الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

والوجه الثانى ؛ السّرابيل : القمص (١) ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ)(٢) يعنى : قمصهم من قطران ؛ وهى نار سود. ويقال : «من قطر آن» (٣) : من صفر حارّ قد انتهى حرّه.

* * *

تفسير السّبح على ثلاثة أوجه

«(٤) الفراغ* الدّوران* «السّفن (٥)» *

فوجه منها ؛ السّبح : الفراغ ؛ قوله تعالى فى سورة المزمّل : (إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً)(٦) يعنى : فراغا طويلا (٧).

والوجه الثّانى ؛ السّبح : الدّوران ؛ قوله تعالى فى سورة يس : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(٨). فى دوران يدورون فى مجراه (٩) ؛ مثلها فى سورة الأنبياء : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(١٠) يجرون (١١) ويدورون.

__________________

(١) فى ص : «القميص» والإثبات عن ل وم. «وسرابيل واحدها سربال. قال الزجاج : كلّ ما لبسته : فهو سربال من قميص ، أو درع ، أو جوشن ، وغيره» (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٣٥١).

(٢) الآية ٥٠.

(٣) رويت هذه القراءة عن ابن عباس وأبى هريرة وعكرمة وسعيد بن جبير ويعقوب و «القطر» : النّحاس والصّفر المذاب. وال «آن» : الذى قد انتهى حرّه (تفسير القرطبى ٩ : ٣٨٥) و (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٢٥٩) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٢٥٢) «أى جعل لهم القطران لباسا ؛ ليزيد فى حرّ النار عليهم ، فيكون ما يتوقّى به العذاب عذابا».

(٤) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) الآية ٧.

(٧) روى هذا عن ابن عباس وعطاء (تفسير القرطبى ١٩ : ٤٢) وبنحو ذلك فى (كليات أبى البقاء : ٢١٠) و (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٩).

(٨) الآية الأربعون.

(٩) «كلّ» يعنى من الشمس والقمر والنجوم (فى فلك يسبحون) أى يجرون وقيل : يدورون» (تفسير القرطبى ١٥ : ٣٢) ونحوه فى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٤٥) وفى (تفسير الفخر الرازى ٧ : ٨٧) «السّبح : المرّ السّريع فى الماء والهواء. يقال : سبح سبحا ـ بالفتح ـ ، وسباحة ـ بالكسر ـ ويستعار لمر النجوم».

(١٠) الآية ٣٣.

(١١) فى ص : «يجوزون» وهو خطأ. والصواب ما أثبت عن ل وم ؛ و (تفسير القرطبى ١١ : ٢٨٦).

٤٤١

والوجه الثالث ؛ السّابحات هى سفن الغزاة فى البحر ؛ قوله تعالى فى سورة «والنّازعات» : (وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً)(١) يعنى : السّفن فى البحر (٢).

* * *

تفسير السّراج على وجهين

«(٣) الشّمس* محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤)» *

فوجه منهما ؛ السّراج يعنى : الشّمس ؛ قوله تعالى فى سورة «الفرقان» (٥) : (وَجَعَلَ فِيها سِراجاً)(٦) يعنى : شمسا (٧) ؛ وكقوله تعالى : (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً)(٨).

والوجه الثّانى ؛ السّراج يعنى : محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَسِراجاً مُنِيراً)(٩) يعنى : النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١٠).

* * *

__________________

(١) الآية ٣.

(٢) هذا قول عطاء : (تفسير القرطبى ١٩ : ١٩٣) ؛ وقال الحسن وأبو عبيدة : هى النجوم تسبح فى الفلك ؛ لأن مرورها فى الجوّ كالسبح ؛ ولهذا قال : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٣١٧).

(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) فى ص : «تبارك» ؛ والإثبات عن ل وم.

(٦) الآية ٦١.

(٧) فى ل : «... الشمس.».

(٨) سورة النبأ / ١٣.

(٩) الآية ٤٦.

(١٠) «هنا استعارة للنّور الذى يتضمنه شرعه. وقيل : «سراجا» ؛ أى هاديا من ظلم الضلالة ، وأنت كالمصباح المضىء» : (تفسير القرطبى ١٤ : ٢٠٠ ، ٢٠١).

٤٤٢

تفسير سلك على أربعة أوجه

أدخل* جعل* كلّف* ترك (١) *

فوجه منها ؛ فاسلك يدك يعنى : أدخل يدك (٢) ؛ قوله تعالى : (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ)(٣) ؛ ومثلها قوله تعالى فى سورة المدّثّر : (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ)(٤) ؛ أى : ما أدخلكم؟ وكقوله / تعالى فى سورة الحاقّة : (فَاسْلُكُوهُ)(٥) يعنى : فادخلوه فى فيه ، واخرجوه من دبره (٦).

والوجه الثّانى ؛ «سلك بمعنى» (٧) : جعل ؛ قوله تعالى فى سورة الجنّ : (فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً)(٨) أى : يجعل.

