الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

والوجه الثّانى ؛ جدد : يعنى : طرقا (١) ؛ قوله سبحانه فى سورة «الملائكة» : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ)(٢) : أى طرق بيض «وحمر» (٣).

* * *

تفسير «جثيّا» على وجهين

«(٤) جميعا* من الجثوّ على الرّكب* (٥)»

فوجه منهما ؛ جثيّا يعنى : جميعا ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا)(٦) يعنى : جميعا (٧).

والوجه الثّانى ؛ جثيّا يعنى : جاثين على ركبهم (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة الجاثية : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً)(٩) يعنى : جاثين على ركبهم.

* * *

__________________

(١) فى ل : «الجدد : الطرق»

(٢) الآية رقم ٢٧ ، وتسمى سورة فاطر.

(٣) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم. فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٠٠) «جدد» أى : خطوط وطرائق ، واحدها جدّة». وانظر : (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٠٦) و (الفخر الرازى ٧ : ٤١).

(٤) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٥) (٤ ـ ٤) سقط من ص والإثبات عن ل ، م.

(٦) الآية ٦٨.

(٧) «قال مقاتل : جمعا جمعا ؛ وهو على هذا التأويل جمع : جثوة وجثوة وجثوة ثلاث لغات ، وهى الحجارة المجموعة والتراب المجموع ، فأهل الخمر على حدة ، وأهل الزنى على حدة ، وهكذا .. وقال ابن عباس : «جثيا» : جماعات. وعن مجاهد وقتادة : أى جثيا على ركبهم» (تفسير القرطبى ١١ : ١٣٣) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ٨ ، ١٠٠) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٢).

(٨) فى ل «على الركب».

(٩) الآية رقم ٢٨.

٢٤١

تفسير الجرم على ستّة أوجه

«(١) المشركون* القول بالقدر* اللّواط* العداوة* حقّا* الإثم* (٢)»

فوجه منها ؛ المجرمون بمعنى : المشركين ؛ قوله تعالى فى سورة «سأل سائل» (٣) : (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي)(٤) يعنى : أبا جهل وأصحابه ، والنّضر بن الحارث (٥) ، مثلها : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ)(٦) ؛ وأمثاله كثير (٧).

والوجه الثّانى ، الجرم ؛ هو القول بالقدر ؛ قوله تعالى فى سورة القمر : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ)(٨) وقال محمّد بن كعب : المجرمون ـ هاهنا ـ : القدريّة (٩). وقال أبو هريرة : جاء مشركو العرب فخاصموا النّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فى القدر فنزلت : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ ...)(١٠).

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) فى ل : «فى سورة السائل» وتسمى سورة المعارج.

(٤) الآية رقم ١١

(٥) انظر ترجمة أبى جهل فيما سبق صفحة (٥٨) تعليق رقم (١١) من هذا الكتاب ، و (سيرة ابن هشام ٢ : ٢٩٥) وانظر أيضا ترجمة «النضر بن الحارث» فى تعليق رقم (١) فيما سبق صفحة (٥٩) من هذا الكتاب.

(٦) سورة الزخرف / ٧٤.

(٧) كما فى سورة التوبة / ٦٦ ؛ وسورة يونس / ١٣ ، ٧٥ ؛ وسورة هود / ٥٢ ، ١١٦ ؛ وسورة يوسف / ١١٠ ؛ وسورة إبراهيم / ٤٩ ؛ وسورة الحجر / ١٢ ، ٥٨ ؛ وسورة مريم / ٨٦ ؛ وسورة طه / ١٠٢ ؛ وسورة الفرقان / ٣١ ؛ وسورة الشعراء / ٢٠٠.

(٨) الآية ٤٧.

(٩) فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١١١) «قال محمد بن كعب القرظى : لما تكلم الناس فى القدر نظرت ، فإذا هذه الآية أنزلت فيهم : (إن المجرمين فى ضلال وسعر) ... إلى قوله : (خلقناه بقدر).».

(١٠) هذا الأثر أخرجه الطبرى ، عن أبى هريرة بلفظ : «جاء مشركو قريش إلى النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يخاصمونه فى القدر فنزلت : (إن المجرمين فى ضلال وسعر)» (تفسير الطبرى ٢٧ : ١١١) وجاء ـ أيضا فى (الفخر الرازى ٨ : ٧٨٣) «وأخرجه مسلم والترمذى عن أبى هريرة» (أسباب النزول للسيوطى ١٦١) وانظر (تفسير القرطبى ١٧ : ١٤٧) و (الدر المنثور ٦ : ١٣٧) و (صحيح الترمذى ١٢ : ١٧٧).

٢٤٢

والوجه الثّالث ؛ الجرم : اللّواط ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ* وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)(١) يعنى : فعال قوم لوط.

