الوجوه والنظائر - ج ٢

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ٢

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدمة اللجنة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسّلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد.

فهذا هو الجزء الثاني والأخير ، من كتاب : «الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز» لأبى عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (المتوفى سنة ٤٧٨ ه‍) ، وقد سبق للجنة إحياء التراث الإسلامي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، أن أخرجت الجزء الأول من هذا الكتاب سنة ١٩٩٢ م.

وبصدور هذا الجزء الثاني تكتمل أكبر موسوعة علمية ، في تراث «المشترك اللفظى» في القرآن الكريم. وظاهرة المشترك اللفظي ، من الظواهر اللغوية ، التى تشيع في كثير من ألفاظ العربية ؛ مثل : العين المبصرة ، وعين الماء ، وعين الشمس ، وفلان عين من الأعيان ، وهو عين علينا ، والعين فى المال أى الحاضر ، وأصابته عين أى حسد ، وغير ذلك.

وقد جاءت على هذا النمط مجموعة من الألفاظ في القرآن الكريم ؛ فمن ذلك كلمة : «بأس» التى تعنى : العذاب ، في مثل قوله تعالى : (فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا) يعنى : يمنعنا من عذاب الله عزوجل. كما تعنى : الفقر ، فى مثل قوله تعالى : (مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ) يعنى : الفقر والشدة. كما تعنى : القتال ، في مثل قوله تعالى : (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ) يعنى : القتال بين اليهود والمنافقين شديد.

وبصدور هذا الجزء الثانى كذلك تكتمل أول نشرة علمية لكتاب الدامغاني ؛ فقد نشر الكتاب من قبل فى بيروت سنة ١٩٧٧ ، بعنوان : «قاموس القرآن ، أو إصلاح الوجوه والنظائر فى القرآن الكريم». وكانت فى هذه النشرة عيوب كثيرة ، منها إلى جانب تغيير عنوان الكتاب ، أن الناشر اعتمد على مخطوطة واحدة فقط ، من بين مخطوطات الكتاب الكثيرة ، وغيّر نص الكتاب عن عمد ، فأكمل الآيات القرآنية ، وجرد الكلمات المذكورة عند الدامغانى تحت حرف الألف ، من الحروف الزوائد ، ثم فرقها بعد ذلك على الأبواب بحسب أصولها ، وحذف ما كرره المؤلف مدعيا أن الدامغانى ترك كتابه بلا تنقيح أو تدقيق.

وكل هذه الأمور ، لا يقرها المنهج العلمى في تحقيق النصوص ، فلا يصح للمحقق أن يغير شيئا من عبارات المؤلف ، أو ترتيبه لكتاب بحال من الأحوال. ومجال التنبيه على اختلاف وجهات

٣

النظر بين المحقق والمؤلف ، هو المقدمة التى يكتبها المحقق للكتاب ، والهوامش التى ينثرها تحت النص هنا وهناك.

وقد استدرك الأستاذ محمد أبو العزم الزفيتى ، هذا الخلل الخطير ، فأخذ على عاتقه تحقيق الكتاب من جديد ، واعتمد فى هذا التحقيق على ست نسخ مخطوطة كلها فى مصر ، موزعة على دار الكتب المصرية ، والمكتبة الأزهرية ، وقابل بينها ، وأثبت الصواب فى المتن ، وأشار فى الحواشى إلى فروق النسخ ، كما خرّج نصّ الكتاب ، ووقف عند مشكلاته ، وقدم له ، وصنع له الفهارس الفنية النافعة.

وكان قد بقى فى هذا الجزء الثانى ، شىء من الهفوات التى ندت عن المحقق ، أو أغلاط المؤلف التى لم يلاحظها فى تحقيقه لنص الكتاب ، فاستدركت اللجنة فى المراجعة كل هذه الأمور ؛ ومنها على سبيل المثال : وضع المؤلف كلمة : «فراغ» بمعنى : مال ، فى مثل قوله سبحانه وتعالى : (فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) تحت مادة (فرغ) فى باب الفاء ، مع أن الفاء هنا حرف عطف. والفعل هو : (راغ) ، وحقه أن يوضع فى باب الراء.

وبعد المراجعة الدقيقة ، التى قام بها بعض أعضاء اللجنة مشكورين ، برئ هذا الجزء من الأوهام الكثيرة التى كانت به ، وأصبح الكتاب جديرا بالنشر ، فى ضمن مطبوعات لجنة إحياء التراث الإسلامى بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

والآن يسعد هذه اللجنة ، أن تتقدم بهذا العمل الجليل إلى عشاق التراث العربى من أبناء الأمة العربية ، والعالم الإسلامى والغربى ، لتضع بذلك لبنة حق فى صرح الإسلام الشامخ ، وتاريخه المشرق الوضّاء ، أمام حركات الإلحاد الدعى ، والإظلام الزاحف باسم التنوير!

والله من وراء القصد ، إنه نعم المولى ونعم النصير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أ. د. رمضان عبد التواب

أ. د. رمضان عبد التواب

القاهرة فى ٢٧ / ٤ / ١٩٩٥

أ. عبد المنعم محمد عمر

أ. عبد المنعم محمد عمر

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الصّاد

الصّلاة. الصّرّ. الصّادقين. الصّفّ. الصّاعقة. الصّيحة. الصّلاح. الصّراط. الصّبر. الصّدع. الصّغير. الصّاحب. الصّرف. الصّدّ.

* * *

٥

تفسير الصّلاة على أربعة أوجه

[٦٢ / ظ] الاستغفار. المغفرة. / الصّلاة بعينها. «بيوت الصّلاة» (١).

فوجه منها ؛ الصّلاة يعنى : الاستغفار ؛ قوله تعالى فى سورة براءة : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) أى استغفر لهم (إِنَّ صَلاتَكَ)(٢) يعنى استغفارك ؛ وكقوله تعالى : (وَصَلَواتِ الرَّسُولِ)(٣) يعنى : استغفار الرّسول. (٤).

