أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني
المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
والوجه الثّانى ؛ الحكمة يعنى : الفهم والعلم ، قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ)(١) : يعنى الفهم والعلم ؛ وكقوله تعالى ـ ليحيى ـ فى سورة مريم : «(٢)(وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(٣) يعنى : الفهم والعلم (٤)».
والوجه الثّالث ؛ الحكمة يعنى : النّبوّة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)(٥) يعنى : النّبوّة ، وقوله تعالى فى سورة ص : (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ)(٦) يعنى : النّبوّة مع الكتاب ، وقال لداود ، فى سورة البقرة : (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ)(٧) يعنى النّبوّة مع الزّبور (٨).
والوجه الرّابع ؛ الحكمة يعنى : التّفسير (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ) يعنى «تفسير» (١٠) القرآن (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ) يعنى : «تفسير» (١١) القرآن ؛ (فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)(١٢).
والوجه الخامس ؛ الحكمة : القرآن ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)(١٣) يعنى : بالقرآن (١٤) ؛ ونحوه (١٥) /
__________________
(١) سورة لقمان / ١٢.
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، وعن قول مقاتل ؛ كما فى (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٥٩) وعن (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٢٨) ونحوه قوله تعالى فى سورة الأنعام [آية : ٨٩] (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْحُكْمَ): (تفسير الفخر ٢ : ٣٥٩).
(٣) الآية ١٢.
(٤) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، وعن قول مقاتل ؛ كما فى (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٥٩) وعن (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٢٨) ونحوه قوله تعالى فى سورة الأنعام [آية : ٨٩] (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْحُكْمَ): (تفسير الفخر ٢ : ٣٥٩).
(٥) الآية ٥٤.
(٦) الآية ٢٠.
(٧) الآية ٢٥١.
(٨) كما فى (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٥٩) «عن مقاتل».
(٩) فى ل : «القرآن» وفى م : «يعنى : تفسير القرآن».
(١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١١) سقط من ص والإثبات عن م. وفى (الفخر الرازى ٢ : ٣٥٩) عن مقاتل : «القرآن بما فيه من عجائب الأسرار».
(١٢) الآية ٢٦٩.
(١٣) الآية ١٢٥.
(١٤) فى (الفخر الرازى ٢ : ٣٥٩ ، ٣٦٠) روى عن مقاتل : «القرآن بما فيه من عجائب الأسرار ، فى النحل : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة). وهذا الوجه دخل ضمنا فى الوجه الرابع ، وعلى ذلك فهو عن مقاتل على أربعة أوجه. ثم قال الفخر الرازى وجميع هذه الوجوه عند التحقيق ترجع إلى العلم.
(١٥) كما فى قوله تعالى : (مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ) [سورة الأحزاب ، آية ٣٤] هى علم القرآن ...» (المفردات فى غريب القرآن للراغب ١٢٨).
تفسير الحرص على وجهين
الجهد* والإرادة*
فوجه منهما ؛ الحرص يعنى : الجهد ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)(١) يعنى : جهدت ؛ وكقوله تعالى فى سورة النحل : (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ)(٢).
والوجه الثانى ؛ الحرص : الإرادة ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ)(٣) أى : مريد بإيمانكم.
* * *
تفسير الحزب على وجهين
أهل «الدّين» (٤) * الجند*
فوجه منهما ؛ الحزب : أهل الدّين ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(٥) يعنى : كلّ أهل دين (٦).
والوجه الثانى ؛ الحزب يعنى : الجند ؛ قوله تعالى فى سورة المجادلة : (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ)(٧) «يعنى جند الله (٨)» وفيها (أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ)(٩) : جند الشّيطان.
* * *
__________________
(١) الآية ١٠٣.
(٢) الآية ٣٧. «أى : إن تفرط إرادتك على هدايتهم» : (المفردات فى غريب القرآن للراغب : ١١٣).
(٣) الآية ١٢٨.
(٤) فى ص ، م : «أهل الفرقة» والإثبات عن ل.
(٥) الآية ٥٣.
(٦) فى ل : «... أهل كل دين».
(٧) الآية ٢٢.
(٨) قوله : «جند الله» وردت فى ص ول وم : عقب قوله تعالى : «... حزب الشيطان» فأثبتها هنا مراعاة للسياق.
(٩) سورة المجادلة / ١٩.
تفسير الحمد على خمسة أوجه
الأمر* المنّة* الصّلوات الخمس* الثّناء والمجد* الشّكر*
فوجه منها ؛ الحمد يعنى : الأمر ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)(١) يعنى : بأمرك ؛ مثلها فى سورة «بنى إسرائيل» : (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ)(٢) أى : بأمره.
