الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

تفسير السّلام على خمسة أوجه

الله* الخير* الثّناء الحسن* السّلامة* التّحيّة*

فوجه منها ؛ السّلام : هو الله تعالى ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الحشر : (السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ)(١) ؛ وقال تعالى فى سورة المائدة : (سُبُلَ السَّلامِ)(٢) يعنى : الله ـ عزوجل (٣) ـ ؛ وقال تعالى فى سورة يونس : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ)(٤) يعنى : دار الله ؛ وكقوله تعالى : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ)(٥).

والوجه الثانى ؛ السّلام يعنى : الخير ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ)(٦) يعنى : وقل خيرا ؛ وقال تعالى فى سورة الفرقان : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً)(٧) يعنى : خيرا ؛ وقال تعالى ـ فى قصّة إبراهيم لأبيه ـ : (قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ)(٨) يعنى : خيرا ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (قالُوا سَلاماً)(٩) يعنى / : خيرا.

__________________

(١) الآية ٢٣.

(٢) الآية ١٦.

(٣) وهو قول الحسن والسّدّى ، فالمعنى : دين الله ـ وهو الإسلام ـ كما قال : (إن الدين عند الله الإسلام): (تفسير القرطبى ٦ : ١١٨ ، ١١٩).

(٤) الآية ٢٥.

(٥) سورة الأنعام / ١٢٧. «أى : دار السلامة وهى الجنة» : (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٢) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٧ : ٨٣).

(٦) الآية ٨٩.

(٧) الآية ٦٣.

(٨) سورة مريم / ٤٧.

(٩) الآية ٦٩.

٤٢١

والوجه الثالث ؛ السّلام يعنى : الثّناء الحسن ؛ قوله تعالى لنوح من بعده : (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ)(١) يعنى : الثّناء الحسن (٢) ؛ وقال تعالى (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ)(٣) ؛ [وقال تعالى](٤) : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٥) فهو الثّناء الحسن.

والوجه الرابع ؛ السّلام يعنى : السّلامة من الشّرّ ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة هود لنوح : (اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا)(٦) يعنى : بسلامة من الشّرّ والغرق ؛ وقال تعالى فى سورة الأنبياء : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً)(٧) يعنى : وسلامة ؛ وقال تعالى فى سورة الواقعة : (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ)(٨) يعنى : حين يخلو من سيّئاتهم (٩) ، ويجازيهم بالحسنات ؛ وقال تعالى فى سورة الحجر : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ)(١٠) ؛ وقال تعالى فى سورة ق : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ)(١١).

والوجه الخامس ؛ السّلام يعنى : التّحيّة التى يحيّا بها المسلمون بعضهم بعضا وهى تحيّة أهل الجنّة ، فذلك قوله تعالى فى سورة النّور : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ)(١٢) ؛ وقال تعالى ـ أيضا ـ فى سورة الرّعد : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ)(١٣) وهى : التّحيّة (١٤).

* * *

__________________

(١) سورة الصافات / ٧٩.

(٢) هذا مذهب أبى العباس المبرد : (تفسير القرطبى ١٥ : ٩٠).

(٣) سورة الصافات / ١٢٠.

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٥) سورة الصافات / ١٣٠.

(٦) الآية ٤٨.

(٧) الآية ٦٩.

(٨) الآية ٩١.

(٩) فى ل : «يعنى : سلامة لك من أصحاب اليمين حين يتجاوز عن سيئاتهم ...» وفى (تفسير القرطبى ١٧ : ٢٣٣) «قيل : معناه : إنه يحيّا بالسّلام إكراما».

(١٠) الآية ٤٦. «أى : بسلامة من كل داء وآفة. وقيل : بتحية من الله لهم» (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٢)

(١١) الآية ٣٤.

(١٢) الآية ٦١ ، وفى (تفسير القرطبى ١٢ : ٣١٩) «فسلّموا» معناه : فحيّوا».

(١٣) الآيتان ٢٣ ، ٢٤.

(١٤) فى ل : «وهى تحية أهل الجنة». فى (تفسير القرطبى ٩ : ٣١٢) «أى يقولون سلام عليكم فأضمر القول أى قد سلمتم من الآفات والمحن. وقيل : هو دعاء لهم بدوام السلامة ، وإن كانوا سالمين ، أى سلمكم الله ، فهو خبر معناه الدعاء ويتضمن الاعتراف بالعبودية».

٤٢٢

تفسير السّيّئات على خمسة (١) أوجه

الشّرك* العذاب* الضّرّ* الفاحشة* «الصّغائر من الذنوب» (٢) *

فوجه منها ؛ السّيّئات : الشّرك ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ)(٣) يعنى : عملوا الشّرك (٤) ؛ وقال تعالى فى سورة النّساء : (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ)(٥) ؛ وكقوله تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ)(٦) يعنى : الشّرك.

والوجه الثانى ؛ السّيّئات يعنى : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ) يعنى : عذاب (ما كَسَبُوا)(٧) وعملوا ـ أيضا ، وكقوله تعالى : (وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا)(٨) يعنى عذاب ما كسبوا (٩) ؛ وكقوله تعالى : (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا)(١٠).