والوجه الثّالث ؛ «السّلك» (٩) : التّكليف ؛ قوله تعالى : (يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً)(١٠) يعنى : يكلّفه عذابا صعدا.

__________________

(١) فى ل : «... الجعل. التكليف. الترك». بالألف واللام.

(٢) (اللسان : مادة : س. ل. ك).

(٣) سورة القصص / ٣٢. فى (تفسير القرطبى ١٢ : ١١٩) «يقال : سلكته فى كذا ، وأسلكته فيه ؛ إذا أدخلته.» ، وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠٦): «سلك بمعنى : دخل ـ لازم ، وبمعنى : أدخل متعدّ» ، ونحوه فى : (غريب القرآن للسجستانى : ٤٠).

(٤) الآية ٤٢.

(٥) الآية ٣٢.

(٦) «قال سفيان : بلغنا أنها تدخل فى دبره حتى تخرج من فيه. وقال مقاتل. والمعنى : ثم اسلكوا فيه سلسلة ... وجاء فى الخبر : أنها تدخل من فيه وتخرج من دبره ، فينادى أصحابه هل تعرفونى؟ فيقولون لا ، ولكن قد نرى بك من الخزى فمن أنت؟ فينادى أصحابه أنا فلان بن فلان ، لكلّ إنسان منكم مثل هذا» : (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٧٢).

(٧) سقط من ص والإثبات عن م. وفى ل : «السلك : الجعل».

(٨) الآية ٢٧.

(٩) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(١٠) سورة الجنّ / ١٧. فى ل : «يسلكه ...» بالياء التحتية. وفى ص وم : «نسلكه ...» بالنون. وما فى ل : هى قراءة الكوفيين وعيّاش عن أبى عمرو. وقرأ الباقون «نسلكه». وروى عن مسلم بن جندب ضمّ النون وكسر اللام. وكذلك قرأ طلحة والأعرج ؛ وهما لغتان ، سلكه ، وأسلكه بمعنى : أدخله : (تفسير القرطبى ١٩ : ١٩) ، و (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٢٢٩).

٤٤٣

والوجه الرابع ؛ «السّلك» (١) : التّرك ؛ قوله تعالى : (كَذلِكَ نَسْلُكُهُ) أى : نتركه (فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ* لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ)(٢).

* * *

تفسير السبب على أربعة أوجه

الباب* المنازل (٣) * العلم* الحبل*

فوجه منها ؛ الأسباب : الأبواب ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ)(٤) يعنى : فى الأبواب (٥) ؛ وكقول فرعون فى سورة «حم المؤمن» : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ)(٦) أى أبواب السموات (٧).

__________________

(١) سقط من ص وم والإثبات عن ل. «السّلك : إدخال الشىء فى الشىء كإدخال الخيط فى المخيط.» : (تفسير القرطبى ١٠ : ٧).

(٢) سورة الحجر الآيتان ١٢ ، ١٣. فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٧) «كذلك نسلكه» أى الضلال والاستهزاء والشرك (فى قلوب المجرمين) من قومك ؛ عن الحسن وقتادة وغيرهما.».

(٣) فى ل وم «المنزل».

(٤) الآية العاشرة.

(٥) «أى : أبواب السموات التى تنزل الملائكة منها ؛ قاله مجاهد وقتادة. وقيل : الأسباب السموات نفسها ؛ أى فليصعدوا سماء سماء» : (تفسير القرطبى ١٥ : ١٥٣).

(٦) الآيتان ٣٦ ، ٣٧. وتسمّى سورة غافر.

(٧) (غريب القرآن للسجستانى : ٢٧) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧). وروى عن قتادة والزهرى والسدّى والأخفش ؛ (تفسير القرطبى ١٥ : ٣١٤).

٤٤٤

والوجه الثانى ؛ الأسباب : المنازل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ)(١) يعنى : المنازل التى كانوا يجتمعون فيها على معصية الله تعالى (٢) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الكهف : (فَأَتْبَعَ سَبَباً)(٣) يعنى : منازل الطّرق (٤).

والوجه الثالث ؛ السّبب : العلم ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً)(٥) يعنى : علما (٦). (فَأَتْبَعَ سَبَباً)(٧) يعنى : علم المنازل.

والوجه الرابع ؛ السّبب يعنى : الحبل ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ) يعنى : بحبل (إِلَى السَّماءِ)(٨) : إلى سقف البيت (٩).

* * *

__________________

(١) الآية ١٦٦.

(٢) روى هذا بمثله ـ عن الضحاك والربيع : (تفسير الفخر الرازى ٢ ٧٨) ، وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧) «صلة الرّحم» وجاء فى (تفسير القرطبى ٢ : ٢٠٦) «أى : الوصلات التى كانوا يتواصلون بها فى الدّنيا من رحم وغيره ؛ عن مجاهد وغيره».

(٣) الآية ٨٥.

(٤) فى م : «يعنى : علم المنازل الطريق».

