أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني
المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
والوجه التّاسع ؛ الرّحمة يعنى : العافية ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ) «(١) يعنى : بعافية (٢)» (هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ)(٣) يعنى : عافيته.
والوجه العاشر ؛ الرّحمة يعنى : المودّة ؛ قوله تعالى فى سورة الحديد : (وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً)(٤) يعنى : مودّة ؛ وكقوله تعالى : (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ)(٥) يعنى : متوادّين (٦).
والوجه الحادى عشر ؛ الرّحمة يعنى : الإيمان ؛ قوله تعالى فى سورة هود ـ قول نوح ـ : (وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ)(٧) ، (وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً)(٨) يعنى : بالرّحمة : الإيمان.
والوجه الثانى عشر ؛ «الرّحمة» (٩) يعنى : التّوفيق ؛ «قوله تعالى» (١٠) : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ)(١١) يعنى : التّوفيق والمنّة ؛ ومثله فى سورة النّساء ، وسورة النّور ، ونحوه (١٢).
والوجه الثّالث عشر ؛ الرّحمة : عيسى ابن مريم ـ عليهماالسلام ـ ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا)(١٣) أى : عيسى ابن مريم عليهالسلام.
والوجه الرابع عشر ؛ الرّحمة يعنى : محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ؛ قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)(١٤).
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم ، و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) ، و (كليات أبى البقاء : ١٩٤).
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم ، و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) ، و (كليات أبى البقاء : ١٩٤).
(٣) الآية ٣٨.
(٤) الآية ٢٧.
(٥) سورة الفتح / ٢٩.
(٦) كما فى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) ؛ و (كليات أبى البقاء : ١٩٤).
(٧) الآية ٢٨.
(٨) سورة هود / ٦٣.
(٩) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١١) سورة النساء / ٨٣.
(١٢) كما فى الآية ١١٣ من سورة النساء ؛ والآيات ١٠ ، ٢٠ ، ٢١ من سورة النور. ونحوه فى سورة البقرة / ٦٤.
(١٣) الآية ٢١.
(١٤) سورة الأنبياء / ١٠٧. وللرحمة معان أخرى جاءت فى (كليات أبى البقاء ١٩٤) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦).
تفسير الرّجاء (١) على خمسة أوجه
الطّمع* الخشية* الحبس* الطّرف والنّاحية (٢) * التّرك*
فوجه منها ؛ الرّجاء يعنى : الطّمع ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ) يعنى : يطمعون فى جنّته (وَيَخافُونَ عَذابَهُ)(٣) يعنى : عذاب ناره ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ)(٤) يعنى : يطمعون فى جنّته (٥) ؛ ونحوه كثير.
والوجه الثّانى ؛ الرّجاء يعنى : الخشية ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ)(٦) يعنى : من كان يخشى البعث (٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ)(٨) يقول : من كان يخشى البعث ؛ وكقوله تعالى فى سورة الفرقان : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا)(٩) ؛ مثلها فى سورة «عمّ يتساءلون» : (إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً)(١٠) أى : لا يخافون حسابا.
والوجه الثّالث ؛ أرجه يعنى : احبسه ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف ، والشّعراء : (قالُوا أَرْجِهْ) يعنى : احبسه (١١)(وَأَخاهُ)(١٢) يعنى : موسى وهارون.
__________________
(١) «الرجاء ـ بالمد ـ : الطمع فيما يمكن حصوله ويرادفه الأمل» (كليات أبى البقاء : ١٩٢).
(٢) فى ل : «الحروف والنواحى».
(٣) الآية ٥٧ وتسمى سورة الإسراء.
(٤) الآية ٢١٨.
(٥) فى ل : «فى رحمة الله». وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٨) «أى يطمعون فيها». ونحوه كما فى سورة النساء / ١٠٤ ؛ قوله تعالى : (وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ)» كما فى (كليات أبى البقاء : ١٩٢).
(٦) الآية ١١٠.
(٧) فى ص : «... يخشى القلب» وما أثبتّ تصويب عن ل وم. وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٨) «أى يخاف».
(٨) الآية ٥.
(٩) الآية ٢١.
(١٠) الآية ٢٧. وتسمى سورة النبأ.
(١١) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢): (أرجئه) : أخّره أى : احبسه وأخّر أمره» وروى ذلك المعنى عن قتادة ، كما فى (تفسير الطبرى ١٣ : ٢٢).
(١٢) سورة الأعراف / ١١١ ؛ سورة الشعراء / ٣٦.
والوجه الرابع ؛ «الأرجاء» (١) : الأطراف والنّواحى ؛ قوله تعالى فى سورة الحاقة : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها)(٢) أى : على نواحيها وأطرافها (٣).
والوجه الخامس ؛ [الإرجاء](٤) : التّرك ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَ) أى : تترك من الواهبات أنفسهنّ من تشاء (وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ)(٥).
* * *
تفسير الرّوح على ستة أوجه
الرّحمة* الملك* جبريل / * الوحى* عيسى* الحياة (٦) *
فوجه منها ؛ الرّوح يعنى : الرّحمة ؛ قوله تعالى فى سورة المجادلة : (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)(٧) يعنى : وقوّاهم برحمة منه (٨).
والوجه الثانى ؛ الرّوح يعنى : ملكا من الملائكة فى السّماء السّابعة ، وجهه على صورة الإنسان ، وجسده على صورة الملائكة هو أعظم من كلّ خلق غير العرش ، يقوم على يمين العرش ؛ قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا)(٩) يعنى : بالرّوح ؛ ذلك الملك (١٠).
__________________
(١) فى ص : «الرجا» ؛ والإثبات عن ل وم.
(٢) الآية ١٧.
(٣) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٢) «(أرجائها) : نواحيها وجوانبها ، واحدها : رجا مقصور. يقال ذلك لحرف البئر ، ولحرف القبر ، وما أشبهه».
(٤) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.
(٥) الآية ٥١. وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٨٩) «(ترجى) : أى تؤخر. (وتؤى إليك) ؛ أى تضم» وفى (تفسير القرطبى ١٤ : ٢١٥) «قال الشعبى : هنّ الواهبات أنفسهنّ ؛ تزوج رسول الله صلىاللهعليهوسلم منهنّ وترك منهنّ».
(٦) فى م : «الحق».
(٧) الآية ٢٢.
(٨) كما فى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) و (كليات أبى البقاء : ١٩٤).
(٩) سورة النبأ / ٣٨.
(١٠) فى (كليات أبى البقاء : ١٩٤) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) «ملك عظيم». وانظر أقوال العلماء فى ذلك فى (تفسير القرطبى ١٩ : ١٨٦ ـ ١٨٧).
والوجه الثالث ؛ الرّوح يعنى : جبريل عليهالسلام ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ)(١) ؛ وكقوله ـ أيضا ـ لعيسى : (وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)(٢) يعنى : بجبريل عليهالسلام. مثلها فى سورة مريم : (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا)(٣) يعنى : جبريل (٤) ؛ وكقوله «(٥) تعالى فى سورة القدر (٦)» : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها)(٧) يعنى : جبريل.
والوجه الرابع ؛ الرّوح يعنى : الوحى ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) يعنى : بالوحى (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ)(٨) ؛ نظيرها فى سورة «حم المؤمن» (٩) ؛ وقال سبحانه فى سورة «حم عسق» : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ)
(أَمْرِنا)(١٠) أى : وحيا من أمرنا.
والوجه الخامس ؛ الرّوح يعنى : عيسى ابن مريم عليهماالسلام ؛ كقوله تعالى فى سورة النّساء : (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ)(١١) يعنى : قال لعيسى : كن فكان (وَرُوحٌ مِنْهُ) يعنى بالرّوح : أنّه كان من غير بشر ؛ وكقوله تعالى فى سورة «تنزيل السّجدة» : (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ)(١٢) يعنى : أنّه كان من غير بشر.
والوجه السّادس ؛ الرّوح يعنى : الحياة فى الحيوانات وذات الأرواح (١٣) ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)(١٤).
* * *
__________________
(١) الآية ١٠٢.
(٢) سورة البقرة / ٨٧ ، ٢٥٣.
(٣) الآية ١٧.
(٤) كما فى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) و (كليات أبى البقاء : ١٩٤).
(٥) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٦) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) الآية ٤.
(٨) الآية ٢.
(٩) الآية ١٥ ؛ وتسمى سورة غافر.
(١٠) الآية ٥٢ ؛ وتسمى سورة الشورى.
(١١) الآية ١٧١. «يعنى : عيسى عليهالسلام روح من الله أحياه الله فجعله روحا» (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٢).
(١٢) الآية ٩ ؛ وتسمى سورة السجدة.
(١٣) الروح الحيوانى : جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسمانىّ وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن. والروح الإنسانىّ لا يعلم كنهها إلّا الله تعالى : (كليات أبى البقاء : ١٩٣).
(١٤) الآية ٨٥ وتسمى سورة الإسراء. «أى : من علم ربّى وأنتم لا تعلمونه» (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٢).
تفسير الرّوح على وجهين
/ الرّاحة* الرّحمة*
فوجه منهما ؛ الرّوح يعنى : الرّاحة ؛ قوله تعالى فى سورة الواقعة : (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ)(١) يعنى : راحة (٢).
والوجه الثانى ؛ الرّوح : الرّحمة ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ) يعنى : من رحمة الله (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ) أى : من رحمة الله ، (إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ)(٣).
* * *
تفسير الرّشد (٤) على ستّة أوجه
الهداية* التّوفيق* الصّواب* إصلاح المال* العقل (٥) * المخرج*
فوجه منها ؛ الرّشد بمعنى : الهداية ؛ قوله تعالى فى سورة الحجرات : (أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)(٦) يعنى : المهتدون ؛ ونحوه كثير (٧).
__________________
(١) الآية ٨٩.
(٢) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٠) «نسيم طيب ، وريحان : رزق» ونحوه فى (كليات أبى البقاء : ١٩١) وانظر (المفردات فى غريب القرآن ٢٠٦)
(٣) الآية ٨٧
(٤) «الرشد : الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه ، وغالب استعماله بطريق العقل. ويستعمل للاستقامة فى الشرعيات أيضا ، ويستعمل استعمال الهداية» : (كليات أبى البقاء : ١٩٦) وبنحوه فى (المفردات فى غريب القرآن ١٩٦)
(٥) فى م : «العقدة»
(٦) الآية ٧.
(٧) سورة البقرة / ١٧٦ ، وسورة الأعراف / ١٤٦ ، وسورة الجن / ١٠.
والوجه الثّانى ، الرّشد : التّوفيق ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً)(١) أى : «موفّقا» (٢).
والوجه الثّالث ؛ الرّشد : الصّواب ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً)(٣) يعنى : صوابا.
والوجه الرّابع ؛ الرّشد : إصلاح المال ؛ قوله سبحانه فى سورة النساء : (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً)(٤) يعنى : إصلاح المال (٥).
والوجه الخامس ؛ الرّشد : العقل (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)(٧) يعنى : عاقلا.
والوجه السادس ، الرّشد ـ بنصب الرّاء والشّين ـ : المخرج ، قوله تعالى فى سورة الكهف : (وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً)(٨) أى : مخرجا.
* * *
__________________
(١) الآية ١٧
(٢) فى ص وم : «أى توفيقا» ، والإثبات عن ل.
(٣) الآية ٢٤.
(٤) الآية ٦.
(٥) فى ل : «إصلاحا للمال». انظر (تفسير الطبرى ٧ : ٥٧٧) و (تفسير القرطبى ٥ : ٣٧) و (البحر المحيط ٣ : ١٧١).
(٦) فى ل : «... العقل فى الدين».
(٧) الآية ٧٨.
(٨) الآية العاشرة.
تفسير الرّكوب على أربعة أوجه
التّحوّل من حال (١) * النّجاة* الاستواء* ركوب الدّوابّ*
فوجه «(٢) منها ؛ الركوب (٣)» يعنى : التّحوّل (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الانشقاق : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ)(٥) أى : لتحوّلنّ من حال إلى حال (٦).
والوجه الثانى ؛ الرّكوب : النّجاة ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا)(٧) يعنى : انج معنا ب «لا إله إلّا الله».
والوجه الثالث ؛ الرّكوب : «الاستواء» (٨) فى السّفينة ؛ قوله تعالى : (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ)(٩) يعنى : الزّواريق ؛ وكقوله تعالى : (فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ)(١٠) / ، نظيرها فى سورة هود : (وَقالَ ارْكَبُوا فِيها)(١١) ، ونحوه كثير (١٢).
والوجه الرابع ؛ الرّكوب يعنى : على الدّوابّ ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها)(١٣) ؛ نظيرها فى سورة الزّخرف : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ* لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ)(١٤).
* * *
__________________
(١) فى ل : «التحول» ، وفى م «التحول من حال إلى حال.».
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.
(٤) فى ل : «التحول من حال إلى حال».
(٥) الآية ١٩.
(٦) وفى (مختصر من تفسير الطبرى ٢ : ٤٦٤) «حالا بعد حال ، وأمرا بعد أمر من الشدائد. تقول العرب : وقع فلان فى بنات طبق ، إذا وقع فى أمر شديد».
(٧) الآية ٤٢.
(٨) فى ص : «الاستوى» ، وفى ل : «الاستوا» وما أثبت عن م.
(٩) سورة يس / ٤٢.
(١٠) سورة العنكبوت / ٦٥.
(١١) الآية ٤١.
(١٢) كما فى سورة الكهف / ٧١ ، وسورة غافر / ٧٩.
(١٣) الآية ٨.
(١٤) الآيتان ١٢ ، ١٣.
تفسير الرّيح على ثلاثة أوجه
الشّدّة* والرّيح بعينها* والعذاب*
فوجه منها ؛ الرّيح يعنى : الشّدّة ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(١) يعنى : شدّتكم (٢).
والوجه الثانى ؛ الرّيح بعينها إذا لم يكن فيه عذاب ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ)(٣).
والوجه الثالث ، الرّيح : العذاب (٤) ؛ قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً)(٥) يعنى : عذابا ؛ وكقوله تعالى : (رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ)(٦) ؛ مثلها فى سورة آل عمران : (كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ)(٧) وهى ريح العذاب.
* * *
__________________
(١) الآية ٤٦.
(٢) وقد تكون (الريح) كناية عن الدولة ، يقال للقوم إذا زالت دولتهم ، وأخذت شئونهم تتراجع : ركدت ريحهم وذهبت. وقد يستعار الريح للغلبة نحو : (وتذهب ريحكم). (كليات أبى البقاء : ١٩١) «وذهبت ريحهم : دولتهم». (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : ر. و. ح). وبنحوه فى (تفسير الطبرى : ١٣ : ٥٨٦) وفى (تفسير القرطبى ٨ : ٢٤) أى قوتكم ونصركم».
(٣) الآية ٢٢. فى (كليات أبى البقاء : ١٩١) «كل ما فيه (القرآن) من الريح فهو عذاب ، وأما (بريح طيبة) فباعتبار ما تشتهيه السفن».
(٤) فى ص : «ريح : العذاب» والإثبات عن ل وم.
(٥) سورة القمر / ١٩.
(٦) سورة الأحقاف / ٢٤.
(٧) سورة آل عمران / ١١٧.
تفسير الرّجوع والرّجع على تسعة (١) أوجه
المطر* ردّونى* الرّجوع بعينه* الرّجعة* الموت* «(٢) الرّجوع إلى الدّنيا (٣)» * الإقبال على النّفس* التّوبة* الرّجوع إلى الله*
فوجه منها ؛ الرّجع (٤) : المطر ؛ قوله تعالى فى سورة الطّارق : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ)(٥) يعنى : المطر.
والوجه الثانى ؛ ارجعونى أى : ردّونى ؛ قوله تعالى فى سورة الملك : (فَارْجِعِ الْبَصَرَ)(٦) أى : ردّ البصر ؛ وكقوله تعالى فى سورة المؤمنون : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)(٧) أى : ردّونى ؛ وكقوله تعالى : (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ)(٨) أى : رددناك.
والوجه الثالث ؛ الرّجوع بعينه ؛ قوله تعالى فى / سورة يوسف : (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ)(٩) أى : أعود إلى الناس ؛ وكقوله تعالى فى سورة النمل : (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ)(١٠) أى : عد إليهم ؛ مثلها فى سورة المنافقون : (لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ)(١١) : أى : لئن عدنا.
__________________
(١) فى ل : «... على ثمانية أوجه»
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.
(٤) فى م : «الرجوع يعنى ...»
(٥) الآية ١١. «أى ذات المطر. ترجع كل سنة بمطر بعد مطر. كذا قال عامة المفسرين. وقال أهل اللغة : الرجع : المطر» : (تفسير القرطبى ٢٠ : ١٠).
(٦) الآية ٣.
(٧) الآية ٩٩.
(٨) سورة طه / ٤٠
(٩) الآية ٤٦.
(١٠) الآية ٣٧.
(١١) الآية ٨.
والوجه الرابع ؛ الرّجعة «(١) بعد الطلاق (٢)» ؛ قوله سبحانه فى سورة البقرة : (أَنْ يَتَراجَعا)(٣) هذا من الرّجعة (٤).
والوجه الخامس ؛ الرّجوع : الموت ، قوله تعالى : (ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ)(٥) ؛ وقال تعالى : (ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ)(٦) يعنى : بالموت (٧).
والوجه السادس ؛ الرجوع إلى الدّنيا ؛ قوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(٨) : لا يردّون إلى المعاد (٩).
والوجه السابع ؛ الرّجوع : الإقبال على النّفس بالملامة ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ)(١٠) يعنى : «(١١) فأقبلوا على أنفسهم (١٢)» بالملامة.
والوجه الثامن ؛ الرّجوع يعنى : التّوبة ؛ «(١٣) قوله تعالى (١٤)» فى سورة الأعراف : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(١٥) أى : يتوبون : ونظائره كثير (١٦).
«(١٧) والوجه التاسع يعنى : الرّجوع إلى الله تعالى ؛ قوله تعالى فى سورة الفجر : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ)(١٨)» (١٩).
* * *
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) الآية ٢٣٠.
(٤) أى : رجعة المرأة المطلقة إلى زوجها.
(٥) سورة العنكبوت / ٥٧
(٦) سورة يونس / ٢٣.
(٧) فى ل وم : «يعنى : الموت».
(٨) سورة الأنبياء / ٩٥.
(٩) فى ل : «أى لا يردون إلى حين المعاد».
(١٠) الآية ٦٤.
(١١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٣) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٤) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٥) الآية ١٦٨
(١٦) فى ل : «ونظائرها كثيرة». كما فى سورة الأعراف / ١٧٤ ، وسورة يوسف / ٦٢ ، وسورة الأنبياء / ٥٨ ، وسورة الروم / ٤١ ، وسورة السجدة / ٢١ ، وسورة الزخرف / ٤٨ ، وسورة الأحقاف / ٧.
(١٧) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٨) الآيتان ٢٧ ، ٢٨. «قال أبو صالح : المعنى : ارجعى إلى الله. وهذا عند الموت. وقال ابن عباس وعكرمة وعطاء : أى إلى صاحبك وجسدك. واختاره الطبرى» (تفسير القرطبى ٢٠ : ٥٨).
(١٩) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
تفسير الرّيب على ثلاثة أوجه
الشّك* الحوادث* الحسرة (١) : بكسر الرّاء*
فوجه منها ؛ الرّيب : الشّك ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (لا رَيْبَ فِيهِ)(٢) يعنى : لا شكّ فيه ؛ «نظيرها فيها» (٣) : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ)(٤) يعنى : فى شكّ ؛ مثلها فى سورة آل عمران : (فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ)(٥) أى : لا شكّ فيه ؛ ونحوه كثير (٦).
والوجه الثانى ؛ الرّيب : الحوادث ؛ قوله تعالى فى سورة الطّور : (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ)(٧) قال مجاهد أى : حوادث الدّهر (٨).
والوجه الثالث ؛ «الرّيبة» (٩) ـ بكسر الرّاء ـ يعنى : الحسرة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة التّوبة : (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ)(١٠) يعنى : حسرة فى قلوبهم (١١). أراب فى نفسه ؛ وأراب غيره.
* * *
__________________
(١) فى م : «الرّيبة ـ بكسر الراء ـ الحسرة».
(٢) الآية ٢.
(٣) فى ص : «نظيره فيه» والإثبات عن ل وم.
(٤) سورة البقرة / ٢٣.
(٥) الآية ٢٥.
(٦) كما فى سورة البقرة / ٢٨٢ ، وسورة آل عمران / ٩ ، وسورة النساء / ٨٧ ، وسورة الأنعام / ١٢ ، وسورة التوبة / ٤٥ ، وسورة يونس / ٣٧ ، وسورة الإسراء / ٩٩ ، وسورة الكهف / ٢١ ، وسورة الحج / ٥ ، ٧ ، وسورة السجدة / ٢ ، وسورة غافر / ٥٩ ، وسورة الشورى / ٧ ، وسورة الجاثية / ٢٦ ، ٣٢ ، وسورة الحديد / ١٤ ، وسورة الطلاق / ٤ ، وسورة المدثر / ٣٤.
(٧) الآية ٣٠.
(٨) كما فى (تفسير القرطبى ١٧ : ٧٢) و (كليات أبى البقاء ١٩١) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ١٦٠).
(٩) فى ص «ريبة» والإثبات عن ل.
(١٠) الآية ١١٠.
(١١) كما قال الكلبى ، لأنهم ندموا على بنيانه. وقال ابن عباس وقتادة والضحاك : أى شكّا فى قلوبهم ونفاقا. (تفسير القرطبى ٨ : ٢٦٦)
تفسير الرّزق على تسعة أوجه
العطاء* الطعام* الغداء والعشاء خاصّة* الشّكر* المطر* / النّفقة* الفاكهة خاصّة* الثّواب* الجنّة*
فوجه منها ؛ الرّزق : العطاء ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)(١) يعنى : ممّا أعطيناهم يتصدّقون ؛ مثلها فى سورة المنافقون : (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ)(٢) ؛ نظيره فى سورة الحجّ (٣) ؛ ونحوه كثير (٤).
والوجه الثانى ؛ الرّزق : الطّعام ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً) أى : أطعموا (قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ)(٥) «(٦) أى : أطعمنا من قبل (٧)» ونحوه كثير مثل قوله تعالى : (لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ)(٨) يعنى : تطعمانه.
والوجه الثالث ؛ الرّزق : الغداء والعشاء خاصة ؛ قوله تعالى : (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا)(٩) يعنى : غداءهم وعشاءهم.
والوجه الرابع ؛ الرّزق : الشّكر ؛ فذلك قوله سبحانه فى سورة الواقعة : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) يعنى : شكركم (أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)(١٠).
__________________
(١) الآية ٣.
(٢) الآية ١٠.
(٣) الآية ٣٥.
(٤) كما فى سورة البقرة / ٥٧ ، ١٥٤ ، ١٧٢ ، وسورة الأعراف / ١٦٠ ، وسورة الأنفال / ٣ ، وسورة يونس / ٩٣ ، وسورة الرعد / ٢٢ ، وسورة إبراهيم / ٣١ ، وسورة النحل / ٥٦ ، وسورة الإسراء / ٧٠ ، وسورة طه / ٨١ ، وسورة القصص / ٥٤ ، وسورة الروم / ٢٨ ، وسورة السجدة / ١٦ ، وسورة فاطر / ٢٩ ، وسورة الشورى / ٣٨ ، وسورة الجاثية / ١٦.
(٥) الآية ٢٥.
(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٨) سورة يوسف / ٣٧.
(٩) سورة مريم / ٦٢.
(١٠) الآية ٨٢.
والوجه الخامس ؛ الرّزق : المطر ؛ قوله تعالى فى سورة «الذّاريات» : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) يعنى : المطر (وَما تُوعَدُونَ)(١).
والوجه السادس ؛ الرّزق : النّفقة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَ) يعنى : نفقتهنّ (وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(٢).
والوجه السّابع ؛ الرّزق : الفاكهة خاصّة ؛ قوله تعالى فى قصّة مريم (٣) : (وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً)(٤) يعنى : فاكهة الشّتاء والصّيف (٥).
والوجه الثامن ؛ الرّزق : الثّواب ؛ قوله تعالى فى سورة الطلاق : (قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً)(٦) أى : قد أعدّ الله له ثوابا ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)(٧) أى : يثابون (٨).
والوجه التاسع ؛ الرّزق يعنى : الجنّة ؛ قوله تعالى : (وَرِزْقُ رَبِّكَ) / يعنى : الجنّة «ونعيمها» (٩)(خَيْرٌ وَأَبْقى)(١٠).
* * *
__________________
(١) الآية ٢٢.
(٢) الآية ٢٣٣.
(٣) فى ل : «فى سورة مريم» والصواب ما أثبت.
(٤) سورة آل عمران / ٣٧.
(٥) «أى فاكهة الصيف فى الشتاء ، وفاكهة الشتاء فى الصيف» (تفسير الطبرى ٦ : ٣٤٦).
(٦) الآية ١١.
(٧) الآية ١٦٩.
(٨) فى م : «يعنى : مثابين».
(٩) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٠) سورة طه / ١٣١.
تفسير الرّقبة على وجهين
«(١) المملوك* الأعناق (٢)» *
فوجه منهما ؛ الرّقبة يعنى : المملوك ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ)(٣) أى : عتق مملوك أو مملوكة (٤) ؛ مثلها فيها (٥) وفى سورة المجادلة (٦).
والوجه الثانى ؛ الرّقبة والرّقاب يعنى : الأعناق ، قوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ)(٧) يعنى : فاضربوا أعناقهم ؛ وكقوله تعالى فى سورة محمّد : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ)(٨) يعنى : الأعناق ؛ ونحوه كثير (٩).
* * *
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) الآية ٩٢.
(٤) «أى : عتق رقبة .. يقال : حررت المملوك فحرر ، أى أعتقته ، والرقبة ترجمة عن الإنسان» (غريب القرآن للسجستانى ٨٢ ، ٨٣).
(٥) أى فى سورة النساء / ٩٢ ، وكذا فى سورة المائدة / ٨٩.
(٦) كما فى الآية ٣.
(٧) الآية ١٢. «قيل للمؤمنين ، أى اضربوا الأعناق ، و «فوق» زائدة ، قاله الأخفش والضحاك وعطية» (تفسير القرطبى ٧ : ٣٧٨)
(٨) الآية ٤.
(٩) فى ل ـ بعد ذلك ـ : «تفسير الرسول والإرسال على سبعة أوجه. أرسل. فتح. أخرج. وجه ، وقد ذكرنا فى باب الألف ذلك». وانظر ما تقدم صفحة (٣٥ ـ ٣٦) من هذا الكتاب.
تفسير الرّعد على وجهين
الملك* الصّوت*
«(١) فوجه منهما ؛ الرّعد يعنى : الملك (٢)» ؛ قوله تعالى : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ)(٣) يعنى : الملك ، واسمه الرّعد (٤).
«(٥) والوجه (٦)» الثانى ؛ الرّعد : هو الصّوت (٧) ؛ قوله تعالى : (وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ)(٨) الآية. «(٩) أى : صوت (١٠)».
* * *
تفسير الرّيحان على وجهين
«(١١) السّنبلة* الرّيحان بعينه (١٢)» *
فوجه منهما ؛ الرّيحان : السّنبلة ؛ قوله تعالى فى سورة الرحمن : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ)(١٣) يعنى : السّنبلة ؛ وقال مجاهد والضّحّاك : الرّيحان ـ هاهنا ـ : الرّزق (١٤).
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) سورة الرعد / ٣١.
(٤) هذا هو قول ابن عباس (تفسير الطبرى ١٣ : ٨٣) و (تفسير القرطبى ١ : ٢١٧) ، وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٦).
(٥) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٦) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) «قال أهل اللغة : الرعد : صوت السحاب» (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٧) و (اللسان مادة : ر. ع. د) وبنحوه فى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ر. ع. د).
(٨) سورة البقرة / ١٩.
(٩) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١٠) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٣) الآية ١٢.
(١٤) ومعهما ابن عباس ـ أيضا ـ وفى رواية أخرى عنه والضحاك وقتادة : أنه الريحان الذى يشم ، وقاله ابن زيد. (تفسير القرطبى ١٧ : ١٥٧) وانظر (المفردات فى غريب القرآن ٢٠٦).
والوجه الثانى ؛ الرّيحان بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة الواقعة : (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ)(١) وقال الحسن : ريحاننا هذا : لا يصاير الرّيحان فيحتمل ريحه فيها (٢).
* * *
تفسير الرّبوة ، والرّبا ، والرّبّ ، والرّبّاني على عشرة أوجه
الارتفاع* الشّدّة* الكثرة* الزّيادة* الجموع* يقبل (٣) * العالم الصّابر* الملك السّيّد* «الكبير» (٤) * الرّبيب*
فوجه منها ؛ الرّبوة : المكان المرتفع (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ)(٦) : إلى موضع مشرف ، وهى النّشزة من الأرض (٧) ؛ وذلك حتى مات الجيوش بن هيرودس (٨) ، فكلم الذين فرّوا منه ، ثمّ بعد موته رجعوا إلى / أرضهم ؛ نظيرها فى سورة البقرة : (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ...)(٩) الآية ؛ ونحوه كثير.
__________________
(١) الآية ٨٩.
(٢) فى ل : «قال الحسن : ريحاننا هذا فى الريحان فيحتمل ريحه فيها». وفى م : «ريحاننا هذا يكفى تطاير الريحان فيحتمل فيها». ونص قول الحسن وقتادة : هو الريحان المعروف الذى يشمّ (تفسير القرطبى ١٧ : ٢٣٣).
(٣) فى ل : «القبول».
(٤) فى ص : «الكيس» والمثبت عن ل وم.
(٥) فى ل : «المكان المستوى المرتفع».
(٦) الآية ٥٠.
(٧) على قول سعيد بن جبير كما فى (تفسير القرطبى ١٢ : ١٢٧) وفى (اللسان ـ مادة : ر. ب. ا) «الربوة : المكان المرتفع من الأرض».
(٨) «هيرودس : اسم لعدة من ملوك اليهود فى أيام خضوعهم للرّوميّة. ومنهم هيرودس الأكبر الذى ظهرت طباعه السيئة البربرية فى حياته العائلية ، وهو الذى أمر بقتل الأطفال فى بيت لحم أملا بأن يكون المسيح من جملتهم. ومات فى السنة السبعين من عمره» (قاموس الكتاب المقدس ٢ : ٤٥٩ ـ ٤٦٠) وانظر قصته فى (الكتاب المقدس ـ انجيل متى الإصحاح الثانى)
(٩) الآية ٢٦٥.
والوجه الثّانى ؛ رابية يعنى : شديدة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الحاقّة : (فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً)(١) يعنى : شديدة (٢).
والوجه الثالث ؛ أربى يعنى : أغنى وأكثر عددا ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ)(٣) يعنى : هى أكثر من أمّة وأغنى ؛ وكقوله تعالى : (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ) أى : ليكثر ، (فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ)(٤) أى : فلا يكثر.
والوجه الرابع ؛ الرّبا يعنى : الزّيادة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا)(٥) ؛ وكقوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا)(٦) يعنى : الزّيادة ، ونحوه من القرآن كثير (٧).
والوجه الخامس ؛ ربّيّون يعنى : الجموع ، فذلك قوله تعالى فى سورة آل عمران : (رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ)(٨) يعنى : جموعا ؛ ويقال : الألوف (٩).
والوجه السادس ؛ يربى : يقبل ؛ قوله تعالى : (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ)(١٠) : ويقبل الصّدقات (١١).
__________________
(١) الآية العاشرة
(٢) كما قال مجاهد. كأنه أراد : زائدة فى الشدة. (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٦٢) و (كليات أبى البقاء : ١٩٨).
(٣) الآية ٩٢.
(٤) سورة الروم / ٣٩.
(٥) الآية ٢٧٨.
(٦) الآية ٢٧٥.
(٧) كما فى سورة آل عمران / ١٣٠ ، وسورة النساء / ١٦١.
(٨) الآية ١٤٦.
(٩) أى الألوف الكثيرة ، قاله عبد الله بن مسعود. وروى عن مجاهد وقتادة والضحاك وعكرمة : الجماعات الكثيرة. واحدهم ربّىّ ـ بضم الراء وكسرها ـ ، منسوب إلى الربة ـ بكسر الراء وضمها ـ ، وهى الجماعة. (تفسير القرطبى ٤ : ٢٤٠) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٣).
(١٠) سورة البقرة / ٢٧٦.
(١١) فى (تفسير القرطبى ٣ : ٣٦٢) «أى ينمّيها فى الدنيا بالبركة ويكثر ثوابها بالتضعيف فى الآخرة» وبنحوه فى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٩٤) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٧٢)
والوجه السابع ؛ الرّبّانىّ : العالم الصّابر ؛ كقوله تعالى فى سورة المائدة : (وَالرَّبَّانِيُّونَ)(١) يعنى : العلماء «الصّابرين» (٢).
والوجه الثامن ؛ الرّبّ هو المالك والسّيّد ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ)(٣) أى : إلى مالكك وسيّدك ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّهُ رَبِّي)(٤) أى : سيّدى.
والوجه التاسع ؛ الرّبّ : الكبير ؛ قوله تعالى ـ فى قصّة موسى وهارون ـ فى سورة المائدة : (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ)(٥) يعنون : كبيرك وأخاك هارون.
والوجه العاشر ؛ الرّبيب : ولد زوجة الرّجل ؛ إذا ربّى فى بيته ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَ)(٦).
* * *
__________________
(١) الآية ٤٤.
(٢) فى ص : «العلماء السير» ، وفى ل : «علماء الصبر» ، والإثبات عن م. وفى (تفسير القرطبى ٤ : ١٢٢ ، ٦ : ١٨٩) «قال المبرد : الربانيون : أرباب العلم ، واحدهم ربّان ، من قولهم. ربّه يربّه فهو ربّان ؛ إذ دبره وأصلحه ، فمعناه على هذا يدبّرون أمور الناس ويصلحونها. وقال أبو رزين : الربّانىّ : هو العالم الحكيم» ، وبنحوه فى (اللسان : مادة : ر. ب. ب) و (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٥).
(٣) الآية ٥٠.
(٤) الآية ٢٣.
(٥) الآية ٢٤.
(٦) الآية ٢٣.
تفسير الرّمى على أربعة أوجه
القذف* التّبليغ* الرّجم* الطّرح*
فوجه منها ؛ الرّمى / : القذف ؛ قوله تعالى فى سورة النّور : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ)(١) ، (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ)(٢) ، (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ)(٣) أى : يقذفون (٤).
والوجه الثانى ؛ الرّمى : التّبليغ ، قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ) : ما بلغت إذ رميت (٥)(وَلكِنَّ اللهَ رَمى)(٦) أى : بلّغ.
والوجه الثالث ؛ الرّمى : الرّجم ؛ قوله تعالى فى سورة الفيل : (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)(٧) أى : ترجمهم بحجارة.
والوجه الرابع ؛ الرّمى : الطّرح ؛ قوله تعالى فى سورة المرسلات : (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ) : تطرح شررا (كَالْقَصْرِ)(٨) : كأصول النّخل (٩).
* * *
__________________
(١) الآية ٤.
(٢) سورة النور / ٢٣.
(٣) سورة النور / ٦.
(٤) فى (تفسير القرطبى ١٢ : ١٧٢) يريد يسبون ، واستعير له اسم الرمى. ومنه الحديث : إن ابن أمية قذف امرأته بشريك ابن السحماء أى : رماها» وانظر (كليات أبى البقاء : ١٩٧)
(٥) فى ل : «ما أبلغت إذا بلغت» وفى م : «ما بلغته إذ رميت».
(٦) الآية ١٧. قال ثعلب : المعنى : «وما رميت» : الفزع والرعب فى قلوبهم «إذ رميت» بالحصباء فانهزموا «ولكن الله رمى» أى أعانك وأظفرك. والعرب تقول : رمى الله لك ، أى أعانك فأظفرك وصنع لك. حكى هذا أبو عبيدة فى كتاب المجاز. (تفسير القرطبى ٧ : ٣٨٥) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ١٣ : ٤٤٤) و (تنوير المقباس ٢ : ١٥٦).
(٧) الآية ٤.
(٨) الآية ٣٢.
(٩) أو أصول الشجر والنخل العظام ، إذا وقع وقطع ، قاله سعيد بن جبير والضحاك (تفسير القرطبى ١٩ : ١٦٤).
تفسير رجال (١) على عشرة أوجه
مشاة* بعولة* ذكور «بنى» (٢) آدم* أهل قباء (٣) * أهل بدر (٤) * المحافظون على أوقات الصّلاة* الملائكة* المستضعفون بمكّة* فقراء المسلمين* الرّسل*
فوجه منها ؛ «رجالا» يعنى : مشاة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً)(٥) يعنى : مشاة ؛ نظيرها فى سورة الحج : (يَأْتُوكَ رِجالاً)(٦) يعنى : مشاة (٧).
والوجه الثانى ؛ الرّجال يعنى : البعولة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ)(٨) يعنى : البعولة ؛ وكقوله تعالى : (وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)(٩) «(١٠) يعنى : البعولة (١١)».
والوجه الثالث ؛ الرّجال يعنى : ذكور بنى آدم ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً)(١٢) يعنى : ذكورا وإناثا ؛ مثلها فى سورة «الأحزاب» (١٣) : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ)(١٤) يعنى : ذكوركم.
__________________
(١) فى م : «الرجال».
(٢) فى ص : «من الولد» ، وفى م : «من أولاد» ، والإثبات عن ل.
(٣) فى ل : «أهل مسجد قباء».
(٤) فى ل : «أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم».
(٥) الآية ٢٣٩. فى (تفسير القرطبى ٣ : ٢٢٣) «من قولهم : رجل الإنسان يرجل رجلا ، إذا عدم المركوب ، ومشى على قدميه».
(٦) الآية ٢٧.
(٧) كما جاء فى (تفسير القرطبى ١٢ : ٣٩) و (كليات أبى البقاء : ١٩٨).
(٨) الآية ٣٤.
(٩) سورة البقرة / ٢٢٨.
(١٠) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١١) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٢) الآية الأولى.
(١٣) فى ص : «مثلها فى سورة محمد» والتصويب عن ل ، م.
(١٤) الآية الأربعون.