الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

والوجه الرابع ؛ الإتيان : العذاب ؛ قوله عزوجل فى سورة الحشر : (فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا)(١) : أى عذّبهم الله تعالى (٢) ؛ وكقوله تعالى : (أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ)(٣) : أى يهلك ربّك (٤) ، ونحوه.

والوجه الخامس ؛ الإتيان : السّوق ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (يَأْتِيها رِزْقُها) : أى يسوق إليها رزقها (٥)(رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ)(٦).

والوجه السّادس ؛ الإتيان : الجماع ؛ قوله تعالى : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ)(٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ)(٨) ؛ مثلها : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)(٩) ، ونحوه (١٠).

والوجه السّابع ؛ الإتيان : العمل ؛ قوله تعالى /. فى سورة العنكبوت : (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ)(١١) : «أى» وتعملون «فى دياركم المنكر» (١٢).

__________________

(١) الآية الثانية.

(٢) كما فى (تنوير المقباس ٣٤٧) ومثله فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٨٥ ، ٣٨٦). وفى (معجم ألفاظ القرآن الكريم ـ مادة : أ. ت. ى) «جاءهم عذابه».

(٣) سورة الأنعام / ١٥٨.

(٤) فى م : «أى أهلك ربّك». كما فى (تنوير المقباس ٩٨) ، وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٦٤) «يوم القيامة» وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٥٧) «يريد آيات القيامة والهلاك الكلّى» و (مختصر من تفسير الطبرى للتّجيبى ١ : ١٩٠) «فى موقف القيامة لفصل القضاء». ونحو ذلك كما فى الآية رقم ١٠٢ من سورة النحل : (تفسير القرطبى ١٠ : ١٠٢).

(٥) كما فى (معجم ألفاظ القرآن الكريم. مادة : أ. ت. ى) وفى (تنوير المقباس ١٧٥) «يحمل إليها رزقها». وانظر : (تفسير الطبرى ١٣ : ١٥) و (تفسير القرطبى ١٠ : ١٩٤) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤٤).

(٦) الآية ١١٢.

(٧) سورة الشعراء / ١٦٥ فى (تفسير الطبرى ١٩ : ٦٤) «أتنكحون». ونحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١١٤) وفى (معجم ألفاظ القرآن الكريم ـ مادة : أ. ت. ى) «كنى عن الإتيان فيها بالوطء».

(٨) الآية ٢٩.

(٩) سورة البقرة / ٢٢٣. أى (من وجوه المأتى) (تفسير الطبرى ٤ : ٤١٥) وانظر (تفسير القرطبى ٣ : ٩٣) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٧٣) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٩١) و (تنوير المقباس ٢٥).

(١٠) كما فى سورة البقرة / ٢٢٢ ، وسورة الأعراف / ٨١ ؛ وسورة النمل / ٥٥ (معجم ألفاظ القرآن الكريم ـ مادة : أ. ت. ى).

(١١) الآية ٢٩.

(١٢) الإثبات عن م ، و (تنوير المقباس ٢٤٧) ومثله فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٥٧) وفى (اللسان ـ مادة : أ. ت. ى) «أتى الأمر : فعله».

٢١

والوجه الثّامن ؛ الإتيان : الإقرار والطّاعة ؛ قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً)(١) أى : مقرّ له بالعبوديّة (٢).

والوجه التاسع ؛ الإتيان : الخلق ؛ قوله تعالى فى سورة «الملائكة» : (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)(٣) يعنى : إن يشأ يهلككم ويميتكم (٤) ، ويخلق خلقا جديدا ؛ مثلها فى سورة إبراهيم (٥).

والوجه العاشر ؛ الإتيان : المجىء بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ)(٦) يعنى : فجاءت إلى قومها بولدها (٧) ، ونحوه كثير.

والوجه الحادى عشر ؛ الإتيان : الظّهور ؛ قوله تعالى : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)(٨) يعنى : يظهر ويخرج.

والوجه الثانى عشر ؛ الإتيان : الدّخول ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها)(٩) أى : ادخلوها من أبوابها (١٠).

والوجه الثالث عشر ؛ الإتيان : المضىّ ؛ قوله تعالى فى سورة الفرقان : (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ)(١١) يعنى : ولقد مضوا على القرية (١٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة

__________________

(١) سورة مريم / ٩٣.

(٢) فى م : «إلا مقرا». انظر (تنوير المقباس ١٩٤) و (تفسير الطبرى ١٦ : ٩٩) و (تفسير القرطبى ١١ : ١٠٩) ، و (تفسير الكشاف ٢ : ١٧).

(٣) الآية رقم ١٦ ؛ وتسمى سورة فاطر. (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ٦٨).

(٤) كما فى (تنوير المقباس ٢٧٠) وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٧٠) «عن ابن عباس يخلق بعدكم من يعبده ولا يشرك به أحدا ، وفى (تفسير القرطبى ١٤ : ٣٣٧) «فيه حذف والمعنى : إن يشأ [أن] يذهبكم ، أى يفنيكم. (ويأت بخلق جديد) أى أطوع منكم وأزكى».

(٥) الآية ١٩.

(٦) الآية ٢٧.

(٧) كما جاء ـ بنحوه ، فى (تنوير المقباس ١٩٠) و (تفسير الطبرى ١٦ : ٥٨) و (تفسير القرطبى ١١ : ٩٩) و (غرائب القرآن للنيسابورى ١٦ : ٤٣).

(٨) سورة الصف / ٦.

(٩) الآية ١٨٩.

(١٠) (تنوير المقباس ٢١) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٣ : ٥٥٨) و (الدر المنثور للسيوطى ١ : ٢٠٤) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٨٠) «وباشروا الأمور من وجوهها التى يجب أن تباشر عليها ...».

(١١) الآية ٤٠.