(٥) الآية ٨٤.

(٦) روى هذا عن ابن عباس (تفسير القرطبى ١١ : ٤٨) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٧).

(٧) سورة الكهف / ٨٥.

(٨) الآية ١٥.

(٩) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ١٧٥ ، ١٧٦) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧) و (تفسير القرطبى ١٢ : ٢٢) وفى (كليات أبى البقاء ٢٠٥) «أصل السبب : الحبل وما يتوصل به إلى غيره».

٤٤٥

تفسير سبحان على سبعة أوجه

الصلاة* العجب* الذّكر* التّوبة* الاستثناء* براءة الله من السّوء (١) * التّنزيه*

فوجه منها ؛ / التّسبيح (٢) بمعنى : الصّلاة ؛ قوله تعالى فى سورة الرّوم : (فَسُبْحانَ اللهِ)(٣) يعنى : صلّوا لله (٤) ؛ مثلها : (سَبَّحَ لِلَّهِ)(٥) ونحوه كثير (٦).

والوجه الثانى ؛ سبحان «يعنى» (٧) : العجب ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ) : يعنى : العجب (٨) الذى أسرى بعبده (لَيْلاً)(٩).

والوجه الثالث (١٠) ؛ التّسبيح : الذّكر ؛ قوله تعالى فى سورة الرعد : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ)(١١) يعنى : ويذكر الرّعد ؛ مثلها فى سورة البقرة : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ)(١٢) أى : نذكرك ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ

__________________

(١) فى م : «من البشر».

(٢) فى ل : «سبحان».

(٣) الآية ١٧ ؛ وسورة الأنبياء ٢٢.

(٤) فى ل : «صلاة الله» وانظر معنى ذلك فيما سبق صفحة (٢٨١) وتعليق رقم (٦).

(٥) سورة الحديد / ١ ؛ وسورة الحشر / ١ ؛ وسورة الصف / ١.

(٦) كما فى سورة آل عمران / ٤١ ؛ وسورة الأعراف / ٢٠٦ ؛ وسورة الحجر / ٩٨ ؛ وسورة الصافات / ١٤٣ ؛ وسورة الواقعة / ٧٤ ، ٩٦ ؛ وسورة الحشر / ٢٤ ؛ وسورة الجمعة / ١ ؛ وسورة التغابن / ١ ؛ وسورة الإنسان / ٢٦ ؛ وسورة الأعلى / ١.

(٧) ص ول : «يقول» والمثبت عن م.

(٨) فى م : «يعنى : عجبا». كما جاء بنحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧) وفى (أساس البلاغة ـ مادة : س. ب. ح) «ومن المجاز : سبحان من فلان : تعجب منه» وانظر (كليات أبى البقاء ٢١١) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٠٤).

(٩) الآية الأولى ؛ وتسمى سورة الإسراء.

(١٠) فى ل : «الثانى».

(١١) الآية ١٣.

(١٢) الآية ٣٠.

٤٤٦

لا يَفْتُرُونَ)(١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ)(٢) يعنى : يذكر ؛ ونحوه كثير (٣).

والوجه الرابع ؛ التّسبيح : التّوبة ؛ قوله سبحانه فى سورة الأعراف : (قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّور : (وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ) أى : توبة إليك (هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ)(٥).

والوجه الخامس ؛ التّسبيح : الاستثناء ؛ قوله تعالى فى سورة «ن والقلم» : (قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ)(٦) يقول : هلّا تستثنون؟ (٧).

والوجه السادس ؛ سبحان الله : براءة الله ـ عزوجل ـ من السّوء (٨) ، قوله تعالى (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ)(٩) يعنى : براءة الله من السّوء (١٠).

والوجه السابع ؛ التّسبيح : التّنزيه ؛ قوله تعالى فى سورة الفتح : (وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)(١١) أى تنزّهوه بكرة وأصيلا.

* * *

__________________

(١) الآية ٢٠.

(٢) الآية ٤٤.

(٣) كما فى سورة طه / ٣٣ ؛ وسورة الأنبياء / ٧٩ ؛ وسورة ص / ١٨ ؛ وسورة الزمر / ٧٥ ؛ وسورة غافر / ٧ ؛ وسورة فصلت / ٣٨.

(٤) الآية ١٤٣.

(٥) الآية ١٦.

(٦) الآية ٢٨. وتسمى سورة القلم.

(٧) فى ل وم : «لو لا تستثنون». كما فى (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٤٤).

(٨) فى م : «من الشرّ».

(٩) سورة يس / ٨٣. فى (تفسير القرطبى ١٥ : ٦٠) «نزه نفسه تعالى عن العجز والشرك» وبنحوه فى (تفسير الفخر الرازى ٧ : ١١٧).

(١٠) فى م : «من الشرّ».

(١١) الآية ٩. ونحوه فى سورة الأحزاب / ٤٢ ؛ وهو قوله تعالى : (وسبحوه بكرة وأصيلا).

