الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

والوجه الرابع ؛ الإفك : قذف المحصنات ؛ قوله تعالى فى سورة النّور : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ)(١) يعنى : بهتان عائشة (٢).

والوجه الخامس ؛ الإفك : الصّرف ؛ قوله تعالى فى سورة «والذّاريات» : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأحقاف : (لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا)(٤) ؛ أى لتصرفنا.

والوجه السّادس ؛ الإفك ؛ التّقليب (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة «والنّجم» : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى)(٦) ؛ وكقوله تعالى : (وَالْمُؤْتَفِكاتِ)(٧).

والوجه السابع ؛ الإفك : السّحر ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ)(٨). «والإفك» : السّحر (٩).

* * *

__________________

(١) الآية ١١.

(٢) فى م : «... عائشة ـ رضى الله عنها ـ». «الإفك أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء. وقيل : هو البهتان لا تشعر به حتى يفجأك. [والذين جاءوا بالإفك] هم : عبد الله بن أبيّ ـ رأس النفاق ـ وزيد بن رفاعة ، وحسان بن ثابت ، ومسطح بن أثاثة ، وحمنة بنت جحش ومن ساعدهم» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٧٥) وانظر (تفسير الطبرى ١٨ : ٧٠) و (تنوير المقباس ٢١٧) ، و (أسباب النزول للواحدى ٣٣٠ ـ ٣٣٥).

(٣) الآية ٩. «يقول : يصرف عن الإيمان بهذا القرآن من صرف ...» (تفسير الطبرى ٢٦ : ١٩١) ونحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٤٢٠) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٥٣) و (تنوير المقباس ٣٢٧).

(٤) الآية ٢٢. وانظر (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٤٠٧) و (تنوير المقباس ٣١٤).

(٥) فى م : «التقليد».

(٦) الآية ٥٣. «والمؤتفكة» : مدينة قوم لوط ؛ لأنها ائتفكت بهم ، أى انقلبت. (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٤٠) ونحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٦٣) و (تنوير المقباس ٣٣٣).

(٧) سورة التوبة / ٧٠ ـ بضم التاء الأخيرة ـ كما فى سورة الحاقة / ٩.

(٨) سورة الأعراف / ٤٥ ، ١١٧ ؛ أى : «مأفوكهم من السّحر» (تنوير المقباس : ٢٣٠) ونحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٠٩).

(٩) فى م : «وإفكهم : سحرهم».

٨١

تفسير آووا على وجهين

الضّمّ* الانتهاء (١) *

فوجه منهما ؛ آووا : ضمّوا «(٢) النّبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى أنفسهم ؛ وذلك» (٣) قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا)(٤) يعنى : ضمّوا النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى أنفسهم ؛ وكقوله تعالى : (فَآواكُمْ)(٥) ؛ أى ضمّكم إلى المدينة (٦) ؛ وكقوله تعالى : (آوى إِلَيْهِ أَخاهُ)(٧) ، و (آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ)(٨) ـ أيضا.

والوجه الثانى ؛ «أوى (٩) يعنى : انتهى» ؛ وذلك قوله تعالى فى سورة الكهف : (إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ)(١٠) يعنى : انتهينا إلى الصّخرة (١١) : وكقوله تعالى : (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ)(١٢) يعنى : انتهوا إلى الكهف.

* * *

__________________

(١) فى م : «والانتهاء».

(٢) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م.

(٣) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م.

(٤) الآيتان رقم ٧٢ ، ٧٤.

(٥) سورة الأنفال / ٢٦.

(٦) فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٠١) و (تنوير المقباس : ١١٥) «فآواكم : بالمدينة».

(٧) الآية ٦٩ من سورة يوسف. «قال قتادة : ضمه إليه وأنزله معه» (تفسير القرطبى ٩ : ٢٢٩) وجاء هذا المعنى فى (تنوير المقباس ١٥٢) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٩٥) و (غريب القرآن للسجستانى ١٧) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢١٩) «... يقال : آويت فلانا إلىّ ـ بمد الألف ـ : إذا ضممته إليك. وأويت إلى بنى فلان ـ إذا لجأت إليهم».

(٨) سورة يوسف / ٩٩. وقوله : (آوى إليه) غير موجود بالأصل المخطوط والسياق يقتضى الإثبات ، وفى م : «وآواه». «أى ضمهما إليه واعتنقهما» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٠١) ومثله فى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٦٣) و (تفسير الطبرى ١٣ : ٤٣) و (تنوير المقباس : ١٥٤) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٧) «آوى إليه : انضم إليه».

(٩) فى ل : «أووا يعنى انتهاء» والإثبات عن م.

(١٠) الآية ٦٣.

(١١) كما فى (تفسير القرطبى ١١ : ١٤) و (تنوير المقباس ١٨٦).

(١٢) سورة الكهف / ١٦.

٨٢

تفسير أوّل على أربعة أوجه

أوّل من كفر* أوّل من آمن* أوّل من عرف بأنّ الله تعالى لا يرى فى الدّنيا* أوّل المؤمنين من بنى إسرائيل «بموسى وهارون» (١).