والوجه الثانى ؛ الحمد يعنى : المنّة ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ)(٣) أى : المنّة لله الذى صدقنا وعده ، وكقوله تعالى فى سورة فاطر : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ)(٤) أى : المنّة لله وحده ؛ ونحوه كثير (٥).
والوجه الثالث ؛ الحمد : الصّلوات الخمس ؛ قوله تعالى فى سورة الرّوم : (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)(٦) يعنى : الصلوات الخمس.
والوجه الرابع ؛ الحمد يعنى : الثّناء والذّكر (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا)(٨) يعنى : أن يثنى عليهم ؛ وكقوله تعالى فى سورة
__________________
(١) الآية الثلاثون.
(٢) الآية ٥٢ ، وتسمى سورة الإسراء.
(٣) الآية ٧٤.
(٤) الآية ٣٤.
(٥) كما فى سورة الأعراف / ٤٣ ؛ وسورة يونس / ١٠ ؛ وسورة الإسراء / ١١١ ؛ وسورة المؤمنون / ٢٨ ؛ وسورة النمل / ١٥ ، ٥٩ ، ٩٣ ؛ وسورة العنكبوت / ٦٣ ؛ وسورة لقمان / ٢.
(٦) الآية ١٨. فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٦٤) «قيل لابن عباس رضى الله عنهما ـ : هل تجد الصلوات الخمس فى القرآن؟ قال نعم. وتلا هذه الآية (تمسون) صلاتا المغرب والعشاء «وتصبحون» : صلاة الفجر (وعشيّا) : صلاة العصر و (تظهرون) : صلاة الظهر.» وانظر فيما يأتى عند الوجه الثالث من تفسير الحين» صفحة (٢٨١) من هذا الكتاب.
(٧) فى ل : «... والمجد».
(٨) الآية ١٨٨.
«بنى إسرائيل» (١) : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً)(٢) يعنى : الحمد والثّناء (٣). /
والوجه الخامس ؛ الحمد يعنى : الشّكر ؛ قوله تعالى فى سورة «فاتحة الكتاب» : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٤) أى : الشّكر لله ؛ مثلها فى سورة الأنعام (٥) ، وسورة سبأ (٦) ، وفاطر (٧) ، والكهف (٨).
* * *
تفسير الحجارة على ثلاثة أوجه
الكبريت* الحجر* الآجرّ*
فوجه منها ؛ الحجارة يعنى : الكبريت ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(٩) : «حجارة الكبريت» (١٠) ؛ قال ابن مسعود : حجارة من كبريت جعلها الله تعالى عنده كما شاء (١١) ، نظيرها فى سورة البقرة ؛ (١٢) وسورة التحريم (١٣).
__________________
(١) سقط من ص والإثبات عن ل وم. وتسمى سورة الإسراء.
(٢) الآية رقم ٧٩ وفى (تفسير القرطبى ١٠ : ٣١١) «أن المقام المحمود لواء الحمد يوم القيامة ... روى الترمذى عن أبى سعيد الخدرىّ قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ : «أنا سيد ولد آدم وبيدى لواء الحمد ولا فخر ؛ وما من نبىّ يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائى».
(٣) فى ل : «المجد».
(٤) الآية الثانية.
(٥) كما فى الآية الأولى ، والآية ٤٥.
(٦) كما فى الآية الأولى.
(٧) كما فى الآية الأولى.
(٨) كما فى الآية الأولى.
(٩) الآية ٢٤.
(١٠) سقط من ص. والإثبات عن ل وم.
(١١) نصّ قول ابن مسعود فى ذلك المعنى : «قال : حجارة الكبريت ، جعلها الله كما شاء» على ما جاء فى : (تفسير الطبرى ١ : ٣٨٣) و (تفسير ابن كثير ١ : ١١١) و (الدر المنثور للسيوطى ١ : ٣٦) ، وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٦) «أنها نار ممتازة عن غيرها من النيران ؛ بأنها لا تتّقد إلّا بالناس والحجارة ؛ وبأن غيرها إن أريد إحراق الناس بها ، أو إحماء الحجارة أوقدت أوّلا بوقود ، ثم طرح فيها ما يراد إحراقه ، أو إحماؤه. وتلك ـ أعاذنا الله منها برحمته الواسعة ـ توقد بنفس ما يحرق ويحمى بالنار ؛ وبأنها لإفراط حرّها وشدّة ذكائها إذا اتصلت بما لا تشتعل به نار أشعلت ، وارتفع لهبها» وبنحوه فى (الفخر الرازى ١ : ٢٧٦ ـ ٢٧٧).
(١٢) كما فى الآية ٧٤. وفى ص وم «وآل عمران» ولعله بهذا يقصد قوله تعالى : (أولئك هم وقود النار) [آية ١٠].
(١٣) كما فى الآية ٦ وفى ص : «المتحرم».