٤٤٧

تفسير سقط على أربعة أوجه

النّدامة* الوقوع فى الشّرك* الانتشار* الوقوع «بعينه» (١) *

فوجه منها ؛ «السّقوط» (٢) : النّدامة ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ...)(٣) الآية. يعنى : لمّا ندموا على عبادتهم (٤) العجل. ويقال : للنّادم المتحيّر سقط فى يده ، وأسقط (٥) ؛ وقرئ أيضا : (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ).

والوجه الثانى ؛ سقط أى : نافق وأشرك (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا)(٧) أى : نافقوا وأشركوا (٨).

والوجه الثالث ؛ تساقط أى : تناثر ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة مريم : (تُساقِطْ عَلَيْكِ) يعنى : تتناثر عليك (رُطَباً جَنِيًّا)(٩).

__________________

(١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية ١٤٩.

(٤) فى ل : «عبادة».

(٥) كما قال الأخفش. ومن قال : سقط فى أيديهم ـ على بناء الفاعل ـ فالمعنى عنده : سقط الندم ؛ قاله الأزهرى والنحاس وغيرهما» (تفسير القرطبى ٧ : ٢٨٥) وفى (غريب القرآن للسجستانى ١٨٣) «يقال : لكلّ من ندم وعجر عن شىء ، ونحو ذلك ؛ قد سقط فى يده وأسقط لغتان» ؛ ومثله فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٢٨) و (معانى القرآن للفراء ١ : ٣٩٣) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٧٣) و (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : س. ق. ط) و (تفسير الطبرى ١٣ : ١١٨) و (الفخر الرازى ٤ : ٣٠١).

(٦) فى ل : «... أى وقع فى الشرك».

(٧) الآية ٤٩».

(٨) فى ل : «... فى النّفاق والشّرك وقعوا». وفى (تفسير القرطبى ٨ : ١٥٩) «أى فى الإثم والمعصية وقعوا. وهى النّفاق والتّخلّف عن النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ».

(٩) الآية رقم ٢٥. فى ل : «يسّاقط ... يتناثر عليك رطبا» بالياء التحتية ، وإدغام التاء فى السين. وهذه وتلك قراءتان من تسع قراءات ذكرها الزمخشرى ، وجاءت فى (تفسير القرطبى ١١ : ٩٤ ، ٩٥).

٤٤٨

والوجه الرابع ؛ السّقوط : «الوقوع» (١) بعينه ؛ قوله سبحانه فى سورة «بنى إسرائيل» ـ إخبارا عنهم (٢) ـ : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً)(٣) ؛ ونحوه كثير (٤).

* * *

تفسير سار وأسرى (٥) على خمسة أوجه

الحفظ* الإدلاج* السّفر (٦) * المقيل* النّهر الصّغير*

فوجه منها ؛ سيّر أى : حفظ (٧) ، قوله تعالى فى سورة يونس : (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ) يعنى يحفظكم (فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(٨).

والوجه الثانى ؛ السّير : الإدلاج ؛ قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ)(٩) أى : أدلج بعبده (١٠).

__________________

(١) الإثبات عن ل.

(٢) فى ل : «أخبارا عن غيرهم».

(٣) الآية ٩٢. وتسمى سورة الإسراء. وهذه الآية نزلت فى رؤساء قريش مثل عتبة وشيبة ابنى ربيعة ، وأبى سفيان والنّضر ابن الحارث ، وأبى جهل وعبد الله بن أبى أميّة ، وأميّة بن خلف وأبى البخترىّ ، والوليد بن المغيرة وغيرهم : (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٢٨) ، و (أسباب النزول للسيوطى : ١١٣).

(٤) كما فى سورة الأنعام / ٥٩ ، وسورة الشعراء / ١٨٧ ؛ وسورة سبأ / ٩ ؛ وسورة الطور / ٤٤.

(٥) فى ل : «تفسير السير وأسرى».

(٦) فى ل : «يسافر».

(٧) فى ل : «السرى بمعنى : الحفظ».

(٨) الآية ٢٢. هذا المعنى قاله الكلبى : (تفسير القرطبى ٨ : ٣٢٤).

(٩) سورة الإسراء / ١.

(١٠) «أدلج إدلاجا : سار الليل كله» (اللسان ـ مادة : د. ل. ج) وفى (تفسير القرطبى ٢٠ : ٢٠٥) «أسرى : سار من أول الليل ؛ وسرى : سار من آخره ؛ والأول أعرف» وكذا فى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٣٧٧) و (كليات أبى البقاء ٢٠٦) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٨١).

٤٤٩

والوجه الثالث ؛ سار أى : سافر ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (وَسارَ بِأَهْلِهِ)(١) ؛ وكقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ)(٢) «(٣) أى : أو لم يسافروا (٤)؟» وكقوله تعالى : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا)(٥) أى : سافروا فى الأرض ؛ ونحوه كثير (٦).

والوجه الرابع ؛ السّير : المقيل و «المبيت» (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة سبأ : (وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا)(٨) يعنى : المقيل والمبيت (٩).