(١٢) (تنوير المقباس ٢٢٦) وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٩٧) «مرّوا مرارا كثيرة» ومثله فى (تفسير الطبرى ١٩ : ١١) و (غرائب القرآن للنيسابورى ١٩ : ١٥).

٢٢

الأعراف : (فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ)(١) ؛ مثلها فى سورة النّمل : (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ)(٢) ؛ أى مضوا (٣).

والوجه الرابع عشر ؛ الإتيان : الإرسال ؛ قوله تعالى : (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ)(٤) يعنى : أرسلنا جبريل بالقرآن (٥) ؛ وكقوله تعالى : (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ)(٦) يعنى : أرسلنا جبريل بشرفهم.

والوجه الخامس عشر ؛ الإتيان : المفاجأة ؛ (قوله عزوجل فى سورة يونس : (أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً)(٧) يعنى : فاجأها و) (٨) ؛ كقوله تعالى (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ) ؛ أى يفجأهم (بَأْسُنا)(٩) أى : عذابنا.

والوجه السادس عشر ؛ الإتيان : النّزول ؛ قوله تعالى : (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ)(١٠) أى : وينزل «الموت» (١١) ؛ ونحوه كثير.

* * *

__________________

(١) الآية ١٣٨.

(٢) الآية ١٨.

(٣) كما فى (تنوير المقباس ٢٣٥) وفى (غرائب القرآن للنيسابورى ١٩ : ٩٤) «قطعوه وبلغوا آخره» وانظر : (تفسير الطبرى ١٩ : ٢٨٨) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٢٣).

(٤) سورة المؤمنون / ٧٠.

(٥) فى (تنوير المقباس ٢١٥) «أرسلنا جبريل إلى نبيّهم بالقرآن» ومثله فى (غريب القرآن للنيسابورى ١٨ : ٢٨).

(٦) سورة المؤمنون / ٧١.

(٧) الآية رقم ٢٤.

(٨) (٧ ـ ٧) الإثبات عن م.

(٩) سورة الأعراف / ٩٧.

(١٠) سورة إبراهيم / ١٧.

(١١) الإثبات عن م. فى (تنوير المقباس ١٦١) «غمّ الموت (من كل مكان) : من تحت كلّ شعرة. ويقال : تأخذه النار من كل ناحية» وانظر : (تفسير القرطبى ٩ : ٣٥٢) و (تفسير الكشاف ١ : ٤١٥).

٢٣

تفسير أسفل على ثلاثة أوجه

أسفل الوادى* أخسر فى العقوبة* أرذل العمر* فوجه منها ؛ أسفل يعنى : أسفل الوادى ؛ قوله تعالى : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)(١) : أسفل الوادى ؛ أبو الأعور السّلمىّ (٢).

والوجه الثانى ؛ أسفل : أخسر فى العقوبة ؛ [قوله تعالى](٣) : (فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ)(٤) ، أى الأخسرين فى العقوبة (٥).

والوجه الثّالث ؛ أسفل : أرذل العمر ، قوله تعالى فى سورة «والتّين» : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ)(٦) يعنى : إلى أرذل العمر ، فلا يكتب له بعد ذلك سيّئة (٧).

* * *

__________________

(١) سورة الأحزاب / ١٠.

(٢) هو عمرو بن سليمان من «ذكوان سليم». وأمّه قرشية من بنى سهم». (المعارف لابن قتيبة : ٤٦٧).

(٣) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٤) سورة الصافات / ٩٨.

(٥) كما فى (تنوير المقباس ٢٧٨) وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٣٧) «جعلهم الأذلّين الأسفلين لم يقدروا عليه» و (مختصر من تفسير الطبرى ٢ : ١٥٨) «الأذلّين حجّة» وانظر : (اللسان. مادة : س. ف. ل).

(٦) الآية ٤.

(٧) فى ل : «يعنى أرذل العمر فلا يكتب بعد ذلك سنيه». وما أثبتّ عن م. روى هذا ـ بنحوه ، عن ابن عباس وقتادة وعكرمة (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٤٤) و (البحر المحيط ٨ : ٤٩٠) و (الدر المنثور للسيوطى ٦ : ٣٦٧) وكذا عن الكلبى والضحاك ، وغيرهما (تفسير القرطبى ٢٠ : ١١٥).

٢٤

تفسير اتّخذ على ثلاثة عشر وجها

اختار* أكرم* صاغ* سلك* سمّى* نسج* جعل* عبد*

بنى / * رضى* عصر* أرخى* اعتقد.

فوجه منها ؛ اتّخذ يعنى : اختار ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(١) يعنى : اختار الله إبراهيم مصافيا (٢) ؛ مثلها فى سورة المؤمنون : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ)(٣) ، ونحوه (٤).

والوجه الثانى. اتّخذ : أكرم ؛ قوله عزوجل فى سورة آل عمران : (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ)(٥) يعنى : ويكرم منكم شهداء ، يعنى به : الشّهادة.

والوجه الثّالث ؛ اتّخذ يعنى : صاغ ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى) يعنى : صاغ قوم موسى (٦)(مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً)(٧).

والوجه الرابع ؛ اتّخذ : سلك ؛ فذلك قوله عزوجل : (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ) يعنى : سلك طريقه (فِي الْبَحْرِ عَجَباً)(٨) ، وكقوله تعالى فيها : (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً)(٩)

__________________

(١) الآية ١٢٥.

(٢) (تنوير المقباس ٦٥) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٩٢) «مجاز عن اصطفائه واختصاصه بكرامة الخليل عند خليله».

(٣) الآية ٩١. أى «ما لله من ولد ، ولا كان معه فى القديم ، ولا حين ابتدع الأشياء ...» (تفسير الطبرى ١٨ : ٣٨) وانظر : (غرائب القرآن للنيسابورى ١٨ : ٣٠) ، و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٨٩) و (تنوير المقباس ٢١٥).