والوجه الثانى ؛ الحجارة : الحجر ؛ كقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ)(١) ؛ و «(٢) كقوله تعالى فى سورة البقرة (٣)» : (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ)(٤) ، ونحوه كثير (٥).
والوجه الثالث ؛ الحجارة : الآجرّ ، قوله تعالى فى سورة الفيل : (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)(٦) يعنى : من طين (٧) ؛ مثلها فى سورة هود (٨) ؛ وفى سورة الذّاريات : (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ)(٩).
* * *
__________________
(١) الآية ٧٤.
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.
(٤) الآية ٦٠ ، وكذا فى سورة الأعراف / ١٦٠.
(٥) كما فى سورة الأنفال / ٣٢ ؛ وسورة الإسراء / ٥٠.
(٦) الآية الرابعة.
(٧) كما قال ابن عباس وقتادة وعكرمة ؛ على ما فى (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٩٩) و (تفسير القرطبى ٩ : ٨١ : ٢٠ : ١٩٨) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٦) «سجّيل : الشديد الصّلب من الحجارة والضرب عن أبى عبيدة ... وقال غيره : السّجيل : حجارة من طين صلب شديد. وقال ابن عباس : سجيل : آجر.».
(٨) الآية ٨٢.
(٩) الآية ٣٣.
تفسير الحجاب على أربعة أوجه /
الجبل* السّاتر (١) * الآفة المانعة* السّور*
فوجه منها ؛ الحجاب يعنى : الجبل ؛ قوله تعالى فى سورة ص : (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ)(٢) «(٣) يعنى : بالجبل ، ومثله (٤)» : (أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ)(٥) يعنى من وراء الجبل.
والوجه الثانى ؛ الحجاب : «السّاتر» (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ)(٧) يعنى : من وراء السّاتر ؛ وكقوله تعالى فى سورة مريم : (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا)(٨) يعنى : أرخت سترا (٩).
__________________
(١) فى م : «الستر».
(٢) الآية ٣٢.
(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٥) سورة الشورى / ٥١.
(٦) فى ص : «اللسان» وفى م : «السّتر» ؛ والإثبات عن ل.
(٧) الآية ٥٣.
(٨) الآية ١٧.
(٩) فى ل : «أى : ساترا».
والوجه الثالث ؛ الحجاب هو : الآفة المانعة ؛ قوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ)(١) ؛ وكقوله تعالى «(٢) فى سورة المطفّفين (٣)» : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)(٤) : «بآفة» (٥) مانعة لهم عن الرّؤية.
والوجه الرابع ؛ الحجاب : السّور ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَبَيْنَهُما حِجابٌ)(٦) يعنى : سورا.
* * *
تفسير الحبّ على ثلاثة أوجه
الإيثار* المودّة* القلّة*
فوجه منها ؛ الحبّ يعنى : الإيثار ؛ كقوله تعالى فى سورة ص : (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي)(٧) يعنى : آثرت حبّ الخير (٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحشر : (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ)(٩) يعنى : يؤثرون «(١٠) ويختارون من هاجر (١١)» ؛ وكقوله تعالى «(١٢) فى سورة إبراهيم (١٣)» : (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ)(١٤) أى : يؤثرون ويختارون.
__________________
(١) سورة الشورى / ٥١ : وقد سبق هذا النص عند تفسير الحجاب بالجبل فى صفحة (٢٦٦) وتعليق رقم (٤) من هذا الكتاب.
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٤) الآية ١٥.
(٥) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٦) الآية ٤٦.
(٧) الآية ٣٢.
(٨) يعنى : حب المال.
(٩) الآية ٩.
(١٠) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١١) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٢) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٣) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٤) الآية ٣.
والوجه الثانى ؛ الحبّ : المودّة ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)(١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)(٢) ؛ ونحوه كثير (٣).
والوجه الثالث ؛ الحبّ : القلّة ، «(٤) قوله تعالى فى سورة الإنسان : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ)(٥) يعنى : على قلّته (٦) ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة (٧)» : (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ)(٨) أى : على قلّته.
* * *
تفسير الحديث على خمسة أوجه
الخبر* القول* القرآن* القصص (٩) * العبرة*
فوجه منها ؛ الحديث : الخبر (١٠) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ)(١١) أى : أتخبرونهم بما فتح الله عليكم؟.
والوجه الثانى ؛ الحديث : القول ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً)(١٢) يعنى : قولا ؛ وكقوله تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً)(١٣) يعنى : كلاما.
__________________
(١) الآية ٥٤.
(٢) الآية ٣١.
(٣) كما فى سورة آل عمران / ١١٩ ، وسورة التوبة / ١٠٨ ؛ وسورة النور / ١٩.
(٤) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل ، وم.
(٥) الآية ٨.
