الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

تفسير الزّيادة على وجهين

«(١) الزّيادة على الشّىء من جنسه* النّظر إلى الله سبحانه* (٢)»

فوجه منهما ؛ الزّيادة على الشّىء من جنسه ؛ قوله تعالى : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة مريم : (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (وَزِدْناهُمْ هُدىً)(٥) ؛ ونحوه كثير (٦).

والوجه الثانى ؛ الزّيادة : هو النّظر إلى الله ـ عزوجل ـ ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)(٧) يعنى : النّظر (٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة ق : (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ)(٩) يعنى : النّظر.

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٣) سورة هود / ٥٢.

(٤) الآية ٧٦. «أى : ويثبت الله المؤمنين على الهدى ، ويزيدهم فى النصرة ، وينزل من الآيات ما يكون سبب زيادة اليقين مجازاة لهم» (تفسير القرطبى ١١ : ١٤٤)

(٥) الآية ١٣ «أى : يسرناهم للعمل الصالح ، من الانقطاع إلى الله تعالى ، ومباعدة الناس ، والزهد فى الدنيا. وهذه زيادة على الإيمان» (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٦٥).

(٦) كما فى سورة آل عمران / ١٧٣ ، وسورة النساء / ١٧٣ ، وسورة الأنفال / ٢ ، وسورة التوبة ١٢٤ ، ١٢٥ ، وسورة الإسراء / ١٠٩ ، وسورة النور / ٣٨ ، وسورة فاطر / ٣٠ ، وسورة الشورى / ٢٦ ، وسورة الفتح / ٤.

(٧) الآية ٢٦.

(٨) «روى من حديث أنس قال : سئل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن قوله تعالى (وزيادة) ، قال : «للذين أحسنوا العمل فى الدنيا لهم الحسنى ، وهى الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه الله الكريم» (تفسير القرطبى ٨ : ٣٣٠) ، وبنحو من ذلك فى (كليات أبى البقاء : ١٩٩)

(٩) الآية ٣٥.

٤٠١

تفسير الزّيغ على وجهين

«(١) الميل* الضّلال (٢)» *

فوجه منهما ؛ الزّيغ : الميل ؛ قوله سبحانه فى سورة آل عمران : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة التّوبة : (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ)(٤) أى : يميل (٥).

والوجه الثّانى ؛ «(٦) الزّيغ : الضّلال (٧)» ؛ قوله تعالى : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ)(٨) يعنى : أضلّ قلوبهم (٩).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية ٨. «لا تمل قلوبنا عن دينك» (تنوير المقباس ١ : ١٥٥ بهامش الدر المنثور) ، وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٤ : ١٩ ، ٢٠) ، وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠١) «الزيغ : الميل عن الصواب فى الفهم»

(٤) الآية ١١٧.

(٥) فى ل : «يعنى به الميل».

(٦) (٥ ـ ٥) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٧) (٥ ـ ٥) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٨) سورة الصف / ٥.

(٩) فى (تفسير القرطبى ١٨ : ٨٢) «أى مالوا عن الحق (أزاغ الله قلوبهم) ، أى أمالها عن الهدى. وقيل : أى لما تركوا ما أمروا به من احترام الرسول عليه‌السلام وطاعة الرب ، خلق الله الضلالة فى قلوبهم عقوبه لهم على فعلهم».

٤٠٢

تفسير الزّوال على ستّة أوجه

«(١) كنتم كذلك* السّقوط* الميل* الخروج* الانقطاع* خرّ (٢)» *

فوجه منها ؛ فما زلتم يعنى : كنتم كذلك (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة حم المؤمن : (فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍ)(٤) يعنى : طال ما كنتم فى شكّ (٥) ؛ نظيرها فى سورة الأنبياء : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ)(٦) يعنى : طال ما «كان» (٧) هذا قولهم.

والوجه الثانى ؛ الزّوال : هو السّقوط عن المكان ؛ قوله تعالى فى سورة فاطر : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا)(٨) يعنى : أن تسقطا عن أماكنهما ؛ لئلّا يسقطها (وَلَئِنْ زالَتا)(٩) «يعنى : سقطتا» (١٠) عن أماكنهما. الآية.

والوجه الثالث ؛ «الزّلل» (١١) : الميل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ)(١٢) يعنى : فإن ملتم عن شرائع دين / محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (١٣).

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم ؛ والإثبات عن ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم ؛ والإثبات عن ل.

(٣) فى م : «... يعنى : طال ما كنتم فى شك».

(٤) الآية ٣٤ وتسمى سورة غافر.

(٥) فى (تفسير القرطبى ١٥ : ٣١٣) «أى أسلافكم كانوا فى شك».

(٦) الآية ١٥.

(٧) فى ص : «طال ما طال هذا ...» والإثبات عن ل وم. وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٣٧٥) «أى : لم يزالوا يقولون : «يا ويلنا إنا كنا ظالمين».

(٨) الآية ٤١.

(٩) الآية ٤١.

(١٠) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(١١) سقط من ص والإثبات عن ل ، وفى ل وم : «الزوال» وبهامش ل : «قوله الوجه الثالث الخ ... تأمله فإنه من الزلل لا من الزوال»

(١٢) الآية ٢٠٩.

