، وقيل : يامين بن غريض ، وقيل : عريض الهلالي ، وقيل : القرظي.

أحد أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قبل أن يسلم كان من يهود خيبر ، ومن المناصرين لبني قريظة.

اجتمع قبل إسلامه وعدد من اليهود بعالم من علمائهم ـ كان يدعى ابن الهيبان ـ قدم من الشام إلى الحجاز ، ليرى النبي محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي أو عدت كتبهم المقدّسة ببعثته ، وذكرت أوصافه ، فقال ذلك العالم لأسيد بن سعية وصحبه من اليهود : إذا بعث ذلك النبي الذي يدعى محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وله من الصفات كذا وكذا ، فآمنوا به ولا تتخلّفوا عن متابعته وتصديقه ونصرته ؛ لأنه على الحق والصواب.

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ص ١٦١ ؛ اسباب النزول ، للقاضي ، ص ٣٨ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ج ٤ ، ص ٢٣٧ و ٢٣٨ ؛ اسد الغابة ، ج ٥ ، ص ٣٩٨ و ٣٩٩ ؛ الاصابة ، ج ٤ ، ص ٢٣٤ و ٢٣٥ ؛ الأعلام ، ج ١ ، ص ٣٠٦ ؛ أعلام النساء ، ج ١ ، ص ٦٦ ـ ٦٨ ؛ أعلام النساء المؤمنات ، ص ١٢٠ و ١٢١ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٣٨ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٤٥ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ؛ تقريب التهذيب ، ج ٢ ، ص ٥٨٩ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١٢ ، ص ٤٢٨ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٦٣ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٧ ، ص ١٨٩ وج ١٨ ، ص ١٤٩ و ١٥٠ ؛ حلية الأولياء ، ج ٢ ، ص ٧٦ و ٧٧ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٤٨٨ ؛ دائرة المعارف ، للبستاني ، ج ٣ ، ص ٦١٢ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ؛ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ، ص ٣٦ ؛ رياحين الشريعة ، ج ٣ ، ص ٣٤٧ و ٣٤٨ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ و ٢٩٧ ؛ طبقات ابن خياط ، ص ٢٤٠ ؛ طبقات ابن سعد ، ج ٨ ، ص ٣١٩ و ٣٢٠ ؛ العقد الفريد ، ج ٢ ، ص ٢٩٦ ؛ عيون الأخبار ، ج ٤ ، ص ١٢ ؛ الغارات ، ج ١ ، ص ٧٩ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٢٨١ وج ٨ ، ص ٤٨٢ ؛ لسان الميزان ، ج ٧ ، ص ٥٢٣ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٦ ، ص ٢٤٩٣ و ٢٤٩٤ ؛ المحبر ، ص ٤١٦ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٩ ، ص ٥٤ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ج ١ ، ص ١٧١ وج ٢ ، ص ٤٣٧.

١٠٦

فلمّا بعث النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله أسلم المترجم له ورفاقه من اليهود ، وذلك في السنة الخامسة من الهجرة.

ولم يزل على إسلامه حتى توفّي في حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

القرآن الكريم وأسيد بن سعية

لما أسلم المترجم له وجماعته قالت اليهود : والله ما آمن بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا تبعه إلّا أشرارنا ، ولو كانوا من أخيارنا ما تركوا دين آبائهم وذهبوا إلى دين غيره ، فنزلت الآية ١١٣ من سورة آل عمران وهي تشمله : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ ....)(١)

أسيد بن كعب

هو أسيد بن كعب القرظي ، من رؤساء وأعيان اليهود المعاصرين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء بزوغ نور الإسلام.

تشرّف برؤية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يسلم.

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ١٩٢ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٠١ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ٥٦ و ٥٧ ؛ اسد الغابة ، ج ١ ، ص ٦٩ و ٧٠ و ٩٠ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٣٣ و ٤٨ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٢٨٨ وج ٤ ، ص ١٠٥ و ١٢٣ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ، ص ١٢٣ و (المغازي) ، ص ٣١٣ ؛ تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٢٤٨ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٥٦٣ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢١ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٣ ، ص ٣٣ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٧٣ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ٣٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٦٣٢ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء الرابع ، ص ٣٥ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٤٨ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ١٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٦٤ ؛ الروض الأنف ، ج ١ ، ص ٢٤٦ وج ٤ ، ص ٣٦٠ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٨٥ ، و ٨٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٢٢٦ و ٢٢٧ وج ٢ ، ٢٠٦ وج ٣ ، ص ٢٤٩ ؛ عيون الأثر ، ج ٢ ، ص ٧١ ؛ قاموس الرجال ، ج ٢ ، ص ١٤٢ و ١٤٣ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ٢ ، ص ١٨٧ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٦٠٢ ؛ المغازي ، ج ٢ ، ص ٥٠٣ و ٥٠٤ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٩ ، ص ٢٦٠ ؛ الوفاء بأحوال المصطفى ، ج ١ ، ص ٥٥.

١٠٧

القرآن العظيم وأسيد بن كعب

شملته الآية ٢٠٨ من سورة البقرة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ....)

جاء مع جماعة من رؤساء اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : يا رسول الله! إنّا نؤمن بك وبكتابك وموسى عليه‌السلام والتوراة وعزير عليه‌السلام ، ونكفر بما سواه من الكتب والرسل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : بل آمنوا بالله ورسوله محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتابه القرآن ، وبكل كتاب كان قبله ، فقالوا : لا نفعل ، فنزلت في المترجم له وجماعته اليهود الآية ١٣٦ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً.)

