أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني
المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
باب الذّال
الذّكر* «الذّلّ» (١) * الذّوق* الذّرّية* الذّهاب (٢) * الذّات*
* * *
__________________
(١) سقط من ص والإثبات عن ل وم
(٢) فى ل : «الذهب».
تفسير الذّكر على «ثمانية» (١) عشر وجها
العمل الصّالح* الذّكر باللّسان* الذّكر بالقلب* ذكر الأمر* الحفظ* العظة* الشّرف* الخبر* الوحى* القرآن* التّوراة* اللّوح المحفوظ* البيان* التّفكّر* الصّلوات الخمس* صلاة واحدة* «(٢) التّوحيد* الرّسول (٣)» *
فوجه منها ، الذّكر يعنى : العمل الصّالح ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)(٤) يعنى : اذكرونى بالطّاعة أذكركم بخير يعنى : أطيعونى (٥).
والوجه الثانى ؛ الذّكر باللّسان ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ) يعنى : باللّسان (قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ)(٦) ؛ نظيرها فى سورة
__________________
(١) فى ص : «... على ستة عشر وجها» والإثبات عن ل وم. «والذكر ـ بالكسر له معنيان : أحدهما ؛ التلفظ بالشىء ؛ والثانى : إحضاره فى الذهن بحيث لا يغيب عنه ، وهو ضدّ النسيان» : (كليات أبى البقاء : ١٨٧ ـ ١٨٨).
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٤) الآية ١٥٢.
(٥) «قال ابن عباس وسعيد بن جبير : اذكرونى بطاعتى أذكركم بمغفرتى» : (الوسيط للواحدى ١ : ٢١٩) وبنحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) ، وفى (كليات أبى البقاء : ١٨٨) «ويكون بمعنى : الطاعة والجزاء ؛ (فاذكرونى أذكركم)».
(٦) الآية ١٠٣.
آل عمران (١) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة البقرة : (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ)(٢) يعنى : الذّكر باللّسان ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً)(٣) يعنى : باللّسان.
والوجه الثالث ؛ الذّكر يعنى : بالقلب ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ)(٤) يعنى : ذكر الله بالقلب فى أنفسهم.
والوجه الرابع ؛ اذكرنى (٥) أى : اذكر أمرى عند فلان ، قوله عزوجل فى سورة يوسف ـ عن يوسف ـ : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)(٦) يقول : اذكر أمرى عند ربّك ، أى : عند الملك ؛ وقوله تعالى فى سورة مريم : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ)(٧) ، (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ)(٨) يقول : يا محمّد اذكر لأهل مكّة أمر إبراهيم ؛ وكذلك أمر موسى / ، ومريم وإسماعيل وإدريس (٩).
__________________
(١) الآية ١٠٣.
(٢) الآية ٢٠٠. وفى (كليات أبى البقاء : ١٨٨): «... وأما ذكر اللسان فهو علاج كالقول ؛ لأن القائل يعمل بتحريك لسانه ، وذكر اللسان : (فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا)».
(٣) الآية ٤١.
(٤) الآية ١٣٥. فى (كليات أبى البقاء : ١٨٨) «وذكر القلب : (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم).
(٥) فى ل : «الذكر بمعنى ...».
(٦) الآية ٤٢. وفى (كليات أبى البقاء : ١٨٨): «ويكون بمعنى : الحديث : (اذكرنى عند ربك)».
(٧) الآية ١٦.
(٨) الآية ٤١.
(٩) قوله : «أمر موسى» يعنى بذلك قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً) إلى آخر الآيات ٥١ ـ ٥٣ من سورة مريم. ويعنى بقوله : «إسماعيل» قول الله تعالى. (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ) إلى آخر الآيتين : ٥٤ ـ ٥٥ من سورة مريم. ويقصد بقوله «إدريس» قول الله عزوجل : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) إلى آخر الآيتين ٥٦ ـ ٥٧ من سورة مريم.
والوجه الخامس ؛ الذّكر يعنى : الحفظ (١) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ)(٢) يعنى : واحفظوا ما فيه (٣) ، نظيرها فى سورة البقرة (٤) ، ونحوه كثير.
والوجه السّادس ؛ الذّكر يعنى : العظة ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ)(٥) أى : ما وعظوا به ، نظيرها فى سورة الأعراف : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ)(٦) ؛ وكقوله تعالى فى سورة يس : (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ)(٧) أى : وعظتم ؛ وكقوله جلّ ذكره فى سورة ق : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ)(٨) يعنى : فعظ بالقرآن ؛ وكقوله تعالى فى سورة الغاشية : (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ)(٩) يعنى : عظ إنما أنت واعظ ، ونحوه كثير (١٠).
والوجه السّابع ؛ الذّكر يعنى : الشّرف ؛ قوله تعالى فى سورة الزخرف : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ) أى : لشرف لك (وَلِقَوْمِكَ)(١١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المؤمنون : (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ)(١٢) يعنى : بشرفهم (١٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ)(١٤) يعنى : شرفكم.
__________________
(١) فى م : «الحفظة».
(٢) الآية ٦٣.
(٣) كما فى (الكليات لأبى البقاء : ١٨٨) وجاء فى (تفسير الطبرى ٢ : ١٦٢) «قال ابن زيد : اذكروا ما فيه ، لا تنسوه ولا تغفلوه» وفى (الوسيط للواحدى ١ : ١٢٣) «احفظوا ما فى التوراة من الحلال والحرام ، واعملوا بما فيه».
(٤) كما فى الآية ٤٠ ، ١٢٢ ، ٢٠٣ ، ٢٣١ ، من هذه السورة. وفى ل : «نظيرها فى الأعراف» وفى م : «نظيرها فيها». ونحوه كما فى سورة الأعراف / ١٧١.
(٥) الآية ٤٤.
(٦) الآية ١٦٥.
(٧) الآية ١٩.
(٨) الآية ٤٥.
(٩) الآية ٢١.
(١٠) كما فى سورة الأنعام / ٤٤ ، ٧٠ ؛ وسورة إبراهيم / ٥ ؛ وسورة الذاريات / ٥٥ ؛ وسورة الطور / ٢٩ ؛ وسورة الأعلى / ٩.
(١١) الآية ٤٤. كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٤) و (تفسير الطبرى ١ : ٩٩) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦١) ؛ و (لغات ألفاظ النظم الجليل ـ مخطوط الورقة : ٣٥) و (كليات أبى البقاء : ١٨٨).
(١٢) الآية ٧١.
(١٣) فى ل : «بل أتيناهم بشرفهم» انظر فيما تقدم صفحة (٢٣) من هذا الكتاب و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦١).
(١٤) الآية ١٠.
والوجه الثامن ؛ الذّكر يعنى : الخبر ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي)(١) يعنى : هذا خبر من معى وخبر من قبلى ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الصّافّات : (لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ)(٢) : يريد : خبر الأوّلين (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً)(٤) يعنى : خبرا.
والوجه التّاسع ؛ الذّكر يعنى : الوحى ؛ قوله تعالى «فى سورة «(٥) ص : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا)(٦) يعنى : الوحى ؛ وفى سورة السّاعة : (أَأُلْقِيَ) عليه الذكر (مِنْ بَيْنِنا)(٧) ؛ وكقوله تعالى (٨)» فى سورة الصّافّات : (فَالتَّالِياتِ ذِكْراً)(٩) يعنى : الوحى ؛ وقوله تعالى فى سورة الحجر : (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ)(١٠) يعنى : الوحى ؛ وكقوله تعالى فى سورة المرسلات : (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً)(١١) / يعنى : وحيا.
والوجه العاشر ؛ الذّكر يعنى : القرآن ؛ «(١٢) قوله تعالى فى سورة الأنبياء (١٣)» : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ)(١٤) يعنى : القرآن ؛ وكقوله تعالى : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ)(١٥) يعنى : القرآن ؛ ونحوه (١٦).
__________________
(١) الآية ٢٤.
(٢) الآية ١٦٨.
(٣) فى ل : «يريد خبرا» ؛ وفى م : «أى : خبرا من الأولين».
(٤) الآية ٨٣.
(٥) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٦) الآية ٨.
(٧) الآية ٢٥ ، وتسمى سورة القمر.
(٨) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٩) الآية ٣.
(١٠) الآية ٦.
(١١) الآية ٣.
(١٢) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٣) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٤) الآية الخمسون.
(١٥) سورة الزخرف / ٥.
(١٦) فى م : «ونحوه كثير». كما فى الآية ٩ من سورة الحجر ؛ والآية ٤٤ من سورة النحل ؛ والآية ١٢٤ من سورة طه ؛ والآيتين ٥١ ، ٥٢ من سورة القلم ؛ والآية ١٧ من سورة الجن.
والوجه الحادى عشر ؛ الذّكر يعنى : التّوراة ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ)(١) يعنى : أهل التّوراة ؛ عبد الله بن سلام ، وأصحابه.
والوجه الثانى عشر ؛ الذّكر يعنى : اللّوح المحفوظ ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ)(٢) يعنى : اللّوح المحفوظ (٣).
والوجه الثّالث عشر ؛ الذّكر يعنى : البيان ؛ كقوله تعالى فى سورة ص : (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)(٤) يعنى : ذى البيان ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ)(٥) يعنى : البيان ؛ وكقوله تعالى فى سورة هود (٦) ؛ وقوله تعالى ـ أيضا ـ : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)(٧) ؛ وقوله تعالى : (هذا ذِكْرٌ)(٨) يعنى : بيانا.
والوجه الرابع عشر ؛ الذّكر : التّفكّر ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)(٩) يعنى : تفكّرا. نظيرها فى سورة «إذا الشّمس كوّرت» : (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)(١٠) يعنى : تفكّرا ؛ مثلها فى سورة يس (١١).
والوجه الخامس عشر ؛ الذّكر يعنى : الصّلوات الخمس ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة :
(فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ) يعنى : صلّوا لله الصّلوات الخمس ، (كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)(١٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّور : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ
__________________
(١) الآية ٧ ؛ والآية ٤٣ من سورة النحل.
(٢) الآية رقم ١٠٥.
(٣) كما فى (كليات أبى البقاء : ١٨٨) و (تفسير القرطبى ١١ : ٣٤٩) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٧٥) وفى (لغات ألفاظ النظم الجليل ـ الورقة ٣٥) «من بعد الذكر : أى التوراة».
(٤) الآية ١.
(٥) الآية ٦٣ ، ٦٩. كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦١) و (كليات أبى البقاء : ١٨٨).
(٦) كما فى الآية ١١٤.
(٧) سورة يوسف / ١٠٤.
(٨) سورة ص / ٤٩.
(٩) الآية ٨٧.
(١٠) الآية ٢٧ ، وتسمى سورة التكوير.
(١١) الآية ٦٩. وفى م : «مثلها فى سورة يونس» كما فى الآية ٣.
(١٢) الآية ٢٣٩.
عَنْ ذِكْرِ اللهِ)(١) يعنى : عن الصّلوات الخمس ؛ وكقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ)(٢) : عن الصّلوات الخمس.
والوجه السادس «(٣) عشر (٤)» ؛ الذّكر يعنى : الصّلاة الواحدة ؛ قوله «(٥) تعالى فى سورة الجمعة (٦)» : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ)(٧) يعنى : صلاة الجمعة (٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة ص : (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي)(٩) يعنى : عن صلاة العصر وحدها (١٠).
والوجه السابع عشر ؛ الذّكر يعنى : التّوحيد ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي)(١١) يعنى : عن توحيده ؛ نظيره فى سورة الزّخرف : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ)(١٢) : عن توحيد الرحمن ـ الآية.
«(١٣) والوجه (١٤)» الثامن عشر ؛ / الذّكر يعنى به : الرّسول ، قوله تعالى فى سورة الطّلاق : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً)(١٥) أى : رسولا ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الأنبياء : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ)(١٦) يعنى : من رسول.
* * *
__________________
(١) الآية ٣٧.
(٢) سورة المنافقون / ٩. وفى (توجيه القرآن الورقة : ٢٦١) «عن طاعة الله».
(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٥) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٦) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) الآية التاسعة.
(٨) كما فى (كليات أبى البقاء : ١٨٨) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦١) «: أى إلى الصلاة» وكذا فى (تفسير القرطبى ١٨ : ١٠٧).
(٩) الآية ٣٢.
(١٠) كما فى (كليات أبى البقاء : ١٨٨) و (تفسير القرطبى ١٥ : ١٩٥)
(١١) الآية ١٢٤.
(١٢) الآية ٣٦.
(١٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٥) الآية ١٠.
(١٦) الآية الثانية.
«(١) تفسير (٢)» الذّلّ والذّلّة (٣) على سبعة أوجه
القلّة* التّواضع* الجزية* التّسخير* الغلّ* الطّاعة* الكآبة*
فوجه منها ؛ أذلّة يعنى : قليل (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ)(٥) يعنى : قليلا (٦).
والوجه الثانى ؛ الذّلّ (٧) يعنى : التّواضع ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المائدة : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)(٨) يعنى : متواضعين على المؤمنين (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ)(١٠) يعنى : التّواضع.
والوجه الثالث : «الذّلّة» (١١) يعنى : الجزية ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة آل عمران :
__________________
(١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) فى م : «والمذلة». «الذلّ ـ بالكسر ـ فى الدابة ضدّ الصعوبة ، وبالضم ـ فى الإنسان ضد العزّ ؛ لأن ما يلحق الإنسان أكثر قدرا مما يلحق الدابة فاختاروا الضمة لقوتها : للإنسان ؛ والكسرة لضعفها : للدابة. وقيل : بالضم ؛ ما كان عن قهر ، وبالكسر ؛ ما كان عن تعب ؛ والذلول فى الدواب ، والذليل فى الناس ؛ وهو الفقير الخاضع المهان ، وأصل الذل أن يتعدى باللام ؛ وقد يتعدّى بعلى لتضمين معنى الحنو والعطف ، وهذا يجمع على أذلة» (كليات أبى البقاء : ١٩٠).
(٤) فى ل : «أذلة : قليلين».
(٥) الآية ١٢٣.
(٦) فى (تنوير المقباس ١ : ٢٠٣) «قليلة ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا» ، وفى (اللسان ـ مادة : ذ. ل. ل) «أذلة : جمع ذليل وهو المقهور».
(٧) فى ل : «أذلة».
(٨) الآية ٥٤.
(٩) «أى : أرقاء رحماء خاضعون» : (مختصر من تفسير الطبرى : ١ : ١٤٨) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٩) «أى : يلينون لهم ؛ من هو لك دابّة ؛ أى منقاد سهل ليّن ليس هذا من الهوان ، إنما هو من الرفق».
(١٠) الآية ٢٤ ؛ وتسمى سورة الإسراء.
(١١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) يعنى : الجزية (١) «(٢)(أَيْنَ ما ثُقِفُوا)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة (٤) نظيره.
والوجه الرابع ؛ التّذليل : التّسخير (٥)» ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الإنسان : (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً)(٦) أى : سخّرت ؛ وكقوله ـ عزوجل ـ فى سورة النّحل : (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً)(٧) يعنى : مسخّرة لك.
والوجه الخامس ؛ أذلّة يعنى : مغلولة (٨) أعناقهم ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة النّمل : (وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً)(٩) يعنى : مغلولة أيديهم إلى أعناقهم.
والوجه السادس ؛ الذّلول : المطواع السّلس (١٠) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ)(١١) أى : لم يذلّلها العمل (١٢) ؛ يقال : ناقة ذلول أى : سليمة مطواع.
والوجه السّابع ؛ الذّلّة : الكآبة وسواد الوجوه ؛ قوله تعالى فى سورة المعارج : (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ)(١٣) أى : كآبة ؛ مثلها فى سورة يونس (١٤).
* * *
__________________
(١) فى ص : «أى سخرت» ؛ والإثبات عن ل وم. وفى (كليات أبى البقاء : ١٩١) «(ضربت عليهم الذلة) : هدر النفس والمال والأهل ، أو ذلّ التمسك بالباطل والجزية» وكذا فى (لغات ألفاظ النظم الجليل ـ الورقة : ٣٥).
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) الآية ١١٢.
(٤) كما فى الآية رقم ٦١ وهو قوله تعالى : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ).
(٥) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٦) الآية ١٤.
(٧) الآية ٦٩. وفى (غريب القرآن للسجستانى ١٥٢) «أى منقادة بالتسخير».
(٨) فى م : «... مغلولة أيديهم إلى أعناقهم».
(٩) الآية ٣٧.
(١٠) فى ل : «الطواع السليم».
(١١) الآية ٧١.
(١٢) كما فى (الوسيط للواحدى ١ : ١٢٩) وفيه (تثير الأرض) يعنى : لا يزرع عليها ، ليست من العوامل. ومعنى الإثارة ـ هاهنا : قلب الأرض للزراعة» وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٢ : ٧١) وانظر (اللسان ـ مادة : ذ. ل. ل).
(١٣) الآية ٤٤ ؛ وسورة القلم / ٤٣.
(١٤) كما فى الآية ٢٧.
تفسير الذّوق (١) على خمسة أوجه
الإنالة (٢) * «(٣) الوجود* الأكل (٤)» * / العذاب* المعاينة*
فوجه منها ؛ الذّوق : الإنالة ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ) يعنى : أنلنا النّاس (رَحْمَةً)(٥) ؛ مثلها قوله تعالى فى سورة هود : (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ)(٦) يعنى : أنلناه ؛ ومثله كثير فى سورة الرّوم (٧) ؛ والزّمر (٨).
والوجه الثانى ؛ الذّوق يعنى : الوجود ؛ قوله سبحانه فى سورة الطّلاق : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها)(٩) أى : تبلى بعقوبتها ؛ وكقوله تعالى فى سورة المائدة : (لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ)(١٠) ؛ ونحوه كقوله تعالى : (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ)(١١) ؛ وكقوله ـ جلّت قدرته ـ : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)(١٢).
والوجه الثالث ؛ ذاق يعنى : أكل ؛ كقوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ) يعنى : أكلا الشّجرة (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما)(١٣).
__________________
(١) الذوق : هو عبارة عن قوّة مرتبة فى العصبة البسيطة على السطح الظاهر من اللسان ؛ من شأنها إدراك ما يرد عليه من خارج الكيفيات الملموسة وهى الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة. والذوق فى الأصل : تعرف الطعم ؛ ثم كثر حتى جعل عبارة عن كل تجربة. يقال : ذقت فلانا ، وذقت ما عنده. وقد استعمل الإذاقة فى الرحمة ، والإصابة فى مقابلتها. (كليات أبى البقاء : ١٩٠).
(٢) فى م : «الإقالة»
(٣) (٣ ـ ٣) فى ص : «وجود. أكل» ؛ والإثبات عن ل وم.
(٤) (٣ ـ ٣) فى ص : «وجود. أكل» ؛ والإثبات عن ل وم.
(٥) الآية ٢١.
(٦) الآية ١٠.
(٧) كما فى الآية ٣٦.
(٨) كما فى الآية ٢٦. ونحوه كما فى سورة فصلت / ٥٠ ؛ وسورة الشورى / ٤٨.
(٩) الآية ٩.
(١٠) الآية ٩٥. «: أى نكال ما أحدث ...». (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ١٥٧).
(١١) سورة الذاريات / ١٤.
(١٢) سورة الدخان / ٤٩. وما بين الحاصرتين نصّ قرآنى غير موجود بالأصل المخطوط ، والسياق يقتضى الإثبات.
(١٣) الآية ٢٢.
والوجه الرابع ؛ الذّوق : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (فَأَذاقَهَا اللهُ) يعنى : عذّبها الله (لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)(١) ؛ ومثلها فى سورة «تنزيل السّجدة» : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ) أى : ولنعذّبنّهم (مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ)(٢).
والوجه الخامس ؛ الذّوق : المعاينة ؛ قوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٣) : معاينة الموت ؛ وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت (٤) ؛ وسورة الأنبياء (٥).
* * *
تفسير الذّرّيّة (٦) على سبعة أوجه
الولد* الآباء* الخلق* النّسف* النّملة* خلّ (٧) * التّرك*
فوجه منها ؛ «الذّرّيّة» (٨) يعنى : الولد ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً)(٩) يعنى : الولد ؛ وكقوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ)(١٠).
__________________
(١) الآية ١١٢.
(٢) الآية ٢١.
(٣) سورة آل عمران / ١٨٥.
(٤) الآية ٥٧.
(٥) كما فى الآية ٣٥. وفى ل : «ونحوه».
(٦) «الذرية» : معناها لغة قيل : نسل الثقلين. وقيل : ولد الرجل. وقيل : من الأضداد. تجىء تارة بمعنى الأبناء ، وتارة بمعنى الآباء. والنسل : عبارة عن خروج شىء عن شىء مطلقا ؛ فيكون أعم من الولادة. (كليات أبى البقاء : ١٩٠)
(٧) فى ل : «النملة الصغيرة. خل بينى وبين كذا»
(٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٩) الآية ٣٨. فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٣) «أى أولاد وأولاد أولاد»
(١٠) الآية ٣ وتسمى سورة الإسراء.
والوجه الثانى ؛ الذّرّيّة : الآباء ؛ قوله تعالى فى سورة يس : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) يعنى : آباءهم (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)(١).
والوجه الثالث ؛ الذّرّيّة : الخلق ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ)(٢) يقول : خلقنا ؛ وكقوله تعالى : (وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ)(٣) ؛ مثلها فى سورة الملك : (قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ)(٤) أى : خلقكم (٥) ؛ ونحوه كثير (٦).
والوجه الرابع ؛ الذّرو : النّسف ؛ قوله تعالى فى / سورة الكهف : (تَذْرُوهُ الرِّياحُ)(٧) يعنى : تنسفه (٨) ؛ مثلها فى سورة الذّاريات : (وَالذَّارِياتِ ذَرْواً)(٩) أى : نسفا.
والوجه الخامس ؛ الذّرّة : النّملة الصّغيرة ؛ قوله تعالى فى سورة الزّلزلة : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ)(١٠) يعنى : وزن ذرّة النّملة (١١).
والوجه السادس ؛ ذرنى يعنى : خلّنى وخلّ بينى وبين كذا ؛ قوله تعالى فى سورة المدّثّر : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)(١٢) ؛ وكقوله تعالى : (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ)(١٣).
__________________
(١) الآية ٤١.
(٢) الآية ١٧٩.
(٣) سورة النحل / ١٣.
(٤) الآية ٢٤.
(٥) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٣) و (لغات ألفاظ النظم الجليل الورقة : ٣٥) ، و (كليات أبى البقاء : ١٩١).
(٦) كما فى الآية ١٢٦ من سورة الأنعام ؛ والآية رقم ٧٩ من سورة المؤمنون ؛ والآية ١١ من سورة الشورى.
(٧) الآية ٤٥.
(٨) وفى (غريب القرآن للسجستانى ٧٥) «تطيّره وتفرّقه» وفى (اللسان ـ مادة : ذ. ر. و) «ذرا الريح التراب ذروا وتذرته : أطارته وفرقته»
(٩) الآية الأولى. «الذاريات : يعنى الرياح تذرو التراب وغيره ؛ أو النساء الولود ؛ أو الأسباب التى تذر الخلائق من الملائكة وغيرهم» (لغات ألفاظ النظم الجليل ـ الورقة ٣٦) و (كليات أبى البقاء : ١٩١).
(١٠) الآية ٧.
(١١) كما فى (لغات ألفاظ النظم الجليل الورقة : ٣٦) و (كليات أبى البقاء : ١٩١) ونحوه فى (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٧٠) و (تفسير القرطبى ٢٠ : ١٥١) و (تفسير ابن كثير ٤ : ٥٤٠).
(١٢) الآية ١١.
(١٣) سورة المزمل / ١١.
والوجه السابع ؛ ذر أى : اترك (١) ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ)(٢) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الأعراف : (وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ)(٣) أى : يتركك ؛ مثلها فى سورة الفتح : (ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ)(٤) ونحوه (٥).
* * *
تفسير الذّهاب على ستّة أوجه
«(٦) الكلام* الدّعوة* الهجرة* الانفراد* الذّهاب بعينه* الاستيفاء» (٧) *
فوجه منها ؛ الذّهاب : الكلام ؛ قوله تعالى : (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)(٨) يعنى : أين تذهبون فى اعتقادكم فيه (٩) ؛ على ما يقال : هذا مذهب فلان ، ليس يعنون الذّهاب بعينه.
والوجه الثانى ؛ الذّهاب هى الدّعوة ؛ قال الله تعالى : (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ)(١٠) يعنى : ادع فرعون ـ إلى قوله تعالى : (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ)(١١) يريد : القيام بالدّعوة.
__________________
(١) فى م : «ذرأ بمعنى : ترك».
(٢) الآية ١٢٠.
(٣) الآية ١٢٧.
(٤) الآية ١٥.
(٥) فى م : «ونحوه كثير». كما فى سورة البقرة / ٢٣٤ ، وسورة الأنعام / ٧٠ ؛ وسورة الأعراف / ١٨ ؛ وسورة التوبة / ٨٦ ؛ وسورة يونس / ١١ ؛ وسورة مريم / ٧٢ ؛ وسورة الأنبياء / ٨٩ ؛ وسورة المؤمنون / ٥٤ ؛ وسورة الشعراء / ١٦٦ ، وسورة الصافات / ١٢٥ ؛ وسورة الزخرف / ٨٣ ؛ وسورة الطور / ٤٥ ؛ وسورة الجمعة / ٩ ؛ وسورة المعارج / ٤٢ ؛ وسورة المدثر / ١١.
(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٨) سورة التكوير / ٢٦.
(٩) «وهذا استضلال لهم ؛ كما يقال لتارك الجادة اعتسافا : أين تذهب؟ ... والمعنى : أى طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التى قد بينت لكم» (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٣٤٣).
(١٠) سورة طه / ٢٤.
(١١) سورة طه / ٤٣.
والوجه الثّالث ؛ الذّهاب : الهجرة ؛ قوله تعالى : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ)(١) يعنى : مهاجر إلى ربّى حيث يطاع.
والوجه الرابع ؛ الذّهاب : الانفراد بالشّىء ؛ قوله تعالى : (إِذاً لَذَهَبَ) أى : انفرد (كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ)(٢).
والوجه الخامس ؛ الذّهاب بعينه ؛ قوله تعالى (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ)(٣).
والوجه السّادس ؛ الذّهاب : الاستيفاء ؛ قوله تعالى : (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا)(٤) أى : استوفيتم الطّيّبات.
* * *
__________________
(١) سورة الصافات / ٩٩.
(٢) سورة المؤمنون / ٩١.
(٣) سورة المائدة / ٢٤.
(٤) سورة الأحقاف / ٢٠
تفسير الذّات على وجهين
المشاجرة والخصومة* والضّمير والحال*
فوجه منهما ؛ الذّات يعنى : المشاجرة والخصومة ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ)(١).
والوجه الثانى ؛ ذات يعنى : الضّمير والحال ؛ قوله تعالى : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٢) يعنى : بما فى الضّمائر ؛ وقوله تعالى : (ذَواتا أَفْنانٍ)(٣) وقوله تعالى : (ذاتِ الشَّوْكَةِ)(٤) ، و (ذَواتَيْ أُكُلٍ)(٥) : صفات هذه الأشياء (٦).
* * *
__________________
(١) الآية الأولى. «أى فاتقوا عقاب الله ولا تقدموا على معصية الله ، واتركوا المنازعة والمخاصمة بسبب هذه الأحوال ، وارضوا بما حكم به رسول الله صلىاللهعليهوسلم.» (تفسير الفخر الرازى ٤ : ٣٥٧).
(٢) سورة آل عمران / ١٥٤ ؛ وسورة التغابن / ٤. ونحوه فى سورة المائدة / ٧ ؛ وسورة الأنفال / ٤٣ ؛ وسورة هود / ٥ ؛ وسورة لقمان / ٢٣ ؛ وسورة فاطر / ٣٨ ؛ وسورة الزمر / ٧ ؛ وسورة غافر / ١٩ ؛ وسورة الحديد / ٦ ؛ وسورة الملك / ١٣.
(٣) سورة الرحمن / ٤٨. فى (تفسير القرطبى ١٧ : ١٧٨) «قال ابن عباس وغيره : أى ذواتا ألوان من الفاكهة».
(٤) سورة الأنفال / ٧. «قال أبو عبيدة : أى غير ذات الحد» (تفسير القرطبى ٧ : ٣٦٩)
(٥) سورة سبأ / ١٦.
(٦) أى فإنها تكون بمعنى الضمير والحال.
باب الرّاء
الرّحمة* الرّجاء* الرّوح* الرّوح* الرّشد* الرّكوب* الرّيح* الرّجوع* الرّيب* الرّزق* الرّقبة* الرّعد (١) * الرّيحان* الرّبا* الرّمى* الرّجال* رجل* الرّكوع (٢) * الرّقيب* الرّجم* الرّحم* «الرّؤية» (٣) * الرّفع* الرّجز*
* * *
__________________
(١) فى ل : «الرقبة. الرسول. الرعد».
(٢) فى م : «الرجوع» ، وهو خطأ.
(٣) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.
تفسير الرّحمة (١) على أربعة عشر وجها
الإسلام* المطر* الجنّة* النّبوّة* النّعمة* القرآن* الرّزق* النّصر* العافية* المودّة* الإيمان* التّوفيق* عيسى* محمد صلىاللهعليهوسلم*
فوجه منها الرّحمة يعنى : الإسلام ؛ قوله تعالى فى سورة «هل أتى على الإنسان» : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ)(٢) يعنى : فى دينه : الإسلام ، نظيرها فى سورة «حم عسق» : قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ)(٣) يعنى فى دينه : الإسلام ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الفتح : (لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ)(٤) يعنى فى دينه : الإسلام ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ)(٥) يعنى بدينه : الإسلام (٦) ؛ نظيرها فى سورة آل عمران (٧).
والوجه الثّانى ؛ الرّحمة يعنى : الجنّة ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَأَمَّا الَّذِينَ
__________________
(١) الرحمة : هى حالة وجدانية تعرض غالبا لمن به رقة القلب ؛ وتكون مبدأ للانعطاف النفسانى الذى هو مبدأ الإحسان» : كليات أبى البقاء : ١٩٤.
(٢) الآية ٣١. وتسمى سورة الإنسان.
(٣) الآية ٨. وتسمى سورة الشورى.
(٤) الآية ٢٥.
(٥) الآية ١٠٥.
(٦) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٥) و (كليات أبى البقاء :
١٩٤.
(٧) الآية ٧٤. وفى م : «ونحوه كثير».
ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ)(١) يعنى : ففى جنّته (٢) ، نظيرها فى سورة النّساء : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ)(٣) يعنى : فى الجنّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الجاثية : (فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ)(٤) يعنى : جنّته (٥) ؛ وقال تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ)(٦) يرجون رحمته يعنى : جنّته ؛ وكقوله تعالى : (أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ)(٧) يعنى : جنّته ؛ وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي)(٨) يعنى : جنّتى.
والوجه الثّالث ؛ الرّحمة يعنى : المطر ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ)(٩) يعنى : المطر / ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّوم :
__________________
(١) الآية ١٠٧.
(٢) كما فى (كليات أبى البقاء : ١٩٤) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٥)
(٣) الآية ١٧٥.
(٤) الآية ٣٠.
(٥) فى ل : «الجنة».
(٦) الآية ٥٧. وتسمى سورة الإسراء.
(٧) سورة البقرة ٢١٨.
(٨) الآية ٢٣.
(٩) الآية ٥٧. وفى الأصل المخطوط : (.. نشرا بين يدى رحمته). وفى (الدانى : ١١٠) «نشرا» بضم النون وإسكان الشين هى قراءة ابن عامر ؛ وقرأ حمزة والكسائى : «نشرا» بالنون مفتوحة وإسكان الشين ؛ وقرأ عاصم : «بشرا» بالباء مضمومة وإسكان الشين ؛ والباقون : بالنون مضمومة وضم الشين» وبنحوه فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢١٧) و (تفسير الطبرى ١٢ : ٤٩١) وفيه : «والرحمة هنا : المطر». وكذا فى (كليات أبى البقاء : ١٩٤) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠).
(فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ)(١) يعنى : المطر ؛ نظيرها فى سورة «حم عسق» : (وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ)(٢) يعنى : المطر ؛ وقوله أيضا : (ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً)(٣) ؛ وكقوله سبحانه : (وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ)(٤) يعنى : المطر.
والوجه الرّابع ؛ الرّحمة يعنى : النّبوّة ، قوله تعالى فى سورة ص : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ)(٥) يعنى : مفاتيح النّبوّة ؛ وقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ)(٦) يعنى : النّبوّة (٧).
والوجه الخامس ؛ الرّحمة يعنى : النّعمة ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)(٨) أى : نعمة ربّك ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا)(٩) يعنى : نعمة من عندنا.
والوجه السّادس ؛ الرّحمة يعنى : القرآن ؛ كقوله تعالى فى سورة يونس : (قُلْ بِفَضْلِ
__________________
(١) الآية الخمسون.
(٢) الآية ٢٨.
(٣) سورة الروم / ٣٣.
(٤) سورة الروم / ٤٦.
(٥) الآية ٩.
(٦) الآية ٣٢.
(٧) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٥) و (كليات أبى البقاء ١٩٤).
(٨) الآية الثانية.
(٩) الآية ٦٥. وفى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٥) و (كليات أبى البقاء ١٩٤) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : (٢٦٠) «الرحمة : النعمة ؛ ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) سورة النساء / ٨٣ ؛ وسورة النور الآيات ؛ ٢٠ ، ٢١] : أى نعمته».
اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ)(١) يعنى : القرآن (٢) ؛ وقوله تعالى فى سورة يوسف : (وَهُدىً وَرَحْمَةً)(٣) يعنى : القرآن.
والوجه السّابع ؛ الرّحمة يعنى : الرّزق ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ)(٤) يعنى : رزق ربّى ؛ وكقوله تعالى فى سورة فاطر : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ)(٥) يعنى : من رزق (٦) ؛ وكقوله تعالى : (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ)(٧) يعنى : الرّزق ؛ مثلها فى سورة الكهف : (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ)(٨) ؛ وقال فى سورة الكهف (٩) : (آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً)(١٠) يعنى : رزقا.
والوجه الثّامن ؛ الرّحمة يعنى : النّصر والفتح ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً)(١١) يعنى : النّصر والفتح (١٢).
__________________
(١) الآية ٥٨.
(٢) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) و (كليات أبى البقاء : ١٩٤).
(٣) الآية ١١١ ؛ وسورة الأنعام / ١٥٤ ، ١٥٧ ؛ وسورة الأعراف / ٥٢ ، ٢٠٣ ؛ وسورة يونس / ٥٧ ؛ وسورة النحل الآيتان ٦٤ ، ٨٩ ؛ وسورة القصص / ٤٣ ؛ وسورة لقمان / ٣ ؛ وسورة الجاثية / ٢٠.
(٤) الآية ١٠٠ وتسمى سورة الإسراء.
(٥) الآية ٢. (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) و (كليات أبى البقاء : ١٩٤).
(٦) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) و (تفسير القرطبى ١٤ : ٣٢١).
(٧) سورة الإسراء / ٢٨.
(٨) الآية ١٦.
(٩) فى ل : «وفيها أيضا».
(١٠) الآية العاشرة.
(١١) الآية ١٧.
(١٢) كما فى (كليات أبى البقاء : ١٩٤) و (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٧٦) وفى (تفسير القرطبى ١٤ : ١٥١) «أى خيرا ونصرا وعافية».