(١٣) فى (تفسير القرطبى ٣ : ٢٤) «أى تنحيتم عن طريق الاستقامة. وأصل الزلل فى القدم ، ثم يستعمل فى الاعتقادات والآراء وغير ذلك ، يقال : زل يزل زلّا وزللا وزلولا ، أى دحضت قدمه» وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٦٤) «الزلل ـ هاهنا ـ : الشرك».

٤٠٣

والوجه الرّابع ؛ الخروج من طاعة (١) ؛ قوله تعالى : (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها)(٢) يعنى : فيخرجون عن طاعة الله عزوجل ، كما تزلّ القدم عن موضعها (٣).

والوجه الخامس ؛ الزّوال : الانقطاع ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ) هذا فى الدّنيا (ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ)(٤) : انقطاع من الدّنيا ولا بعث.

والوجه السادس ؛ زال يعنى : خرّ ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ)(٥) «(٦) يعنى : تخرّ منه الجبال (٧)».

* * *

__________________

(١) فى ل : «الخروج عن الطاعة» وفى م : «الخروج من الطاعة».

(٢) سورة النحل / ٩٤.

(٣) فى ل : «كما تخرج القدم عن موضعها» ، وفى م : «فتزل كما تزيل» ، وفى (تفسير القرطبى ١٠ : ١٧٢) «أى : عن الإيمان بعد المعرفة بالله. وهذه استعارة للمستقيم الحال يقع فى شر عظيم ويسقط فيه ، لأن القدم إذا زلت نقلت الإنسان من حال خير إلى شر ... والعرب تقول لكل مبتلى بعد عافية أو ساقط فى ورطة : زلت قدمه ...» وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠١) «زلة القدم : خروجها من الموضع الذى ينبغى ثبوتها فيه».

(٤) الآية ٤٤.

(٥) الآية ٤٦.

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

٤٠٤

باب السّين

السّوء* سواء* سعى* سلطان* سبيل* سميع (١) * سريع* سوىّ* سلام (٢) * سيّئات* سنين* سلم* سورة* سجدة* سعة* سؤال* سرّ* سحر* سماء* سكر* ساق* سفه (٣) * سيّد* سرابيل* سبح* سراج* سلك* سبب* سبحان* سقط* سار (٤) * سكينة* سلف* سبق*

__________________

(١) فى ل : «السميع».

(٢) فى ل : «السّلام».

(٣) فى م : «السفه».

(٤) فى م : «السير».

٤٠٥

تفسير السّوء على أحد عشر وجها

الشّدّة* العقر* الزّنى* البرص (١) * العذاب* الشّرك* الشّتم* ستر الذّنب* «الشّرّ» (٢) * القتل (٣) * الضّرّ*

فوجه منها ؛ السّوء يعنى : «الشّدّة» (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ)(٥) يعنى : شدّة العذاب (٦) ؛ وكقوله فى سورة الأعراف : (يَسُومُونَكُمْ)(٧) ؛ مثلها فى سورة الرعد : (أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ)(٨) يعنى : شدّة الحساب ؛ وقوله تعالى : (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ)(٩).

والوجه الثانى ؛ السّوء : العقر ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : / (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ)(١٠) يعنى : بعقر (١١) ، نظيرها فى سورة الشّعراء (١٢).

والوجه الثالث ؛ السّوء يعنى : الزّنى ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ)(١٣) يعنى : من زنى (١٤) ؛ مثلها فيها : (ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً)(١٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة مريم : (ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ)(١٦) يعنى : زان.

__________________

(١) فى م : «برص».

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) فى ل : «القتل والهزيمة».

(٤) فى ص : «الشرك» والإثبات عن ل وم.

(٥) الآية ٤٩.

(٦) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) و (تفسير القرطبى ١ : ٣٨٤) ، و (كليات أبى البقاء : ٢٠٥) و (الوسيط للواحدى ١ : ١٠١).

(٧) الآية ١٤١ ، والآية ١٦٧ من ذات السورة. «والسوم : أن تجشم إنسانا مشقّة أو ظلما أو سوءا ، يقال سمته أذى وسوءا ؛ إذا لزمته إياه» : الوسيط للواحدى ١ : ١٠١).

(٨) الآية ١٨.

(٩) سورة الرعد / ٢١ ؛ ونحوه كما فى سورة إبراهيم / ٦ ؛ وسورة الزمر ٢٤ ؛ ٤٧ وسورة غافر / ٤٥.

(١٠) الآية ٧٣.

(١١) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) و (تفسير القرطبى ١٣ : ١٣١) و (كليات أبى البقاء : ٢٠٥).

(١٢) الآية ١٥٦.

(١٣) الآية ٥١.

(١٤) كما فى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٠٧) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) و (كليات أبى البقاء : ٢٠٥).

(١٥) سورة يوسف / ٢٥.

(١٦) الآية رقم ٢٨

٤٠٦

والوجه الرابع ؛ السّوء : البرص ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)(١) : نظيرها فى سورة النّمل (٢).

والوجه الخامس ؛ السّوء يعنى : العذاب ؛ كقوله تعالى فى سورة النّحل : (إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ)(٣) يعنى : العذاب ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّمر : (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ)(٤) يعنى : العذاب ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً)(٥) يعنى : عذابا ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّوم : (الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى)(٦) يعنى : العذاب.