والوجه الثالث ؛ السّيّئات يعنى : الضّرّ ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ

__________________

(١) فى ل : «على ستة أوجه».

(٢) فى ص : «السوء» والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية ٢٧.

(٤) فى (تفسير القرطبى ٨ : ٣٣٢) «أى عملوا المعاصى. وقيل : الشرك» وبنحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٦٩).

(٥) الآية ١٨. «قيل : إن السيئات هنا الكفر ، فيكون المعنى : وليست التوبة للكفار الذين يتوبون عند الموت ...» : (تفسير القرطبى ٥ : ٩٣).

(٦) سورة الجاثية / ٢١.

(٧) سورة الزمر / ٥١.

(٨) سورة الزمر / ٥١.

(٩) فى (تفسير القرطبى ١٥ : ٢٦٧) «أى : بالجوع والسيف».

(١٠) الآية ٤٥ من سورة غافر.

٤٢٣

نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي)(١) يعنى : ذهب الضّرّ عنّى ؛ مثلها فى سورة الأعراف : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ)(٢) يعنى : الضّرّ (٣).

والوجه الرابع ؛ السّيّئات يعنى : الفاحشة ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ)(٤) يعنى : إتيان الرّجال من أدبارهم (٥).

والوجه الخامس (٦) ؛ السّيّئات يعنى : الصّغائر من الذّنوب ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ)(٧) ؛ وكقوله تعالى : (وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ)(٨).

* * *

__________________

(١) الآية العاشرة.

(٢) الآية ١٦٨.

(٣) فى (تفسير القرطبى ٧ : ٣١٠) «أى الجدب والشدائد» وبنحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى .. ١ : ٢١٦) ، و (تنوير المقباس ٢ : ١٣٧ بهامش الدر المنثور).

(٤) الآية ٧٨.

(٥) كما جاء فى (تفسير القرطبى ٩ : ٧٥) و (تنوير المقباس ٢ : ٣٠٦ بهامش الدر المنثور).

(٦) هذا الوجه ترتيبه فى ل «الوجه السادس» أما «الوجه الخامس» فقد جاء فى ل هكذا «السيئات : الشر : قوله تعالى فى سورة هود : [آية : ١٠] (ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي) يعنى الشر» وقد سبق ذكر هذا النص القرآنى عند «أول الوجه الثالث» بمعنى الضر. وفى (تفسير القرطبى ٩ : ١١) بأنها الخطايا التى تسوء صاحبها من الضر والفقر» فليتأمل.

(٧) الآية ١١٤.

(٨) سورة الأحقاف / ١٦.

٤٢٤

تفسير السّنين على أربعة (١) أوجه

الجدوبة (٢) * الأيّام والدّهور* سنة* السّنين (٣) بعينها*

فوجه منها ؛ السّنين يعنى : الجدوبة (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ)(٥) يعنى : بالجدوبة (٦).

والوجه الثانى ؛ السّنين : الأيّام والدّهور ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ)(٧) يعنى : الدّهور والأيّام ؛ مثلها فى سورة يونس : (لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ)(٨).

والوجه الثالث ؛ السّنين يعنى : السّنة «بعينها» (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) يعنى : ثلاثمائة سنة (وَازْدَادُوا تِسْعاً)(١٠).

والوجه الرابع ؛ السّنين بعينها ؛ قوله تعالى : (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ)(١١). مثلها فى سورة الرّوم : (سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)(١٢).

* * *

__________________

(١) فى ل : «على ثلاثة أوجه».

(٢) فى ل : «الجدب» وفى (اللسان : مادة : ج. د. ب) «الجدب : هو المحل وزنا ومعنى ، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض».

(٣) فى ل : «السنة بعينها».

(٤) فى ل : «الجدب» وفى (اللسان : مادة : ج. د. ب) «الجدب : هو المحل وزنا ومعنى ، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض».

(٥) الآية ١٣٠.

(٦) فى ل : «... الجدبة». والجدوب والجدوبة ، والجدب : كلها ترجع إلى معنى واحد ، وفى (تفسير الطبرى ١٣ : ٤٤) «بالجدوب والقحوط» وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ١٨٦) و (تفسير القرطبى ٧ : ٢٦٣) ، وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠٣) «السنة : ـ بالفتح والتخفيف ـ غالب استعمالها فى الحول الذى فيه الشدة والجدب».

(٧) الآية ١٢ ، وتسمى سورة الإسراء.

(٨) الآية ٥.

(٩) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٠) الآية ٢٥.

(١١) سورة المؤمنون / ١١٢.

(١٢) الآيتان ٣ ، ٤.

٤٢٥

تفسير السّلم على ثلاثة أوجه

السّلم : الصّلح* الإخلاص* شرائع الدّين*

فوجه منها ؛ السّلم : الصّلح ؛ قوله تعالى (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ)(١) أى الصّلح ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ)(٢) أى : الصّلح /.

والوجه الثانى ؛ السّلم (٣) : الإخلاص ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)(٤) ، «وقرئ : (سالما)» (٥) يعنى : خالصا.