والوجه الثانى : الصّلاة يعنى : المغفرة ؛ قوله تعالى : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) يعنى : المغفرة (٥)(وَرَحْمَةٌ)(٦) ، وكقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ)(٧) يعنى : بالمغفرة ؛ مثلها : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ)(٨) إنّ الله تعالى يصلّى بالمغفرة ، وملائكته بالاستغفار. (٩)

والوجه الثالث ؛ الصّلاة بعينها ؛ (١٠) قوله تعالى فى سورة المائدة : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ)(١١) ؛ وكقوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ)(١٢)(وَأَقِمِ الصَّلاةَ)(١٣) ، ونحوه كثير. (١٤).

والوجه الرّابع ؛ الصّلاة ؛ بيوت الصّلاة ؛ قوله تعالى فى سورة الحج : (صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ) يعنى : بيوت الصّلاة (وَمَساجِدُ)(١٥).

* * *

__________________

(١) ص : «البيوت الصلوات» ، وما اثبت عن ل ، م ، والوجه الرابع من تفسير الصلاة.

(٢) الآية / ١٠٣ ؛ وتسمى سورة التوبة.

(٣) سورة التوبة / ٩٩.

(٤) كما فى (تفسير القرطبى ٨ : ٢٣٥) و (مختصر من تفسير الطبري ١ : ٢٥٨) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٤٤) ، وانظر (مجاز القرآن لأبي عبيدة ١ : ٢٦٨) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٩١ ـ ١٩٢).

(٥) هذا هو تفسير ابن عباس (الوسيط للواحدى ١ : ٢٢٥) وفيه : «الصلاة من الله رحمة ومغفرة» ، وبنحوه في (تفسير القرطبى ٢ : ١٧٧) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٥٦) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٦٦) ، و (غريب القرآن للسجستانى ٩٩).

(٦) سورة البقرة / ١٥٧.

(٧) سورة الأحزاب / ٤٣.

(٨) سورة الأحزاب / ٥٦.

(٩) كما فى (المفردات فى غريب القرآن للراغب : ٢٨٥) و (غريب القرآن للسجستانى : ١٩٩) و (كليات أبى البقاء : ٢٢٤).

(١٠) وهى الصلوات الخمس التى فيها الركوع والسجود ؛ المبتدئة بالتكبير والمختتمة بالتسليم.

(١١) الآية / ٥٥ ؛ وسورة الأنفال / ٣ ؛ وسورة النمل / ٣ ؛ وسورة لقمان / ٤.

(١٢) سورة الإسراء / ٧٨ ، وسورة لقمان / ١٧.

(١٣) سورة هود / ١٤ ، وسورة طه / ١٤ ، وسورة العنكبوت / ١٥.

(١٤) كما فى فى سورة البقرة / ٣ ، ٨٣ ، ١١٠ ، ٢٧٧ ؛ وسورة النساء / ٧٧ ، ١٠٣ ؛ وسورة المائدة / ١٢ ؛ وسورة الأنعام / ٧٢ ؛ وسورة الأعراف / ١٧٠ ؛ وسورة التوبة / ٥ ، ١١ ، ١٨ ، ٧١ ؛ وسورة يونس / ٨٧ ؛ وسورة الرعد / ٢٢ ؛ وسورة إبراهيم / ٣١ ، ٣٧ ؛ وسورة الحج / ٤١ ؛ وسورة النور / ٥٦ ؛ وسورة الروم / ٣١ ؛ وسورة فاطر / ١٨ ، ٢٩ ؛ وسورة الشورى / ٣٨ ؛ وسورة المجادلة / ١٣ ؛ وسورة المزمل / ٢٠ ؛ وسورة البينة / ٥.

(١٥) الآية الأربعون.

٦

تفسير الصّرّ (١) على أربعة أوجه

البرد. الإصرار. الصّيحة. القطع.

فوجه منها ؛ الصّرّ يعنى : البرد ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ)(٢) يعنى : الشّدّة من البرد (٣) ؛ وقوله تعالى فى سورة «حم السّجدة» : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً)(٤) : أى على عاد ريحا ، يعنى بالرّيح : الدّبور (٦) ، (صَرْصَراً :) باردة شديدة البرد (٦) ، نظيرها فى سورة الحاقّة (٥) ، وسورة «اقتربت السّاعة» (٦).

والوجه الثانى ؛ الصّرّ (٧) يعنى : الإصرار على الذّنب ، وهو الإقامة عليه ، قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا)(٨) يعنى : ولم يقيموا ؛ وكقوله سبحانه : (وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ)(٩) : أى يقيمون على الشّرك ، وكقوله سبحانه فى سورة نوح [٦٣ / و]

__________________

(١) م : «الأصوات» ، وما أثبت عن ص ، ل.

(٢) الآية / ١١٧.

(٣) «: أى برد شديد» (غريب القرآن للسجستانى : ٢٩) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٨٦) و (تفسير القرطبى ٤ : ١٧٧) و (كليات أبى البقاء : ٢٨٨) وفيه : «والشائع إطلاقه للريح الباردة» وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة : ١٠٢) «الصرّ : شدة البرد ، وعصوف من الريح» وكذا فى (تفسير الطبرى ٤ : ٣٦) و (فتح البارى ٨ : ١٥٥) وانظر (توجيه القرآن العظيم ـ الورقة : ٢٥٥) و (اللسان ـ مادة : صرر).

(٤) الآية / ١٦ ؛ وتعرف بسورة فصلت. الدّبور : ريح تأتى من دبر الكعبة مما يذهب نحو المشرق. وقيل : هى التى تأتى من خلفك إذا وقفت فى القبلة. التهذيب : والدبور ـ بالفتح ـ : الريح التى تقابل الصّبا ، والقبول : وهى ريح تهب من نحو المغرب. والصبا تقابلها من ناحية المشرق (اللسان ـ مادة : دبر). نقله القرطبى عن عكرمة وسعيد بن جبير ، وروى معمر عن قتادة : باردة ، وقاله عطاء ؛ لأن «صرصرا» مأخوذ من صرّ ، والصرّ فى كلام العرب : البرد. (تفسير القرطبى ١٥ : ٣٤٧) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٢٠٥) و (مفردات الراغب : ٢٧٩) و (كليات أبى البقاء : ٢٢٨) ، وقال أبو عبيدة : «الشديدة الصوت العاصف» (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ١٩٦).