(٤) كما فى سورة البقرة / ١١٦ ؛ وسورة يونس / ٦٨ ؛ وسورة الإسراء / ٤٠ ؛ وسورة الكهف / ٤ وسورة مريم / ٨٨ ؛ وسورة الأنبياء / ٢٦ ؛ وسورة الفرقان / ٩١ ؛ وسورة الجنّ / ٣.

(٥) الآية ١٤٠. «يريد : المستشهدين يوم أحد» (تفسير الطبرى ٧ : ٢٤٣) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٤٢) وبنحوه فى (تنوير المقباس ٤٦١).

(٦) (تنوير المقباس ١٠٨) ومثله فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٨٢) و (تفسير ابن كثير ١ : ٢٤٧).

(٧) الآية رقم ١٤٨.

(٨) سورة الكهف / ٦٣.

(٩) سورة الكهف / ٦١. وما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

٢٥

والوجه الخامس ؛ اتّخذ يعنى : سمّى ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً)(١) يعنى : سمّوهم أربابا (مِنْ دُونِ اللهِ) تعالى (٢).

والوجه السادس ؛ اتّخذت يعنى : نسجت ؛ فذلك قوله عزوجل فى سورة العنكبوت : (اتَّخَذَتْ بَيْتاً)(٣) : نسجت بيتا.

والوجه السابع ؛ اتّخذوا : «عبدوا» (٤) ؛ كقوله تعالى : (الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ)(٥) ؛ وكقوله عزوجل فى سورة البقرة : (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ)(٦) ، أى عبدتم. مثلها فى سورة الأعراف : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ)(٧) يعنى : عبدوا (٨) ؛ وكقوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ)(٩).

والوجه الثامن ؛ اتّخذ ؛ أى جعل ؛ قوله ـ عزوجل ـ فى سورة النّحل : (تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ)(١٠) أى : تجعلون ؛ وكقوله عزوجل : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً)(١١) أى : جعلوها (١٢)(وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا هُزُواً)(١٣) أى : جعلوها.

__________________

(١) الآية ٣١.

(٢) فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣١٩) «... أنهم أطاعوهم فى الأمر بالمعاصى ... كما تطاع الأرباب فى أوامرهم. ونحوه تسمية أتباع الشيطان فيما يوسوس به عباده ...».

(٣) الآية ٤١.

(٤) الإثبات عن م.

(٥) سورة العنكبوت / ٤١.

(٦) الآيتان ٥١ ، ٩٢. وانظر : (تفسير الطبرى ٢ : ٣٥٤ ، ٣٥٥) و (تفسير القرطبى ١ : ٣٩٦) و (تنوير المقباس ١١) و (الوسيط للواحدى ١ : ١٠٥ ـ ١٠٦).

(٧) الآية ١٥٢.

(٨) فى م : «عبدوه».

(٩) (٩ ـ ٩) الإثبات عن م. وهذا النص القرآنى فى سورة الزمر / ٣ ، وسورة الشورى / ٦.

(١٠) الآية ٩٢. و «الدخل فى كلام العرب : كل أمر لم يكن صحيحا». (اللسان ـ مادة : د. خ. ل).

(١١) سورة المجادلة / ١٦ ؛ وسورة المنافقون / ٢.

(١٢) كما فى (تفسير الطبرى ١٨ : ٢٤) «جنّة» ؛ أى سترة يستترون بها من المؤمنين ومن قتلهم» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٨٤).

(١٣) سورة الكهف / ٥٦. «الهزء : الاستخفاف والسخرية» (اللسان ـ مادة : ه. ز. أ).

٢٦

والوجه التاسع ؛ اتّخذ يعنى : بنى ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة «براءة» : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً)(١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً)(٢) ؛ وقوله عزوجل : (وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ)(٣).

والوجه العاشر ؛ اتّخذ يعنى : رضى ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المزّمّل : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً)(٤) ؛ أى : فارض به ربّا ورازقا.

والوجه الحادى عشر ؛ تتّخذ : تعصر ؛ كقوله تعالى فى سورة النّحل : (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً)(٥) ، أى : تعصرون منه (٦).

والوجه الثانى عشر ؛ اتّخذت يعنى : أرخت ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً)(٧) يعنى : فأرخت سترا.

والوجه الثالث عشر ؛ اتّخذ يعنى : اعتقد ؛ قوله تعالى : / (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً)(٨) يعنى : اعتقد عند الرّحمن عهدا ب «لا إله إلّا الله» (٩).

* * *

__________________

(١) الآية ١٠٧. فى م. «(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) يعنى بنوا ...».

(٢) الآية ٢٠.

(٣) سورة الشعراء / ١٢٩.

(٤) الآية ٩. «فيما يأمرك ، وفوّض إليه أسبابك» (تفسير الطبرى ٢٩ : ١٣٣) ، وجاء مثله فى (تفسير القرطبى ١٩ : ٤٤) وفى (تنوير المقباس ٣٧١) «فاعبده ربّا». ويقال : فاتخذه كفيلا فيما وعدك من النّصرة والدولة والثواب».

(٥) الآية ٦٧.

(٦) أى : (من ثمرات النخيل والأعناب). وانظر معنى قوله : (سكرا) فى (تفسير الطبرى ١٤ : ٩٣) و (تفسير القرطبى ١٠. ١٢٨) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٣٨).

(٧) الآية ١٧.

(٨) سورة مريم / ٨٧.

(٩) كما فى (تنوير المقباس ١٩٣) وجاء ـ بنحوه ـ عن ابن عباس ومقاتل (تفسير القرطبى ١١ : ٥٤). «واتخاذ العهد : الاستظهار بالإيمان والعمل ، أو بكلمة الشّهادة وحدها ...» (غريب القرآن للنيسابورى ١٦ : ٧٢).

٢٧

تفسير الأهل (١) على ثمانية أوجه

السّاكن* القارئ* الأصحاب* الزّوجة* العشيرة*

المختار له* القوم* المستحقّ*

فوجه منها ؛ الأهل يعنى : ساكنى القرى ؛ قوله تعالى : (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى)(٢) يعنى : ساكنى القرى (٣)؟ ، وكقوله عزوجل فى سورة التّوبة : (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا)(٤) ، ونحوه (٥).

والوجه الثّانى ؛ الأهل يعنى : قرّاء التّوراة والإنجيل ؛ قوله تعالى (يا أَهْلَ الْكِتابِ)(٦) : يا قرّاء التّوراة والإنجيل ؛ ونحوه كثير (٧).

والوجه الثالث ؛ الأهل يعنى : الأصحاب ؛ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(٨) : إلى أصحابها (٩).

والوجه الرابع ؛ الأهل يعنى : الزّوجة والأولاد ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (وَسارَ

__________________

(١) فى ل : «أهل» وما أثبت عن م.

(٢) سورة الأعراف / ٩٧.

(٣) فى م «ساكن». فى (تنوير المقباس ١٠٥) «أهل مكة» وانظر (اللسان ـ مادة : أ. ه. ل) و (المفردات فى غريب القرآن ٢٩).

(٤) الآية ١٠١.

(٥) كما فى سورة الأعراف / ٩٦ ، ٩٧ ؛ وسورة التوبة / ١٢٠ ؛ وسورة يوسف / ١٠٩ ، وسورة الحجر / ٦٧ ؛ وسورة العنكبوت / ٢١ ، ٣٤ ؛ وسورة الحشر / ٧.

(٦) سورة آل عمران / ٦٤ ، ٦٥ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٩٨ ، ٩٩ ؛ وسورة النساء / ١٧١ ؛ وسورة المائدة / ١٥ ، ١٩ ، ٥٩ ، ٦٨ ، ٧٧.

(٧) كما فى سورة البقرة / ١٠٥ ، ١٠٩ ؛ وسورة آل عمران / ٦٩ ، ٧٢ ، ٧٥ ، ١١٠ ، ١١٣ ، ١١٩ ؛ وسورة النساء / ١٢٣ ، ١٥٣ ، ١٥٩ ؛ وسورة المائدة / ٦٥ ؛ وسورة العنكبوت / ٤٦ ؛ وسورة الأحزاب / ٢٦ ؛ وسورة الحديد / ٢٩ ؛ وسورة الحشر / ٢ ؛ وسورة البينة / ١ ، ٦. وانظر (معجم ألفاظ القرآن الكريم ـ مادة : أ. ه. ل).

(٨) سورة النساء / ٥٨.

(٩) فى (تنوير المقباس ٥٨) «أن تردوا المفتاح : [مفتاح الكعبة] ... إلى عثمان بن أبى طلحة» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٧٧) و (أسباب النزول للسيوطى ٥٥ ، ٥٦).

٢٨

بِأَهْلِهِ)(١) : بزوجته وولدها ؛ مثله (٢) فى سورة النّمل : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ)(٣) يعنى وابنتيه (٤) ؛ ونحوه (٥).

والوجه الخامس ؛ الأهل يعنى : القوم والعشيرة (٦) ؛ قوله عزوجل فى سورة النّساء : (فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ) يعنى : من قومه وعشيرته (وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها)(٧) يعنى : و [حكما] من قومها وعشيرتها.

والوجه السّادس ؛ الأهل : المختار له ؛ قوله تعالى فى سورة الفتح : (وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها)(٨) يعنى : المختارين.

والوجه السّابع ؛ الأهل : هم القوم الذين بعث فيهم نبىّ ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ)(٩) يعنى : قومه (١٠).

والوجه الثامن ؛ الأهل : المستحقّ ؛ قوله عزوجل : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى) ؛ أى أنا أستحقّ أن يتّقى منّى ، (وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)(١١) : وأهل أن تسأل منّى المغفرة (١٢).

* * *

__________________

(١) الآية ٢٩.

(٢) فى م «مثلها».

(٣) الآية ٥٧.

(٤) فى ل : «وبناته» وما أثبتّ عن م. وهما «زعوراء وريثا» : (تنوير المقباس ٢٣٧).

(٥) كما فى سورة الأعراف ٨٣ ؛ وسورة طه / ١٠ ؛ وسورة الأنبياء / ٧٦ ؛ وسورة الشعراء / ١٧٠ ؛ وسورة النمل ٧ ، ٤٩ ؛ وسورة العنكبوت / ٣٢ ؛ وسورة الصافات / ٧٦ ، ١٣٤ ؛ وسورة ص / ٤٣ ؛ وسورة القيامة / ٣٣ ؛ وسورة الانشقاق / ٩ ، ١٣.

(٦) فى م «والعشائر».

(٧) الآية ٣٥.

(٨) الآية ٢٦.

(٩) الآية ٥٥.

(١٠) (تنوير المقباس ١٩٢) وهو قول الحسن (تفسير القرطبى ١١ : ١١٦) ، واستحسنه النيسابورى (غرائب القرآن ١٦ : ٥٦) وجاء فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٩).

(١١) سورة المدثر / ٥٦.

(١٢) جاء فى (تفسير الطبرى ٢٩ : ١٧٢) «عن قتادة : أهل أن تتّقى محارمه ... ؛ وأهل أن يغفر الذنوب». وانظر : (تفسير القرطبى ١٩ : ٨٩) و (تنوير المقباس ٣٧٤) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٣٨).

٢٩

تفسير أولى على وجهين

الوعيد* أحقّ (١)

فوجه منها ؛ أولى : الوعيد ؛ قوله سبحانه فى سورة محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (فَأَوْلى لَهُمْ)(٢) وعيد من عذاب الله (٣) ؛ مثلها فى سورة القيامة : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٤) ؛ أى وعيد لك يا أبا جهل على وعيد (٥).

