الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

تفسير الخفيف على خمسة أوجه

«(١) الهيّن* الشّبّان* التّيسير* النّقصان* الخفّة بعينها* (٢)»

فوجه منها ؛ الخفيف : الهيّن ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً) يعنى : هيّنا (٣)(فَمَرَّتْ بِهِ)(٤).

والوجه الثانى ؛ خفافا يعنى : شبّانا (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة التّوبة : (انْفِرُوا خِفافاً) يعنى : شبّانا. (وَثِقالاً)(٦) خفافا من المال (٧).

والوجه الثالث ؛ التّخفيف : التّيسير ؛ قوله تعالى فى سورة النساء : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ)(٨) أى : يهوّن عليكم تزويج الولائد عند الضّرورة (٩).

/ والوجه الرابع ؛ التّخفيف : نقصان العذاب ، قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن»

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٠٨) «الماء خفيف على المرأة إذا حملت ؛ وقوله «فمرت به» أى : فاستمرت أى قعدت به وقامت» وفى (تفسير الفخر الرازى ٤ : ٣٤٣) «قالوا : يريد النطفة ؛ والحمل ـ بالفتح : ما كان فى البطن أو على رأس الشجر».

(٤) الآية ١٨٩.

(٥) فى ل : «... شبابا ؛ ويقال : خفافا من المال».

(٦) الآية ٤١.

(٧) «وهذا الوصف يدخل تحته أقسام كثيرة والمفسرون ذكروها : والأول : خفافا فى النفور لنشاطكم له ؛ وثقالا عنه لمشقته عليكم ؛ الثانى : خفافا لقلة عيالكم وثقالا لكثرتها ، الثالث : خفافا من السلاح وثقالا منه ، الرابع : ركبانا ومشاة ، الخامس شبانا وشيوخا ، السادس : مهازيل وسمانا ، السابع : صحاحا ومراضا ، (تفسير الفخر الرازى ٤ : ٤٥٣) وفى (تفسير الطبرى ١٤ : ٢٦٩) «وقد يدخل فى (الخفاف) كل من كان سهلا عليه النفر لقوة بدنه على ذلك ، وصحة جسمه وشبابه ، ومن كان ذا يسر بمال ، وفراغ من الاشتغال ، وقادرا على الظهر والركاب ، ويدخل فى (الثقال) كل من كان بخلاف ذلك ، ..» وانظر : (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٥٩).

(٨) الآية ٢٨.

(٩) كما فى (تنوير المقباس ١ : ٢٥١ بهامش الدر المنثور).

٣٢١

: (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ)(١) يرفع عنّا يوما من النّار ، يعنى : عذاب يوم واحد.

والوجه الخامس ؛ الخفّة فى الوزن ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ)(٢) وأمثاله كثيرة (٣).

* * *

__________________

(١) الآية ٤٩. وتسمى سورة غافر.

(٢) الآية ١٠٣.

(٣) كما فى سورة الأعراف / ٩ وسورة القارعة / ٨.

٣٢٢

تفسير الخطفة على ثلاثة أوجه

«الطّرد* الاختلاس* الخطفة بعينها*» (١)

فوجه منها ، «الخطفة بمعنى» (٢) : الطّرد ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ)(٣) يعنى : يطردوكم أو يأسروكم (٤) ؛ «ومثله» (٥) : (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)(٦).

والوجه الثّانى ؛ [الخطفة](٧) : الأخذ والخلسة ؛ قوله سبحانه فى سورة الصّافّات : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ)(٨) يعنى : اختلس خلسة (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ)(١٠) أى : تأخذه الطّير.

والوجه الثّالث ؛ «الخطفة بعينها ؛ قوله تعالى» (١١) : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ)(١٢) يعنى : يذهب بأبصارهم.

* * *

__________________

(١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٢) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٣) الآية ٢٦.

(٤) «المعنى : أنهم كانوا إذا خرجوا من بلدهم خافوا أن يتخطفهم العرب ؛ لأنهم كانوا يخافون من مشركى العرب ؛ لقربهم منهم وشدة عداوتهم لهم» : (الفخر الرازى ٤ : ٣٧٤) ؛ وفى (تنوير المقباس ٢ : ١٥٥) «أن يطردكم أهل مكة أو يأسروكم».

