الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

أى :](١) أفضل الرّازقين ؛ وكقوله تعالى : (فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)(٢) ؛ «(٣) وكقوله تعالى فى سورة يونس : (وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)(٤) أى : أفضل الحاكمين (٥)» ؛ ونحوه كثير (٦) ؛ وقال تعالى فى سورة الزّخرف : (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ)(٧) يقول : أفضل من هذا.

والوجه الخامس ؛ الخير يعنى : العافية ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) يعنى : بعافية (فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٨) ؛ نظيرها فى سورة يونس : (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ)(٩) يعنى : بعافية (١٠).

والوجه السّادس ؛ الخير يعنى : «الأجر» (١١) ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (لَكُمْ فِيها خَيْرٌ)(١٢) يعنى : لكم فى البدن (١٣) أجر.

__________________

(١) ما بين الحاصرتين إضافة عن (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥١).

(٢) سورة المؤمنون / ١٠٩.

(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) الآية ١٠٩.

(٥) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) كما فى سورة البقرة / ٥٤ ؛ ٦١ ؛ ١٠٣ ؛ ١٨٤ ؛ ١٩٧ ؛ ٢١٦ ؛ ٢٢١ ؛ ٢٦٣ ؛ ٢٧١ ؛ ٢٨٠ ؛ وسورة آل عمران / ١٥ ؛ ٥٤ ؛ ١١٠ ؛ ١٥٠ ؛ وسورة الأعراف / ١٢ ؛ ٢٦ ؛ ٨٧ ؛ ٨٩ ؛ ١١٥ ؛ وسورة الأنفال / ٣٠ ؛ وسورة التوبة / ١٠٩ ؛ وسورة يونس / ٥٨ ؛ وسورة يوسف / ٣٩ ؛ ٥٩ ؛ ٨٠ ؛ وسورة النحل / ٣٠ ؛ ٨٥ ؛ ١٢٦ ؛ وسورة الإسراء / ٣٥ ؛ وسورة الكهف / ٤٤ ؛ وسورة مريم / ٧٣ ؛ ٧٦ ؛ وسورة الأنبياء / ٧٩ ؛ وسورة الحج / ٥٨ ؛ وسورة الفرقان / ٢٤ ؛ وسورة سبأ / ٣٩ ؛ وسورة الجمعة / ٩ ؛ ١١ ؛ وسورة الأعلى / ١٧ ؛ وسورة الضحى / ٤ ؛ وسورة القدر / ٣ ؛ وسورة البينة / ٧.

(٧) الآية ٥٢.

(٨) الآية ١٧.

(٩) الآية ١٠٧.

(١٠) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥١) و (كليات أبى البقاء ١٧٥).

(١١) فى ص : «الأجرة» والإثبات عن ل وم و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥١) و (كليات أبى البقاء : ١٧٥).

(١٢) الآية ٣٦.

(١٣) فى ل : «لكم فيها أجر ؛ يعنى : البدن». و «البدن : جمع بدنة ؛ وهو ما جعل فى الأضحى للنحر ، والنذر ؛ وأشباه ذلك ؛ فإن كان للنحر على كل حال فهو : جزور» : (غريب القرآن للسجستانى : ٦٣) و (اللسان ـ مادة : ب. د. ن.) وانظر : فيما تقدّم معنى ذلك عند الوجه الثانى من «تفسير البدن» صفحة (١٨٦).

٣٠١

والوجه السّابع ؛ الخير يعنى ، الطّعام ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَقالَ رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(١) يعنى : الطّعام (٢).

والوجه الثامن ؛ الخير يعنى : الظّفر والغنيمة ، والطّعن فى القتال ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً)(٣) يعنى : لم يصيبوا ظفرا ، وغنيمة (٤).

* * *

__________________

(١) الآية ٢٤.

(٢) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥١) و (كليات أبى البقاء : ١٧٥) و (الوسيط للواحدى ـ ١ : ٢٥٩).

(٣) الآية ٢٥.

(٤) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥١) و (كليات أبى البقاء : ١٧٥) «و (قد يكون الخير) : ضد الشرّ ؛ [كما فى قوله تعالى فى سورة آل عمران ؛ آية ٢٦] : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) [والخير] : الإصلاح ؛ [قوله تعالى فى سورة آل عمران ؛ آية : ١٠٤] (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) ، وبمعنى رخص الأسعار ؛ [قوله تعالى فى سورة هود ؛ آية ٨٤] : (إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ). وبمعنى النوافل ؛ [قوله تعالى فى سورة الأنبياء ؛ آية ٧٣] : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ). وبمعنى القوة ؛ [قوله تعالى فى سورة الدخان ، آية ٣٧] : (أَهُمْ خَيْرٌ). وبمعنى الدنيا ؛ [قوله تعالى فى سورة العاديات ؛ آية ٨] : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ). وبمعنى مشاهدة الجمال ؛ كما هو المراد من قوله تعالى : [فى سورة القصص ؛ آية ٨٤] : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) [وقوله تعالى فى سورة فصلت آية ٤٠] : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) : أى من طلب السعة (كليات أبى البقاء : ١٧٥).

