الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

والوجه الرّابع ؛ البحر يعنى ؛ [قوله تعالى](١) : (سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)(٢). نظيرها : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ)(٣) الآية.

والوجه [الخامس](٤) ؛ البحر : بحر تحت العرش ؛ قوله تعالى : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)(٥) يعنى : بحرا تحت العرش (٦).

تفسير بدّل على ستة أوجه

أهلك (٧) * نسخ* غيّر* جدّد* حوّل (٨) * اختار*

فوجه منها ؛ بدّل : / أى أهلك ؛ قوله تعالى فى سورة الإنسان : (وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً)(٩) يقول : أهلكنا أمثالهم إهلاكا.

والوجه الثّانى ؛ بدّل : أى نسخ ، قوله تعالى فى سورة النحل : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ)(١٠) أى : نسخنا (١١) ؛ مثلها فى سورة يونس : (أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ) أى : أنسخه (مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي)(١٢).

__________________

(١) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٢) سورة لقمان / ٢٧.

(٣) سورة لقمان / ٣١.

(٤) فى ص ، ل ، م : «... الرابع» والصواب ما أثبت بين الحاصرتين.

(٥) سورة الطور / ٦.

(٦) روى هذا عن على وعبد الله بن عمرو وأبى صالح (تفسير الطبرى ٢٧ : ٢٠) و (تفسير القرطبى ١٧ : ٦١).

(٧) فى م : «هلك».

(٨) فى ل : «حول من حال إلى حال».

(٩) الآية رقم ٢٨.

(١٠) الآية رقم ١٠١.

(١١) (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٤٩) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٧٥) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٤٣) «والنسخ والتبديل : رفع الشىء مع وضع غيره مكانه» (تفسير القرطبى ٢ : ٦١ : ١٠ : ١٧٦)

(١٢) الآية رقم ١٥.

١٨١

والوجه الثالث ؛ بدّل : أى غيّر ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَمَنْ بَدَّلَهُ) يعنى : غيّر الوصيّة (بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ)(١) أى : يغيّرونه ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)(٢) : أى وما غيّروا ؛ ونحوه (٣).

والوجه الرابع ؛ بدّل بمعنى : جدّد الخلق ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة إبراهيم : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ)(٥) يعنى : تجدّد خلقا آخر. ويقال : تغيّر (٦) حالها سوى هذه الحالة (٧).

والوجه الخامس ؛ بدّل بمعنى : حوّل من حال إلى حال (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة الفرقان : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ)(٩) : أى يحوّلهم الله تعالى من الكفر إلى الإيمان ، ومن الفجور إلى الإيمان.

والوجه السّادس ؛ تبدّل (١٠) بمعنى : اختار ؛ قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ)(١١) يعنى : يختار الكفر على الإيمان ، ويستر الكفران بالشّكر.

* * *

__________________

(١) الآية رقم ١٨١.

(٢) الآية رقم ٢٣. وفى (اللسان ـ مادة : ب. د. ل) «قال الزجاج : معناه : أنهم ماتوا على دينهم غير مبدلين».

(٣) كما فى سورة الأحزاب / ٦٢ ، وسورة فاطر / ٤٣ ، وسورة الفتح / ٢٣.

(٤) الآية رقم ٥٦. «وتبديلها : تغيير صورتها إلى غيرها» : (اللسان ـ مادة : ب. د. ل).

(٥) الآية رقم ٤٨.

(٦) فى م : «غير ...».

(٧) روى المعنى الأول ـ بنحوه ـ عن عبد الله بن مسعود وأنس بن مالك وغيرهما. والثانى شبيه بقول ابن عباس : (تفسير القرطبى ٩ : ٣٨٣) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٢٢) وقد سرد الطبرى اختلاف المفسرين فى معنى ذلك ، ثم قال : «وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب ، قول من قال : يوم تبدل الأرض التى نحن عليها اليوم ، يوم القيامة غيرها ...» (تفسير الطبرى ١٣ : ١٦٦).

(٨) «الأصل فى التبديل : تغيير الشىء عن حاله» : (اللسان ـ مادة : ب. د. ل).

(٩) الآية رقم ٧٠. وفى (اللسان. مادة : ب. د. ل): «ألا ترى أنه قد أزال عنهم السيئات ، وجعل مكانها حسنات».

(١٠) فى م : «بدل».