والوجه الثانى ؛ أولى يعنى : أحقّ ؛ قوله عزوجل فى سورة الأحزاب : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ) يعنى : أحقّ بحفظ أولاد المؤمنين (مِنْ أَنْفُسِهِمْ)(٦) بعد موته (٧) ؛ وكقوله تعالى : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ)(٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة مريم : (أَوْلى بِها صِلِيًّا)(٩) ؛ أى أحقّ بها : بدخول النّار.

* * *

__________________

(١) فى م : «وأحق».

(٢) الآية العشرون.

(٣) (تنوير المقباس ٣١٧) وجاء بنحوه فى (تفسير الطبرى ٢٦ : ٥٥) عن قتادة. وفى (القاموس المحيط ـ مادة : و. ل. ى) «تهدّد ووعيد : أى قاربه ما يهلكه».

(٤) الآيتان ٣٤ ، ٣٥.

(٥) (تنوير المقباس ٣٧٥) وجاء بنحوه ـ عن قتادة (تفسير الطبرى ٢٩ : ٢٠٠) و (تفسير القرطبى ١٩ : ١١٣).

(٦) الآية ٦.

(٧) لقول النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من مات وترك كلّا فإلىّ ، أو دينا فعلىّ ، أو مالا فلورثته» (تنوير المقباس ٢٥٩). وانظر (تفسير الطبرى ٢١ : ١٢٢) و (تفسير ابن كثير ٣ : ٤٦٨) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٨٢).

(٨) سورة الأنفال / ٧٥ ؛ وسورة الأحزاب / ٦.

(٩) الآية ٧٠. وفى م «صليا» بضم الصاد. وهى قراء نافع وعليها التفسير (هامش تفسير القرطبى : ١١ : ١٣٥).

٣٠

تفسير الأجل على خمسة أوجه

الموت* الشّرط والوقت / * الهلاك* العدّة* العذاب*

فوجه منها ؛ الأجل بمعنى : الموت ؛ قال الله تعالى فى سورة المنافقون : (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها)(١) يعنى : موتها (٢) ؛ نظيرها فى سورة الأنعام : (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ)(٣).

والوجه الثانى ؛ الأجل : الوقت ؛ قوله عزوجل فى سورة القصص : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ)(٤) يعنى : الوقتين. ويقال : الشّرطين (٥).

والوجه الثالث ؛ الأجل : الهلاك ؛ قوله عزوجل فى سورة الأعراف : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ)(٦) يعنى : هلاكهم (٧).

والوجه الرابع : «الأجل» (٨) : العدّة ؛ قوله تعالى فى سورة الطلاق : (فَإِذا بَلَغْنَ

__________________

(١) الآية ١١.

(٢) كما قال ابن جرير (تفسير الطبرى ٢٨ : ١١٩). «الأجل ـ محرّكة ـ غاية الوقت فى الموت» (اللسان : مادة ـ أ. ج. ل) «ويقال للمدّة المضروبة لحياة الانسان أجل» : (المفردات فى غريب القرآن للراغب ١١).

(٣) الآية ٢. «قال الحسن : الأجل الأول : ما بين أن يخلق إلى أن يموت ؛ والثانى : ما بين أن يموت إلى أن يبعث» (تفسير الطبرى ١١ : ٢٥٦) و (المفردات فى غريب القرآن للراغب ١١) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٣٣) و (البحر المحيط ٤ : ٦٥).

(٤) الآية ٢٨.

(٥) فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ١٠٢) «أى الغايتين والشرطين ، ومجازه أى الأجلين ، والأجلين : الثمانى حجج ، أو العشر» وفى (المفردات فى غريب القرآن للراغب : ١١) «الأجل المدة المضروبة للشىء» وانظر (تفسير الطبرى ٢٠ : ٤٢) و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٧٩) و (تنوير المقباس ٢٤١).

(٦) الآية ١٨٥.

(٧) كما فى (تنوير المقباس ١١١) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٢٠) وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٩١).

(٨) الإثبات عن م.

٣١

أَجَلَهُنَ)(١) ؛ أى عدّتهنّ (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ)(٣) ؛ أى عدّتهنّ.

والوجه الخامس ؛ الأجل : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة نوح : (إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ) يعنى : إنّ عذاب الله إذا جاء لا يؤخّر (٤)(لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(٥).

* * *

__________________

(١) الآية ٢.

(٢) كما فى (تنوير المقباس ٣٥٨) وجاء ذلك فى (تفسير الطبرى ٢٨ : ١٣٦) عن الضحاك وفى (المفردات فى غريب القرآن للراغب : ١٢) «إشارة إلى حين انقضاء العدة» وانظر (تفسير القرطبى ١٨ : ١٥٧) و (تفسير الفخر ٨ : ١٦٧) و (البحر المحيط ٨ : ٢٨٢) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٦٧).

(٣) الآيتان ٢٣١ ، ٢٣٢. قال الواحدى : «وبلوغ الأجل ـ هاهنا ـ انقضاء العدة» (الوسيط للواحدى : ٣٣٢ ، ٣٣٣).

(٤) كما فى (تنوير المقباس ٣٦٨) وفى (تفسير الطبرى ٢٩ : ٩١ ـ ٩٢) «إنّ أجل الله الذى قد كتبه على خلقه فى أمّ الكتاب إذ جاء عنده لا يؤخّر عن ميقاته» وانظر : (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٢٤).

(٥) الآية ٤.

٣٢

تفسير الآيات على ستة أوجه

العلامات* آى القرآن* المعجزات* العبرة*

الكتاب* الأمر والنّهى*

فوجه منها (١) ؛ الآيات : العلامات ؛ قوله تعالى فى سورة الروم : (وَمِنْ آياتِهِ)(٢) ؛ مثلها فى سورة النحل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ)(٣) ؛ نظيره فى سورة الرعد (٤) ، ونحوه فى سورة الشّعراء ، «قوله تعالى» (٥) : (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ)(٦) يعنى : علامة ، وقوله عزوجل : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ)(٧) يعنى : طلوع الشّمس من مغربها (٨).