ويقال : سبب نزول تلك الآية هو مجيء المترجم له وجماعة من اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقالوا له : يا رسول الله! يوم السبت كنا نعظّمه ، فدعنا فلنسبت فيه ، وإنّ التوراة كتاب الله ، فدعنا فلنقم به الليل ، فنزلت الآية جوابا لهم. (١)

الأشعث بن قيس

هو أبو محمد الأشعث بن قيس بن معدي كرب ، وقيل : خرزاد بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الكندي ، اسمه معدي كرب ، ولتلبّد شعره لقّب بالأشعث ، فغلب لقبه على اسمه ، وكان يعرف بعرف النار والأشج ، وأمّه كبشة بنت يزيد ، وكان فارسيّ الأصل ، انتسب أبوه إلى كندة ، ولم يكن منهم.

أمير كندة في الجاهلية والإسلام ، كان مقيما بحضرموت ، وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وفد كندة سنة ١٠ ه‍ ، فأسلموا ، فصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتزوّج من أمّ فروة بنت أبي بكر ،

__________________

(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ حاشية الجلالين ـ ، ص ١٥٤ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٥١ ؛ تفسير الطبري ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء الخامس ، ص ١٨٠ ؛ الدر المنثور ، ج ١ ، ص ٢٤١ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٥٧٥ و ٥٧٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ١٩٢ ؛ نمونه بينات ، ص ٧٣.

١٠٨

ثم انتقل بها إلى اليمن.

وبعد وفاة النبي سنة ١١ ه‍ ، وأثناء حكومة أبي بكر بن أبي قحافة ارتدّ ، فبعث أبو بكر جيشا إلى اليمن فأسروه وأحضروه بين يدي أبي بكر ، فأمر بإطلاق سراحه ، فأقام في المدينة.

شهد واقعة اليرموك في الشام ، وفيها فقئت عينه ، ثم اشترك في حروب العراق ، كالقادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند.

في عهد عثمان بن عفان تولّى بلاد آذربيجان ، ولم يزل عليها حتى أيّام الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فانتقل إلى الكوفة وابتنى بها دارا ، وشهد مع الإمام عليه‌السلام واقعة صفين ، ثم انقلب خارجيا منافقا ملعونا ، وصار من أعداء الإمام عليه‌السلام وخصومه ، فكان من الّذين ألزموا الإمام عليه‌السلام على التحكيم ، وكان قبل ذلك من الّذين كتموا الشهادة لولاية الإمام عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال الامام الصادق عليه‌السلام : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعن أقواما ، فجرى اللعن فيهم وفي أعقابهم إلى يوم القيامة» فكان الأشعث من جملة الذين لعنهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

نهى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام الناس عن الصلاة في خمسة مساجد ، منها : مسجد الأشعث بن قيس بالكوفة.

قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إنّ بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة ، فأما المساجد الملعونة : مسجد ثقيف ومسجد الأشعث».

وصفه الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام بابن الخمّارة ، وقال في حقه : «أيها الناس! إنّ الأشعث لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وإنّه أقلّ في دين الله من عفطة عنز».

في أحد الأيّام من خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام خرج الأشعث بصحبة أحد الخوارج إلى جبانة الكوفة ، فأخذا يذمّان الإمام عليه‌السلام ، فمرّ بهما ضبّ يعدو ، فناديا الضبّ : يا أبا حسل! هلمّ نبايعك بالخلافة. فبلغ ذلك الإمام عليه‌السلام ، فقال : «إنّهما يحشران يوم القيامة وإمامهما ضب».

قال العلماء والمحققون : إنّ كلّ فساد واضطراب كان يحدث في خلافة الإمام

١٠٩

أمير المؤمنين عليه‌السلام كان أصله ومسبّبه الأشعث.

في أحد الأيام اعترض على الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض الأمور ، فقال له الإمام عليه‌السلام : «عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين ، حائك ابن حائك ، منافق ابن كافر ، والله لقد أسرك الكفر مرّة والإسلام أخرى».

تزوّج الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام من ابنته جعدة ، فتآمرت مع أعداء الإمام عليه‌السلام وسقته السم وقتلته.

والمعروف عنه وعن عشيرته بجميع أفرادها كانوا يوصفون بالغدر والخيانة ، فسجّله حافل بالمخازي والغدر والنفاق ، فكان على رأس المناوئين والمحاربين للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وأحد الذين أعانوا ابن ملجم المرادي على قتل الإمام عليه‌السلام ، وابنته جعدة تولّت شهادة الإمام الحسن عليه‌السلام بالسم ، وابنه محمّد اشترك في قتل مسلم بن عقيل عليه‌السلام بالكوفة ، وكان لمحمّد هذا وأخيه قيس الدور المهمّ في قتال الحسين بن علي عليه‌السلام يوم عاشوراء بكربلاء ، وبعد مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام قام قيس بسلب قطيفة الإمام عليه‌السلام ولم يزل الأشعث وأولاده يعادون ويخالفون أهل بيت النبوة عليهم‌السلام حتى مات بالكوفة في شهر ذي القعدة سنة ٤٢ ه‍ ، وقيل : سنة ٤١ ه‍ ، وقيل : سنة ٤٠ ه‍ ، عن ٦٣ سنة ، ودفن بداره في الكوفة.