(١١) سورة البقرة / ١٠٨.

١٨٢

تفسير البراح على وجهين

الزّوال (١) * الانتقال*

فوجه منهما ؛ لا أبرح : لا أزال (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف / : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ)(٣) يعنى : لا أزال أطلبه حتّى أبلغ ، وكقوله تعالى فى سورة طه : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ)(٤) يعنون : لا نزال عاكفين على عبادته.

والوجه الثانى ؛ البراح : الانتقال ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي)(٥) يعنى : لا «أنتقل» (٦) من مصر حتّى يأذن لى أبى.

* * *

تفسير البخس على وجهين

الحرام* النّقصان*

فوجه منهما ؛ البخس يعنى : الحرام ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ)(٧).

__________________

(١) فى م : «لا أزال».

(٢) فى ل : «البراح : الزوال».

(٣) الآية رقم ٦٠.

(٤) الآية رقم ٩١. وفى ل : «يعنى : لن نزال» الآتى. و «برح براحا وبروحا أى زال ، فإذا دخل النفى صار مثبتا» (اللسان ـ مادة : ب. ر. ح).

(٥) الآية الثمانون.

(٦) ص ، م : «لا أرجع» والمثبت عن ل ، وموافق للسياق.

(٧) الآية الأربعون. قال الضحاك ومقاتل والسدى وابن عطاء : حرام. وقال ابن العربى : ولا وجه له ، وإنما الإشارة إلى أنه لم يستوف ثمنه بالقيمة : (تفسير القرطبى ٩ : ١٥٥) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٥٩) «بخس» : نقصان. يقال : بخسه حقه إذا نقصه ، وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٤) «والبخس : الخسيس الذى بخس به البائع».

١٨٣

والوجه الثانى ؛ البخس يعنى : النّقصان ؛ قوله تعالى : (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ)(١) يعنى : ولا تنقصوا النّاس أشياءهم ، ونحوه كثير (٢)(بَخْساً وَلا رَهَقاً)(٣).

* * *

__________________

(١) سورة الأعراف / ٨٥ وجاء ذلك المعنى الآتى فى : (اللسان ـ مادة : ب. خ. س) و (تفسير القرطبى ٩ : ١٥٥).

(٢) كما فى سورة البقرة / ٢٨٢ ، وسورة هود / ٨٥ ، وسورة الشعراء / ١٨٣.

(٣) سورة الجن / ١٣.

١٨٤

باب التّاء

التّوبة* تنزيل* تلاوة* تراب* تمنّى* تابوت* توفّى* تولّى* تأويل* تسكين* تسخير* تفصيل*

١٨٥

تفسير التّوبة على ثلاثة «أوجه» (١)

النّدم* التّجاوز* الرّجوع*

فوجه منها ؛ «التّوبة بمعنى» (٢) : الندم ؛ قوله تعالى «فى سورة البقرة» (٣) : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ)(٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّور : (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً)(٥) ؛ ونحوه كثير.

والوجه الثانى ؛ التّوبة بمعنى : التّجاوز ؛ قوله تعالى فى سورة التّوبة : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِ)(٦) يعنى : تجاوز الله ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأحزاب : (وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ)(٧) يعنى : ويتجاوز ؛ ونحوه كثير (٨).

والوجه الثالث ؛ التّوبة بمعنى : الرّجوع عن الشّىء ؛ قوله تعالى ـ إخبارا عن موسى (٩) قوله ـ : (تُبْتُ إِلَيْكَ)(١٠) يعنى : رجعت من سؤالى الرّؤية.

* * *

__________________

(١) فى ص : «أقسام» والإثبات عن ل وم.

(٢) سقط من ص وم. والإثبات عن ل.

(٣) سقط من ص وم. والإثبات عن ل.

(٤) الآية رقم ٥٤. وانظر : معنى «التوبة» فى (تفسير الطبرى ٢ : ٧٢) و (اللسان ـ مادة : ت. و. ب).

(٥) الآية رقم ٣١. ونحوه كما فى سورة هود / ٣ ، ٥٢ ، ٦١ ، ٩٠ ، وسورة التحريم / ٨.

(٦) الآية رقم ١١٧.

(٧) الآية رقم ٧٣.