(٥) فى الآية / ٦ ؛ وهو قوله تعالى : (فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ).

(٦) فى الآية / ١٩ ؛ وتسمى سورة القمر ؛ وهو قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً).

(٧) هذه الكلمة ليست بمعنى الإصرار على الذنب ؛ وهو الإقامة عليه ـ كما أراد المصنف ـ وإنما هى كلمة أخرى ؛ وهى «إصرار» وفى (اللسان مادة : صرر) «أصررت على الشىء ؛ إذا أقمت ودمت عليه ؛ ومنه قوله تعالى : وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ فليتأمل. (٨) الآية / ١٣٥. قال الراغب : الإصرار : التعقد فى الذنب والتشدد فيه ، والامتناع من الإقلاع عنه ، وأصله من الصر : أى الشدة. (مفردات الراغب : ٢٧٩).

(٩) سورة الواقعة / ٤٦.

٧

(وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً)(١) يعنى : وأقاموا على الشّرك.

والوجه الثالث ؛ صرّة يعنى : «صيحة» (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة والذّاريات : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ)(٣) يعنى : فى صيحة (٤).

والوجه الرابع ؛ الصّرّ (٥) يعنى : القطع ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ)(٦) : أى فقطّعهنّ إليك (٧).

* * *

تفسير الصّادقين على أربعة أوجه

النّبيّين. «المهاجرين. الصّادقين فى الجهاد (٨)». المؤمنين.

فوجه منها ؛ الصّادقين يعنى : النّبيّين ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ)(٩) يعنى : النّبيّين ؛ وكقوله سبحانه فى سورة المائدة : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)(١٠) يعنى : النّبيّين إيمانهم.

والوجه الثانى ؛ الصّادقين يعنى : المهاجرين خاصّة ؛ قوله تعالى فى سورة الحشر : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً

__________________

(١) الآية / ٧.

(٢) ص ، م : «الصيحة» وما أثبت عن ل.

(٣) الآية / ٢٩.

(٤) كما قال ابن عباس وغيره ؛ ومنه أخذ صرير الباب ؛ وهو صوته : (تفسير القرطبى ١٧ : ٤٦) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٢٠٦) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٢٢٧) و (مفردات الراغب : ٢٧٩) و (كليات أبى البقاء : ٢٢٨) و (فتح البارى ٨ : ٤٦٠) و (أساس البلاغة ، واللسان ـ مادة : صرر).

(٥) هذه الكلمة ليست بمعنى القطع ـ كما وهم المصنف ـ وإنما الكلمة المرادة من الفعل الأجوف «صار يصير ويصور» تقول : صرت الشىء ؛ قطعته ، وصار وجهه يصيره أقبل به. وفى قراءة عبد الله بن مسعود وأبى جعفر المدنى : «فصرهنّ إليك» ـ بالكسر ؛ أى قطعهن وشققهن. انظر (اللسان ـ مادة : صور).

(٦) الآية / ٢٦٠. «فصرهن» بكسر الصاد ؛ وقرأ بها حمزة ورويس ، وافقهم الأعمش ، وقرأ الباقون بالضم. قيل : هما بمعنى واحد. يقال : صاره يصيره ويصوره ، بمعنى : قطعه أو أماله. وقيل الكسر بمعنى : القطع ، والضم بمعنى الإمالة. (إتحاف فضلاء البشر : ١٦٣).

(٧) وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد ، كما فى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٧٣) وانظر (تفسير القرطبى ٣ : ٣٠١) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٨٠) و (كليات أبي البقاء : ٢٢٩) و (غريب القرآن للسجستانى : ٢٠٧) و (توجيه القرآن العظيم ـ الورقة : ٢٥٥).

(٨) ص ، م : «المجاهدون. الصادقين فى الهجرة» وما أثبت عن ل.

(٩) الآية / ٨.

(١٠) الآية / ١١٩.

٨

مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)(١) يعنى : المهاجرين خاصّة.

والوجه الثالث ؛ الصّادقين : فى الجهاد ؛ قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)(٢) يعنى : «المجاهدين» (٣) مثلها فى سورة الحجرات : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)(٤) يعنى : المجاهدون.

والوجه الرابع ؛ الصّادقين يعنى : المؤمنين ؛ قوله تعالى فى سورة «الأحزاب» (٥) : (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ)(٦) يعنى : المؤمنين بإيمانهم.

* * *

تفسير الصّفّ على وجهين

الجمع. والصّفّ بعينه

فوجه منهما ؛ الصّفّ : الجمع ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا)(٧) يعنى : جمعا ، وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا)(٨) يعنى : جمعا.

والوجه الثّانى : الصّفّ بعينه (٩) ؛ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ [٦٣ / ظ]

__________________

(١) الآية / ٨.

(٢) سورة التوبة / ١١٩.

(٣) ص : «المهاجرين» ، ول : «الجهاد» ، وما أثبت عن م. انظر (تفسير القرطبى ٨ : ٢٨٨) و (تنوير المقباس ٢ : ٢٨٨) و (تفسير الفخر الرازى ٤ : ٥٣١) وفيه : «يعنى : مع الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى الجهاد».

(٤) الآية / ١٥.

(٥) ص : «الأعراف» وهو خطأ ، وما أثبت تصويب عن ل ، م.

(٦) الآية / ٢٤.

(٧) الآية / ٦٤. قال مقاتل والكلبى : جميعا. (تفسير القرطبى ١١ : ٢٢١).

(٨) الآية / ٤٨. «قال مقاتل : يعرضون صفّا بعد صف كالصفوف فى الصلاة. كل أمة وزمرة صفا ، لا أنهم صف واحد. وقيل : جميعا» (تفسير القرطبى ١٠ : ٤١٧) ونحوه فى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٥٠٦).

(٩) قال الراغب : الصف : أن تجعل الشىء على خط مستو ، كالناس والأشجار ، ونحو ذلك. (مفردات الراغب : ٢٨٢).