(٥) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(٦) سورة العنكبوت / ٦٧.

(٧) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٨) الآية العاشرة.

(٩) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٤) «الخطف : أخذ الشىء بسرعة واستلاب» وفى (كليات أبى البقاء : ١٨٠) «الخطف : الاختلاس ؛ والمراد : اختلاس كلام الملائكة مسارقة» وكذا فى (لغات ألفاظ النظم الجليل. الورقة : ٣٢).

(١٠) الآية ٣١.

(١١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(١٢) سورة البقرة / ٢٠.

٣٢٣

تفسير الخلّة والخلال على ثلاثة أوجه

الخليل : المصافى* الصّداقة* الإقبال بالوجه*

فوجه منها ؛ الخليل : المصافى ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(١) أى : مصافيا (٢).

والوجه الثانى ؛ الخلّة : المخالّة وهى الصّداقة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ) أى : لا مخالّة (وَلا شَفاعَةٌ)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة إبراهيم : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ)(٤) أى : لا «مخالّة» (٥) للكافرين.

و «الوجه» (٦) الثّالث ؛ الإقبال بالوجه ، قوله سبحانه فى سورة يوسف : (أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ)(٧) : يقبل عليكم أبوكم بوجهه.

* * *

__________________

(١) الآية ١٢٥.

(٢) انظر فيما سبق معنى «الخليل» تعليق رقم (٢) صفحة (٢٥) من هذا الكتاب. وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٠) «أى : صديقا ، وهو فعيل من الخلة ؛ وهى الصداقة والمودة».

(٣) الآية ٢٥٤. وقوله تعالى : (يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَ) سقط من ص ؛ والإثبات عن م. «الخلة : الصداقة المختصة التى ليس فيها خلل ...» (اللسان ـ مادة : خ. ل. ل» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٥) «أى : مودّة وصداقة متناهية فى الإخلاص» ، وبنحوه فى (كليات أبى البقاء : ١٧٩).

(٤) الآية ٣١.

(٥) فى ص : «لا مخال الكافرين» وفى م : «لا مخال للكافرين» وما أثبتّ عن ل و (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٧). والخلال ، والمخالّة : المصادقة (اللسان ـ مادة : خ. ل. ل).

(٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) الآية ٩.

٣٢٤

تفسير «أخفى (*)» على وجهين

«(١) أسرّ* أظهر (٢)» *

فوجه منهما ؛ أخفى بمعنى : أسرّ ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا)(٣) أى : سرّا وإخفاء (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)(٥) / أى : سرّا ، وكقوله تعالى فى سورة طه : (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)(٦) «الأخفى» (٧) من السّرّ ؛ ما لم يكن ويكون.

والوجه الثانى ؛ أخفى : أى أظهر ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها)(٨) : أى أظهرها.

* * *

__________________

(*) فى ص : «خفى» والإثبات عن ل وم.

(١) سقط من ص والإثبات عن ل و م.

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل و م.

(٣) الآية ٣.

(٤) فى ل : «أسره وأخفاه» ، وفى م : «سرا إخفا» ، وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٦) «سرّا لا يريد رياء».

(٥) الآية ٥٥.

(٦) الآية ٧.

(٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم. فى (تفسير الطبرى ١٦ : ١٠٥) «السّر : ما أسرّه فى نفسه. وأخفى : ما لم يعلم الإنسان مما هو كائن»

(٨) الآية ١٥.

٣٢٥

تفسير خرّ على وجهين

«(١) سقط* سجد* (٢)»

فوجه منهما ؛ خرّ : أى سقط ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ)(٣) يعنى : سقط عليهم السّقف.

والوجه الثانى ؛ خرّ : أى سجد ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً)(٤) يعنى : يسجدون ؛ وكقوله تعالى فى سورة ص : (وَخَرَّ راكِعاً)(٥) يعنى : سجد ؛ وكقوله سبحانه فى سورة مريم : (خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا)(٦) أى : سجدوا لله.

* * *

تفسير خبت على ثلاثة أوجه

«(٧) سكن* أخلص* القبول (٨)» *

فوجه منها ؛ خبت يعنى : يكن ؛ «(٩) قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» (١٠)» : (كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً)(١١) «(١٢) يعنى : سكن لهبها (١٣)».