(٦) وفى (تفسير القرطبى ١٩ : ١٢٦) «قال ابن عباس ومجاهد : على قلّته وحبّهم إياه وشهوتهم له.» وفى (تفسير الطبرى ٢٩ : ٢٠٩) «... قال أبو العريان : سأل ابن قيس ، أبا مقاتل بن سليمان ، عن قوله : (ويطعمون الطعام على حبه)؟ قال : على حبهم للطعام».
(٧) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل ، وم.
(٨) الآية ١٧٧.
(٩) فى ص وم : «القصة» والإثبات عن ل.
(١٠) فى ص : «القول» والإثبات عن ل وم.
(١١) الآية ٧٦.
(١٢) الآية ٨٧.
(١٣) سورة التحريم / ٣.
والوجه الثالث ؛ الحديث : القرآن ؛ قوله تعالى فى سورة الطور : (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ)(١) يعنى : بقرآن مثله ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)(٢) : بأىّ كتاب بعد كتاب الله (٣) ، مثلها فى سورة الجاثية (٤).
والوجه الرّابع ؛ الحديث : القصص (٥) ؛ قوله تعالى «فى سورة الزّمر» (٦) : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً)(٧) يعنى : أحسن القصص.
والوجه الخامس ؛ الحديث يعنى : العبرة ؛ قوله تعالى فى سورة سبأ : (فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ)(٨) يعنى : عبرة لمن بعدهم ؛ يتحدّث بهم من بعدهم ؛ لأنّه لا يبقى منهم أحد (٩).
* * *
__________________
(١) الآية ٣٤.
(٢) الآية ١٨٥ ؛ وسورة المرسلات ٥٠.
(٣) فى م : «أى كتاب الله».
(٤) كما فى الآية ٦.
(٥) فى ل : «القصة».
(٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٧) الآية ٢٣.
(٨) الآية ١٩ ؛ وسورة المؤمنون / ٤٤.
(٩) فى ل : «يعنى عبرا بعدهم يتحدث من بعدهم ؛ لأنه لم يبق منهم أحد» وفى م : «... لمن بعدهم فيحدث به من بعدهم ؛ لأنه لا يبقى منهم أحد». انظر (غريب القرآن للسجستانى ٢٠) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٥٩).
تفسير الحديد على أربعة أوجه (١)
الحادّ* الحديد بعينه (٢) * «الخلاف» (٣) * أحكامه (٤) *
فوجه منها ؛ الحديد يعنى : الحادّ ؛ قوله تعالى فى سورة ق : (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(٥) يعنى : حادّا. (٦)
والوجه الثّانى ؛ الحديد بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة الحديد : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ)(٧).
والوجه الثّالث ؛ يحادّون الله ؛ أى يخالفون (٨) ، قوله تعالى فى سورة المجادلة : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(٩) : أى يخالفونهما ؛ مثلها فيها (١٠).
والوجه الرّابع ؛ حدود الله يعنى : أحكامه ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ)(١١) يعنى : أحكامه (١٢) ؛ مثلها فى سورة النّساء (١٣) وسورة التّوبة (١٤) ـ أيضا ـ.
* * *
__________________
(١) فى ل : «على خمسة أوجه».
(٢) فى ل : «... الذى هو الجوهر».
(٣) فى ص : «الذى من الحق يعنى الخلاف» والإثبات عن ل وم.
(٤) فى ل وم : «الإحكام».
(٥) الآية ٢٢.
(٦) فى (تفسير الطبرى ٢٦ : ١٦٤) «يقول : فأنت اليوم نافذ البصر عالم بما كنت عنه فى الدنيا فى غفلة ، وهو من قولهم : فلان بصير بهذا الأمر : إذا كان ذا علم به ، وله بهذا الأمر بصر : أى علم».
(٧) الآية ٢٥.
(٨) فى م : «الحديد : الخلاف».
(٩) الآية رقم ٢٠.
(١٠) كما فى سورة المجادلة / ٢٢ ونحوه فى سورة التوبة / ٦٣.
(١١) الآيات ١٨٧ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠.
(١٢) فى ل : «يعنى أحكام الله».
(١٣) كما فى الآية ١٣.
(١٤) كما فى الآية ٩٧. وسورة المجادلة / ٤ ؛ وسورة الطلاق / ١. وفى ل : «مثلها فى النساء الكبرى والصغرى» ويقصد بالكبرى : سورة النساء ، وبالصغرى : سورة الطلاق. وفى م : «فى النساء والنور» وليس فى سورة النور ما يماثل ذلك النص القرآنى ، فلعله يريد سورة التوبة كما فى ص.
تفسير الحصر على ثلاثة «أوجه» (١)
الضّيق* «الحبس» (٢) * الذى لا يأتى النّساء*
فوجه منها ؛ الحصر يعنى : الضّيق ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(٣) أى : ضاقت قلوبهم وصدورهم (٤).