٣٠٢

تفسير الخزى على أربعة أوجه

القتل* العذاب* الهوان* الفضيحة*

فوجه منها ؛ الخزى يعنى : القتل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة ـ ليهود المدينة ـ : (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(١) «(٢) يعنى : قتل بنى قريظة ؛ وإجلاء بنى النّضير (٣)» ؛ ونظيرها فى سورة المائدة (٤) ؛ وقوله تعالى فى سورة الحجّ «للنّضر بن الحارث» (٥) : (لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ)(٦) يعنى : القتل ببدر ؛ «(٧) نزلت فى النّضر بن الحارث ، يعنى «بالخزى» : قتله يوم بدر (٨)».

والوجه الثانى ؛ الخزى يعنى : العذاب ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ)(٩) ؛ يقول : لا تعذّبنى يوم القيامة. وكقوله تعالى فى سورة التّحريم : (يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)(١٠) يعنى : لا يعذّبهم ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلا تُخْزِنا) يقول : لا تعذّبنا (يَوْمَ الْقِيامَةِ)(١١) ؛ وقوله تعالى فى سورة هود : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ

__________________

(١) الآية ٨٥.

(٢) (٢ ـ ٢) ص : «يعنى القتل. بنى قريظة ، وإجلاء النضير» والإثبات عن ل وم. وفى (توجيه القرآن للمقرئ : الورقة ٢٥٤): «أى قتل. نزلت فى بنى قريظة» وانظر (تفسير الطبرى : ٢ : ٣١٤).

(٣) (٢ ـ ٢) ص : «يعنى القتل. بنى قريظة ، وإجلاء النضير» والإثبات عن ل وم. وفى (توجيه القرآن للمقرئ : الورقة ٢٥٤): «أى قتل. نزلت فى بنى قريظة» وانظر (تفسير الطبرى : ٢ : ٣١٤).

(٤) كما فى الآية ٣٣.

(٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) الآية ٩.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم. ونحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) وانظر (أسباب النزول للسيوطى : ١١٩) ، وترجمته فيما سلف تعليق رقم (١) صفحة (٥٩) من هذا الكتاب.

(٨) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم. ونحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) وانظر (أسباب النزول للسيوطى : ١١٩) ، وترجمته فيما سلف تعليق رقم (١) صفحة (٥٩) من هذا الكتاب.

(٩) الآية ٨١.

(١٠) الآية ٨. وفى (كليات أبى البقاء : ١٨٧) «من الخزاية وهى النكال والفضيحة».

(١١) الآية ١٩٤.

٣٠٣

خِزْيِ يَوْمِئِذٍ)(١) يعنى : من عذاب يومئذ ؛ وكقوله تعالى (فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ) يعنى العذاب (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(٢).

والوجه الثالث ؛ «الخزى» (٣) يعنى : الذّلّ والهوان ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) يعنى : عذاب الهوان (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّحل : (إِنَّ الْخِزْيَ) : إنّ الهوان (الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ)(٥). «(٦) وكقوله عزوجل فى سورة آل عمران (٧)» : (رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ)(٨) يعنى : فقد أهنته (٩) ؛ وقوله عزوجل فى سورة الحشر : (وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ)(١٠) يعنى : وليهين (١١) الفاسقين.

والوجه الرابع ؛ الخزى يعنى : الفضيحة ؛ قوله تعالى فى سورة هود ـ فى لوط ـ : (فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي)(١٢) يعنى : لا تفضحونى (١٣) ؛ نظيرها فى سورة الحجر (١٤).

* * *

__________________

(١) الآية ٦٦.

(٢) سورة الزمر / ٢٦. فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) «ومثله [قوله تعالى فى سورة النحل ؛ آية : ٢٧] (ويَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ) أى : يعذبهم».

(٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) الآية رقم ٩٨.

(٥) الآية رقم ٢٧.

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) الآية ١٩٢.

(٩) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤): «أى فضحته على رءوس الخلائق» ونحوه فى (لغات ألفاظ النظم الجليل : ٣٢).

(١٠) الآية ٥.

(١١) فى ل : «وليذل ...».

(١٢) الآية ٧٨.

(١٣) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤).

(١٤) كما فى الآية ٦٩. ومثله [قوله تعالى فى سورة المائدة ؛ آية : ٣٣] : (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا) أى : فضيحة (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤).

