منهج التربية في القرآن والسنّة

عمر أحمد عمر

منهج التربية في القرآن والسنّة

المؤلف:

عمر أحمد عمر


المحقق: الدكتور وهبة الزحيلي
الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: مطبعة الصباح
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٦

__________________

(٣٢٣) سورة الحديد : ٢٢ ويسير : سهل

(٣٢٤) رواه الترمذي وابن ماجه رقم ٨١

(٣٢٥) رواه مسلم وأحمد

(٣٢٦) رواه الترمذي.

(٣٢٧) رواه أبو داود والترمذي وأحمد

(٣٢٨) رواه مسلم والترمذي وأحمد

(٣٢٩) رواه الشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجه رقم ٧٦

(٣٣٠) سورة الكهف : ٢٩

(٣٣١) سورة يونس : ٩٩

(٣٣٢) عذابنا

(٣٣٣) تكذبون

(٣٣٤) سورة الأنعام : ١٤٨ ـ ١٤٩

(٣٣٥) سورة الإنسان : ٣٠ ـ ٣١.

(٣٣٦) سورة النساء : ٧٨ ـ ٧٩

(٣٣٧) سورة النساء : ٧٨ ـ ٧٩

(٣٣٨) سورة الشورى : ٣٠.

(٣٣٩) سورة البقرة : ٢١٦

(٣٤٠) رواه مسلم وابن ماجه رقم ٧٩

(٣٤١) تحزنوا

(٣٤٢) سورة الحديد : ٢٢ ـ ٢٣.

(٣٤٣) سورة الأحزاب : ١٦

(٣٤٤) سورة التوبة : ٥١

(٣٤٥) تدخل

(٣٤٦) سورة آل عمران : ٢٦ ـ ٢٧.

(٣٤٧) سورة التوبة : ١٠٥

(٣٤٨) رواه مسلم والنسائي من حديث صهيب وسعد بن أبي وقاص

(٣٤٩) سورة ابراهيم : ١٠.

(٣٥٠) سورة البقرة : ٢٠١

(٣٥١) سورة البقرة : ١٩٧

١٦١

__________________

(٣٥٢) أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي من حديث ابن عمر.

(٣٥٣) سورة الأنفال : ٢ ـ ٣

(٣٥٤) سورة المؤمنون : ١ ـ ٤

(٣٥٥) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة وعمر بن الخطاب.

(٣٥٦) سورة فصلت : ١١

(٣٥٧) سورة الإسراء : ٤٤

(٣٥٨) سورة الحج : ١٨

(٣٥٩) أصله المتزمل : المتلفف في ثيابه.

(٣٦٠) سورة المزمل : ١ ـ ٤

(٣٦١) أقل

(٣٦٢) يسافرون

(٣٦٣) يطلبون من رزقه

(٣٦٤) سورة المزمل : ٢٠

(٣٦٥) رواه أحمد وأبو داود والحاكم والترمذي والدار قطني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

(٣٦٦) رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عمران بن حصين.

(٣٦٧) رواه البيهقي في الشعب من حديث عمر بسند ضعيف.

(٣٦٨) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(٣٦٩) أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان ، وصححه ابن عبد البر من حديث عبادة بن الصامت.

(٣٧٠) سورة العنكبوت : ٤٥

(٣٧١) أخرجه علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية من حديث الحسن مرسلا بإسناد صحيح. ورواه الطبراني ، وأسنده ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن عباس باسناد لين. ورواه الطبراني من قول ابن مسعود بلفظ : «من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن المنكر .. الحديث» واسناده صحيح.

(٣٧٢) سورة البقرة : ٤٥

١٦٢

__________________

(٣٧٣) رواه النسائي من حديث أنس بإسناد جيد ، وضعفه العقيلي. ورواه الطبراني وابن عدي وأبو يعلى وأبو عوانة والبيهقي والخطيب والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.

(٣٧٤) أخرجه الدار قطني في العلل من حديث بلال ، ولأبي داود نحوه من حديث رجل من الصحابة لم يسم بإسناد صحيح.

(٣٧٥) الفذ : المنفرد. والحديث متفق عليه من حديث ابن عمر.

(٣٧٦) سورة الأنعام : ١٤١

(٣٧٧) أي يشرب بعروقه من غير سقي.

(٣٧٨) رواه البخاري من حديث ابن عمر ، رقم ١٤٨٣

(٣٧٩) سورة الأنعام : ١٦٥

(٣٨٠) سورة البقرة : ٣

(٣٨١) سورة التوبة : ٧١ ، ٥ ، ١١.

(٣٨٢) سورة التوبة : ٧١ ، ٥ ، ١١.

(٣٨٣) سورة التوبة : ٧١ ، ٥ ، ١١.

(٣٨٤) سورة الحج : ٧٨

(٣٨٥) القيمة : المستقيمة. والآية في سورة البينة : ٥

(٣٨٦) سورة البقرة : ٢٧٧

(٣٨٧) سورة المعارج : ١٩ ـ ٢٥

(٣٨٨) سورة التوبة : ١٠٣.

(٣٨٩) سورة آل عمران : ١٠٣

(٣٩٠) رواه الطبراني. ورواه ابن حزم موقوفا على علي رضي الله عنه.