والوجه الثّانى ؛ الحصر : الحبس ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ)(٥) يقول : حبستم (٦) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً)(٧) يعنى : محبسا.
والوجه الثّالث ؛ الحصور : الذى لا يأتى النّساء ؛ ولا يكون له شهوة النّساء ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)(٨) يعنى : لم / يكن له شهوة النّساء (٩).
* * *
__________________
(١) فى ص : «... أقسام» وفى ل : «أوجه قسام» والإثبات عن م.
(٢) فى ص : «الحصر» والإثبات عن ل وم.
(٣) الآية التسعون.
(٤) «حصره : ضيّق عليه وأحاط به ؛ حصر الرجل : ضاق صدره» : (اللسان : مادة : ح. ص. ر).
(٥) الآية ١٩٦.
(٦) «الإحصار فى اللغة : المنع والحبس ، وفى الشرع : المنع عن المضى فى أفعال الحج سواء كان بالعدوّ أو بالحبس أو بالمرض» : (التعريفات لأبى الحسن الحسينى الجرجانى : ٧) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٨) و (اللسان ـ مادة : ح. ص. ر.
(٧) الآية ٨. وتسمّى سورة الإسراء.
(٨) الآية ٣٩.
(٩) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٠٤) «حصورا : الذى لا يأتى النساء» وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ح. ص. ر) «يقال لمن يعصم نفسه ولا يأتى النساء حصور» وأما المفسرون فلهم قولان نختار منهما ما اختاره المحققون : أنه الذى لا يأتى النساء لا لعجز بل للعفة والزهد» : (الفخر الرازى ٢ : ٤٦٤) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٦ : ٣٧٦).
تفسير الحجر على أربعة أوجه
العقل* الحرام* قرية صالح* البيوت (١) *
فوجه منها ؛ الحجر : العقل ؛ قوله تعالى فى سورة الفجر : (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)(٢) أى : لذى عقل (٣).
والوجه الثّانى ؛ الحجر : الحرام ؛ قوله تعالى فى سورة الفرقان : (وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً)(٤) يعنى : حراما محرّما (٥).
والوجه الثّالث ؛ الحجر : قرية صالح ؛ قوله تعالى فى سورة الحجر (٦) : (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ)(٧) يعنى : قرية صالح (٨).
والوجه الرّابع ؛ الحجر يعنى : البيوت (٩) ، قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ)(١٠) يعنى : فى بيوتكم.
* * *
__________________
(١) فى ل «البيت».
(٢) الآية ٥.
(٣) (تفسير الطبرى ٣٠ : ١٧٤) و (تفسير القرطبى ٢٠ : ٤٣) و (اللسان ـ مادة : ح. ج. ر).
(٤) الآية ٢٢.
(٥) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١١٩) «أى : حراما محرما عليكم الجنة.».
(٦) قوله : «فى سورة الحجر» وردت فى ص عقب قوله : «قرية صالح ، الآتى» ، وأثبتها هنا مراعاة لمقتضى السياق.
(٧) الآية ٨٠.
(٨) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١١٩) «الحجر : ديار ثمود» وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة ح. ج. ر) «أصحاب الحجر : هم ثمود قوم صالح» وفى (معجم البلدان لياقوت ٢ : ٢٢١): «الحجر : اسم ديار ثمود بوادى القرى بين المدينة والشام ، قال الإصطخرى : الحجر : قرية صغيرة قليلة السكان ، وهى من وادى القرى على يوم بين جبال ، وبها كانت منازل ثمود».
(٩) فى ل : «البيت».
(١٠) الآية ٢٣.
تفسير الحبل على أربعة أوجه
العهد* القرآن* الإسلام* الرّسن بعينه*
فوجه منها ؛ الحبل يعنى : العهد ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)(١) أى : عهد من النّاس (٢).
والوجه الثّانى ؛ الحبل يعنى : القرآن ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً)(٣) قال ابن مسعود : حبل الله : القرآن (٤).
والوجه الثّالث ؛ الحبل : الإسلام ؛ قوله تعالى «فى سورة آل عمران» (٥) : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)(٦) وحبل الله فى هذا الموضع : هو الإسلام.
والوجه الرّابع ؛ الحبل : الرّسن (٧) بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة «تبّت يدا أبى لهب» (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)(٨) يعنى : رسنا من ليف (٩).
* * *
__________________
(١) الآية ١١٢.
(٢) فى ل : «يعنى : العهد» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٠٤) «(حبل) : عهد» وكذا فى (المفردات فى غريب القرآن للراغب : ١٠٧) و (تفسير الطبرى ٤ : ٣١).
(٣) الآية ١٠٣.