٣٠٤

تفسير الخيانة على خمسة أوجه

المعصية (١) * الخيانة فى الأمانة (٢) * نقض العهد* الخلاف فى الدّين* الزّنى*

فوجه منها ؛ الخيانة يعنى : المعصية (٣) فى الإسلام ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ)(٤) يعنى : المعصية فى الإسلام ؛ وذلك أنّ رجلا من المسلمين (٥) واقع امرأته فى / شهر رمضان ؛ وقوله تعالى فى سورة الأنفال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ)(٦) يعنى : المعصية فى الإسلام ؛ وذلك أنّ أبا لبابة ؛ كان من أصحاب النّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، أشار إلى يهود قريظة بيده ـ لا تنزلوا على الحكم ـ ؛ فكانت هذه منه خيانة ، وذنبا فى المؤمنين (٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ)(٨) يعنى : النّظر فى المعصية ؛ وهو الذى يسارق النّظر (٩).

__________________

(١) فى ل «الذنب».

(٢) فى م : «الخيانة بعينه الذى هو ضد الأمانة».

(٣) فى ل : «الذنب» وكذا فى : (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥١).

(٤) الآية ١٨٧.

(٥) يقال له : قيس بين صرمة الأنصارى : (أسباب النزول للسيوطى : ٢٣) ، و (الدر المنثور ١ : ١٩٧) و (تفسير الطبرى ٣ : ٤٩٥).

(٦) الآية ٢٧.

(٧) انظر هذا مفصلا فى (أسباب النزول للواحدى ٢٣١) و (أسباب النزول للسيوطى : ٨٧) و (سيرة ابن هشام ٣ : ٢٤٧) و (الروض الأنف ٢ : ١٩٦) و (الدر المنثور ٣ : ١٧٨) و (تفسير الطبرى ١٣ : ٤٨١) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٠٠) و (تفسير البغوى والخازن ٣ : ٢٠) و (توجيه القرآن للمقرئ الورقة ٢٥١).

(٨) الآية ١٩ ، وتسمى سورة غافر.

(٩) «خيانة الأعين : ما تسارق من النظر إلى ما لا يحل» (كليات أبى البقاء ١٧٩).

٣٠٥

والوجه الثانى ؛ الخيانة ؛ الذى يكون ضدّ الأمانة فيخونها (١) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً)(٢) : للّذى يخون الأمانة (٣) ؛ نزلت فى طعمة بن أبيرق ؛ خان درعا من حديد كانت عنده (٤).

والوجه الثّالث ؛ الخيانة يعنى : نقض العهد ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً)(٥) يعنى : نقض العهد (٦) ؛ نظيرها فى سورة المائدة : (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً)(٧) يعنى : اليهود نقضوا «العهد» (٨) ، وهمّوا بقتل النّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومن معه.

والوجه الرابع ؛ الخيانة يعنى : الخلاف فى الدّين ؛ قوله سبحانه فى سورة التحريم : (فَخانَتاهُما)(٩) يعنى : فخالفتاهما فى الدين ؛ كانتا كافرتين (١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ) يعنى : أسارى بدر ؛ يقول : وإن يريدوا خلافك فى الدّين : الكفر بك (١١) ، (فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ)(١٢) فقد كفروا من قبل ؛ وكقوله تعالى

__________________

(١) فى ل : «التى تكون ضد الأمانة فيخون بها» وفى (توجيه القرآن للمقرئ الورقة ٢٥١) «الخيانة : السرقة».

(٢) الآية ١٠٥.

(٣) فى م : «للذين يخونون».

(٤) راجع تفصيل ذلك فى (أسباب النزول للواحدى ١٧٣) و (أسباب النزول للسيوطى ٦٤) و (الدر المنثور ٢ : ٢١٥ ـ ٢١٩) و (تفسير القرطبى ٥ : ٣٧٦) و (تفسير ابن كثير ١ : ٥٥٠ ـ ٥٥٢) و (البحر المحيط ٣ : ٣٤٣) و (صحيح الترمذى ١١ : ١٦٤ ـ ١٦٨).

(٥) الآية ٥٨.

(٦) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ٢٥١).

(٧) الآية ١٣.

(٨) سقط من ص : والإثبات عن ل وم.

(٩) الآية العاشرة.

(١٠) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥١) «أى خالفتاهما فى الدين. يعنى : امرأة نوح وامرأة لوط ؛ لما خالفتا زوجيهما فى الدين بالكفر. وقيل : بالنفاق ، لا فى الفراش ، فقد روى : «ما زنت امرأة نبىّ قط».

(١١) فى م : «يعنى : خلافك : الكفر بك».

(١٢) الآية ٧١.

٣٠٦

فى سورة النّساء : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً)(١) يعنى : خوّانا فى دينه (٢) ، يعنى : طعمة بن أبيرق ؛ وكان منافقا (٣).