والوجه السّادس ؛ السّوء يعنى : الشّرك ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى)(٧) يعنى : من شرك (٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّجم : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا)(٩) يعنى : أشركوا ؛ «(١٠) وقوله تعالى فى سورة النّحل : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ)(١١) يعنى : الشّرك (١٢)».

والوجه السابع ؛ السّوء يعنى : الذّنب من المؤمنين ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ)(١٣) «أى : الذّنب» (١٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ)(١٥) يعنى : الذّنب.

__________________

(١) الآية ٣٢. فى (تفسير القرطبى ١١ : ١٩١) «من غير برص نورا ساطعا ، يضىء بالليل والنهار كضوء الشمس والقمر وأشد ضوءا. عن ابن عباس وغيره».

(٢) الآية ١٢ ؛ ومثلها فى سورة طه / ١٢.

(٣) الآية ٢٧.

(٤) الآية ٦١.

(٥) الآية ١١.

(٦) الآية العاشرة.

(٧) الآية ٢٨.

(٨) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٩٩) و (كليات أبى البقاء ٢٠٥).

(٩) الآية ٣١.

(١٠) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(١١) الآية ١١٩. (تفسير القرطبى ١٠ : ١٩٧) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٩) «السوء ـ هنا ـ : العصيان».

(١٢) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(١٣) الآية ١٧.

(١٤) سقط من ص وم والإثبات عن ل ، و (تفسير الطبرى ٨ : ٩٣) و (تفسير ابن كثير ١ : ٤٦٣) و (كليات أبى البقاء : ٢٠٥) وبنحو منه فى (تفسير القرطبى ٥ : ٩٢) و (الدر المنثور للسيوطى ٢ : ١٣٠).

(١٥) الآية ٥٤.

٤٠٧

والوجه الثامن ؛ السّوء يعنى : أشرّ الدّار (١) ؛ قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(٢) يعنى : أشرّ الدّار دارهم (٣) ؛ وكقوله تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)(٤) يعنى : شرّ الدّار.

والوجه التاسع ؛ السّوء يعنى : الشّتم ؛ قوله تعالى فى سورة الممتحنة : (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ)(٥) من القول ، يعنى : بالشّتم / ؛ «(٦) وكقوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ)(٧) يعنى : بالشّتم (٨)».

والوجه العاشر ؛ السّوء بمعنى : القتل والهزيمة ؛ كقوله سبحانه فى سورة الأحزاب : (إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً)(٩) أى : قتلا وهزيمة ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)(١٠) يعنى : القتل والهزيمة (١١).

والوجه الحادى عشر ؛ السّوء يعنى : الضّرّ ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ)(١٢) يعنى : الضّرّ ، وقوله تعالى فى سورة النّمل : (وَيَكْشِفُ السُّوءَ)(١٣) يعنى : الضّرّ (١٤).

__________________

(١) فى ل : «الشر» وفى م : «بئس».

(٢) الآية ٢٥.

(٣) فى ل : «شر الدار أى دارهم» وفى م : «بئس دارهم» انظر (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٩) و (كليات أبى البقاء ٢٠٥) و (غريب القرآن للسجستانى ١٨٣) و (تفسير القرطبى ٩ : ٣١٤).

(٤) سورة غافر / ٥٢.

(٥) الآية ٢.

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم ، و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) و (كليات أبى البقاء : ٢٠٥).

(٧) سورة النساء / ١٤٨.

(٨) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم ، و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) و (كليات أبى البقاء : ٢٠٥).

(٩) الآية ١٧.

(١٠) الآية ١٧٤.

(١١) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) و (كليات أبى البقاء ٢٠٥) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٩٤).

(١٢) الآية ١٨٨.

(١٣) الآية ٦٢.

(١٤) كما فى (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٢٤) و (كليات أبى البقاء ٢٠٥) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) «يعنى : المرض».

٤٠٨

تفسير سواء (١) على ستّة أوجه

عدل* وسط* أمر بيّن* شرع* قصد* سواء بعينه*

فوجه منها ؛ سواء يعنى : عدلا ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ)(٢) يعنى : عدلا ؛ وكقوله تعالى فى سورة ص : (وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ)(٣) يعنى : عدل الطّريق (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم السّجدة» : (سَواءً لِلسَّائِلِينَ)(٥) يعنى : عدلا لمن سأل الرّزق (٦).

والوجه الثّانى : سواء يعنى : وسطا ؛ قوله تعالى فى سورة الصّافّات : (فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ)(٧) يعنى : فى وسط الجحيم (٨).

والوجه الثّالث ؛ سواء يعنى : أمرا بيّنا ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ)(٩) يعنى : على أمر بيّن (١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ)(١١) يعنى : على أمر بيّن (١٢).

__________________

(١) «سواء : اسم بمعنى الاستواء يوصف به كما يوصف بالمصادر» : (كليات أبى البقاء : ٢٠٤).

(٢) الآية ٦٤.

(٣) الآية ٢٢.

(٤) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٨) «أى : قصد الطريق» وفى (تفسير القرطبى ١٥ : ١٧٢) «أى ارشدنا إلى قصد السبيل».

(٥) الآية العاشرة ، وتسمى سورة فصلت.

(٦) فى (القرطبى ١٥ : ٣٤٣) «قال الفراء : فى الكلام تقديم وتأخير. والمعنى : وقدر فيها أقواتها سواء للمحتاجين واختاره الطبرى».

(٧) الآية ٥٥.