(٤) كما فى (تفسير الطبرى ٤ : ٣١) و (تفسير القرطبى ٥ : ١٥٨) وفيهما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن هذا القرآن هو حبل الله» وفى (المفردات فى غريب القرآن للراغب : ١٠٧) «فحبله هو الذى معه التوصل به إليه من القرآن والعقل وغير ذلك ...».
(٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٦) الآية ١١٢.
(٧) «الرّسن : الحبل» : (اللسان ـ مادة : ر. س. ن).
(٨) الآية ٥. وتسمى سورة المسد.
(٩) أى : حبل من ليف ، أو خوص ، أو شعر ، أو وبر ، أو صوف ، أو جلود الإبل ، أو جلود ، أو من أى شىء كان ...» (اللسان ـ م. س. د) ، وبنحوه فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٣١٥) و (فتح البارى ٨ : ٥٦٧).
تفسير الحطب على «وجهين» (١)
«(٢) الشّوك* الأشجار (٣) *»
فوجه منهما ؛ الحطب يعنى : الشوك ؛ قوله تعالى فى سورة «تبّت يدا أبى لهب» : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)(٤) يعنى : الشوك.
والوجه الثّانى ؛ «(٥) الحطب يعنى : الأشجار (٦)» ؛ قوله تعالى فى سورة الجنّ : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً)(٧) «(٨) يعنى : المشركين (٩)» ؛ أى : أشجارا ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ)(١٠) على قول بعض المفسّرين واللّغة (١١) : أشجارا.
* * *
__________________
(١) فى ص : «على قسمين» والإثبات عن ل وم.
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم ؛ وفى ل : الشجار «والتصويب ما أثبته.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم ؛ وفى ل : الشجار «والتصويب ما أثبته.
(٤) الآية ٤. وتسمّى سورة المسد.
(٥) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم ؛ وفى ل : الشجار «والتصويب ما أثبته.
(٦) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم ؛ وفى ل : الشجار «والتصويب ما أثبته.
(٧) الآية ١٥.
(٨) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٩) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٠) الآية ٩٨.
(١١) من المفسرين ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة. وقرأ على بن أبى طالب ، وعائشة ـ رضوان الله عليهما ـ : «حطب جهنم» ـ بالطاء ـ : على ما فى (تفسير الطبرى ١٧ : ٩٤) و (تفسير القرطبى ١١ : ٣٤٤) وفى (اللسان ـ مادة : ح. ص. ب) «قال الفراء : ذكر أنّ الحصب فى لغة أهل اليمن الحطب. وروى عن على كرم الله وجهه : أنه قرأ : حطب جهنم» وكلّ ما ألقيته فى النار فقد حصبتها به ، ولا يكون الحصب حصبا ، حتى يسجر به. وقيل : الحصب : الحطب عامّة» وانظر (غريب القرآن للسجستانى : ١١١.
تفسير الحول على خمسة أوجه (١)
الحول : العام* الحيلولة* حواليه* التّحويل* التّغيير*
فوجه منها ؛ الحول / بمعنى : العام ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ)(٢) يعنى : عامين كاملين ؛ وكقوله تعالى : (مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ)(٣) يعنى : إلى العام.
والوجه الثّانى ؛ الحول : الحيلولة ؛ قوله تعالى فى سورة سبأ : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ)(٤) أى : فرّق بينهم ؛ وقوله تعالى فى سورة هود : (وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ)(٥) ؛ مثلها فى سورة الأنفال : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)(٦) يعنى : بين المؤمن والكافر ، والكفر والإيمان (٧).
والوجه الثّالث ؛ الحول يعنى : حواليه ؛ قوله تعالى : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ)(٨) ؛ وقال تعالى : (الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(٩) يريد : حواليه.
__________________
(١) فى ل : «... أربعة أوجه» وبالهامش «خمسة أوجه».
(٢) الآية ٢٣٣.
(٣) سورة البقرة / ٢٤٠. «الحول : سنة بأسرها ، والجمع أحوال وحوول وحئول ؛ حكاها سيبويه. وحال عليه الحول حولا وحئولا : أتى.» : (اللسان مادة : ح. و. ل).
(٤) الآية ٥٤.
(٥) الآية ٤٣. «كلّ ما حجز بين اثنين فقد حال بينهما حولا» : (اللسان ـ مادة : ح. و. ل) وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٤٠) «يعنى بين نوح وابنه».
(٦) الآية ٢٤.
(٧) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٤٤) «أى : يملك عليه قلبه ؛ فيصرفه كيف يشاء».
(٨) سورة التوبة / ١٠١.
(٩) سورة الإسراء الآية الأولى. «قيل : بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين ؛ وبهذا جعله مقدسا» : (تفسير القرطبى ١٠ : ٢١٢).