والوجه الخامس ؛ الخيانة يعنى : الزّنى ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ)(٤) يعنى : عمل الزّنى (٥).

* * *

تفسير الخوف على خمسة أوجه

القتل* القتال* العلم* العذاب* التّيقّظ*

فوجه منها ؛ الخوف يعنى : القتل ؛ قوله سبحانه فى سورة النّساء : (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ)(٦) يعنى : القتل والهزيمة ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة / : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ)(٧) يعنى : القتل.

__________________

(١) الآية ١٠٧.

(٢) وفى (لغات ألفاظ النظم الجليل : ٣٣) «مبالغا فى الخيانة بالإصرار عليها» وكذا فى (كليات أبى البقاء : ١٧٩).

(٣) انظر (أسباب النزول للواحدى : ١٠٣) و (أسباب النزول للسيوطى : ٦٤) و (تفسير الطبرى ٩ : ١٨٧ ـ ١٩٠) و (تفسير القرطبى ٥ : ٣٧٥ ـ ٣٧٧).

(٤) الآية ٥٢.

(٥) فى م : «يعنى : الزنى» وكذا فى (توجيه القرآن للمقرى. الورقة : ٢٥١).

(٦) الآية ٨٣.

(٧) الآية ١٥٥. كما فى (كليات أبى البقاء : ١٧٧).

٣٠٧

والوجه الثّانى ؛ الخوف : يعنى : القتال (١) «(٢) قوله ـ عزوجل ـ فى سورة الأحزاب (٣)» : (رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ)(٤) يعنى : القتال.

والوجه الثّالث ؛ الخوف يعنى : العلم ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً)(٥) أى : فمن علم من موص جنفا ؛ وكقوله تعالى : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ)(٦) : أى : علمتم ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما)(٧) أى : علمتم (٨) ؛ وكقوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً)(٩) يعنى : علمت من زوجها نشوزا ، وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ) يعنى : يعلمون. (أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ)(١٠).

والوجه الرابع ؛ الخوف يعنى : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة حم السّجدة : (أَلَّا تَخافُوا) أى : من العذاب (وَلا تَحْزَنُوا)(١٢) ؛ وكقوله تعالى : (وَادْعُوهُ خَوْفاً)(١٣) يعنى : من عذابه.

__________________

(١) فى ل : «القتل».

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) الآية ١٩. كما فى (توجيه القرآن للمقرئ : ٢٦١) (ومنه قولة تعالى [فى سورة الأحزاب ؛ آية : ١٩] (فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ) (كليات أبى البقاء : ١٧٧).

(٥) الآية ١٨٢.

(٦) سورة البقرة / ٢٢٩.

(٧) الآية ٣٥.

(٨) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ : الورقة : ٢٦١).

(٩) سورة النساء / ١٢٨.

(١٠) الآية ٥١.

(١١) الآية ١٧٠.

(١٢) الآية الثلاثون.

(١٣) سورة الأعراف / ٥٦.

٣٠٨

والوجه الخامس ؛ الخوف يعنى : التّيقّظ ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ)(١) يعنى : تيقّظ.

* * *

تفسير الخلق على سبعة أوجه

الدّين* التّخرّص* التّصوير* النّطق* جعل* البعث* الخلق فى الدّنيا (٢) *

فوجه منها ؛ الخلق يعنى : دين الله تعالى (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء :

(وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ)(٤) يعنى : دينه ؛ وكقوله ـ جلّ وعلا ـ فى سورة الرّوم : (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ)(٥) يعنى : لدين الله.

والوجه الثّانى ؛ الخلق يعنى : التّخرّص بالكذب ؛ قوله سبحانه وتعالى فى سورة الشّعراء : (إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ)(٦) يعنى : تخرّصهم للكذب (٧) ؛ وقال سبحانه فى سورة العنكبوت : (وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً)(٨) يعنى : تخرصون كذبا (٩) ، وقال تبارك وتعالى فى سورة ص : (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ)(١٠) يعنى : التّخرّص من تلقاء نفسه.

__________________

(١) الآية ٤٧.

(٢) فى ل : «التخرص والكذب».

(٣) فى ل : «... خلق الله دينه».

(٤) الآية ١١٩.

(٥) الآية ٣٠.

(٦) الآية ١٣٧.

(٧) حكى هذا المعنى عن محمد بن يزيد ، كما فى (تفسير القرطبى ١٣ : ١٢٦) وفى (لغات ألفاظ النظم الجليل : ٣٢) «إلّا كذب الأوّلين أو الإعادة على قراءة «خلق» بضمتين» ونحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٣).

(٨) الآية ١٧.