(٣٩١) رواه الطبراني وأبو نعيم والعسكري والقضاعي عن ابن مسعود مرفوعا. والطبراني عن عبادة بن الصامت. والبيهقي في الشعب عن أبي أمامة مرفوعا. والطبراني وأبو الشيخ عن سمرة بن جندب رفعه. والديلمي عن ابن عمر. قال ابن الفرس : ضعيف لكن ورد له شواهد. (كشف الخفاء ج ١ ص ٣٦١).

(٣٩٢) سورة سبأ : ٣٩.

(٣٩٣) سورة البقرة : ١٨٥

(٣٩٤) متفق عليه من حديث أبي هريرة.

(٣٩٥) رواه أحمد عن أبي هريرة ، والطبراني وأبو نعيم

(٣٩٦) أخرجاه من حديث أبي هريرة. خ ٩٤ ١٨

(٣٩٧) النكاح ونفقات الزواج.

١٦٣

__________________

(٣٩٨) أي مانع لثوران الشهوة كالوجاء الذي هو قطع الخصيتين في القضاء عليها ، والحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي عن عبد الله بن مسعود.

(٣٩٩) أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة.

(٤٠٠) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رقم ١٩٠٣ ، ٦٠٥٧.

(٤٠١) رواه الطبراني والبزار من حديث أنس وإسناده حسن.

(٤٠٢) رواه البخاري من حديث ابن عباس ، رقم ١٩٠١.

(٤٠٣) سورة البقرة : ١٩٦

(٤٠٤) زاد المعاد في هدي خير العباد ـ لابن القيم ج ٢ ص ١٧٥.

(٤٠٥) سورة آل عمران ٩٧

(٤٠٦) رواه أبو داود والنسائي وأحمد والحاكم وصححه.

(٤٠٧) الرفث : الجماع ، ويطلق على التعريض به وعلى الفحش في القول.

(٤٠٨) أي لم يأت بسيئة ولا معصية.

(٤٠٩) رواه الشيخان والنسائي والترمذي من حديث أبي هريرة. خ رقم ١٥٢١

(٤١٠) سورة آل عمران : ٩١

(٤١١) سورة البقرة : ١٢٣

(٤١٢) سورة الصافات : ١٠٢.

(٤١٣) سورة البقرة : ١٩٧

(٤١٤) سورة الأنبياء : ٩٢

(٤١٥) ليلة جمع : هي ليلة الوقوف في مزدلفة ، أي ليلة العاشر من ذي الحجة.

(٤١٦) رواه أصحاب السنن ورواه أحمد وابن حبان والحاكم وقال : صحيح الإسناد. ورواه أبو يعلى الموصلي بلفظ : " الحج عرفة فمن أدرك عرفة فقد أدرك الحج." ورواه الدار قطني والبيهقي. وألفاظهم متشابهة. ورووه كلهم عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي. ولكن ابن ماجه نسبه إلى" الديلمي". وهو في الإصابة لابن حجر : " الدئلي" وعرفه بأنه صحابي يكنى أبا الأسود ، سكن الكوفة ومات بخراسان.

(٤١٧) رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم من حديث أبي هريرة وقال الحاكم : رواته ثقات على شرط الشيخين.

(٤١٨) رواه النسائي عن أبي هريرة.

١٦٤

__________________

(٤١٩) أخرجه ابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة.

(٤٢٠) أخرجه أحمد والحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة. وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم.

(٤٢١) الثرثارون : ج ثرثار وهو كثير الكلام. والمتشدقون : ج متشدق : وهو من يتكلف السمع ويظهر الفصاحة.

(٤٢٢) رواه الترمذي بسند حسن من حديث جابر.

(٤٢٣) متفق عليه من حديث عائشة

(٤٢٤) سورة آل عمران : ١٥٩

(٤٢٥) سورة القلم : ٤

(٤٢٦) رواه مسلم.

(٤٢٧) سورة التوبة : ١١٩

(٤٢٨) سورة النحل : ١٠٥

(٤٢٩) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، وأبو داود من حديث سفيان بن أسيد ، وضعفه ابن عدي ورواه أحمد والطبراني من حديث النواس بن سمعان بإسناد جيد.

(٤٣٠) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد بسند ضعيف ، ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت مقتصرا على الكذب ، وجعل السائل أبا الدرداء.

(٤٣١) أخرجه ابن أبي شبية في المصنف من حديث أبي أمامة. ورواه ابن عدي في مقدمة الكامل من حديث سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبي أمامة ، ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت من حديث سعد. والبزار من حديث سعد ، وسنده قوي. وذكر الدار قطني أن الأشبه أنه موقوف.

(٤٣٢) رواه الترمذي برقم ١٩٧٤.

(٤٣٣) أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه ، والنسائي في الكبرى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.

(٤٣٤) رواه أبو داود والبيهقي

(٤٣٥) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي من حديث عبد الله بن مسعود

(٤٣٦) سورة الزمر : ٣

(٤٣٧) سورة المؤمن : ٢٨

(٤٣٨) سورة النحل : ١١٦ ـ ١١٧

١٦٥

__________________

(٤٣٩) سورة الأنعام : ٢١

(٤٤٠) سورة الحج : ٣٠

(٤٤١) رواه الشيخان. خ ٥٩٧٦

(٤٤٢) أي ينقل عن كل من المتخاصمين لخصمه كلاما حسنا.

(٤٤٣) رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.