٩

فِي سَبِيلِهِ صَفًّا)(١) ، «وكقوله سبحانه» (٢) : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا)(٣) ، مثله قوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(٤) يعنى : صفوف الملائكة.

* * *

تفسير الصّاعقة على أربعة أوجه

الموت من غير أجل (٥). وعذاب فيه موت بأجل (٦). وموت بغير عذاب (٧). (٨) النّار التى تقع من السّحاب (٩).

فوجه منها ؛ الصّاعقة يعنى : الموت عقوبة من غير أجل الموت الذى يردّ صاحبه إلى الدّنيا (١٠) ، ولكنه عقوبة بما سألوا موسى ؛ قوله تعالى : (فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ)(١١) يعنى : موت عقوبة (١٢) ، وقال الله : (ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ)(١٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً) يعنى : ميّتا ، ثم ردّ الله إليه نفسه ؛ فذلك قوله : (فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ)(١٤).

__________________

(١) سورة الصف / ٤.

(٢) م : «مثلها» ، وما أثبت عن ص ، ل.

(٣) سورة الصافات ، الآية الأولى. «يعنى الملائكة صفوفا فى السماء يسبحون الله ، كصفوف الناس فى الأرض للصلاة». (غريب القرآن للسجستانى : ٢٠٢).

(٤) سورة الفجر / ٢٢.

(٥) ل : «موت عقوبة من غير أجل ويعود صاحبه إلى الدنيا».

(٦) ص : «وعذاب موت بأجل» وما أثبت عن م ، ول : «عذاب فيه موت لا يرجع صاحبه».

(٧) ل : «الموت بالآجال» وما أثبت عن ص ، م.

(٨) (٨ ـ ٨) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(٩) (٨ ـ ٨) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(١٠) ل ، م : «موت عقوبة من غير أجل ، ويعود صاحبه إلى الدنيا».

(١١) سورة البقرة / ٥٥.

(١٢) كما نقله ابن جرير ـ بنحوه ـ عن قتادة والربيع والسدى وابن إسحاق : (تفسير الطبرى ٢ : ٨٢ ، ٨٣) و (تفسير القرطبى ١ : ٤٠٤) وهو قول مقاتل : (اللسان ـ مادة : صعق) ، وانظر (مفردات الراغب : ٢٨١) و (الوسيط للواحدى ١ : ١١٠) و (كليات أبى البقاء ٢٢٧) و (غريب القرآن للسجستانى : ٩٧).

(١٣) سورة البقرة / ٥٦. «قال قتادة : بعثهم الله تعالى ليستوفوا بقية آجالهم ، وأرزاقهم ، ولو ماتوا جميعا بآجالهم لم يبعثوا ، ولكن كان ذلك الموت عقوبة لهم على ما قالوا» (الوسيط فى التفسير للواحدى ١ : ١١١) وانظر (تفسير الطبرى ٢ : ٨٩) و (تفسير ابن كثير ١ : ١٣٣) و (الدر المنثور ١ : ٧٠) و (تفسير القرطبي ١ : ٤٠٤).

(١٤) الآية / ١٤٣.

١٠

والوجه الثانى ؛ الصّاعقة يعنى : عذاب فيه موت لا يرجع صاحبه إلى الدنيا ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة «حم السّجدة» : (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ)(١) يقول : أنذرتكم عذابا (٢) فيه موتكم مثل عذاب عاد وثمود ؛ نظيرها فى سورة الذّاريات : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ)(٣).

والوجه الثالث ؛ الصّاعقة يعنى : الموت بالآجال من غير عذاب ؛ قوله سبحانه فى سورة الزّمر : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)(٤) : أى مات من فى السّماوات ، ومن فى الأرض.

والوجه الرابع ؛ الصّاعقة يعنى : النّار التى «تقع من السّحاب» (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ)(٦) يعنى : النّار التى تقع من السّحاب (٧) فيصيب بها من يشاء.

* * *

تفسير الصّيحة على ثلاثة أوجه

(٨) صيحة جبريل. النفخة الأولى من إسرافيل. النفخة الثانية من إسرافيل (٩).

فوجه منها ؛ (١٠) صيحة يعنى (١١) : صيحة جبريل بالعذاب ؛ (١٢) قوله تعالى فى سورة هود ـ لقوم صالح ـ : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ)(١٣) مثلها فى سورة

__________________

(١) الآية / ١٣ ، وتسمى سورة فصلت.

(٢) (مفردات الراغب : ٢٨١) و (كليات أبى البقاء : ٢٢٧) و (اللسان ـ مادة : صعق) و (تفسير القرطبى ١٥ : ٢٤٦) وفيه : «خوفتكم هلاكا مثل هلاك عاد وثمود».

(٣) الآية / ٤٤.

(٤) الآية / ٦٨.

(٥) ص : «تقع السحاب» وما أثبت عن ل ، م.

(٦) الآية / ١٣.

(٧) ل : «نارا تقع من السماء» ، وما أثبت عن ص ، م. «الصاعقة : الصوت الشديد من الرعد يسقط معها قطعة نار» (الوسيط للواحدى ١ : ٥١) ، وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : صعق).

(٨) (٨ ـ ٨) سقط من ص ، م ، وما أثبت عن ل.

(٩) (٨ ـ ٨) سقط من ص ، م ، وما أثبت عن ل.

(١٠) (٨ ـ ٨) سقط من ص ، م ، وما أثبت عن ل.

(١١) (٨ ـ ٨) سقط من ص ، م ، وما أثبت عن ل.

(١٢) (٩ ـ ٩) سقط من ص ، وفى م : «قوله تعالى فى قصة ثمود لقوم صالح : فأخذتهم الصيحة بالحق» ، وما أثبت عن ل.

(١٣) الآية / ٦٧.

١١

[٦٤ / و] المؤمنون (١) : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ)(٢) يعنى : صيحة جبريل ؛ وقال سبحانه فى سورة الحجر : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ)(٣) يعنى : صيحة جبريل.