والوجه الرّابع ؛ ((٢) الجرم : العداوة ؛ قوله تعالى (٣)) : (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي)(٤) يعنى : لا يحملنّكم عداوتى (٥) ؛ إخبارا عن شعيب (٦) النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

والوجه الخامس ؛ لا جرم يعنى : حقّا ؛ وقد جرم الشّىء ؛ أى : حقّ ، ودخول «لا» على «جرم» ليدلّ على أنّه جواب الكلام ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ)(٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» (٨) ، ونظيره فى سورة النّحل (٩).

والوجه السّادس ؛ الجرم : الإثم ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (فَعَلَيَّ إِجْرامِي) يعنى : آثامى (وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ)(١٠) أى : تأثمون.

__________________

(١) الآيتان ٨٣ ، ٨٤.

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) سورة هود / ٨٩.

(٥) وهو قول الحسن وقتادة ، وقال السدّى وهو هنا بمعنى العداوة. وقال الزجاج : لا يكسبنكم شقاقى (تفسير القرطبى ٩ : ٩٠) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٤٢) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٩٦).

(٦) فى ل : «ذكره فى قصة شعيب».

(٧) الآية رقم ٢٢. وقوله تعالى : (لا جرم) قال الفراء : إنها بمنزلة قولنا : لا بدّ ، ولا محالة ، ثم كثر استعماله ، حتى صارت بمنزلة : حقّا ، تقول العرب : لا جرم أنك محسن على معنى : حقّا أنك محسن : وأما النحويون فلهم فيه وجوه ؛ الأول : «لا» حرف نفى و «جرم» أى قطع ؛ فإذا قلنا «جرم» معناه إنه لا قطع قاطع عنهم أنهم فى الآخرة هم الأخسرون. الثانى : قال الزجاج : إن كلمة «لا» نفى لما ظنوا أنه ينفعهم ، و «جرم» معناه : كسب ذلك الفعل ؛ والمعنى : لا ينفعهم ذلك ، وكسب ذلك الفعل لهم الخسران فى الدنيا والآخرة. الثالث ؛ قال الأخفش وسيبويه : «لا» ردّ على أهل الكفر ، و «جرم» معناه : حق وصحح ؛ والتأويل : إنه حقّ كفرهم وقوع العذاب والخسران بهم ..» (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٥١) ونحوه فى (تفسيرى الطبرى ١٢ : ١٥ ، ١٦) ، و (تفسير القرطبى ٩ : ٢٠ ، ٢١) و (غريب القرآن للسجستانى : ٣٣٧).

(٨) كما فى الآية رقم ٤٣ ، وتسمى سورة غافر.

(٩) كما فى الآية رقم ٢٣.

(١٠) الآية رقم ٣٥. ونحو ذلك المعنى فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٦١) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٨٧) وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٩) «الإجرام : مصدر أجرم ، وهو اقتراف السيئة» ومثله فى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٥٧).

٢٤٣

تفسير الجزء على وجهين

«(١) الولد* البعض* (٢)».

فوجه منهما ؛ «الجزء» (٣) : الولد ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً)(٤) يعنى : وصفوا له من الملائكة ولدا.

والوجه الثّانى ؛ الجزء : البعض ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً)(٥) يعنى : بعضا ؛ وقوله تعالى فى سورة الحجر : (لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ)(٦) يعنى : البعض (٧).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٤) الآية ١٥.

(٥) الآية ٢٦٠.

(٦) الآية ٤٤.

(٧) فى م : «بعضا».

٢٤٤

باب الحاء

الحرب* الحرث* الحميم* الحرج (١) * حتّى* حشر* حساب* حسنة «وسيّئة» (٢) * حسنى (٣) * حسنا* حكمة* حرص* حزب* حمد* حجارة* حجاب* «حبّ» (٤) * حديث* حديد* حصور (٥) * حجر* حبل* حطب* «حول» (٦) * حفظ* حمل* حين* حياة* حقّ* حذر* حبر* حضور* الحجّة (٧) * «حرام* حرمات* حلّ وأحلّ (٨)

* * *

__________________

(١) فى ل : «حميم. حرج».

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) فى ص : «حتى» والإثبات عن ل وم.

(٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) فى ل : «حصر».

(٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) فى ل : «حجة».

(٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

٢٤٥

تفسير الحرب على وجهين

الكفر* القتال*

فوجه منهما ؛ الحرب يعنى : الكفر ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)(١) يعنى : الكفر. وقال تعالى فى سورة المائدة : (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(٢) يعنى بالمحاربة : الكفر.

والوجه الثّانى ؛ «الحرب» (٣) : القتال ؛ قوله تعالى فى سورة «الأنفال» (٤) : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ)(٥) يعنى : القتال ؛ وقال تعالى فى سورة المائدة : (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ) يعنى : القتال ، (أَطْفَأَهَا اللهُ)(٦).

* * *

__________________

(١) الآيتان / ٢٧٨ ، ٢٧٩. «اختلفوا فى أن الخطاب بقوله : (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله) خطاب مع المؤمنين المصرّين على معاملة الربا ، أو هو خطاب مع الكفار المستحلّين للربا ، الذين (قالوا إنما البيع مثل الربا) قال القاضى : والاحتمال الأول أولى لأن قوله : (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ) مع قوم تقدم ذكرهم ، وهم المخاطبون بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا) ، وذلك يدل على أن الخطاب مع المؤمنين ... والقول الثانى : فى هذه الآية ، إن قوله : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ) خطاب للكفار ، وأن معنى الآية : وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين معترفين بتحريم الربا (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) ، أى فإن لم تكونوا معترفين بتحريمه (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) ، ومن ذهب إلى هذا القول ، قال : إن فيه دليلا على أن من كفر بشريعة واحدة من شرائع الإسلام كان كافرا ، كما لو كان كافرا بجميع الشرائع» (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٧٨).

(٢) الآية ٣٣.

(٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) فى ص : «فى سورة القتال» والإثبات عن ل وم.

(٥) الآية ٥٧.

(٦) الآية ٦٤.

٢٤٦

تفسير الحرث على ثلاثة أوجه

الحرث بعينه* والثّواب* فروج النّساء*

فوجه منها ؛ الحرث «هو : الحرث» (١) / بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة (وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ)(٢) يعنى : الزّرع ؛ وقال تعالى فيها ـ أيضا ـ : (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ)(٣) يعنى : الزّرع ؛ نظيره : (إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ)(٤).

والوجه الثّانى ؛ الحرث يعنى : الثّواب ؛ قوله تعالى فى سورة حم عسق» : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) يعنى : من كان يريد ثواب الآخرة بعمله الصّالح نزد له فى ثوابه ، (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا) يعنى : الثّواب ؛ يريد ثواب الدّنيا بعمله الصّالح (٥)(نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)(٦).

والوجه الثّالث ؛ الحرث : فروج النّساء (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)؟ (٨) يقول : فروج النّساء مزرعة لكم (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ) يعنى : فروج نسائكم (أَنَّى شِئْتُمْ) : أىّ شئتم مستقبلة ، أو مستدبرة ، أو قائمة ، أو باركة ؛ فى الفرج (٩) ؛ حيث يكون منه الولد. كما قال : والحرث حيث يحرث الولد.

* * *

__________________

(١) سقط من ص الإثبات عن ل وم.

(٢) الآية ٧١.

(٣) سورة البقرة / ٢٠٥.

(٤) سورة الأنبياء / ٧٨.

(٥) فى ل «من كان يريد من الفخار ثواب الدنيا ...».

(٦) سورة الشورى / ٢٠.

(٧) فى م : «الفروج للنساء وفى ل : «فروج النساء مزرعة لكم».

(٨) الآية رقم ٢٢٣. وانظر (الوسيط للواحدى ١ : ٣٢٣) و (تفسير الطبرى ٤ : ٣٩٨) و (تفسير القرطبى ٣ : ٩٣).

(٩) وذلك فى غير أيام الحيض وما يماثله.

٢٤٧

تفسير الحميم على وجهين

القريب* والماء الحارّ*

فوجه منهما ؛ الحميم : القريب ؛ قوله تعالى فى سورة «سأل سائل» (١) : (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً)(٢) يعنى : قريب قريبا ـ فى آية الكافر ـ ؛ وقال تعالى فى سورة الشّعراء : (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)(٣) : أى قريب ؛ وقال تعالى فى سورة «حم السّجدة» (٤) : (كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)(٥).

والوجه الثّانى ؛ الحميم يعنى : الحارّ (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة محمّد (٧) ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً)(٨) يعنى : حارّا ؛ وقال تعالى فى سورة الحجّ : (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ)(٩) يعنى : الحارّ من الماء (١٠) ؛ وقال تعالى فى سورة الرّحمن : (يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ)(١١) يعنى : حارّا قد انتهى حرّه (١٢).

* * *

__________________

(١) فى ل : «فى السائل» وتسمى سورة المعارج.

(٢) الآية العاشرة.

(٣) الآية ١٠١.

(٤) فى ص ول وم : «تنزيل السجدة» ، والصواب ما أثبتّ ، وتسمى سورة فصّلت.

(٥) الآية ٣٤.

(٦) فى ل «الماء الحار».

(٧) فى ص : «فى المفصّل» والإثبات عن ل وم.

(٨) الآية ١٥.

(٩) الآية ١٩.

(١٠) فى ل : «الماء الحارّ» ونحوه فى (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : ح. م. م).

(١١) الآية رقم ٤٤.

(١٢) وفى (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٢٧) «وقوله (حميم) إشارة إلى ما فعل فيه من الإغلاء ، وقوله تعالى : (آن) إشارة إلى ما قبله ، وهو كما يقول : قطعته فانقطع ، فكأنه حمته النار فصار فى غاية السّخونة ، وأن النار قد انتهى فى الحرّ نهاية» وفى (تفسير أبى السعود ـ بهامش الفخر الرازى ـ ٨ : ٣٣) «ماء بالغ من الحرارة أقصاها يصبّ عليهم أو يسقون منه. وقيل : إذا استغاثوا من النار أغيثوا بالحميم» وبنحو ذلك جاء فى (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٤٤) «عن ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والحسن وسفيان».

٢٤٨

تفسير الحرج على ثلاثة أوجه

الشّك* الضّيق* الإثم*

فوجه منها ؛ الحرج يعنى : الشّكّ ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ)(١) يعنى : «شكّا ممّا قضيت» (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ)(٣) يعنى : شكّا منه (٤).

والوجه الثّانى ؛ الحرج يعنى : الضّيق ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ)(٥) يعنى : ضيقا (٦) ؛ وقوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً)(٧) ؛ وقوله تعالى : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(٨) يعنى : من ضيق (٩).

والوجه الثّالث ؛ الحرج : الإثم ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ)(١٠) يعنى :

__________________

(١) الآية ٦٥.

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية الثانية.

(٤) (تفسير الطبرى ١٢ : ٢٩٥ ـ ٢٩٦) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٢٠٠) وفى (تفسير القرطبى ٧ : ١٦١) «مذهب مجاهد وقتادة : أن الحرج هنا : الشكّ ، وليس هذا شكّ الكفر ؛ وإنما هو شكّ الضّيق» وبنحوه فى : (الكشاف للزمخشرى : ٢٥٨) و (وتوجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧). و (تفسير الفخر الرازى ٣ : ١٨٤) وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢١١): «ضيق» وكذا فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١١).

(٥) الآية السادسة.

(٦) فى ل : «يعنى : من ضيق».

(٧) سورة الأنعام / ١٢٥.

(٨) سورة الحج / ٧٨.

(٩) وهو كذلك فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٨) و (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ح. ر. ج) و (أساس البلاغة ـ مادة : ح. ر. ج).

(١٠) الآية رقم ٩١ ، وتسمى سورة التوبة. (وتوجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٨).

٢٤٩

إثما ؛ : أى ليس عليهم إثم فى التّخلّف عن الغزو ؛ ونظيرها فى سورة الفتح (١) ؛ وقال تعالى فى سورة النّور : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ)(٢) «يعنى : إثما» ...

* * *

تفسير حتّى على ثلاثة أوجه

إلى* فلمّا* «وقت يكون الشّىء*» (٣)

فوجه منها ؛ حتّى معناه : إلى حين «آجالهم» (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الذّاريات : (وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ)(٥) يعنى : إلى آجالهم ؛ وقال تعالى فى سورة المؤمنون : (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ)(٦) يعنى : إلى آجالهم ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(٧) إلى قوله تعالى : (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٨) يعنى : إلى مطلع الفجر.

والوجه الثّانى ؛ حتّى بمعنى : فلمّا ؛ قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ)(٩) يعنى : فلمّا استيأس الرّسل من إيمان قومهم ؛ وقال تعالى فى سورة الأنبياء : (حَتَّى إِذا

__________________

(١) كما فى الآية ١٧.

(٢) الآية ٦١.

(٣) فى ص : «أبدا ، تفسيره فى آية» وفى م : «أبدا» والإثبات عن ل.

(٤) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٥) الآية ٤٣.

(٦) الآية ٥٤.

(٧) سورة القدر / ١.

(٨) سورة القدر / ٦.

(٩) سورة يوسف / ١١٠.

٢٥٠

فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ)(١) يعنى : فلمّا فتحت يأجوج ومأجوج ؛ وقال سبحانه فى سورة المؤمنون : (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ)(٢) ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا)(٣) يقول : فلمّا جاء أمرنا.

والوجه الثّالث ؛ حتّى : بمعنى : فى أيّة ؛ وهو وقت (٤) الشّىء يكون ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ)(٥) يقول سبحانه : قاتلوهم أبدا حتّى يقرّوا بالجزية ، هذا وقت لهم ؛ وقال تعالى فى سورة الحجرات : (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)(٦) ؛ وقال تعالى فى سورة الأنفال : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ)(٧) يقول : حتّى يذهب الشّرك ؛ مثلها فى سورة البقرة (٨) ؛ وقال تعالى أيضا ـ «فى سورة البقرة» (٩) : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)(١٠).

* * *

__________________

(١) الآية ٩٦.

(٢) الآية ٦٤. وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٦٧) «حتى هذه هى التى يبتدأ بعدها الكلام ، والكلام الجملة الشرطية ، والعذاب : قتلهم يوم بدر ، أو الجوع ...».

(٣) الآية ٤٠.

(٤) فى ل : «بمعنى فى وهو وقت» ، وفى م : «حتّى يعنى أبدا وهو وقت».

(٥) الآية ٢٩.

(٦) الآية ٩.

(٧) الآية ٧.

(٨) الآية ١٩٣.

(٩) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٠) الآية ٢١٤.

٢٥١

تفسير الحشر على وجهين

الجمع* والسّوق*

فوجه منهما ؛ الحشر يعنى : الجمع ؛ قوله تعالى / فى سورة يونس : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) يعنى : المشركين ، (ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا)(١). نظيرها فى سورة الفرقان ، «(٢) قوله تعالى : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ)(٣)(٤)» ؛ وقال تعالى فى سورة الكهف : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً)(٥) يعنى : جمعناهم (٦) ؛ مثلها : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)(٧) يقول : جمعت ؛ وقوله تعالى فى سورة النّمل : (وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ)(٨) يعنى : وجمع لسليمان جنوده.

والوجه الثّانى ؛ الحشر يعنى : السّوق ، قوله تعالى فى سورة الصّافّات : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ)(٩) يعنى سوقوا (١٠) الّذين أشركوا ، وقرناءهم ، وهم الشّياطين (١١) ،

__________________

(١) الآية ٢٨ ، وسورة الأنعام ٢٢. وفى ص وم : «... جميعا وما يعبدون من دون الله» والإثبات عن ل.

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية ١٧.

(٤) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٥) الآية ٤٧.

(٦) فى م «وجمعنا هم» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٠٦) «(حشرنا) : جمعنا والحشر : الجمع بكثرة» وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٧٤) «وجمعناهم إلى الموقف» ونحوه فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٤١٧) وفى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٥٠٥) «والمعنى : جمعناهم للحساب (فلم نغادر منهم أحدا) أى لم نترك من الأوّلين والآخرين أحدا إلّا وجمعناهم لذلك اليوم».

(٧) سورة التكوير / ٥.

(٨) الآية ١٧.

(٩) الآية ٢٢.

(١٠) فى ص : «سقوا» والتصويب عن ل وم.

(١١) (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٣٢) و (الفخر الرازى ٧ : ١٣٣) وفيه «والمراد من الحشر : أن الملائكة يسوقونهم ...» وفى (تفسير أبى السعود ـ بهامش الفخر الرازى ـ ٧ : ٥٣٦) «وأزواجهم : أى وأشباههم ، ونظراؤهم من العصاة ...».

٢٥٢

إلى النّار بعد الحساب ؛ وقال تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ)(١) يعنى : نسوقهم على وجوههم يوم القيامة إلى النّار ؛ وقال تعالى فى سورة طه : (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ) يعنى : ونسوق المجرمين (يَوْمَئِذٍ زُرْقاً)(٢).

* * *

تفسير الحساب على عشرة أوجه

الكثير* الجزاء* العذاب* الحفيظ* الشّهيد* العرض* التّقتير* المنازل* العدد* الظّن*

فوجه منها ؛ الحساب يعنى : الكثير ؛ قوله تعالى فى سورة «عمّ يتساءلون» : (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً)(٣) يعنى : كثيرا ؛ بواحد عشرا (٤).

والوجه الثّانى ؛ الحساب : الثّواب والجزاء ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (إِنْ حِسابُهُمْ) : ما جزاؤهم وثوابهم (٥)(إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ)(٦).

والوجه الثّالث ؛ الحساب : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة النّبأ : (إِنَّهُمْ كانُوا

__________________

(١) الآية ٩٧ ، وتسمى سورة الإسراء.

(٢) الآية ١٠٢.

(٣) الآية ٣٦. وتسمى سورة النبأ.

(٤) قاله ابن زيد ، واختاره الطبرى : (تفسير الطبرى ١٩ : ١٨٣) وبنحوه فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٩٣) ، وجاء فى (تفسير القرطبى ١٩ : ١٨٣) «قال الكلبى : حاسبهم فأعطاهم بالحسنة عشرا» ، وفى (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٣١٢) «قوله : عطاء حسابا أى بقدر ما وجب له فيما وعده من الأصناف ؛ لأنه تعالى قدّر الجزاء على ثلاثة أوجه : وجه منها على عشرة أضعاف ، ووجه منها على سبعمائة ضعف ، ووجه على ما لا نهاية له ؛ كما قال : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) وانظر : (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٥٠) و (تفسير أبى السعود ٨ : ٣٥٢) بهامش الفخر الرازى).

(٥) فى م : «ما حسابهم وثوابهم» ، ونحوه فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٩٣).

(٦) الآية ١١٣.

٢٥٣

لا يَرْجُونَ حِساباً)(١) أى : لا يخافون عذابا «من السّماء» (٢) ؛ وكقوله تعالى : (وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ)(٣) يعنى : عذابا من السّماء (٤).

والوجه الرّابع ؛ حسيبا أى : حافظا وكافيا ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً)(٥) أى : حافظا. قال مجاهد : حفيظا (٦).

والوجه الخامس ؛ الحسيب : الشّهيد ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)(٧) أى : شهيدا بما عملت (٨).

والوجه السّادس ؛ الحساب هو : العرض على الله تعالى ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ)(٩) يعنى : العرض للحساب على الله عزوجل ؛ / (١٠) وكقوله تعالى فى سورة «انشقّت» (١١) : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً)(١٢) وهو : العرض للحساب.

__________________

(١) الآية ٢٧.

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) سورة الكهف / ٤٠.

(٤) كما قال الجوهرى ؛ وبنحوه قال الزجاج. وقال الأخفش والقتبىّ وأبو عبيدة : أى مرامى من السماء ، واحدها حسبانة (تفسير القرطبى ١٠ : ٤٠٨) وانظر (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٧٣) و (وغريب القرآن للسجستانى : ١١٦).

(٥) الآية ٨٦.

(٦) هذا القول جاء فى (تفسير الطبرى ٨ : ٥٨٤) و (الدر المنثور ٢ : ١٨٩) و (تفسير القرطبى ٥ : ٣٠٥) و (ابن كثير ١ : ٥٣١) وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ١٣٥) حافظا و (فى الكشاف للزمخشرى ١ : ١٨٤) «أى : يحاسبكم على كلّ شىء من التحيّة وغيرها».

(٧) الآية رقم ١٤ ، وتسمى سورة الإسراء.

(٨) «يجوز أن يكون بمعنى : الكافى وضع موضع الشهيد ، فعدّى بعلى ؛ لأن الشاهد يكفى المدّعى ما أهمه» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤٩) وفى (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٣٠) «أى : محاسبا. وقال بعض الصلحاء : هذا كتاب ، لسانك قلمه ، وريقك مداده ، وأعضاؤك قرطاسه ، أنت كنت المملى على حفظتك ؛ ما زيد فيه ولا نقص منه ، ومتى أنكرت منه شيئا يكون فيه الشاهد منك عليك».

(٩) الآية ٤١.

(١٠) فى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٧٥) «يعنى : يوم يقوم الناس للحساب» وكذا فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٤٢) «وهو مستعار من قيام القائم على الرجّل ... ويجوز أن يسند إلى الحساب ؛ قيام أهله ، إسنادا مجازيا ؛ أو يكون مثل : (وأسأل القرية)» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٢١).

(١١) فى ص : «فى سورة اللوح» والإثبات عن ل وم. وتسمى سورة الانشقاق.

(١٢) الآية ٨.

٢٥٤

والوجه السّابع ؛ الحساب : العدد ؛ كقوله سبحانه فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ)(١) «يعنى : عدد» (٢) الأيّام والشّهور ؛ «(٣) وكقوله تعالى فى سورة يونس : (وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ)(٤) : عدد الأيّام والشّهور (٥)».

والوجه الثّامن : الحساب : التّقتير والمنّة ، قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ)(٦) يعنى : بلا فوت ولا تقتير ؛ مثلها فى سورة البقرة (٧) ، وسورة آل عمران (٨) ؛ ونحوه كثير (٩).

والوجه التّاسع ؛ حسبان (١٠) يعنى : المنازل ؛ «(١١) قوله تعالى فى سورة الرّحمن : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ)(١٢) أى : بحسبان فى منازل (١٣)» ، قال مجاهد : يدوران فى قطب كقطب الرّحى (١٤).

والوجه العاشر ؛ الحساب : الظنّ ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)(١٥) أى : لا يظنّ ؛ وكقوله تعالى : (يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)(١٦) ؛ مثلها فى سورة المنافقون : (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ)(١٧) أى : يظنّون ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(١٨).

* * *

__________________

(١) الآية رقم ١٢ ، وتسمى سورة الإسراء.

(٢) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) الآية رقم ٥.

(٥) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) سورة غافر / ٤٠.

(٧) الآية ٢١٢.

(٨) كما فى الآيات ٢٧ ، ٣٧ ، ١١٩ من هذه السورة.

(٩) كما فى سورة النور / ٣٨ ؛ وسورة الزّمر / ١٠.

(١٠) فى ل : «حساب» وفى م : «الحساب».

(١١) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٢) الآية ٥.

(١٣) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٤) قول مجاهد هذا جاء فى (تفسير الطبرى ١٧ : ١١٦) و (تفسير القرطبى ١٧ : ١٥٣) ، ومما جاء فى (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٦) «أن الحسبان هو : الفلك تشبيها له بحسبان الرحى ؛ وهو ما يدور فيدير الحجر».

(١٥) الآية ١٧٨.

(١٦) سورة البقرة ٢٧٣.

(١٧) الآية ٤.

(١٨) الآية ١٠٤.

٢٥٥

تفسير الحسنة والسّيّئة على خمسة أوجه

الغنيمة والهزيمة (١) * التّوحيد والشّرك* الخصب و «القحط» (٢) * العافية والعذاب* «العفو» (٣) والأذى*

فوجه منها ؛ الحسنة : النّصر والغنيمة ؛ والسّيّئة يعنى : القتل والهزيمة ، قوله تعالى فى سورة آل عمران : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) يعنى : النّصر والغنيمة يوم بدر تسؤهم (وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ) يعنى : القتل والهزيمة يوم أحد (يَفْرَحُوا بِها)(٤) ؛ نظيرها فى سورة النّساء (٥) ، وكقوله تعالى فى سورة «براءة» : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ)(٦) : وإن تصبك سيّئة يعنى : القتل والهزيمة يوم أحد.