(٨) وهذا المعنى قاله ابن مسعود كما فى (تفسير القرطبى ١٥ : ٨٣) وجاء أيضا فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) ، و (كليات أبى البقاء : ٢٠٤) ، (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٨).

(٩) الآية ٥٨.

(١٠) فى (تفسير القرطبى ٨ : ٣٢ ـ ٣٣) والسواء : المساواة والاعتدال. وقال الفراء : ويقال : «فانبذ إليهم على سواء» جهرا لا سرّا» وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) «أى على بيان».

(١١) الآية ١٠٩.

(١٢) فى (القرطبى ١١ : ٣٥٠) «أى أعلمتكم على بيان أنّا وإيّاكم حرب لا صلح بيننا».

٤٠٩

والوجه الرابع ؛ سواء يعنى : شرعا ؛ قوله تعالى فى سورة الحج : (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ)(١) يعنى : مكّة سواء : شرعا واحدا ، يعنى : العاكف والبادى (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً)(٣) : فتكونون أنتم والكفّار فى الكفر سواء : شرعا (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّوم : (هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) يعنى : العبيد (مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ)(٥) يعنى : شرعا سواء ، وقوله «تعالى فى سورة النّحل» (٦) : (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ)(٧) يعنى : شرعا.

والوجه الخامس ؛ سواء يعنى : قصد السّبيل (٨) ؛ كقوله تعالى فى سورة المائدة : (وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ)(٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة القصص : (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ)(١٠) يعنى : قصد الطّريق (١١).

والوجه السادس : سواء بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ)(١٢) ؛ مثلها فى سورة يس (١٣).

* * *

__________________

(١) الآية ٢٥.

(٢) «العاكف : المقيم الملازم. والبادى : أهل البادية ومن يقدم عليهم. يقول : سواء فى تعظيم حرمته وقضاء النسك فيه الحاضر والذى يأتيه من البلاد ، فليس أهل مكة أحق من النازح إليه» (تفسير القرطبى ١١ : ٢٢).

(٣) الآية ٨٩.

(٤) كما فى (تفسير القرطبى ٥ : ٣٠٨) «أى تمنّوا أن تكونوا كهم فى الكفر والنفاق شرع سواء» وبنحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩).

(٥) الآية ٢٨.

(٦) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ٧١.

(٨) فى م : «قصد الطريق».

(٩) الآية ٧٧.

(١٠) الآية ٢٢.

(١١) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩) ، و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٦٦) و (غريب القرآن : ١٧١).

(١٢) الآية رقم ٦. «سواء عليهم معناه : معتدل عندهم الإنذار وتركه ؛ أى سواء عليهم هذا وجىء بالاستفهام من أجل التسوية» : (تفسير القرطبى ١ : ١٨٤) وبنحوه فى (تفسير الطبرى : ١ : ٢٥٦) و (الوسيط للواحدى ١ : ٣٧).

(١٣) كما فى الآية العاشرة.

٤١٠

تفسير السّعى على ثلاثة أوجه

المشى* العمل* السعى يعنى : الإسراع*

فوجه منها ؛ السّعى : المشى ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً)(١) يعنى : مشيا على أرجلهنّ (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الصّافّات : (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)(٣) قال : المشى ؛ مثلها فى سورة الجمعة (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ)(٤) يعنى : فامشوا إلى الصّلاة.

والوجه الثانى ؛ السّعى يعنى : العمل ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ)(٥) يقول : وعمل لها عملا ؛ وكقوله تعالى : (فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً)(٦) يعنى : عملهم مقبولا ؛ وكقوله تعالى فى سورة «واللّيل إذا يغشى» : (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)(٧) يقول : إنّ عملكم لشتّى (٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحج : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا)(٩) : الذين عملوا فى القرآن (١٠) ؛ نظيرها فى سورة سبأ (١١).

__________________

(١) الآية ٢٦٠.

(٢) «قيل : هى الديك والطاوس والحمام والغراب ، ذكر ذلك ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ، وقاله مجاهد وابن جريج وعطاء بن يسار وابن زيد» : (تفسير القرطبى ٣ : ٣٠٠).

(٣) الآية ١٠٢.

(٤) الآية ٩.

(٥) الآية ١٩ وتسمى سورة الإسراء.

(٦) الآية ١٩ من سورة الإسراء.

(٧) الآية ٤.

(٨) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨١) «أى عملكم مختلف» ، وفى (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٤١٤) «... فكأنه قال إن عملكم لمتباعد بعضه من بعض ، لأن بعضه ضلال ، وبعضه هدى ، وبعضه يوجب الجنان ، وبعضه يوجب النيران ، فشتّان ما بينهما» ونحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ٢ : ٤٨٧) و (تفسير القرطبى ٢٠ : ٨٢).

(٩) الآية ٥١.

(١٠) فى (تفسير القرطبى ١٢ : ٧٨): «أى فى إبطال آياتنا».

(١١) الآية الخامسة.

٤١١

والوجه الثالث ؛ يسعى : يسرع (١) ؛ قوله تعالى فى سورة «عبس وتولّى» : (وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى)(٢) يعنى : يسرع (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة القصص : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى)(٤) ؛ نظيرها فى سورة يس (٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة طه : (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى)(٦).