القرآن المجيد والأشعث بن قيس

كانت بينه وبين رجل من اليهود مخاصمة على أرض أو بئر فجحده الرجل ، فجاء به إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وآله للأشعث : هل لك بيّنة؟ فقال : لا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لليهودي : أتحلف؟ فقال الأشعث : إذن يحلف فيذهب بمالي ، فنزلت فيه الآية ٧٧ من سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.)(١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ١٩٥ و ١٩٦ وغيرها ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص ٤٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ٩٤ و ٩٥ ؛ الاستيعاب ـ حاشية الاصابة ـ ، ج ١ ، ص ١٠٩ ـ ١١١ ؛ اسد الغابة ، ج ١،

١١٠

__________________

ص ٩٧ ـ ٩٩ ؛ الاصابة ، ج ١ ، ص ٥١ و ٥٢ ؛ الأعلام ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ؛ أعيان الشيعة ، ج ٣ ، ص ٤٦٣ و ٤٦٤ ؛ الأغاني ، ج ١٤ ، ص ١٤٢ و ١٤٣ وراجع فهرسته ؛ أمالي الطوسي ، ج ١ ، ص ١٧١ و ٢٦٩ ؛ الامامة والسياسة ، ج ١ ، ص ٢٤ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٥ ، ص ١٠٩ و ١٥٥ ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ البرصان والعرجان والعميان والحولان ، ص ٥٦٦ ؛ بهجة الآمال ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ـ ٣٤٧ ؛ البيان والتبيين ، ج ٢ ، ص ٢٧٠ وج ٣ ، ص ١٤١ ؛ تاريخ الاسلام (السيرة النبوية) ، ص ٥٩٣ و (المغازي) ، ص ٦٨٩ و (عهد الخلفاء الراشدين) ، ص ٤٣١ و ٦٠٨ و ٦٠٩ و ٦٢١ و (عهد معاوية بن أبي سفيان) ، ص ٩ و ٣٩ ؛ تاريخ بغداد ، ج ١ ، ص ١٩٦ و ١٩٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، راجع فهرسته ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ج ١ ، ص ٨٤ و ١٢١ و ١٤٩ و ١٧٥ و ١٧٦ و ١٧٧ و ١٨٣ ؛ تاريخ الخميس ، ج ٢ ، ص ٢٨٩ ؛ التاريخ الكبير ، للبخاري ، ج ١ ، ص ٤٣٤ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٢١٤ و ٢١٥ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ ، راجع فهرسته ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٢ ، ص ٥٠٦ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ١ ، ص ٢٣ و ٢٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ١ ، ص ٥٠١ ؛ تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ١٦٦ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٢ ، ص ٥١ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣ ، ص ٢٢٩ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٥٩٠ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٨ ، ص ١١١ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الأول ، الجزء الثالث ، ص ١٩٢ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ١ ، ص ٣٥٥ ؛ تقريب التهذيب ، ج ١ ، ص ٨٠ ؛ تنقيح المقال ، ج ١ ، ص ١٤٩ ؛ تهذيب الأسماء واللغات ، ج ١ ، ص ١٢٣ و ١٢٤ ؛ تهذيب تاريخ دمشق ، ج ٣ ، ص ٦٧ ـ ٧٨ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ١ ، ص ٣١٣ و ٣١٤ ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج ١ ، ص ٥٠ و ٥١ ؛ تهذيب الكمال ، ج ٣ ، ص ٢٨٦ ـ ٢٩٥ ؛ الثقات ، ج ٣ ، ص ١٣ و ١٤ ؛ ثمار القلوب ، ص ٦٩ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٤ ، ص ١١٩ و ١٢٠ ؛ الجامع في الرجال ، ج ١ ، ص ٢٧٨ ؛ جامع الرواة ، ج ١ ، ص ١٠٦ ؛ الجرح والتعديل ، ج ٢ ، ص ٢٧٦ ؛ الجمع بين رجال الصحيحين ، ج ١ ، ص ٤٤ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٤٢٥ ؛ حياة الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢٠٥ و ٢٤٧ ؛ خزانة الأدب ، ج ٢ ، ص ٤٦٥ ؛ الخصال ، ص ٢١٩ و ٣٨٢ ؛ خلاصة تذهيب الكمال ، ص ٣٣ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٢ ، ص ٢١٦ ـ ٢١٨ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٣ ، ص ٧٢٢ و ٧٢٣ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ٤٤ ؛ دول الاسلام ، ص ٢٥ و ٢٦ ؛ ربيع الأبرار ، ج ١ ، ص ٦٨٢ ؛ رجال الحلي ، ص ٢٠٦ ؛ رجال ابن داود ، ص ٢٣٢ ؛ رجال الطوسي ، ص ٤ و ٣٥ ؛ رجال الكشي ، ص ٤١٣ ؛ الروض الانف ، ج ٧ ، ص ٤٠٩ وغيرها ؛ الروض المعطار ، ص ١١٦ و ٥٧٥ و ٥٧٦ ؛ ريحانة الأدب ، ج ١ ، ص ١٢٩ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٧٠٢ و ٧٠٣ ؛ سير أعلام النبلاء ، ج ٢ ، ص ٣٧ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٤ ، ص ٢٣٢ ؛ شذرات

١١١

النبيّ أشعيا عليه‌السلام

هو أشعيا ، وقيل : أشعياء ، وقيل : شمعيا ، وقيل : شعياء بن أمصيا ، وقيل : آموص ، وقيل : راموس ، من ذرّية سليمان بن داود عليه‌السلام.