والوجه الثّانى ؛ الحسنة : التّوحيد. والسّيّئة : الشّرك ؛ قوله تعالى فى سورة النّمل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) يعنى : التّوحيد ، (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) / «(٧) يقول : فله منها خير (٨)» ، (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ)(٩) يعنى : بالشّرك ، نظيرها فى سورة القصص (١٠) والأنعام (١١).

__________________

(١) فى ل : «الغنيمة والعافية».

(٢) فى ص : «والحفظ» وما أثبت تصويب عن ل وم.

(٣) فى ص وم : «الصفح» والإثبات عن ل.

(٤) الآية ١٢٠. وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) «(حسنة) أى ظفر ، و (سيئة) : هزيمة» وفى (تنوير المقباس ١ : ٢٠٢ بهامش الدر المنثور) «(سيئة) : القحط والجدوبة والقتل والهزيمة».

(٥) الآية ٧٨.

(٦) الآية ٥٠.

(٧) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) الآية رقم ٨٩. و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٦٠).

(١٠) كما فى الآيتين ٥٤ ، ٨٤.

(١١) كما فى الآية ١٦٠.

٢٥٦

والوجه الثّالث ؛ الحسنة يعنى : كثرة المطر والخصب ؛ والسّيّئة : القحط من المطر ، وقلّة الخير ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ)(١) يعنى : كثرة المطر ؛ نظيرها فيها : (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ)(٢) يعنى : مكان قحط المطر : الخصب (٣) ؛ وكقوله تعالى : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(٤) يعنى : قلّة المطر وكثرته (٥) ؛ وقال الله تعالى فى سورة الرّوم : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) يعنى : قحط المطر (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ)(٦).

والوجه الرّابع ؛ الحسنة : العافية ، والسّيّئة : العذاب ، قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ) : مضت (مِنْ قَبْلِهِمُ) قبل أهل مكّة (الْمَثُلاتُ)(٧) : العذاب ؛ يعنى : بالعذاب قبل العافية (٨) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة النّمل : (قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ)(٩).

والوجه الخامس ؛ الحسنة : العفو وقول المعروف ؛ والسّيّئة : قول القبيح والأذى ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ)(١٠) يعنى : يدفعون بالقول المعروف والعفو قول السّيّئ والأذى ، نظيرها فى سورة المؤمنون : (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ* ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)(١١) نظيرها فى سورة الرّعد وسورة حم السّجدة (١٢).

__________________

(١) الآية ١٣١.

(٢) سورة الأعراف / ٩٥.

(٣) فى ل وم : «مكان القحط المطر والخصب».

(٤) سورة الأعراف / ١٦٨.

(٥) فى ل «وكثرة المطر» وفى م «قلّة المطر ونحوه».

(٦) الآية ٣٦.

(٧) الآية ٦.

(٨) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) وفى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ١٨٨): «والمراد هنا. بالسيئة : نزول العذاب عليهم .. وإنما سمّوا العذاب سيئة لأنه يسوؤهم ويؤذيهم».

(٩) الآية ٤٦.

(١٠) الآية ٥٤ ، وكذا سورة الرعد / ٢٢.

(١١) الآيتان ٩٥ ، ٩٦.

(١٢) الآية ٣٤ ، وتسمى سورة فصلت.

٢٥٧

تفسير الحسنى على ثلاثة أوجه

الجنّة* الخير* البنون (١) *

فوجه منها ؛ الحسنى : الجنّة ؛ قوله سبحانه فى سورة يونس : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)(٢) يعنى : الجنّة ؛ والزّيادة : الرّؤية والنّظر (٣) ؛ نظيرها فى سورة النّجم : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)(٤) يعنى : بالجنّة ؛ مثلها فى سورة الأنبياء : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى)(٥) يعنى : الجنّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة «واللّيل» : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى)(٦) يعنى : بالجنّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّحمن : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ)(٧).

والوجه الثّانى ؛ الحسنى : / الخير ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى)(٨) يعنى : خيرا (٩) ؛ نظيرها فى سورة النّساء : (إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً وَتَوْفِيقاً)(١٠) يعنى : خيرا وتوفيقا.

__________________

(١) فى م : «اليقين».

(٢) الآية ٢٦.

(٣) فى ل : «(وزيادة) يعنى النظر». ومما جاء فى (تفسير الفخر الرازى ٤ : ٥٨١) «قال ابن الأنبارى : الحسنى فى اللغة : تأنيث الأحسن. وقال صاحب الكشاف : المراد المثوبة الحسنى ... وأن المراد من قوله تعالى : (وزيادة) رؤية الله سبحانه وتعالى. والدليل عليه الحديث الصحيح الوارد فيه ، هو أن الحسنى : الجنة ، والزيادة هى النظر إلى الله سبحانه وتعالى» وقد سرد الإمام الرازى الأدلة النقلية والعقلية التى تثبت رؤية الله تعالى. وذكر أدلة المعتزلة التى تنفى رؤية الله تعالى ، فانظر تفاصيل ذلك فى هذا المرجع.