(٩) وفى (كليات أبى البقاء : ١٧٧) «أى تكذبون كذبا» ومثله فى (غريب القرآن : ٨٠).

(١٠) الآية ٧.

٣٠٩

والوجه الثالث ؛ الخلق يعنى : التّصوير ؛ قوله ـ عزوجل ـ لعيسى عليه‌السلام ـ فى سورة المائدة : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ)(١) يعنى / : إذ تصوّر (٢)

من الطّين كهيئة الطّير ؛ مثلها فى سورة آل عمران (٣) ؛ وقال تعالى فى سورة النّحل : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)(٤) يعنى : وهم يصوّرون ؛ مثلها فى سورة الفرقان (٥).

والوجه الرابع ؛ الخلق يعنى : النّطق ؛ قوله تعالى فى سورة «حم السّجدة» : (قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ) يعنى : وهو أنطقكم فى الدّنيا (أَوَّلَ مَرَّةٍ)(٦).

والوجه الخامس ؛ خلق أى : جعل ؛ قوله ـ جلّت قدرته ـ فى سورة الشّعراء : (وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ) يعنى : ما جعل وأحلّ لكم (رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ)(٧) من فروج نسائكم.

والوجه السّادس ؛ الخلق : البعث ؛ قوله تعالى فى سورة الصّافّات : (أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً)(٨) يعنى : بعثا فى الآخرة ؛ كقوله تعالى فى سورة النّازعات : (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ

__________________

(١) الآية ١١٠.

(٢) فى م : «يعنى : التصوير» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٦٩) «أى : تقدر من الطين .. يقال : لمن قدر شيئا وأصلحه قد خلقه ... وأما الخلق الذى هو إحداث فلله عزوجل».

(٣) الآية ٤٩ ، وهو قوله تعالى. (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ).

(٤) الآية العشرون.

(٥) الآية الثالثة ؛ وهو قوله تعالى : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دون الله آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ).

(٦) الآية ٢١ ؛ وتسمى سورة فصلت.

(٧) الآية ١٦٦.

(٨) الآية ١١.

٣١٠

خَلْقاً)(١) يعنى : بعثا فى الآخرة ، «(٢) وقال تعالى فى سورة يس : (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)(٣) أى : يبعث فى الآخرة (٤)».

والوجه السابع ؛ الخلق فى الدّنيا ؛ قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(٥) يعنى : افتعل خلقهما ولم يكونا شيئا ، وقال عزوجل : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ)(٦) يعنى : خلق الخلق حين خلقهم الرّبّ فى الدّنيا.

* * *

__________________

(١) الآية ٢٧

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل

(٣) الآية ٨١.

(٤) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل

(٥) سورة الأنعام / ١ ، ٧٣ ؛ وسورة الأعراف / ٥٤ ؛ وسورة يونس / ٣ ؛ وسورة هود / ٧ ؛ وسورة إبراهيم / ٣٢ ؛ وسورة الإسراء / ٩٩ ؛ وسورة الفرقان / ٥٩ ؛ وسورة السجدة / ٤ ؛ وسورة يس / ٨١ ؛ وسورة الحديد / ٤.

(٦) سورة المؤمنون / ١٢.

٣١١

تفسير الخاسرين على خمسة أوجه

العجز* الغبن* الضّلال* النّقص* العقوبة*

فوجه منها ؛ خاسرون يعنى : «عاجزين» (١) ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ)(٢) يعنى : إذا لعجزة (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)(٤) يعنى : لعجزة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)(٥) / يعنى : لعجزة

والوجه الثّانى ؛ الخاسرون يعنى : المغبونين ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ)(٦) يعنى : الذين غبنوا (٧) أنفسهم ؛ فصاروا إلى النّار ؛ وغبنوا أهاليهم فى الجنّة ، يعنى : الأزواج والخدم ؛ فصاروا «بغبنهم» (٨) لغيرهم ؛ ونحوه «كثير» (٩).

__________________

(١) فى ص وم : «عجزة» والإثبات عن ل ، و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤).

(٢) الآية ١٤.

(٣) وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٠٤) «عجزة هالكون» وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٤) «أى : لعاجزون».

(٤) الآية ٣٤.

(٥) الآية ٩٠.

(٦) الآية ١٥.

(٧) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٠) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) ؛ و (لغات ألفاظ النظم الجليل ـ مخطوط : ٣٢).

(٨) سقط من ص ول ؛ والإثبات عن م.

(٩) كما فى سورة الأنعام / ١٢ ؛ ٢٠ ؛ وسورة الأعراف / ٩ ؛ ٥٣ ؛ وسورة هود / ٢١ ؛ وسورة المؤمنون / ١٠٣ ؛ وسورة الشورى / ٤٥.