(٨) كما فى سورة النساء / ١٧ ، ٢٦ ، ٢٧ ، وسورة المائدة / ٣٩ ، وسورة التوبة / ١٥ ، ٢٧ ، ١٠٢ ، ١٠٦ ، وسورة الفرقان / ٧١ ، وسورة الأحزاب / ٢٤.

(٩) فى ل : «فى قصة موسى».

(١٠) سورة الأعراف / ١٤٣. فى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ت. و. ب): «تاب إلى الله تعالى توبا وتوبة ومتابا : رجع عن معصيته وندم فهو تائب. وتاب الله عليه : غفر له ورجع له ، ورجع عليه بفضله».

١٨٦

تفسير التّنزيل على تسعة أوجه

القول* الخلق* إنزال المطر* البيان* الهبوط (١) * الثّواب* الإرسال* البسط والرّزق* الإعلام (٢) *

فوجه منها ، التّنزيل يعنى : القول ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللهُ)(٣) يعنى : سأقول مثل ما قال الله تعالى ؛ مثلها فى سورة الزّمر : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ)(٤) ، ونحوه (٥).

والوجه الثانى ؛ أنزلنا بمعنى : خلقنا ؛ قوله تعالى فى سورة الحديد : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ)(٦) يعنى : خلقنا الحديد.

والوجه الثالث ؛ «الإنزال» (٧) : إنزال المطر من السّماء ؛ «قوله تعالى» (٨) : (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً)(٩) ، ونحوه كثير (١٠).

والوجه الرابع ؛ التّنزيل «بمعنى : البيان» (١١) ؛ / قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً)(١٢) أى : وبيّنّاه تبيينا (١٣).

__________________

(١) فى ل وم : «الإهباط».

(٢) فى م : «التعليم».

(٣) الآية رقم ٩٣.

(٤) الآية الأولى.

(٥) كما فى سورة السجدة / ٢ ، وسورة فصلت / ٢ ، وسورة الجاثية / ٢ ، وسورة الأحقاف / ٢ ، ومثله فى سورة الشعراء / ١٩٢ ، وسورة يس / ٥ ، وسورة الواقعة / ٨٠ ، وسورة الحاقة / ٤٣.

(٦) الآية رقم ٢٥.

(٧) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٨) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٩) الآية رقم ٩ من سورة ق.

(١٠) كما فى سورة الأعراف / ٥٧ ، وسورة الحجر / ٣٢ ، وسورة الحج / ٥ ، وسورة المؤمنون / ١٨ ، وسورة الفرقان / ٤٨ ، وسورة لقمان / ١٠.

(١١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(١٢) الآية رقم ٦ ، وتسمى سورة الإسراء.

(١٣) وفى ص : «تبيانا» وفى م : «بيانا» وما أثبت عن ل.

١٨٧

والوجه الخامس ؛ «التّنزيل بمعنى : الإهباط» (١) ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمنون : (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً)(٢) أى : أهبطنى مهبطا مباركا ، يعنى : من السّفينة إلى الأرض.

والوجه السادس ؛ النّزل (٣) : الثّواب ؛ قوله تعالى فى سورة «والصّافات» : (أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً)(٤) يعنى : ثوابا ؛ وكقوله تعالى : (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)(٥) يعنى : ثوابا.

والوجه السابع ؛ التّنزيل بمعنى : الإرسال ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة «حم» (٦) «السّجدة» : (قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً)(٧) أى : لأرسل رسلا من الملائكة ؛ وكقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً)(٨).

والوجه الثامن ؛ نزل : بسط (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ)(١٠) «أى : يبسط ويرزق ما يشاء» (١١).

والوجه التاسع ؛ التّنزيل بمعنى : التّعليم ؛ قوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ)(١٢) أى علّم جبريل النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ وكقوله تعالى : إنا (أَنْزَلْناهُ)(١٣) أى : علّمناه.

__________________

(١) فى ص : «أنزلتم يعنى : أهبطهم» ، وما أثبت عن ل وم.

(٢) الآية رقم ٢٩.

(٣) فى ل : «النزول» ، وفى م : «التنزيل». و «النزل : بضم الزاى ـ ، والنزل ـ بالسكون ـ : ما هيئ للضيف إذا نزل عليه» : (اللسان ـ مادة : ن. ز. ل).