أحد أنبياء بني إسرائيل قبل زكريا ويحيى عليهما‌السلام ، ومن المبشّرين بنبوّة عيسى بن مريم عليه‌السلام والنبي الأكرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

كان صالحا تقيّا معاصرا لبعض ملوك بني إسرائيل ، كحزقيا بن أحاز ، وعذيا بن أمصيا.

كان يسكن فلسطين ، وكان عصره قبل استيلاء نبوخذ نصر على فلسطين ب ٢٠٠ سنة.

ينسب إليه سفر يتضمّن بعض الحقائق ، كالبعث والنشور ونبوّة عيسى عليه‌السلام والنبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

من كلامه لبني إسرائيل : «إذا أطلق الله لسانه بالوحي ، إنّ الدابة تزداد على كثرة الرياضة لينا وقلوبكم لا تزداد على كثرة الموعظة إلّا قسوة ، وإنّ الجسد إذا صلح كفاه القليل من الطعام ، وإنّ القلب إذا صحّ كفاه القليل من الحكمة ، كم من سراج أطفأته الريح ، وكم من عابد أفسده العجب؟! يا بني إسرائيل! اسمعوا قولي ، فإنّ الحكمة

__________________

الذهب ، ج ١ ، ص ٤٩ ؛ صبح الأعشى ، ج ١ ، ص ٣٢٨ و ٣٧٧ و ٣٧٨ و ٤١٦ و ٤٤٨ وج ١٤ ، ص ٨٢ ؛ طبقات خليفة بن خياط ، ص ٧١ و ١٣٣ ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج ٢ ، ص ٢٢ و ٢٣ ؛ العبر ، ج ١ ، ص ٣٤ ؛ العقد الفريد ، راجع فهرسته ؛ العندبيل ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛ قاموس الرجال ، ج ٢ ، ص ١٥٣ ـ ١٦٠ ؛ الكامل في التاريخ ، راجع فهرسته ؛ الكامل ، للمبرد ، ج ١ ، ص ١٥٤ وج ٢ ، ص ٦٢ و ١١٧ وج ٣ ، ص ١٨٠ و ١٩٧ و ٢٤٤ وج ٤ ، ص ٣ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٧٦ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ١٧١ ؛ الكنى والأسماء ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛ لسان العرب ، راجع فهرسته ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٦٥٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٧٧٨ ؛ مجمع الرجال ، ج ١ ، ص ٢٣١ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٧٩ ؛ المحبر ، ص ٩٤ و ٩٥ و ٢٤٤ و ٢٥١ و ٢٦١ و ٢٩١ و ٣٠٢ و ٤٥٢ ؛ مرآة الجنان ، ج ١ ، ص ١٠٧ ؛ مروج الذهب ، ج ٢ ، ص ٤٠٢ ؛ مشاهير علماء الأعصار ، ص ٤٥ ؛ المعارف ، ص ١٨٧ و ١٨٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٣ ، ص ٢١٦ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، راجع فهارسه ؛ منتهى المقال ، ص ٦١ ؛ منهج المقال ، ص ٦٢ ؛ نقد الرجال ، ص ٤٨ ؛ نمونه بينات ، ص ١٢٧ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ٩ ، ص ٢٧٤ و ٢٧٥ ؛ الوجيزة ، ص ٨.

١١٢

وسامعها شريكان ، وأولاهما بها من حققها بعمله».

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «أوحى الله إلى أشعيا عليه‌السلام ، أنّي مهلك من قومك مائة ألف : أربعين ألفا من شرارهم ، وستين ألفا من خيارهم فقال أشعيا عليه‌السلام : هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟! فقال سبحانه : لأنهم داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي».

كان يأمر قومه بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، فكانوا يقابلونه بالتعسّف والسخريّة والازدراء ، ولم يزل بينهم يلاقي الصعوبات والمحن حتى قرروا قتله ، فهرب منهم واختبأ في أصل شجرة ، فدلّهم إبليس على مكانه ، فجاءوا إلى الشجرة ونشروا جذعها بمنشار حتى شقّوه مع الشجرة إلى نصفين وقتلوه ، وكان ذلك في عهد ملكهم منسي.

القرآن الكريم والنبي أشعيا عليه‌السلام

شملته الآية ٤ من سورة الإسراء : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ....)

والإفساد في الأرض مرّتين : قتل أشعيا أولا ، وقتل زكريا ويحيى عليهما‌السلام ثانيا. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ٦٨٥ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٤٥١ و ٤٥٢ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ١١٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ٣٠ و ٣١ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٦٧٥ ـ ٦٧٧ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ١٢٨ ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج ٢ ، ص ١٢١ ؛ تاريخ الخميس ، ج ١ ، ص ١٧٣ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ـ ٣٨٢ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٥٠ و ٥١ ؛ تاريخ مختصر الدول ، ص ٣٦ و ٣٩ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ٦٣ و ٦٤ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٦ ، ص ٩ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٥٦٤ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ١٥٦ ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٧٩ ؛ تفسير الطبري ، ج ١٥ ، ص ١٨ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٣٢٦ و ٣٢٧ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الخامس ، الجزء الخامس عشر ، ص ١٤ ؛ التوحيد ، ص ٤٢٨ ؛ التوراة ـ سفر الملوك الثاني ـ ، ص ٥٢٢ ـ ٥٢٤ و ـ سفر أشعيا ـ ، ص ٨٥١ ـ ٩٢١ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ ، ص ٢١٥ و ٢١٦ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٢٧٠ و ٢٧١ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ١٣ ، ص ٣١٦ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٣ ، ص ٧٢٥ و ٧٢٦ ؛ روضة الصفا ، ج ١ ، ص ١٢١ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٧٠٦ ؛ عرائس المجالس ، ص ٢٩٣ ـ ٢٩٧ ؛ العقد الفريد ، ج ٢ ،