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٣) الآية ٢٦.

(٤) الآية ١٠٩.

(٥) الآية ٢٤.

(٦) الآية ٥٨ ونحو ذلك كما فى سورة يوسف / ١٠٠ ، وسورة الإسراء / ١٠٧ ؛ وسورة السجدة / ١٥.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٨) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٩) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(١٠) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(١١) الآية ٩٧.

(١٢) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم. فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٢) «يقال : خبت النار تخبو إذا سكنت» وفى (الفخر الرازى ٥ : ٤٦٢) «قال الواحدى : الخبو : سكون النار .. ومعنى خبت : سكنت وطفئت» ومثله فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٠٠).

(١٣) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم. فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٢) «يقال : خبت النار تخبو إذا سكنت» وفى (الفخر الرازى ٥ : ٤٦٢) «قال الواحدى : الخبو : سكون النار .. ومعنى خبت : سكنت وطفئت» ومثله فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٠٠).

٣٢٦

والوجه الثانى ؛ أخبتوا يعنى : أخلصوا ؛ «(١) قوله تعالى (٢)» فى سورة هود : (وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ)(٣) يعنى : أخلصوا (٤) ؛ مثلها فى سورة الحجّ : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)(٥) يعنى : المخلصين.

والوجه الثّالث ؛ الإخبات : القبول ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ)(٦) يعنى : فتقبل له صدورهم (٧).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية ٢٣.

(٤) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٥) «تواضعوا وخشعوا لربهم .. ويقال : أخبتوا إلى ربهم : اطمأنوا إلى ربهم ، وسكنت قلوبهم ونفوسهم إليه» ونحوه فى (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : خ. ب. ت) وفى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٤٤) «خافوا»

(٥) الآية ٢٤.

(٦) الآية ٥٤.

(٧) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٨٩) «أى : تخضع وتطمئن .. والمخبت : الخاضع المطمئن إلى ما دعى إليه».

٣٢٧

باب الدّال

الدّين* الدّبر* الدّابّة* الدّار* الدّعاء* الدّرجات* الدّهن* الدّولة*

٣٢٨

تفسير الدّين على خمسة أوجه

التّوحيد* الحساب* الحكم* الدّين بعينه* الملّة (١) *

فوجه منها ؛ الدّين يعنى : التّوحيد ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)(٢) يقول : إنّ التّوحيد عند الله الإسلام (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّمر : (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)(٤) يقول : التّوحيد ؛ وكقوله تعالى فى سورة لقمان (٥) ؛ وسورة الرّوم (٦) ؛ ونحوه (٧).

والوجه الثّانى ؛ الدّين : يعنى : الحساب ؛ قوله تعالى فى سورة «فاتحة الكتاب» :

__________________

(١) فى ل : «الدولة».

(٢) الآية ١٩.

(٣) كما فى (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٤٣٨) وفى (كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوى ـ مادة : د. ى. ن) «وقد يخص بالإسلام ؛ كما قال الله تعالى : (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)» وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٧٧) «الدين هنا : الطاعة والذلّة لله».

(٤) الآية ٢.

(٥) الآية ٣٢.

(٦) الآية الثلاثون.

(٧) كما فى سورة الأعراف / ٢٩ ؛ وسورة يونس / ٢٢ ؛ وسورة العنكبوت / ٦٥ ؛ وسورة غافر / ١٤ ، ٦٥ ؛ وسورة البيّنة / ٥ ؛ على ما فى (توجيه القرآن للمقرئ الورقة ـ ٢٦٢).

٣٢٩

(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(١) يقول : يوم الحساب (٢) / ؛ وكقوله تعالى فى سورة الصّافّات : (هذا يَوْمُ الدِّينِ)(٣) يعنى : يوم الحساب ؛ وكقوله تعالى فى سورة المطفّفين : (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)(٤) يعنى : بيوم الحساب ؛ وقال تعالى فى سورة الصّافّات : (أَإِنَّا لَمَدِينُونَ). (٥) يعنى ؛ يقول : أإنّا لمحاسبون؟ وكذلك فى سورة الواقعة : (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ)(٦) يقول : غير محاسبين ؛ ونحوه كثير (٧).