(٤) الآية رقم ٦٢. فى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٢٢) «النزل : ما يقام للضيف ، ولأهل العسكر» وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٧١) «أى : رزقا» ، وانظر : (تفسير الطبرى : ٢٣ : ٤٠) و (تفسير القرطبى ١٥ : ٨٤) و (اللسان ـ مادة : ن. ز. ل).

(٥) سورة فصلت / ٣٢.

(٦) فى ص وم : «سورة السجدة» وما أثبت عن ل. وتسمى سورة فصلت.

(٧) الآية رقم ١٤.

(٨) سورة المؤمنون / ٢٤.

(٩) فى ل وم : «الإنزال : البسط».

(١٠) الآية رقم ٢٧.

(١١) سقط من ص ول ، وما أثبت عن م.

(١٢) سورة الشعراء / ١٩٣ ، ١٩٤.

(١٣) سورة الأنعام / ٩٢ ، ١٥٥ ، وسورة يونس / ٢٤ ، وسورة يوسف / ٢ ، وسورة الرعد / ٣٧ ، وسورة إبراهيم / ١ ، وسورة الإسراء / ١٠٥.

١٨٨

تفسير التّلاوة على أربعة أوجه

الإنزال* الاتّباع* الكتابة* القراءة*

فوجه منها ؛ ((١) التّلاوة بمعنى : الإنزال (٢)) ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (نَتْلُوا عَلَيْكَ) أى : ننزل عليك (مِنْ نَبَإِ مُوسى)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران :

(ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ) أى : ننزله عليك (مِنَ الْآياتِ)(٤) ؛ وكقوله تعالى : (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ)(٥) أى : ننزلها عليك.

والوجه الثانى ؛ «التّلاوة بمعنى : الاتّباع» (٦) ، قوله تعالى فى سورة البقرة : (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ)(٧) يعنى : يتّبعونه حقّ اتّباعه ؛ وكقوله تعالى فى سورة الشّمس : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)(٨) أى : تبعها (٩).

والوجه الثّالث ؛ يتلو : أى يكتب ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) يعنى : تكتب الشّياطين (عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ)(١٠).

والوجه الرّابع ؛ «التّلاوة : القراءة» (١١) ؛ قوله تعالى فى سورة فاطر : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ)(١٢) ؛ وكقوله تعالى : (يَتْلُونَ آياتِ اللهِ)(١٣) يعنى : يقرءون ، ونحوه كثير (١٤).

__________________

(١) (١ ـ ١) فى ص وم : «نتلوا أى ننزل» وما أثبت عن ل.

(٢) (١ ـ ١) فى ص وم : «نتلوا أى ننزل» وما أثبت عن ل.

(٣) الآية رقم ٣.

(٤) الآية رقم ٥٨.

(٥) سورة البقرة / ٢٥٢.

(٦) فى ص وم : «يتلو يتبع» وما أثبت عن ل.

(٧) الآية رقم ١٢١.

(٨) الآية ٢.

(٩) فى ل : «أتبعها». وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٢٩) «أى : تبع الشمس». وهو مروى عن مجاهد ، كما فى (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٠٨) وفى (تفسير القرطبى ٢٠ : ٧٣) «يقال : تلوت فلانا ، إذا تبعته».

(١٠) الآية رقم ١٠٢.

(١١) فى ص وم : «يتلو : يقرأ» ، وما أثبته عن ل.

(١٢) الآية رقم ٢٩.

(١٣) سورة آل عمران / ١١٣.

(١٤) كما فى سورة البقرة / ١١٣ ، وسورة الحج / ٧٢ ، وسورة الزمر / ٧١.

١٨٩

تفسير التّراب على خمسة أوجه

الرّميم* الأتراب : الأشكال* التّرائب : الضّلوع* التّراب : البهائم* الصّعيد*

فوجه منها ؛ التّراب بمعنى : الرّميم ؛ قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً)(١) ؛ أى رميما (٢) ، مثلها فى سورة ق : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً)(٣) ، ونحوه (٤).

والوجه الثّانى ؛ الأتراب : الأشكال ؛ قوله تعالى فى سورة الواقعة : (عُرُباً أَتْراباً)(٥) يعنى : أشكالا (٦) ؛ مثلها فى سورة ص : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ)(٧) ؛ مثلها «فى سورة عمّ» (٨) : (وَكَواعِبَ أَتْراباً)(٩).

والوجه الثّالث ؛ التّرائب (١٠) يعنى : الضّلوع من الصّدر ؛ كقوله تعالى فى سورة «والسّماء والطّارق» : (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ)(١١) يعنى : التّراقى (١٢).