والوجه الثالث ؛ السّلم : شرائع دين محمّد (٦) ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)(٧) أى : فى دين محمد (٨) صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

* * *

__________________

(١) سورة الأنفال / ٦١. «السّلم والسّلم : ـ بتسكين اللام وفتح السين وكسرها ـ : الإسلام والصلح ـ أيضا ـ» (غريب القرآن للسجستانى ١٧٢) وبنحوه فى (كليات أبى البقاء ٢٠٧) و (تفسير القرطبى ٨ : ٣٩).

(٢) الآية ٩٤.

(٣) فى ل : «السّلام».

(٤) الآية ٩٤.

(٥) سقط من ص وم والإثبات عن ل. وهذه هى قراءة ابن عباس ومجاهد والحسن وعاصم الجحدرى وابن كثير ويعقوب. واختارها أبو عبيد لصحة التفسير فيه. قال : لأن السالم : الخالص ضد المشترك ، والسلم : ضد الحرب ولا موضع للحرب هنا. وأما القراءة الأولى فهى قراءة أهل الكوفة وأهل المدينة. (تفسير القرطبى ١٥ : ٢٥٣) وانظر (غريب القرآن للسجستانى ١٧٨) و (المفردات فى غريب القرآن للأصفهانى ٢٤٠).

(٦) فى ل : «شريعة النبى».

(٧) سورة البقرة / ٢٠٨.

(٨) فى ل : «يعنى : سريعة محمد». «وقال طاوس ومجاهد : ادخلوا فى أمر الدّين. والسلم ـ هنا ـ بمعنى : الإسلام ، ...» (تفسير الطبرى ٤ : ٢٥٢ ـ ٢٥٧) و (تفسير القرطبى ٣ : ٢٢ ـ ٢٣).

٤٢٦

تفسير السّورة على وجهين

«(١) السّورة : القطعة من القرآن* السّور ـ بغير هاء ـ : الحاجز* (٢)»

فوجه منهما ؛ السّورة : القطعة من القرآن ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ)(٣) أى : بقطعة (٤) ؛ وقال تعالى فى سورة النّور : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها)(٥) ؛ ونحوه كثير (٦).

والوجه الثانى ؛ السّور : الحاجز ؛ قوله تعالى فى سورة الحديد : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ)(٧) يعنى : بحاجز ، وهو الأعراف ؛ وأصل السّورة فى اللّغة : «الارتفاع» (٨) سمّيت بذلك ؛ لأنّها ترفع من منزلة إلى منزلة كسور البناء.

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٣) الآية ٢٣.

(٤) «(سورة) ـ غير مهموز ـ : منزلة ترتفع إلى منزلة أخرى كسور البناء. وسورة ـ مهموزة : قطعة من القرآن على حدة ، من قولهم : أسأرت من كذا ، أى أبقيت وأفضلت منه فضلة» انظر (اللسان ـ مادة : س. و. ر) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٤) و (تفسير الطبرى ١ : ١٠٤) و (تفسير القرطبى ١ : ٦٥ ، ٦٦).

(٥) الآية الأولى.

(٦) كما فى سورة التوبة / ٦٤ ، ٨٦ ، ١٢٤ ، ١٢٧ ، وسورة يونس / ٣٨ ، وسورة هود / ١٣ ، وسورة محمد / ٢٠.

(٧) الآية ١٣.

(٨) سقط من ص ول والإثبات عن م. و «الأعراف : سور بين الجنة والنار ، سمى بذلك لارتفاعه ، وكل مرتفع من الأرض أعراف ، واحدها عرف» (غريب القرآن للسجستانى ١٢) وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : ع. ر. ف).

٤٢٧

تفسير السّجود على خمسة أوجه

الصّلاة* الأنبياء* الانقياد* الرّكوع* السّجود بعينه*

فوجه منها ؛ السّجود (١) : الصّلاة ؛ كقوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ)(٢) يقول : يصلّى ؛ مثلها فى سورة النّحل (٣).

والوجه الثّانى ؛ السّاجد من الأنبياء (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)(٥) يقول : الأنبياء يعنى : فى أصلاب الأنبياء عليهم‌السلام.

والوجه الثالث ؛ السّجود : الانقياد والاستسلام ؛ قوله تعالى فى سورة الرّحمن : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)(٦) يعنى : يستسلمان وينقادان.

والوجه الرابع ؛ السّجود يعنى : الرّكوع ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)(٧) يعنى : ركّعا ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة (٨).

والوجه الخامس ؛ السّجود «بعينه» (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة العلق : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)(١٠) ، «(١١) وقوله تعالى فى سورة النّجم (١٢)» : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)(١٣) ؛ وكقوله فى سورة حم السّجدة : (لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ)(١٤) ؛ مثلها فى سورة النّمل : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ ...)(١٥) الآية.

* * *

__________________

(١) فى ل : «السجدة».

(٢) الآية ١٥.

(٣) كما فى الآية ٤٩.

(٤) فى ل : «الساجدون : الأنبياء».