فوجه منها ؛ أوّل يعنى : من كفر بالنبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ وذلك قوله تعالى فى سورة البقرة ليهود المدينة : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ)(٢) يعنى : أوّل من كفر بالنّبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

والوجه الثانى ؛ أوّل يعنى : أوّل من آمن بالله تعالى من أهل مكّة ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)(٤) يعنى : أوّل المؤمنين الموحّدين من أهل مكّة (٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ)(٦) : من أهل مكّة ؛ نظيرها فى آخر «سورة الأنعام» (٧) : (وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)(٨) ؛ ((٩) وكقوله تعالى فى سورة الزّمر : (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ)(١٠) : من أهل مكّة) (١١).

__________________

(١) فى ل : «موسى» والإثبات عن م.

(٢) الآية ٤١.

(٣) كما فى (الدر المنثور ١ : ٦٤) و (تفسير الطبرى ١ : ٥٦٣) وانظر (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٦) (والوسيط للواحدى ١ : ٩٢).

(٤) الآية ٨١.

(٥) «معناه : إن كنتم تزعمون أن للرحمن ولدا فأنا أول من يعبده على أنه واحد لا ولد له ..» (غريب القرآن للسجستانى ٢٧) وبنحوه فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٢٩٨) و (تفسير الطبرى ٢٥ : ١٠٣) و (تفسير القرطبى ١٦ : ١١٩) و (الدر المنثور ٦ : ٢٤) و (البحر المحيط ٨ : ٢٨).

(٦) الآية ١٤.

(٧) فى ل : «فى أخر السورة» والإثبات عن م.

(٨) الآية ١٦٣.

(٩) (٩ ـ ٩) الإثبات عن م.

(١٠) الآية ١٢.

(١١) (٩ ـ ٩) الإثبات عن م.

٨٣

والوجه الثالث ؛ أوّل من عرف بأنّ الله تعالى لا يرى فى الدّنيا ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الأعراف ـ عن موسى ـ : (قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)(١) يعنى : «وأنا أوّل» (٢) المصدّقين بأنّ الله تعالى لا يرى فى الدّنيا.

والوجه الرابع ؛ أوّل يعنى : أوّل المؤمنين من بنى إسرائيل بموسى وهارون ؛ قوله تعالى فى قصّة السّحرة ، ((٣) فى سورة الشّعراء ـ بعد أن آمنوا حين وعدهم فرعون بالقتل) (٤) ـ : (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)(٥) يعنى : أوّل المصدّقين (٦) بما جاء به موسى.

__________________

(١) الآية ١٤٣.

(٢) الإثبات عن م. (وأنا أول المؤمنين) : بأنك لست بمرئي ولا مدرك بشيء من الحواس (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٨١)

(٣) (٣ ـ ٣) الإثبات عن م.

(٤) الآية ٥١.

(٥) فى م : «... المصدقين من نبي بما جاء ...». كما فى (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى ٢ : ٣٤) وبنحوه فى (تنوير المقباس : ٢٣٠). «وكانوا أول جماعة مؤمنين من أهل زمانهم ، أو من رعية فرعون» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٠٩).

٨٤

تفسير الآخرة على خمسة أوجه

القيامة* الجنّة* النّار* الأخيرة* القبر*

فوجه منها ؛ الآخرة بمعنى : القيامة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ)(١) يعنى : البعث بعد الموت (٢). وقال تعالى فى سورة «واللّيل» : (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى)(٣) يعنى : الدّنيا والآخرة (٤). ونحوه كثير (٥).

والوجه الثانى ؛ الآخرة : الجنّة خاصّة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ)(٦) يعنى : «ماله» (٧) فى الجنّة من نصيب. (٨) وقال ـ أيضا ـ فى سورة «حم الزّخرف» : (وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)(٩). وفى سورة القصص : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ)(١٠) يعنى : الجنّة (١١).

والوجه الثالث ؛ الآخرة يعنى : النّار (١٢) ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) يعنى به : النّار. (وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ)(١٣).

__________________

(١) الآية ٧٤.

(٢) كما فى (تنوير المقباس : ٢١٤) وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٦٨).

(٣) الآية ١٣.

(٤) فى (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٦) «يقول : وإن لنا ملك ما فى الدنيا والآخرة ، نعطى منهما من أردنا من خلقنا ونحرمه من شئنا» ، ومثله فى (تفسير القرطبى ٢٠ : ٨٦) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٧٥) و (تنوير المقباس : ٣٩٠).

(٥) كما فى سورة النجم / ٢٥ ؛ وسورة النازعات / ٢٥ ؛ وسورة الضحى / ٤.

(٦) الآية ١٠٢.

(٧) الإثبات عن م. وفى (تفسير الطبرى ٢ : ١٠١) «ما له فى الدار الآخرة حظ من الجنة» ونحوه فى (الوسيط للواحدى ١ : ١٦٨) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٥٩) و (تنوير المقباس ١٢).

(٨) (٨ ـ ٨) الإثبات عن م.

(٩) الآية ٣٥.

(١٠) الآية ٨٣.

(١١) (٨ ـ ٨) الإثبات عن م.

(١٢) فى م «جهنم».

(١٣) الآية ٩.

٨٥

والوجه الرابع ؛ الآخرة يعنى : الأخيرة ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ)(١) يعنى : الملّة الأخيرة ، وهى ملّة (٢) كانت من قبل ملّته ؛ ولكن المعنى / : أنّها كانت آخر الملل قبل (٣) النّبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ. وقال تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ)(٤) يعنى : وعد الأخير من العذابين [اللّذين](٥) وعدهم.