والوجه الثّانى ؛ الصّيحة يعنى : النّفخة الأولى من إسرافيل ؛ قوله تعالى : (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً)(٤) يعنى : النّفخة الأولى من إسرافيل ؛ نظيرها فى سورة ص : (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً)(٥) يعنى : النّفخة الأولى.

والوجه الثالث ؛ الصّيحة يعنى : النفخة «الثّانية» (٦) من إسرافيل ؛ قوله سبحانه فى سورة يس : (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ)(٧) ؛ وكقوله تعالى : (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِ)(٨) يعنى : النّفخة «الثّانية» (٩) من إسرافيل.

* * *

تفسير الصّلاح على «عشرة أوجه» (١٠)

الإيمان. حسن المنزلة. الرّفق. تسوية الخلق والصّورة.

الإحسان. الطّاعة. الأمانة (١١). برّ الوالدين. (١٢) الأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر. الحجّ (١٣).

فوجه منها ؛ الصّلاح : الإيمان ؛ قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَمَنْ صَلَحَ

__________________

(١) ص : «ثمانية أوجه» وما أثبت تصويب عن ل ، م.

(٢) الآية / ٤١.

(٣) الآية / ٧٣.

(٤) سورة يس / ٤٩.

(٥) الآية / ١٥.

(٦) ص : «الثالثة» وما أثبت تصويب عن ل ، م.

(٧) الآية / ٥٣. يعنى : إن بعثهم وإحياءهم كان بصيحة واحدة ، وهى قول إسرافيل : أيتها العظام البالية ، والأوصال المتقطعة ، والشعور المتمزقة : إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. (تفسير القرطبى ١٥ : ٤٢).

(٨) سورة ق / ٤٢.

(٩) سقط من ص ، م وما أثبت عن ل.

(١٠) ص : «ثمانية أوجه» وما أثبت تصويب عن ل ، م.

(١١) ل : «ذو أمانة» وما أثبت عن ص ، م.

(١٢) (١١ ـ ١١) سقط من ص وما أثبت عن ل ، م.

(١٣) (١١ ـ ١١) سقط من ص وما أثبت عن ل ، م.

١٢

مِنْ آبائِهِمْ)(١) يعنى : ومن آمن من آبائهم ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّور : (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ)(٢) يعنى المؤمنين ؛ وقال [تعالى حكاية عن](٣) سليمان : (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ)(٤) : أى فى [عبادك] المؤمنين ؛ وكقوله تعالى فى سورة يوسف : (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)(٥) يعنى : المؤمنين من آبائه.

والوجه الثانى ؛ الصّلاح : حسن المنزلة ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ)(٦) يعنى : «تحسن» (٧) منزلتكم عند أبيكم ؛ وقال تعالى فى سورة البقرة لإبراهيم : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)(٨) يعنى : فى المنزلة عند الله ؛ مثلها فى سورة النّحل (٩). وكلّ شىء فى القرآن لإبراهيم : (فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)(١٠) بمعنى فى المنزلة.

والوجه الثّالث ؛ الصّلاح : الرّفق ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)(١١) ، و «مثله» (١٢) قوله تعالى : (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ) يعنى : وأرفق بهم (وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(١٣).

والوجه الرّابع ؛ الصّلاح : تسوية الخلق ؛ قوله سبحانه فى سورة الأعراف : [٦٤ / ظ](لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً)(١٤) يعنى : سوىّ

__________________

(١) الآية / ٢٣.

(٢) الآية / ٣٢.

(٣) ما بين الحاصرتين تكملة يقتضيها السياق.

(٤) سورة النمل / ١٩.

(٥) الآية / ١٠١ ؛ وسورة الشعراء / ٨٣.

(٦) الآية / ٩.

(٧) ص ، ل : «تصلح» وما أثبت عن م. قال ابن قتيبة : تائبين. (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٢) ومثله فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٠٢).

(٨) الآية / ١٣٠. قال الحسن : أى من الذين يستوجبون على الله الكرامة ، وحسن الثواب. وقال الزجاج : يريد من الفائزين ؛ لأن الصالح فى الآخرة فائز. (الوسيط للواحدى ١ : ١٩٩).

(٩) فى الآية / ١٢٢ ؛ وهو قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ).

(١٠) سورة العنكبوت / ٢٧.

(١١) الآية / ٢٧.

(١٢) سقط من ص ، ل ، وما أثبت عن م.

(١٣) سورة الأعراف / ١٤٢.

(١٤) الآية / ١٨٩ ، ١٩٠.

١٣

الخلق فى صورة الإنس.

والوجه الخامس ؛ الإصلاح (١) : الإحسان ، «قول شعيب» (٢) فى سورة هود : (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ)(٣) يعنى : الإحسان ما استطعنا.

والوجه السّادس ؛ الصّلاح : الطّاعة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ)(٤) : مطيعون «لله تعالى فى الأرض» (٥) ، وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها)(٦) يعنى : بعد الطاعة ؛ وقال تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)(٧) يعنى : الطّاعات ، أطاعوا الله ـ عزوجل ـ «ونحوه كثير» (٨).

والوجه السّابع ؛ الصّلاح يعنى : الأمانة (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً)(١٠) يعنى : فى الأمانة.

والوجه الثّامن ؛ الصّلاح : برّ الوالدين ؛ قوله سبحانه فى سورة بنى إسرائيل : (إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ)(١١) يعنى : بارّين بأبويهم (١٢).

(١٣) والوجه التاسع ؛ الصّلاح : الأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر ؛ قوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ)(١٤) يعنى : فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

__________________

(١) م : «الصلاح» وما أثبت عن ص ، ل.

(٢) ل ، م : «قوله سبحانه» وما أثبت عن ص.

(٣) الآية / ٨٨.

(٤) الآية / ١١.

(٥) سقط من ص ، م ، وما أثبت عن ل. أى الذى نحن عليه هو صلاح عند أنفسنا. (الوجيز للواحدى ١ : ٥).

(٦) الآية / ٥٦ ، ٨٥.

(٧) سورة الشعراء / ٢٢٧ ؛ وسورة ص / ٢٤ ؛ وسورة الانشقاق / ٢٥ ، وسورة التين / ٦ ؛ وسورة العصر / ٣.