(٤٤٤) سورة الإسراء : ٣٤

(٤٤٥) سورة النحل : ٩١

(٤٤٦) سورة النحل : ٩٥

(٤٤٧) سورة الأنفال : ٥٥ ـ ٥٦

(٤٤٨) سورة الرعد : ١٩ ـ ٢٠

(٤٤٩) سورة البقرة : ١٧٧

(٤٥٠) سورة الأنفال : ٧٢

(٤٥١) سورة الأنفال : ٥٨

(٤٥٢) سورة التوبة : ١٢

(٤٥٣) رواه أبو يعلى والبيهقي عن أنس رفعه. ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر بلفظ : " لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا صلاة لمن لا طهور له ، ولا دين لمن لا صلاة له وموضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد" (كشف الخفاء ٢ / ٣٤٩).

(٤٥٤) سورة المؤمنون : ٨ وسورة المعارج : ٣٢

(٤٥٥) الآية : العلامة. والحديث رواه البخاري من حديث أبي هريرة رقم ٣٣

(٤٥٦) رواه أبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة.

(٤٥٧) خفن.

(٤٥٨) سورة الأحزاب : ٧٢.

(٤٥٩) سورة الأنفال : ٢٧.

(٤٦٠) أخرجه مسلم وأبو داود من حديث أبي ذر رضي الله عنه

(٤٦١) متفق عليه

(٤٦٢) أخرجه الحاكم وصححه.

(٤٦٣) أخرجه أحمد والحاكم

(٤٦٤) سورة القصص : ٢٦

١٦٦

__________________

(٤٦٥) سورة البقرة : ٢٨٣

(٤٦٦) الذي يصرع الناس كثيرا بقوته ، ويرميهم في الأرض لشدته

(٤٦٧) رواه البخاري ومسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة. خ ٦١١٤

(٤٦٨) سورة الأعراف : ١٩٩

(٤٦٩) سورة البقرة : ٢٣٧

(٤٧٠) يدرؤون : يدفعون. والآية في سورة الرعد : ٢٢

(٤٧١) الكافين عن إمضائه مع القدرة

(٤٧٢) سورة آل عمران : ١٣٤

(٤٧٣) سورة التغابن : ١٤

(٤٧٤) سورة الشورى : ٤٠.

(٤٧٥) سورة فصلت : ٣٤

(٤٧٦) رواه مسلم من حديث أبي هريرة

(٤٧٧) رواه البخاري والترمذي وأحمد من حديث أبي هريرة. خ ٦١١٦

(٤٧٨) أي أن يصرفك عما أمرت به صارف

(٤٧٩) سورة الأعراف : ٢٠٠

(٤٨٠) رواه أبو داود في كتاب الأدب من حديث عطية السعدي.

(٤٨١) أخرجه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني ـ واللفظ لهما ـ والبيهقي في شعب الإيمان من حديث ابن عباس.

(٤٨٢) رواه أبو داود وأحمد عن أبي ذر

(٤٨٣) أخرجه الطبراني والدار قطني في العلل مرفوعا بسند ضعيف. ورواه ابن عبد البر موقوفا.

(٤٨٤) رواه الترمذي.

(٤٨٥) جمع زلفة أي طائفة

(٤٨٦) سورة هود : ١١٤ ـ ١١٥

(٤٨٧) سورة مريم : ٦٥

(٤٨٨) سورة طه : ١٣٢

(٤٨٩) سورة لقمان : ١٧.

(٤٩٠) نختبركم

١٦٧

__________________

(٤٩١) نظهر

(٤٩٢) سورة محمد : ٣١

(٤٩٣) سورة البقرة : ١٥٥ ـ ١٥٧

(٤٩٤) سورة العصر : ١ ـ ٣

(٤٩٥) أي لا تختلفوا فتجبنوا وتذهب قوتكم

(٤٩٦) سورة الأنفال : ٤٦

(٤٩٧) سورة الزمر : ١٠

(٤٩٨) سورة الإنسان : ١٢

(٤٩٩) سورة النحل : ٩٦

(٥٠٠) رواه مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها.

(٥٠١) سورة النحل : ١٨

(٥٠٢) جاريين في فلكهما لا يفتران.

(٥٠٣) سورة ابراهيم : ٣٢ ـ ٣٤ ، ٧

(٥٠٤) سورة البقرة : ١٥٢

(٥٠٥) سورة ابراهيم : ٣٢ ـ ٣٤ ، ٧

(٥٠٦) سورة ابراهيم : ٧

(٥٠٧) سورة آل عمران : ١٤٤ ـ ١٤٥.

(٥٠٨) سورة آل عمران : ١٤٤ ـ ١٤٥.

(٥٠٩) سورة النساء : ١٤٧

(٥١٠) أخرجه الطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب من حديث ابن عباس. وفيه قيس بن الربيع ضعفه الجمهور.

(٥١١) تحتقروا

(٥١٢) رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة.

(٥١٣) رواه الترمذي في باب الرقاق. وفي سنده المثني بن الصباح وهو ضعيف.

(٥١٤) إحياء علوم الدين ج ٤ ص ٦٦.

(٥١٥) رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة ، وابن حبان عن أبي سعيد.

(٥١٦) رواه أبو داود والنسائي عن ابن عمر بإسناد صحيح.

(٥١٧) رواه الترمذي وابن حبان بسند صحيح.

(٥١٨) سورة القصص : ١٣

(٥١٩) سورة الإسراء : ٣٧

١٦٨

__________________

(٥٢٠) سورة النحل : ٢٣

(٥٢١) دفعه ورده

(٥٢٢) احتقارهم وازدراؤهم. والحديث رواه مسلم : ١٤٧ ـ (٩١) والحاكم والترمذي

(٥٢٣) رواه الترمذي.