٣١٢

والوجه الثّالث ؛ الخسران يعنى : الضّلال ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً)(١) يعنى : «ضلّ» (٢) ضلالا مبينا ؛ وكقوله ـ «عزوجل ـ فى سورة العصر» (٣) : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ)(٤) يعنى : لفى ضلال.

والوجه الرابع ؛ الخسران يعنى : النّقصان (٥) ؛ قوله سبحانه فى سورة الشّعراء : (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ)(٦) يعنى : من المنقصين ؛ وكقوله ـ تبارك وتعالى ـ فى سورة الرّحمن : (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ)(٧) يقول : ولا تنقصوا «(٨) الميزان ؛ وكقوله تعالى فى المطفّفين : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ)(٩) يعنى : ينقصون (١٠)».

والوجه الخامس ؛ الخاسرين يعنى : فى العقوبة ؛ قوله سبحانه فى سورة الزّمر : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١١) فى العقوبة ؛ وكقوله تعالى فى سورة هود : (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١٢) فى العقوبة ، وكقوله فى سورة الأعراف : (لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(١٣) فى العقوبة.

* * *

__________________

(١) الآية ١١٩.

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم ، و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) وفى ص : «إضلالا ...» الآتى والتصويب عن ل وم.

(٣) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(٤) الآية ٢.

(٥) فى ص ول وم : «النقص» والتصويب عن (اللسان ـ مادة : خ. س. ر.).

(٦) الآية ١٨١.

(٧) الآية ٩.

(٨) (٨ ـ ٨) سقط من ص وم. والإثبات عن ل.

(٩) الآية ٣.

(١٠) (٨ ـ ٨) سقط من ص وم. والإثبات عن ل.

(١١) الآية ٦٥.

(١٢) الآية ٤٧.

(١٣) الآية ١٤٩.

٣١٣

تفسير الخليفة على ثلاثة أوجه

الخليفة : النّبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم* البدل* السّاكن*

فوجه منها ؛ الخليفة يعنى : النّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ؛ قوله «(١) تعالى فى سورة ص : ١» (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ)(٢) «يعنى : نبيّا» (٣).

والوجه «الثانى» (٤) ؛ الخليفة : البدل ممّن مضى ، قوله سبحانه : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(٥) يعنى : بدلا ممّن مضى من الجنّ (٦).

والوجه الثالث ؛ الخليفة : السّاكن ، قوله عزوجل فى سورة الأعراف : (وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)(٧) أى : ويسكنكم فى الأرض ؛ وكقوله تعالى : (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ)(٨) يعنى : سكّان الأرض ؛ وكقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ)(٩).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) الآية ٢٦.

(٣) سقط من ص ول والإثبات عن م. «خليفة الله : كلّ بنى استخلفهم الله فى عمارة الأرض ، وسياسة الناس ؛ وتكميل نفوسهم وتنفيذ أمره فيهم ؛ لا حاجة به تعالى إلى من ينوبه ؛ بل لقصور المستخلف عليه عن قبول فيضة ؛ وتلقى أمره بغير وسط ؛ ولذلك لم يستنبئ ملكا» : (كليات أبى البقاء : ١٧٦).

(٤) سورة البقرة / ٣٠.

(٥) سورة البقرة / ٣٠.

(٦) روى هذا ـ بنحوه ـ عن ابن عباس (تفسير الطبرى ١ : ٤٥٠) و (الدر المنثور ١ : ٤٥) و (تفسير ابن كثير ١ : ١٢٧) و (الوسيط للواحدى ـ الورقة ١ : ٧٤).

(٧) الآية ١٢٩.

(٨) سورة النمل / ٦٢.

(٩) سورة الأنعام / ١٦٥ «أى سكان الأرض يخلف بعضهم بعضا ؛ واحدهم خليفة» (غريب القرآن للسجستانى : ١٢١) و (اللسان ـ مادة : خ. ل. ف.).

٣١٤

تفسير الخاطئين على ثلاثة أوجه

مذنبين من غير شرك* الشّرك (١) * الخطأ الذى لم يتعمّد*

فوجه منها ؛ خاطئون «يعنى : المذنبين» (٢) من غير شرك ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة يوسف : (اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ)(٣) يعنى : مذنبين من غير شرك.

والوجه الثّانى ؛ خاطئون يعنى : مذنبين فى الشّرك ؛ كقوله تعالى فى سورة القصص (٤) : (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ)(٥) يعنى : مذنبين فى الشّرك ؛ وقال تعالى فى سورة الحاقّة : (لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ)(٦) يعنى : المذنبين المشركين.

والوجه الثّالث ؛ الخطأ الّذى لم يتعمّد ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً)(٧) يعنى : لم يتعمّد ؛ ونحوه فى سورة البقرة : (إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا)(٨).

* * *

__________________

(١) فى ل : «مذنب فى شرك».