والوجه الخامس ؛ الآخرة يعنى : القبر ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)(٦) يعنى : «فى» (٧) القبر عند مساءلة منكر ونكير (٨).

* * *

__________________

(١) الآية ٧.

(٢) فى م : «وهى ملة من كانت».

(٣) قال الزمخشرى : «فى ملة عيسى التى هى آخر الملل ، ... أو فى ملة قريش التى أدركنا عليها آباءنا ، .. والمعنى : أنا لم نسمع من أهل الكتاب ولا من الكهان ، أنه يحدث فى الملة الآخرة توحيد الله» (الكشاف ٢ : ٢٤٥) وانظر : (تفسير الطبرى ٢٣ : ١٣٧) و (تنوير المقباس : ١٨١) و (تفسير القرطبى ١٥ : ١٥٠).

(٤) الآية ٧. وتسمى سورة الإسراء.

(٥) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق. «قال ابن زيد : كانت الآخرة أشدّ من الأولى بكثير ، قال : لأن الأولى كانت هزيمة فقط ، والآخرة كان التدمير ، وأحرق بختنصر التوراة حتى لم يبق منها حرف واحد ، وخرب المسجد. وقال الطبرى ـ قبل ذلك ـ : فإذا جاء وعد المرة الآخرة من مرتى إفسادكم يا بنى إسرائيل فى الأرض» (تفسير الطبرى ١٥ : ٢٤).

(٦) الآية ٢٧.

(٧) الإثبات عن م ، وفيه بعد هذا ـ ـ «حين سؤال ..».

(٨) كما فى : (تنوير المقباس ١٦٢) ، و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤١٨). وفى (غرائب القرآن للنيسابورى ١٣ : ١٣١) «وتثبيتهم فى الآخرة : أنهم إذا سئلوا فى القبور لم يتلعثموا ، وإذا وقفوا بين يدى الجبار لم يبهتوا. وانما فسرت الآخرة هنا بالقبر ، لأن الميت ينقطع بالموت عن أحكام الدنيا ، ويدخل فى أحكام الآخرة» وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٣٦٢) «وحكى الماوردى عن البراء قال : المراد بالحياة الدنيا : المساءلة فى القبر ، وبالآخرة : المساءلة فى القيامة».

٨٦

تفسير الأجر على أربعة أوجه

المهر* الثّواب* الجعل* نفقة الرّضاع*

فوجه منها ؛ الأجر بمعنى : المهر ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَ)(١) يعنى : مهورهنّ (٢) ، وكقوله تعالى : (وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(٣) ، ونحوه كثير (٤).

والوجه الثانى ؛ الأجر : الثّواب على الطّاعة ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ)(٥) يعنى : ثوابهم ؛ مثلها : (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ)(٦) يعنى : ثوابهم ، ونحوه كثير (٧).

والوجه الثالث ؛ الأجر : الجعل ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة سبأ : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) أى : جعل (إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ)(٨) أى «جعلى» (٩) وثوابى ؛

__________________

(١) الآية ٥٠.

(٢) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٨) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٥١) و (تنوير المقباس ٢٦٢) ، وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٩٢) «لأن المهر أجر على البضع ، وإيتاؤها إما إعطاؤها عاجلا ، وإما فرضها وتسميتها فى العقد.».

(٣) سورة النساء / ٢٥.

(٤) فى م : «... كثير فى القرآن». كما فى سورة النساء / ٢٤ ؛ وسورة المائدة / ٥ ؛ وسورة الممتحنة / ١٠.

(٥) الآية ٩٦.

(٦) سورة الزمر / ٣٥.

(٧) نذكر منها مثلا لذلك : كما فى سورة البقرة / ٦٢ ، ١١٢ ، ٢٦٢ ، ٢٧٤ ، ٢٧٧ ؛ وسورة آل عمران / ٥٧ ، ١٣٦ ، ١٧١ ، ١٧٢ ، ١٧٩ ، ١٨٥ ، ١٩٩ ؛ وسورة النساء / ٤٠ ، ٦٧ ، ٧٤ ، ٩٥ ، ١٠٠ ، ١١٤ ، ١٤٦ ، ١٥٢ ، ١٦٢ ، ١٧٣ ؛ وسورة المائدة / ٩ ؛ وسورة الأعراف / ١٧٠ ؛ وسورة الأنفال / ٢٨ ؛ وسورة التوبة / ٢٢ ، ١٢٠ ؛ وسورة يونس / ٧٢.

(٨) الآية ٤٧.

(٩) الإثبات عن م.

٨٧

وكقوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً)(١) أى جعلا (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة القصص : (لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا)(٣) أى : جعل ما سقيت لنا.

والوجه الرابع ؛ الأجر : النّفقة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الطّلاق : (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ)(٤) يعنى : «نفقة الرّضاع» (٥).

* * *

__________________

(١) سورة الأنعام / ٩٠ ؛ وسورة الشورى / ٢٣.

(٢) كما فى (تنوير المقباس : ٣٠١) وفى (تفسير الطبرى ٢٥ : ١٥) : جزاء.

(٣) الآية ٢٥.

(٤) الآية ٦.