والوجه الثالث ؛ الدّين يعنى : الحكم ؛ قوله تعالى فى سورة النّور : (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ)(٨) يعنى : فى حكم الله تعالى (٩) ؛ وقوله تعالى فى سورة يوسف : (ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ)(١٠) يعنى : فى حكم الملك وقضائه.

والوجه الرابع ؛ الدّين بمعنى : الدّين بعينه (١١) ؛ يعنى : له الدّين الذى يدين إليه عباده ؛ قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ)(١٢) فى سورة براءة ؛ وسورة الصّفّ ؛ وسورة الفتح.

__________________

(١) الآية ٤.

(٢) كما فى (اللسان ـ مادة : د. ى. ن) و (تفسير الطبرى ١ : ١٤٩) و (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٠) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٢)

(٣) الآية العشرون.

(٤) الآية ١١.

(٥) الآية ٥٣.

(٦) الآية ٨٦.

(٧) كما فى سورة الحجر / ٣٥ ؛ وسورة الشعراء / ٦٢ ؛ وسورة ص / ٧٨ ؛ وسورة الذاريات / ٦ ، ١٢ ؛ وسورة المعارج / ٢٦ ؛ وسورة المدثر / ٤٦ ؛ وسورة الانفطار / ٩ ، ١٥ ، ١٧ ، ١٨ ؛ وسورة البينة / ٧ ؛ وسورة الماعون / ١.

(٨) الآية ٢.

(٩) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٢) و (كليات أبى البقاء ١٨٢)

(١٠) الآية ٧٦.

(١١) «الدين ـ بالكسر ـ فى اللغة : العادة مطلقا ، وهو أوسع مجالا ؛ يطلق على الحق والباطل أيضا ؛ ويشمل أصول الشرائع وفروعها ؛ لأنه عبارة عن وضع إلهى سائق لذوى العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات» (كليات أبى البقاء ١٨٢) و (كشاف اصطلاحات الفنون ـ مادة : د. ى. ن).

(١٢) سورة التوبة / ٣٣ ؛ وسورة الفتح / ٢٨ ؛ وسورة الصف / ٩.

٣٣٠

والوجه الخامس ؛ الدّين يعنى : الملّة ؛ قوله تعالى فى «(١) سورة لم يكن (٢)» : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)(٣) يعنى : الملّة المستقيمة.

* * *

تفسير الدّبر والأدبار على ستّة أوجه

الظّهر (٤) * الدّين الباطل* عقب «الشّىء» (٥) * الذّهاب* الغابر* «التّفكّر (٦)» *

فوجه منها ؛ الأدبار يعنى : الظّهور ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(٧) يعنى : الظّهور ؛ مثلها فيها : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ)(٨) يعنى : ظهره (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة يوسف : (وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ)(١٠) أى : من ظهره.

والوجه الثانى ؛ الأدبار : أديان آبائهم «الباطلة» (١١) ؛ قوله تعالى فى سورة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ)(١٢) يعنى : دين آبائهم ـ وهى اليهوديّة (١٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)(١٤) يعنى : رجعوا إلى أصنامهم ، وعكفوا على عبادتها (١٥).

__________________

(١) (١ ـ ١) فى ص : «فى المفصل» والإثبات عن ل ، م.

(٢) (١ ـ ١) فى ص : «فى المفصل» والإثبات عن ل ، م.

(٣) سورة البينة / ٥.

(٤) فى ل : «الظهور».

(٥) الإثبات عن ل وم.

(٦) فى ص : «التذكر» وفى م : «التدبر» والإثبات عن ل.

(٧) الآية ١٥.

(٨) سورة الأنفال / ١٦.

(٩) كما فى (تفسير الطبرى ١٣ : ١٣٥).

(١٠) الآية ٢٧.

(١١) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(١٢) الآية ٢٥.

(١٣) فى م : «وهم اليهود».

(١٤) الآية ٤٦. وتسمى سورة الإسراء.

(١٥) «يعنى : المشركين ينهضون عنك ويذهبون «نفورا» من قولك» (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٩).

٣٣١

والوجه الثالث ؛ الأدبار : عقب شىء (١) ؛ قوله تعالى فى سورة ق : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ)(٢) يعنى : خلف السّجود ؛ بعد صلاة المغرب (٣) ، وكقوله تعالى : (وَإِدْبارَ النُّجُومِ)(٤) يعنى : صلاة الغداة (٥).