(٥٢٤) صغار النمل

(٥٢٥) رواه البزار ، وهو حديث حسن

(٥٢٦) متفق عليه

(٥٢٧) العائل : الفقير. والحديث رواه مسلم

(٥٢٨) أخرجه الحاكم ورجاله ثقات

(٥٢٩) رواه مسلم

(٥٣٠) سورة غافر : ٧٦

(٥٣١) العتل : الجافي الغليظ ، والجواظ ، الضخم المختال. والحديث متفق عليه.

(٥٣٢) رواه مسلم

(٥٣٣) سورة الشعراء : ٢١٥

(٥٣٤) رواه الحارث والطيالسي في مسنديهما ، والبيهقي في المدخل ، وله شواهد. وهو عند الطيالسي عن أبي هريرة بلفظ : " علموا ولا تعنفوا فإن العلم خير من التعبد"

(٥٣٥) المعيد في أدب المفيد والمستفيد ص ٤٧ ، ٦٤.

(٥٣٦) رواه ابن عبد البر من حديث أبي سعيد الخدري. وروي موقوفا على عمر وعلي رضي الله عنهما. (مختصر جامع بيان العلم ص ٥٤ ، ٦٣).

(٥٣٧) أي لا يعب بعضكم بعضا

(٥٣٨) لا يدع بعضكم بعضا بلقب يكرهه

(٥٣٩) سورة الحجرات : ١١

(٥٤٠) ثياب بالية ممزقة.

(٥٤١) رواه مسلم والحاكم من حديث أبي هريرة.

(٥٤٢) سورة الهمزة : ١

(٥٤٣) أي يكفيه أن يكون من أهل الشر بهذه الخصلة وحدها.

(٥٤٤) رواه مسلم وأبو داود والترمذي.

(٥٤٥) رواه مسلم وأبو داود والترمذي ، وقال : حسن صحيح.

١٦٩

__________________

(٥٤٦) رواه ابو داود والترمذي في كتاب الرقائق

(٥٤٧) سورة الحجرات : ١٢

(٥٤٨) رواه أبو داود وأبو يعلى وابن أبي الدنيا عن أبي برزة والبراد بن عازب.

(٥٤٩) رواه أبو داود عن جابر وأبي طلحة.

(٥٥٠) سورة القلم : ١٠ ـ ١١

(٥٥١) رواه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي والترمذي عن حذيفة. خ ٦٠٥٦

(٥٥٢) روي : العيب والعنت وهو المشقة. وقد رواه أحمد عن أسماء بنت يزيد بن السكن

(٥٥٣) أي بستان.

(٥٥٤) رواه الشيخان. خ ٢١٦.

١٧٠

الفصل الرابع

مبادئ التربية

يقصد بهذه المبادئ جملة من الأسس والمنطلقات يعتمد عليها في ميدان التربية ، وتسهم في تحسينها وزيادة مردودها. وأهمها :

١ ـ القابلية والإعداد للتربية

لو لا قابلية الإنسان للتربية لكان كل جهد يبذل في هذا المجال يضيع سدى ولا يحتاج هذا الأمر إلى بيان من الناحية الجسمية ، إذ أن نمو الأجسام وتأثرها بالتربية واضح معروف. أما النواحي العقلية والنفسية والروحية والخلقية فتتضح بملاحظة استجابة الإنسان لما يقدم إليه منها وتأثره بها ، ومقارنة من حصل على تربية رفيعة وتعليم عالي المستوى بمن حرم من ذلك ، فالأول تتفتح مداركه وتصقل مواهبه ، وينمو ذكاؤه ، ويعتدل مزاجه ، ويرتفع شأنه درجات عالية ، بينما لا يرقى الثاني إلى هذا المستوى الرفيع.

وقد خلق الله الإنسان غير عالم بشيء ، ولكنه زوده بالوسائل التي تمكنه من العلم والاستجابة للتربية ، وجعل فيه الاستعداد والقابلية لذلك. قال سبحانه :

(وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١)

وجعل لديه القابلية ليسلك طريق الخير أو طريق الشر : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ. وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ. وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ). (٢)

وهو إذا سلك طريق الحق والخير أصبح مؤمنا شاكرا ، وإذا سلك طريق الباطل والشر أصبح كافرا فاجرا.

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ (٣) نَبْتَلِيهِ (٤) فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً. إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً). (٥)

١٧١

وإذا هذب الإنسان نفسه وأصلحها أصبح من المتقين المفلحين ، وإذا دنس نفسه بالذنوب وقبائح العيوب أصبح من الفجار الخاسرين :

(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها. فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٦) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (٧)

وبين الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه لا بد من تلقي العلم ودراسة الفقه ليصبح الإنسان فقيها عالما ، فقال :

«يا أيها الناس! تعلموا ، إنما العلم بالتعلم ، والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» (٨)

وقال الإمام الغزالي : (لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات. ولما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «حسنوا أخلاقكم» (٩) وكيف ينكر هذا في حق الآدمي ، وتغيير خلق البهيمة ممكن ، إذ ينتقل البازي من الاستيحاش إلى الأنس ، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك والتخلية ، والفرس من الجماح إلى السلاسة والانقياد. وكل ذلك تغيير للأخلاق) (١٠)

ورغم قابلية الإنسان للتربية واستعداده لها ، فكثيرا ما يعتريه الفتور ، ويشعر بالملل والنفور. ولذا ينصح علماء التربية بتهيئة الطلاب قبل تقديم المعلومات إليهم ، ويوصون بجعلهم على حالة يشعرون فيها بالحاجة إلى التعلم ، فإذا ما تلقوا ما يحتاجون إليه بعدئذ ، فهموه وتأثروا به غاية التأثر. وإذا ما أصبح الطالب في مشكلة ، وأصبح يبحث عن حل لها ، وطلب من مربيه أن يساعده للخروج منها ، وأمده بالتوجيهات والعلوم المناسبة ، فإنه يتلقاها بكل حواسه ، ولا يفوته شيء منها.