(٥) فى ل : «... نفقتهن» وما أثبت عن م. «يقول جل ثناؤه : فإن أرضع لكم نساؤكم البوائن منكم أولادهن الأطفال منكم بأجرة ، فآتوهن أجورهن على رضاعهن إياهم» (تفسير الطبرى ٢٨ : ١٤٧).

٨٨

تفسير الإخاء على سبعة أوجه

الأخ ابن الأب والأمّ أو من أحدهما (١) * الأخ من (٢) القبيلة* الأخ من (٣) الدّين والولاية فى الشّرك* الأخ فى دين الإسلام* الأخ فى الحبّ والمودّة* الصّاحب (٤) * الشّبه (٥)

فوجه منها ؛ الأخ يعنى : من أبيه وأمّه ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المائدة : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ)(٦) يعنى به : أخاه من أبيه وأمّه ؛ وقال تعالى فيها : (فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي)(٧) ؛ وقال تعالى فى سورة النّساء : (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ)(٨) ؛ وكقوله تعالى فيها : (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ)(٩) ؛ ((١٠) يعنى : من الأب والأمّ) (١١). ونحوه.

والوجه الثّانى ، الأخ من القبيلة (١٢) وليس من أبيه وأمّه ولا على دينه ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة هود : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً)(١٣) وليس بأخيهم فى الدّين ؛ ولكن أخوهم فى القبيلة ـ لا من أبيهم ولا من أمّهم (١٤) ـ مثلها فى سورة الأعراف (١٥).

والوجه الثّالث ؛ الأخ فى الدّين والولاية فى الشّرك ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف.

__________________

(١) فى م : «الأخ من أبيه وأمه».

(٢) فى م : «الأخ فى النسب».

(٣) فى م : «الأخ فى الدين ...».

(٤) فى م : «الأخ : الصاحب».

(٥) فى م : «الأخت : الشبيه».

(٦) الآية ٣٠.

(٧) سورة المائدة / ٣١.

(٨) الآية ١١.

(٩) سورة النساء / ١٢.

(١٠) (١٠ ـ ١٠) الإثبات عن م. وانظر (تفسير القرطبى ٥ : ٧٨) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٦٥).

(١١) (١٠ ـ ١٠) الإثبات عن م. وانظر (تفسير القرطبى ٥ : ٧٨) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٦٥).

(١٢) فى م : «الأخ فى النسب».

(١٣) الآية ٥٠.

(١٤) فى م : «ليس بأخيهم فى الدين ولا من الأب والأم بل فى النسب».

(١٥) كما فى الآيات ٦٥ ، ٧٣ ، ٨٥.

٨٩

(وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ)(١) يعنى «إخوان» (٢) الشّياطين من / الكفّار (٣) ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ)(٤) فى الدّين والولاية «فى الشّرك» (٥).

والوجه الرّابع ؛ الأخ فى دين الإسلام والولاية (٦) ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الحجرات : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(٧) يعنى : فى الدّين (٨) والولاية.

والوجه الخامس ؛ الأخ فى الحبّ والمودّة ؛ فذلك قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(٩).

والوجه السّادس ؛ الأخ : الصّاحب ؛ فذلك قوله تعالى «فى سورة ص» (١٠) : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً)(١١) يعنى : صاحبى له تسع وتسعون نعجة ؛ وقال تعالى فى سورة الحجرات : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ)(١٢) ؛ أى يأكل لحم صاحبه (١٣).

والوجه السّابع ؛ الأخ (١٤) : الشّبه ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها)(١٥) يعنى : شبهها (١٦).

* * *

__________________

(١) الآية ٢٠٢.

(٢) الإثبات عن م.

(٣) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٣).

(٤) سورة الإسراء / ٢٧.

(٥) الإثبات عن م.

(٦) فى م : «الأخ فى الدين والولاية فى الإسلام».

(٧) الآية ١٠.

(٨) كما فى (تفسير الطبرى ٢٦ : ٣٠) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٣) و (تنوير المقباس ٣٢٣). ويؤيد ذلك ما روي عن النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «المسلم أخو المسلم ...» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٤٣).

(٩) سورة الحجر / ٤٧ «قيل معناه : طهر الله قلوبهم من أن يتحاسدوا على الدرجات فى الجنة ، ونزع منها كل غلّ وألقى فيها التواد والتحابّ ...» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٢٦).

(١٠) الإثبات عن م.

(١١) الآية ٢٣.

(١٢) الآية ١٢.

(١٣) فى م : «أى لحم أخيه أى صاحبه».

(١٤) فى م : «الأخت».

(١٥) الآية ٣٨.

(١٦) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٣) وجاء فى (تفسير الطبرى ١٢ : ٤١٦) «عن السدى : كلما دخل أهل ملة لعنوا أصحابهم على ذلك الدين».

٩٠

تفسير أفلح على وجهين

سعد* فاز.

فوجه منها ؛ أفلح : سعد ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)(١) يعنى : سعد «المؤمنون» (٢) ؛ وقال تعالى فى سورة «سبّح [اسم ربّك الأعلى](٣)» : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)(٤) ؛ «أى قد سعد» (٥) ؛ ومثلها فى سورة «والشّمس» : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)(٦) أى «قد» (٧) سعد ، ونحوه (٨).

والوجه الثّانى ؛ أفلح بمعنى : فاز ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة القصص : (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)(٩) ؛ أى لا يفوزون.

* * *

__________________

(١) الآية الأولى.

(٢) الإثبات عن م.

(٣) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٤) الآية ١٤.

(٥) الإثبات عن م.

(٦) الآية ٩. فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٥) «أى : ظفر من طهر نفسه بالعمل الصالح .. ويقال : أفلح من زكاه الله» ونحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٥٣٠) و (تفسير الطبرى ١٠ : ٧٧).

(٧) الإثبات عن م.

(٨) كما فى سورة البقرة / ٥ ، ١٨٩ ؛ وسورة آل عمران / ١٠٤ ، ١٣٠ ؛ وسورة المائدة / ٣٥ ، ٩٠ ، ١٠٠ ؛ وسورة الأعراف / ٨ ، ٦٩ ، ١٥٧ ؛ وسورة الأنفال / ٤٥ ؛ وسورة التوبة / ٨٨ ؛ وسورة طه / ٦٤.

(٩) الآية ٣٧.

٩١

تفسير استكبر على وجهين

التّكبّر* الكبراء (١).

فوجه منهما ؛ استكبر بمعنى : الكبر (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ)(٣) يعنى : تكبّر عن السّجود لآدم عليه‌السلام (٤) ؛ نظيرها فى سورة ص : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ)(٥) ؛ يعنى : تكبّرت ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم السّجدة» : (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا)(٦) يعنى : تكبّروا عن السّجود «لله تعالى» (٧) ؛ وكقوله تعالى : (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)(٨) يعنى : لا يتكبّرون.

والوجه الثّانى ؛ استكبروا يعنى : الكبراء والقادة ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا)(٩) يعنى : الكبراء والقادة (١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» (١١) مثلها فى سورة النّساء : (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا)(١٢) يعنى : الكبراء والقادة.

* * *

__________________

(١) فى م : «والقادة».

(٢) فى م : «التكبر عما أمر به».

(٣) الآية ٣٤.

(٤) فى م : «يعنى : وتكبر ....» وفى (تفسير الطبرى ١ : ٥١٠) يعنى بذلك : أنه تعظم وتكبر عن طاعة الله فى السجود لآدم».

(٥) الآية ٧٥.

(٦) الآية ٣٨ ؛ وتسمى سورة فصلت.

(٧) الإثبات عن م.

(٨) سورة النحل / ٤٩ ؛ وسورة السجدة / ١٥.

(٩) الآية ٢١.

(١٠) كما جاء بنحوه فى (تفسير الكشاف للزمخشرى ١ : ٤١٦) و (تفسير القرطبى ٩ : ٣٥٥) و (تنوير المقباس : ١٦١).

(١١) كما فى الآيتين ٤٧ ، ٤٨. وتسمى سورة غافر.

(١٢) الآية ١٨٣. ونظير ذلك كما فى سورة الأعراف / ٧٦ ؛ وسورة سبأ / ٣٢.

٩٢

تفسير اتّقوا على «خمسة» (١) أوجه

الخشية* العبادة* ترك العصيان* التّوحيد* الإخلاص.

فوجه منها ؛ اتّقوا يعنى : اخشوا ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ)(٢) يعنى : اخشوا ربّكم ؛ نظيرها فى سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ)(٣) ، وكقوله تعالى فى سورة الشّعراء : (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ)(٤) ؛ أى ألا تخشون (٥) ؛ مثلها فيها (٦).

والوجه الثّانى ؛ اتّقوا بمعنى : «اعبدوا» (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)(٨) / يعنى : فاعبدون (٩) ؛ وكقوله تعالى فيها : (أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ)؟ (١٠) يعنى تعبدون؟ وفى سورة الشّعراء : (قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ)(١١) : ألا يعبدون.

والوجه الثّالث ؛ اتّقوا يعنى : فلا تعصوا (١٢) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَأْتُوا

__________________

(١) فى ل : «على أربعة أوجه» وما أثبت عن م.

(٢) الآية الأولى.

(٣) الآية الأولى.

(٤) الآية ١٠٦. وفى م «أخوهم هود».

(٥) فى ل وم «لا تخشون» والصواب ما أثبته.

(٦) كما فى سورة الشعراء / ١٠٨ ، ١١٠ ، ١٢٦ ، ١٣١ ، ١٣٢ ، ١٤٢ ، ١٤٤ ، ١٥٠ ، ١٦١ ، ١٦٣ ، ١٧٧ ، ١٧٩ ، ١٨٤.

(٧) فى ل : «عبدوا» والإثبات عن م.

(٨) الآية ٢.

(٩) كما فى (الوجوه والنظائر للحيرى ـ الورقة : ٢) وفى (تنوير المقباس ١٦٨) «فأطيعونى ووحدونى».

(١٠) سورة النحل / ٥٢.

(١١) الآية ١١.

(١٢) فى م : «فلا تعصوه».

٩٣

الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ)(١) يعنى : فلا تعصوه فيما أمركم به (٢).

والوجه الرّابع ؛ اتّقوا يعنى : وحّدوا (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (اتَّقُوا اللهَ)(٤) يعنى : وحّدوا الله.