__________________

(١) الآية رقم ٥.

(٢) «رميم أى : بالية ... يقال : رم العظم إذا بلى» : (غريب القرآن للسجستانى : ١٥٩) و (اللسان ـ مادة : ر. م. م).

(٣) الآية رقم ٣.

(٤) كما فى سورة المؤمنون / ٨٢ ، وسورة النمل / ٦٧ ، وسورة الصافات / ١٦ ، ٥٣ ، وسورة الواقعة / ٤٧.

(٥) الآية رقم ٣٧.

(٦) «عن مجاهد : أمثالا. قال الطبرى : يعنى : أنهن مستويات على سنّ ، واحدتهن ترب ، كما يقال : شبه وأشباه» : (تفسير الطبرى ٢٧ : ١٨٩) ومثله فى : (تفسير القرطبى ١٧ : ٢١١) ، و (غريب القرآن للسجستانى : ٢٦) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٨١ ، ٤٤٩) و (تنوير المقباس : ٣٣٩).

(٧) الآية رقم ٥٢.

(٨) سقط من ص ول ، والإثبات عن م.

(٩) الآية رقم ٣٣.

(١٠) فى م : «تراب».

(١١) الآية رقم ٧.

(١٢) «ترائب : جمع تريبة ، وهو معلق الحلى على الصدر» : (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ٢٩٤) و (غريب القرآن للسجستانى : ٨٥) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٢٣) «وقال أهل اللغة أجمعون : الترائب : موضع القلادة من الصدر» (اللسان ـ مادة : ت. ر. ب) وجاء بنحوه عن ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ، فى : (تفسير الطبرى ٣٠ : ١٣٤) ، و (تفسير القرطبى ٢٠ : ٥ ـ ٧) ، و (البحر المحيط ٨ : ٤٥٣).

١٩٠

والوجه الرّابع ؛ التّراب يعنى : البهائم ؛ قوله تعالى فى سورة «عمّ يتساءلون» (١) : (وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)(٢) يعنى : كنت بهيمة من البهائم ؛ فأصير ترابا مع البهائم. وقيل : ترابا : ميتا (٣).

والوجه الخامس ؛ التّراب : الصّعيد ؛ قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ)(٤) ؛ وكقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ)(٥) ، ونحوه كثير (٦).

* * *

تفسير التّمنى والأمانىّ على أربعة أوجه

الأحاديث الكاذبة* الأطماع* القراءة (٧) * السّؤال*

فوجه منها ؛ الأمانىّ والتّمنّى : الأحاديث الكاذبة ؛ قوله تعالى فى سورة الحديد : (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ)(٨) يعنى : الأباطيل.

والوجه الثانى ؛ الأمانىّ بمعنى : الأطماع ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ)(٩) ؛ وكقوله فى سورة النّساء : (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ)(١٠) يعنى : بأطماعكم.

__________________

(١) فى ص : «فى سورة والنازعات غرقا» وما أثبت تصويب عن ل وم.

(٢) الآية الأربعون.

(٣) روى هذا القول ـ بمعناه ـ عن قتادة ، وعبد الله بن ذكوان. والأول ، بنحوه ، عن عبد الله بن عمرو ، وأبى هريرة وسفيان : (تفسير الطبرى ٣٠ : ٢٦) ، و (تفسير القرطبى ١٩ : ١٨٧).

(٤) سورة فاطر / ١١.

(٥) سورة غافر / ٦٧.

(٦) كما فى سورة آل عمران / ٥٩ ، وسورة النحل / ٥٩ ، وسورة الحج / ٥ ، وسورة الروم / ٢٠.

(٧) فى ص ول وم : «القراة».

(٨) الآية رقم ١٤. «الأمانى : الأكاذيب. والعرب تقول : أنت تمتنى هذا القول ، أى تختلقه. وفى حديث عثمان ـ رضى الله عنه ـ : «ما تمنّيت منذ أسلمت» : أى ما كذبت» : (اللسان ـ مادة : م. ن. ى) و (غريب القرآن للسجستانى : ٤).

(٩) الآية رقم ١١١.

(١٠) الآية رقم ١٢٣.

١٩١

والوجه الثالث ؛ «التمنّى بمعنى : القراءة» (١) ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)(٢) يعنى : إذا قرأ ألقى الشّيطان فى قراءته (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ)(٤) أى : إلّا قراءة.

والوجه الرابع ؛ ((٥) التمنّى بمعنى (٦)) : السّؤال ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ)(٧) أى : فاسألوا الموت ؛ مثلها فيها : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً)(٨) يعنى : ولن يسألوه «(٩) أبدا ؛ ومثلها فى سورة الجمعة : (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً)(١٠)(١١)».

* * *

__________________

(١) الإثبات عن ل. وفى ص وم : «يتمنى : أى يقرأ».

(٢) الآية رقم ٥٢.

(٣) (اللسان : مادة : م. ن. ى): «أى : قرأ وتلا فألقى فى تلاوته ما ليس فيه» ونحوه فى (تفسير الطبرى ١٧ : ١٣١ ـ ١٣٤) و (تفسير القرطبى ١٢ : ٨٢) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٩٤).

(٤) الآية رقم ٧٨.

(٥) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل.

(٦) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل.

(٧) الآية رقم ٩٤. «قال أبو العباس أحمد بن يحيى : التمنّى : السؤال للرب فى الحوائج» : (اللسان : مادة ـ م. ن. ى).

(٨) الآية رقم ٩٥.

(٩) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل.

(١٠) الآية رقم ٧.

(١١) (٥ ـ ٥) سقط من ص والإثبات عن ل.

١٩٢

تفسير التّابوت على وجهين

الصّندوق الذى وضع فيه موسى (١) * التّابوت الّذى فيه السّكينة*

فوجه منهما ؛ ((٢) التّابوت بمعنى (٣)) : الصّندوق ((٤) الذى وضع فيه موسى (٥)) ؛ قوله تعالى : (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ)(٦) الآية.

والوجه الثّانى ؛ ((٧) التّابوت الذى فيه السّكينة ؛ قوله تعالى (٨)) فى سورة البقرة : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ)(٩).

* * *

__________________

(١) فى م «الذى وضع فيه موسى وألقى فى اليم».

(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(٤) (٢ ـ ٢) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(٥) (٢ ـ ٢) سقط من ص ول والإثبات عن م.

(٦) سورة طه / ٣٩.

(٧) (٤ ـ ٤) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٨) (٤ ـ ٤) سقط من ص وم والإثبات عن ل.

(٩) الآية رقم ٢٤٨.

١٩٣

تفسير التّوفّى (١) على ثلاثة أوجه

الوفاة بمعنى : وفاة الذّهن الذى هو عقل الإنسان (٢) * ((٣) والقبض إليه فى السّماء* وقبض الأرواح بالموت*

فوجه منها ؛ التّوفّى الذى بمعنى قبض الذّهن الذى هو عقل الإنسان (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ)(٥) يعنى : عند النّوم ؛ فيقبض الذّهن ؛ وينزل الرّوح فيه ؛ فهو يتقلّب بالرّوح ، ويرى بالذّهن الرّؤيا الذى قبض منه (٦) ؛ مثله قوله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها)(٧).

والوجه الثّانى ؛ التّوفّى : القبض إليه «فى السّماء» (٨) ؛ وذلك قوله تعالى «فى سورة المائدة» (٩) : (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) «يعنى : قبضتنى إلى السّماء ، وهو حىّ» (١٠)(كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)(١١) ، لأنّ النّصارى تنصّروا بعد ما رفع عيسى عليه‌السلام ، وليس هذا بعد موته ؛ وقال تعالى فى سورة آل عمران : (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ)(١٢) يعنى : قابضك من بين بنى إسرائيل ، ورافعك إلى السّماء (١٣).

__________________

(١) فى م : جاء «تفسير التوفى ... أوجه» إلى آخر «الوجه الثالث» قبل «تفسير التمنى ...».

(٢) فى ص وم : «القبض من النفس» والإثبات عن ل.

(٣) (* ـ *) من أول قوله : «والقبض إليه فى السماء» حتى قوله «وقال تعالى فى حم المؤمن : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ) من الوجه الأول فى «تفسير التسكين» سقط فى ص ، بمقدار ورقة. والإثبات عن ل وم.

(٤) فى م : «التوفى يعنى قبض ذهن الإنسان».

(٥) الآية الستون. «وأما توفى النائم فهو استيفاء وقت عقله وتمييزه إلى أن نام» (اللسان ـ مادة : و. ف. ى).