* * *

تفسير السّلطان على وجهين

الحجّة* الملك*

فوجه منهما ؛ السّلطان : الحجّة ، فذلك قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ)(٧) يعنى : حجّة بيّنة (٨) ؛ وكلّ سلطان فى القرآن من أمر / موسى يعنى به : حجّة موسى ؛ وقال تعالى فى سورة الأنعام : (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً)(٩) يعنى : حجّة فى كتاب الله تعالى بأنّ مع الله شريكا ، ليس لهم حجّة ؛ وقال سليمان ـ عليه‌السلام ـ للهدهد : (أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)(١٠) يعنى : بحجّة بيّنة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحاقّة : (هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ)(١١) يعنى : حجّتى (١٢) ؛ ونحوه كثير (١٣).

__________________

(١) فى ل : «سعى : أسرع».

(٢) الآية ٨.

(٣) فى م : «أسرع».

(٤) الآية ٢٠.

(٥) الآية ٢٠.

(٦) الآية ٢٠.

(٧) سورة هود / ٩٦ ، وسورة غافر / ٢٣.

(٨) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٣): «سلطان» أى ملكة وقدرة وحجة أيضا» ، وفى (تفسير القرطبى ٤ : ٢٣٣ ، ٩ : ٩٣) «أى : حجة بينه» وفى (كليات أبى البقاء : ٢١٢) «حجة واضحة ملزمة للخصم».

(٩) الآية ٨١.

(١٠) سورة النمل / ٢١.

(١١) الآية ٢٩.

(١٢) «تفسير ابن عباس : هلكت عنى حجتى» (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٧٢)

(١٣) كما فى سورة آل عمران / ١٥١ ، وسورة النساء / ٩١ ، ١٤٤ ، ١٥٣ ، وسورة الأعراف / ٣٣ ، ٧١ ، وسورة يونس / ٦٨ ، وسورة يوسف / ٤٠ ، وسورة إبراهيم / ١٠ ، ١١ ، وسورة الحجر / ٤٢ ، وسورة النحل / ٩٩ ، ١٠٠ ، وسورة الإسراء / ٦٥ ؛ ٨٠ ؛ وسورة الكهف / ١٥ ؛ وسورة الحج / ٧١ ؛ وسورة المؤمنون / ٤٥ ؛ وسورة القصص / ٣٥ ، وسورة الروم / ٣٥ ، وسورة سبأ / ٢١ ، وسورة الصافات / ١٥٦ ، وسورة غافر / ٣٥ ؛ وسورة الدخان / ١٩ ؛ وسورة الذاريات / ٣٨ ، وسورة الطور / ٣٨.

٤١٢

والوجه الثّانى ؛ السّلطان يعنى : الملك ، قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ)(١) يعنى : من ملك قاهركم (٢) على الشّرك ؛ وقال تعالى فى سورة الصّافّات : (وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ)(٣) يعنى : من ملك فيقهركم على الشّرك (٤).

* * *

تفسير السّبيل على أربعة عشر وجها

الطّاعة (٥) * البلاغ* المخرج* المسلك* العلل* الدّين* الهدى* الحجّة* الطّريق* طريق الهدى* العدوان* الطّاعة* الملّة* الإثم*

فوجه منها ؛ السّبيل : الطّاعة لله تعالى ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)(٦) يعنى : طاعة الله (٧) ؛ وكقوله تعالى (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ)(٨) يعنى : طاعة الله عزوجل ؛ وكقوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(٩) يعنى : طاعة الله.

__________________

(١) الآية ٢٢.

(٢) فى ل : «فأقهركم» وفى م : «من الملك فأقهركم» ، وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٣٥٦) «أى لم أقهركم على ما دعوتكم إليه».

(٣) الآية ٣٠.

(٤) فى م : «فيقهركم على السبيل» ، وفى (تفسير القرطبى ١٥ : ٧٥) «أى من حجة فى ترك الحق».

(٥) فى ل : «الطاعة لله».

(٦) الآية ٢٦١.

(٧) «سبل الله كثيرة وأعظمها الجهاد ، لتكون كلمة الله هى العليا» : (تفسير القرطبى ٣ : ٣٠٣). وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠٩) «السبيل : هو أغلب وقوعا فى الخير».

(٨) سورة البقرة / ١٩٥. وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠٩) «أى فى الجهاد ، وكل ما أمر الله به من الخير ، واستعماله فى الجهاد أكثر».

(٩) سورة النساء / ٧٦.

٤١٣

والوجه الثانى ؛ السّبيل يعنى : البلاغ ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(١) يعنى : بلاغا (٢).

والوجه الثالث ؛ السّبيل : المخرج ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً)(٣) يعنى : مخرجا ؛ «(٤) وقال تعالى فى سورة الفرقان (٥) مثل ذلك ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً)(٦) يعنى : مخرجا (٧)» من الحبس (٨).

والوجه الرابع ؛ السّبيل : المسلك ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً)(٩) يعنى : وبئس المسلك (١٠) ؛ نظيرها فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً)(١١) يعنى : وبئس المسلك.

والوجه الخامس ؛ السّبيل : العلل ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ) إلى قوله : (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)(١٢) يعنى : عللا (١٣).

__________________

(١) الآية ٩٧.

(٢) «سبيلا : قيل : الزاد والراحلة والصحة» كما فى (تفسير الطبرى ٧ : ٣٧) ، و (تفسير القرطبى ٤ : ١٤٧).

