الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

تفسير الأذى على عشرة أوجه

الحرام* القمل* الشّدّة* الشّتم* البهتان* العصيان* التّخلّف* شغل القلب* المنّ* العذاب*

فوجه منها ؛ الأذى يعنى : الحرام ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً)(١) يعنى : حراما.

والوجه الثانى ؛ الأذى يعنى : القمل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ)(٢) يعنى : القمل.

والوجه الثالث ؛ «الأذى» (٣) : الشّدّة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ)(٤).

والوجه الرابع ؛ الأذى يعنى : الشّتم ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما)(٥) يعنى : سبّوهما وعزّروهما (٦) ؛ وقد نسخ السبّ بجلد مائة (٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ

__________________

(١) الآية ٢٢٢. «أى الحيض شىء يستقذر ، ويؤذى من يقربه نفرة منه وكراهة له» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٩٠) وفى (تنوير المقباس ٢٥) «قذر حرام» وانظر (تفسير القرطبى ٣ : ٨٥).

(٢) الآية ١٩٦. «أو فى رأسه قمل يحلق رأسه» (تنوير المقباس ٢١) وانظر : (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٩٦).

(٣) الإثبات عن م.

(٤) الآية ١٠٢ : «أى شدّة من مطر» (تنوير المقباس ٦٤).

(٥) الآية ١٦.

(٦) كما فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٢٢). وفى (اللسان : مادة : ع. ز. ر) «العزر والتعزير : ضرب دون الحدّ لمنعه الجانى من المعاودة عن المعصية» وقال الزمخشرى : «ويراد بالإيذاء ذمهما وتعنيفهما ، وتهديدهما بالرفع إلى الإمام والحدّ» (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٦٥).

(٧) يشير بهذا إلى قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) [سورة النور : آية ٢] وروى ذلك النسخ عن ابن عباس والضحاك ومجاهد وابن زيد والسدّى والحسن البصرى (تفسير الطبرى ٨ : ٨٦ ـ ٨٧) و (الدر المنثور للسيوطى ٢ : ١٢٩) و (تفسير القرطبى ٥ : ٨٤ ، ٨٥) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٦٢) وانظر (الناسخ والمنسوخ لابن حزم ٢٩ ـ ٣٠).

٤١

الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً)(١) ، (٢) وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً)(٣) يعنى : الشّتم والصّغر (٤).

والوجه الخامس ؛ الأذى : البهتان ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا)(٥) «آذوا موسى» (٦) : قالوا : إنّه آدر (٧) ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) إلى قوله : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ)(٨) الآية.

والوجه السادس ؛ أذى : عصى ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا)(٩) وهم اليهود يعصون الله تعالى.

والوجه السّابع ؛ الأذى : التّخلّف ؛ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ)(١٠) : يتخلّفون عن «غزوة تبوك» (١١).

والوجه الثّامن ؛ الأذى : شغل القلب ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَ)(١٢) ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يشغل قلبه ، (فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ)(١٣).

__________________

(١) الآية ١٨٦. أى : «بالشتم والضرب والطعن والقتل والكذب والزور على الله» (تنوير المقباس ٥٠) ونحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٥٣).

(٢) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م.

(٣) الآية ١١١.

(٤) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م.

(٥) الآية ٦٩.

(٦) الإثبات عن م.

(٧) كما فى (تنوير المقباس ٢٦٤) وفى (اللسان ـ مادة : أدر) «يقال : رجل آدر : بيّن الأدر. الأدرة ـ بالضم : نفخة فى الخصية. ومنه الحديث : إن بنى إسرائيل كانوا يقولون : إن موسى آدر ، من أجل أنه كان لا يغتسل إلا وحده ...» وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٩٧ ، ١٩٨) «قيل : قرفوه بعيب فى جسده من برص أو أدرة ، فأطلعهم الله أنه برىء منه» وانظر (تفسير القرطبى ١٤ : ٢٥٠ ـ ٢٥١).

(٨) سورة الأحزاب / ٥٧ ، ٥٨.

(٩) الآية ٥٧.

(١٠) من سورة التوبة / ٦١.

(١١) فى ل : «تخلفوا عن غزاة ...» وما أثبتّ عن م. «تبوك ـ بالفتح ثم الضمّ ، وواو ساكنة ، وكاف : موضع بين وادى القرى والشام. وقال أحمد بن يحيى بن جابر : توجّه النّبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى سنة تسع للهجرة إلى تبوك ... وهى آخر غزواته ...» (معجم البلدان ٢ : ١٥).

(١٢) الآية ٥٣. وانظر فيما سبق تعليق رقم (٨) صفحة (١٩) من هذا الكتاب.

(١٣) الآية ٥٣. وانظر فيما سبق تعليق رقم (٨) صفحة (١٩) من هذا الكتاب.

٤٢

أن يأمركم بالخروج ؛ وكقوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ)(١) يعنى : بالدّخول ((٢) «عليه» (٣)) والحديث [مع أزواجه] أذى به.

والوجه التّاسع ؛ الأذى يعنى : المنّ ؛ قوله عزوجل فى سورة البقرة : (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً)(٤) يعنى : المنّ.

والوجه العاشر ؛ «الأذى» (٥) : العذاب ؛ قوله تعالى «فى سورة العنكبوت» (٦)(فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ)(٧) أى عذّب «فى الله» (٨). نظيره فى سورة الأعراف : (قالُوا أُوذِينا)(٩) ؛ أى عذّبنا.

__________________

(١) سورة الأحزاب / ٥٣.

(٢) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م. وما بين الحاصرتين ـ الآتى ـ إضافة يقتضيها عن نسخة تيمور ، وفى (تنوير المقباس ٢٦٣) «بالدخول عليه من غير إذنه ...» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٩٥).

(٣) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م. وما بين الحاصرتين ـ الآتى ـ إضافة يقتضيها عن نسخة تيمور ، وفى (تنوير المقباس ٢٦٣) «بالدخول عليه من غير إذنه ...» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٩٥).