(٥) الآية ٢١٩.

(٦) الآية ٦.

(٧) الآية / ١٦١. و «الركوع فى اللغة : الانحناء بالشخص» (تفسير القرطبى ١ : ٣٤٥) «وقال الواسطى : سجّدا ، أى مقنعى الرءوس بالسريانية» (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧١).

(٨) الآية ٥٨.

(٩) فى ص وم : «بعينها» وما أثبت عن ل.

(١٠) الآية ١٩.

(١١) (١١ ـ ١١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(١٢) (١١ ـ ١١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(١٣) الآية ٦٢. وفى (تفسير القرطبى ١٧ : ١٢٤) «قيل : المراد به سجود تلاوة القرآن ، وهو قول ابن مسعود. وبه قال أبو حنيفة والشافعى».

(١٤) الآية ٣٧ وتسمى سورة فصلت.

(١٥) الآية ٢٥.

٤٢٨

تفسير السّعة على سبعة أوجه

الطّاقة* الغنى* الإصابة* / الأمن* عرض الشّىء* القدرة* الرّزق*

فوجه منها ؛ الوسع : الطّاقة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)(١) يعنى : إلّا طاقتها (٢) ؛ مثلها أيضا فيها : (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها)(٣) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الأنعام (٤).

والوجه الثانى ؛ السّعة : الغنى ؛ قوله تعالى فى سورة الطّلاق : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(٥) أى : ذو غنى من غنائه ؛ مثلها فى سورة البقرة : (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ)(٦) أى : على الغنىّ.

والوجه الثّالث ؛ وسعت كلّ شىء أى : أصابت ونالت ؛ كقوله تعالى فى سورة حم المؤمن : (رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ) أى : أصبت (رَحْمَةً وَعِلْماً)(٧).

والوجه الرّابع ؛ «واسعة» (٨) يعنى : آمنة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً)(٩) يعنى : آمنة ؛ وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ)(١٠) يعنى : آمنة (١١).

__________________

(١) الآية ٢٨٦.

(٢) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٣٠) و (تفسير القرطبى ٣ : ٤٢٩) و (اللسان ـ مادة : و. س. ع).

(٣) سورة البقرة / ٢٣٣.

(٤) الآية ١٥٢ وهو قوله تعالى : (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) ، وسورة الأعراف / ٤٢ ، وسورة المؤمنون / ٦٢.

(٥) الآية ٧.

(٦) الآية ٢٣٦.

(٧) الآية ٧ وتسمى سورة غافر

(٨) فى ص وم : «السعة» ، والإثبات عن ل.

(٩) الآية ٩٧.

(١٠) الآية ٥٦.

(١١) فى (تفسير القرطبى ١٣ : ٣٥٧) «هذه الآية نزلت فى تحريض المؤمنين الذين كانوا بمكة على الهجرة ـ فى قول مقاتل والكلبى ـ فأخبرهم الله تعالى بسعة أرضه ، وأن البقاء فى بقعة على أذى الكفار ليس بصواب».

٤٢٩

والوجه الخامس ؛ وسع أى : عرضه ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(١) يعنى : عرض الكرسىّ أعرض من السموات والأرض (٢).

والوجه السّادس ؛ واسع يعنى : قادرا ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ)(٣) ؛ مثلها فى سورة النّساء : (وَكانَ اللهُ واسِعاً حَكِيماً)(٤) يعنى : قادرا.

والوجه السّابع ؛ السّعة : الرّزق ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ) يعنى : من رزقه (وَكانَ اللهُ واسِعاً)(٥) أى : قادرا على أن يرزقهما.

* * *

__________________

(١) الآية ٢٥٥.

(٢) فى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٦٥ بتحقيقنا) «يقال : وسع فلان الشىء يسعه سعة ، إذا احتمله وأطاقه ، وأمكنه القيام به» وفى (تنوير المقباس ١ : ١٣١ بهامش الدر المنثور) «يقول : كرسيه أوسع من السموات والأرض» وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٦٩ ـ ٧٠) قوله «كرسيه» : كثر الاختلاف فى تفسيره وذكره ـ والله أعلم به ـ» وانظر : تفسير القرطبى ٣ : ٢٧٦ ـ ٢٧٧) و (الدر المنثور ١ : ٣٢٧ ـ ٣٢٨.

(٣) الآية ١١٥.

(٤) الآية ١٣٠.

(٥) الآية ١٣٠.

٤٣٠

تفسير السّؤال على سبعة أوجه

الاستفتاء* الاستماحة* الدّعاء* المراجعة* الطّلب* الحساب* المخاصمة* (١)

فوجه منها ؛ السّؤال يعنى : الاستفتاء (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يَسْئَلُونَكَ)(٣) يعنى : يستفتونك / ، ويستخبرونك ؛ مثلها فى سورة الأنفال (٤) ، والنّازعات (٥) ؛ وفى سورة طه (٦). وكلّ موضع (يَسْئَلُونَكَ)(٧) فعلى هذا المعنى.

والوجه الثانى ؛ السؤال : هو الاستماحة (٨) ، قوله تعالى فى سورة «والضّحى» : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)(٩) يعنى : المستميح (١٠) فلا تنهر ؛ وقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ)(١١) ؛ ومثلها فى سورة المعارج : (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)(١٢).

والوجه الثالث ؛ السؤال : الدّعاء ؛ قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ)(١٣) يعنى : دعا داع (١٤).

__________________

(١) فى ل : «التخاصم».

(٢) استفتى العالم فى مسألة استفتاء : سأله أن يفتيه فيها. (المنجد : ٥٦٩).

(٣) الآيات ١٨٩ ، ١٢٥ ، ٢١٧ ، ٢١٩ ، ٢٢٠ ، ٢٢٢.

(٤) الآية الأولى.

(٥) الآية ٤٢.

(٦) الآية ١٠٥.

(٧) سورة المائدة / ٤ ، وسورة الأعراف / ١٨٧ ، وسورة الإسراء / ٨٥ ، وسورة الكهف / ٨٣.

(٨) «امتاحه واستماحه : استعطاه» (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : م. ى. ح.).

(٩) الآية ١٠.

(١٠) فى م : «المستمنح» وفى (المنجد : ٧٨١) «استماحه استماحة : سأله العطاء».

(١١) الآية ١٧٧.

(١٢) الآية ٢٥ ، وسورة الذاريات / ١٩. وفى (تفسير القرطبى ١٧ : ٣٨) «السائل : الذى يسأل الناس لفاقته ، قاله ابن عباس وسعيد بن المسيب وغيرهما».

(١٣) سورة المعارج / ١.

(١٤) كما فى (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٧٨) و (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٢٠٧).

٤٣١

والوجه الرابع ؛ السّؤال : المراجعة (١) فى الكلام والاعتراض ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)(٢) يعنى : لا تراجعنى ؛ وكقوله تعالى : (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ)(٣) يعنى : لا تراجعنى. ومثلها فى سورة الأنبياء : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) أى : لا يعترض عليه فى فعله ؛ (وَهُمْ يُسْئَلُونَ)(٤).

والوجه الخامس ؛ السّؤال يعنى : الطّلب ، قوله تعالى فى سورة الرحمن : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ)(٥) يعنى : يطلبه من فى السّماوات المغفرة ، ومن فى الأرض الرّزق (٦) ؛ وكقوله تعالى : (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ) أى : ما طلبت منكم (مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ)(٧) ؛ ونحوه كثير (٨).

والوجه السادس ؛ السّؤال : الحساب ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ)(٩) ؛ وكقوله سبحانه : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ)(١٠) أى : لنحاسبنّهم «على ما كان منهم» (١١).

والوجه السابع ؛ «السّؤال» (١٢) : المخاصمة (١٣) ؛ قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(١٤) يقول : «عمّ» (١٥) يتخاصمون ؛ وكقوله تعالى : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ)(١٦) يعنى : يتخاصمون.

* * *

__________________

(١) فى م : «سؤال المراجعة».

(٢) الآية ٤٦.

(٣) سورة الكهف / ٧٠.

(٤) الآية ٢٣. فى (تفسير القرطبى ١١ : ٢٧٩) «قال ابن جريج : المعنى : لا يسأله الخلق عن قضائه فى خلقه ، وهو يسأل الخلق عن عملهم ، لأنهم عبيده».

(٥) الآية ٢٩.

(٦) كما قال القرطبى. وقال ابن عباس وأبو صالح : أهل السموات يسألونه المغفرة ولا يسألونه الرزق ، وأهل الأرض يسألونهما جميعا». (تفسير القرطبى ١٧ : ١٦٦).

(٧) سورة سبأ / ٤٧.

(٨) سورة يونس / ٧٢.

(٩) الآية ٦.

(١٠) سورة الحجر / ٩٢.

(١١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٣) فى ل : «التخاصم».

(١٤) سورة النبأ الآية الأولى.

(١٥) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(١٦) سورة الصافات / ٢٧ ، وسورة الطور / ٢٥.

٤٣٢

تفسير السّرّ على وجهين /

الجماع* الإخفاء*

فوجه منهما ؛ السّرّ : الجماع ؛ قوله سبحانه فى سورة البقرة : (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) يعنى : الجماع (إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً)(١). وقيل : السّرّ : هاهنا : الزّنى (٢).

والوجه الثانى ؛ السّرّ يعنى به : الإخفاء ؛ قوله تعالى : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ)(٣) ؛ وقوله تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً)(٤) يعنى : خفيا وجهرا ؛ ونحوه كثير (٥).

* * *

__________________

(١) الآية ٢٣٥.

(٢) حكى هذا القول عن جابر بن زيد وأبى مجلز لا حق بن حميد ، والحسن بن أبى الحسن وقتادة والنخعى والضحاك ، واختاره الطبرى. (تفسير القرطبى ٣ : ١٩١) وانظر فيما سبق تعليق رقم (٩) صفحة (٦٢).

(٣) سورة الملك / ١٣.

(٤) سورة البقرة / ٢٧٤.

(٥) كما فى سورة الرعد / ٢٢ ، وسورة ابراهيم / ٣١ ، وسورة النحل / ٧٥ ، وسورة فاطر / ٢٩.

٤٣٣

تفسير السّحر (١) على خمسة أوجه

العلم* الكذب* الأخذ بالعين* الجنون* الصّرف عن الحقّ*

فوجه منها ؛ السّحر : العلم ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ)(٢) يعنى : العالم (٣).

والوجه الثانى ؛ السّحر : الكذب ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)(٤) يعنى : بكذب عظيم ؛ وكقوله تعالى فى سورة «السّاعة» : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)(٥) يعنى : كذبا.

والوجه الثالث ؛ السّحر : الأخذ بالعين ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ)(٦) يعنى : أخذوا أعين النّاس (٧).

والوجه الرابع ؛ المسحور : المجنون ؛ قوله تعالى : (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً)(٨) يعنى : مغلوب العقل مجنونا (٩).

__________________

(١) «السحر ـ بالكسر والسكون ـ : مزاولة النفوس الخبيثة لأفعال وأحوال يترتب عليها أمور خارقة للعادة لا يتعذر معارضته ، وهو فى أصل اللغة : الصرف ـ حكاه الأزهرى عن الفراء وغيره» (كليات أبى البقاء : ٢٠٨).

(٢) الآية ٤٩.

(٣) كما قال ابن عباس (تفسير القرطبى ١٦ : ٩٧).

(٤) الآية ١١٦.

(٥) الآية ٢ وتسمى سورة القمر.

(٦) الآية ١١٦.

(٧) فى (تفسير القرطبى ٧ : ٢٥٩) «أى خيلوا لهم وقبلوها عن صحة إدراكها ، بما يتخيل من التمويه الذى جرى مجرى الشعوذة وخفة اليد».

(٨) سورة الفرقان / ٨ ، ونحوه فى سورة الإسراء / ٤٧.

(٩) «قال مجاهد : «مسحورا» أى مخدوعا» (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٧٢).

٤٣٤

والوجه الخامس ؛ السّحر : الصّرف (١) ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)(٢) : أى : تصرفون عن الحقّ (٣).

* * *

تفسير السّماء على خمسة أوجه

السّقف* السّحاب* المطر* السماء بعينها* سماء الجنّة والنّار (٤) *

فوجه منها ؛ السّماء يعنى : السّقف ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ)(٥) يعنى : إلى «سقف البيت» (٦).

والوجه الثانى ؛ السّماء يعنى : السّحاب ؛ قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ)(٧) يعنى : من السّحاب ، ونحوه (٨).

والوجه الثالث ؛ السّماء يعنى : المطر ؛ قوله تعالى فى سورة نوح : (يُرْسِلِ السَّماءَ

__________________

(١) فى م : «الصرف عن الحق». (اللسان ـ مادة : س. ح. ر.).

(٢) الآية ٨٩.

(٣) كما جاء بنحوه فى (تفسير القرطبى ١٢ : ١٤٥) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٩٩) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٦١).

(٤) فى ل : «وسماء النار».

(٥) الآية ١٥.

(٦) فى ص : «إلى السقف البيت» وما أثبت عن ل وم ، و (تفسير القرطبى ١٢ : ٢٢).

(٧) سورة المؤمنون / ١٨ ، وسورة الفرقان / ٤٨ ، وسورة لقمان / ١٠.

(٨) كما فى سورة البقرة / ٢٢ ، ١٦٤ ، وسورة الأنعام / ٩٩ ، وسورة الأنفال / ١١ ، وسورة يونس / ٢٤ ، وسورة الرعد / ١٧ ، وسورة إبراهيم» ٣٢.

٤٣٥

عَلَيْكُمْ مِدْراراً)(١) «(٢) يعنى : المطر ؛ وقوله تعالى فى سورة هود : (٣)» (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً)(٤) ؛ مثلها فى سورة الأنعام (٥).

والوجه الرابع ؛ السّماء بعينها ؛ قوله تعالى فى سورة [الذّاريات](٦) : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ)(٧) ونحوه كثير (٨).

والوجه الخامس ؛ السّماوات : سماء الجنّة وسماء النّار ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ...)(٩) الآية ؛ «(١٠) مثلها (١١)» فيها (١٢) : سماء الجنّة : العرش ؛ وسماء النّار : الطّبق (١٣).

* * *

__________________

(١) الآية ١١.

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٤) الآية ٥٢.

(٥) الآية ٦ ، وهو قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً).

(٦) فى ص ول وم : «فى سورة ق» والصواب ما أثبتّ بين الحاصرتين.

(٧) آية ٤٧.

(٨) كما فى سورة البقرة / ٢٢ ؛ ٢٩ ؛ ٥٩ ؛ وسورة المائدة / ١١٢ ؛ وسورة الانعام / ٣٥ ؛ ١٢٥ ؛ وسورة إبراهيم / ٢٤ ؛ وسورة الحجر / ١٤ ؛ ١٦ ؛ وسورة النحل / ٧٩ ؛ وسورة الإسراء / ٩٢ ؛ ٩٣ ؛ وسورة الأنبياء / ٣٢ ؛ وسورة الحج / ١٥ ؛ ٣١ ؛ ٦٥ ؛ وسورة الفرقان / ٦١ ؛ وسورة يس / ٢٨ ، وسورة الصافات / ٦ ، وسورة غافر / ٦٤ ، وسورة فصلت / ١٢ ، وسورة ق / ٦ ، وسورة الذاريات / ٧ ، وسورة الرحمن / ٧ ؛ ٣٧ ؛ وسورة الحديد / ٢١ ؛ وسورة الملك / ١٦ ؛ ١٧ ، وسورة الحاقة / ١٦ ؛ وسورة المعارج / ٨ ، وسورة الجن / ٨ ، وسورة المزمل / ١٨ ، وسورة المرسلات / ٩ ، وسورة النبأ / ١٩ ، وسورة النازعات / ٢٧ ؛ وسورة التكوير / ١١ ، وسورة الانفطار / ١ ، وسورة الانشقاق / ١ ، وسورة البروج / ١ ، وسورة الطارق / ١ ، ١١ ، وسورة الغاشية / ١٨ ؛ وسورة الشمس / ٥.

(٩) الآية ١٠٧.

(١٠) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(١١) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(١٢) أى فى سورة هود / ١٠٨.

(١٣) فى (تفسير القرطبى ٩ : ٩٩) «اختلف فى تأويل هذا ، فقالت طائفة منهم الضحاك : المعنى ما دامت سماوات الجنة والنار وأرضهما ؛ والسماء : كل ما علاك فأظلك ، والأرض : ما استقر عليه قدمك».

٤٣٦

تفسير السّكر على ستة أوجه

الغفلة* الحيرة* السّحر* النّزع* الطّعم* (١) الغطاء (٢) *

فوجه منها ، السّكر : الغفلة ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ) يعنى : غفلتهم (٣)(يَعْمَهُونَ)(٤) : يتردّدون.

والوجه الثانى ؛ السّكر : الحيرة ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) أى : حيارى (وَما هُمْ بِسُكارى)(٥) من الشّراب ؛ ولكن حيّرهم أهوال القيامة.

والوجه الثالث ؛ سكّرت «أبصارهم» (٦) أى : سحّرت وأخذت ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر : (لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا)(٧) أى : أخذت أبصارنا (٨) ؛ ويقال : سكرت ـ بالتّخفيف ـ سحرت (٩).

والوجه الرابع ؛ السّكرة : النّزع ؛ قوله تعالى فى سورة ق : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ)(١٠) يعنى : النّزع عند الموت بالحقّ (١١).

__________________

(١) فى ل : «المسكر».

(٢) فى ل : «الغطاء على العقل».

(٣) «الغفلة : عدم إدراك الشىء مع وجود ما يقتضيه» : (كليات أبى البقاء : ٢٠٦).

(٤) الآية ٧٢.

(٥) الآية ٢. فى م : «وترى الناس سكرى. وما هم بسكرى» بغير ألف وهى قراءة حمزة والكسائى. وقرأ الباقون : «سكارى» وهما لغتان لجمع سكران. مثل كسلى وكسالى. (تفسير القرطبى ١٢ : ٥) ، وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : س. ك. ر) «السكارى : جمع سكير. وهو شارب الخمر الضائع العقل».

(٦) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ١٥.

(٨) هذا قول قتادة : (تفسير القرطبى ١٠ : ٨).

(٩) «قال النحاس : والمعروف من قراءة مجاهد والحسن «سكرت» بالتخفيف. قال الحسن : أى سحرت» : (تفسير القرطبى ١٠ : ٩) ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٣) «سدّت أبصارنا ؛ من قولهم : سكرت النهر إذا سددته. ويقال : هو من سكر الشراب ، كأن العين يلحقها مثل ما يلحق الشارب إذا سكر».

(١٠) الآية ١٩.

(١١) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٨): «أى : اختلاط العقل لشدة الموت» ونحوه فى (تفسير القرطبى ١٧ : ١٢) و (كليات أبى البقاء ٢١١).

٤٣٧

والوجه الخامس ؛ السّكر : المسكر ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً)(١) يعنى : مسكرا. ويقال : طعما (٢).

والوجه السادس ؛ السّكر : الغطاء على العقل ؛ وهو «السّكر المعروف» (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٤) يعنى : نشاوى (٥) من الشّراب.

* * *

تفسير السّاق على وجهين

«(٦) الشّدّة* السّاق المعروف بعينه (٧)» *

فوجه منهما ؛ السّاق يعنى : الشّدّة ؛ قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ)(٨) يعنى : عن الشّدّة (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة القيامة : (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)(١٠) يعنى : الشّدّة بالشّدّة.

__________________

(١) الآية ٦٧.

(٢) كما جاء فى (غريب القرآن للسجستانى ١٧٥) روى المعنى الأول ـ بنحوه ـ عن ابن مسعود وابن عمر وأبى رزين والضحاك والحسن ومجاهد وابن أبى ليلى والكلبى وغيرهم ؛ كلهم قالوا : السّكر : ما حرمه الله من ثمرتيهما .. وقال أهل اللغة : السكر : اسم للخمر وما يسكر ؛ وحكى المعنى الثانى عن أبى عبيدة. قال الزجاج : قول أبى عبيدة هذا لا يعرف ، وأهل التفسير على خلافه. (تفسير القرطبى ١٠ : ١٢٨ ، ١٢٩).

(٣) سقط من ص وم الإثبات عن ل.

(٤) الآية ٤٣.

(٥) فى ل : «سكرى». كما فى (تنوير المقباس ١ : ٢٥٨ بهامش الدر المنثور). وفى (اللسان ـ مادة : ن. ش. ا) «نشى الرجل من الشراب : سكر». وانظر : (تفسير القرطبى ٥ : ٢٠١).

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) سورة القلم ٤٢.

(٩) «الأصل فيه أن من وقع فى شىء يحتاج فيه إلى الجد شمّر عن ساقه ، فاستعير الساق والكشف عنها فى موضع الشدّة» (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٤٩) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٦٤).

(١٠) الآية ٢٩.

٤٣٨

والوجه الثّانى ؛ السّوق جمع : السّاق (١) ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ)(٢) يعنى : السّاق (٣) المعروف.

* * *

تفسير السّفه (٤) على وجهين

الجهل* الخسران*

فوجه منهما ؛ السّفه : الجهل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ)(٥) ؛ مثلها : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ)(٦) يعنى : الجهّال.

والوجه الثّانى ؛ السّفيه (٧) : الخاسر ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)(٨) أى : خسر نفسه (٩).

* * *

__________________

(١) فى ل : «الساق بعينيه جمع : سوق» ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٤) «جمع ساق».

(٢) الآية ٣٣.

(٣) فى ل : «... السوق ..» ، و «الساق : ما بين الكعب والركبة من الرجل» : (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية. مادة : س .. و. ق).

(٤) «سفه ـ بكسر الفاء ـ متعدّ ؛ وبضمها قاصر. ومصدر المتعدّى : سفاها ، والقاصر : سفها ؛ وهو ضدّ الحلم. والسّفيه : من ينفق ماله فيما لا ينبغى من وجوه التبذير ؛ ولا يمكنه إصلاحه بالتمييز والتصرّف فيه بالتبذير. وحاصل تفسير السفيه فى صفة المنافقين على مجموع اللغات : أنه ظاهر الجهل ، عديم العقل ، خفيف اللبّ ، ضعيف الرأى ، ردىء الفهم ، مستخفّ القدر ، سريع الذنب ، حقير النفس ، مخدوع الشيطان ، أسير الطغيان ؛ دائم العصيان ، ملازم الكفران ، لا يبالى بما كان» : (كليات أبى البقاء : ٢٠٨).

(٥) الآية ١٣.

(٦) سورة البقرة / ١٤٢.

(٧) فى م : «السفه».

(٨) الآية ١٣٠.

(٩) كما جاء. بنحوه عن الحسن : (تفسير الطبرى ٣ : ١٠٣) و (تفسير الفخر الرازى ١ : ٥١٢) ، وقال أبو عبيدة : المعنى : أهلك نفسه (تفسير القرطبى ٢ : ١٣٢) و (غريب القرآن للسجستانى : ١٧١).

٤٣٩

تفسير السّيّد على وجهين

الزّوج* الحليم* (١)

فوجه منهما ؛ السيّد : الزّوج ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ)(٢) يعنى : زوجها.

والوجه الثانى ؛ السيّد : الحليم عن الجهل ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَسَيِّداً) يعنى : حليما عن الجهل (٣) ، (وَحَصُوراً)(٤) لم يكن له شهوة النّساء (٥).

* * *

تفسير سرابيل على وجهين

«(٦) الدّروع* القميص (٧)» *

فوجه منهما ؛ سرابيل (٨) يعنى : الدّروع ؛ قوله سبحانه / فى سورة النّحل : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ)(٩) يعنى : الدّروع (١٠).

__________________

(١) فى ل : «الحليم عن الجهل».

(٢) الآية ٢٥.

(٣) روى هذا ـ بنحوه ـ عن قتادة والضحاك : (تفسير الطبرى ٦ : ٣٧٤) «وقال الزجاج : السيّد : الذى يفوق أقرانه فى كلّ شىء من الخير» : (تفسير القرطبى ٤ : ٧٧). وقال ابن عباس : السيد : الحليم. وبنحوه قال الجبائى : (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٤٦٤).

(٤) الآية ٣٩.

(٥) انظر فيما تقدّم معنى «الحصور» فى (صفحة ٢٧١) ، (تعليق رقم ٩).

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٨) فى ل وم : «السرابيل».

(٩) الآية ٨١.

(١٠) التى تقى الناس فى الحرب : (تفسير القرطبى ١٠ : ١٦٠) وفى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٣٥١) «يعنى : دروع الحديد».

٤٤٠