(٣) الآية ٤٨ وتسمى سورة الإسراء.

(٤) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) كما فى الآية ٩.

(٦) الآية ١٥.

(٧) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ١٠١) «مخرجا وطريقا» ، وفى (تفسير القرطبى ٥ : ٨٤) «هذا الإمساك والحبس فى البيوت كان فى صدر الإسلام قبل أن يكثر الجناة ، فلما كثروا وخشى قوتهم اتخذ لهم سجن ، قاله ابن العربى».

(٩) الآية ٢٢.

(١٠) كما فى (تنوير المقباس ١ : ٢٤٦ بهامش الدر المنثور) ونحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ١٠٣).

(١١) الآية ٣٢ ؛ وتسمى سورة الإسراء.

(١٢) الآية ٣٤.

(١٣) فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٦٧) «أى : فأزيلوا عنهن التعرض بالأذى ، والتوبيخ والتجنى ، وتوبوا عليهن ، واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن بعد رجوعهن إلى الطاعة والانقياد ، وترك النشوز» وبنحوه فى (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٦٥) ، و (تفسير القرطبى ٥ : ١٧٣).

٤١٤

والوجه السّادس ؛ السّبيل يعنى : الدّين ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ)(١) يعنى : دين المؤمنين ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّحل : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ)(٢) يعنى : دين ربّك ؛ ونحوه كثير.

والوجه السابع ؛ السّبيل يعنى : الهدى ؛ كقوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ)(٣).

والوجه الثامن ؛ السّبيل : الحجّة ؛ قوله «(٤) تعالى فى سورة النّساء (٥)» : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)(٦) يعنى : حجّة ؛ نظيرها : (فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً)(٧) يعنى : حجّة.

والوجه التاسع ؛ السّبيل يعنى : الطّريق ؛ كقوله سبحانه : (لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً)(٨) يعنى : لا يعرفون طريقا إلى المدينة (٩) ؛ وقال موسى (١٠) فى سورة القصص : (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ)(١١) يعنى : قصد الطّريق إلى مدين (١٢).

__________________

(١) الآية ١١٥.

(٢) الآية ١٢٥.

(٣) الآية رقم ٤٦ وتسمى سورة الشورى «أى : طريق يصل به إلى الحق فى الدنيا والجنة فى الآخرة ، لأنه قد سدت عليه طريق النجاة» (تفسير القرطبى ١٦ : ٤٦).

(٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) الآية رقم ١٤١.

(٧) سورة النساء / ٩٠.

(٨) سورة النساء / ٩٨.

(٩) فى (تفسير القرطبى ٥ : ٣٤٧) «والسبيل : سبيل المدينة ، فيما ذكر مجاهد والسدى وغيرهما ، والصواب أنه عام فى جميع السبل».

(١٠) فى م : «نظيرها فى القصص».

(١١) الآية رقم ٢٢.

(١٢) فى م : «طريق الهدى». «مدين : اسم قرية كانت على البحر الأحمر بها البئر التى استقى منها موسى لبنات شعيب» :

(قاموس الالفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : م. د. ى. ن) وفى (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٦٦) «وبين مدين ومصر ثمانية أيام ، قاله ابن جبير».

٤١٥

والوجه العاشر ؛ السّبيل يعنى : طريق الهدى ؛ كقوله تعالى فى سورة المائدة : (أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ)(١) يعنى : قصد الطّريق للهدى (٢).

والوجه الحادى عشر ؛ السّبيل : العدوان ؛ قوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ)(٣) يعنى : من عدوان. (إِنَّمَا السَّبِيلُ)(٤) يعنى : العدوان.

والوجه الثانى عشر ؛ السّبيل بمعنى : الطاعة لله (٥) ـ عزوجل ـ ، قوله سبحانه فى سورة الفرقان : (إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)(٦) يعنى : طاعة ربّه ؛ نظيرها فى سورة المزمل (٧) ؛ وسورة الإنسان (٨).

والوجه الثالث عشر ؛ السّبيل يعنى : الملّة ، قوله تعالى فى سورة يوسف : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي) يعنى : ملّتى (أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ)(٩).

والوجه الرابع عشر ؛ السّبيل : الإثم ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)(١٠) يعنى : إثما (١١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «براءة» : (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ)(١٢) يعنى : إثما فى القعود عن الغزو «بالعذر» (١٣).

* * *

__________________

(١) الآية رقم ٦٠.

(٢) فى م : «عن طريق الهدى».

(٣) الآيتان رقم ٤١ ، ٤٢ وتسمى سورة الشورى.

(٤) فى ل : «السبيل : طاعة الله تعالى».

(٥) فى ل : «السبيل : طاعة الله تعالى».

(٦) الآية رقم ٥٧.

(٧) كما فى الآية رقم ١٩.

(٨) كما فى الآية رقم ٢٩.

(٩) الآية رقم ١٠٨.

(١٠) الآية رقم ٧٥.

(١١) فى (تفسير القرطبى ٤ : ١١٨) «قيل : إن اليهود كانوا إذا بايعوا المسلمين يقولون : (ليس علينا فى الأميين سبيل) : أى حرج فى ظلمهم لمخالفتهم إيانا وادعوا : أن ذلك فى كتابهم ، فأكذبهم الله عزوجل ورّد عليهم فقال : «بلى» أى بلى عليهم سبيل العذاب بكذبهم واستحلالهم أموال العرب».