(٨) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م. كما فى سورة البقرة / ٢٥ ، ٨٢ ، ٢٧٧ ؛ وسورة آل عمران / ٥٧ ؛ وسورة النساء / ٥٧ ، ١٢٢ ، ١٢٤ ، ١٧٣ ، وسورة المائدة / ٩ ، ٩٣ ؛ وسورة الأعراف / ٤٢ ؛ وسورة يونس / ٤ ، ٩ ، وسورة هود / ١١ ، ٢٣ ؛ وسورة الرعد / ٢٩ ، وسورة إبراهيم / ٢٣ ؛ وسورة الإسراء / ٩ ؛ وسورة الكهف / ٢ ، ٣٠ ، ٤٦ ، ١٠٧ ؛ وسورة مريم / ٧٦ ، ٩٦ ؛ وسورة طه / ٧٥ ، ١١٢ ، وسورة الأنبياء / ٩٤ ؛ وسورة الحج / ١٤ ، ٢٣ ، ٥٠ ، ٥٦ ؛ وسورة النور / ٥٥ ؛ وسورة العنكبوت / ٧ ، ٩ ، ٥٨ ؛ وسورة الروم / ١٥ ، ٤٥ ؛ وانظر (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ـ مادة : صلح

(٩) ل : «أداء الأمانة» ، وما أثبت عن ص ، م.

(١٠) الآية / ٨٢.

(١١) الآية / ٢٥ ، وتعرف بسورة الإسراء.

(١٢) ل : «بارين بأبويكم».

(١٣) (١٣ ـ ١٣) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(١٤) سورة هود / ١١٧.

١٤

والوجه العاشر ؛ الصّلاح : الحجّ ؛ قوله تعالى : (لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ)(١) : أى أحج (١٣).

* * *

تفسير الصّراط على وجهين

الطّريق. الدّين.

فوجه منهما ؛ الصّراط يعنى : الطّريق ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ)(٢) يعنى : بكلّ طريق ؛ وكقوله تعالى فى سورة الصّافّات : (فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ)(٣) يعنى : طريق الجحيم.

والوجه الثّانى ؛ الصّراط : الدّين (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الفاتحة : (اهْدِنَا الصِّراطَ) يعنى الدّين (الْمُسْتَقِيمَ)(٥) ؛ وقال تعالى فى سورة الأنعام : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً)(٦) يعنى : دينى ، وقوله تعالى : (هذا صِراطُ رَبِّكَ)(٧) يعنى : دين ربّك (مُسْتَقِيماً).

* * *

تفسير الصّبر على خمسة أوجه

الصّيام. الجرأة. الإصرار. الرّضا. الصّبر بعينه. (٨)

فوجه منها ؛ الصّبر ، يعنى الصّوم ، قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَاسْتَعِينُوا) [٦٥ / و]

__________________

(١) سورة المؤمنون / ١٠٠.

(٢) الآية / ٨٦.

(٣) الآية / ٢٣.

(٤) م : «يعنى الدين القويم» ، وما أثبت عن ص ، ل.

(٥) الآية / ٣. «قال محمد بن الحنفية : هو دين الله الذى لا يقبل من العباد غيره» (تفسير الطبرى ١ : ١٧٥) و (تفسير ابن كثير ١ : ٥١) و (تفسير القرطبى ١ : ١٤٧) وعن ابن عباس وجابر : هو الإسلام (الوسيط للواحدى ١ : ٢١) و (غريب القرآن للسجستانى : ٢٠٨).

(٦) الآية / ١٥٣.

(٧) الآية / ١٢٦.

(٨) ل : «الصبر نفسه» وما أثبت عن ص ، م.

١٥

بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)(١) يعنى : بالصّوم (٢) والصّلاة ، مثلها فيها (٣).

والوجه الثّانى ؛ الصّبر ؛ الجرأة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ)(٤) : أى فما أجرأهم على النّار (٥).

والوجه الثّالث ؛ الصّبر يعنى ؛ الإصرار على الشّرّ (٦) ، قوله تعالى فى سورة ص : (أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ)(٧) يعنى : اصبروا على عبادتها ، واثبتوا ؛ وكقوله تعالى : (لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها)(٨) : أى ثبتنا على عبادتها.

والوجه الرّابع ؛ الصّبر : الرّضا : قوله تعالى فى سورة الطور : (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ)(٩) يعنى : وارض بقضاء ربّك ، مثلها فى سورة «ن والقلم» : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ)(١٠).

والوجه الخامس : الصّبر بعينه ، قوله تعالى : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً)(١١) مثلها : (وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ)(١٢) ، وكقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا)(١٣) ، ونحوه كثير (١٤).

* * *

__________________

(١) الآية / ٤٥.

(٢) (تفسير الطبرى ٢ : ١١) و (تفسير القرطبى ١ : ٣٧٣) و (الوسيط للواحدى ١ : ٩٦) وفيه : «قال مجاهد : الصبر فى هذه الآية : الصوم. ويقال : لشهر رمضان : شهر الصبر» وانظر (تفسير الفخر الرازى ١ : ٣٤٥) و (تفسير ابن كثير ١ : ١٢٣) و (مفردات الراغب : ٢٧٤).

(٣) : أى فى سورة البقرة / ١٥٣ ؛ وسورة الزمر / ١٠ ، وهو قوله تعالى : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ).

(٤) الآية / ١٧٥.

(٥) ل : «فما أجرأهم على فعل يؤديهم إلى النار ، وما أجرأهم عليها». (غريب القرآن للسجستانى : ٥) و (تفسير البحر المحيط ١ : ٤٩٤) (تفسير القرطبى ٢ : ٢٣٦) و (الوسيط للواحدى ١ : ٢٤٩) وفيه : «قال الحسن وقتادة والربيع : ما أجرأهم على أعمال أهل النار : وقال الفراء : هذه لغة يمانية».

(٦) ل : «الإصرار على الشىء» ، وما أثبت عن ص ، م.

(٧) الآية / ٦.