(٤) الآية ٣١.

(٥) الآية ١٠١.

(٦) الآيتان ٥ ، ٦.

(٧) الآية ٦٠.

(٨) الآية ١٠٧ ، وفى ل «سورة التوبة».

(٩) فى م : «يعنى : ما أردنا ببناء المسجد إلّا خيرا وتوفيقا».

(١٠) الآية ٦٢.

٢٥٨

والوجه الثّالث ؛ الحسنى يعنى : البنين (١) ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى)(٢) يعنى : البنين (٣).

* * *

تفسير «حسنا» على ثلاثة أوجه

المحتسب* الحقّ* الجنّة*

فوجه منها ؛ حسنا يعنى : محتسبا ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)(٤) يعنى : محتسبا (٥) ؛ نظيرها فى سورة الحديد (٦) ، والتّغابن (٧).

والوجه الثّانى ؛ حسنا يعنى : حقّا ؛ كقوله تعالى فى سورة طه : (أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً)(٨) يعنى : حقّا ؛ «(٩) وقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)(١٠) يعنى : حقّا (١١)».

__________________

(١) فى م : «اليقين» وهو تحريف.

(٢) الآية رقم ٦٢.

(٣) وهو قول مجاهد : (تفسير القرطبى ١٠ : ١٢٠) وجاء فى (توجيه القرآن للمقرئ ٢٥٠).

(٤) الآية ٢٤٥.

(٥) أى : «فى الصدقة محتسبا صادقا من قبله» : (تنوير المقباس : ١٢٥ بهامش الدر المنثور) وفى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٥٢): «وقال عطاء : يعنى حلالا. وقال الواقدى : طيبة به نفسه» وانظر (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٠٠) و (تفسير أبى السعود ٢ : ١٨٢).

(٦) كما فى الآية ١١.

(٧) كما فى الآية ١٧.

(٨) الآية ٨٦. وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٩) «وعدهم الله سبحانه أن يعطيهم التوراة التى فيها هدى ونور ، ولا وعد أحسن من ذلك وأجمل» وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١١ : ٢٣٥).

(٩) (٩ ـ ٩) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٠) الآية ٨٣. «أى قولا ذا حسن ، والخطاب لليهود. أى اصدقوا فى صفة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (اللسان ـ مادة : ح. س. ن) وفى : (تفسير الطبرى ٢ : ٢٩٥) «والحسن ـ أيضا ـ ، ليّن القول ، من الأدب الحسن الجميل ، والخلق الكريم».

(١١) (٩ ـ ٩) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

٢٥٩

والوجه الثّالث ؛ «حسنا يعنى» (١) : الجنّة ، قوله تعالى فى سورة القصص : (أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً) يعنى : الجنّة (فَهُوَ لاقِيهِ)(٢).

* * *

تفسير الحكمة على خمسة أوجه (*)

العظة (٣) * الفهم* النّبوّة* تفسير القرآن* القرآن*

فوجه منها ؛ الحكمة يعنى : العظة (٤) من المواعظ التى فى القرآن ، والأمر والنّهى ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ)(٥) يعنى : المواعظ (٦) الّتى فى القرآن ؛ «من الأمر والنّهى» (٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)(٨) «(٩) يعنى : القرآن ، (والحكمة) (١٠)». يعنى : المواعظ التى فى القرآن ؛ من الحلال والحرام.

__________________

(١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) الآية ٦١.

(*) وجاء فى (تفسير أبى السعود ٢ : ٣٥٩) «على أنها تفسّر فى القرآن بأربعة أوجه ؛ فتارة بمواعظ القرآن ؛ وأخرى بما فيه من عجائب الأسرار ؛ ومرّة بالعلم والفهم ؛ وأخرى بالنبوّة» وكذا فى (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٥٩).

(٣) فى ل : «الموعظة».

(٤) فى ل : «الموعظة».

(٥) الآية رقم ٢٣١.

(٦) فى م : «يعنى الموعظة». وفى (تفسير الفخر الرازى ٢ : ٣٥٩) «عن مقاتل ... يعنى المواعظ».

(٧) سقط من ص والإثبات عن ل ، وفى م : «يعنى : من الحلال والحرام». وفى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٣٣) «الحكمة يعنى : مواعظ القرآن» وفى (تفسير أبى السعود ٢ : ٢٥١) «قال مجاهد : الحكمة : هى القرآن والعلم والفقه. وروى عن أبى نجيح : أنها الإصابة فى القول والعمل. وعن إبراهيم النخعى ؛ أنها معرفة معانى الأشياء وفهمها».

(٨) الآية رقم ٤٨.

(٩) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٠) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

٢٦٠