الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

تفسير التّسخير على أربعة أوجه

التّذليل* التّسليط* الاستهزاء* الاستخدام*

فوجه منها : المسخّر : المذلّل (١) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ)(٢) يعنى : المذلّل ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّحل : (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ)(٣) أى : ذلّله لكم ؛ مثلها فى سورة إبراهيم : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ)(٤) ؛ ومثلها فى سورة الجاثية : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)(٥).

والوجه الثّانى ؛ التّسخير : التّسليط ؛ قوله تعالى فى سورة الحاقّة : (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ* سَخَّرَها عَلَيْهِمْ) : سلّطها عليهم ، (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً)(٦).

__________________

(١) فى ل وم : «التسخير بمعنى : التذليل».

(٢) الآية رقم ١٦٤.

(٣) الآية رقم ١٤.

(٤) الآية رقم ٣٢ ، ٣٣.

(٥) الآية رقم ١٣. وانظر (غريب القرآن للسجستانى : ١٧٤) و (تنوير المقباس : ٣١٠).

(٦) الآية رقم ٧. (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤١٩) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ١٩ : ٥٠) و (تفسير القرطبى ١٨ : ٢٥٩).

٢٠١

والوجه الثّالث ؛ السّاخر : المستهزئ ؛ قوله تعالى فى سورة الزّمر : (وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)(١) يعنى : المستهزئين ؛ مثلها فى سورة البقرة : (وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٢) ؛ ومثلها فى سورة الحجرات : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ)(٣).

والوجه الرّابع : «سخريّا» : أى خدم / وعبيد (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا)(٥) أى : خدما وعبيدا. وسخرنى ، وسخّرنى بمعنى واحد.

* * *

__________________

(١) الآية رقم ٥٦.

(٢) الآية رقم ٢١٢.

(٣) الآية رقم ١١.

(٤) فى ل : «التسخير بمعنى : الاستخدام».

(٥) الآية رقم ٣٢. وفى (اللسان ـ مادة : س. خ. ر) «سخريا» ـ بكسر السين ، من الهزء ... و «سخريا» ـ بالضم ـ ، من السخرة ، وهو أن يضطهد ويكلف عملا بلا أجرة» ، وفى (غريب القرآن للسجستانى : ١٨٧) «أى ليستخدم بعضهم بعضا» ، ومثله فى (تنوير المقباس : ٣٠٥) ، وفى (تفسير القرطبى ١٦ : ٨٣) «أى خولا وخداما ، يسخر الأغنياء الفقراء ، فيكون بعضهم سببا لمعاش بعض ، قاله ابن زيد والسدى».

٢٠٢

تفسير التّفصيل على وجهين

البيان* البينونة*

فوجه منهما ؛ التّفصيل يعنى : «البيان» (١) ؛ كقوله تعالى فى سورة يوسف : (ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ)(٢) يعنى : بيان كلّ شىء ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأعراف : (بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ)(٣) يعنى : بينّاه على علم ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ)(٤) أى : بيّنت ؛ مثلها فى سورة «حم السّجدة» : (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ)(٥) ؛ وقال تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً)(٦) يعنى : بيّنّاه تبيينا (٧) ؛ وقال تعالى فى سورة الأنعام : (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً)(٨) يعنى : مبيّنا.

والوجه الثّانى ؛ التّفصيل : البينونة (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (آياتٍ

__________________

(١) فى ص : «بيان» وما أثبت عن ل وم ، و (اللسان ـ مادة : ف. ص. ل).

(٢) الآية رقم ١١١.

(٣) الآية رقم ٥٢.

(٤) الآية الأولى.

(٥) الآية رقم ٣ ، وتسمى سورة فصلت.

(٦) الآية رقم ١٢ ، وتسمى سورة الإسراء.

(٧) فى ص : «بيناه تفصيلا يعنى بيانا» وفى ل : «بيانا» وما أثبتّ عن م و (تنوير المقباس : ١٧٧).

(٨) الآية رقم ١١٤.

(٩) وفى (اللسان ـ مادة : ف. ص. ل) «التفصيل : التبيين».

٢٠٣

مُفَصَّلاتٍ)(١) يعنى : مبيّنات بعضها من بعض (٢) ؛ يعنى : بين كلّ عذابين شهر : «(٣) وهذا كان فى حقّ بنى إسرائيل وموسى عليه‌السلام» (٤) ؛ وقال تعالى فى سورة يوسف : (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ)(٥) يعنى : بانت (٦) فرقته من مصر ؛ وقال تعالى فى سورة المرسلات : (لِيَوْمِ الْفَصْلِ) يعنى : يوم يبين (٧) الخلائق (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ)(٨) ؛ وكقوله تعالى : (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ)(٩) يعنى : يوم بيان بين الخلق ، فيقضى بينهم : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)(١٠).

* * *

__________________

(١) الآية رقم ١٣٣.

(٢) فى ل : «بينات بعضهم ...» ، وفى م : «مبينات يعنى : بين كل شىء». فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٧١) «أى بين الآية والآية فصل ومدّة» ، وفى (اللسان ـ مادة : ف. ص. ل) «بين كل آيتين فصل تمضى هذه وتأتى هذه بين كل آيتين مهلة. وقيل : مفصلات : مبينات» وبنحوه فى (تنوير المقباس : ١٠٧) ، وانظر : (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى ١ : ٢٠٩) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٧٨) و (تفسير القرطبى ٧ : ٢٧١).

(٣) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل.

(٤) (٣ ـ ٣) سقط من ص والإثبات عن ل.

(٥) الآية رقم ٩٤.

(٦) فى ص : «أبانت» والإثبات عن ل وم. وفى (اللسان ـ مادة : ف. ص. ل) «خرجت» ، وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٥٩) «... منطلقة من مصر إلى الشام» وفى (تنوير المقباس : ١٥٣) «... من العريش ، وهى قرية بين مصر وكنعان».

(٧) بان الحى بينا وبينونة : ظعنوا وبعدوا. وتباينوا تباينا : إذا كانوا جميعا فافترقوا : (اللسان ـ مادة : ب. ى. ن) وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٤٦) و (تفسير القرطبى ١٩ : ٥٦) «يوم يفصل فيه بين الخلائق».

(٨) الآيتان رقم ١٣ ، ١٤.

(٩) سورة المرسلات / ٣٨.

(١٠) سورة الشورى / ٧.

٢٠٤

باب الثّاء

الثّياب* الثّواب* الثّبات* الثّمرات* ثقال* ثمّ* ثقف* الثّانى ـ المثانى الثّنى* الثّرى*

٢٠٥

تفسير الثّياب على أربعة أوجه

القلب* القميص من النّار* الرّداء* الثّياب بعينه (١) *

فوجه منها ؛ الثّياب يعنى : القلب ؛ قوله تعالى فى سورة المدّثّر : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ)(٢) يعنى : قلبك من الخيانة ، وأصلح نفسك ، وليس الثّياب الّتى يلبسها (٣) ، وهذا قول مجاهد (٤). وقال قتادة : كانت العرب تقول : هو نقىّ الثّياب ، أى لم يتدنّس بالمعاصى (٥) ، كما قيل :

فشككت / بالرّمح الطّويل ثيابه (٦)

__________________

(١) فى ل : «بعينها».

(٢) الآية رقم ٤.

(٣) فى ل : «تلبس».

(٤) (تفسير الطبرى ٢٩ : ١٤٦) وابن زيد ـ أيضا ـ فى (تفسير القرطبى ١٩ : ٦١).

(٥) وكذا ابن عباس بنحوه مطولا (تفسير الطبرى ٢٩ : ١٤٥) ، وهو فى (تفسير القرطبى ٩ : ٦١) على أقوال ثمانية : الأول ، أن المراد بالثياب : العمل : الثانى : القلب. الثالث : النفس. الرابع : الجسم. الخامس : الأهل. السادس : الخلق. السابع : الدين. الثامن : الثياب الملبوسات على الظاهر».

(٦) فى ص : «... الثابت» ، والإثبات عن ل وم. هذا صدر بيت لعنترة بن شداد ، برواية : «الأصم ثيابه» وعجزه.

ليس الكريم على القنا بمحرّم

(المعلقات السبع ٣٤٧) و (اللسان ـ مادة : ش. ك. ك) و (تفسير القرطبى ١٩ : ٦٢) و (تفسير الفخر الرازى ٨ : ٢٤٦).

٢٠٦

والوجه الثّانى ، الثّياب يعنى به : القميص «من النّار» (١) ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ)(٢).

والوجه الثّالث ؛ الثّياب : الرّداء ، قوله تعالى فى سورة النّور : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ)(٣) يعنى : الرّداء عند الغريب (٤) «ومشاهدته لهنّ» (٥).

والوجه الرّابع ؛ الثّياب : الثّياب المعروف (٦) ؛ قوله تعالى : (ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ)(٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّور : (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ)(٨) ؛ ونحوه كثير.

* * *

__________________

(١) سقط من ص ، م والإثبات عن ل.

(٢) الآية ١٩.

(٣) الآية ٦٠.

(٤) فى م : «عند القريب»

(٥) سقط من ص ، م والإثبات عن ل.

(٦) فى ل : «الثياب بعينها».

(٧) سورة الإنسان / ٢١

(٨) الآية رقم ٥٨. ونحو هذا ؛ كما فى سورة الكهف / ٣١ ؛ وسورة هود / ٥ ؛ وسورة نوح / ٧.

٢٠٧

تفسير الثّواب على خمسة أوجه

الجزاء* الفتح والغنيمة* الوعد* الزّيادة (١) * المنفعة*

فوجه «منها» (٢) ؛ الثّواب بمعنى : الجزاء ، ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (خَيْرٌ ثَواباً)(٣) يعنى : جزاء ؛ وكقوله تعالى : (نِعْمَ الثَّوابُ)(٤) يعنى : نعم الجزاء ؛ ونحوه كثير (٥).

والوجه الثّانى ؛ الثّواب : الفتح والغنيمة «والرّاحة» (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا)(٧) أى : الفتح ، والغنيمة ، والرّاحة.

والوجه الثّالث ؛ الثّواب : الوعد ؛ قوله تعالى : (فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا) أى : فوعدهم الله بما قالوا : (جَنَّاتٍ)(٨).

__________________

(١) فى م : «زيادة».

(٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية رقم ٤٤. (تنوير المقباس : ١٨٦) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٢) «ثواب : أجر على العمل.»

(٤) سورة الكهف / ٣١.

(٥) كما فى سورة آل عمران / ١٩٥ ؛ وسورة مريم / ٧٦ ، وسورة الفتح / ١٨ ؛ وسورة المطففين / ٣٦.

(٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٧) الآية رقم ١٤٨.

(٨) سورة المائدة / ٨٥

٢٠٨

والوجه الرّابع ؛ الثّواب يعنى : الزّيادة ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ)(١) يعنى : فزادكم غمّا على غمّ ؛ يعنى : غمّ خالد بن الوليد بغمّ القتل والهزيمة (٢).

والوجه الخامس ؛ الثّواب : المنفعة ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ) يعنى : منفعة (الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ)(٣) يعنى : منفعة الدّنيا والآخرة ، وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها) : أى منفعة الدّنيا (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها)(٤) يعنى : منفعة الآخرة.

* * *

__________________

(١) الآية رقم ١٥٣.

(٢) فى (البحر المحيط ٣ : ٨٣): «قال ابن عباس ومقاتل : الغمّ الأول : هو ما أصابهم من الهزيمة والقتل ؛ والثانى : إشراف خالد بن الوليد بخيل المشركين عليهم» ، وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٤ : ٢٤٠).

(٣) الآية رقم ١٣٤.

(٤) الآية رقم ١٤٥.

٢٠٩

تفسير الثّبات على ستّة أوجه

البشارة* الثّابت (١) : شهادة لا إله إلّا الله / * التّلقين* الجماعات* الحبس (٢) * الثّبات بعينه*

فوجه منها ؛ الثّبات بمعنى : البشارة ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا)(٣) بمعنى : بشّروهم. ويقال : انصروهم (٤).