والوجه الرّابع ؛ حول ـ بكسر الحاء ونصب الواو ـ : التّحويل ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً)(١) أى : تحويلا : ويقال : حيلة (٢).
والوجه الخامس ؛ التّحويل : التّغيير ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً)(٣) أى : تبديلا وتغييرا.
* * *
تفسير الحفظ على ستّة أوجه
العلم* الصّيانة* الحفظ بعينه* الشّفقة* الضّمان* الشّهادة*
فوجه منها ؛ الحفظ : يعنى : العلم ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ)(٤) بما عملوا ووعوا (٥).
والوجه الثّانى ؛ الحفظ : الصّيانة والعفّة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَالصَّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ)(٦) ؛ وقوله : «حافظات» : صائنات لأنفسهنّ ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ)(٧) يعنى :
__________________
(١) الآية ١٠٨.
(٢) فيكون على هذا المعنى لا يحتالون منزلا غيرها ؛ كما قال الزجاج. والمعنى الأول ؛ قاله أبو على. وقال الأزهرى : والتحويل مصدر حقيقى من حوّلت ، والحول اسم يقوم مقام المصدر. كما فى (تفسير القرطبى ١١ : ٦٨) و (اللسان ـ مادة : ح. و. ل).
(٣) الآية ٧٧ ، وتسمى سورة الإسراء ، ونحوه كما فى سورة فاطر / ٤٣.
(٤) الآية ٤٤.
(٥) كما فى (تنوير المقباس : ٣٤١ بهامش الدر المنثور) ، وفى ل : «بما عملوا من كتاب وأودعوا» ، وفى م : «بما عملوا أو وعوا».
(٦) الآية ٣٤.
(٧) الآية ٣٥.
«يصونون» (١) فروجهم عن الحرام ؛ مثلها فى سورة المؤمنون : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ)(٢) : «يصونون» (٣) عن الحرام.
والوجه الثّالث ؛ الحفظ بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة الرّعد : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجر / (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٥) يعنى به : الرّعاية (٦) ؛ مثلها : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ)(٧) يعنى : الحفظ بعينه.
والوجه الرّابع ؛ الحفظ يعنى : الشّفقة ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٨) يعنى : مشفقين.
والوجه الخامس ؛ الحفظ : الضّمان ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(٩) أى : ضامنون لردّه إليك (١٠).
والوجه السّادس ؛ الحفظ : الشّهادة ؛ قوله تعالى فى سورة «انفطرت» : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ* كِراماً كاتِبِينَ) : رقباء وشهداء (يَعْلَمُونَ)(١١) أى : يكتبون ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ)(١٢) يعنى : شهيدا عليهم ؛ مثلها فى سورة هود : (إِنَّ رَبِّي عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)(١٣) يعنى : شهيدا.
* * *
__________________
(١) فى ص : «يغضون» والإثبات عن ل وم.
(٢) الآية ٥ ؛ وسورة المعارج / ٢٩.
(٣) فى ص : «يغضون» والإثبات عن ل وم.
(٤) الآية ١١.
(٥) الآية ٩.
(٦) «قال قتادة وثابت البنانيّ حفظه الله : من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا ، فتولى سبحانه حفظه فلم يزل محفوظا» : (تفسير القرطبى ٥ : ٥).
(٧) سورة الصافات / ٧.
(٨) سورة يوسف / ١٢.
(٩) الآية ٦٣.
(١٠) فى م : «يعنى : لضامنون بردّه إليك».
(١١) الآيتان ١٠ ، ١١ وتسمى سورة الانفطار ، وما بين الحاصرتين نصّ قرآنى غير موجود بالأصل المخطوط والسياق يقتضى الإثبات.
(١٢) الآية ٦ وتسمى سورة الشورى.
(١٣) الآية ٥٧.
تفسير الحمل (*) على ثمانية أوجه
القبول* الإركاب* الإمساك* الأثقال على الدّوابّ وتسخيرها* الإنفاق (١) * الإلزام* الحمل بعينه* الحبل*
فوجه منها ؛ الحمل يعنى : القبول ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ)(٢) «(٣) يعنى : وقبلها الإنسان (٤)».
والوجه الثّانى ؛ الحمل يعنى : الإركاب على السّفن ؛ قوله تعالى فى سورة الحاقّة : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ)(٥) أى : أركبناكم (٦) السّفن ؛ وحفظناكم فيها ؛ وكقوله تعالى فى سورة «اقتربت» (٧) : (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ)(٨) أى : حفظناه ، وأركبناه ـ ونحوه كثير ـ ؛ وكقوله تعالى : (وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(٩) أى : أركبناهم (١٠).