(٤) الآية ٢٦٣. فى (القاموس المحيط : مادة ـ م. ن. ن) «مننت عليه منّا : عددت له ما فعلت له من الصنائع ، مثل أن تقول : أعطيتك وفعلت لك ، وهو تكدير وتغيير تنكسر منه القلوب» وانظر : (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٠٥).

(٥) الإثبات عن م. وفيها : «الأذى : العقاب».

(٦) الإثبات عن م. وفيها : «الأذى : العقاب».

(٧) الآية ١٠.

(٨) الإثبات عن م ، و (تنوير المقباس ٢٤٦) ونحو ذلك المعنى فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٥٤).

(٩) الآية ١٢٩. أى «عذّبنا بقتل الأبناء واستخدام النساء والعمل» (تنوير المقباس ١٠٦) ومثله فى (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى ١ : ٢٠٨).

٤٣

تفسير الاتباع (١) على سبعة أوجه

الصّحبة* الاقتداء* الاختيار* العمل الصّلاة* الاستقامة* الطّاعة*

فوجه منها ؛ الاتّباع يعنى : الصّحبة ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (هَلْ أَتَّبِعُكَ)؟ (٢). أى هل أصحبك؟. مثلها فى هذه السورة : (قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي)(٣) أى صحبتنى ؛ وكقوله تعالى : (وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)(٤) «أى صحبك» (٥).

والوجه الثانى ؛ الاتّباع : الاقتداء ؛ قوله تعالى فى سورة يس : (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً)(٦) أى : اقتدوا به.

والوجه الثالث ؛ الاتّباع : الاستقامة ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)(٧) أى استقم على «ملّة إبراهيم» (٨) ؛ وكقوله تعالى : (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)(٩).

والوجه الرابع ؛ الاتّباع : الاختيار ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ)(١٠) أى يختار غير دين المؤمنين ؛ وقوله تعالى فى سورة آل عمران : (فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ)(١١) ، أى يختارون.

__________________

(١) «الأصل فيه : أن يقفو المتّبع ـ بكسر الباء ـ أثر المتّبع ـ بفتح الباء ـ بالسّعى فى طريقه. وقد يستعار فى الدين والفعل» (الأشباه والنظائر فى مفردات القرآن للثعالبى : الورقة : ١).

(٢) الآية ٦٦ «أصحبك يا خضر؟» (تنوير المقباس ١٨٧) ونحوه فى (تفسير الطبرى ١٥ : ١٨٣) و (تفسير القرطبى ١١ : ١٧) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٧٧) و (غرائب القرآن للنيسابورى ١٦ : ٩).

(٣) أى سورة الكهف الآية ٧٠.

(٤) سورة الشعراء / ١١١

(٥) الإثبات عن م.

(٦) الآية ٢١.

(٧) الآية ١٢٣.

(٨) فى ل : «على ملته» وما أثبتّ عن م.

(٩) سورة النساء / ١٢٥.

(١٠) الآية ١١٥.

(١١) الآية ٧.

٤٤

والوجه الخامس ؛ اتّبعوا ؛ أى اعملوا ، قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) ؛ أى وعملوا ـ يعنى : اليهود بما تتلوا الشّياطين (عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ)(١) ؛ وكقوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا)(٢) ؛ أى اعملوا.

والوجه السّادس ؛ الاتّباع : الصّلاة إلى قبلة ؛ قوله تعالى «فى سورة البقرة» (٣) : (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ) ؛ أى ما صلّوا (٤) إلى قبلتك ، (وَما أَنْتَ [بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ) أى : بمصلّ إلى قبلتهم (وَما بَعْضُهُمْ] بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ) ؛ «أى بمصلّ إلى قبلة بعض» (٥) ، (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ)(٦) ، أى صلّيت إلى قبلتهم (٧) ؛ وكقوله تعالى : (وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)(٨) ؛ أى تصلّى إلى قبلتهم.

والوجه السّابع ؛ الاتّباع : / الطّاعة ؛ قوله تعالى : (لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً)(٩) يعنى : «لأطعتم» (١٠) الشّيطان ؛ وكقوله تعالى : (فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(١١) يعنى : أطاعوه ، ونحوه (١٢).

* * *

__________________

(١) الآية ١٠٢. «أى : تقرأ وتحدّث وتقصّ». (الوسيط للواحدى : ١ : ١٦٣) وفى تفسير الطبرى ٢ : ٤٠٥) «عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا بين ظهرانى مهاجر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» وانظر (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٥٩) و (تنوير المقباس ١١).

(٢) سورة البقرة / ١٧٠ ؛ وسورة لقمان / ٢١.

(٣) الإثبات عن م.

(٤) فى ل : «ما وصلوا» والتصويب عن م.

(٥) الإثبات عن م.

(٦) الآية : ١٤٥. وما بين الحاصرتين من نص قرآنى وغيره غير وارد بالأصل المخطوط ، والسياق يقتضى الإثبات.

(٧) كما فى (الوسيط للواحدى ١ : ٢١٥ بتحقيقنا) و (تنوير المقباس : ١٣) وانظر (تفسير الكشاف ١ : ٧٠).

(٨) سورة البقرة / ١٢٠.

(٩) سورة النساء / ٨٣.

(١٠) فى ل : «أطعتم» وما أثبت عن م.

(١١) سورة سبأ / ٢٠.

(١٢) فى م : «ونحوه كثير». كما فى الآية ٦٨ من سورة آل عمران ؛ والآية ١١٧ من سورة التوبة ؛ والآية ٢٧ من سورة الحديد.

٤٥

تفسير الإناث على ثلاثة أوجه

البنات* الإناث من الأنعام (١) * الأصنام*

فوجه منها ؛ الإناث : البنات ؛ قوله تعالى فى سورة «والنّجم» : (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى)(٢) ؛ وقوله تعالى : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا)(٣) ؛ وقوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً)(٤) ، أى بنين وبنات (٥).

والوجه الثانى ؛ الإناث من الأنعام (٦) ؛ قوله تعالى : (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ)(٧)

والوجه الثالث ، الإناث ؛ الأصنام والأوثان ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ)(٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً)(٩) ؛ أى أصناما (١٠).

* * *

__________________

(١) فى م : «الإناث هى الأنعام».

(٢) الآية ٢١.

(٣) سورة النحل / ٥٨. فى (تفسير القرطبى ١٠ : ١١٦) «أى أخبر أحدهم بولادة البنت .. ، وليس يريد السواد الذى هو ضدّ البياض ، وإنما هو كناية عن غمّه بالحزن» وانظر : (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٣٧) و (تنوير المقباس ١٧١).

(٤) سورة الشورى / ٥٠.

(٥) «أى يجعل بعضهم بنين وبعضهم بنات ..» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٩٤) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٢٥ : ٢٧) و (تفسير القرطبى ٦ : ١٨) و (البحر المحيط ٨ : ٥٢٥) و (تنوير المقباس ٣٠٣).

(٦) فى م : «من الأنعام معروف».

(٧) سورة الأنعام / ١٤٣.

(٨) الآية ١٩.

(٩) الآية ١١٧.

(١٠) «يعنى : اللات والعزّى ومناة» (تفسير غريب القرآن ١٣٥) ، وفى (تفسير الطبرى ٩ : ٢٠٨) «الإناث كلها : كلّ شىء لا روح فيه من خشبة بالية وحجر».

٤٦

تفسير الأمّى على ثلاثة أوجه

العرب (١) * اليهود* الّذى لا يكتب*

فوجه منها ؛ «الأمّيّون» (٢) يعنى : العرب ؛ قوله تعالى فى سورة الجمعة : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً)(٣) يعنى : فى العرب (٤).

الوجه الثانى ؛ الأمّيّون : اليهود ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ)(٥) يعنى : [من](٦) اليهود.

والوجه الثالث ؛ الأمّىّ : الذى لا يكتب (٧) ولا يقرأ ؛ «قوله تعالى» (٨) فى سورة الأعراف : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَ)(٩) يعنى : الذى لا يكتب.

* * *

__________________

(١) فى م : «العربى».

(٢) فى ل : «الأمى» وما أثبت عن م.

(٣) الآية ٢.

(٤) روى هذا عن قتادة ومجاهد وابن زيد (تفسير الطبرى ٢٨ : ٩٣ ، ٩٤) وانظر : (تنوير المقباس ٣٥٤) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٩٥).

(٥) الآية ٧٨.

(٦) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق عن (تفسير الطبرى ٢ : ٥٧) و (الوسيط للواحدى ١ : ١٣٦).

(٧) فى م : «الذى لا يكتب شيئا».

(٨) الإثبات عن م.

(٩) الآية ١٥٧. «قيل : للذى لا يكتب أمّى ؛ لأن الكتابة مكتسبة ، أى هو على ما ولدته أمّه لم يتعلّم الكتابة.» (الوسيط للواحدى ١ : ١٣٦) ونحوه فى (تفسير الطبرى ٢ : ٢٥٩).

٤٧

تفسير الإتمام على ثلاثة أوجه

الوفاء* الإسباغ* التّمام بعينه الذى هو أكمل*

فوجه منها ؛ الإتمام : الوفاء ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَأَتَمَّهُنَ)(١) ؛ أى «فوفّى بهنّ» (٢) ، وكقوله تعالى : (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ)(٣) ؛ أى أوفوا لهم.

والوجه الثّانى ؛ الإتمام : الإسباغ ؛ قوله تعالى : (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)(٤) يعنى : أسبغت ؛ وكقوله تعالى : (كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ)(٥) يعنى : يسبغ «نعمته» (٦).

والوجه الثّالث ؛ أتمّ يعنى : أكمل ؛ قوله تعالى : (كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ)(٧) ، أى أكملها ، وكقوله تعالى : (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ)(٨) ؛ أى أكملت ، وقوله سبحانه : (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا)(٩) ، ونحوه (١٠).

* * *

__________________

(١) الآية ١٢٤.

(٢) فى ل : «فوفاهن» والإثبات عن م. «قال الفراء : يريد فعمل بهنّ» (اللسان ـ مادة : ت. م. م) وفى (الوسيط للواحدى ١ : ١٨٦) «أدّاهنّ تامات غير ناقصات» وانظر (غريب القرآن للسجستانى ٤٣) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٦٣) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٦٢) و (تنوير المقباس ١٤).

(٣) سورة التوبة / ٤.

(٤) سورة المائدة / ٣.

(٥) سورة النحل / ٨٢.

(٦) الإثبات عن م.

(٧) سورة يوسف / ٦. «ومعنى إتمام النعمة عليهم : أنه وصل لهم نعمة الدنيا بنعمة الآخرة ؛ بأن جعلهم أنبياء فى الدنيا وملوكا ، ونقلهم عنها إلى الدرجات العلى فى الجنة» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٧٩).

(٨) سورة القصص / ٧.

(٩) سورة التحريم / ٨. «قال الحسن : ليس أحدا لا يعطى نورا يوم القيامة ، يعطى المؤمن والمنافق ، فيطفأ نور المنافق ، فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره ، فذلك قوله : (ربنا أتمم لنا نورنا)». (تفسير الطبرى ٢٩ : ١٦٩) وانظر (تفسير الكشاف ٢ : ٤٠٨)

(١٠) فى م : «ونحوه كثير». كما فى الآيات ١٨٧ ، ١٩٦ ، ٢٣٣ من سورة البقرة ، والآيتين ٤ ، ٣٢ من سورة التوبة ، والآية ٨ من سورة الصف.

٤٨

تفسير الإدراك على أربعة أوجه

ألجمه* لحق* اجتمع* رأى*

فوجه منها ؛ «أدركه» (١) : ألجمه ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ)(٢) بمعنى : ألجمه (٣).

والوجه الثانى ؛ أدرك ؛ أى لحق ؛ قوله تعالى فى سورة الشعراء : (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)(٤) ؛ أى ملحقون.

والوجه الثالث ؛ ادّارك : أى اجتمع ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة النمل : (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ)(٥) / ؛ أى اجتمع ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً)(٦) يعنى : اجتمعوا ؛ وكقوله تعالى : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ)(٧) ؛ أى تجتمع مع القمر.

والوجه الرابع ، الإدراك : الرّؤية ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ)(٨) يعنى : لا تراه الأبصار ، وهو يرى «الأبصار» (٩).

* * *

__________________

(١) فى ل : «الإدراك» وما أثبت عن م.

(٢) الآية ٩٠.

(٣) «يعنى» : حين أوشك أن يغرق» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٥٣) ، وفى (تفسير الطبرى ١١ : ١١٠) «أى حتى أحاط به الغرق» ومثله فى (تنوير المقباس ١٣٦).

(٤) الآية ٦١. فى (اللسان : مادة د. ر. ك): «الدّرك : اللحاق. وتدارك القوم : تلاحقوا».

(٥) الآية ٦٦. «وأصل (ادّارك» تتدارك ، فأدغمت التاء فى الدال ، وأدخلت ألف الوصل ليسلم للدال الأولى السكون.» (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٢٧٥) و (انظر البحر المحيط ٧ : ٩٢) و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٢٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٣٢) و (اللسان : مادة : د. ر. ك).

(٦) الآية ٣٨. «أى : تداركوا ، بمعنى : تلاحقوا واجتمعوا فى النار» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٣) وبنحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٦٧) و (تنوير المقباس ١٠١).

(٧) سورة يس / ٤٠. وانظر (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٦٥) و (تفسير القرطبى ١٥ : ٣٣) و (تفسير الطبرى ٢٣ : ٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٢٤) و (تنوير المقباس ٢٧٤).

(٨) الآية ١٠٣.

(٩) الإثبات عن م.

٤٩

تفسير الإقامة على ستة أوجه

أتمّ* استقبل* أخلص* عمل به* «نصب» (١) * توطّن*

فوجه منها ؛ [أقام](٢) : أتمّ ؛ قوله تعالى : (أَقِيمُوا الصَّلاةَ)(٣) ؛ أى أتمّوا «الصّلاة» (٤) ، ونحوه كثير (٥).

والوجه الثّانى ؛ أقيموا : استقبلوا ؛ قوله تعالى «فى سورة الأعراف» (٦) : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(٧) ؛ أى واستقبلوا «وجوهكم» (٨).

والوجه الثّالث ؛ أقم يعنى : أخلص ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ)(٩) ؛ أى أخلص دينك (١٠) ، ونحوه كثير (١١).

والوجه الرابع ؛ أقاموا : أى عملوا به ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ)(١٢) ؛ أى عملوا بما فيهما. وقال : بيّنوا ما فيهما (١٣).

__________________

(١) فى ل : «نصبه» والإثبات عن م.

(٢) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٣) سورة الأنعام / ٧٢ ، ومثلها فى سورة البقرة / ٤٣ ، ٨٣ ، وسورة النساء / ٧٧ ، ١٠٣ ، وسورة يونس / ٨٧ ؛ وسورة النور / ٥٦ ؛ وسورة الروم / ٣١ ؛ وسورة المزمل / ٢٠.

(٤) الإثبات عن م ، و (تنوير المقباس ٧) و (انظر (تفسير الطبرى ١ : ٢٤١ ـ ٢٤٢) ، و (تفسير ابن كثير ١ : ٧٧) و (الدر المنثور للسيوطى ١ : ٢٧) و (الوسيط للواحدى ١ : ٩٤) و (المفردات فى غريب القرآن ٤١٧).

(٥) كما فى سورة البقرة / ٣ ، ١٧٧ ، ٢٧٧ ، وسورة المائدة / ١٢ ، ٥٥ ، وسورة التوبة / ٥ ، ١١ ، ٧١ ؛ وسورة الرعد / ٢٢ ؛ وسورة إبراهيم / ٣١ ، ٣٧ ؛ وسورة الحج / ٤١ ، ٧٨ ؛ وسورة فاطر / ١٨ ، ٢٩ ؛ وسورة الشورى / ٣٨ ؛ وسورة المجادلة / ١٣.

(٦) الإثبات عن م.

(٧) الآية ٢٩.

(٨) كما فى (تنوير المقباس ١٠٠) وانظر (تفسير الطبرى ٨ : ١١٥) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٢).

(٩) الآية ١٠٥.

(١٠) فى (فى تنوير المقباس ١٣٧) «أى : أخلص دينك وعملك لله» وبنحوه فى (تفسير الكشاف ١ : ٣٥٥) و (تفسير القرطبى ٨ : ٣٨٧).

(١١) كما فى سورة الروم / ٣٠ ، ٤٣.

(١٢) الآية ٦٦.

(١٣) فى م : «أقاموا التوراة ؛ أى عملوا به. ويقال بينوا ما فيه». وفى (تفسير الكشاف ١ : ٢٢) «أقاموا أحكامهما وحدودهما ، وما فيهما من حدود رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» وبنحوه فى (تنوير المقباس ٧٧) و (معانى القرآن للفراء ١ : ٣١٥) و (تفسير الطبرى ١٠ : ٤٦٤) و (تفسير القرطبى ٦ : ٢٤١).

٥٠

والوجه الخامس ؛ أقام أى : «(١) نصب وسوّى (٢)» ؛ قوله تعالى : (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ)(٣) ، أى نصبه وسوّاه.

والوجه السادس ؛ الإقامة : الاستيطان ؛ قوله تعالى : (يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ)(٤).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) فى ل : «نصبه وسواه» والإثبات عن م.

(٢) (١ ـ ١) فى ل : «نصبه وسواه» والإثبات عن م.

(٣) سورة الكهف / ٧٧. «أى : فسواه الخضر» (تنوير المقباس ١٨٨) «وقال سعيد بن جبير : مسحه بيده وأقامه فقام. وهذا هو الصحيح ، وهو الأشبه بأفعال الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام بل الأولياء» (تفسير القرطبى ١١ : ٢٧).

(٤) سورة النحل / ٨٠. أى «يوم سفركم .. ، ويوم نزولكم» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٤٧) و (تنوير المقباس ومثله فى (تفسير الطبرى ١٠ : ١٥٣) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤).

٥١

تفسير الأعناق على أربعة أوجه

الجماعة* الرّقاب* التّمثيل* الأيمان*

فوجه منها ؛ الأعناق : الجماعة ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(١) ؛ أى جماعتهم (٢) وجبابرتهم (٣).

والوجه الثانى ؛ الأعناق : جمع عنق (٤) ؛ الذى هو الرّقبة ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ)(٥) ؛ أى فى رقابهم ؛ نظيره قوله تعالى : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ)(٦).

والوجه الثالث (٧) ؛ فى عنقه ؛ أى يلزمه كما تلزم القلادة العنق على التّمثيل ؛ قوله تعالى : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ)(٨) ؛ يعنى : يلزمه ولا يفارقه.

__________________

(١) الآية ٤.

(٢) على ما ذهب إليه أكثر المفسرين. وقيل : أراد بالأعناق هنا الرقاب ؛ كقولك ذلّت له رقاب القوم وأعناقهم (اللسان ـ مادة : ع. ن. ق) وانظر (تفسير الطبرى ١٩ : ٣٦) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٠٤) و (تنوير المقباس ٢٢٨).

(٣) فى م : «وصناديدهم».

(٤) «العنق ـ بإسكان النون وضمها ـ وصلة ما بين الرأس والجسد. يذكر ويؤنث» (اللسان ـ مادة ع. ن. ق).

(٥) الآية ٧١ وتسمى سورة غافر.

(٦) سورة الأنفال / ١٢. وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٤٢) «مجازه على الأعناق. يقال : ضربته فوق الرأس ، وضربته على الرأس» وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٩٨) «أراد : أعالى الأعناق التى هى المذابح ، ..» وفى (معانى القرآن للفراء ١ : ٤٠٥) قال الفراء : علّمهم مواضع الضرب فقال : اضربوا الرءوس والأيدى والأرجل ..».

(٧) فى م : «الأعناق فى عنقه».

(٨) سورة الإسراء / ١٣. «أى عمله لازم له لزوم القلادة أو الغلّ لا يفكّ عنه» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤٩) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٢٩) و (تفسير الطبرى ١٥ : ٣٩) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٥٢) و (اللسان ـ مادة : ع. ن. ق) و (غريب القرآن للسجستانى ٢١٣).

٥٢

والوجه الرابع ؛ الأعناق : الأيمان ؛ قوله تعالى فى سورة سبأ : (وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا)(١) ؛ أى فى أيمان الذين كفروا (٢) ؛ وقوله تعالى : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً)(٣) يعنى : أيمانهم فى الأذقان (٤).

* * *

__________________

(١) الآية ٣٣.

(٢) بمحمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والقرآن. يقول : غلّت أيمانهم إلى الأذقان. (تنوير المقباس ٢٨٧).

(٣) سورة يس / ٨.

(٤) فى م : «إيمانا إلى الأذقان». «مثّل تصميمهم على الكفر وأنه لا سبيل إلى ارعوائهم بأن جعلهم كالمغلولين ...» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٢٠) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١١٣) و (تنوير المقباس ٢٧٣).

٥٣

تفسير الإثم على خمسة أوجه

الشّرك* المعصية* الذّنب* الزّنى* الخطأ ـ على قول مقاتل ـ خاصّة فى العقوبة*

فوجه منها ؛ الإثم يعنى : الشّرك ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المائدة : (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ)(١) يعنى : قولهم الشّرك (٢).

والوجه الثانى ؛ الإثم يعنى : المعصية ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المائدة : (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ)(٣) يعنى : غير «متعد» (٤) المعصية. وقال تعالى فى سورة الأعراف : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ)(٥) يعنى المعاصى ، ويقال : الخمر (٦) ، وكقوله تعالى : (وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)(٧) يعنى المعصية.

والوجه الثالث ؛ الإثم : الذّنب ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ

__________________

(١) الآية ٦٣.

(٢) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٤) و (تنوير المقباس ٧٧) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١١٩) «كلمة الشرك وقولهم : عزير ابن الله. الإثم : الكذب. بدليل قوله تعالى : (عن قولهم الإثم)».

(٣) الآية ٣.

(٤) فى ل : «معتمد» وما أثبت عن م ، و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٤٣) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٤١) «والإثم : أن يتعدّى عند الاضطرار فيأكل فوق الشبع» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١. ٢٠٥).

(٥) الآية ٣٣.

(٦) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٤) و (تنوير المقباس : ١٠١) وفيه : كما قال الشاعر :

شربت الخمر حتى ضلّ عقلى

كذاك الإثم تذهب بالعقول

وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٣) «عام لكلّ ذنب. وقيل : شرب الخمر» وفى (اللسان ـ مادة : أ. ث. م) «قال أبو بكر : وليس الإثم من أسماء الخمر بمعروف ، ولم يصح فيه ثبت صحيح».

(٧) سورة المائدة / ٢. وانظر : (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٤).

٥٤

فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ)(١) يقول : فلا ذنب عليه (٢) ؛ أى ذنبه مغفور.

والوجه الرابع ؛ «الإثم» (٣) : الزّنى فى السّرّ والعلانية ، قوله تعالى : ([وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ)(٤) أى الزّنى فى السّرّ والعلانية](٥).

والوجه الخامس ؛ الإثم يعنى : الخطأ ؛ قوله تعالى : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً)(٦) يعنى : خطأ العقوبة.

* * *

__________________

(١) الآية ٢٠٣.

(٢) كما فى (اللسان ـ مادة : أ. ث. م) وفى (تنوير المقباس ٢٢) «فلا عتب عليه بتأخيره يخرج مغفورا» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٨٥) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٤).

(٣) الإثبات عن م.

(٤) سورة الأنعام / ١٢٠.

(٥) ما بين الحاصرتين من نصّ قرآنى وغيره تصويب عن (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٤). وأما ما جاء بالأصل المخطوط : «قوله تعالى (ولكن لا تواعدوهن سرّا) [سورة البقرة / ٢٣٥]» فهو بعيد عما يراد به هنا ، إذ هو بصدد تفسير الاثم لا «تفسير السّر» فليتأمل.

(٦) سورة البقرة / ١٨٢. يعنى عمدا أو خطأ (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٤) وفى (تفسير الكشاف للزمخشرى ١ : ٨٦) «(جنفا) : ميلا عن الحق بالخطإ فى الوصية (أو إثما) أو تعمدا للحيف» وبنحوه فى (تنوير المقباس ١٩) ، وانظر : (اللسان ـ مادة : أ. ث. م).

٥٥

تفسير أكنّة على ثلاثة أوجه

أغطية* سرب وكهف* إضمار*

فوجه منها ؛ أكنّة يعنى : أغطية ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) «يعنى : أغطية» (١)(أَنْ يَفْقَهُوهُ)(٢). مثلها فى سورة الكهف (٣).

والوجه الثانى ؛ الأكنّة : الكهوف والأسراب (٤) ؛ قوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً)(٥) يعنى : الكهوف.

والوجه الثالث ؛ «تكنّ ؛ أى تضمر» (٦) ؛ قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ)(٧) يعنى ما يضمر أبو جهل.

* * *

__________________

(١) الإثبات عن م. وفى (اللسان ـ مادة : ك. ن. ن) «الواحد كنان ـ بكسر أوله» وبنحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٥٥) و (غريب القرآن للسجستانى ١٠) وانظر (تفسير الطبرى ١٥ : ٦٦) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٧١) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٣٦) و (تنوير المقباس ١٧٩).

(٢) الآية ٤٦. وتسمى سورة الإسراء.

(٣) الآية ٥٧. وسورة الأنعام / ٢٥.

(٤) الكهف : كالمغارة فى الجبل إلا أنه أوسع منها ، فإذا صغر فهو غار. وفى الصحاح : الكهف كالبيت المنقور فى الجبل ، وجمعه كهوف. والسرب : حفير تحت الأرض» (اللسان ـ مادة : ك. ه. ف ، س. ر. ب).

(٥) سورة النحل / ٨١. «أكنانا : جمع كنّ والكنّ ـ بكسر الكاف وتشديد النون : ما يرد الحر والبرد من الأبنية والمساكن» (اللسان ـ مادة : ك. ن. ن) ونحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ١٨) وهى هنا : الغيران فى الجبال» و (تفسير القرطبى ١٠ : ١٥٩) وبنحوه فى (غرائب القرآن للنيسابورى ١٤ : ١٠٢) و (تفسير الطبرى ١٠ : ١٥٩).

(٦) فى ل : «الإضمار» وما أثبتّ عن م. وفى (اللسان ـ مادة : ض. م. ر) «أضمرت الشىء : أخفيته. الليث : الضمير : الشىء الذى تضمره فى قلبك».

(٧) سورة القصص / ٦٩. ونظير ذلك كما فى الآية ٧٤ من سورة النمل. فى (تنوير المقباس : ٢٤٤) «أى ما تضمر قلوبهم من البغض والعداوة (وما يعلنون) : ما يظهرون من المعاصى.» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٨٩) «أى تخفى صدورهم» وكذا فى (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٣٠) وانظر (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ١٤٩) و (تفسير الطبرى ٢٠ : ١٠٢) و (اللسان ـ مادة : ك. ن. ن) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٤٩).

٥٦

تفسير الإنسان على عشرين وجها

آدم* ولد آدم* وليد بن المغيرة* قرط بن عبد الله* أبو جهل* النّضر بن الحارث* برصيصا* بديل بن ورقاء* أخنس بن شريق* أسيد بن (١) خلف* كلدة «بن أسيد» (٢) * عقبة بن أبى معيط (٣) * أبو طالب* عتبة بن أبى لهب* عدىّ بن ربيعة* سعد بن أبى وقّاص* عبد الرّحمن بن أبى بكر (٤) * «عتبة بن ربيعة» (٥) * أبىّ بن خلف* أميّة بن خلف*

فوجه منها ؛ (٦) «الإنسان» (٧) يعنى : آدم ؛ ((٨) قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ)(٩) يعنى : آدم ـ عليه‌السلام) (١٠) ـ ؛ وكقوله تعالى فى سورة المؤمنون : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ)(١١) ؛ مثلها فى سورة الرحمن : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ)(١٢).

والوجه الثانى ؛ الإنسان : أولاد آدم (١٣) قوله تعالى فى سورة ق : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ)(١٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة هل أتى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ)(١٥) يعنى : أولاد آدم ؛ ونحوه كثير (١٦).

__________________

(١) فى م : «أسيد وخلف».

(٢) الإثبات عن م.

(٣) فى ل : «عقبة بن أبى الوليد» والتصويب عن صفحة (٦٠) من هذا الكتاب.

(٤) قوله «سعد بن أبى وقاص. عبد الرحمن بن أبى أبكر» وارد بهامش «ل» مع الإشارة إلى مكانها فى السطر بسهم.

(٥) الإثبات عن صفحة (٦١) من هذا الكتاب.

(٦ ـ ٦) الإثبات عن م و (تفسير الطبرى ٢٩ : ٢٠٢) و (تفسير القرطبى ١٩ : ١١٧) و (مبهمات القرآن للسيوطى : ٥١) وفى (تفسير الكشاف ٢ : ٤٤١) المراد بالإنسان : جنس بنى آدم ، بدليل قوله : (إنا خلقنا الإنسان من نطفة).

(٧) سورة الإنسان / ١.

(٨) الآية ١٢.

(٩) الآية ١٤.

(١٠) فى م : «ولد آدم».

(١١) الآية ١٦. وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٤٩) «وسوسة النفس : ما يخطر ببال الإنسان ويهجس فى ضميره من حديث النفس».

(١٢) الآية ٢ ؛ وتسمى سورة الإنسان.

(١٣) كما فى سورة النساء / ٢٨ ؛ وسورة يوسف / ٥ ؛ وسورة إبراهيم / ٢٤ ؛ وسورة الحجر / ٢٦ ؛ وسورة النحل / ٤ ؛ وسورة الإسراء / ١٣ ، ٥٣ ، ٦٧ ، ١٠٠ ؛ وسورة الكهف / ٥٤ ؛ وسورة مريم / ٦٦ ؛ وسورة الأنبياء / ٦٧. وغير هذا فى القرآن كثير.

٥٧

والوجه الثالث ؛ «الإنسان» (١) : هشام بن المغيرة ، أو وليد بن المغيرة ؛ قوله عزوجل : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(٢) ((٣) يعنى : الوليد بن المغيرة (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّمر : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ)(٥)(٦) ؛ وكقوله تعالى فى سورة يونس : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ)(٧) يعنى : الوليد ؛ ويقال : هشام «بن المغيرة» (٨).

والوجه الرابع ؛ الإنسان يعنى / : قرط بن عبد الله بن عمرو ؛ أبو حباب ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة «والعاديات» : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)(٩) يعنى : قرط «بن عبد الله» (١٠).

والوجه الخامس ؛ الإنسان يعنى : أبا جهل بن هشام ؛ قوله تعالى فى سورة العلق (١١) : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى)(١٢) يعنى : أبا جهل (١٣).

والوجه السادس ؛ الإنسان : النّضر بن الحارث ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» :

__________________

(١) الإثبات عن م.

(٢) سورة التين / ٤.

(٣) (٣ ـ ٣) الإثبات عن م.

(٤) كما فى (تفسير القرطبى ٢٠ : ١١٣). وفى (المعارف لابن قتيبة ٥٥١ ـ ٥٥٢). الوليد بن المغيرة ؛ أول من خلع نعليه لدخول الكعبة فى الجاهلية ، فخلع الناس نعالهم فى الإسلام .. وأول من حرّم الخمر على نفسه فى الجاهلية ، وأول من قطع فى السرقة فى الجاهلية ، فقطع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى الإسلام».

(٥) (٣ ـ ٣) الإثبات عن م.

(٦) الآية ٨ ، ٤٩.

(٧) الآية ١٢. فى (تنوير المقباس ١٣٠) «إذا أصاب الكافر الشدّة أو المرض».

(٨) الإثبات عن م. وهو «هشام بن أبى أمية بن المغيرة ، من المشركين [قتل يوم أحد]» (المعارف لابن قتيبة ١٦٠ ، ١٦١).

(٩) الآية ٦. فى (تنوير المقباس ١٩٤) «يعنى الكافر ، وهو قرط .. ويقال : أبو حباحب» وفى (تفسير القرطبى ٢٠ : ١٦٢) «قال الضحاك : نزلت فى الوليد بن المغيرة .. وعن الكلبى : الكنود : بلسان كندة : العاصى ؛ وبلسان بنى مالك : البخيل ؛ وبلسان مضر وربيعة : الكفور».

(١٠) الإثبات عن م. وهو «هشام بن أبى أمية بن المغيرة ، من المشركين [قتل يوم أحد]» (المعارف لابن قتيبة ١٦٠ ، ١٦١).

(١١) فى م : (اقرأ باسم ربك).

(١٢) الآيتان ٦ ، ٧.

(١٣) كما جاء فى (تفسير القرطبى ٢٠ : ١٢٣) و (التعريف والإعلام للسهيلى : ٤٣) و (أسباب النزول للسيوطى : ١٨٢) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٧٩). قال ابن هشام : واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ، ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح ؛ فقطع رجله ، ثم ضربه معاذ بن عفراء حتى أثبته ، ثم تركه وبه رمق ، ثم ذفف عليه عبد الله بن مسعود. [وكان هذا يوم بدر]. (هامش من المعارف لابن قتيبة : ٥٧ بتحقيق د : ثروت عكاشة).

٥٨

(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ)(١).

والوجه السابع ؛ الإنسان : برصيصا العابد ؛ قوله تعالى «فى سورة الحشر :» (٢)(كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ)(٣) يعنى : برصيصا (٤).

والوجه الثامن ؛ بديل بن ورقاء (٥) ...

والوجه التاسع ؛ الإنسان يعنى : أخنس بن شريق (٦) ، قوله تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً)(٧).

والوجه العاشر ؛ الإنسان : أسيد بن خلف ؛ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(٨).

والوجه الحادى عشر ؛ الإنسان : كلدة بن أسيد ؛ قوله تعالى فى سورة البلد : (لَقَدْ

__________________

(١) الآية ١١. ذكر جميع المفسرين بأنه نزل فى النّضر بن الحارث (غرائب القرآن للنيسابورى ١٥ : ١٢) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٢٥) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤٩) و (تنوير المقباس : ١٧٦). وهو ابن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد البر ، قتله على بن أبى طالب صبرا عند رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالصفراء [يوم بدر] (سيرة ابن هشام ٢ : ٢٩٥) وانظر (المعارف لابن قتيبة : ١٥٥).

(٢) الإثبات عن م.

(٣) الآية ١٦.

(٤) فى م : «برصيصا العابد». وهو كذلك فى (تنوير المقباس : ٣٤٩) و (مبهمات القرآن للسيوطى ٤٨) «وقال السهيلى : لم يذكر اسمه إسماعيل القاضى ؛ ولا أنا منه على ثقة». وانظر قصته واختلاف المفسرين فى المراد بالإنسان فى تلك الآية ، فى (تفسير الطبرى : ٢٨ : ٤٩ ـ ٥١) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٨٨) و (دائرة المعارف الإسلامية مجلد : ٧ : ٦ ـ ٦٤).

(٥) هكذا بالأصل وفى م : «... الإنسان بديل ...». «بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة .. شهد بديل بن ورقاء مع رسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فتح مكة وحنين ... وشهد .. حجة الوداع مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ» (الطبقات الكبرى لابن سعد ٤ : ٢٩٤) وراجع ترجمته فى (دائرة المعارف الاسلامية ـ مجلد ٣ : ٤٧٣).

(٦) «أخنس بن شريق الثقفى. كان حليفا [لبنى زهرة] ، فأشار عليهم بالرجوع فرجعوا ولم يشهد «بدرا» منهم أحد. وإنما سمى الأخنس ؛ لأنه خنس ببنى زهر يوم بدر ، ... عداده فى بنى «زهرة» ، ولم يسلم الأخنس» (المعارف لابن قتيبة : ٥٣).

(٧) سورة المعارج / ١٩.

(٨) الآية ٦ من سورة الانفطار «الإنسان هنا الوليد بن المغيرة. وقال عكرمة : أبى بن خلف ، وقيل : نزلت فى أبى الاشدّ ابن كلدة الجمحيّ» (تفسير القرطبى ١٩ : ٢٤٣) وفى : (التعريف والإعلام للسهيلى ١٤٠) «أمية بن خلف ، ولكن اللفظ عام يصلح له ولغيره». وانظر : (تنوير المقباس ٣٨٣) ، و (أسباب النزول للسيوطى ١٧٩) ، و (تفسير الطبرى ٣٠ : ٨٦).

٥٩

خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ)(١) يعنى : كلدة بن أسيد ؛ أبا الأشدّين (٢).

والوجه الثانى عشر ؛ «الإنسان» (٣) : عقبة بن أبى معيط ؛ قوله تعالى : (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً)(٤).

والوجه الثالث عشر ؛ الإنسان : أبو طالب ؛ قوله تعالى فى سورة الطارق : (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ)(٥) يعنى : أبا طالب.

والوجه الرابع عشر ، الإنسان : عتبة بن أبى لهب ؛ قوله تعالى : فى سورة عبس : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ)(٦) يعنى عتبة بن أبى لهب (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ)(٧) يعنى : عتبة.

والوجه الخامس عشر ؛ الإنسان : عدىّ بن ربيعة ؛ قوله تعالى فى سورة القيامة : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ)(٨) يعنى : عدىّ بن ربيعة (٩).

__________________

(١) الآية ٤.

(٢) «واسمه كلدة بن أسيد بن وهب بن حذافة بن جمح» (التعريف والإعلام للسهيلى ١٤١) ، وهو قول الكلبى (تفسير القرطبى ٢٠ : ٦٢) وفى (تفسير الطبرى ٣٠ : ١٩٨) «ذكر أن ذلك نزل فى رجل بعينه من بنى جمح كان يدعى أبا الأشدين وكان شديدا».

(٣) الإثبات عن م. وفيه عقب ذلك : «عقبة بن أبى الوليد».

(٤) الآية ٢٩ من سورة الفرقان. وفى م ـ بعد ذلك ـ : «يعنى عقبة بن الوليد». «قيل : نزلت فى عقبة بن أبى معيط ابن أمية بن عبد شمس ، وكان أبى بن خلف صديقه ـ فقتل يوم بدر» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٩٥) ونحوه فى (مبهمات القرآن للسيوطى ٣٤) و (تفسير الطبرى ١٩ : ٦) و (غرائب القرآن للنيسابورى ١٩ : ٩) و (تنوير المقباس ٢٢٦) و (المعارف لابن قتيبة : ٧٤) و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٥).

(٥) الآية ٥. كما فى (أسباب النزول للواحدى ٢٥٣) و (تنوير المقباس ٣٨٦) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٦٥) ، وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٢٠ : ١). «وأبو طالب بن عبد المطلب ، واسمه عبد مناف [عم النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ] وتوفى أبو طالب قبل أن يهاجر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلى المدينة بثلاث سنين وأربعة أشهر» (المعارف لابن قتيبة : ١١٨ ، ١٢١).

(٦) الآية رقم ١٧. و (تنوير المقباس ٣٨١) و (تفسير القرطبى ١٩ : ٢١٧) عن ابن عباس و (أسباب النزول للسيوطى ١٧٩). وهو عتبة بن أبى لهب بن عبد المطلب. كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ زوجه بنته «رقية» ، فأمره «أبو لهب» أن يطلقها ، ففعل ، ودعا عليه رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : «اللهم سلط عليه كلبا من كلابك» ؛ فأكله الأسد فى بعض أسفاره» (المعارف لابن قتيبة : ١٢٥) وانظر : (الطبقات الكبرى لابن سعد ٤ : ٥٩).

(٧) سورة عبس / ٢٤.

(٨) الآية ٣.

(٩) كما فى (تنوير المقباس ٣٧٤) ، و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٣٩) «وقيل نزلت فى عدوّ الله أبى جهل أنكر البعث بعد الموت» (تفسير القرطبى ١٩ : ٩٢) وفى (أسباب النزول للواحدى ٢٥٣) «نزلت فى عمر بن ربيعة».

٦٠