الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

لِلْمُتَّقِينَ)(١) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ)(٢) ، ونظائرها كثير (٣).

والوجه الرّابع ؛ الجنّة ـ بكسر الجيم ـ يعنى : الجنّ ؛ قوله تعالى فى سورة «الم تنزيل السّجدة» (٤) : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ) يعنى : من الجنّ (وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)(٥). نظيره فى سورة هود (٦) ، ونحوه.

والوجه الخامس ؛ [الجنّة](٧) : الجنون ؛ [قوله تعالى](٨) : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ)(٩) يعنى به : الجنون (١٠).

والوجه السادس ؛ [أجنّة يعنى](١١) : الجنين ؛ قوله تعالى : (وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ)(١٢).

والوجه السّابع ؛ جنّ : أى ستر ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً)(١٣).

__________________

(١) الآية رقم ٣١ ، وسورة الشعراء / ٩٠.

(٢) الآية رقم ١٣٣.

(٣) كما فى سورة البقرة / ٣٥ ، ٨٢ ، ١١١ ، ٢١٤ ، ٢٢١ ، وسورة آل عمران / ١٤٢ ، ١٨٥ ، وقد جاء لفظ الجنة فى القرآن نحو ست وستين مرة. وكلمة «الجنات» نحو تسع وستين مرة (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ١٨٠ ـ ١٨٢).

(٤) سقط من ص : والإثبات عن ل وم.

(٥) الآية رقم ١٣.

(٦) الآية رقم ١١٩ ؛ ونحوه كما فى سورة الصافات / ١٥٨ ؛ وسورة الناس / ٦.

(٧) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٨) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٩) سورة المؤمنون / ٧٠.

(١٠) فى م : «أى جنون».

(١١) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(١٢) سورة النجم / ٣٢.

(١٣) الآية رقم ٧٦. «أى : غطى عليه وأظلم» : (غريب القرآن للسجستانى : ٩٦) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٥٦) و (اللسان ـ مادة : ج. ن. ن) وبنحوه فى (أساس البلاغة ـ مادة : ج. ن. ن).

٢٢١

والوجه الثّامن ؛ الجانّ يعنى : «الحيّة» (١) ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌ)(٢) يعنى : حيّة.

والوجه التّاسع ؛ الجنى يعنى : القطف (٣) ؛ قوله تعالى : (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ)(٤) ؛ وقوله تعالى : (رُطَباً جَنِيًّا)(٥).

* * *

تفسير الجار على ستّة أوجه

المعين* «(٦) الأمن* القضاء* التّضرّع* الجار بعينه* السّارى»

فوجه منها ؛ الجار : المعين (٧)» ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال ـ إخبارا عن إبليس ـ قوله : (وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ)(٨) : أى معين لكم.

__________________

(١) فى ص «... حية» والإثبات عن ل وم.

(٢) الآية رقم ٣١ ؛ وسورة النمل / ١٠. فى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٧) «أى جنس من الحيات» وبنحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٣٢).

(٣) فى ص : «جنتين أى : قطف» وفى م : «جنى : قطف» والإثبات عن ل.

(٤) سورة الرحمن / ٥٤

(٥) سورة مريم / ٢٥. «أى مجنيا طريا» (غريب القرآن للسجستانى : ٩٨) ومثله فى (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى ١ : ٤٣٠) وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٩٥) «قال عباس بن الفضل : سألت أبا عمرو بن العلاء عن قوله : «رطبا جنيا ، فقال : لم يذو. قال : وتفسيره : لم يجف ولم ييبس ولم يبعد عن يدى مجتنيه ؛ وهذا هو الصحيح».

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) الآية ٤٨.

٢٢٢

والوجه الثّانى ؛ استجار : استأمن (١) ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(٢) يعنى : فأمّنه.

والوجه الثّالث : يجير بمعنى : يقضى ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ)(٣) : أى يقضى ولا يقضى عليه.

والوجه الرّابع ؛ يجأر بمعنى : يتضرّع ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ) بالسّيف يوم بدر (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) يعنى : يجزعون ويتضرّعون (٤). (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ)(٥) أى : لا تجزعوا وتتضرّعوا.

والوجه الخامس ؛ الجار هو : المجاور بعينه ؛ قوله تعالى : (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ)(٦) ؛ ونحوه.

«والوجه» (٧) السّادس ؛ الزّورق والسّارى (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة الذّاريات : (فَالْجارِياتِ يُسْراً)(٩) ، وقوله تعالى : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ)(١٠) ؛ ونحوه.