((٥) والوجه الخامس فى معنى الإخلاص (٦)) ؛ كقوله تعالى فى سورة الحجرات : (أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى)(٧) يعنى : الإخلاص ؛ وقوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(٨) يعنى : من إخلاص القلوب.

__________________

(١) الآية ١٨٩.

(٢) كما فى (الوجوه والنظائر للحيرى ـ الورقة ١).

(٣) فى م : «يعنى : التوحيد».

(٤) الآية الأولى.

(٥) (٥ ـ ٥) الإثبات عن م.

(٦) (٥ ـ ٥) الإثبات عن م.

(٧) الآية ٤.

(٨) الآية ٣٢. ونظير ذلك : قوله تعالى : (يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [سورة المائدة ؛ آية ٢٧] (الوجوه والنظائر للحيرى ـ الورقة الأولى).

٩٤

تفسير الأحزاب على أربعة أوجه

كفار بنى أميّة* النّصارى* قوم عاد وثمود* كفّار يوم الخندق.

فوجه منها ؛ الأحزاب يعنى به : كفّار بنى أميّة وبنى المغيرة وآل أبى طلحة (١) كلّهم من قريش ؛ قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ)(٢) يعنى : بنى أميّة ، وبنى المغيرة (٣) ، وآل أبى طلحة ؛ نظيرها : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ)(٤) يعنى : من (٥) بنى أميّة ، وبنى المغيرة ، وآل أبى طلحة بن عبد العزّى ؛ وفيهم نزل قوله تعالى : (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ)(٦) يعنى : هؤلاء الأحياء الثّلاثة (٧).

والوجه الثّانى ؛ الأحزاب يعنى : النّصارى ؛ النّسطوريّة (٨) ، واليعقوبيّة (٩) ،

__________________

(١) فى م : «وآل أبى طلحة بن عبد العزى».

(٢) الآية ٣٦.

(٣) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٣٢٦) «يعنى : مشركى مكة ، ومن لم يؤمن من اليهود والنصارى والمجوس. وقيل : هم العرب المتحزّبون على النّبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» «نحو كعب بن الأشرف وأصحابه ، والسيد والعاقب أسقفى نجران وأشياعهما» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤١٠).

(٤) سورة هود / ١٧.

(٥) الإثبات عن م.

(٦) سورة ص / ١١.

(٧) يشير بهذا إلى : بنى أميّة ، وبنى المغيرة ، وآل أبى طلحة بن عبد العزى.

(٨) النّسطوريّة : هم أتباع نسطوريوس بطرك القسطنطينية. ومن مذهبه ؛ أن مريم ـ عليها‌السلام ـ لم تلد إلها ، وإنما ولدت إنسانا ، وإنما اتّحد فى المشيئة لا فى الذات ، وأنه ليس إلها حقيقة بل بالموهبة والكرامة ؛ كما قال ابن العميد (صبح الأعشى ١٣ : ٢٨٠) وقال الشهرستانى فى (الملل والنّحل ١ : ٦٩): «إنهم منسوبون إلى نسطور الحكيم الذى ظهر فى زمان المأمون ، وتصرف فى الأناجيل بحكم رأيه ، إلخ ...». وانظر (كتاب الفصل فى الملل والأهواء والنحل ١ : ٤٨ ، ٤٩).

(٩) واليعقوبية : هم أتباع ديسقرس بطرك الإسكندرية فى القديم ؛ ... ومعتقدهم أن الكلمة انقلبت لحما ودما فصار الإله هو المسيح. ثم منهم من قال إن المسيح هو الله تعالى. قال المؤيد صاحب حماة : ويقولون مع ذلك إنه قتل وصلب ومات وبقى العالم ثلاثة أيام بلا مدبر ... إلخ. (صبح الأعشى للقلقشندى ١٣ : ٢٧٨) وانظر (كتاب الفصل فى الملل والأهواء والنحل لابن حزم ١ : ٤٩) و (الملل والنحل للشهرستانى ١ : ٦٧).

٩٥

والملكانيّة (١) ؛ قوله تعالى : (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ)(٢) يعنى : فى الدّين ، فتحزّبوا فى عيسى ـ عليه‌السلام ـ فقالت النّسطوريّة : عيسى ابن الله ، وقالت اليعقوبيّة (٣) : (إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)(٤) ، وقالت الملكانيّة : (إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ)(٥) قالوا : الله «إله» (٦) ، وعيسى «إله» (٧) ومريم «إله» (٨). نظيرها فى سورة الزّخرف (٩).

والوجه الثّالث ؛ الأحزاب يعنى : كفّار قوم «نوح» (١٠) ، وعاد ، وثمود ؛ قوله تعالى «فى سورة ص» (١١) : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ...) ، إلى قوله تعالى : (أُولئِكَ الْأَحْزابُ)(١٢) ؛ وقال تعالى : (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ* مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ ...)(١٣) الآية. يعنى : مثل عذاب الأمم الخالية.