١١٣

أصحاب الأخدود

الأخدود : يعني الخندق أو الحفرة المستطيلة في الأرض.

اختلف العلماء والمؤرخون في أصحاب الأخدود ، فمنهم من قال : إنّ أصحاب الأخدود هم جماعة من الرجال والنساء ، آمنوا بالله ووحدوه ، وأبوا الرضوخ للكفّار والمشركين ، فألقوا بهم في خندق من النار ، وكانوا يتلذّذون والنار تحرق المؤمنين ، ولكنّ الله جعل تلك النار عليهم بردا وسلاما كما كانت مع إبراهيم الخليل عليه‌السلام.

وهناك رواية بأنّ يوسف بن شرحبيل اليهوديّ والملقب بذي نؤاس ـ ملك اليمن ـ حاصر مدينة نجران اليمنيّة ثم احتلها ، وأجبر أهلها المسيحيين على اعتناق اليهوديّة وترك المسيحيّة ، وأمر بإلقاء من يرفض ذلك في خندق من النار وإحراقهم ، وكان عددهم عشرين ألفا ، فعرفوا بأصحاب الأخدود.

وقيل : أصحاب الأخدود هم أتباع النبي دانيال عليه‌السلام ، وكانوا يرزحون تحت سطوة ملك جبار أمرهم بالسجود أمام تمثال نبوخذنصّر ، فلما رفضوا ذلك ألقى بهم في أتون النار ، ولكنّ الله حوّل تلك النار عليهم بردا وسلاما ، وتوجّهت تلك النار نحو ذلك الملك وزمرته فأحرقتهم.

ويقال : إنّ الله بعث نبيا حبشيّا إلى الأحباش لهدايتهم ، فقابلوه بالعنف والسخريّة ، وكذّبوه وحاربوه ، ثم حفروا له خندقا وملئوها نارا ، ثم ألقوه ومن آمن به فيه ، فسمّوا

__________________

ص ٢٤٢ ؛ عيون أخبار الرضا ، ج ١ ، ص ١٦٥ ؛ قاموس الكتاب المقدس ، ص ٨١ ـ ٨٥ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٤٤٢ و ٤٤٣ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٢٤٤ ؛ قصص الأنبياء ، لابن كثير ، ج ٢ ، ص ٢٩٨ ـ ٣٠٠ ؛ قصص القرآن ، لمحمّد أحمد جاد المولى ، ص ١٨٤ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٢٥٥ ـ ٢٥٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ٥٠٨ و ٥٠٩ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٦١٤ ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص ١٤٠ ، ٢١٢ ، ٢١٣ و ٤٣٥ ؛ مرآة الزمان ، السفر الأول ، ص ٥٤١ ؛ مستدرك سفينة البحار ؛ ج ٥ ، ص ٤٩٠ ؛ المعارف ، ص ٢٩ و ٣٠ ؛ المفصل في تاريخ العرب ، ج ١ ، ص ٤٤٠ وج ٦ ، ص ٥٥٣ ؛ المورد ، ج ٥ ، ص ٢٠٨ ؛ نهاية الارب ، ج ١٤ ، ص ١٤٢.

١١٤

بأصحاب الأخدود.

وهناك رواية تقول : إنّ أحد ملوك المجوس سكر في أحد الأيام فواقع أمّه وأخته ، فلما أفاق من سكرته ندم على ما اقترفه ، فأعلن لرعيته بأنّ ما أقدم عليه مع أمّه وأخته عمل مشروع ومستساغ ، فعارضه الكثيرون ، فأمر بقتل معارضيه ورميهم في أخاديد من نار حفرها لهم.

ويقال : إنّ المؤمنين أصحاب الأخدود ، والّذين رمي بهم في خنادق من نارهم ثلاث جماعات : جماعة في اليمن ، أخرى في الشام ، وثالثة في بلاد فارس.

وهناك قصص وروايات كثيرة تدور حول أصحاب الأخدود تركتها لعدم الإطالة.

لم أتوصل إلى الحقبة الزمنية الدقيقة الّتي عاش فيها أصحاب الأخدود ، ولكن على الأكثر كانوا يعيشون حوالي القرن السابع قبل ميلاد السيّد المسيح عليه‌السلام ، وهناك قبر في كورة من كور الشام يقال : به إنّه قبر النبيّ الّذي عاصر أصحاب الأخدود.

القرآن العزيز وأصحاب الأخدود

(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) البروج ٤. (١)

__________________

(١). الأخبار الطوال ، ص ٦١ و ٦٢ ؛ الأعلام ، ج ٣ ، ص ٨ ؛ أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١١٨ ـ ١٢٢ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٥١٠ و ٥١١ ؛ البدء والتاريخ ، ج ٣ ، ص ١٨٢ ؛ البداية والنهاية ، ج ٢ ، ص ١١٩ ـ ١٢١ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ٣٤٢ و ٣٤٣ ؛ تاريخ أنبياء ، لعمادزاده ، ج ٢ ، ص ٧٦٢ و ٧٦٣ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٢٧٤ ـ ٢٧٦ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٥٤١ ـ ٥٤٥ ؛ تاريخ العرب قبل الاسلام ، ص ١٢٣ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٧٣ ؛ تاريخ ابن الوردي ، ج ١ ، ص ٧٧ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ١ ، ص ١٩٩ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ١٠ ، ص ٣١٦ و ٣١٧ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٨ ، ص ٤٥٠ و ٤٥١ ؛ تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٤٦ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٥٨٤ و ٥٨٥ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٩ ، ص ١٣٦ ؛ تفسير شبّر ، ص ٥٥٤ ؛ تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ٣٠٩ ـ ٣١١ ؛ تفسير الطبري ، ج ٣٠ ، ص ٨٤ ـ ٨٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٥ ، ص ٥٠٢ و ٥٠٣ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ٣١ ، ص ١١٨ و ١٢٠ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٤١٣ و ٤١٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ٤٩٣ ؛ تفسير المراغي ، المجلد العاشر ، الجزء الثلاثون ، ص ١٠٠ و ١٠١ ؛ تفسير الميزان ، ج ٢ ، ص ٢٥١ و ٢٥٥ ـ ٢٥٧ ؛ تفسير

١١٥

أصحاب الأعراف

الأعراف : كثبان بين الجنّة والنار ، مفردها عرف ، استعير من عرف الفرس وعرف الديك.

أصحاب الأعراف : هم النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة من أهل بيته.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «يا علي! إنّك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنّة والنار ، لا يدخل الجنّة إلّا من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكركم وأنكرتموه».

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : «نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن

__________________

نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٤٤ ـ ٥٤٨ ؛ تنوير المقباس ، ص ٥٠٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٩ ، ص ٢٨٧ ـ ٢٩٤ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٤٣٨ ؛ جوامع الجامع ، ص ٥٣٦ ؛ حياة القلوب ، ج ١ ، ص ٣٣٨ ؛ خزانة الأدب ، ج ١ ، ص ٣٥٧ ؛ دائرة المعارف الاسلامية ، ج ٢ ، ص ٢٣٩ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٢ ، ص ٦٢٤ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٢ ، ص ٥٢٥ و ٥٢٦ ؛ داستانهاى شگفت انگيز قرآن مجيد ، ص ٦٧٦ ـ ٦٨١ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٣٣٢ ـ ٣٣٤ ؛ الروض الانف ، ج ١ ، ص ١٩٤ و ٢١٣ ؛ الروض المعطار ، ص ٥٧٣ ؛ سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٣٨١ ؛ السيرة النبوية ، لابن اسحاق ، ص ٦٦ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٥ ـ ٣٧ ؛ عرائس المجالس ، ص ٣٩٣ ـ ٣٩٦ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائرى ، ص ٥٠٤ ؛ قصص الأنبياء ، للراوندي ، ص ٢٤٦ ؛ قصص قرآن ، للبلاغي ، ص ٢٧٩ ـ ٢٨٣ ؛ قصص قرآن مجيد ، للسورآبادي ، ص ٤٤٠ ـ ٤٤٣ ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص ٢١٤ ـ ٢١٧ ؛ قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ٢٤٥ ـ ٢٤٩ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ٢١٦ ـ ٢١٩ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ٤٢٥ ـ ٤٣١ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٧٣٠ و ٧٣١ ؛ كشف الأسرار ، ج ١٠ ، ص ٤٣٩ ـ ٤٤٣ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٦١ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٥ ، ص ١٥٠٨ ؛ مجمع البحرين ، ج ٣ ، ص ٤٢ ؛ مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٧٠٥ ـ ٧١٠ ؛ المحبر ، ص ٣٦٨ ؛ مروج الذهب ، ج ١ ، ص ٦٧ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٣ ، ص ٣٣ و ٣٤ ؛ المعارف ، ص ٣٥٢ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٤٢ و ٤٣ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ١٤٤ ؛ مواهب الجليل ، ص ٨٠١ ؛ نهاية الارب ، ج ١٥ ، ص ٣٠٣.

١١٦

الأعراف الّذين لا يعرف الله عزوجل إلّا بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزوجل يوم القيامة على الصراط ، فلا يدخل الجنّة إلّا من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه».

الأئمة من أهل بيت النبوة صلى‌الله‌عليه‌وآله يقفون يوم الحساب على الأعراف مع شيعتهم ينظرون إلى المؤمنين وهم يدخلون الجنّة تباعا ، فيقول الأئمة عليهم‌السلام لشيعتهم من أصحاب الذنوب : «انظروا إلى الداخلين في الجنّة ، وانظروا إلى الداخلين إلى جهنّم ، ثم يدخلون المذنبين من شيعتهم إلى الجنّة».

وقيل : أصحاب الأعراف هم الأنبياء والرسل الّذين بعثهم الله إلى الأمم ، وقيل : هم فضلاء الأمم ومؤمنوهم الّذين وحّدوا الله ولم يشركوا به ، وقيل : هم الشهداء الّذين استشهدوا في سبيل الله.

وقيل : أصحاب الأعراف هم ملائكة يتصوّرون بصور البشر ، وقيل : هم أصحاب الذنوب الصغيرة ، ومحلّهم في مؤخرة الداخلين إلى الجنّة ، وقيل : هم الّذين تتساوى حسناتهم مع سيئاتهم وآخر الّذين يدخلون الجنّة.

وهناك رأي يقول بوجود حجاب بين الجنّة والنار كالسور ، وفي أعالي السور رجال تأخّروا عن دخول الجنّة ؛ لقصور في أداء واجباتهم وأعمالهم في دار الدنيا ، فيحبسون بين الجنّة والنار إلى أن يؤذّن لهم بدخول الجنّة ، فهؤلاء هم أصحاب الأعراف.

وهناك أقوال وآراء أخر حول أصحاب الأعراف.

القرآن المجيد وأصحاب الأعراف

(وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ...) الأعراف ٤٦.

(وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ ...) الأعراف ٤٨. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٢٣ ـ ١٢٥ ؛ أقرب الموارد ، ج ٢ ، ص ٧٦٩ ؛ تاج العروس ، ج ٦ ، ص ١٩٤ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٤ ، ص ٤١٠ ـ ٤١٣ ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٤ ، ص ٣٠١ ـ ٣٠٣ ؛ تفسير البرهان ، ج ٢ ، ص ١٧ ـ ٢١ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٣٤٠ ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٣ ، ص ٢٢٩ ـ ٢٣١ ؛ تفسير

١١٧

أصحاب الأيكة

ويسمّون أصحاب الغيضة أيضا ، والغيضة : مجتمع الشجر في مغيض الماء.

والأيكة : الشجرة ، ويقال : الأيكة اسم موضع قرب مدين كثيرة الأشجار والمياه ، ويقال : إنّ الأيكة هي مدينة تبوك ، ومدين وتبوك متجاورتان. وهناك قول بأنّ أصحاب الأيكة هم قوم مدين ، أو أهل أيلة ، وأيلة : مدينة على الساحل الشرقي من بحر القلزم.

وعلى أيّ حال ، فإنّ أصحاب الأيكة أو الغيضة كانوا قوما يشتغلون في التجارة والزراعة ، وكانوا مشركين بالله يعبدون الصور ، وكانوا ظلمة متعسّفين يطفّفون المكيال والميزان ، فأرسل الله إليهم نبيّ الله شعيبا عليه‌السلام لإصلاحهم وإرشادهم ونهيهم عن الكفر والشرك والظلم والفساد ، فكذّبوه واتّهموه بالسحر ، وطلبوا منه ساخرين أن ينزّل عليهم عذابا من السماء ، فدعا عليهم ، فأنزلت السماء عليهم عذابا شديدا وبلاء مهولا أهلكتهم بأجمعهم بعد أن أخذتهم الزلازل والبراكين.

__________________

الصافي ، ج ٢ ، ص ١٩٨ ـ ٢٠٢ ؛ تفسير الطبري ، ج ٨ ، ص ١٣٦ ـ ١٣٩ و ١٤١ ؛ تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ١٨ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٢ ، ص ٣٩٥ و ٣٩٦ ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٤ ، ص ٨٦ ـ ٩٢ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ١٤٣ و ١٤٤ ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٣١ و ٢٣٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٢١٧ و ٢١٨ ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثالث ، الجزء الثامن ، ص ١٥٩ ـ ١٦٢ ؛ تفسير الميزان ، ج ٨ ، ص ١٢١ ـ ١٢٩ و ١٣١ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ٣٣ ـ ٣٥ ؛ تنوير المقباس ، ص ١٢٨ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٧ ، ص ٢١١ ـ ٢١٣ ؛ جوامع الجامع ، ص ١٤٦ ؛ دائرة معارف البستاني ، ج ٣ ، ص ٧٦٦ ؛ دائرة معارف فريد وجدي ، ج ٦ ، ص ٣٧٤ ؛ الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٨٦ ـ ٨٩ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٣٣٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٣ ، ص ١٧٤ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ١٠٦ و ١٠٧ ؛ كشف الأسرار ، ج ٣ ، ص ٦١٧ ـ ٦١٩ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٢٤١ و ٢٤٢ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٩٦٧ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٩٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٦٥١ ـ ٦٥٥ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٧ ، ص ١٨١ و ١٨٢ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٤٣ و ٤٤ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٣٤٤ ؛ منتهى الارب ، ج ٣ ، ص ٨٢٠ ؛ مواهب الجليل ، ص ١٩٩.

١١٨

وهناك قول بأنّ الله أرسل شعيبا عليه‌السلام إلى أهل مدين مرّة وإلى أصحاب الأيكة أخرى.

القرآن الكريم وأصحاب الأيكة

(وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) الحجر ٧٨.

(كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) الشعراء ١٧٦.

(وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ ...) ص ١٣.

(وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ...) ق ١٤. (١)

__________________

(١). أعلام قرآن ، للخزائلي ، ص ١٢٦ و ١٢٧ ؛ الأنبياء ، للعاملي ، ص ٢٤٩ ؛ البداية والنهاية ، ج ١ ، ص ١٧٧ و ١٧٨ ؛ تاج العروس ، ج ٧ ، ص ١٠٤ و ١٠٥ ؛ تاريخ أنبياء ، للمحلاتي ، ج ٢ ، ص ٢٦ ؛ تاريخ حبيب السير ، ج ١ ، ص ٧٩ ؛ تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ٢٢٩ ـ ٢٣١ ؛ تاريخ گزيده ، ص ٣٨ ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج ٦ ، ص ٣٤٩ و ٣٥٠ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البحر المحيط ، ج ٥ ، ص ٤٦٣ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير البيضاوي ، ج ١ ، ص ٥٣٤ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير أبي السعود ، ج ٥ ، ص ٨٧ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير شبّر ، ص ٢٦٦ ؛ تفسير الصافي ، ج ٣ ، ص ١١٩ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الطبري ، ج ١٢ ، ص ٥٦٦ وج ١٤ ، ص ٣٣ وج ١٩ ، ص ١٠٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ٣ ، ص ٢٤٧ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج ١٩ ، ص ٢٠٤ وراجع فهرسته ؛ تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٣٧٧ وج ٢ ، ص ٣٢٤ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٥٥٧ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير المراغي ، المجلد الخامس ، الجزء الرابع عشر ، ص ٤٠ ؛ تفسير الميزان ، ج ١٢ ، ص ١٨٥ و ١٨٧ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ٤ ، ص ٦٤ وراجع مفتاح التفاسير ؛ تنوير المقباس ، ص ٢٢٠ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٠ ، ص ٤٥ وراجع فهرسته ؛ جوامع الجامع ، ص ٢٣٩ ؛ الدر المنثور ، ج ٤ ، ص ١٠٣ و ١٠٤ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ الروض المعطار ، ص ٥٢٥ ؛ القاموس المحيط ، ج ٣ ، ص ٣٩٣ ؛ قصص الأنبياء ، للجزائري ، ص ٢٤٢ و ٢٤٥ ؛ الكامل في التاريخ ، ج ١ ، ص ١٥٧ و ١٥٨ ؛ الكشاف ، ج ٢ ، ص ٥٨٦ وج ٣ ، ص ٣٣٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٥ ، ص ٣٢٧ ، وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٩٥ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٧٢٨ ، وج ٨ ، ص ٥٨٠ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٢٥٦ ؛ مجمع البيان ، ج ٦ ، ص ٥٢٧ و ٥٢٨ ، وراجع مفتاح التفاسير ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٢١٧ وج ٥ ، ص ٤٠٧ ؛ معجم اعلام قرآن ، ص ٤٤ و ٤٥ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٩١ ؛ معجم مفردات الفاظ القرآن ، ص ٣٠ ؛ منتهى الارب ، ج ١ ، ص ٤٨ ؛ مواهب الجليل ، ص ٣٤٣ ؛ النبوة والأنبياء ، للصابوني ، ص ٢٧٢.

١١٩

أصحاب الرس

هناك تباين كبير بين آراء العلماء والمحقّقين بالنسبة إلى أصحاب الرس ـ البئر ـ فمنهم من قال : إنّهم كانوا قوما يعيشون في اليمامة ، ولمّا اشتدّ فيهم الكفر والظلم بعث الله إليهم نبيّا يدعى حنظلة بن صفوان ليرشدهم ويهديهم ، فكذّبوه وعذّبوه ، ثم ألقوه في إحدى الآبار ، فسمّوا بأصحاب الرس.

وهناك من يقول : إنّ أصحاب الرس كانوا يعيشون في منطقة آذربيجان شمال بلاد فارس ، وكانوا قساة جفاة قتلوا ثلاثين نبيّا بعثهم الله إليهم لإصلاحهم وهدايتهم ، فلولوغهم في دماء الأنبياء وتجبّرهم غضب الله عليهم وأنزل عليهم العذاب ، فأهلكهم بأجمعهم وقضى على ديارهم ، وكان نبيّ الله شعيب عليه‌السلام من أنبيائهم.

وقيل : كانوا من بقايا قومي عاد وثمود ، وتواجدوا بعد سليمان بن داود عليه‌السلام ، وكانوا يسكنون حضرموت.

وقيل : كانوا من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، وكانوا قبيلتين : أدمان ويامن ، وقيل : رعويل ، وكانوا يسكنون اليمن ، وكانوا من حمير ، وبعد أن قتلوا نبيّهم صفوان سلّط الله عليهم نبوخذ نصر ، فأبادهم عن بكرة أبيهم.

وقيل : أصحاب الرس كانوا من أنصار جالوت ، شقّوا عصا الطاعة على داود بن سليمان عليه‌السلام ، وامتنعوا عن دفع الخراج ، فأمر داود عليه‌السلام بقتلهم.

وقيل : كانوا من العرب البائدة ، يسكنون قرية من قرى ثمود.

وقيل : كانوا يسكنون ما بين نجران إلى اليمن ، ومن حضرموت إلى اليمامة.

وهناك قول بأنّهم كانوا يعيشون في اثنتي عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له : الرس في بلاد المشرق ، وسمّي النهر باسمهم ، وكان لهم ملك يدعى : تركوذ بن غابور بن يارش من سلالة نمرود المعاصر لإبراهيم الخليل عليه‌السلام ، وكانت عاصمتهم اسفنديار.

وأسماء قراهم هي : آبان ، وآذر ، ودي ، وبهمن ، واسفندار ، وفروردين ، وارديبهشت ، وخرداد ، ومرداد ، وتير ، ومهر ، وشهريور.

١٢٠