* * *

__________________

(١) فى ل : «الجار بمعنى الأمن».

(٢) الآية رقم ٦.

(٣) الآية رقم ٨٨.

(٤) فى ل. «بمعنى يتضرعون. وقيل يجزعون». وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٤٩): «أى يرفعون أصواتهم بالدعاء» وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٨): «أى : يضجون ويستغيثون بالله» ونحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٩٩) وفى (أساس البلاغة ـ مادة : ج. أ. ر): «جأر الداعى إلى الله : ضج ورفع صوته».

(٥) الآية رقم ٦٤ ، ٦٥.

(٦) سورة النساء / ٣٦ ؛ ونحوه كما فى سورة الأنفال / ٤٨.

(٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) فى ل «الجارى : السارى» وفى م : «الجار : السائر».

(٩) الآية ٣. «أى السفن تجرى فى الماء جريا سهلا» : (تفسير القرطبى ١٧ : ٣١) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٠) ونحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى ٢ : ٢٨٥)

(١٠) سورة الرحمن / ٢٤ ؛ ونحوه كما فى سورة الشورى / ٣٢ ؛ وسورة الحاقة / ١١.

٢٢٣

تفسير الجبال على ثلاثة أوجه

البرد* الجبال : أربعة أجبل (١) * الجبال : هى الجبال كلّها (٢) *

فوجه منها ؛ الجبال بمعنى : البرد ؛ قوله تعالى فى سورة النّور : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ)(٣) يعنى : مجتمع البرد (٤) فى الهواء كالجبال.

والوجه الثّانى ؛ الجبال : أربعة أجبل ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً)(٥) يعنى : أربعة أجبل.

والوجه الثّالث ؛ الجبال كلّها (٦). قوله تعالى : (وَالْجِبالَ أَوْتاداً)(٧) ؛ «(٨) وكقوله تعالى : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً* وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً)(٩)(١٠)» ؛ ونحوه (١١) : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ)(١٢).

* * *

__________________

(١) «الجبل معروف ، والجمع : جبال ، وأجبل على قلة» (اللسان ـ مادة : ج. ب. ل).

(٢) فى ل : «الجبال بعينها» وفى م : «الجبال كلها بعينه».

(٣) الآية ٤٣.

(٤) «البرد ـ بفتحتين : شىء ينزل من السحاب يشبه الحصى ، ويسمى حبّ الغمام ، وحب المزن» (القاموس المحيط ـ مادة : ب. ر. د) وفى (غرائب القرآن للنيسابورى ـ بهامش تفسير الطبرى ١٨ : ١٠٣): «معنى البرد : هو بخار يجمد بعد ما استحال قطرات ماء».

(٥) الآية ٢٦٠.

(٦) فى ل : «الجبال بعينها».

(٧) سورة النبأ / ٧.

(٨) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) سورة الطور / ٩ ، ١٠.

(١٠) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١١) فى م : «ونحوه كثير». كما فى سورة الأعراف / ٧٤ ، ١٧١ ؛ وسورة هود / ٤٢ ؛ وسورة الرعد / ٣ ؛ وسورة ابراهيم / ٤٦ ؛ وسورة الحجر / ٨٢ ؛ وسورة النحل / ٦٨ ، ٨١.

(١٢) سورة الكهف / ٤٧.

٢٢٤

تفسير جذوة (١) على ثلاثة أوجه

«(٢) قطعة من النّار* المنقوص والمقطوع* الكسر* (٣)»

فوجه منها ؛ جذوة : قطعة (٤) من النّار ؛ كقوله تعالى فى سورة القصص : (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ)(٥) : أى قطعة من النّار.

والوجه الثّانى ؛ الجذوة : النّقصان والقطع ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)(٦) يعنى : «غير» (٧) منقوص ، ولا مقطوع (٨).

والوجه الثّالث ؛ الجذّ (٩) : الكسر ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ)(١٠) أى كسرا (١١)

__________________

(١) فى ل وم : «الجذوة».

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم. وفى م : «النقصان» مكان «المنقوص والمقطوع».

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم. وفى م : «النقصان» مكان «المنقوص والمقطوع».

(٤) فى ل : «الجذوة : القطعة».

(٥) الآية رقم ٢٩. فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٠٢): «جذوة ـ بفتح الجيم ، وكسرها ، وضمها : من النّار : قطعة غليظة من الحطب فيها نار لا لهب لها.» ونحوه فى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ١٠٢) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٣٢) و (تفسير الطبرى ٢٠ : ٧٠) و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٨١) وفى (أساس البلاغة ـ مادة : ج. ذ. و): «أتى بجذوة من نار ، وهى عود فى رأسه نار».

(٦) الآية رقم ١٠٨.

(٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) «يقال : جذذت الشىء ، وجددت أى : قطعت» : (اللسان ـ مادة ج. ذ. ذ) و (غريب القرآن للسجستانى : ٢٧٩) ونحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٠).

(٩) فى ل : «الجذوة».

(١٠) الآية رقم ٥٨.

(١١) فى ل : «كسّرهم». فى (تفسير القرطبى ١١ : ٢٩٧) : وقرأ الكسائى والأعمش وابن محيصن» «جذاذا» ـ بكسر الجيم ـ أى ، كسرا وقطعا جمع جذيذ وهو الهشيم ، مثل خفيف وخفاف ... قال الشاعر :

جذّذ الأصنام فى محرابها

ذاك فى الله العلى المقتدر

وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٦): «أى : فتاتا ، وكل شىء كسرته ، فقد جذذته ؛ ومنه قيل للسويق : جذيذ» ونحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ١٠٠) و (اللسان ـ مادة : ج. ذ. ذ).

٢٢٥

تفسير الجناح على وجهين

الجناح : الجانب* الجناح بعينه*

فوجه منهما ؛ الجناح يعنى : الجانب ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ :) أى ألن (١) جناحك. (لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجر : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)(٣).

والوجه الثّانى ؛ الجناح بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة فاطر (٥) : (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ)(٦) يعنى به : الرّيش.

* * *

__________________

(١) فى ص : «لين» والإثبات عن م.

(٢) الآية ٢١٥.

(٣) الآية ٨٨ (تفسير القرطبى ١٠ : ٥٧) وفى (أساس البلاغة ـ مادة : خ. ف. ض) «خفض له جناحه : تواضع له».

(٤) الآية ٣٨.

(٥) فى ص وم : «الملائكة» والإثبات عن ل ؛ وهما مسميا السورة.

(٦) الآية الأولى.

٢٢٦

تفسير الجميل على وجهين

«(١) الجميل : الّذى لا شكوى فيه* الجميل : الحسن (٢)».

فوجه منهما ؛ الجميل : «الصّبر» (٣) الّذى ليس فيه شكوى ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(٤) يعنى : لا شكوى فيه (٥) ؛ مثلها فيها (٦) ، ونظيرها فى سورة سأل سائل : (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً)(٧).

والوجه الثّانى ؛ الجميل : الحسن ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً)(٨) : أى حسنا على موجب الشّرع ، وأمثاله (٩).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٣) سقط من ص وم ، والإثبات عن ل ، وفى ل : «الذى لا شكوى فيه» فيما يلى.

(٤) الآية رقم ١٨.

(٥) فى م : «لا شكوى فيها».

(٦) سورة يوسف / ٨٣

(٧) الآية رقم ٥ وتسمى سورة المعارج (الإتقان للسيوطى ١ : ٦٨).

(٨) الآية رقم ٤٩.

(٩) (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٩٢) «أى من غير ضرار ولا منع واجب» وفى (تنوير المقباس : ٢٦٢) «أى : طلقوهن طلاقا حسنا بغير أذى».

٢٢٧

تفسير جعلوا (١) على وجهين

وصفوا* فعلوا*

فوجه منهما ، جعلوا يعنى : وصفوا الله عزوجل ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ)(٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّحل : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ)(٤) ؛ وأمثالها كثيرة (٥).

والوجه الثّانى ؛ جعلوا يعنى : فعلوا ؛ كقوله تعالى فى سورة يونس : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً)(٦) أى : فعلتم.

* * *

__________________

(١) فى ل : «جعل».

(٢) الآية المائة. «والمعنى : أنهم أشركوهم فى عبادته ؛ لأنهم أطاعوهم كما يطاع الله» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٤٨) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٥٧) يعنى الزنادقة ، جعلوا إبليس يخلق الشر ، والله يخلق الخير» ومثله فى (تنوير المقباس : ٩٢).

(٣) الآية ١٩. «والمراد بقوله : جعلوا : أى حكموا به» (الفخر الرازى ٧ : ٤١٩).

(٤) الآية ٥٧.

(٥) كما فى سورة الأنعام / ١٣٦ ؛ وسورة الرعد / ١٦ ، ٢٣ ؛ وسورة إبراهيم / ٣٠ ؛ وسورة الصافات / ١٥٨ ؛ وسورة الزخرف / ١٥.

(٦) الآية ٥٩.

٢٢٨

تفسير جعل على ثلاثة أوجه

«(١) قال* خلق* سمّى* (٢)»

فوجه منها ؛ جعل يعنى : قال ، قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)(٣) يعنى : إنّا قلناه قرآنا عربيّا (٤) ؛ وأمثاله كثير فى القرآن (٥).

والوجه الثّانى ؛ جعل : أى خلق ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ)(٦) : أى وخلق الظّلمات والنّور ، وأمثالها (٧).

والوجه الثّالث ؛ جعلناكم : «سمّيناكم» (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)(٩) : أى سمّيناكم ؛ ونحوه كثير (١٠).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل. وفى م : «القول. الخلق. الاسم».

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن ل. وفى م : «القول. الخلق. الاسم».

(٣) الآية ٣.

(٤) فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) «أى بيناه لحلاله وحرامه».

(٥) كما فى سورة إبراهيم / ٣٠ ؛ وسورة فصلت / ٩ ؛ وسورة الزخرف / ١٩ ؛ على ما فى (توجيه القرآن للمقرئ. الورقة : ٢٥٤).

(٦) الآية الاولى.

(٧) كما فى سورة فصلت / ١٠ ؛ وهو قوله تعالى : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها) أى : خلق ؛ وسورة الفرقان / ٦٢ ؛ قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) أى : خلق الليل والنهار (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٤).

(٨) سقط من ص والإثبات عن م ، وفى ل : «جعل بمعنى : سمى».

(٩) الآية ١٤٣.

(١٠) كما فى سورة يونس / ١٤ ؛ وسورة الحجرات / ١٣.

٢٢٩

تفسير الجبّار على أربعة أوجه

القهّار* القتّال* الطّويل «والقوّة» (١) * المتكبّر*

فوجه منها ؛ «الجبّار بمعنى» (٢) : القهّار ؛ قوله تعالى فى سورة الحشر : (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ)(٣) : القهّار هو الله عزوجل ، يعنى : القهّار لخلقه لما أراد (٤) ؛ وقال تعالى للنّبىّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ)(٥) يعنى : بقهّار مسلّط ؛ فتقهرهم على الإسلام.

والوجه الثّانى ؛ الجبّار يعنى : القتّال فى غير حقّ ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)(٦) يقول : إذا أخذتم أخذتم «جبّارين» (٧) : قتّالين ، كفعل الجبابرة ؛ وقوله تعالى فى سورة القصص ـ «لموسى» (٨) ـ : (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ)(٩) يعنى : قتّالا ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(١٠) يعنى : قتّالا فى غير حقّ.

__________________

(١) سقط من ص والإثبات عن ل. وفى ل : «الطول».

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية رقم ٢٣.

(٤) فى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٦) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٨٩): «القاهر الذى جبر خلقه على ما أراد ، أى أجبره» ونحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧).

(٥) سورة ق / ٤٥

(٦) الآية رقم ١٣٠.

(٧) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٨) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(٩) الآية ١٩. انظر (توجيه القرآن للمقرئ. الورقة : ٢٥٧).

(١٠) الآية ٣٥.

٢٣٠

والوجه الثّالث ؛ الجبّار : فى الطول والعظم والقوّة ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ)(١) يعنون : فى الطّول والقوّة.

والوجه الرّابع ؛ الجبّار هو : المتكبّر : قوله تعالى فى سورة مريم ـ ليحيى بن زكريّا ـ : (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً)(٢) ؛ وكقوله تعالى ـ فى ذكر عيسى عليه‌السلام ـ : (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً)(٣) يعنى : متكبّرا (٤).

* * *

تفسير الجدال على ثلاثة أوجه

الخصومة* المراء* الدّعاء*

فوجه منها ؛ الجدال : الخصومة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ)(٥) يعنى : وهم يخاصمون فى الله ؛ وقال تعالى فى سورة هود ـ لإبراهيم ـ : (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ)(٦) يعنى : يخاصمنا ؛ وقال تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (وَجادَلُوا بِالْباطِلِ)(٧) يعنى : وخاصموا بالباطل ؛ وقال تعالى فى سورة الحجّ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)(٨) : يخاصم «فى الله» (٩).

__________________

(١) الآية ٢٢.

(٢) الآية ١٤. «أى لم يكن متكبرا على عباد الله» : (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧).

(٣) سورة مريم / ٣٢.

(٤) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٦) و (الفخر الرازى ٥ : ٥٥٥) و (تفسير القرطبى ١١ : ١٠٣).

(٥) الآية ١٣. «يعنى : هؤلاء الكفار مع ظهور هذه الدلائل يجادلون فى الله» (الفخر الرازى ٥ : ١٩٧) وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٩٨) «يعنى : جدال اليهودى حين سأل عن الله تعالى : من أى شىء هو؟ قاله مجاهد».

(٦) الآية ٧٤.

(٧) الآية ٥ وتسمى سورة غافر.

(٨) الآيتان ٣ ، ٨ ؛ وسورة لقمان / ٢٠.

(٩) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

٢٣١

والوجه الثّانى ؛ الجدال : المراء ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ)(١) يعنى : ولا مراء فى الحجّ ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا)(٢) يقول : ماريتنا فأكثرت مراءنا ؛ وقال تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ)(٣) يعنى : يمارى ؛ ونحوه كثير (٤).

و «(٥) الوجه الثّالث ؛ الجدال : الدّعاء (٦)» ؛ [قوله تعالى فى سورة النّحل : (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(٧)].

* * *

تفسير الجهاد على ثلاثة أوجه

الجهاد بالقول* والقتال بالسّلاح* والجهاد بالعمل*

فوجه منها ؛ الجهاد بالقول (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة الفرقان : (وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً)(٩) يعنى : بالقول جهادا كبيرا ؛ وكقوله تعالى فى سورة التّوبة : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ)(١٠) : وجاهد المنافقين بالقول ؛ مثلها فى سورة التّحريم (١١).

__________________

(١) الآية ١٩٧.

(٢) الآية ٣٢.

(٣) الآية ٤ وتسمى سورة غافر.

(٤) كما فى سورة غافر / ٣٥ ، ٥٦ ، ٦٩ وسورة الشورى / ٣٥.

(٥) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن هامش ل.

(٦) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن هامش ل.

(٧) الآية رقم ١٢٥. وما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٨) فى ل : «الجهاد : بالقول» وفى م : «الجهاد يعنى ...».

(٩) الآية ٥٢.

(١٠) الآية ٧٣.

(١١) كما فى الآية ٩.

٢٣٢

والوجه الثّانى ؛ الجهاد بالسّلاح ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ)(١) يعنى : الّذين يقاتلون / فى سبيل الله بالسّلاح ؛ وكقوله تعالى : (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً)(٢) ؛ مثلها فى سورة الصّفّ : (وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(٣) ؛ ونحوه كثير (٤).

والوجه الثّالث ؛ الجهاد : العمل ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة العنكبوت : (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ)(٥) يعنى : ومن يعمل الخير فإنّما يعمل لنفسه ؛ أى : له نفع ذلك ؛ وقال تعالى فى سورة العنكبوت : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ)(٦) ؛ مثلها فى سورة الحجّ : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ)(٧) «(٨) يعنى : واعملوا لله سبحانه (٩)».

* * *

تفسير الجحيم على وجهين

«(١٠) الأتّون الذى بناه نمرود لإبراهيم* النّار التى وعدها الله تعالى الكافرين (١١)» *

فوجه منهما ؛ الجحيم : الأتّون فى الدّنيا الّذى بناه نمرود ـ لعنه الله ـ لإبراهيم عليه‌السلام ؛ قوله تعالى : (قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)(١٢) يعنى : فى الأتّون (١٣).

__________________

(١) الآية ٩٥.

(٢) سورة النساء / ٩٥.

(٣) الآية ١١.

(٤) كما فى سورة البقرة / ٢١٨ ؛ وسورة الأنفال / ٧٢ ، ٧٤ ، ٧٥ ؛ وسورة التوبة / ٢٠ ، ٨٨.

(٥) الآية ٦.

(٦) الآية ٦٩.

(٧) الآية ٧٨.

(٨) فى ص هكذا : «كقوله اعملوا ...» والإثبات عن ل وم.

(٩) فى ص هكذا : «كقوله اعملوا ...» والإثبات عن ل وم.

(١٠) (٩ ـ ٩) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(١١) (٩ ـ ٩) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(١٢) سورة الصافات / ٩٧

(١٣) انظر فيما سبق معنى «الأتون» فى صفحة (١٦٧) وتعليق رقم (٤) من هذا الكتاب.

٢٣٣

والوجه الثّانى ؛ الجحيم : النّار التى وعدها الله تعالى للكافرين ؛ قوله سبحانه : (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)(١) ؛ ونظائرها كثيرة (٢).

* * *

تفسير الجنود على خمسة أوجه

الملائكة* الرّسل* الذّرّية* الجموع* النّاصر* (٣)

فوجه منها ؛ الجنود : هم الملائكة ؛ قوله تعالى : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)(٤) يعنى : ملائكة ربّك الزّبانية إلّا هو.

والوجه الثّانى ؛ الجند : الرّسل والمؤمنون ؛ قوله تعالى فى سورة «والصّافّات» : (وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ)(٥) يعنى : رسلنا والمؤمنين هم الغالبون بالحجّة.

والوجه الثّالث ؛ الجنود يعنى : الذّريّة ؛ قوله تعالى فى سورة الشّعراء : (وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ)(٦) يعنى : ذريّة إبليس ؛ وهم الشّياطين.

والوجه الرّابع ؛ الجنود : الجموع ؛ قوله تعالى فى سورة النّمل : (فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها)(٧) يعنى : بجموع (٨) لا طاقة لهم بها ؛ وكقوله تعالى فى سورة

__________________

(١) سورة الانفطار / ١٤.

(٢) كما فى سورة البقرة / ١١٩ ؛ وسورة المائدة / ١٠ ، ٨٦ ؛ وسورة التوبة / ١١٣ ؛ وسورة الشعراء / ٩١ ؛ وسورة الصافات / ٢٣ ، ٥٥ ، ٦٤ ، ٦٨ ، ١٦٣.

(٣) فى ل : «... ذرية إبليس. الجموع. النصار».

(٤) سورة المدثر / ٣١.

(٥) الآية ١٧٣.

(٦) الآية ٩٥.

(٧) الآية ٣٧.

(٨) فى ل : «يعنى : الجموع» ، وفى م : «جموعا».

٢٣٤

البروج : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ)(١) يعنى : الجموع (٢) ؛ مثلها فى سورة القصص : (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما)(٣) : أى جموعهما.

والوجه الخامس ؛ الجند : النّاصر (٤) قوله تعالى فى سورة مريم : (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً)(٥) أى : ناصرا (٦).

* * *

__________________

(١) الآية ١٧.

(٢) كما فى (تفسير القرطبى ٢٠ : ٢٩٥) و (تنوير المقباس : ٣٨٦).

(٣) الآية ٨.

(٤) فى ل : «النصار».

(٥) الآية ٧٥.

(٦) فى ل : «يعنى : نصارا».

٢٣٥

تفسير الجيب على وجهين /

الصّدر* الإبط*

فوجه منهما ؛ الجيب بمعنى : الصّدر ؛ قوله تعالى فى سورة النّور : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ)(١) يعنى : على صدورهنّ (٢).

والوجه الثّانى ؛ الجيب الإبط ؛ قوله تعالى فى سورة النّمل ، وسورة القصص : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ)(٣) : أى فى إبطك (٤).

* * *

تفسير الجنب على ستّة أوجه

الطاعة* السّفر* القلب* البعد* الجنب* بعينه* الجهة*

فوجه منها ؛ الجنب «بمعنى» (٥) : الطّاعة ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)(٦) : أى فى طاعة الله.

__________________

(١) الآية ٣١.

(٢) «جيوبهن : جمع جيب وهو القلب والصدر ، يقال : هو نقىّ الجيب أى القلب. والجيب أيضا طوق القميص ، فيكون معناه : ويسترن أعناقهن بغطاء رأسهن» (محمد فريد وجدى ـ المصحف المفسر : ٤٦١) وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٨٠) «كانت جيوبهن واسعة تبدو منها نحورهنّ وصدورهنّ ، وما حواليها ، وكنّ يسدلن الخمر من ورائهنّ ، فتبقى مكشوفة ، فأمرن بأن يسدلنها حتى يغطينها».

(٣) سورة النمل / ١٢ ؛ وأما النص القرآنى لسورة القصص كما فى الآية ٣٢ فهو (اسلك يدك فى جيبك).

(٤) لأنه كانه عليه مدرعة صوف لا كم لها. وقيل : الجيب : القميص ؛ لأنه يجاب أى يقطع» (تفسير أبى السعود ـ بهامش تفسير الرازى : ٣٠٧).

(٥) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٦) الآية ٥٦.

٢٣٦

والوجه الثّانى ؛ الجنب : السّفر ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)(١) : الرّفيق فى السّفر ، وقيل : المرأة فى البيت. (٢)

والوجه الثّالث ؛ الجانب : القلب ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَنَأى بِجانِبِهِ)(٣). أى : تباعد بقلبه عن الإيمان. (٤)

والوجه الرّابع ؛ الجنب : البعد ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ)(٥) يعنى : عن بعد ؛ وقوله تعالى : (وَالْجارِ الْجُنُبِ)(٦). ومنه الجنابة.

والوجه الخامس ؛ الجنب : هو الجنب بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة «تنزيل السّجدة» : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ)(٧) يعنى : الجنوب بعينها ، ويقال لها : الخدود (٨).

والوجه السّادس ؛ الجانب : الجهة ؛ قوله تعالى : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِ)(٩) ، و (بِجانِبِ الطُّورِ)(١٠) أى : بجهة.

* * *

__________________

(١) الآية ٣٦.

(٢) أى الزوجة. وقال الطبرى : «إن المراد : الصاحب إلى الجنب ؛ ليشمل الرفيق فى السفر ، والمرأة ، والمنقطع إلى الرجل الذى يلازمه رجاء نفعه» (تفسير الطبرى ٨ : ٣٤٤) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٥ : ١٨٨ ، ١٨٩) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٧٣) ، و (غريب القرآن للسجستانى : ٩٦).

(٣) الآية ٨٣ وتسمى سورة الإسراء ؛ وكذا فى سورة فصلت / ٥١.

(٤) كما جاء بنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٣١٥) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٢١) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٦٤٢).

(٥) الآية رقم ١١.

(٦) سورة النساء / ٣٦ ، «جار جنب ؛ وهو الذى جاورك من قوم آخرين ، ليس من أهل الدار ولا من أهل النسب» (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : ج. ن. ب) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٥ ، ٩٦) «أى الغريب» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٦٤٢) وفى (تفسير القرطبى ٥ : ١٨٣) «الجنابة : البعد» وكذا فى (اللسان ـ مادة : ج. ن. ب).

(٧) الآية ١٦. «أى : ترتفع وتنبو عن الفرش» : (غريب القرآن للسجستانى ٨٠) ومثله فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٧٨) و (تفسير القرطبى ١٤ : ١٩).

(٨) فى ل : «إنها الخدود»

(٩) سورة القصص / ٤٤.

(١٠) سورة القصص / ٤٦. ونحوه كما فى سورة مريم / ٥٢ ؛ وسورة طه / ٨٠ ؛ وسورة القصص / ٢٩.

٢٣٧

تفسير الجسد على وجهين

«(١) المجسّد : المصوّر* الجسد بعينه* (٢)»

فوجه منهما (٣) ؛ الجسد : المجسّد المصوّر ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ)(٤) أى مجسّدا (٥) مصوّرا ؛ وقوله تعالى : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً)(٦).

والوجه الثّانى ؛ الجسد بعينه ؛ قوله تعالى : (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً)(٧) يعنى : شيطانا. وقيل : كلّ ولده ميّت (٨).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم.

(٣) هذا الوجه جاء ترتيبه فى ل : الثانى. والوجه الثانى هنا جاء ترتيبه فى ل الأول.

(٤) الآية رقم ١٤٨.

(٥) فى ل وم : «جسدا». وفى (اللسان ـ مادة : ج. س. د) «قال بعضهم : أحمر من ذهب. وقال أبو إسحاق فى تفسير الآية الجسد : هو الذى لا يعقل ولا يميز إنما معنى الجسد معنى الجثة فقط».

(٦) سورة الأنبياء / ٨. «الضمير فى «جعلناهم» للأنبياء ؛ أى لم نجعل الرسل قبلك خارجين عن طباع البشر ، لا يحتاجون إلى طعام وشراب» (تفسير القرطبى ١١ : ٣٧٢) وبنحوه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٤) و (اللسان ـ مادة : ج. س. د).

(٧) سورة ص / ٣٤.

(٨) فى ل : «شيطانا وكل ميت». المعنى الأول استبعده أهل العلم والتحقيق. ويقصد بهذا القول الأخير ، ما ذكره أهل التحقيق : «إن فتنة سليمان إنه ولد له ابن ، فقالت الشياطين : إن عاش صار مسلطا علينا مثل أبيه ، فسبيلنا أن نقتله ، فعلم سليمان ذلك فكان يربّيه فى السحاب ، فبينما هو مشتغل بمهماته إذا ألقى ذلك الولد ميتا على كرسيه ، فتنبه على خطئه فى أنه لم يتوكل على الله ، فاستغفر ربه وأناب. ومعنى آخر : روى عن النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال ؛ «قال سليمان : لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة ؛ كل واحدة تأتى بفارس يجاهد فى سبيل الله ؛ ولم يقل إن شاء الله ؛ فطاف عليهن ، فلم تحمل إلّا امرأة واحدة ، جاءت بشقّ رجل ، تجىء به على كرسيه ، فوضع فى حجره ، فو الذى نفسى بيده ، لو قال : إن شاء الله لجاهدوا كلهم فرسانا أجمعون ، فذلك قوله ولقد فتنا سليمان» وأقوال أخرى فى معنى ذلك ذكرت فى (الفخر الرازى ٧ : ١٩٤ ـ ١٩٥) و (تفسير الطبرى ٢٣ : ١٥٨) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٥٢) و (البحر المحيط ٧ : ٣٩٧).

٢٣٨

تفسير الجمال على ثلاثة أوجه

الإبل* الجمال : الحسن* حبل السّفن : هو القلس (١) *

فوجه منها ؛ «(٢) الجمال ـ بالكسر (٣)» ـ : الإبل ؛ قوله تعالى : (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ)(٤).

والوجه الثّانى ؛ «(٥) الجمال ـ بالفتح (٦)» ـ : الزّينة ؛ قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ)(٧) : أى زينة.

والوجه الثّالث ؛ «(٨) جمالة ؛ أى كشرع عليها القلوس ؛ قوله تعالى» (٩) : (جِمالَتٌ صُفْرٌ)(١٠) ـ على قولين ـ : عليه القلوس (١١).

* * *

__________________

(١) فى ل : «الإبل. الزينة ، وهو بالفتح ـ شرع عليها القلوس».

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٤) سورة الأعراف / ٤٠. «أى : يدخل البعير فى ثقب الإبرة» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٧٦).

(٥) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٦) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) سورة النحل / ٦.

(٨) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٠) سورة المرسلات / ٣٣.

(١١) فى ل : «أى كأنه شرع عليه القلوس» وفى م : «على فراش عليه القلوس». و «القلوس : جمع قلس ؛ حبل ضخم من ليف أو خوص أو غيرهما» (اللسان ـ مادة : ق. ل. س). «قال ابن عباس : الجمالات الصفر : حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال.»

٢٣٩

تفسير الجناح على وجهين

الحرج* الإثم*

فوجه منهما ؛ الجناح : الحرج ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ)(١) : لا حرج ـ على الخطاب ؛ مثلها فيها : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ)(٢) : أى لا حرج ؛ وكقوله تعالى : (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ)(٣) : أى لا حرج عليكم.

والوجه الثّانى ؛ الجناح بمعنى : المأثم (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الأحزاب : (لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ ...)(٥) ـ الآية ، : أى لا مأثم عليهنّ.

* * *

تفسير الجديد على وجهين

«(٦) الجديد بعينه* الطّرق* (٧)»

فوجه منهما ؛ الجديد بعينه ؛ قوله سبحانه : (أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ)(٨) : أى نستجدّ بعد الموت؟! ؛ مثلها فى سورة الرّعد (٩) ، ونحوه كثير (١٠).

__________________

(١) الآية ٢٣٦.

(٢) سورة البقرة / ١٩٨.

(٣) سورة البقرة / ٢٣٤.

(٤) فى ل : «الإثم».

(٥) الآية ٥٥.

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٨) سورة السجدة / ١٠.

(٩) الآية ٥.

(١٠) كما فى سورة إبراهيم / ١٩ ؛ وسورة سبأ / ٧ ؛ وسورة فاطر / ١٦ ؛ وسورة ق / ١٥.

٢٤٠