والوجه الثانى ؛ آيات يعنى : آى القرآن (٩) ؛ قوله عزوجل فى سورة آل عمران : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ)(١٠). نظيرها قوله تعالى فى سورة النحل : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ)(١١).

__________________

(١) فى ل : «فوجه الثانى» والتصويب عن م.

(٢) الآيات من رقم ٢٠ إلى ٢٥ ، والآية رقم ٤٦ من هذه السورة. فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٣) «ومن علامات الرب» وفى (اللسان ـ مادة : أ. ى. ى) «الأصل فى معنى الآية : العلامة الواضحة».

(٣) الآيتان ١٢ ، ٧٩.

(٤) كما فى الآيتين الأولى والرابعة.

(٥) الإثبات عن م.

(٦) الآية ١٢٨.

(٧) سورة الأنعام / ١٥٨.

(٨) فى ل : «من مغاربها» والإثبات عن م و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٦٤) و (تنوير المقباس : ٩٨) ، و (تفسير الكشاف ١ : ٢٥٧).

(٩) فى ل : «آيات القرآن» والإثبات عن م. وعلى كل فإن آية تجمع على آى وآيات وهما بمعنى. و «الآية من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه ..» (غريب القرآن للسجستانى : ٤) وانظر (الوسيط للواحدى ١ : ٩٠).

(١٠) الآية ٧.

(١١) الآية ١٠١. «أى رفعنا آية وجعلنا موضعها غيرها ؛ قاله مجاهد» (تفسير القرطبى ١٠ : ١٧٩) و (تفسير الطبرى ١٤ : ١١٨) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤٣) «تبديل الآية مكان الآية : هو النّسخ ..» وانظر (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٤٩) و (تنوير المقباس ١٧٤).

٣٣

والوجه الثّالث ؛ الآيات يعنى : المعجزات ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا)(١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة القمر : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)(٢) ، ونظائره (٣).

والوجه الرابع ؛ آية يعنى : عبرة للنّاس ؛ (٤) قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً)(٥) يعنى : عبرة (٦) ، وكقوله تعالى فى سورة مريم : (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ)(٧) يعنى : عبرة (٨) للناس.

والوجه الخامس ؛ الآية يعنى : الكتاب ؛ قوله تعالى فى سورة الجاثية : (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ)(٩) ، وكقوله تعالى فى سورة المؤمنون : (قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ)(١٠) يعنى : كتابى يتلى «عليكم» (١١).

والوجه السّادس ؛ الآية يعنى : الأمر والنّهى ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آياتِهِ)(١٢) يعنى : أمره ونهيه (١٣) ، ونحو ذلك.

* * *

__________________

(١) الآية ٣٦.

(٢) الآية ٢. «عن قتادة ، أن أنس بن مالك حدّثهم : أن أهل مكة سألوا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يريهم آية ، فأراهم انشقاق القمر مرّتين» (تفسير الطبرى ٢٧ : ٨٤).

(٣) كما فى سورة طه / ٢٢ ؛ وسورة النازعات / ٢٠.

(٤) (٤ ـ ٤) الإثبات عن م.

(٥) الآية ٥٠. أى «علامة وعبرة» (تنوير المقباس ٢١٣) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٩٧) «أى علما ودليلا». وانظر (تفسير الطبرى ١٨ : ٢٠) و (تفسير الكشاف ٢ : ٦٦) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٣).

(٦) (٤ ـ ٤) الإثبات عن م.

(٧) الآية ٢١.

(٨) (تنوير المقباس ١٩٠) وفى (تفسير الطبرى ١٦ : ٤٧) «يقول : وكى نجعل الغلام الذى نهبه لك علامة وحجّة على خلقى ...» وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٩١) «دلالة على قدرتنا ..».

(٩) الآية ٨.

(١٠) الآية ٦٦.

(١١) الإثبات عن م. وجاء ـ بنحوه ـ فى (تفسير الطبرى ١٨ : ٢٩) ، وفى (تنوير المقباس ٢١٤) «... تقرأ وتعرض».

(١٢) الآية ١٨٧.

(١٣) كما فى (تنوير المقباس ٢٠) ومثله فى (الدر المنثور للسيوطى ١ : ٢٠٢ ، ٢٠٣) ، و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٧٠). ونحو ذلك كما فى الآية رقم ٢٢١ من سورة البقرة ؛ والآية رقم ١٠٣ من سورة آل عمران ؛ والآية رقم ١١٨ من سورة الأنعام ؛ والآية رقم ٥٩ من سورة النور. فى م : «ونحوه كثير».

٣٤

تفسير أرسل على سبعة أوجه

سلّط* بعث* فتح* أخرج / وجّه* أطلق* أنزل.

فوجه منها ؛ أرسلنا : سلّطنا ؛ فذلك قوله سبحانه فى سورة مريم : (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ)(١) يعنى : سلّطنا (٢) ؛ ومثله فى سورة «التّطفيف» : (وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ)(٣) ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ)(٤) ، أى سلّطنا.

والوجه الثانى ؛ أرسل : أى : بعث ؛ فذلك قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً)(٥). أى : بعثناك للنّاس رسولا مبعوثا ؛ وكقوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا)(٦) ، ونحوه (٧).

والوجه الثالث ؛ أرسل : فتح ؛ قوله تعالى فى سورة الملائكة : (وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ)(٨) أى : لا فاتح له من بعده (٩).

والوجه الرابع ؛ أرسل بمعنى : أخرج وأظهر ؛ قوله تعالى : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً

__________________

(١) الآية ٨٣.

(٢) «أى سلطناهم عليهم بالإغواء ، ... وقيل : خلّينا الشياطين وإيّاهم ...» (تفسير القرطبى ١١ : ١٥٠) وانظر : (غرائب القرآن للنيسابورى ١٦ : ٧١) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٢) و (تنوير المقباس ١٩٣).

(٣) سورة المطففين ٣٣. «أى : ما سلّطوا على المؤمنين حافظين لهم ولأعمالهم» (تنوير المقباس ٣٨٤).

(٤) سورة القمر / ١٩ ، ٣١.

(٥) سورة النساء / ٧٩.

(٦) سورة الأنعام / ٤٢ ؛ وسورة هود / ٢٥ ، ٩٦ ؛ وسورة الرعد / ٣٨ ؛ وسورة إبراهيم / ٥ ؛ وسورة الحجر / ١٠ ؛ وسورة المؤمنون / ٢٣ ؛ وسورة النمل / ٤٥ ؛ وسورة العنكبوت / ١٤ ؛ وسورة الروم / ٤٧ ؛ وسورة الصافات / ٧٢ ؛ وسورة غافر / ٢٣ ، ٧٨.

(٧) كما فى سورة البقرة / ١٥١ ؛ وسورة النساء / ٦٤ ؛ وسورة المائدة / ٧٠ ؛ وسورة الأعراف / ٥٩ ، ٩٤ ؛ وسورة إبراهيم / ٤ ؛ وسورة النحل / ٤٣ ، ٦٣ ؛ وسورة الأنبياء / ٧ ، ٢٥ ؛ وسورة الحج / ٥٢ ؛ وسورة المؤمنون / ٣٢ ، ٤٥ ؛ وسورة الفرقان / ٢٠ ؛ وسورة سبأ / ٣٤ ، ٤٤ ؛ وسورة يس / ١٤ ؛ وسورة الزخرف / ٦ ، ٢٣ ، ٤٥ ؛ وسورة الحديد / ٢٥ ؛ وسورة نوح / ١ ؛ وسورة المزمل / ١٥ ؛ وسورة الصف / ٩. وغير ذلك فى القرآن كثير.

(٨) الآية ٢. وتسمى سورة فاطر.

(٩) «استعير الفتح للإطلاق والإرسال ..» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢١١).

٣٥

لَهُمْ)(١) يعنى : مخرجو النّاقة (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)(٣) ؛ أى نخرج بالآيات إلّا تخويفا (٤).

والوجه الخامس ؛ أرسل : أى وجّه ؛ قوله تعالى : (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ)(٥) : مشخصين ، يعنى : وجّه (فِرْعَوْنُ)(٦) ؛ وكقوله تعالى فى سورة يوسف : (فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ)(٧).

والوجه السادس ؛ أرسل ؛ أى : أطلق من العذاب ؛ كقوله تعالى فى سورة الشّعراء : (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ)(٨) أى : أطلقهم من العذاب ؛ مثلها فى سورة طه : (فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ)(٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ)(١٠) أى : لنطلقنّ.

والوجه السابع ؛ الإرسال : الإنزال من المطر وغيره ؛ قوله تعالى فى سورة نوح : (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً)(١١) أى ينزل المطر ؛ وكقوله تعالى فى سورة الفيل : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ)(١٢) ، ونحوه كثير (١٣).

* * *

__________________

(١) سورة القمر / ٢٧.

(٢) كما فى (تنوير المقباس ٣٣٥) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٤٣٣) وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٦٦) و (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٠١).

(٣) الآية ٥٩. وتسمى سورة الإسراء.

(٤) فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٥٧) «أى : وما نرسل الرسل بالآيات» ومثله فى (تنوير المقباس ١٩٧) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٨١) «والمراد بالآيات : ما طلبته قريش من قلب الصّفا ذهبا ؛ ومن إحياء الموتى ، وغير ذلك» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٥٧).

(٥) سورة الشعراء / ٥٣.

(٦) الإثبات عن م.

(٧) الآية ١٩. «أى وارد الماء ليستقى لهم» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢١٤) ونحوه فى (تنوير المقباس ١٤٧) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٨٢) «رجلا يقال له مالك بن ذعر الخزاعى ليطلب لهم الماء».

(٨) الآية ١٧.

(٩) الآية ٤٧.

(١٠) الآية ١٣٤.

(١١) الآية ١١. «أى دارّة ، يعنى عند الحاجة ... لا أن تدرّ ليلا ونهارا ... ومدرارا للمبالغة» (غريب القرآن للسجستانى ٣٠٨) وانظر (تفسير الطبرى ٢٩ : ٩٣).

(١٢) الآية ٣.

(١٣) كما فى سورة هود / ٥٢ ؛ وسورة الرعد / ١٣ ؛ وسورة الإسراء / ٦٨ ، ٦٩ ؛ وسورة الكهف / ٤٠ ؛ وسورة العنكبوت / ٤٠ ؛ وسورة الأحزاب / ٩ ؛ وسورة فصلت / ١٦ ؛ وسورة الذاريات / ٤١.

٣٦

تفسير الأمّ على خمسة أوجه

الأصل* المرجع* الوالدة بعينها* المرضعة* أزواج النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم

فوجه منها ؛ الأمّ ؛ أى الأصل ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ)(١) : أصل الكتاب (٢) ، مثلها فى سورة «حم عسق» : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى)(٣) يعنى : مكّة أصل القرى.

والوجه الثانى ؛ الأمّ : المرجع والمصير ؛ قوله تعالى فى سورة القارعة : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ)(٤) يعنى : مرجعه ومصيره (٥).

والوجه الثالث ؛ الأمّ : الوالدة ؛ قوله تعالى : (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ)(٦) يعنى : إلى والدتك ، وكقوله تعالى : (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ)(٧).

والوجه الرابع ؛ الأمّ يعنى : المرضعة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ)(٨) يعنى : وحرّمت / عليكم مرضعتكم فى الحولين.

__________________

(١) الآية ٧.

(٢) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ٤١) و (اللسان ـ مادة : أ. م. م) و (المفردات فى غريب القرآن للراغب ٢٢) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١١٣) وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة : ٢) «الآيات التى لم يتغير حكمها» وفى (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى ١ : ٧٤) «هى التى فيها الحدود والفرائض».

(٣) الآية ٧. ويقصد بقوله «حم عسق» : سورة الشورى.

(٤) الآية ٩.

(٥) كما روى ـ بنحوه ـ عن قتادة (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٨٣) و (تفسير القرطبى ٢٠ : ١٦٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٨٤) وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة ٢) «فمسكنه جهنم» ومثله فى (المفردات فى غريب القرآن للراغب ٢٧) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٧٧) «لمّا كانت الأمّ كافلة الولد وغاذيته ومأواه ومربّيته ، وكانت النار للكافر كذلك جعلها أمّه».

(٦) سورة طه / ٤٠.

(٧) سورة القصص / ١٣. ونظير ذلك فى قوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) [سورة النساء : آية ٢٣] (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة ٢).

(٨) الآية ٢٣.

٣٧

والوجه الخامس ؛ [أمّهات المؤمنين](١) أزواج النّبى (٢) ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قوله تعالى : (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)(٣).

* * *

__________________

(١) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٢) فى م : «زوجات الرسول ...».

(٣) سورة الأحزاب / ٦. «أى كأمّهاتهم فى الحرمات.» (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٧٧) وانظر (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٢).

٣٨

تفسير الأب على أربعة أوجه

الجدّ* العمّ* الوالد* والكلأ : بتشديد الباء*

فوجه منها ؛ الأب بمعنى : الجدّ (١) ؛ قوله تعالى فى سورة الحج : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ)(٢) ؛ وكقوله تعالى : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ)(٣).

والوجه الثانى ؛ الأب بمعنى : العمّ ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ)(٤) وإسماعيل كان عمّ يعقوب (٥).

والوجه الثالث ؛ الأب : الوالد بعينه (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ)(٧) ؛ وقوله سبحانه فى سورة الأنعام : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ)(٨) ؛ وقوله تعالى فى سورة عبس : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)(٩) ، وكقوله تعالى فى سورة القصص : (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ)(١٠) مثلها فى سورة يوسف (١١).

__________________

(١) فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى. الورقة ٢) «الأب الأعلى».

(٢) الآية ٧٨. «هو أبو رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فكان أبا لأمّته ، ...» (تفسير الكشاف للزمخشرى ٢ : ٦١).

(٣) سورة يوسف / ٣٨.

(٤) الآية ١٣٣.

(٥) فى م : «وإسحاق كان عم يعقوب» وفى (المفردات فى غريب القرآن للراغب ٧) «وإسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمهم». و «أدخله جملة الآباء ـ وكان عم يعقوب ـ ؛ لأن العرب تسمى العمّ أبا. وروى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال للعباس [عمه] : «هذا بقية آبائى» (الوسيط للواحدى ١ : ٢٠١). وبيان ذلك : «أن إسماعيل هو ابن إبراهيم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم‌السلام» (المعارف لابن قتيبة ٣٤ ، ٣٩).

(٦) فى نسخة تيمور هامش وهو : «قوله : «الوالد بعينه» لا يفيد الأب المجازى الذى هو آزر ؛ لأن بعينه تأكيد للأب ؛ ولأن الوالد لا يكون إلا بحقيقته. ولكن مشى على قول مرجوح ، فلفظة «بعينه» لا حاجة إليها ، لكن عليها يصير «الوجه الثالث عين الثانى فى العم. فلينظر. انتهى» وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٢) «الأب الصلبى».

(٧) الآية ٤٢.

(٨) الآية ٧٤ ، وقوله تعالى (وإذ قال إبراهيم) غير موجود بالأصل المخطوط والسياق يقتضى الإثبات عن (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٢) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٤٤) «وآزر : اسم أبى إبراهيم عليه‌السلام».

(٩) الآيتان ٣٤ ، ٣٥.

(١٠) الآية ٢٣.

(١١) الآية ١٠٠.

٣٩

والوجه الرابع ؛ الأبّ ـ بتشديد الباء : مرعى الأنعام ؛ قوله تعالى فى سورة عبس : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا)(١) يعنى : مرعى الدّوابّ والأنعام (٢). ويقال : هو الكلأ (٣). ويقال : هو التّبن (٤).

* * *

__________________

(١) الآية ٣١.

(٢) روى هذا ـ بمثله ـ عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد (تفسير الطبرى ٣٠ : ٥٩ ـ ٦٠) و (تفسير القرطبى ١٩ : ٢٢١) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٥١٥) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٥٥) «المرعى» وفى (غريب القرآن للسجستانى ٣٤) «هو ما رعته الأنعام. ويقال : الأبّ للبهائم كالفاكهة للناس» وفى (المفردات فى غريب القرآن للراغب ٧) «المرعى : المتهيأ للرعى والجز من قولهم : أبّ لكذا أى تهيأ».

(٣) هذا قول الحسن (تفسير القرطبى ٩ : ٢٢١) و «الكلأ : العشب» (اللسان : مادة : ك. ل. أ).

(٤) جاء فى (تفسير القرطبى ٢٠ : ٢٢١) عن الضحاك ، التّين ـ بالتاء المشددة ، والياء التحتية ـ وكذا فى (تنوير المقباس ٣٨١) وفى (الدر المنثور ٨ : ٤٢٢) و (البحر المحيط ٨ : ٤٢٩) عن الضحاك ، التبن وفى (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٣٣٦) «الأبّ : الفاكهة اليابسة ؛ لأنها تؤب للشتاء ؛ أى تعدّ».

٤٠