والوجه الثّالث ، الحمل : الإمساك ؛ قوله تعالى فى سورة الحاقّة : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ) أى : يمسك عرش ربّك (فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ)(١١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة
__________________
(*) قيل : فى الأثقال المحمولة فى الظاهر كالشىء المحمول على الظّهر حمل ، وفى الأثقال المحمولة فى الباطن حمل ، (مفردات الراغب ١٣١).
(١) فى ل : «المئونة والنفقة».
(٢) الآية ٧٢.
(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٥) الآية ١١.
(٦) فى م «ركبناكم».
(٧) فى ل : «الساعة» وفى م : «القمر» وهما مسميان للسورة (الإتقان فى علوم القرآن ٢ : ٦٨).
(٨) الآية ١٣.
(٩) سورة الإسراء / ٧٠ ؛ وما بين الحاصرتين نص قرآنى غير موجود بالأصل المخطوط والسياق يقتضى الإثبات.
(١٠) فى ل : «حفظناهم». «قال ابن عباس : (فى البر) على الخيل والبغال والحمير ، (وفى البحر) على السّفن» (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٤٣٣).
(١١) الآية ١٧.
«حم المؤمن» : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ)(١) أى : يمسكون العرش.
والوجه الرّابع : الحمل : هو تسخير الدّوابّ لهم ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ)(٢) أى : تسيّرون أثقالكم عليها.
والوجه الخامس ؛ «الحمل» (٣) : المئونة والنّفقة ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : / (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ)(٤) أى : لتموّنهم (٥) بالنّفقة عليهم.
والوجه السّادس ؛ الحمل : الإلزام ؛ قوله تعالى فى سورة العنكبوت : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ)(٦) أى : ليلتزمنّ أثقالهم ؛ يعنى أوزارهم ، وكقوله تعالى : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ)(٧) يعنى : نلزم خطاياكم.
والوجه السّابع ؛ الحمل بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة «تبّت» : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)(٨) أى : حمّالة الشّوك على ظهرها (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة يوسف : (إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً)(١٠) هو : الحمل بعينه ؛ ونحوه (١١).
__________________
(١) الآية ٧. وتسمى سورة غافر : (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ٢ : ٦٨).
(٢) الآية ٧.
(٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم ؛ وفى م «المؤن» الآتى.
(٤) الآية ٩٢.
(٥) فى ل : «يمونهم» وفى م : «تمونونهم» وفى (أساس البلاغة مادة ـ م. و. ن) «مانه يمونه : قام بكفاية أمره» وفى (تنوير المقباس ٢ : ٢١٧) «لتحملهم إلى الجهاد بالنفقة».
(٦) الآية ١٣.
(٧) سورة العنكبوت / ١٢.
(٨) الآية ٣.
(٩) انظر فيما سبق تعليق رقم (٣) من صفحة (٢٧٤) من هذا الكتاب.
(١٠) الآية رقم ٣٦. الحمل ما حمل ، والجمع : أحمال : (اللسان ـ مادة : ح. م. ل) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١١١) والحمل : ما كان على ظهر أو رأس.
(١١) فى م : «ونحوه كثير». كما فى الآية ٢٤٨ من سورة البقرة ، والآية ٧ من سورة النحل ؛ والآية ٢٧ من سورة مريم ، والآية ٥ من سورة الجمعة.
والوجه الثّامن ؛ الحمل : الحبل ؛ قوله تعالى فى سورة الطّلاق : (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ)(١) يعنى : الحبل ؛ «(٢) وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً)(٣) أى : حبلت حبلا (٤)» ؛ وكقوله تعالى فى سورة مريم : (فَحَمَلَتْهُ)(٥) «أى : حبلت به» (٦).
* * *
تفسير الحين على أربعة أوجه
السّنة* منتهى الآجال* السّاعات (٧) * زمان مبهم (٨) *
فوجه منها ؛ الحين يعنى : السّنة ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها)(٩) يعنى : «كلّ» (١٠) سنة.
__________________
(١) الآية ٤.
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.
(٣) الآية ١٨٩.
(٤) (٢ ـ ٢) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.
(٥) الآية ٢٢.
(٦) فى ص : «فحملته لمريم» والإثبات عن ل وم.
(٧) فى ل : «ساعات الليل والنهار».
(٨) فى ل : «الزمان مبهم».
(٩) الآية ٢٥.
(١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم. وهو قول مجاهد وابن زيد. وعن ابن عباس وعكرمة : ستة أشهر. وقال الزجاج : جميع من شاهدنا من أهل اللغة : يذهبون إلى أن الحين اسم كالوقت يصلح لجميع الأزمان كلها طالت ، أم قصرت «هذا مما جاء فى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٣٤٤) و (تفسير القرطبى ١ : ٣٢١ ، ٩ : ٣٦١) و (كليات أبى البقاء : ١٦٨) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩).