الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

والوجه الرابع ؛ رجال : أهل مسجد قباء ؛ قوله تعالى فى سورة التوبة : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا)(١).

والوجه الخامس ؛ رجال يعنى : الصّادقين أصحاب محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يوم بدر ؛ قوله تعالى «(٢) فى سورة الأحزاب (٣)» : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ)(٤) : وهم أهل بدر.

والوجه السّادس ؛ رجال يعنى : المحافظين على أوقات الصلاة (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة النّور : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ)(٦).

والوجه السابع ؛ رجال ؛ وهم الملائكة ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)(٧) : يريد : الملائكة ؛ قاله أبو مجلز (٨).

والوجه الثامن ؛ رجال يعنى : المستضعفين فى الأرض بمكّة ؛ قوله تعالى : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ)(٩).

والوجه التاسع ؛ رجال يعنى : فقراء المسلمين ؛ قوله تعالى فى سورة ص : إخبارا عن الكفّار ـ : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ)(١٠) يعنون : فقراء المسلمين.

__________________

(١) الآية ١٠٨.

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) الآية ٢٣.

(٥) فى ل : «المحافظين على الصلاة فى أوقاتها».

(٦) الآية ٣٧.

(٧) الآية ٤٦.

(٨) قيل لأبى مجلز : لا يقال للملائكة رجال؟ فقال : إنهم ذكور وليسوا بإناث ، فلا يبعد إيقاع لفظ الرجال عليهم ، كما أوقع على الجن فى قوله : (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) (تفسير القرطبى ٧ : ١١٢).

(٩) سورة الفتح / ٢٥.

(١٠) الآية ٦٢.

٣٨١

والوجه العاشر ؛ رجال يعنى : الرّسل ؛ قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً) : بشرا أنبياء (نُوحِي إِلَيْهِمْ)(١).

* * *

تفسير رجل (٢) على عشرة أوجه

شخص آدمىّ* أبو مسعود الثّقفىّ والوليد بن المغيرة (٣) * الآدمىّ* حزبيل* أخوان من بنى إسرائيل (٤) * يوشع وكالب* حبيب النّجّار* حزقيل* الوثن* الكافر (٥) *

فوجه منها ؛ رجل ، ومعناه : شخص ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ) يعنى : لشخص من البشر (مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)(٦) ؛ كأنّه يقول : ما جعل الله لرجل ولا امرأة من قلبين فى جوفه ؛ ولا صبىّ ولا مراهق ؛ ويقال : نزلت فى أبى معمر جميل بن أسد (٧).

والوجه الثانى ؛ الرّجل يعنى : أبا مسعود الثّقفى والوليد بن المغيرة ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(٨) يريدون : أبا مسعود والوليد (٩).

__________________

(١) سورة يوسف / ١٠٩ وسورة النحل / ٤٣

(٢) فى م : «الرجل».

(٣) فى ص : «وليد بن المغيرة».

(٤) فى ل : «رجلين أخوين من بنى إسرائيل».

(٥) فى م : «أبو بسر الكافر».

(٦) الآية ٤.

(٧) فى م : «نزلت فى رجل من بنى معمر جميل بن أسد» وفى (تفسير القرطبى ١٤ : ١١٦) «قال الواحدى والقشيرى وغيرهما : نزلت فى جميل بن معمر الفهرىّ. وقال السهيلى : كان جميل بن معمر الجمحىّ ، وهو ابن معمر بن حبيب ابن وهب بن حذافة بن جمح ، واسمه جمح : تيم ، وكان يدعى ذا القلبين فنزلت فيه هذه الآية» وبنحوه فى (أسباب النزول للواحدى ٣٧٠) و (الدر المنثور / ٥ : ١٨٠ ـ ١٨١)

(٨) الآية ٣١.

(٩) وجاء فى (تفسير القرطبى ١٦ : ٨٣) وهما الوليد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم عم أبى جهل. والذى من الطائف ، أبو مسعود عروة بن مسعود الثقفى ، قاله قتادة. وروى أن الوليد بن المغيرة ـ وكان يسمى ريحانة قريش ـ كان يقول : لو كان ما يقوله محمد حقّا لنزل علىّ أو على ابن مسعود» وبنحوه فى (أسباب النزول للسيوطى : ١٥١).

٣٨٢

والوجه الثالث ؛ الرّجل يعنى : الآدمىّ ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ) أى : آدمىّ مثلهم (أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ)(١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة سبأ : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) يعنى : على آدمىّ (يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)(٢).

والوجه الرابع ؛ الرّجل يعنى : حزبيل من آل فرعون ؛ قال تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ)(٣) يعنى : مؤمن من آل فرعون وهو حزبيل (٤).

والوجه الخامس ؛ رجلان أخوان من بنى إسرائيل ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ)(٥) : أخوين من بنى إسرائيل وقصّتهما معروفة (٦).

والوجه السادس ؛ رجلان وهما يوشع «بن نون» (٧) وكالب بن «يوفنّا» (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (قالَ رَجُلانِ) يعنى : يوشع وكالب بن يوفنّا (٩)(مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا)(١٠).

__________________

(١) الآية ٢.

(٢) الآية ٧.

(٣) الآية ٢٨. وتسمى سورة غافر.

(٤) ذكر بعض المفسرين : أن اسم هذا الرجل حبيب. وقيل : شمعان بالشين المعجمة. قال السهيلى : وهو أصح ما قيل فيه. وقيل : حزقيل ، ذكره الثعالبى عن ابن عباس وأكثر العلماء. الزمخشرى : واسمه سمعان أو حبيب. وقيل : خربيل أو حزبيل. واختلف فيه. هل كان إسرائيليّا أو قبطيّا» (تفسير القرطبى ١٥ : ٣٠٦)

(٥) الآية ٣٢.

(٦) جاءت قصتهما فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٩٩) وفيه «قيل : هو مثل لعيينة بن حصن وأصحابه مع سليمان وصهيب وأصحابه ، شبههم الله برجلين من بنى إسرائيل أخوين أحدهما : مؤمن واسمه يهوذا ـ فى قول ابن عباس. وقال مقاتل : اسمه تمليخا ـ والآخر كافر واسمه قرطوش».

(٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) كما قال ابن عباس وغيره ، وكانا من الاثني عشر نقيبا. (تفسير القرطبى ٦ : ١٢٧).

(١٠) الآية ٢٣.

٣٨٣

والوجه السابع ؛ رجل يعنى : حبيبا النّجّار ، قوله تعالى فى سورة يس : (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ) يعنى به : حبيبا النّجّار (يَسْعى)(١).

والوجه الثّامن ؛ رجل ؛ وهو حزقيل ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى)(٢) وهو حزقيل (٣).

والوجه التاسع ؛ رجل يعنى : الوثن (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ) يعنى : الوثن (٥) ـ إلى قوله ـ : (وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) يعنى : الوثن كلّ على عابده (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ)(٦) يعنى : ربّه ـ عزوجل ـ.

والوجه العاشر ؛ «رجلا» يعنى : الكافر ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً) «(٧) يعنى : الكافر (٨)» (فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) والشّركاء كالشّياطين (وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ)(٩) هو المؤمن يعمل لله وحده.

* * *

__________________

(١) الآية ٢٠. وهو حبيب بن إسرائيل النجار ، ـ وكان ينحت الأصنام ـ ، وهو ممن آمن بالنبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وبينهما ستمائة سنة ، كما آمن به تبع الأكبر ، وورقة بن نوفل وغيرهما ، قاله ابن عباس ومجاهد ومقاتل (تفسير القرطبى ١٥ : ١٧ ، ١٨).

(٢) الآية ٢٠.

(٣) «حزقيل بن صبورا ، مؤمن آل فرعون ، وكان ابن عم فرعون. كما قال أكثر المفسرين ، وذكره الثعلبى» (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٦٦).

(٤) فى م : «أبا بسر الكافر» كسابقتها فى تعليق رقم (٥) صفحة (٣٨٢) من هذا الكتاب.

(٥) كما فى (تفسير القرطبى ١٠ : ١٤٩) وفيه : «بيّن أنه لا قدرة له ولا أمر ، وأن غيره ينقله وينحته فهو كلّ عليه. والله الآمر بالعدل ، الغالب على كلّ شىء. وقال مقاتل نزلت فى هشام بن عمرو بن الحارث ، كان كافرا قليل الخير يعادى النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ».

(٦) الآية ٧٦.

(٧) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) الآية ٢٩.

٣٨٤

تفسير الرّكوع على ثلاثة أوجه

الصلاة* السّجود* الرّكوع بعينه*

فوجه منها ؛ الرّكوع : الصلاة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)(١) أى : صلّوا مع المصلّين ؛ ونظائره كثير (٢) /.

والوجه الثانى ؛ الرّكوع يعنى : السّجود ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ)(٣) يعنى : ساجدا.

والوجه الثالث ؛ الرّكوع بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)(٥).

* * *

__________________

(١) الآية ٤٣.

(٢) كما فى سورة المائدة / ٤٣ ، وسورة التوبة / ٥٥ ، وسورة المرسلات / ٤٨.

(٣) الآية ٢٤.

(٤) الآية ٥٥. وانظر (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٨) وتعليق رقم (٣) والمراجع هناك.

(٥) الآية ٧٧.

٣٨٥

تفسير الرّقيب على وجهين

الحفيظ* الانتظار*

فوجه منهما ؛ الرّقيب بمعنى : الحفيظ ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(١) يعنى : حفيظا لأعمالكم ؛ وكقوله تعالى فى سورة ق : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(٢) يعنى : حفيظا ؛ وقال تعالى فى سورة المائدة ـ قول عيسى عليه‌السلام ـ : (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)(٣) يعنى : الحفيظ عليهم.

والوجه الثّانى ؛ «ارتقب يعنى : انتظر» (٤) ؛ كقوله تعالى : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ)(٥) يعنى : انتظر ؛ «(٦) وقوله تعالى فى سورة هود : (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ)(٧) يعنى : انتظروا إنّى معكم منتظر العذاب ؛ وقوله تعالى فى سورة الدّخان : (فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ)(٨) أى : انتظر (٩)».

* * *

__________________

(١) الآية الأولى.

(٢) الآية ١٨.

(٣) الآية ١١٧.

(٤) فى ص : «رقيب يعنى» وفى ل : «الرقيب : المنتظر» والإثبات عن م.

(٥) سورة الدخان / ١٠.

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والاثبات عن ل وم.

(٧) الآية ٩٣.

(٨) الآية ٥٩.

(٩) (٦ ـ ٦) سقط من ص والاثبات عن ل وم.

٣٨٦

تفسير الرّجم على خمسة أوجه

القتل* الشّتم* الرّمى* الظنّ* اللّعنة* (١)

فوجه منها ؛ الرّجم يعنى : القتل ؛ قوله تعالى فى سورة يس : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ)(٢) يعنى : لنقتلنّكم ؛ وقال تعالى فى سورة الدّخان : (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ)(٣) : أن تقتلونى ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ)(٤) يعنى : لقتلناك (٥).

والوجه الثانى ؛ الرّجم : الشّتم ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ)(٦) يعنى : لأشتمنّك (٧).

والوجه الثالث ؛ الرّجم يعنى : الرّمى بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة «تبارك» : (وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ)(٨) يعنى : الكواكب رميا للشّياطين يرمون بها.

والوجه الرابع ؛ الرّجم : شبه الظنّ ؛ كقوله تعالى فى سورة الكهف : (وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ)(٩) / يعنى : رميا بالظّنّ.

والوجه الخامس ؛ الرّجيم : الملعون ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ)(١٠) يعنى : الملعون.

* * *

__________________

(١) فى م : «اللعن».

(٢) الآية ١٨.

(٣) الآية ٢٠.

(٤) الآية ٩١.

(٥) كما فى (كليات أبى البقاء : ١٩٨) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٢٨٢).

(٦) الآية ٤٦.

(٧) كما فى (تفسير القرطبى ١١ : ١١١) و (تفسير الطبرى ١٦ : ٦٩) و (كليات أبى البقاء : ١٩٨)

(٨) الآية ٥ وتسمى سورة الملك.

(٩) الآية ٢٢.

(١٠) الآية ٩٨.

٣٨٧

تفسير الرّحم والأرحام على وجهين

«(١) القرابة* رحم المرأة (٢)» *

فوجه منهما ؛ الأرحام (٣) : القرابة ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ)(٤) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة النّساء : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٥).

والوجه الثّانى ؛ الأرحام يعنى به : أرحام النّساء (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحامِهِنَ)(٧) يعنى : الوليد (٨) فى الرّحم.

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) فى ل : «الرحم»

(٤) الآية رقم ٦. وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٨) «الأرحام : القرابات واحدتها : رحم» وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : ر. ح. م).

(٥) الآية الأولى.

(٦) فى ل : «الأرحام واحدهم رحم ، وهو رحم المرأة» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٨) «والرحم : ما يشتمل على ماء الرجل ويكون منه الحمل»

(٧) الآية ٢٢٨.

(٨) فى ل وم : «الولد ...».

٣٨٨

تفسير الرّؤية على ثلاثة أوجه

«(١) العلم* المشاهدة* الاعتبار (٢)» *

فوجه منها ؛ الرّؤية يعنى : العلم ؛ قوله سبحانه فى سورة النّساء : (بِما أَراكَ اللهُ)(٣) يعنى : «بما أعلمك الله» (٤) ؛ وكقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ ...)؟ (٥) فى مواضع كثيرة (٦). «يعنى : ألم تعلم؟» (٧).

والوجه الثانى ؛ الرّؤية : المشاهدة (٨) ؛ قوله تعالى : (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ)(٩) ؛ وكقوله تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ)(١٠) ، ونحوه كثير (١١).

والوجه الثالث ؛ الرّؤية : الاعتبار ، قال تعالى : (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ)؟ (١٢) يعنى : ألم يعتبروا بها (١٣) ؛ وكقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ)؟ (١٤) أراد به : ألم يعتبروا؟

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والاثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والاثبات عن ل وم.

(٣) الآية ١٠٥.

(٤) فى ص وم : «بما علمك الله» والإثبات عن ل. وفى (كليات أبى البقاء ١٩٥) «والرؤية إن كانت بمعنى العلم فمعلقة بالاستفهام ، كقوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) [سورة الواقعة / ٦٨]».

(٥) سورة إبراهيم / ٢٤.

(٦) كما فى سورة البقرة / ٢٤٣ ، ٢٤٦ ، ٢٥٨ ، وسورة آل عمران / ٢٣ ، وسورة النساء / ١٤ ، ٤٩ ، ٥١ ، ٦٠ ، ٧٧ ، وسورة إبراهيم / ١٩ ، ٢٨ ، وسورة مريم / ٨٣ ، وسورة الفرقان / ٤٥ ، وسورة الشعراء / ٢٢٥ ، وسورة لقمان ٢٩ ، ٣١ ، وسورة فاطر ٢٧ ، وسورة الزمر ٢١ ، وسورة غافر ٦٩ ، وسورة المجادلة / ٧ ، ٨ ، ١٤ ، وسورة الحشر / ١١ ، وسورة الفجر / ٦ ، وسورة الفيل / ١.

(٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) فى ل : «... المشاهدة برؤيتهم».

(٩) سورة آل عمران / ١٣.

(١٠) سورة الإنسان / ٢٠.

(١١) كما فى سورة النساء / ٦١ ، وسورة الأنعام / ٦٨ ، وسورة يوسف / ٤ ، وسورة الكهف / ٦٣ ، وسورة مريم / ٧٧ ، وسورة الفرقان / ٤٣ ، وسورة الشعراء / ٢٠٥ ، وسورة الجاثية / ٢٣ ، وسورة محمد / ٢٠ ، وسورة النجم / ٣٣ ، وسورة العلق / ٩ ، ١١ ، ١٣ ، وسورة الماعون / ١ ، وسورة النصر / ٢.

(١٢) سورة النحل / ٧٩.

(١٣) فى ص وم : «ألم يعتبر بها» والإثبات عن ل.

(١٤) سورة النحل / ٤٨.

٣٨٩

تفسير الرّفع على ستة أوجه

«(١) حبس* التّشدّد* أجلس* عرج به* رتّب* فضّل* (٢)»

فوجه منها ؛ رفع بمعنى : حبس ؛ قوله تعالى فى سورة «النّساء» (٣) : (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ)(٤) يعنى : قلعنا وحبسنا (٥).

والوجه الثانى ؛ «الرّفع» (٦) : التّشدّد فى الكلام ؛ قوله تعالى فى سورة الحجرات : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ)(٧) يعنى : لا تشدّدوا كلامكم عند كلامه (٨).

والوجه الثالث ؛ رفع أى : أجلس ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ)(٩) يعنى : أجلسهما على السّرير.

والوجه الرابع ؛ رفع يعنى : عرج به ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء ـ لعيسى ابن مريم عليه‌السلام ـ : (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ)(١٠) أى : عرج بنفسه إلى السماء / ؛ وكقوله تعالى : (وَرافِعُكَ إِلَيَ)(١١).

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) فى ص وم : «... فى سورة المائدة» ، وما أثبت تصويب عن ل.

(٤) الآية ١٥٤.

(٥) فى م : «ثبتنا وحبسنا» وفى (تنوير المقباس ١ : ٤١ بهامش الدر المنثور) «قلعنا ورفعنا وحبسنا».

(٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ٢.

(٨) فى ل : «لا تشددوا أصواتكم فوق صوت النبى يعنى ...». وفى (تفسير الفخر الرازى ٧ : ٥٦٠) «يحتمل وجوها : أحدها ، أن يكون المراد حقيقته وذلك لأن رفع الصوت دليل قلة الاحتشام ، وترك الاحترام ...» وفى (أساس البلاغة ـ مادة : ر. ف. ع) «كلام مرفوع : جهير».

(٩) الآية ١٠٠.

(١٠) الآية ١٥٨. «كساه الله الريش وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، فطار مع الملائكة. كما قال الضحاك. والصحيح أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير وفاة ولا نوم ، كما قال الحسن وابن زيد ، وهو اختيار الطبرى ، وهو الصحيح عن ابن عباس» (تفسير القرطبى ٤ : ١٠٠ ، ٦ : ١٠).

(١١) سورة آل عمران / ٥٥.

٣٩٠

والوجه الخامس ؛ رفع يعنى : رتّب بعضها على بعض ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ)(١) يعنى : خالق السّماوات رتّب بعضها على بعض.

والوجه السادس ؛ رفع يعنى : فضّل ؛ كقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ)(٢) يعنى : فضّل الأغنياء على الفقراء بالمال (٣) ؛ وكقوله سبحانه : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) يعنى : يفضّل الله الذين آمنوا منكم (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٤).

* * *

تفسير الرّجز على وجهين

«(٥) العذاب* الصّنم (٦)» *

فوجه منهما ؛ الرّجز : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ)(٧) يعنى : العذاب ؛ وكقوله تعالى : (رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)(٨) أى : العذاب (٩).