والوجه الثّانى ؛ الثّبات : «التّثبّت على» (٥) شهادة أن لا إله إلّا الله ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم ؛ (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) ((٦) يعنى : يلقّنهم أن لا إله إلّا الله محمّد رسول الله (٧)) (بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ)(٨) : شهادة أن لا إله إلّا الله.

والوجه الثّالث ؛ الثّبات بمعنى : التّلقين ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا)(٩) يعنى : يلقّنهم الشّهادة (١٠).

__________________

(١) فى ل : «الثبات على شهادة أن لا إله إلا الله».

(٢) فى ص : «الوفاق والحبس» والإثبات عن ل وم.

(٣) الآية رقم ١٢.

(٤) فى (تنوير المقباس : ١١٤): «بشروهم فى الحرب. ويقال : فبشروا الذين آمنوا بالنّصرة» وانظر (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٩٨) و (تفسير القرطبى ٧ : ٣٧٨).

(٥) سقط من ص ، والإثبات عن ل. وفى م : «يعنى : شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله».

(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص ، والإثبات عن م.

(٧) (٦ ـ ٦) سقط من ص ، والإثبات عن م.

(٨) الآية رقم ٢٧.

(٩) الآية رقم ٢٧.

(١٠) فى ل : «شهادة أن لا إله إلا الله»

٢١٠

والوجه الرّابع ؛ الثّبات بمعنى : الجماعات ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً)(١) يعنى : جماعات.

والوجه الخامس : ليثبتوك : ليحبسوك (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ)(٣) يعنى : ليحبسوك سجنا (٤).

والوجه السادس ؛ هو الثّبات بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ)(٥) يعنى : ويشتدّ الرّمل حتى تثبت أقدامهم ؛ ونحوه فى سورة الحجرات : (فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ)(٦).

* * *

__________________

(١) الآية رقم ٧١. «ثبات ؛ واحدتها ثبة. يريد جماعة بعد جماعة» (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ١٣٢) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٣٠) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٤) «أى : جماعات فى تفرقة ، أى حلقة كل جماعة منه ثبة» وانظر : (اللسان ـ مادة : ث. ب. ت).

(٢) فى ل وم : «الثبات بمعنى : الحبس».

(٣) الآية رقم ٣٠.

(٤) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٤٤) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٧٩) «... وكانوا أرادوا أن يحبسوه فى بيت ويسدّوا عليه بابه ، ويجعلوا له خرقا ؛ يدخل عليه منه طعامه وشرابه. أو يقتلوه بأجمعهم قتلة رجل واحد. أو ينفوه» وفى (أساس البلاغة ـ مادة : ث. ب. ت) «ومن المجاز : أثبتوه : حبسوه وضربوه حتى أثبتوه أى أثخنوه» وانظر : (تفسير الطبرى ٩ : ١٤٨)

(٥) الآية رقم ١١.

(٦) عامة قراء أهل المدينة بالثاء وذكر أنها فى مصحف عبد الله منقوطة بالثاء وقرأ بعض القراء (فتبينوا) بالباء ؛ بمعنى : أمهلوا حتى تعرفوا صحته ، لا تعجلوا بقبوله ، وكذلك معنى : «فتثبتوا» (تفسير الطبرى ٢٦ : ١٢٣) و «التثبت والتبين متقاربان ؛ وهما طلب الثبات والبيان والتعرف» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٤١).

٢١١

تفسير الثّمرات على أربعة أوجه

الثّمر مضموما : المال* الثمر : الفواكه (١) * الأولاد على قول بعض المفسرين* «رزق النّحل من» (٢) النّور والورد*

فوجه منها ؛ الثّمر مضموما : هو المال ؛ قوله تعالى : (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ)(٣) يعنى : المال.

والوجه الثانى «الثّمرات» (٤) : الفواكه بعينها ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً)(٥) يعنى : من فواكه النّخيل والأعناب (٦) ؛ وقوله تعالى : (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ)(٧) الآية ؛ ونحوه كثير (٨)

والوجه الثالث ؛ الثّمرات : الأولاد «الصّغار» (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ)(١٠) يقول : الأولاد الصّغار.