(٦) فى م : «يعنى : ينومكم ، فقبض من النفس الذهن الذى عقل الإنسان ، فيترك فيه الروح والحياة ... ويرى الرؤيا بالذهن ... قال الله ...».

(٧) سورة الزمر / ٤٢.

(٨) الإثبات عن م.

(٩) الإثبات عن م.

(١٠) الإثبات عن م.

(١١) الآية رقم ١١٧.

(١٢) الآية رقم ٥٥.

(١٣) (تفسير الطبرى ٦ : ٤٥٨) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٠٦): «يعنى : قابضك من الأرض من غير موت».

١٩٤

والوجه الثّالث ؛ التّوفّى يعنى : قبض الأرواح بالموت ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ)(١) يعنى : نميتك ؛ وكقوله تعالى فى سورة السّجدة (٢) : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)(٣) ؛ وقال تعالى فى سورة النّحل : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ)(٤) ؛ مثلها : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)(٥) يعنى : تقبض أرواحهم.

* * *

تفسير «تولّى» (٦) على أربعة أوجه

انصرف* أبى* أعرض* انهزم (٧) *

فوجه منها ؛ تولّى بمعنى : انصرف ؛ قوله تعالى فى سورة النّمل : (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ)(٨) : ثمّ انصرف عنهم ؛ وكقوله تعالى فى سورة «براءة» : (قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا) يعنى : انصرفوا من عندك ، (وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)(٩).

__________________

(١) الآية رقم ٧٧. وتسمى سورة غافر.

(٢) فى م : «الم تنزيل السجدة».

(٣) الآية رقم ١١ «مجازه من توفى العدد من الموتى» : (مجاز القرآن لأبى عبيدة ٢ : ١٣١) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٥٠ ـ ٣٥١) «وتأويله : أنه يقبض أرواحكم أجمعين ، فلا ينقص واحد منكم ، كما تقول : استوفيت من فلان ، وتوفيت من فلان مالى عنده ، إذا لم يبق لى عليه شىء» وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : و. ف. ى): «عن الزجاج» و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٧٨) وانظر : (تفسير الطبرى ٢١ : ٩٧) و (تفسير القرطبى ١٤ : ٩٣).

(٤) الآية رقم ٣٢. فى م : «يعنى : تميتهم مثلها فيها ...».

(٥) سورة النحل / ٢٨.

(٦) فى ل : «التولى» وما أثبت عن م.

(٧) فى م : «الصرف. أبى. العرض. الهزم».

(٨) الآية رقم ٢٨. وفى (توجيه القرآن العظيم للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣) «ومنه قوله تعالى [فى سورة القصص ، آية ٢٤] : (ثم تولى إلى الظل) أى انصرف إليه» وجاء فى (اللسان ـ مادة. و. ل. ى): «والتولية تكون انصرافا ، قال الله تعالى [فى التوبة ، آية : ٢٥] (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ). وكذلك قوله تعالى [فى آل عمران ، آية : ١١١] : (يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ) هى هاهنا : انصراف».

(٩) الآية رقم ٩٢.

١٩٥

والوجه الثّانى ؛ تولّى بمعنى : أبى ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ)(١) يعنى فإن أبوا أن يرضوا عنك (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا) بمعنى «فإن» (٣) أبوا «الهجرة» (٤)(فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ)(٥).

والوجه الثّالث ؛ تولّى (٦) بمعنى : أعرض ؛ قوله تعالى فى سورة النّور : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ)(٧) يعنى : فإن أعرضوا ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى)(٨) يعنى : ومن أعرض عن الإيمان ؛ مثلها فى سورة هود (٩) «وقال فى المفصّل» (١٠)(فَتَوَلَّ عَنْهُمْ)(١١) ؛ ومثلها فى سورة الصّافّات : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ)(١٢) يقول : أعرض عنهم.

والوجه الرّابع ؛ تولّى بمعنى : انهزم ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(١٣) يعنى : فلا تنهزموا ؛ وكقوله تعالى : (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)(١٤) أى : منهزمين.

__________________

(١) الآية رقم ٤٩.

(٢) فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣) «فإن أبوا أن يؤمنوا».

(٣) الإثبات عن م و (توجيه القرآن للمقرئ الورقة : ٢٥٣).

(٤) الإثبات عن م و (توجيه القرآن للمقرئ الورقة : ٢٥٣).