(١٢) الآية رقم ٩١. وتسمى سورة التوبة.

(١٣) سقط من ص ، والإثبات عن م. وفى (تفسير القرطبى ٨ : ٢٢٧) «من طريق إلى العقوبة. وهذه الآية أصل فى رفع العقاب عن كل محسن».

٤١٦

/ تفسير السّمع (١) على وجهين

سمع القلب* وسمع الأذن*

فوجه منهما ؛ سمع الإيمان بالقلب ؛ قوله سبحانه فى سورة هود : (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ)(٢) يعنى : لم يطيقوا سمع الإيمان بالقلب (٣) ، وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً)(٤) يعنى : «لم يطيقوا» (٥) سمع الإيمان بالقلب.

والوجه الثانى ؛ السّمع يعنى : سمع الأذنين ؛ قوله تعالى فى سورة «هل أتى على الإنسان» : (فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً)(٦) يعنى : سمع الأذنين ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي)(٧) ؛ ونحوه كثير (٨).

* * *

__________________

(١) «السمع ـ بالفتح والسكون ـ حس الأذن ، والأذن أيضا وما وقر فيها من شىء تسمعه ، وهو قوة مرتبة فى العصبة المنبسطة فى السطح الباطن من صماخ الأذن ، من شأنها أن تدرك الصوت المحرك للهواء الراكد فى مقعر صماخ الأذن عند وصوله إليه بسبب ما ، والسمع قوة واحدة ولها فعل واحد» : (كليات أبى البقاء : ٢٠٢).

(٢) الآية العشرون.

(٣) فى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٠) «قال الفراء : ما كانوا يستطيعون السمع ، لأن الله أضلّهم فى اللوح المحفوظ. وقال الزجاج : لبغضهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعداوتهم له لا يستطيعون أن يسمعوا منه ولا يفقهوا عنه. قال النحاس : وهذا معروف فى كلام العرب ، يقال : فلان لا يستطيع أن ينظر إلى فلان إذا كان ذلك ثقيلا عليه».

(٤) الآية رقم ١٠١.

(٥) سقط من ص ، والإثبات عن ل. وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٦٥) «أى لا يطيقون أن يسمعوا كلام الله تعالى ، فهم بمنزلة من صمّ».

(٦) الآية رقم ٢.

(٧) الآية ١٩٣.

(٨) كما فى سورة البقرة / ٧ ؛ ٢٠ ؛ ٩٣ ؛ ١٠٤ ؛ ١٨٤ ؛ ٢٨٥ ؛ وسورة آل عمران / ١٨٦ ؛ وسورة النساء / ٤٦ ، وسورة المائدة / ٧ ؛ ٤١ ؛ ٤٢ ؛ ١٠٨ ؛ وسورة الأنعام / ٢٥ ؛ ٣٦ ؛ ٤٦ ؛ وسورة الأعراف / ١٠٠ ؛ ١٧٩ ، ١٩٥ ، ١٩٨ ، ٢٠٤ ، وسورة الأنفال ٢٠ ، ٢١ ، ٣١ ، وسورة التوبة / ٦ ؛ ٤٦ ؛ وسورة يونس / ٤٢ ؛ ٦٧ ؛ وسورة هود / ٢٤ ؛ وسورة يوسف / ٣١ ، وسورة الحجر / ١٨ ، وسورة النحل / ٦٥ ؛ ٧٨ ؛ ١٠٨ ؛ وسورة الإسراء / ٣٦ ؛ ٤٧ ؛ وسورة الكهف / ٢٦ ؛ وسورة مريم / ٣٨ ؛ ٤٢ ؛ ٦٢ ؛ ٩٨ ؛ وسورة طه / ١٣ ، ١٠٨ ، وسورة الأنبياء / ٢ ، ٦٠ ، ١٠٠ ، وسورة الحج / ٤٦ ، وسورة المؤمنون / ٢٤ ؛ ٧٨ ؛ وسورة النور / ١٢ ، ١٦ ، ٥١ ؛ ـ

٤١٧

تفسير السّريع على وجهين

مجىء الحساب* وسرعة (١) الفراغ*

فوجه منهما ؛ سريع «(٢) يعنى : مجىء الحساب (٣)» ؛ قوله سبحانه فى سورة المائدة : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(٤) يقول : قد جاء الحساب (٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ)(٦). وقال تعالى فى سورة النّور : (وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ)(٧) يعنى : قد جاء الحساب.