وقد تحقق هذا المبدأ بنزول القرآن مفرقا ، وخاصة الآيات التي نزلت لحل مشكلة وبيان حكم شرعي فيما عرف بأسباب النزول. فكان الصحابة يتلقون تلك الآيات كتلقي الأرض العطشى لوابل المطر ، فيقبلون عليها يتلونها ويحفظونها ، ويمتثلون أحكامها بدون تردد أو تريث.

وكان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقتصد في الموعظة حتى لا يملها أصحابه ، ويتحين الأوقات المناسبة لذلك. وعلى هذه الطريق سار الصحابة حين أصبحوا يعظون التابعين ويعلمونهم. وكذلك فعل العلماء من بعدهم.

عن شقيق قال : كنا جلوسا عند باب عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ

١٧٢

ننتظره ، فمر بنا يزيد بن معاوية النخعي فقلنا : اعلمه بمكاننا. فدخل عليه ، فلم يلبث أن خرج علينا فقال : (إني أخبر بمكانكم ، فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم. إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتخولنا (١١) بالموعظة في الأيام مخافة السآمة (١٢) علينا (١٣).

وعن أبي وائل قال : كان عبد الله بن مسعود يذكرنا كل خميس فقال : (ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم. إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا (١٤).

وبذلك يكون من واجب المربين أن يهيئوا طلابهم قبل تقديم العلوم إليهم ، وأن يجعلوا التربية مناسبة لأعمار تلاميذهم ومستواهم العقلي واهتماماتهم وميولهم ، وأن يجعلوا طريقتهم موافقة للذين يربونهم وأن يربوا الصغار بطريقة تناسب طبيعتهم وعقولهم ، والكبار بالشكل المفيد لهم ، وأ لا ينظروا إلى الطفل نظرتهم إلى الرجل الكبير.

وقد أدرك مربونا الكبار مبدأ الفصل والتفريق بين العلوم والمواضيع المختلفة ، ونهوا عن تعليم أي موضوع قبل الفراغ مما قبله.

قال ابن سحنون : (ولا يجوز أن ينقلهم من سورة إلى سورة حتى يحفظوها بإعرابها وكتابتها (١٥)

ونهى القاضي أبو بكر بن العربي أن يخلط في التعليم علمان إلا أن يكون المتعلم قابلا لذلك بجودة الفهم والنشاط (١٦).

وقال الشيخ عبد الباسط العلموي المتوفى في دمشق سنة ٩٨١ ه‍.

(ولا يمكن الطالب من الاشتغال في فنين أو أكثر إذا لم يضبطهما ، بل يقدم الأهم فالأهم. وإذا غلب على ظنه أنه لا يفتح عليه في ذلك الفن ، أشار عليه بتركه والانتقال إلى غيره مما يرجى فلاحه فيه) (١٧)

وكذلك نص ابن خلدون على مبدأ الفصل بين المسائل والعلوم المختلفة وعدم تعليم شيء قبل اتقان ما سبقه لئلا يؤدي ذلك إلى اضطراب الذهن وخلط الموضوعات بعضها ببعض ، فقال :

(ولا يخلط مسائل الكتاب بغيرها حتى يعيه من أوله إلى آخره ، ويحصل أغراضه ، ويستولي منه على ملكة بها ينفذ في غيره. لأن المتعلم إذا حصل ملكة ما في علم من العلوم استعد بها لقبول ما بقي ، وحصل له نشاط في طلب المزيد

١٧٣

والنهوض إلى ما فوق ، حتى يستولي على غايات العلم. وإذا خلط عليه الأمر عجز عن الفهم وأدركه الكلال ، وانطمس فكره ، ويئس من التحصيل ، وهجر العلم والتعليم والله يهدي من يشاء.

وكذلك ينبغي لك أن لا تطول على المتعلم في الفن الواحد بتفريق المجالس وتقطيع ما بينها ، لأنه ذريعة إلى النسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض ، فيعسر حصول الملكة بتفريقها. وإذا كانت أوائل العلم وأواخره حاضرة عند الفكرة مجانبة للنسيان كانت الملكة أيسر حصولا وأحكم ارتباطا وأقرب صبغة ، لأن الملكات إنما تحصل بتتابع الفعل وتكراره. وإذا تنوسي الفعل تنوسيت الملكة الناشئة عنه. والله علمكم ما لم تكونوا تعلمون.

ومن المذاهب الجميلة والطرق الواجبة في التعليم أن لا يخلط على المتعلم علمان معا ، فإنه حينئذ قل أن يظفر بواحد منهما ، لما فيه من تقسيم البال وانصرافه عن كل واحد منهما إلى تفهم الآخر ، فيستغلقان معا ، ويستصعبان ويعود منهما بالخيبة ، وإذا تفرغ الفكر لتعليم ما هو بسبيله مقتصرا عليه فربما كان ذلك أجدر بتحصيله. والله ـ سبحانه وتعالى ـ الموفق للصواب) (١٨).