(٨) سورة الفرقان / ٤٢.

(٩) الآية / ٤٨.

(١٠) الآية / ٤٨. وما بين الحاصرتين نص قرآنى تكملة يقتضيها السياق.

(١١) سورة ص / ٤٤.

(١٢) سورة الحج / ٣٥.

(١٣) سورة إبراهيم / ٢١.

(١٤) ل : «ونحوه فى القرآن». كما فى سورة البقرة / ١٥٥ ، ١٧٧ ، ٢٤٩ ؛ وسورة آل عمران / ١٧ ، ١٤٢ ، ١٤٦ ؛ وسورة الأنفال / ٤٦ ، ٦٦ ؛ وسورة النحل / ١٢٦ ؛ وسورة الأنبياء / ٨٥ ؛ وسورة الأحزاب / ٣٥ ؛ وسورة محمد / ٣١.

١٦

تفسير الصّدع على أربعة أوجه

الشّقّ (١). الظّهور. وجع الرّأس. التّفرّق.

فوجه منها ؛ الصّدع : الشّقّ ، وهو النّبات (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة الطّارق : (وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ)(٣) يعنى : الشّقّ ، وهو النّبات (٤).

والوجه الثّانى ؛ الصّدع : الظّهور ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ)(٥) : أى أظهره (٦).

والوجه الثّالث : «الصّدع» (٧) : صداع الرّأس ؛ قوله تعالى فى سورة الواقعة : (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها) : أى لا يصدّع رءوسهم (وَلا يُنْزِفُونَ)(٨).

والوجه الرّابع ؛ الصّدع : التّفرّق ، قوله تعالى فى سورة الروم : (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ)(٩) : أى يتفرّقون.

* * *

تفسير الصّغير على ثلاثة أوجه

الخفيف. القليل. «الصّغار» (١٠) : الذّلّ والهوان

فوجه منها : الصّغير يعنى : الخفيف ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ)(١١) يعنى : ولا أخفّ ، مثلها فى سورة سبأ (١٢) ، ونحوه (١٣).

__________________

(١) ل : «الشق. وقيل : النبات».

(٢) ل : «وقيل : النبات».

(٣) الآية / ١٢.

(٤) ل : «: أى النبات. وقيل : الشق» ، وما أثبت عن ص ، م. فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٢٣) ، أى تصدع بالنبات ، وبنحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ٢ : ٤٦٩) و (تفسير القرطبى ٢٠ : ١١) و (مفردات الراغب : ٢٧٦).

(٥) الآية / ٩٤.

(٦) قال الفراء : «أراد فاصدع بالأمر : أى أظهر دينك ..» انظر (تفسير القرطبى ١٠ : ٦١) و (كليات أبى البقاء : ٢٢٧).

(٧) سقط من ص وما أثبت عن ل ، م.

(٨) الآية / ١٩.

(٩) الآية / ٧٣. يقال : تصدع القوم ؛ إذا تفرقوا ؛ ومنه اشتق الصداع ؛ لأنه يفرق شعب الرأس. انظر (تفسير القرطبى ١٤ : ٤٢) و (مفردات الراغب ٢٧٦) و (اللسان ـ مادة : صدع).

(١٠) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(١١) الآية / ٦١.

(١٢) فى الآية / ٣ ؛ وهو قوله تعالى : (وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ).

(١٣) سورة القمر / ٥٣ ؛ وهو قوله تعالى : (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ).

١٧

والوجه الثّانى ؛ الصّغير ؛ القليل ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً)(١) يعنى : قليلة ولا كثيرة ، وكقوله تعالى : (وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً)(٢) يعنى : قليلا أو كثيرا.

والوجه الثّالث ؛ الصّغار : الذّلّ والهوان ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ)(٣) يعنى : الذّلّ والهوان عند الله ، (٤) وكقوله تعالى : (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ)(٥) : أذلّاء (٦).

* * *

تفسير الصّاحب على ثمانية أوجه

السّكّان (٧). القوم. الرّفيق. النّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. الأخ. الزّوجة. الخزنة. «الأبوان» (٨).

فوجه منها ؛ الأصحاب : السّكّان ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ)(٩) يعنى : سكّان النّار ؛ «ومثله» (١٠) : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ) يعنى : سكّان الجنّة (أَصْحابَ النَّارِ)(١١) يعنى : سكّانها (١٢) ، ونحوه كثير (١٣) ،

__________________

(١) الآية / ٤٩.

(٢) سورة البقرة / ٢٨٢.

(٣) الآية / ١٢٤.

(٤) (٤ ـ ٤) ص ، م هكذا : «كقوله : «صاغرين» الذل». ولعله يقصد بهذا النص ما جاء فى سورة الأعراف من الآيتين / ١٣ ، ١١٩ ؛ أو ما جاء فى سورة يوسف من الآية / ٢٣. وما أثبت عن ل. ومعنى ذلك كما قال عكرمة : وهم أذلاء مقهورون» (تفسير الطبرى ١٤ : ٢٠٠ ، ٢٠١) وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٥٦) و «مجاز الصاغر : الذليل الحقير» وبنحوه فى (مفردات الراغب : ٢٨٢).

(٥) سورة التوبة / ٢٩.

(٦) (٤ ـ ٤) ص ، م هكذا : «كقوله : «صاغرين» الذل». ولعله يقصد بهذا النص ما جاء فى سورة الأعراف من الآيتين / ١٣ ، ١١٩ ؛ أو ما جاء فى سورة يوسف من الآية / ٢٣. وما أثبت عن ل. ومعنى ذلك كما قال عكرمة : وهم أذلاء مقهورون» (تفسير الطبرى ١٤ : ٢٠٠ ، ٢٠١) وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٥٦) و «مجاز الصاغر : الذليل الحقير» وبنحوه فى (مفردات الراغب : ٢٨٢).

(٧) ص : «الساكن» وما أثبت عن ل ، م.

(٨) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(٩) الآية / ٣٩ ، ٢٥٧.

(١٠) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(١١) سورة الأعراف / ٤٤.

(١٢) ل ، م : «سكان النار».