والوجه الثانى ؛ سريع الحساب يعنى : سريع الفراغ من الحساب إذا أخذ فيه ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَ

__________________

ـ وسورة الفرقان / ١٢ ؛ ٤٤ ؛ وسورة الشعراء / ١٥ ؛ ٢٥ ؛ ٧٢ ؛ ٢١٢ ؛ ٢٢٣ ؛ وسورة النمل / ٨٠ ؛ ٨١ ؛ وسورة القصص / ٣٦ ؛ ٥٥ ؛ ٧١ ؛ وسورة الروم / ٢٢ ؛ ٥٢ ؛ ٥٣ ؛ وسورة السجدة / ٩ ؛ ١٢ ؛ ٢٦ ؛ وسورة لقمان / ٧ ؛ ١٤ ؛ وسورة فاطر / ٢٢ ، وسورة يس / ٢٥ ، وسورة الصافات / ٨ ، وسورة ص / ٧ ، وسورة الزمر / ١٨ ، وسورة فصلت / ٤ ؛ ٢٠ ؛ ٢٢ ؛ ٢٦ ، وسورة الزخرف / ٤٠ ؛ ٨٠ ؛ وسورة الجاثية / ٨ ؛ ٢٣ ؛ وسورة الأحقاف / ٢٦ ؛ ٢٩ ؛ ٣٠ ؛ وسورة محمد / ١٦ ، وسورة الحجرات / ١ ، وسورة ق / ٣٧ ؛ ٤١ ؛ ٤٢ ؛ وسورة الطور / ٣٨ ، وسورة الواقعة / ٢٥ ، وسورة المجادلة / ١ ، وسورة التغابن / ١٦ ؛ وسورة المنافقون / ٤ ، وسورة الملك / ٧ ؛ ١٠ ؛ ٢٣ ؛ وسورة الجن / ١ ؛ ٩ ؛ ١٣.

(١) فى ل : «سريع الفراغ».

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، وفى م : «السريع يعنى : كأنه قد جاء الحساب».

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، وفى م : «السريع يعنى : كأنه قد جاء الحساب».

(٤) الآية ٤.

(٥) فى (تنوير المقباس ١ : ٣٢١) «شديد العقاب ويقال : إذا حاسب فحسابه سريع» وفى (تفسير القرطبى ٦ : ٧٥) «وسرعة الحساب هى من حيث كونه تعالى قد أحاط بكل شىء علما ، وأحصى كل شىء عددا ، فلا يحتاج إلى محاولة عدّ ولا عقد ، كما يفعله الحسّاب ، ولهذا قال : (وكفى بنا حاسبين)».

(٦) الآية ٢٠٢.

(٧) الآية ٣٩.

٤١٨

اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(١) يعنى : سريع الفراغ منه إذا أخذ فيه (٢) قال مقاتل عن ابن عباس : يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق على قدر نصف يوم من أيّام الدّنيا ؛ فذلك قوله تعالى : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً)(٣) يقول : يقيل أهل الجنّة فى الجنّة ؛ وأهل النّار فى النّار (٤) ؛ وكقوله تعالى : (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ)(٥).

* * *

__________________

(١) الآية رقم ١٧ وتسمى سورة غافر.

(٢) فى م : «إذا أخذ فى حساب الخلائق». «قال الحسن : حسابه أسرع من لمح البصر.» (تفسير القرطبى ٢ : ٤٣٥).

(٣) سورة الفرقان / ٢٤.

(٤) وفى (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٣) «قال ابن عباس : الحساب من ذلك اليوم فى أوله ، فلا ينتصف النهار من يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة فى الجنة وأهل النار فى النار. ومنه ما روى : «قيّلوا فإن الشياطين لا تقيل».

(٥) سورة الأنعام / ٦٢.

٤١٩

تفسير السّوىّ على ثلاثة أوجه

الصّحيح من الدّاء* السّوىّ من الخلقة* العدل*

فوجه منها ؛ السّوىّ يعنى : الصّحيح من الدّاء ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة مريم : (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا)(١) يعنى : صحيحا من غير خرس / ولا داء (٢).

والوجه الثانى ؛ سوىّ يعنى : سوىّ الخلق فى صورة البشر (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا)(٤) يعنى : سوىّ الخلق فى صورة البشر (٥) ؛ وقال فى سورة «تنزيل السّجدة» : (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ)(٦) يعنى : [سوّى](٧) خلقه ؛ وفى سورة «إذا السّماء انفطرت» : (خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ)(٨) يعنى : فسوّى خلقك (٩).

والوجه الثالث ؛ السّوىّ : العدل ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى)(١٠) يعنى : العدل (١١) ؛ وقال تعالى فى سورة «تبارك» : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا)(١٢) يعنى : عدلا مهتديا.

__________________

(١) الآية رقم ١٠.

(٢) كما قال أكثر المفسرين (تفسير القرطبى ٤ : ٨٠) وفى (كليات أبى البقاء : ١٧٨) «الخرس : هو آفة فى اللسان لا يمكن معها أن يعتمد مواضع الحروف».

(٣) فى ل : «السوى فى الخلقة وصورة البشر» ، وفى م «السوى .. فى صورة ...».

(٤) الآية رقم ١٧.

(٥) وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٩١) «أى مستوى الخلقة ، لأنها لم تكن لتطيق أو تنظر جبريل فى صورته».

(٦) الآية رقم ٩ ، وتسمى سورة السجدة.

(٧) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق عن (تفسير القرطبى ١٤ : ٩١).

(٨) الآية رقم ٧ ، وتسمى سورة الانفطار.

(٩) فى (تفسير القرطبى ١٩ : ٢٤٦) «فى بطن أمك ، وجعل لك يدين ورجلين وعينين وسائر أعضائك».

(١٠) الآية رقم ١٣٥.

(١١) قال الزمخشرى : وقرئ «السواء» بمعنى : الوسط والعدل ، أو المستوى» : (تفسير القرطبى ١١ : ٢٦٦).

(١٢) الآية رقم ٢٢ ، وتسمى سورة الملك.

٤٢٠