والوجه الرابع ؛ دبر أى : ذهب ؛ قوله تعالى فى سورة المدّثّر : (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ)(٦) أى : ذهب (٧).

والوجه الخامس ؛ دابرهم يعنى : غابرهم وآخرهم ، فذلك قوله تعالى : (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا)(٨) يعنى : أصلهم وآخرهم (٩) ؛ مثلها فى سورة الحجر : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ)(١٠) يعنى : غابر هؤلاء مقطوع.

والوجه السادس ؛ التّدبّر : التّفكّر ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)(١١) ؛ ومثلها فى سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١٢).

* * *

__________________

(١) فى ل : «عقيب الشىء».

(٢) الآية ٤٠.

(٣) «ذكر عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : أدبار السجود : الركعتان بعد المغرب ، وإدبار النجوم : الركعتان قبل الفجر» (غريب القرآن للسجستانى ٣٠).

(٤) سورة الطور / ٤٩.

(٥) فى ل : «يعنى به : صلاة الفجر». وقال على وابن عباس وجابر وأنس : يعنى ركعتى الفجر : (تفسير القرطبى ١٧ : ٨٠).

(٦) الآية ٣٣.

(٧) «دبر الليل النهار ؛ إذا جاء خلفه. وأدبر : أى ولى» (غريب القرآن للسجستانى ١٤٧) و (اللسان ـ مادة : د. ب. ر).

(٨) سورة الأنعام / ٤٥.

(٩) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ١٢٨) وفى (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : د. ب. ر) «قطع الله دابره وغابره ؛ أى آخره وما بقى منه».

(١٠) الآية ٦٦.

(١١) الآية ٨٢.

(١٢) كما فى الآية ٢٤.

٣٣٢

تفسير الدّابّة على خمسة أوجه

الأرضة* «(١) والتى تخرج (٢)» آخر الزّمان* الدّوابّ ما خلا النّاس والأنعام* ما دبّ على وجه الأرض* كلّ من رزق فى السّماء والأرض*

فوجه منها ؛ الدّابّة : الأرضة ؛ قوله تعالى فى سورة سبأ : (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ)(٣) وهى : الأرضة (٤).

والوجه الثانى ؛ الدّابّة : الخلق العظيم ، وهى الآية الّتى تخرج آخر الزّمان (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة النّمل : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ)(٦).

والوجه الثالث ؛ الدّوابّ : ما خلا النّاس والأنعام ، وهو الحشريّات ، قوله تعالى فى سورة «الملائكة» : (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ)(٧).

__________________

(١) (١ ـ ١) فى ص : «والذى أخرج ..» وفى م : «أخرج» وما أثبت عن ل.

(٢) (١ ـ ١) فى ص : «والذى أخرج ..» وفى م : «أخرج» وما أثبت عن ل.

(٣) الآية ١٤.

(٤) «الأرضة» ـ بالتحريك : دودة بيضاء شبه النملة تظهر فى أيام الربيع ؛ قال أبو حنيفة : الأرضة ضربان : ضرب صغار مثل كبار الذّرّ وهى آفة الخشب خاصة ؛ وضرب مثل كبار النمل ذوات أجنحة وهى آفة كلّ شىء من خشب ونبات ، غير أنها لا تعرض للرطب ، وهى ذوات قوائم ، والجمع : أرض ، والأرض اسم للجمع :

(اللسان ـ مادة : أ. ر. ض).

(٥) «روى أنها دابة مزغبة شعراء ، ذات قوائم طولها ستون ذراعا ، ويقال : إنها الجساسة ؛ وهو قول عبد الله بن عمر. وروى عن ابن عمر أنها على خلقة الآدميين ؛ وهى فى السحاب وقوائمها فى الأرض» : (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٣٥) وجاء فى (تفسير الطبرى ٢٠ : ١٥) «عن أبى هريرة ، قال قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تخرج الدابة معها خاتم سليمان ، وعصا موسى ؛ فتجلو وجه المؤمن بالعصا ، وتختم أنف الكافر بالخاتم ، حتى إن أهل البيت ليجتمعون ، فيقول : هذا يا مؤمن ، ويقول : هذا يا كافر».