(١٣) كما فى سورة البقرة / ٨١ ، ٨٢ ، ١١٩ ، ٢١٧ ، ٢٧٥ ؛ وسورة آل عمران / ١١٦ ، وسورة المائدة / ١٠ ، ٢٩ ، ٨٦ ؛ وسورة الأعراف / ٣٦ ، ٤٢ ، ٤٦ ، ٥٠ ؛ وسورة التوبة / ١١٣ ؛ وسورة يونس / ٢٦ ، ٢٧ ؛ وسورة هود / ٢٣ ؛ وسورة الرعد / ٥ ، وسورة الحج / ٥١ ؛ وسورة الفرقان / ٢٤ ؛ وسورة فاطر / ٦ ؛ وسورة يس / ٥٥ ، وسورة الزمر / ٨ ، وسورة غافر / ٦ ، ٤٣ ؛ وسورة الأحقاف / ١٤ ؛ وسورة الحديد / ١٩ ؛ وسورة المجادلة / ١٧ ؛ وسورة الحشر / ٢٠ ؛ وسورة الممتحنة / ١٣ ؛ وسورة التغابن / ١٠ ؛ وسورة الملك / ١٠ ، ١١ ؛ وسورة المدثر / ٣١.

١٨

وكذلك : (وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً)(١).

والوجه الثّانى : الأصحاب يعنى : القوم ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : و (قالَ أَصْحابُ مُوسى)(٢) يعنى : قوم موسى وأمّته ، ونحوه كثير.

والوجه الثّالث ؛ الصّاحب : الرّفيق فى السّفر ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)(٣) يعنى : الرّفيق «فى السّفر» (٤) ، وقوله تعالى فى سورة الكهف : (فَلا تُصاحِبْنِي)(٥) يعنى : لا ترافقنى ، وكقوله تعالى فى سورة براءة : (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ)(٦) : لرفيقه : أبى بكر الصّدّيق ـ رضى الله عنه ـ.

والوجه الرّابع ؛ الصّاحب : النّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ؛ قوله تعالى فى سورة التكوير : (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ)(٧) يعنى : وما نبيّكم بمجنون ، «مثلها فى سورة النّجم» (٨) : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) يعنى : نبيّكم (وَما غَوى)(٩).

والوجه الخامس ؛ الصّاحب يعنى : الأخ ، قوله تعالى فى سورة الكهف : (فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ)(١٠) يعنى : لأخيه (١١) ، مثلها فيها : (قالَ لَهُ صاحِبُهُ)(١٢) يعنى : أخاه.

والوجه السّادس ؛ الصّاحب : الزّوج ؛ قوله تعالى فى سورة «عبس وتولّى» : (وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)(١٣) يعنى : زوجته ، وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ)(١٤) يعنى : زوجة.

__________________

(١) سورة الأعراف / ٤٨.

(٢) الآية / ٦١.

(٣) الآية / ٣٦.

(٤) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(٥) الآية / ٧٦.

(٦) الآية / ٤٠ ، وتسمى سورة التوبة.

(٧) الآية / ٢٥.

(٨) ص : «مثلها فيها» وهو خطأ ، وما أثبت عن م.

(٩) الآية / ٢.

(١٠) الآية / ٣٤.

(١١) «يهوذا أو تمليخا» على الخلاف فى اسمه. انظر (تفسير القرطبى ١٠ : ٤٠٤).

(١٢) : أى فى سورة الكهف / ٣٧.

(١٣) الآية / ٣٦.

(١٤) الآية / ١٠١.

١٩

والوجه السّابع ؛ الأصحاب يعنى : الخزنة (١) ؛ قوله تعالى : (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ) يعنى : خزنة النّار (إِلَّا مَلائِكَةً)(٢) ، ولا نظير له.

والوجه الثّامن ؛ الأصحاب يعنى : الأبوين ، قوله تعالى فى سورة الأنعام : (لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى)(٣) يعنى : الأبوين فى بعض التّفاسير (٤) ، وهما أبو بكر وزوجه.

* * *

تفسير صرف على ثمانية أوجه

وجّه. بيّن. «بالتّشديد» (٥). قسّم. أمال. «هزم» (٦). التّلوين والتّقليب (٧). دفع. عدل (٨).

فوجه منها ؛ صرّف يعنى : وجّه ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الأحقاف : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ :) أى وجّهنا إليك (نَفَراً مِنَ الْجِنِّ ...)(٩) الآية : والوجه الثّانى ؛ صرّف يعنى : بيّن ، فذلك قوله تعالى فى سورة بنى إسرائيل : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ)(١٠) : أى بيّنّا ، مثلها فى سورة طه : (صَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ)(١١) : أى بيّنّا فيه.

__________________

(١) ل : «الخزان» ، وما أثبت عن ص ، م.

(٢) سورة المدثر / ٣١.

(٣) الآية / ٧١.

(٤) «قال ابن عباس فى رواية أبى صالح : نزلت فى عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق ، كان يدعو أباه إلى الكفر وأبواه يدعوانه إلى الإسلام ... فيأبى. قال أبو عمر : أمّه أمّ رومان بنت الحارث بن غنم الكنانية ؛ فهو شقيق عائشة ، وشهد عبد الرحمن بن أبى بكر بدرا واحدا مع قومه وهو كافر ، ودعا إلى البراز فقام إليه أبوه ليبارزه ، فذكر أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال له : «متعنى بنفسك». ثم أسلم وحسن إسلامه ، وصحب النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى هدنة الحديبية» (تفسير القرطبى ٧ : ١٨ ، ١٩).

(٥) سقط من ص ، م ، وما أثبت عن ل.

(٦) سقط من ص ، وما أثبت عن ل ، م.

(٧) ص : «لون» وما أثبت عن ل ، م.

(٨) ل : «عدل من العدول» وما أثبت عن ص ، م.

(٩) الآية / ٢٩.

(١٠) الآية / ٨٩ ، وتسمى سورة الإسراء.

(١١) الآية / ١١٣ ، ومثلها فى سورة الإسراء / ٤١ ؛ وسورة الكهف / ٥٤.

٢٠