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية ٩٧. «قال أبو عبيدة» خطئ وأخطأ بمعنى واحد. وقال غيره : خطئ فى الدين ؛ وأخطأ فى كل شىء ؛ إذا سلك سبيل خطأ عامدا أو غيره» (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٢) و (اللسان ـ مادة : خ. ط. أ.) و (كليات أبى البقاء : ١٧٦).

(٤) فى ص : «فى سورة النمل» والتصويب ما أثبت عن ل وم.

(٥) الآية ٨.

(٦) الآية ٣٧.

(٧) الآية ٩٢.

(٨) الآية رقم ٢٨٦.

٣١٥

تفسير الخشوع على أربعة أوجه

التّواضع* الخوف* التّذلّل* السّكون (١) *

فوجه منها ؛ الخشوع يعنى : التّواضع ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ)(٢) يعنى : المتواضعين (٣).

والوجه الثّانى ؛ الخشوع بمعنى : الخوف ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ)(٤) يعنى : خائفين (٥).

والوجه الثالث ؛ الخشوع : سكون الجوارح ، وهو النّظر (٦) إلى موضع السّجود ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ)(٧) ؛ ونحوه (٨).

والوجه الرابع ؛ الخشوع يعنى : التّذلّل ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ)(٩) يقول : ذلّت ؛ وكقوله تعالى فى سورة الغاشية :

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ)(١٠) يعنى : ذليلة ؛ مثلها فى سورة «السّاعة» : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ)(١١) ونحوه.

__________________

(١) فى ل : «سكون الجوارح».

(٢) الآية ٤٥.

(٣) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١١٩) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٢ : ١٧) وفى (الوسيط للواحدى ١ : ٩٧) «أى المطيعين الساكنين إلى الطاعة».

(٤) الآية التسعون.

(٥) «قال ابن زيد : الخشوع : الخوف : والخشية لله» (تفسير الطبرى ٢ : ١٦).

(٦) فى ل : «ورمى البصر».

(٧) الآية الثانية.

(٨) كما فى سورة آل عمران / ١٩٩ ؛ وسورة الأحزاب / ٣٥ ؛ وسورة فصلت / ٣٩.

(٩) الآية ١٠٨. وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١١٩) «أى : خفتت : والخشوع معناه فى اللغة : السكون» (اللسان ـ مادة : خ ش ع) و (الوسيط للواحدى ١ : ٩٧) وفى (تفسير الطبرى ٢ : ١٧) «وأصل الخشوع : التواضع والتذلل والاستكانة».

(١٠) الآية الثانية.

(١١) الآية ٧ ؛ وتسمى سورة القمر. ونحوه كما فى سورة القمر / ٤٣ وسورة المعارج / ٤٤ ؛ وسورة النازعات / ٩.

٣١٦

تفسير خلف على وجهين

بقيّة السّوء* بعد النّبيّ*

فوجه منهما ؛ خلف يعنى : بقيّة السّوء ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف ، وسورة مريم : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ)(١) يعنى : خلف السّوء (٢).

والوجه الثّانى ؛ خلافك أى : بعدك ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ) أى : بعدك (إِلَّا قَلِيلاً)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة مريم : (ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا)(٤) أى : قبلنا وبعدنا (٥).

* * *

__________________

(١) سورة الأعراف / ١٦٩ وسورة مريم / ٥٩.

(٢) كما فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٣٥) ؛ وفى (لغات ألفاظ النظم الجليل ـ الورقة ٣٢) «أى : فعقبهم وجاء بعدهم عقب سوء» وفى (كليات أبى البقاء : ١٧٦) «وأكثر مجىء الخلف ـ بفتح اللام ـ فى المدح ؛ و ـ بسكون اللام ـ فى الذّمّ».

(٣) الآية ٧٦ ؛ وتسمى سورة الإسراء. (غريب القرآن للسجستانى ١٢٦) ؛ (ولغات ألفاظ النظم الجليل / ٣٣).

(٤) الآية ٦٤.

(٥) كما فى (تفسير الطبرى ١٦ : ٧٩) و (تفسير القرطبى ١١ : ١٢٩).

٣١٧

تفسير الخزائن على أربعة أوجه

المفاتيح* النّبوّة* المطر والنّبات* الخراج*

فوجه منها ؛ الخزائن يعنى : المفاتيح ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي)(١) يعنى : مفاتيح الرّزق ؛ ومثلها فى سورة الحجر : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ)(٢) يعنى : مفاتيحه ؛ ومثلها قوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ)(٣) يعنى : بفاتحين (٤).

والوجه الثّانى ؛ الخزائن : النّبوّة والكتاب ؛ قوله سبحانه فى سورة ص : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ)(٥) يعنى : النّبوّة والكتاب.