(٦) الآية ٨٢.

(٧) الآية ٢٨. وتسمى سورة فاطر.

٣٣٣

والوجه الرابع ؛ الدّابّة : ما دبّ على وجه الأرض ؛ قوله تعالى : (وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ)(١) يعنى : من خلق.

والوجه الخامس ؛ كلّ من رزق من الدّابّة ؛ قوله سبحانه : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها)(٢).

* * *

تفسير الدّار على أربعة أوجه

المنزل* المدينة* الجنّة* النّار*

فوجه منها ؛ الدّار يعنى : المنزل ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ)(٣) يعنى : فى منازلهم ومساكنهم ، ونحوه كثير (٤).

والوجه الثانى ؛ الدّار يعنى : المدينة ؛ كقوله تعالى فى سورة الرّعد : (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ)(٥) أى : مدينتهم.

والوجه الثالث ؛ الدّار يعنى : الجنّة ؛ قوله «(٦) سبحانه : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ* جَنَّاتُ عَدْنٍ)(٧).

والوجه الرابع ؛ الدّار يعنى : جهنّم ، قوله سبحانه (٨)» : (دارَ الْبَوارِ)(٩) يعنى : جهنّم.

* * *

__________________

(١) سورة الشورى / ٢٩.

(٢) سورة هود / ٦.

(٣) الآيتان / ٧٨ ، ٩١.

(٤) كما فى سورة هود / ٦٧ ، ٩٤ ؛ وسورة العنكبوت / ٣٧.

(٥) الآية / ٣١.

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) سورة النحل الآيتان ٣٠ ، ٣١. ومثله كما فى سورة الأنعام / ٣٢.

(٨) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) سورة إبراهيم / ٢٨.

٣٣٤

تفسير الدّعاء على سبعة أوجه

القول* العبادة* النّداء* الاستغاثة* الاستفهام* السّؤال (١) * «(٢) العذاب (٣)» *

فوجه منها ؛ «(٤) الدّعاء يعنى : القول (٥)» ، فذلك قوله سبحانه فى سورة الأعراف : (فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)(٦) يعنى : ما كان قولهم إذ جاءهم عذابنا ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الأنبياء : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ)(٧) يعنى : تلك الويل قولهم حين (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)(٨) ؛ وقوله تعالى فى سورة يونس : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ)(٩) يعنى : قولهم فى الجنّة (١٠) ؛ إذا اشتهوا الطّعام : (سُبْحانَكَ اللهُمَ).

والوجه الثانى ؛ الدّعاء يعنى : العبادة ؛ فذلك قوله سبحانه فى سورة الأنعام : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا)(١١) يعنى : «أنعبد» (١٢) من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرّنا؟ وقال سبحانه فى سورة «بنى إسرائيل» (١٣) ، وقال فى سورة القصص : (وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ)(١٤) يقول : لا تعبد مع الله إلها آخر ؛ وقال فى سورة الفرقان : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ)(١٥) يعنى : لو لا عبادتكم.

__________________

(١) فى ص وم : «السؤال. القول ...» وما أثبتّ هنا عن ل ومراعاة للترتيب الآتى.

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) الآية ٥.

(٧) الآية ١٥.

(٨) سورة الأنبياء / ١٤.

(٩) الآية العاشرة.

(١٠) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٤٦) «أى : دعاؤهم ، أى قولهم وكلامهم ...» وكذا فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٧٥) وهو مروى عن قتادة كما فى (تفسير الطبرى ١١ : ٦٤) و (تفسير القرطبى ٨ : ٣١٣) وجاء عن أبى عبيدة ـ أيضا ـ فى (فتح البارى ٨ : ٢٦١).

(١١) الآية ٧١.

(١٢) فى ص : «أتعبدون» وما أثبتّ عن ل وم.

(١٣) وهو قوله تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) سورة الإسراء / ١١٠.

(١٤) الآية ٨٨. ونحوه كما فى سورة يونس / ١٠٦ ؛ قوله تعالى : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ).

(١٥) الآية ٧٧.