والوجه الرابع ؛ «(١١) الثّمرات يعنى : رزق النّحل من (١٢)» النّور والورد خاصّة ؛ «(١٣) قوله تعالى : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ)(١٤) / يعنى : النّور والورد خاصّة (١٥)»

__________________

(١) فى ل : «الفاكهة».

(٢) سقط من ص وم والاثبات عن ل.

(٣) الآية رقم ٣٤ من سورة الكهف. «ثمر : جمع ثمار ... ويقال : الثمر ـ بضم الثاء ـ : المال ، والثمر ـ بفتح الثاء ـ ؛ جمع ثمرة من أثمار المأكول» (غريب القرآن للسجستانى : ٩٤) وفى : (تفسير القرطبى ١٠ : ٤٠٣) «قرأ أبو عمرو : «وكان له ثمر» ـ بضم الثاء وإسكان الميم ـ ، وقرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبى إسحاق : «ثمر» ـ بفتح الثاء والميم ـ ؛ وقرأ الباقون : بضمهما فى الحرفين. قال ابن عباس : ذهب وفضة» وانظر : (أساس البلاغة ـ مادة : ث. م. ر)

(٤) سقط من ص والإثبات عن ل وم. ، وفى ل ـ أيضا ـ «... الفاكهة بمعنى : الثمرات»

(٥) الآية رقم ٦٧.

(٦) فى م : «الفواكه بعينها»

(٧) سورة الأنعام / ١٤١.

(٨) كما فى سورة الأنعام / ٩٩ وسورة يس / ٣٥ ؛ وسورة البقرة / ٢٢ ، ٢٥ ، ١٢٦ ، ٢٦٦ ؛ وسورة الرعد / ٣ ؛ وسورة إبراهيم / ٣٢ ؛ ٣٧ وسورة القصص / ٥٧ ؛ وسورة فاطر / ٢٧ ؛ وسورة فصلت / ٤٧ ؛ وسورة محمد / ١٥.

(٩) (٩ ـ ٩) سقط من ص والاثبات عن ل وم

(١٠) الآية رقم ١٥٥.

(١١) (٩ ـ ٩) سقط من ص والاثبات عن ل وم

(١٢) (٩ ـ ٩) سقط من ص والاثبات عن ل وم

(١٣) (٩ ـ ٩) سقط من ص والاثبات عن ل وم

(١٤) سورة النحل / ٦٩.

(١٥) (٩ ـ ٩) سقط من ص والاثبات عن ل وم

٢١٢

تفسير الثّقال والثّقل على عشرة (*) أوجه

الزّاد* الكنوز والأموات* الشّدّة العظيمة* العظيم فى القدر* التّرجيح (١) * الأوزار* الثّقل بعينه* الرّكون* الشّيوخ والمعيل* الجنّ والإنس*

فوجه منها ؛ الأثقال بمعنى : الزّاد «والمتاع» (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ) يعنى : أمتعتكم وزادكم (إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ)(٣).

والوجه الثّانى : الأثقال : الكنوز والأموات ؛ قوله تعالى فى سورة الزّلزلة : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها)(٤) أى : كنوزها وأمواتها (٥).

والوجه الثالث ؛ الثّقيل : الشّديد (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة الإنسان : (وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً)(٧) أى : عظيم الثّقيل شديدا (٨).

__________________

(*) فى ل : «تسعة أوجه».

(١) فى ل : «... الشدة العظيمة فى القدر. الرجحان ...» وفى م : «... العظيم فى القدرة».

(٢) سقط من ص وم والإثبات عن ل

(٣) الآية رقم ٧.

(٤) الآية الثانية.

(٥) (تنوير المقباس : ٣٩٤) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٣٥) ومنه الحديث : «تفيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ...» [والأسطوان : جمع أسطوانة ، وهى السارية والعمود] : (تفسير القرطبى وهامشه ٢٠ : ١٤٧) وبنحوه فى (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٢٦ ـ ٢٢٧) و (غريب القرآن للسجستانى : ٣٥).

(٦) فى ل : «الثقل : الشدّة العظيمة».

(٧) الآية رقم ٢٧.

(٨) فى ل : «عظيما فى الشدّة والقدر والجلال» وفى م : «شديدا» ، وفى (تفسير القرطبى ١٩ : ١٤٩): «أى عسيرا شديدا»

٢١٣

«(١) والوجه الرابع ؛ الثّقيل : العظيم (٢)» فى القدر والجلال ؛ قوله تعالى فى سورة المزّمّل : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)(٣) أى : عظيما فى القدر (٤). قال الحسن : العمل به. وقال مجاهد : الحلال والحرام (٥).

والوجه الخامس (٦) ؛ الثّقل : الرّجحان ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ)(٧) «(٨) أى : رجحت فى الوزن (٩)». ونحوه كثير (١٠).

والوجه السادس ؛ أثقالا يعنى : أوزارا (١١) ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة العنكبوت : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) يعنى : أوزارهم (وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ)(١٢) يعنى : أوزارا مع أوزارهم.

والوجه السّابع ؛ الثّقل بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (سَحاباً ثِقالاً) يعنى : بالماء (١٣)(سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ)(١٤) ؛ وقوله فيها (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ)(١٥) يعنى : ثقل الولد فى بطنها (١٦). ويقال : استبان حملها.

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن م. وهذا الوجه دخل ضمنا فى الوجه الثالث ـ فى ل.

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص والإثبات عن م. وهذا الوجه دخل ضمنا فى الوجه الثالث ـ فى ل.

(٣) الآية رقم ٥.

(٤) فى م «فى القدرة»

(٥) (تفسير الطبرى ٢٩ : ٣٧) ، و (تفسير القرطبى ١٩ : ٣٧) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٣١) وفيه أيضا : «ويعنى بالقول الثقيل ؛ القرآن ، وما فيه من الأوامر والنواهى التى هى تكاليف شاقة ثقيلة على المكلفين ...» وبنحوه فى (تنوير المقباس : ٣٧١).

(٦) فى ل «الوجه الرابع».

(٧) الآية رقم ١٠٢.

(٨) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٩) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١٠) كما فى سورة الأعراف / ٨ ، وسورة القارعة / ٦

(١١) فى ل «... الخامس ؛ الثقل الأوزار»

(١٢) الآية رقم ١٣.

(١٣) فى ل : «الوجه السادس ... ثقالا سقناه يعنى : ثقالا ...».

(١٤) الآية رقم ٥٧.

(١٥) سورة الأعراف / ١٨٩.

(١٦) (تنوير المقباس : ١١٢) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٩٢) «(فلما أثقلت) : حان وقت ثقل حملها ... قرئ : «أثقلت» بالبناء للمفعول : أى : أثقلها الحمل» وفى (مختصر من تفسير الطبرى للتجيبى : ١ : ٢٢١) «دنت ولادتها».

٢١٤

والوجه الثامن (١) ؛ الثّقل : الرّكون ؛ قوله تعالى فى سورة التّوبة : (إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)(٢) يعنى : ركنتم إلى طيب المدينة والجلوس بها (٣).

والوجه التاسع (٤) الثّقال : الشّيوخ وأصحاب العيال ؛ قوله تعالى فى سورة التّوبة : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً)(٥) يعنى : ب «الثّقال» الشّيوخ (٦).

والوجه / العاشر (٧) ؛ الثّقلان : الجنّ والإنس ؛ قوله تعالى فى سورة الرّحمن : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ)(٨) يعنى : الجنّ والإنس.

* * *

__________________

(١) فى ل : «... السابع»

(٢) الآية ٣٨.

(٣) فى (غريب القرآن للسجستانى : ٤٧) «تثاقلتم إلى الأرض» وفى (تفسير ابن كثير : ٢ ـ ٣٥٧) «أى : تكاسلتم وملتم إلى المقام فى الدعة والخفض وطيب الثمار» وبنحوه فى (تفسير الطبرى ١٤ : ٢٥٢) ، و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٢٦٠).

(٤) فى ل : «... الثامن»

(٥) الآية ٤١.

(٦) قال الطبرى : «ويدخل فى الثقال : كل من كان ... ضعيف الجسم وعليله وسقيمه ، ومن معسر من المال ، ومشتغل بضيعة ومعاش ، ومن كان لا ظهر له ولا ركاب ، والشيخ ذو السنّ والعيال» وانظر : (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٨٧) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٥٩).

(٧) فى ل «... التاسع»

(٨) الآية ٣١.

٢١٥

تفسير ثمّ على وجهين

بمعنى : الواو* ثمّ بعينه*

فوجه منهما ؛ «ثمّ» (١) بمعنى : الواو ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ)(٢) بمعنى : والله شهيد (٣) ؛ وكقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ)(٤) يعنى : «(٥) واستوى على العرش (٦)».

والوجه الثانى ؛ ثمّ بعينه : للاستقبال ؛ قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا ..)(٧) الآية ؛ وقوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)(٨) ، ونحوه «كثير» (٩).

* * *

تفسير ثقفوا على ثلاثة أوجه

وجدوا* غلبوا* أسروا*

فوجه منها ؛ ثقفوا يعنى : وجدوا ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا) أى : جعلت عليهم الجزية أينما ثقفوا : وجدوا ، لا يقدرون أن يقوموا

__________________

(١) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(٢) الآية رقم ٤٦.

(٣) وهو قول الأخفش : (المصباح ـ مادة : ث. م).

(٤) سورة البقرة / ٢٩ ؛ وسورة الأعراف / ٥٤ ؛ وسورة يونس / ٣ ؛ وسورة الرعد / ٢ ؛ وسورة الفرقان / ٥٩ ؛ وسورة السّجدة / ٤ ؛ وسورة الحديد / ٤.

(٥) (٥ ـ ٥) فى ص : «يعنى : استوى» والإثبات عن ل وم.

(٦) (٥ ـ ٥) فى ص : «يعنى : استوى» والإثبات عن ل وم.

(٧) سورة النحل / ١١٩.

(٨) سورة فاطر / ٣٢.

(٩) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

٢١٦

مع المؤمنين (١)(إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ)(٢) : الإيمان ؛ وقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)(٣) أى حيث وجدتموهم (٤).

والوجه الثّانى ؛ [ثقفوا : غلبوا ؛ قوله تعالى](٥) : (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ) أى : يغلبوكم (٦)» (يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً)(٧) فى القتل.

والوجه الثّالث ؛ ثقف أى : أسر ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ) يعنى : بنى قريظة (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ)(٨) يعنى : من وراءهم.

* * *

__________________

(١) فى ل : «أى الجزية أينما وجدوا».

(٢) الآية رقم ١١٢. فى ل : «أى لا يقدرون أن يقوموا مع المؤمنين إلا بحبل من الله ، وحبل الإيمان ...».

(٣) الآية رقم ١٩١.

(٤) فى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٢) «أى : ظفرتم بهم.» ونحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٦١).

(٥) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٦) فى ص : «يغلب عليكم» والإثبات عن ل وم. وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٥٥) «يظفروا بكم».

(٧) سورة الممتحنة / ٢.

(٨) الآية رقم ٥٧. فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٧٩ ـ ١٨٠) «أى تظفر بهم. (فشرّد بهم من خلفهم) أى : افعل بهم فعلا من العقوبة والتنكيل يتفرق بهم من وراءهم من أعدائك» وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٧١).

٢١٧

تفسير الثّانى على أربعة أوجه

الكبر والإعراض* ثانى العدد* المثانى* الإخفاء والكتمان*

فوجه منها ؛ ثانى ((١) يعنى : من الكبر (٢)) ؛ قوله تعالى : (ثانِيَ عِطْفِهِ)(٣) يعنى : يلوى عنقه «يعنى : مستكبرا» (٤).

والوجه الثّانى ؛ هو الثّانى من العدد ؛ قوله تعالى : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ)(٥).

والوجه الثّالث ؛ مثانى ؛ ممّا يثنى ؛ قال الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي)(٦) : ممّا يثنى فى كلّ ركعة.

(٧) والوجه الرّابع ؛ المثانى : الكتمان والإخفاء (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة هود : / (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ)(٩) الآية ؛ يعنى : يخفون العداوة فى صدورهم (١٠).

* * *

__________________

(١) (١ ـ ١) سقط من ص : والإثبات عن ل ، وفى م : «يعنى الكبر».

(٢) (١ ـ ١) سقط من ص : والإثبات عن ل ، وفى م : «يعنى الكبر».

(٣) سورة الحج / ٩

(٤) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم. وفى م : «ثانى عنقه يعنى ...». وفى (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٤٥) «يقال جاءنى فلان ثانى عطفه ؛ أى يتبختر من التكبر ...» وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٣) «أى عادلا جانبه ، والعطف : الجانب يعنى : معرضا متكبرا» وبنحوه فى : (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٠) و (تفسير الطبرى ١٧ : ٩٣) و (غرائب القرآن للنيسابورى ـ بهامش تفسير الطبرى ١٧ : ١٧).

(٥) الآية الأربعون من سورة التوبة.

(٦) سورة الحجر / ٨٧. «قال أبو عبيدة : المثانى من كتاب الله ثلاثة أشياء ؛ سمّى الله عزوجل القرآن كلّه مثانى فى قوله : (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى) [الزمر ؛ آية : ٢٢] ، وسمّى فاتحة الكتاب مثانى فى قوله : (ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم) ، وسمى جميع القرآن مثانى ، لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه ، (اللسان ـ مادة : ث. ن. ى) وانظر : (تفسير الطبرى ١٤ : ٣٩ ـ ٤١) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٥٤ ـ ٥٥) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٥).

(٧) (٦ ـ ٦) الإثبات عن ل وم وفى ص. «وأما الكتمان : الإخفاء».

(٨) (٦ ـ ٦) الإثبات عن ل وم وفى ص. «وأما الكتمان : الإخفاء».

(٩) سورة هود / ٥.

(١٠) فى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٤٥) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٥): «أى : يطوون ما فيها ويسترونه.» وفى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٤٤) «يكنون»

٢١٨

(*) باب الجيم

جنّة* جار* جبال* جناح* جذوة* جميل* جعل* جبّار* جدال* جهاد* جحيم* جنود* جيب* جنب* جسد* جمال* جناح* جديد* جاثية* جرم* جزء (١) *

__________________

(*) لم يذكر هنا «تفسير الثرى» ويمكن إثباتها حسب طريقة الدامغانى ونهجه : الثّرى : التّراب الندى ؛ قوله تعالى فى سورة طه [آية : ٦] : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) أى : التراب الندىّ ، وهو الذى تحت الظاهر من وجه الأرض. (تفسير الطبرى ١٦ : ١٠٥) و (تفسير القرطبى ١١ : ١٦٩) و (غريب القرآن للسجستانى : ٩٣)

(١) فى ص : «الجذو» وما أثبتّ تصويب عن ل ، م.

٢١٩

تفسير الجنّة على تسعة أوجه

التّوحيد* البستان فى الدّنيا* دار الثّواب* الجنّ ـ بكسر الجيم ـ : الجنون* «الجنين» (١) * السّتر* الجانّ : الحيّة* «الجنى : القطف» (٢) *

فوجه منها ؛ الجنّة يعنى : التّوحيد ؛ قوله تعالى : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ* لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(٣) يعنى : دار الجنّة. وقيل : إلى التّوحيد والمغفرة (٤).

والوجه الثّانى ؛ الجنّة : البستان فى الدّنيا ؛ قوله تعالى فى سورة «ن» : (إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ)(٥) يعنى : أصحاب البستان ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ)(٦) يعنى : بستانين.

والوجه الثّالث ؛ دار الثّواب ؛ قوله تعالى فى سورة ق : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ

__________________

(١) فى ص : «جنين» والإثبات عن ل وم.

(٢) سقط من ص. والإثبات عن ل وم.

(٣) سورة يونس / ٢٥ ، ٢٦.

(٤) فى (تنوير المقباس : ١٣٢) «(وَاللهُ يَدْعُوا) الخلق بالتوحيد (إلى دار السّلام) والسّلام هو الله ، والجنة داره» ، وبنحوه فى (غرائب القرآن للنيسابورى ـ بهامش تفسير الطبرى ١١ : ٧٢) وانظر (تفسير الطبرى ١١ : ٧٣) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣١٤) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٦ ، ٧).

(٥) الآية رقم ١٧.

(٦) الآية رقم ٣٢.

٢٢٠