والوجه الخامس ؛ سريّا يعنى : النّهر الصّغير ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)(١٠) يعنى : الجدول ، وهو النّهر الصّغير (١١).

* * *

__________________

(١) الآية ٢٩.

(٢) سورة الروم / ٩ ؛ وسورة فاطر / ٤٤ ؛ وسورة غافر / ٢١.

(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) سورة النمل / ٦٩ ؛ وسورة العنكبوت / ٢٠ ؛ وسورة الروم / ٤٢.

(٦) كما فى سورة آل عمران / ١٣٧ ؛ وسورة الأنعام / ١١ ؛ وسورة يوسف / ١٠٩ ؛ وسورة النحل / ٣٦ ؛ وسورة الحج / ٤٦ ؛ وسورة غافر / ٨٢ ؛ وسورة محمد / ١٠.

(٧) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) الآية ١٨.

(٩) فى ل : «المقبل والمدبر». وفى (تفسير القرطبى ١٤ : ٢٨٩) «أى : جعلنا بين كل قريتين نصف يوم حتى يكون المقيل فى قرية والمبيت فى قرية أخرى».

(١٠) الآية ٢٤.

(١١) كما قال ابن عباس والضحاك وسعيد بن جبير والسدى ومجاهد. (تفسير الطبرى ١٦ : ٥٤) و (تفسير القرطبى ١١ : ٩٤) وجاء هذا المعنى فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٥٢) و (فتح البارى ٦ : ٣٤٤) و (غريب القرآن للسجستانى ١٧٦) و (أساس البلاغة ـ مادة : س. ر. و).

٤٥٠

تفسير السّكينة على وجهين

«(١) الطّمأنينة* شىء كرأس الهرّ له جناحان (٢)» *

فوجه منهما ؛ السّكينة : الطّمأنينة ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ)(٣) يعنى : طمأنينته (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الفتح (٥) ؛ ونحوه كثير (٦).

والوجه الثانى ؛ السّكينة يعنى : شيئا كرأس الهرّ له جناحان ؛ قوله سبحانه فى سورة البقرة : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ)(٧).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٣) الآية ٤٠.

(٤) «السكينة ـ فعيلة ـ ؛ مأخوذة من السكون والوقار والطمأنينة» (تفسير القرطبى ٣ : ٢٤٨) و (تفسير الطبرى ٥ : ٣٢٩) و (غريب القرآن للسجستانى ١٧٣) و (الوسيط للواحدى ١ : ٣٥٥) و (كليات أبى البقاء ٢٠١) و (اللسان ـ مادة : س. ك. ن).

(٥) كما فى الآية ١٨ ؛ وهو قوله تعالى : (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ).

(٦) كما فى سورة التوبة / ٢٦ ، ١٠٣ ؛ وسورة الفتح / ٤ ، ٢٦.

(٧) الآية ٢٤٨. «قال مجاهد : حيوان كالهر له جناحان وذنب ولعينيه شعاع ؛ فإذا نظر إلى الجيش انهزم» (تفسير القرطبى ٣ : ٢٤٩) و (تفسير الطبرى ٥ : ٣١٦) و (غريب القرآن للسجستانى ١٧٣) و (كليات أبى البقاء ٢٠١).

٤٥١

تفسير السّلف على وجهين

«(١) العبرة* ما تقدّم (٢)» *

فوجه منهما ؛ السّلف : العبرة (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً)(٤) يعنى : عظة «(٥) وعبرة (٦)» لمن يأتى بعدهم.

والوجه الثانى ؛ السّلف : ما تقدم (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ)(٨) أى : مضى من الزّمن الأوّل (٩).

* * *

تفسير السّبق على ستة أوجه

«(١٠) وجبت* نصطاد* بادر* الفوات* بأرواح المؤمنين أو الكافرين إلى الجنّة (١١)» [أو النّار* السّبق إلى الجنّة (١٢)] *

فوجه منها ؛ [سبق بمعنى](١٣) «(١٤) وجب قوله تعالى (١٥)» : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ)(١٦) يعنى : وجبت ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى)(١٧) ؛ مثلها : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ)(١٨).

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) فى ل : «سلف بمعنى : عبرة» وفى م : «العبرة والعظة».

(٤) الآية ٥٦.

(٥) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) فى م : «ما تقدم من الزمن الأول».

(٨) الآية ٢٣.

(٩) فى م : «ما تقدم من الزمن الأول».

(١٠) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١١) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٢) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(١٣) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(١٤) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٥) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٦) سورة الصافات / ١٧١.

(١٧) سورة الأنبياء / ١٠١.

(١٨) سورة يونس / ١٩ ؛ وسورة طه / ١٢٩ ؛ وسورة فصلت / ٤٥ ؛ وسورة الشورى / ٤.

٤٥٢

والوجه الثانى ؛ نستبق يعنى : نصطاد وننتضل ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ)(١) يعنى : نصطاد وننتضل (٢).