٣٣٥

والوجه الثالث ؛ الدّعاء يعنى : النّداء ، فذلك قوله تعالى فى سورة القمر : (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ) : فنادى ربّه أنّى مغلوب (فَانْتَصِرْ)(١) ؛ وقال ـ عزوجل ـ (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ)(٢) يقول : يوم ينادى المنادى ؛ وقال تعالى : (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ)(٣) يعنى : النّداء ؛ وقال تعالى / : فى سورة «الملائكة» : (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ)(٤) يقول : إن تنادوهم لا يسمعوا نداءكم.

والوجه الرابع ؛ الدّعاء يعنى : الاستغاثة (٥) ، فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ)(٦) يعنى : استغيثوا (٧) بشركائكم ؛ وقال تعالى فى سورة يونس : (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ)(٨) يقول : استغيثوا ؛ نظيرها فى سورة هود (٩) ؛ وقال تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ)(١٠) يعنى : «وليستغث بربّه» (١١).

والوجه الخامس ؛ الدّعاء يعنى : الاستفهام ؛ فذلك قوله سبحانه فى سورة البقرة ـ لموسى ـ : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ)(١٢) : استفهم لنا ربّك وسله؟ ونظيرها فى سورة الكهف : (وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ) يعنى : فسلوهم أهم آلهة؟ (فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ)(١٣) بأنّهم آلهة ؛ نظيرها فى سورة الأعراف (١٤) لموسى.

__________________

(١) الآية ١٠.

(٢) سورة القمر ٦

(٣) سورة الروم ٥٢.

(٤) الآية ١٤ ؛ وتسمى سورة فاطر.

(٥) فى م : «الاستعانة» وهما متقاربتان ، والأولى أجود ، وهى كذلك فى (معانى القرآن للفراء ١ : ١٩) و (تفسير الطبرى ١ : ٣٧٧).

(٦) الآية ٢٣.

(٧) فى ل : «استعينوا» كما سلف فى أختها قبل.

(٨) الآية ٣٨.

(٩) الآية ١٣.

(١٠) الآية ٢٦ ؛ وتسمى سورة غافر.

(١١) فى ص : «واستغث ربه». وفى م : «استعين بربّه» وما أثبتّ عن ل.

(١٢) الآية ٦٨.

(١٣) الآية ٥١.

(١٤) الآية ١٣٤ ؛ وهو قوله تعالى : (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ).

٣٣٦

والوجه السادس ؛ «(١) الدّعاء : السّؤال ، قوله تعالى (٢)» : (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ)(٣) يعنى : سل ربّك ؛ وقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ)(٤) يعنى : سل لنا ربّك ؛ وقال تعالى ـ أيضا ـ فى سورة «حم المؤمن» : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(٥) : سلونى أعطكم ؛ وقوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ) يقول : سلوا ربّكم : اطلبوا إليه أن (يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ)(٦).

والوجه السابع ؛ الدّعاء : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة «سأل سائل» (٧) : (كَلَّا إِنَّها لَظى * نَزَّاعَةً لِلشَّوى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى)(٨) يعنى : تعذّب ؛ قاله المبرّد /. وقال ثعلب : دعاك الله ؛ أى أماتك الله ، وقال النّضر عن الخليل ، قال الأعرابىّ لآخر : دعاك الله ؛ أى عذّبك الله (٩).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن م وفى ل : «ادع ربك بمعنى : سل»

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن م وفى ل : «ادع ربك بمعنى : سل»

(٣) سورة البقرة / ٦٩ ، ٧٠.

(٤) الآية ٤٩.

(٥) الآية ٦٠ وتسمى سورة غافر.

(٦) سورة غافر / ٤٩

(٧) فى ل «فى سورة السائل». وتسمى سورة المعارج.

(٨) الآيات ١٥ ، ١٦ ، ١٧.

(٩) قال ثعلب : «تدعو» أى تهلك. تقول العرب : دعاك الله ، أى أهلكك الله وقال الخليل. إنه ليس كالدعاء «تعالوا» ولكن دعوتها إياهم تمكنها من تعذيبهم ، (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٨٩) وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : د. ع. و).

٣٣٧

تفسير الدّرجات على ثلاثة أوجه

الفضائل* الزّيادة* الثّواب*

فوجه منها ؛ الدّرجات يعنى : الفضائل ؛ كقوله تعالى فى سورة النّساء : (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً* دَرَجاتٍ)(١) : أى «(٢) فضائل (٣)» فى الدّرجات ، وكقوله تعالى : (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً)(٤) أى : فضيلة ؛ وكقوله تعالى : (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ)(٥) أى : «(٦) فضائل (٧)» ؛ «(٨) وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)(٩) أى : فضيلة (١٠)».