والوجه الثّانى ؛ الرّجز : الصّنم ؛ قوله تعالى فى سورة المدّثّر : (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)(١٠) يعنى : الصّنم وعبادته.

* * *

__________________

(١) الآية ١٥ وتسمى سورة غافر.

(٢) الآية ٣٢.

(٣) وفى (تفسير القرطبى ١٦ : ٨٣) «أى فاضلنا بينهم فمن فاضل ومفضول ورئيس ومرءوس ، قاله مقاتل ... وقيل : بالغنى والفقر ، فبعضهم غنى وبعضهم فقير»

(٤) الآية ١١ من سورة المجادلة «وبين فى هذه الآية أن الرفعة عند الله تعالى بالعلم والإيمان لا بالسبق إلى صدور المجالس» (تفسير القرطبى ١٧ : ٢٩٩)

(٥) (٥ ـ ٥) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٦) (٥ ـ ٥) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ١٣٤.

(٨) سورة البقرة / ٥٩ ، وسورة العنكبوت / ٣٤ ، ومثله كما فى سورة الأعراف / ١٣٥ ، ١٦٢.

(٩) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٣) ، وفى (كليات أبى البقاء : ١٩١) «كل ما فى القرآن من الرجز فهو العذاب ، وأما «والرجز فاهجر» بالضم ـ فالمراد الصنم».

(١٠) الآية ٥.

٣٩١

باب الزّاى

الزّبر* الزّوج* الزّخرف* الزّكاة* الزّينة* الزّيادة* الزّيغ* الزّوال*

* * *

٣٩٢

تفسير الزّبر على خمسة أوجه

حديث الأوّلين* وكتب الأوّلين* واللّوح المحفوظ* «والقطع» (١) * وزبور داود*

فوجه منها ؛ الزّبر : حديث الأوّلين وأمرهم الذى كان فى الكتب ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ)(٢) يعنى : حديث الماضين (٣) ؛ نظيرها فى سورة الملائكة (٤) ؛ وفى سورة النّحل (٥).

والوجه الثانى ؛ الزّبر يعنى : الكتب ؛ كقوله تعالى فى سورة الشّعراء : (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ)(٦) يعنى : لفى كتب الأوّلين ؛ «(٧) وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ)(٨) يعنى : كتب الأوّلين (٩)».

__________________

(١) سقط من ص والإثبات عن ل ، وفى م : «القطع الكبار».

(٢) الآية ١٨٤.

(٣) فى (الوجوه والنظائر عن مقاتل : الورقة ١٣٧) «حديث الأمم وأمرهم» ، وفى (تنوير المقباس ١ : ٢٢٥ بهامش الدر المنثور) «وبخبر كتب الأولين» ؛ وفى (مختصر من تفسير الطبرى : ١ : ٩٥) «الزبر : جمع زبور ، وهو الكتاب وكل كتاب ، فهو زبور»

(٤) كما فى الآية ٢٥ وتعرف بسورة فاطر.

(٥) كما فى الآية ٤٤.

(٦) الآية ١٩٦. «يعنى : كتبهم ، مثل التوراة والإنجيل» (اللسان ـ مادة : ز. ب. ر)

(٧) (٧ ـ ٧) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

(٨) الآية ١٠٥.

(٩) (٧ ـ ٧) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.

٣٩٣

والوجه الثالث ؛ الزّبر يعنى : اللّوح المحفوظ ؛ قوله تعالى فى / سورة السّاعة : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ)(١) يعنى : فى اللّوح المحفوظ (٢).

والوجه الرابع ؛ «الزّبر» (٣) يعنى : القطع الكبار ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المؤمنون : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً)(٥) يعنى : قطعا.

والوجه الخامس ؛ «الزّبور» (٦) يعنى : زبور داود ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)(٧) يعنى : كتاب داود (٨) ؛ نظيرها فى سورة «بنى إسرائيل» (٩).

* * *

__________________

(١) الآية ٥٢ ، وتسمى سورة القمر.

(٢) كما فى (الوجوه والنظائر عن مقاتل ـ الورقة : ١٣٧) ، وفى (تفسير الفخر الرازى ٧ : ٧٩٠) «والزبر : هى كتب الكتبة الذين قال تعالى فيهم : (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ) [سورة الانفطار / ٩ ، ١٠ ، ١١].

(٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) الآية ٩٦ «أى قطع الحديد ، واحدتها زبرة» (غريب القرآن للسجستانى ١٦٩) ، وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : ز. ب. ر) و (الوجوه والنظائر عن مقاتل ـ الورقة : ١٣٨) و (كليات أبى البقاء : ٢٠١).

(٥) الآية ٥٣.

(٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ١٦٣.

(٨) كما فى (الوجوه والنظائر عن مقاتل : الورقة ١٣٨) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٦) «زبور بمعنى مفعول ، من زبرت الكتاب ، أى كتبته» وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ز. ب. ر) «الجمع. زبر. وغلب على مزامير داود عليه‌السلام».

(٩) كما فى الآية ٥٥ ، وتسمى سورة الإسراء.

٣٩٤

تفسير الأزواج على ثلاثة أوجه (١)

الحلائل* الأصناف* القرناء*

فوجه منها ؛ الأزواج يعنى : الحلائل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ)(٢) يعنى : الحلائل ؛ وكذلك فى سورة آل عمران (٣) ؛ وقال فى سورة النّساء : (وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ)(٤) يعنى : امرأة الرّجل.

والوجه الثانى ؛ الأزواج : الأصناف ؛ قوله تعالى فى سورة الشعراء : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ)(٥) يعنى : من كلّ صنف من النّبت حسن ؛ وقال تعالى فى سورة يس : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها)(٦) : يعنى : الأصناف ؛ وقال تعالى فى سورة الأنعام : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ)(٧) يعنى : ثمانية أصناف ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)(٨) يعنى : من كلّ صنفين (٩) ؛ وقال تعالى فى سورة الرعد : (جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)(١٠).

والوجه الثالث ؛ الأزواج : القرناء ؛ قوله تعالى فى سورة الصّافّات : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ)(١١) يعنى : وقرناءهم من الشّياطين ؛ وقوله تعالى فى «إذا الشّمس كوّرت» : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)(١٢) يعنى : قرنت نفوس الكفّار بالشّياطين ، ونفوس المؤمنين بالحور العين.

* * *

__________________

(١) «تفسير الأزواج» وردت هى وأوجهها فى باب الألف صفحة (٩٩ ، ١٠٠) من هذا الكتاب وانظر أيضا التعليقات هناك.

(٢) الآية ٢٥.

(٣) الآية ١٥.

(٤) الآية ١٢.

(٥) الآية ٧.

(٦) الآية ٣٦.

(٧) الآية ١٤٣.

(٨) الآية ٤٠.

(٩) فى م : «يعنى : اجعل فيها زوجين اثنين».

(١٠) الآية ٣.

(١١) الآية ٢٢

(١٢) الآية ٧ ، وتعرف بسورة التكوير.

٣٩٥

تفسير الزّخرف على ثلاثة أوجه

الذّهب* والحسن* والتّزيين*

فوجه منها ؛ الزّخرف : الذّهب ؛ قوله تعالى فى سورة «حم الزّخرف» : (وَزُخْرُفاً)(١) يعنى : الذّهب ؛ وكقوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ)(٢) يعنى : من ذهب (٣).

والوجه الثانى ؛ الزّخرف يعنى : الحسن / ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها)(٤) يعنى : حسنها (٥).

والوجه الثالث ؛ الزّخرف يعنى : التّزيين ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً)(٦) يعنى : تزيين القول يغرون (٧) به الكفّار.

* * *

__________________

(١) الآية ٣٥.

(٢) الآية ٩٣ ، وتسمى سورة الإسراء.

(٣) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٩) «والزخرف : الذهب ثم جعلوا كل شىء مزين مزخرفا ...» وبنحوه فى (كليات أبى البقاء : ٢٠١) ، و (اللسان ـ مادة : ز. خ. ر. ف).

(٤) الآية ٢٤.

(٥) فى م : «الحسن» ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٩) «أى : زينتها بالنبات» وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠١) «تزينت بأصناف النبات وأشكالها وألوانها المختلفة» ، وفى (تفسير القرطبى ٨ : ٣٢٧) «أى حسنها وزينتها. والزخرف كمال حسن الشىء ، ومنه قيل للذهب : زخرف».

(٦) الآية ١١٢.

(٧) فى ل : «... القول غرورا ...» وفى م : «تزين القول يعنون به ...» وفى (غريب القرآن للسجستانى ١٦٩) «يعنى : الباطل المزين المحسن» وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٧ : ٦٧).

٣٩٦

تفسير الزّكاة على سبعة أوجه

«(١) قول لا إله إلّا الله* الزّكاة بعينها* أصلح* صدقة الفطر* يبرّءون* الحلال* الصّدقة (٢)» *

فوجه منها ؛ الزّكاة يعنى : «قول» (٣) لا إله إلا الله ؛ فذلك قوله سبحانه فى سورة «حم السّجدة» : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ* الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ)(٤) يعنى : لا يقولون لا إله إلا الله (٥) ، وكقوله تعالى فى سورة عبس : (وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى)(٦) : أى لا يوحّد.

والوجه الثانى ؛ «الزّكاة» (٧) يعنى : الزّكاة المفروضة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَآتُوا الزَّكاةَ)(٨) ؛ مثلها فى سورة النّساء : (وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ)(٩) يعنى : المفروضة ؛ ونحوه (١٠).

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم ، والإثبات عن ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم ، والإثبات عن ل.

(٣) سقط من ص والإثبات عن ل. وفى م : «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

(٤) الآية ٦ ، ٧. وتسمى سورة فصلت.

(٥) فى م : «... لا إله إلا الله محمد رسول الله» وفى (تفسير القرطبى ١٥ : ٣٤٠) قال ابن عباس : «لا يشهدون أن لا إله إلا الله وهى زكاة الأنفس وقال الضحاك ومقاتل : لا يتصدقون ولا ينفقون فى الطاعة».

(٦) الآية ٧.

(٧) (١ ـ ١) سقط من ص وم ، والإثبات عن ل.

(٨) الآية ٤٣ ، ٨٣ ، ١١٠ ، ١٧٧ ، وسورة النساء / ٧٧ ، وسورة التوبة / ٥ ، ١١ ، وسورة الحج / ٤١ ، ٧٨ ، وسورة النور / ٥٦ ، وسورة المجادلة / ١٣ ، وسورة المرسلات / ٢٠.

(٩) الآية ١٦٢.

(١٠) كما فى سورة المائدة / ١٢ ، ٥٢ ، وسورة الأعراف / ٥٦ ، وسورة التوبة / ١٨ ، ٧١ ، وسورة مريم / ٥٥ ، وسورة الأنبياء / ٧٣ ، وسورة المؤمنون / ٤ ، وسورة النور / ٢٧ ، وسورة النمل / ٣ ، وسورة لقمان / ٤ ، وسورة الأحزاب / ٣٣ ، وسورة البينة / ٥.

٣٩٧

والوجه الثالث ؛ «(١) تزكّى أى : أصلح (٢)» ؛ قوله تعالى فى سورة فاطر : (وَمَنْ تَزَكَّى) يعنى : أصلح (فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة التّوبة : (وَتُزَكِّيهِمْ بِها)(٤) أى : تصلحهم بها.

والوجه الرابع ؛ تزكّى أى : تصدّق صدقة الفطر (٥) ؛ «(٦) قوله تعالى فى سورة الأعلى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)(٧) أى : من تصدّق صدقة الفطر (٨)».

والوجه الخامس ؛ يزكّون أى يبرّءون ؛ كقوله تعالى فى سورة النساء : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ)(٩) ؛ مثلها : (وَلا يُزَكِّيهِمْ)(١٠) أى : «ولا يبرّئهم» (١١) ، مثلها فى سورة الكهف : (زَكِيَّةً) : بريئة (بِغَيْرِ نَفْسٍ)(١٢).

والوجه السادس ؛ أزكى : أحلّ ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً)(١٣) أى : أحلّ طعاما وألطف (١٤).

__________________

(١) (١ ـ ١) فى ص : «الزكاة ...» ، وفى م : «الزكاة : الصلاح» وما أثبتّ عن ل.

(٢) (١ ـ ١) فى ص : «الزكاة ...» ، وفى م : «الزكاة : الصلاح» وما أثبتّ عن ل.

(٣) الآية ١٨. وفى (غريب القرآن للسجستانى ٨٥) «تزكى ، أى تطهر من الذنوب بالعمل الصالح» وفى (تفسير القرطبى ١٤ : ٣٣٩) «أى من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه».

(٤) الآية ١٠٣.

(٥) فى م : «... يعنى الصدقة».

(٦) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ١٤. وجاء هذا المعنى عن قتادة وعطاء وأبى العالية وأبى سعيد الخدرى وابن عمر ، روى عن النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه قال : «أخرج زكاة الفطر» (تفسير القرطبى ٢٠ : ٢١).

(٨) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) الآية ٤٩.

(١٠) سورة البقرة / ١٧٤ ، وسورة آل عمران / ٧٧.

(١١) فى ص : «ولا تبرءوها» والإثبات عن ل وم. «وقال الزجاج : لا يثنى عليهم خيرا ولا يسميهم أزكياء». و «التزكية : التطهير والتبرية من الذنوب» (تفسير القرطبى ٢ : ٢٣٥ ، ٥ : ٢٤٦)

(١٢) الآية ٧٤. «قرأ الجمهور «زاكية» ـ بالألف ـ وقرأ الكوفيون وابن عامر : «زكية» ـ بغير ألف ، وتشديد الياء. قيل المعنى واحد ، قاله الكسائى. وقال ثعلب : الزكية أبلغ. قال أبو عمرو : الزاكية : التى لم تذنب قط ، والزكية التى أذنبت ثم تابت» (تفسير القرطبى ١١ : ٢١).

(١٣) الآية ١٩.

(١٤) «قال ابن عباس : أحل ذبيحة ، لأن أهل بلدهم كانوا يذبحون على اسم الصنم ؛ وكان فيهم قوم يخفون إيمانهم» : (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٧٥).

٣٩٨

والوجه السابع ؛ الزّكاة : الصّدقة ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً)(١) أى : صدقة تصدّق به على أبويه.

* * *

تفسير الزّينة على سبعة أوجه

الحسن* الحلىّ* الزّهرة* المنظر الحسن* التّلوّن (٢) / * الكواكب* لبس الثّياب*

فوجه منها ؛ الزّينة : الحسن ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا)(٣) يعنى : حسّن ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (كَذلِكَ زَيَّنَّا)(٤) أى : حسّنا ، وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ) : حسّن «للنّاس» (٥)(حُبُّ الشَّهَواتِ)(٦) ونحوه (٧).

والوجه الثانى ؛ الزّينة : الحلىّ ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ)(٨) يعنى : من حلىّ القوم (٩).

والوجه الثالث ؛ الزّينة : الزّهرة ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً)(١٠) أى : زهرة (١١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا)(١٢) أى : زهرة الحياة الدّنيا ؛ وكقوله تعالى فى سورة القصص : (وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى)(١٣).

__________________

(١) الآية ١٣.

(٢) فى م : «الملون».

(٣) الآية ٢١٢.

(٤) الآية ١٠٨.

(٥) الإثبات عن م. «زين من التزيين. وتزين الشيطان إنما هو بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها» (تفسير القرطبى ٤ : ٢٨).

(٦) الآية ١٤

(٧) فى م : «ونحوه كثير». كما فى سورة الأنعام / ٤٣ ، ١٣٧ ، وسورة الأنفال / ٤٨ ، وسورة النحل / ٦٣ ، وسورة النمل / ٤ ، ٢٤ ، وسورة فاطر / ٨ ، وسورة غافر / ٣٧ ، وسورة محمد / ١٤.

(٨) الآية ٨٧.

(٩) كما فى (تفسير القرطبى ١١ : ٢٣٥) وفى (غريب القرآن للسجستانى ١٧٠) «زينة : ما يتزين به الإنسان من لبس وحلى وغير ذلك».

(١٠) الآية ٨٨.

(١١) فى م : «زهرة الحياة الدنيا».

(١٢) الآية ٤٦.

(١٣) الآية ٦٠.

٣٩٩

والوجه الرابع ؛ الزّينة : المنظر الحسن : الدّوابّ ؛ والغلمان ، والجواري ؛ قوله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)(١) أى : فى غلمانه ، وجواريه ، وخيله (٢) ، وكقوله تعالى فى سورة النّحل : (لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً)(٣).

والوجه الخامس ؛ وازّينت يعنى : وتلوّنت (٤) الأحمر والأصفر والأخضر ؛ فذلك قوله «(٥) فى سورة يونس (٦)» : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ)(٧) يعنى : بالأحمر والأصفر والأخضر تلوّنت (٨).

والوجه السادس ؛ الزّينة : الكواكب والنّجوم ؛ قوله تعالى فى سورة «والصّافّات» : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)(٩) ؛ مثلها فى سورة الحجر (١٠) ؛ وكذلك قوله تعالى فى سورة الملك : (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ)(١١).

والوجه السابع ؛ الزّينة : لبس الثّياب وستر العورة ؛ قوله تعالى فى سورة / الأعراف : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(١٢) يعنى : ستر العورة. ويقال : المشط (١٣).

* * *

__________________

(١) سورة القصص / ٧٩.

(٢) انظر (تفسير القرطبى ١٣ : ٣١٦ ، ٣١٧).

(٣) الآية ٨.

(٤) فى ل : «... الزينة : التلون. الأحمر ...».

(٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ٢٤.

(٨) فى (تفسير القرطبى ٨ : ٣٢٧) «أى بالحبوب والثمار والأزهار» ، وفى (كليات أبى البقاء : ٢٠١) «تزينت بأصناف النبات وأشكالها وألوانها المختلفة».

(٩) الآية ٦.

(١٠) الآية ١٦ ، وهو قوله تعالى : (وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ).

(١١) الآية ٥. «جمع مصباح وهو السراج ، وتسمى الكواكب مصابيح لإضاءتها» (تفسير القرطبى ١٨ : ٢١٠).

(١٢) الآية ٣١.

(١٣) «فى الآية قولان : الأول ، أن المراد من الزينة فى هذه الآية : اللباس الذى تستر به العورة ، وهو قول ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ وكثير من المفسرين. والقول الثانى ، أنه يتناول جميع أنواع الزينة ، فيدخل تحت الزينة جميع أنواع التزيين ، ويدخل تحتها تنظيف البدن من جميع الوجوه ، ويدخل تحتها المركوب ، ...» : (تفسير الفخر الرازى ٤ : ٢٠٧) و (تفسير القرطبى ٧ : ١٩).

٤٠٠