والوجه الثالث ؛ الخزائن بمعنى : المطر والنّبات ؛ قوله تعالى فى سورة «والطور» : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ)(٦) يعنى : المطر والنّبات (٧) ، وقوله «فى سورة المنافقون» (٨) : (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٩) يعنى : المطر والنّبات.

__________________

(١) الآية ١٠٠ ؛ وتسمى سورة الإسراء.

(٢) الآية ٢١.

(٣) سورة الحجر / ٢٢.

(٤) فى (لغات ألفاظ النظم الجليل الورقة : ٣٣) «قادرين متمكنين من إخراجه».

(٥) الآية ٩.

(٦) الآية ٣٧.

(٧) فى (تفسير الفخر الرازى ٧ : ٦٨٣) «وفيه وجوه : أحدها : المراد من الخزائن : خزائن الرحمة ؛ ثانيها : خزائن الغيب ؛ ثالثها : أنه إشارة إلى الأسرار الإلهية المخفية عن الأعيان ؛ رابعها : خزائن المخلوقات التى لم يرها الإنسان ؛ ولم يسمع بها.».

(٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) الآية ٧.

٣١٨

والوجه الرابع ؛ الخزائن : الخراج ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ) يعنى : على خراج «أرض مصر» (١) / : (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)(٢).

* * *

تفسير الخراج على وجهين

«الثّواب* الجعل» (٣) *

فوجه منهما ؛ الخراج : الثّواب ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً) أى : جعلا (فَخَراجُ رَبِّكَ) يعنى : ثواب ربّك (٤)(خَيْرٌ)(٥).

والوجه الثانى ؛ الخراج : الجعل بعينه ، قوله تعالى فى سورة الكهف فى قصّة ذى القرنين : (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً)(٦) أى : جعلا (٧).

* * *

__________________

(١) فى ص : «... خراج الأرض» والإثبات عن ل وم. «وخراج الأرض : ما وضع عليها خراجا أو إتاوة ؛ وأصله ما يخرج من غلة الأرض والمال» (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : خ. ر. ج.).

(٢) الآية ٥٥.

(٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٢) «معناه : أم تسألهم أجرا على ما جئت به ؛ فأجر ربك وثوابه خير» وفى (لغات ألفاظ النظم الجليل ـ الورقة : ٣٣) «(فخراج ربك) رزقه فى الدنيا وثوابه فى الآخرة».

(٥) الآية ٧٢.

(٦) الآية ٩٤.

(٧) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٢٣) و (اللسان ـ مادة : خ. ر. ج.).

٣١٩

تفسير الختم على أربعة أوجه

الطّبع* الحفظ (١) * الآخرة (٢) * المنع*

فوجه منها ؛ الختم : الطّبع ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ)(٣) أى : طبع الله على قلوبهم (٤) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة الجاثية : (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ)(٥) الآية.

والوجه الثّانى ؛ ختم يعنى : حفظ وربط ؛ قوله سبحانه فى سورة «حم عسق» : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ)(٦) يعنى : يربط على قلبك ويحفظه.

والوجه الثّالث ؛ خاتمه بمعنى : آخره ، قوله سبحانه فى سورة «ويل للمطففين» : (مَخْتُومٍ* خِتامُهُ مِسْكٌ)(٧) يعنى : آخره (٨) ، وكقوله فى سورة الأحزاب : (وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ)(٩) : آخرهم.

والوجه الرابع ؛ الختم : المنع ؛ قوله تعالى فى سورة يس : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) أى : «نمنع أفواههم» (١٠) من الكلام ، (وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ)(١١).

__________________

(١) فى ل : «حفظ وربط».

(٢) فى ل : «خاتمه : آخره».

(٣) الآية ٧.

(٤) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١١٩) و (تفسير الطبرى ١ : ٢٥٨) و (تفسير ابن كثير ١ : ٨٣) و (الدر المنثور ١ : ٢٩) و (كليات أبى البقاء : ١٨٠) و (لغات ألفاظ النظم الجليل الورقة ٣٢) وفى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٦) «قال الزجاج : معنى ختم وطبع واحد.».

(٥) الآية ٢٣.

(٦) الآية ٢٤. وتسمى سورة الشورى.

(٧) الآيتان ٢٥ ، ٢٦. وفى ل : «فى سورة التطفيف».

(٨) فى (غريب القرآن للسجستاني : ١٢٧) «أى آخر طعامه وعاقبته إذا شرب ؛ أى يوجد فى آخره طعم المسك ورائحته.» ونحوه فى (تفسير الطبرى ٣٠ : ١٠٣) و (تفسير القرطبى ١٩ : ٢٦١) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٦٠).

(٩) الآية الأربعون.

(١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١١) الآية ٦٥.

٣٢٠