__________________

(١) الملكانية : هم أتباع ملكان الذى ظهر ببلاد الروم ؛ ومعتقدهم أن جزءا من اللّاهوت حلّ فى الناسوت ذاهبين إلى أن الكلمة : وهى أقنوم العلم عندهم اتحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ومازجته ممازجة الخمر [اللبن] أو الماء اللبن ؛ ولا يسمون العلم قبل تدرّعه ابنا ، بل المسيح وما تدرع به هو الابن ؛ ويقولون : إن الجوهر غير الأقانيم كما فى الموصوف والصفة ، مصرّحين بالتثليث ، قائلين بأن كلّا من الأب والابن وروح القدس إله ، وإليهم وقعت الإشارة بقوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) (صبح الأعشى ـ القلقشندى ١٣ : ٢٧٦) وانظر (كتاب الفصل فى الملل والأهواء والنحل لابن حزم ١ : ٤٨ ـ ٦٥) و (الملل والنحل للشهرستانى ١ : ٦٢ ـ ٧٠).

(٢) سورة مريم / ٣٧.

(٣) فى م : «وقال المار يعقوبية».

(٤) سورة المائدة / ١٧.

(٥) سورة المائدة / ٧٣.

(٦) الإثبات عن م ، و «الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥).

(٧) الإثبات عن م ، و «الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥).

(٨) فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) «فاختلف الأحزاب ... : بمعنى كفار أهل الكتاب ، وهم النسطورية ، والعقوبية ، والملكانية. فقالت النسطورية ...» ، وجاء بنحوه عن قتادة فى (تفسير القرطبى ١١ : ١٠٨) ، ولعله يشير بذلك إلى قولهم : بأن كلّا من الأب والابن وروح القدس إله ـ تعالى الله عن قولهم.

(٩) كما فى الآية ٦٥.

(١٠) الإثبات عن م. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) بمعنى كفار قوم نوح ، وقوم نمرود ، وقوم عاد ، وفرعون ، وقوم لوط ، وأصحاب الأيكة يعنى : شعيب وهود ؛ قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) ... إلى قوله تعالى (أُولئِكَ الْأَحْزابُ).

(١١) الإثبات عن م. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) بمعنى كفار قوم نوح ، وقوم نمرود ، وقوم عاد ، وفرعون ، وقوم لوط ، وأصحاب الأيكة يعنى : شعيب وهود ؛ قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) ... إلى قوله تعالى (أُولئِكَ الْأَحْزابُ).

(١٢) الآيتان ١٢ ، ١٣.

(١٣) سورة غافر / ٣٠ ، ٣١.

٩٦

والوجه الرّابع ؛ الأحزاب يعنى : أبا سفيان فى قبائل من العرب واليهود ، «وأنّهم» (١) تحزّبوا على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يوم الخندق ، «فقاتلوه» (٢) فى ثلاثة أماكن ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)(٣) يعنى : فوق الوادى من قبل المشرق ، يعنى : مالك بن عوف (٤) ، وعيينة بن حصن الفزارىّ / ، ومعهما ألف من غطفان ؛ ومع طلحة بن خويلد من بنى أسد. وحيىّ بن أخطب اليهودىّ ، فى يهود بنى قريظة ، (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ) ، من «بطن» (٥) الوادى من قبل المغرب. وجاء أبو سفيان بن حرب فى أهل مكّة معه يريد «أبىّ» (٦) بن خلف على قريش من أسفل الوادى ؛ وجاء أبو الأعور السّلمىّ من قبل الخندق ، وتحزّبوا على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهم الذين نزّل الله (٧) تعالى فيهم : (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا)(٨) يعنى : هؤلاء.

* * *

__________________

(١) الإثبات عن م.

(٢) فى ل : «فقاتلوا» وما أثبتّ عن م.

(٣) الآية العاشرة.

(٤) «مالك بن عوف النّصرى : هو من نصر بن معاوية بن أبى بكر بن هوازن. وكان رئيس المشركين «يوم حنين» ثم أسلم ، واستعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على قومه ، وأعطاه مائة من الإبل ، وكان من المؤلفة قلوبهم ...» (المعارف لابن قتيبة : ٣١٥).

(٥) الإثبات عن م.

(٦) الإثبات عن م.

(٧) فى م : «يقول الله عزوجل».

(٨) سورة الأحزاب / ٢٠. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) «بمعنى القبيلة أبى سفيان ـ يوم الخندق ـ وهو قوله تعالى : (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ) يعنى : أبا سفيان وقبيلته». و «الأحزاب : هم الذين تحزّبوا على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الخندق ، وهم قريش وغطفان ، وبنو غطفان ، وبنو النضير من اليهود» (التعريف والإعلام للسهيلى : ١٤٢).

٩٧

تفسير أنشأ على ثلاثة أوجه

الخلق* النّبات* القيام.

فوجه منها ؛ أنشأ يعنى : خلق ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَأَنْشَأْنا) : [خلقنا](مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ)(١) يعنى : خلقا آخرين. وقال تعالى فى سورة الواقعة : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً)(٢) يعنى : خلقناهنّ خلقا بعد خلق الأول (٣) ؛ وقال تعالى : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ)(٤) يعنى : خلقكم ؛ مثلها فى سورة المؤمنون : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ)(٥) ؛ وقال تعالى فى سورة الأنعام : (كَما أَنْشَأَكُمْ)(٦) يعنى : كما خلقكم ؛ وقال تعالى : (وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ)(٧) يقول : «ونخلقكم» (٨).

والوجه الثّانى ؛ أنشأ يعنى : أنبت (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ)؟ (١٠) يعنى : ينبّت فى الزّينة (١١).