والوجه الثالث ؛ استبق يعنى : بادر (٣) ؛ قوله «(٤) تعالى فى سورة يوسف :» (٥)(وَاسْتَبَقَا الْبابَ)(٦) يعنى : تبادرا (٧).

والوجه الرابع ؛ أن يسبقونا يعنى : يفوتوا من عذابنا (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة العنكبوت : (أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ)(٩). /

والوجه الخامس ؛ السّابقات سبقا يعنى : بأرواح المؤمنين أو الكفّار إلى الجنّة أو النّار ؛ قوله تعالى : (فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً)(١٠).

والوجه السادس ؛ السّبق إلى الجنّة ؛ قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)(١١) السّابقون : هم السّابقون إلى الجنّة.

* * *

__________________

(١) الآية ١٧.

(٢) كذا فى قراءة عبد الله : «إنا ذهبنا ننتضل» وهو نوع من المسابقة ؛ قاله الزجاج. وقال الأزهرى : النضال فى السهام ، والرهان فى الخيل ، والمسابقة تجمعهما» (تفسير القرطبى ٧ : ١٤٥) وفى (غريب القرآن للسجستانى ٣١٤) «نفتعل من السباق ؛ أى يسابق بعضنا بعضا فى الرمى».

(٣) فى م : «السّبق : التبادر».

(٤) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) الآية ٢٥.

(٧) فى ل : «بادرا». ونحوه قوله تعالى فى سورة يس [آية : ٦٦] (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) : ابتدروه : (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : س. ب. ق).

(٨) فى ل : «السبق : الفوات» ، وفى م : «... يعنى : يهربوا من عذابنا».

(٩) الآية رقم ٤. «أى يفوتونا ويعجزونا قبل أن نؤاخذهم بما يفعلون» : (تفسير القرطبى ١٣ : ٤٢٦).

(١٠) سورة النازعات / ٣ ، وجاء فى (تفسير القرطبى ١٩ : ١٩٣): «عن مقاتل : هى الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة .. وقيل : يحتمل السابقات : ما تسبق من الأرواح قبل الأجساد إلى جنة أو نار ؛ قاله الماوردى».

(١١) سورة الواقعة / ١٠.

٤٥٣

باب الشّين

الشّرك* الشّقاق* الشّكر* شيعا* الشّياطين* الشّجر* الشّقاء* الشّفاء* الشّفاعة* الشّطط* الشّهيد والشّهادة (١) * الشّراء* والشّدّة* الشّراب* «والشّوى» (٢) *

* * *

__________________

(١) فى ل : «... شطط. شهداء وشهادة».

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

٤٥٤

تفسير الشّرك على ثلاثة أوجه

«(١) الشّرك بالله تعالى* الشّرك فى الطّاعة* الرّياء (٢)» *

فوجه منها ؛ الشّرك يعنى : الإشراك بالله (٣) ، «(٤) وهو أن يعدل به غيره (٥)» ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)(٦) أى : لا تعدلوا به شيئا سواه ؛ وكقوله سبحانه : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)(٧) ؛ مثلها فى سورة المائدة (٨) ؛ وفى سورة براءة (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(٩) يعنى : الذين يعدلون به غيره.

والوجه الثانى ؛ الشّرك فى الطاعة من غير عبادة ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما)(١٠) أى : جعلا إبليس شركا مع الله سبحانه (١١) ؛ وكقول إبليس فى سورة إبراهيم : (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ)(١٢).

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٣) فى ل : «... منها ؛ الشرك بالله تعالى».

(٤) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٥) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٦) الآية ٣٦.

(٧) سورة النساء / ٤٨ ، ١١٦.

(٨) كما فى الآية ٧٢ ، ٨٢.

(٩) الآية ٣ وتسمى سورة التوبة.

(١٠) الآية ١٩٠.

(١١) فى (تفسير القرطبى ٦ : ٣٣٨) «قال المفسرون : كان شركا فى التسمية والصفة ؛ لا فى العبادة والربوبية» وفى (تنوير المقباس ٢ : ١٤٧ بهامش الدر المنثور) «جعلا له إبليس شريكا «فيما آتاهما» : فى تسمية ما آتاهما من الولد ، سماه عبد الله وعبد الحرث» ، وفى (تفسير الفخر الرازى ٤ : ٣٤٢) «والوجه ما ذكره القفال : ... فلما آتاهما الله ولدا صالحا سويّا ، جعل الزّوج والزوجة لله شركاء فيما آتاهما ؛ لأنهم تارة ينسبون ذلك الولد إلى الطبائع ؛ كما هو قول الطبائعيين ؛ وتارة إلى الكواكب ، كما هو قول المنجمين ؛ وتارة إلى الأصنام والأوثان ، كما هو قول عبدة الأصنام ؛ ثم قال تعالى : (فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) أى تنزه الله عن ذلك الشرك.».

(١٢) الآية ٢٢. «أى كفرت بإشراككم إياى مع الله فى الطاعة» : (تفسير القرطبى ٩ : ٣٥٨).

٤٥٥

والوجه الثالث ؛ الشّرك : الرّياء ؛ قوله سبحانه فى سورة الكهف : (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(١) يعنى : ولا يرائى (٢) ؛ ونظيره كثير (٣).

* * *

__________________

(١) الآية ١١٠.

(٢) «قال الماوردى وجميع أهل التأويل : إنه لا يرائى بعمله أحدا» : (تفسير القرطبى ١١ : ٧٠).

(٣) كما فى سورة الرعد / ٣٦ ؛ وسورة الكهف / ٢٦ ، ٣٨ ، ٤٢ ؛ وسورة الجن / ٢٠.

٤٥٦

تفسير الشّقاق على ثلاثة أوجه

ضلال* اختلاف* عداوة*

فوجه منها ؛ شقاق يعنى : الضّلال (١) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ)(٢) يعنى : لفى ضلال طويل ؛ «(٣) وكقوله تعالى فى سورة الحج» (٤) : (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ)(٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة حم السّجدة : و (مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ)(٦) يعنى : ضلال طويل.

والوجه الثانى ؛ شقاق يعنى : اختلاف (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ)(٨) يعنى : يخالف الرّسول ؛ وكقوله تعالى فى سورة النساء : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما)(٩) يعنى : اختلافا بينهما (١٠).

والوجه الثّالث ؛ شقاق يعنى : عداوة ؛ قوله تعالى فى سورة الحشر : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ

__________________

(١) فى ل : «أى : ضلال.».

(٢) الآية ١٧٦.

(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم ، و (توجيه القرآن للمقرئ الورقة : ٥٦٠).

(٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم ، و (توجيه القرآن للمقرئ الورقة : ٥٦٠).

(٥) الآية ٥٣.

(٦) الآية ٥٢ وتسمى سورة فصلت.

(٧) فى م : «الشقاق : الخلاف».

(٨) الآية ١١٥.

(٩) الآية ٣٥.

(١٠) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) و (كليات أبى البقاء : ٢١٩) ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٩٦) «أى : عداوة ومباينة» وفى (تفسير القرطبى ٢ : ١٤٣) «الشّقاق : المجادلة والمخالفة والتعادى. وأصله من الشّق وهو الجانب ؛ فكأن كلّ واحد من الفريقين فى شقّ غير شقّ صاحبه».

٤٥٧

شَاقُّوا اللهَ) يعنى : عادوا الله (وَرَسُولَهُ)(١) ؛ نظيرها فى سورة الأنفال : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ)(٢) ؛ وكقوله تعالى : (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي)(٣) أى : عداوتى (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ)(٥).

* * *

تفسير الشّكر على وجهين

التّوحيد* شكر النّعمة*

فوجه منهما ؛ الشّكر يعنى : التّوحيد ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)(٦) يعنى : الموحّدين (٧) ؛ وقوله تعالى فى سورة الأنعام : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)؟ (٨) يعنى : بالموحّدين؟ (٩) وكقوله سبحانه : (لَئِنْ شَكَرْتُمْ) يقول : لئن وحّدتم (١٠)(لَأَزِيدَنَّكُمْ)(١١).

__________________

(١) الآية ٤. فى (تفسير القرطبى ١٨ : ٦) «أى : عادوه وخالفوا أمره» ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٩) «أى حاربوا الله وجانبوا دينه وطاعته ... ويقال : شاقّوا الله ؛ أى صاروا فى شقّ غير شقّ المؤمنين».

(٢) الآية ١٣.

(٣) سورة هود / ٨٩.

(٤) كما فى : (غريب القرآن للسجستانى : ١٩٦) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) وهو قول السدى : (تفسير القرطبى ٩ : ٩٠).

(٥) الآية ٣٢.

(٦) الآية ١٤٤ ، ونحوه كما فى هذه السورة / ١٤٥ وهو قوله تعالى : (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ).

(٧) فى (تنوير المقباس ١ : ٢١٠ بهامش الدر المنثور) «المؤمنين بإيمانهم وجهادهم» ، وفى (تفسير القرطبى ٤ : ٢٢٧) «أى نؤتيهم الثواب الأبدىّ جزاء لهم على ترك الانهزام ...».

(٨) الآية ٥٣.

(٩) فى (تفسير القرطبى ٦ : ٤٣٤) «فيمنّ عليهم بالإيمان دون الرؤساء الذين علم الله منهم الكفر ، وهذا استفهام تقرير ، وهو جواب لقولهم : (أهولاء منّ الله عليهم من بيننا)».

(١٠) قال ابن عباس : لئن وحّدتم وأطعتم لأزيدنكم من الثواب (تفسير القرطبى ٩ : ٢٤٣).

(١١) سورة إبراهيم / ٧.

٤٥٨

والوجه الثّانى ؛ الشّكر : شكر النّعمة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ)(١) ، (وَاشْكُرُوا لِي)(٢) يعنى : اشكروا نعمتى (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّمل عن سليمان : (أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)؟ (٤) ونحوه كثير (٥).

* * *

تفسير «شيعا» (٦) على خمسة أوجه

الفرق* الجنس* الملّة (٧) * الإشاعة* الأهواء المختلفة*

فوجه منها ؛ شيعا يعنى : فرقا : أحزابا : يهودا ونصارى وصابئين (٨) ؛ كقوله تعالى فى سورة الرّوم : (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً)(٩) يعنى : فرقا (١٠) : أحزابا ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً)(١١) يعنى : فرقا أحزابا ؛ وكقوله تعالى فى سورة القصص : (إِنَ

__________________

(١) الآية ١٧٢.

(٢) الآية ١٥٢.

(٣) «معنى الشكر فى اللغة : عرفان الإحسان بالقلب ، ونشره باللسان» (الوسيط للواحدى ١ : ١٠٦) ونحوه فى (تفسير القرطبى ٢ : ١٧٢) و (كليات أبى البقاء ٢١٧).

(٤) الآية ٤٠. «أى : أأشكر نعمته أم أكفرها» (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٠٦).

(٥) كما فى سورة البقرة / ١٧٢ ؛ وسورة النحل / ١١٤ ؛ وسورة النمل / ١٩ ؛ وسورة العنكبوت / ١٧ ؛ وسورة لقمان / ١٢ ، ١٤ ؛ وسورة سبأ / ١٣ ، ١٥ ؛ وسورة الأحقاف / ١٥.

(٦) فى ل : «الشيع».

(٧) فى ل : «أهل الملة».

(٨) فى ص : «وما بين» والإثبات عن ل وم.

(٩) الآيتان ٣١ ، ٣٢. فى ص : «من الذين فارقوا» وهى قراءة حمزة والكسائى وعلى بن أبى طالب. قال الربيع بن أنس : الذين فرّقوا دينهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى» (تفسير القرطبى ١٤ : ٣٢).

(١٠) على قول الكلبى. وقال مقاتل : أديانا (تفسير القرطبى ١٤ : ٣٢) وبنحو ذلك فى (غريب القرآن للسجستانى ١٩٦) و (كليات أبى البقاء ٢١٩) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٤٣).

(١١) الآية ١٥٩.

٤٥٩

فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً)(١) أى : أحزابا : فرقا (٢) ؛ فرقة القبط ، وفرقة بنى إسرائيل ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجر : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ)(٣) يعنى : فى فرق الأوّلين (٤) ؛ قوم نوح ، وقوم / هود ، ونحوه كثير (٥).

والوجه الثانى ؛ الشّيع : الجنس ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ)(٦) ؛ أى من جنسه ؛ يعنى : من جنس موسى ؛ مثلها : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ)(٧) يعنى : من جنس موسى (٨).

والوجه الثّالث ؛ الشّيع يعنى : الملّة ؛ كقوله تعالى فى سورة «اقتربت السّاعة» (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ)(٩) يعنى : أهل ملّتكم ؛ وكقوله تعالى فى سورة سبأ : (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ)(١٠) يعنى : بأهل «ملّتهم» ؛ (١١) وكقوله تعالى فى سورة مريم : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ)(١٢) يعنى : أهل ملّة (١٣) ؛ وقال تعالى فى سورة الصّافّات : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)(١٤) يعنى : وإنّ من «أهل» (١٥) ملّة نوح لإبراهيم.

__________________

(١) الآية ٤.

(٢) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ١٩٦) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٤٨).

(٣) الآية ١٠.

(٤) فى (غريب القرآن للسجستانى ١٩٦) «أى فى أمم الأولين» وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٦) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٤٦).

(٥) لم نجد فى القرآن الكريم نحو ذلك اللفظ غير تلك الألفاظ القرآنية التى ذكرت هنا فى الوجوه الخمسة لتفسير «شيعا» فليتأمل.

(٦) الآية ١٥.

(٧) الآية ١٥.

(٨) فى (غريب القرآن للسجستانى ١٩٧) «أى أعوانه .. ويقال : الشيعة الأتباع ، ...» وبنحوه فى (كليات أبى البقاء ٢١٩) و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٦٠).

(٩) الآية ٥١ ؛ وتسمى سورة القمر.

(١٠) الآية ٥٤.

(١١) فى ص «ملتكم» والإثبات عن ل وم. وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ش. ى. ع) «أى من كانوا على مثالهم».

(١٢) الآية ٦٩.

(١٣) فى (تفسير القرطبى ١١ : ١٣٣) «أى : لنستخرجنّ من كلّ أمّة وأهل دين» وفى (كليات أبى البقاء : ٢٢٠) «من كلّ أمّة شاعت دينا».

(١٤) الآية ٨٣.

(١٥) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم. «قال ابن عباس : أى من أهل دينه» : (تفسير القرطبى ١٥ : ٩١).

٤٦٠