والوجه الثانى ؛ الدّرجات : زيادة المال والولد ؛ قوله تعالى فى سورة الزخرف : (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ)(١١) أى : منازل بالمال والولد.

والوجه الثالث ؛ الدّرجات : الثّواب ؛ قوله تعالى : (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا)(١٢) يعنى : للمؤمنين فى الجنّة منازل وقصورا ؛ وللكافرين فى النّار دركات (١٣) بما عملوا فى الدّنيا.

* * *

__________________

(١) الآيتان ٩٥ ، ٩٦.

(٢) (٢ ـ ٢) فى ص وم : «فضيلة» والإثبات عن ل.

(٣) (٢ ـ ٢) فى ص وم : «فضيلة» والإثبات عن ل.

(٤) سورة النساء / ٩٥.

(٥) سورة المجادلة / ١١.

(٦) (٢ ـ ٢) فى ص وم : «فضيلة» والإثبات عن ل.

(٧) (٢ ـ ٢) فى ص وم : «فضيلة» والإثبات عن ل.

(٨) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) الآية ٢٢٨.

(١٠) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١١) الآية ٣٢.

(١٢) سورة الأحقاف / ١٩

(١٣) فى ل : «درجات».

٣٣٨

تفسير الدّهن على وجهين

«(١) الجلد الأحمر* الدّهن بعينه (٢)» *

فوجه منهما ؛ الدّهان يعنى : الجلد الأحمر ؛ كقوله تعالى فى سورة الرحمن : (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ)(٣) يعنى : كالجلد الأحمر ؛ قاله مجاهد وأبو صالح (٤).

والوجه الثانى ؛ الدّهن هو : الدّهن بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة «المؤمنون» (٥) : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ)(٦) يعنى : بالزّيت.

* * *

تفسير الدّولة على وجهين

القسمة* الدّولة بعينها*

فوجه منهما ؛ الدّولة يعنى : القسمة ؛ قوله تعالى فى سورة الحشر : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) يعنى : قسمة (بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ)(٧).

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية ٣٧.

(٤) اختلف أهل التأويل فى معنى قوله : «كالدهان» فقال بعضهم : معناه كالدهن صافية الحمرة مشرقة. عن مجاهد قال : كالدهن. وعن الضحاك «كالدهان» يعنى : خالصة. وعن أبى صالح فى قوله : «وردة كالدهان» قال : كلون البرذون الوردى ، ثم كانت بعد كالدهان. وقال بعضهم : الدهان» الجلد الأحمر الصّرف ذكره أبو عبيدة والفراء : على ما فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٤٢) و (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٨٩).

(٥) فى ص : «فى سورة النمل» والصواب ما أثبت.

(٦) الآية العشرون.

(٧) الآية ٧. «الدولة ـ بالضم ـ يقال فى غلبة الحال ، وبالفتح ـ فى الحرب ، أو هما سواء. ودالت الأيام : دارت ، والله يداولها بين الناس. والدول : انقلاب الدهر من حال إلى حال. والدولة فى الحرب : هى أن تداول إحدى الفئتين على الأخرى» : (كليات أبى البقاء : ١٨٥) ، وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٤٩) ، و (تفسير الفخر الرازى ٨ : ١٢٥) ، و (تفسير أبى السعود ٨ : ١١٢ بهامش الفخر الرازى).

٣٣٩

والوجه الثانى ؛ «(١) الدّولة بعينها (٢)» ، قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)(٣) بالدّولة يعنى : الظّفر ؛ نديل الكافر على المؤمن ، والمؤمن على الكافر (٤).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(٣) سورة آل عمران / ١٤٠

(٤) فى ل : «يديل المؤمن على الكافر ، والكافر على المؤمن». وبنحوه فى (تنوير المقباس ١ : ٢٠٨) وفى (أساس البلاغة ـ مادة : د. ى. ل) «أديل المؤمنون على الكافرين يوم بدر ؛ وأديل المشركون على الكافرين يوم أحد».

٣٤٠