والوجه الثّالث ؛ أنشأ : أقام ؛ قوله تعالى فى سورة المزّمّل : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ)(١٢) يعنى : قيام اللّيل (١٣).

* * *

__________________

(١) الآية ٦. وما بين الحاصرتين ـ فيما سبق ـ إضافة يقتضيها السياق.

(٢) الآية ٣٥.

(٣) فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٨٥) «يقول تعالى ذكره : إنا خلقناهنّ خلقا فأوجدناهنّ» وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٧٣) «أى : ابتدأنا خلقهنّ ابتداء جديدا من غير ولادة».

(٤) سورة الملك / ٢٣.

(٥) الآية رقم ١٤. «أى خلقناه بنفخ الروح فيه خلقا آخر» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٥٦). (وفى الكشاف للزمخشرى (٢ : ٦٢) «أى خلقا مباينا للخلق الأول ..»

(٦) الآية ١٣٣.

(٧) سورة الواقعة / ٦١.

(٨) فى ل : «خلقكم» وما أثبتّ عن م و (تنوير المقباس : ٣٤٠) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٩٧).

(٩) فى م : «تزينت».

(١٠) الآية ١٨.

(١١) فى م : «معناه : أفمن تزينت فى الزّينة». وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٦٤) «أى يربّى فى الحلىّ يعنى البنات» وكذا فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٩٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٠٣).

(١٢) الآية ٦.

(١٣) كما فى (تفسير القرطبى ١٩ : ٣٨) «قال ابن مسعود : الحبشة يقولون : نشأ ؛ أى قام وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٩٣) «ساعات الناشئة. من «نشأت .. إذا ابتدأت» ومثله فى (غريب القرآن للسجستانى : ٣١٩) وانظر (تفسير الطبرى ٢ : ٣٩٥).

٩٨

تفسير الأزواج على ثلاثة أوجه (*)

الحلائل* الأصناف* القرناء.

فوجه منها ؛ الأزواج يعنى : الحلائل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ)(١) يعنى : الحلائل ؛ وكذلك فى سورة آل عمران (٢) ؛ «وقال تعالى» (٣) فى سورة النّساء : (وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ)(٤) يعنى : امرأة الرّجل.

والوجه الثّانى ؛ الأزواج يعنى : الأصناف ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ)(٥) يعنى : من كلّ صنف من النّبت الحسن (٦) ؛ وقال تعالى فى سورة يس : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) يعنى : الأصناف كلّها (٧) : (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)(٨) ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)(٩) يعنى : صنفين ؛ وقال تعالى فى سورة الرّعد : (جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)(١٠) يعنى : صنفين. ونحوه (١١).

__________________

(*) هذا اللفظ وجملة ما فسّر به جاء تفسيره مرة أخرى فى «باب الزاى» صفحة (٣٩٥) من هذا الكتاب.

(١) الآية ٢٥. «الأزواج : جمع زوج ، وهى امرأة الرجل. يقال : فلانة زوج فلان وزوجته» (تفسير الطبرى ٢ : ٣٩٥).

(٢) كما فى الآية ١٥.

(٣) الإثبات عن م.

(٤) الآية ١٢.

(٥) الآية ٧.

(٦) فى م : «من النبات حسن» وفى : (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨) «من كلّ صنف حسن».

(٧) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٨) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٠) وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٢٤) «الأزواج : الأجناس والأصناف».

(٨) الآية ٣٦.

(٩) الآية ٤٠.

(١٠) الآية ٣.

(١١) كما فى سورة الأنعام / ١٤٣ ؛ وسورة هود / ٤٩ ؛ وسورة الحج / ٥٠ ؛ وسورة المؤمنون / ٢٧ ؛ وسورة لقمان / ٧٠ ؛ وسورة ق / ٧ ؛ وسورة الذاريات / ٤٩ ، وسورة الواقعة / ٧.

٩٩

والوجه الثّالث ؛ الأزواج يعنى : القرناء ؛ قوله تعالى فى سورة والصّافّات : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ)(١) ؛ أى قرناءهم (٢) من الشّياطين (٣). وفى سورة التّكوير : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)(٤) يعنى : قرنت / نفوس الكفّار بالشّياطين ، و «نفوس» (٥) المؤمنين بالحور العين.

* * *

__________________

(١) الآية ٢٢.

(٢) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٨) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٠) وفيه : «والعرب تقول : زوّجت إبلى ؛ إذا قرنت بعضها ببعض» وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٣٢) «عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم نظراؤهم وأشباههم من العصاة ؛ أهل الزنى مع أهل الزنى ، وأهل السرقة مع أهل السرقة».

(٣) فى ل : «.. الشياطين ، ونفوس المؤمنين بالحور العين» وهذه العبارة ـ مكررة ـ لا مكان لها هنا ـ فحذفت ، وهى غير موجودة أيضا ـ فى م.

(٤) الآية ٧. وفى م : «وقال تعالى فى إذا الشمس كورت».

(٥) الاثبات عن م. فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٥١٦ «قرنت بأشكالها فى الجنة والنار» «قال عمر بن الخطاب : يقرن الفاجر مع الفاجر ، ويقرن الصالح مع الصالح ...» (تفسير القرطبى ١٩ : ٢٢٩) وهذا القول اختاره ابن جرير الطبرى (تفسير الطبرى : ٣٠ : ٧١).

١٠٠