أما في بلاد الغرب فكانت التربية تتم بطريقة شكلية دون مراعاة لطبيعة الطفل وميوله ، وكان الطفل يعتبر رجلا صغيرا لا يختلف عن الكبير في الميول والقوى العقلية.

وبقي الأمر كذلك حتى ظهرت الحركة الواقعية الحسية ، فأصرت على دراسة الطفل وتكييف عملية التربية تبعا لميوله ، رغم أن معرفتهم بنمو عقل الطفل وبتطور مظاهر نشاطه كانت محدودة (١٩).

ومما قاله" كومينوس" (١٥٩٢ ـ ١٦٧٠ م) :

(يجب أن ندرس الأشياء كلها ، ولا نعلم أكثر من شيء واحد في المرة الواحدة (٢٠))

ومن تعاليم" روسو" المولود عام ١٧١٢ م : إن التربية تبدأ بالطفل ، وإن هدفها هو تكوين أخلاق الطفل وتنظيم علاقاته الاجتماعية ، وإن أسلوبها تحدده طبيعة الطفل (٢٠)

ويعتبر جون لوك عالم النفس الإنكليزي الذي امتدات حياته بين عامي (١٦٣٢ ـ ١٧٠٤ م) أول من كتب كتابا في التربية يهتم اهتماما كبيرا بالطفل (٢٠)

١٧٤

وهكذا نشأت روح عطف على الأطفال ومعرفة لعقل الطفل وميوله وقدراته ، مما كان يجهله القدامى في العصور السابقة. فأعلن" بستالوتري" أن مشكلة التربية يجب دراستها من ناحية علاقتها بنمو عقلية الطفل ، وقال في ذلك : «فمهما يحاول الإنسان أن يفعل في تربية الطفل فلن يستطيع أن يعمل أكثر من أن يساعده في جهوده التي يبذلها هو في سبيل تنمية شخصيته. وإن سر التربية العظيم هو أن نفعل ذلك بحيث يكون تأثير التربية متناسبا دائما مع نمو الملكات التي لم تتفتح بعد ومتناسبا مع طبائعها. لذلك يجب أن تكون المعارف التي تقدمها التربية للأطفال جارية على نظام معين من التتابع ، فيتلو بعضها بعضا بحيث يكون أولها مناسبا لأول الملكات تفتحا ، وبحيث يكون التقدم في الإلمام بهذه المبادئ موازيا لنمو الطفل (٢١)

وأكد" فروبل" على أن الطفل وميوله وخبراته ومظاهر نشاطه هو نقطة البداية ، وأن التربية تبدأ بالنشاط الذاتي لدى الطفل (٢١).

وهكذا سبق الإسلام إلى مبدأ التهيئة والإعداد في التربية كما سبق إلى مبدأ الفصل والتوزيع بين مواد التربية وعدم جعلها متلاحقة.

وبعد أن اهتدى المربون إلى هذا المبدأ أصبحوا لا يقدمون المعارف إلى طلابهم بدون إعداد لهم ، وإنما يضعونهم في ظروف ، ويوقعونهم في مشكلات تجعلهم يلتمسون إيجاد الحلول لها ، ويفكرون للخروج منها. فإذا ما توصلوا إلى الحل الصحيح ، وكان تفكيرهم سليما لقوا التشجيع والتأييد. وإذا ما تعثروا في سيرهم ، وأخطؤوا في حكمهم لقوا التوجيه والتسديد. وإذا ما طلبوا التوضيح ، وسألوا عما يعينهم في انجاز مهمتهم قدمت إليهم المعلومات المناسبة ، فترسخ في أذهانهم ، وتستقر في أفهامهم.

ولو أنصف هؤلاء المربون لاعترفوا بسبق القرآن والسنة إلى هذه المبادئ التربوية ولأقبلوا عليهما بالدراسة والبحث ولجعلوهما أساسا في العلم والعمل ومنهاجا في التربية غير أن البلاد المتأخرة لا تزال بعيدة عن هذا المنهج ومائلة عن هذه الطريقة ، إذ تعهد بالتربية إلى أشخاص غير أذكياء ، ليلقنوا تلاميذهم دروسا ليسوا بحاجة إليها وليست مناسبة لهم ؛ فيسيئون إليهم وإلى مجتمعهم ، ويجعلون الذكي فيهم بليدا والنابه غافلا ، لا يتعلم سوى دروس يمل من تكرارها ويود بعد خروجه من قاعة الامتحان نسيانها ، لأنها أتعبت دماغه وأسقمت جسمه. وإذا ما أكمل الطالب دراسته وحصل على شهادته ، ودخل معترك الحياة وخاض في غمارها ، فإنه لا يجد فيما تعلمه درسا يفيده أو بحثا ينفعه ، فيجعل الحصول على وظيفة في إحدى الدوائر

١٧٥

غايته والقيام بعمل في أحد المكاتب أمنيته. فإذا ما أصبح موظفا قضى حياته في أعمال بسيطة لا تحتاج إلى مؤهل كبير ، وملأ وقته باللعب واللهو والثرثرة. وإذا ما قل راتبه عن تأمين حاجياته استغل وظيفته في الحصول على الرشوة ، أو سخر ما يشرف عليه من الوسائل والآلات في تحقيق منافع خاصة به ، أو قام بعمل آخر يبذل فيه جهده وطاقته ، وتراه غير مخلص في عمله ولا ناصح لأحد ممن يتعامل معه. وسبب هذا كله التربية التي حصل عليها.

فإذا ما أرادت الأمة أن تنهض من كبوتها وتصحو من سباتها وتلحق بالأمم التي تقدمت عليها ، وتجهل أبناءها أذكياء مخلصين وعلماء عاملين ومثقفين مجدين فعليها أن تقتبس منهج القرآن وطريقته في التربية فهو الشفاء من كل داء والدواء لكل علة.

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً). (٢٢)

* * *

١٧٦

٢ ـ التدرج في التربية

يعني هذا المبدأ الانطلاق من السهل إلى الصعب ، والانتقال من البسيط الجلي إلى المعقد الخفي ، ومن المألوف المعروف إلى الغريب المجهول ، ومن الأسس والمبادئ العامة إلى التفصيل والفروع الجزئية. كما يعني جعل التربية على خطوات يتلو بعضها بعضا.

وقد اعتمد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم على هذا المبدأ في دعوته ، إذ لم يبدأ بتشريع الأحكام التي تنظم علاقة الإنسان بغيره ، ولم يستهل الدعوة بصياغة نظريات لإصلاح الفرد والمجتمع ، ولا وضع قوانين في نظام المال ونظام الحكم بل لم يبدأ بتفصيل أحكام العبادات وبيان شروطها وأركانها وسننها ، وإنما بدأ بأساس ذلك كله وهو العقيدة واستمرت الآيات ثلاث عشرة سنة تنزل في النهي عن عبادة الأصنام وعن الشرك بالله ، والأمر بعبادة الله الواحد وطاعته ، وتحث على العمل بشريعته ، وتدعوا إلى الإيمان باليوم الآخر ، وتبشر المؤمنين بالجنة وتخوف الكافرين بالعذاب والنار ؛ حتى دخل الناس في الإسلام ، وأصبحوا على استعداد لفعل ما يؤمرون به وترك ما ينهون عنه.

وحينئذ نزلت الآيات بالأحكام الشرعية التي يحتاجون إليها.

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : «إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل (٢٣) فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب (٢٤) الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء : لا تشربوا الخمر ، لقالوا : لا ندع الخمر أبدا ولو نزل : لا تزنوا ، لقالوا : لا ندع الزنى أبدا (٢٥)».

وأوضح مثال على هذا المبدأ الخطوات التي أدت إلى تحريم الخمر إذ كان العرب مولعين بشربها ، وكانوا يعدونها من المؤن الضرورية ، ويتناولونها في الصباح والمساء والليل والنهار وحين السرور والحزن. والخمر أم الخبائث فهي تضر بالصحة ، لأنها تتلف المعدة ، وتؤدي إلى تشمع الكبد وتصلب الشرايين وتذهب العقل ، وتشل الأعصاب ، وتجعل من يتناولها يسيء إلى أقاربه وأصحابه ، فيصبح الأصدقاء المتحابون أعداء متباغضين. وما يحدث بسببها من الخسائر المادية لا يحتاج إلى بيان. ومبادئ الإسلام تقضي بتحريمها لما فيها من أضرار. ومع ذلك فلم تحرم إلا بعد مضي خمس عشرة سنة من بدء الوحي. وكان تحريمها بالتدريج وأثر حادثة تقتضي الحكم الشرعي في كل مرة.

١٧٧

وأول إشارة للمسكرات كانت قبل الهجرة ، في سياق ذكر بعض نعم الله على عباده ، إذ وصف ما يصنعه الناس من ثمرات النخيل والأعناب من تمر وزبيب ودبس ومربيات بأنه رزق حسن ، ولم توصف الخمر التي يصنعونها منها بهذا الوصف. قال تعالى : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ). (٢٦)

وتذييل الآية يدل على أن العقلاء يتخذون الرزق الحسن من الثمرات لا السكر غير الحسن. وما ذا بعد الحسن إلا القبيح! فالخمر إذن قبيحة.

والخطوة الثانية في تحريم الخمر.

كانت في لفت الأنظار إلى أن أضرار الخمر والميسر تربو على منافعهما فأضرارهما كبيرة لا يحدها وصف ، ومنافعهما ضئيلة لا تكاد تذكر ، ولا تزيد على دريهمات يحصل عليها من يعصر الخمر ويبيعها ، ولقيمات يقدمها لاعبو الميسر إلى الفقراء حين يذبحون الجزور التي استقسموا عليها. وهم يكدرون هذا البر اليسير بما يخالطه من المن والفخر والخيلاء والكبر.

وكان هذا التنبيه حين أتى عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالوا : أفتنا في الخمر والميسر ، فإنها مذهبة للعقل مسلبة للمال. فأنزل الله تعالى هذه الآية :

(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما). (٢٧)

والخطوة الثالثة حرمت الخمر والسكر حين القيام للصلاة.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ). (٢٨)

والآية نزلت في أناس من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا يشربون الخمر ، ويحضرون الصلاة وهم نشاوى ، فلا يدرون كم يصلون ولا ما يقولون في صلاتهم إذ صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما ، ودعا رجالا من الصحابة ، فطعموا وشربوا.

وحضرت صلاة المغرب ، فتقدم أحدهم فصلى بهم ، فقرأ : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) فلم يقمها ، فنزلت». (٢٩)

وهذه الخطوة كسرت طوق العادة المستحكمة فيهم ، وضيقت الأوقات التي يستطيعون أن يتناولوا الخمر فيها ، فحصرتها في الليل بعد صلاة العشاء ، وفي

١٧٨

الصباح بعد صلاة الفجر. ولم يعد بإمكانهم أن يشربوها من الزوال إلى العشاء لضيق الوقت بين الصلوات في ذلك الحين ، فلو سكر أحدهم بعد الظهر لدخل وقت العصر قبل أن يصحو من سكره ، ولو سكر بعد العصر لأضاع صلاة المغرب ، وكذلك لو سكر بعد المغرب لأضاع صلاة العشاء.

والخطوة الرابعة حرمت الخمر والميسر تحريما قطعيا بقوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ (٣٠) وَالْأَزْلامُ (٣١) رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (٣٢)

وسبب النزول يرويه سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ بقوله :

«أتيت على نفر من المهاجرين فقالوا : تعال نطعمك ونسقيك خمرا ، وذلك قبل أن يحرم الخمر ، فأتيتهم في حش (٣٣) وإذا رأس جزور مشويا عندهم ودن من خمر ، فأكلت وشربت معهم ، وذكرت الأنصار والمهاجرين فقلت : المهاجرون خير من الأنصار ، فأخذ رجل لحي الرأس فجدع أنفي بذلك ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فأنزل الله في شأن الخمر الآية» (٣٤).

فما إن نزلت هذه الاية حتى كفوا جميعا عن شرب الخمر ، وأهرقوا ما عندهم منها وكسروا قلالها.

عن أنس قال : كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا الفضيخ والبسر (٣٥). فإذا مناد ينادي! قال : اخرج فانظر. فاذا مناد ينادي : ألا إن الخمر قد حرمت. فجرت في سكك المدينة. فقال لي أبو طلحة : اخرج فأهرقها فهرقتها (٣٦).

وبهذه الطريقة المحكمة وبهذا المنهج الفذ والمبدأ القويم أمكن إصلاح الناس وتهذيب النفوس والقضاء على العادات السيئة.

ولقد نص علماؤنا على ضرورة الأخذ بهذه الطريقة.

قال الإمام الغزالي وهو يبين آداب المتعلم ووظائفه ويوصيه بمراعاة الترتيب والتدريج في تحصيل العلوم :

(أن لا يخوض في فن من فنون العلم دفعة ، بل يراعي الترتيب ، ويبتدئ بالأهم. فإن العمر إذا كان لا يتسع لجميع العلوم غالبا فالحزم أن يأخذ من كل شيء

١٧٩

أحسنه. وأن لا يخوض في فن حتى يستوفي الفن الذي قبله ، فإن العلوم مرتبة ترتيبا ضروريا ، وبعضها طريق إلى بعض. والموفق من راعى ذلك الترتيب والتدريج» (٣٧)

وقال العلامة ابن خلدون :

«اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا وقليلا قليلا : يلقى عليه أولا مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك الباب ويقرب له في شرحها على سبيل الإجمال ، ويراعي في ذلك قوة عقله واستعداده لقبول ما يرد عليه ، حتى ينتهي إلى آخر الفن ؛ وعند ذلك تحصل له ملكة في ذلك العلم إلا إنها جزئية وضعيفة ، وغايتها أنها هيأته لفهم الفن وتحصيل مسائله. ثم يرجع به إلى الفن ثانية ، فيرفعه في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ، ويستوفي الشرح والبيان ، ويخرج عن الإجمال ، ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه إلى أن ينتهي إلى آخر الفن ؛ فتجود ملكته. ثم يرجع به وقد شذا فلا يترك عويصا ولا مهما ولا مغلقا إلا وضحه وفتح له مقفله ، فيخلص من الفن وقد استولى على ملكته.

وهذا وجه التعليم المفيد ، وهو ـ كما رأيت ـ إنما يحصل في ثلاث تكرارات. وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه» (٣٨).

وعلل ذلك بقوله :

فإن قبول العلم والاستعدادات لفهمه تنشأ تدريجيا. ويكون المتعلم أول الأمر عاجزا عن الفهم بالجملة إلا في الأقل وعلى سبيل التقريب والإجمال وبالأمثال الحسية. ثم لا يزال الاستعداد فيه يتدرج قليلا قليلا بمخالفة مسائل ذلك الفن وتكرارها عليه ، والانتقال فيها من التقريب إلى الاستيعاب الذي فوقه ، حتى تتم الملكة في الاستعداد ثم في التحصيل ، ويحيط هو بمسائل الفن.

وإذا ألقيت عليه الغايات في البدايات ، وهو حينئذ عاجز عن الفهم والوعي ، وبعيد عن الاستعداد له ، كل ذهنه عنها ، وحسب ذلك من صعوبة العلم في نفسه ، فتكاسل عنه وانحرف عن قبوله ، وتمادى في هجرانه. وإنما أتى ذلك من سوء التعليم (٣٩).

وبعد ذلك أوضح الكاتب الإنكليزي" هربارت سبنسر" الذي كتب في التربية في القرن التاسع عشر أن التعلم يجب أن يسير من البسيط إلى المركب ، ومن الحسي إلى المعنوي ، ومن العملي إلى النظري ، وأن التربية يجب أن تكون سارة (٤٠).

١٨٠