(٥) الآية رقم ٨٩.

(٦) فى م : «تولوا يعنى».

(٧) الآية ٥٤.

(٨) الآية رقم ٨٠.

(٩) الآيتان رقم ٣ ، ٥٧.

(١٠) الإثبات عن م.

(١١) سورة الذاريات / ٥٤ ، وسورة القمر / ٦. (اللسان ـ مادة : و. ل. ى) «ولى عنه أعرض عنه».

(١٢) الآية رقم ١٧٤.

(١٣) الآية رقم ١٥.

(١٤) سورة التوبة / ٢٥.

١٩٦

تفسير التّأويل على خمسة أوجه

الملك* العاقبة* تعبير الرّؤيا (١) * اللون* التحقيق*

فوجه منها ؛ التّأويل بمعنى : الملك (٢) ، قوله تعالى فى سورة آل عمران : (ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ)(٣) يعنى : ابتغاء علم منتهى ملك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمّته ، وذلك أنّ اليهود أرادوا أن يعلموا ذلك من قبل حساب الجمّل ، «وأن يعلموا» (٤) متى ينقضى ملكه ، ويعود إليهم (٥) ، وقال الله سبحانه : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٦) يعنى : وما يعلم كم ملك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأمّته إلّا الله تعالى.

والوجه الثّانى ؛ التّأويل بمعنى : «عاقبة» (٧) ما وعد الله تعالى فى القرآن من الخير والشّرّ يوم القيامة ؛ قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ) يعنى : عاقبة ما فى القرآن على لسان الرّسول (٨) عليه الصّلاة والسّلام أنّه كائن يوم القيامة ، يعنى : الخير والشّرّ ، (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ)(٩) يوم القيامة (١٠) ؛ نظيرها فى سورة يونس : (وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)(١١) يقول : لمّا يأتهم تأويل عاقبة ما وعد الله تعالى فى القرآن ؛ وقال تعالى فى

__________________

(١) فى م : «التعبير».

(٢) فى م : «التأويل يعنى : منتهى ملك محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأمته».

(٣) الآية رقم ٧. فى (تنوير المقباس : ٣٤) «أى : طلب عاقبة هذه الأمة ، لكى يرجع الملك إليهم».

(٤) الإثبات عن م.

(٥) فى م : «ويرجع إلى اليهود»

(٦) الآية رقم ٧.

(٧) الإثبات عن م. وجاء فيها «تأويله يعنى ..»

(٨) فى م : «ألسنة الرسل ...».

(٩) سورة الأعراف / ٥٣.

(١٠) كما روى عن ابن عباس : (تفسير الطبرى ١٢ : ٤٩٧) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٦٨) «... أى هل ينتظرون إلا عاقبته. يريد ما وعدهم الله من أنه كائن ...».

(١١) الآية رقم ٣٩. فى (غريب القرآن للسجستانى : ١٦٨) «أى : مصير ومرجع وعاقبة» وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : أ. و. ل».

١٩٧

سورة النّساء : (ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(١) أى : وأحسن عاقبة ؛ وقال تعالى فى سورة الكهف : (ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ)(٢) يعنى : عاقبة.

والوجه الثّالث : التّأويل بمعنى : تعبير الرّؤيا ، قوله تعالى «فى سورة يوسف» (٣) : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ)(٤) ؛ نظيره : (نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(٥).

والوجه الرّابع : تأويل بمعنى : ألوان ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ) إلى قوله تعالى : (لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ)(٦) يعنى : بألوانه من (قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُما)(٧) الطّعام.

والوجه الخامس ؛ تأويل : بمعنى : تحقيق ؛ قوله تعالى مخبرا (٨) عن يوسف عليه‌السلام : (يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ)(٩) يعنى : تحقيق رؤياى (١٠).

* * *

__________________

(١) الآية رقم ٥٩.

(٢) الآية رقم ٨٢. وفى (تفسير الطبرى ١٦ : ٧) «يقول : ما تئول إليه وترجع ...» وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٣٩) و (تنوير المقباس : ١٨٨) «أى : تفسير».

(٣) الإثبات عن م.

(٤) الآية رقم ١٠١. «أى عبارة الرؤيا» (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٥).

(٥) سورة يوسف / ٣٦.

(٦) «أى بلونه وجنسه» : (تنوير المقباس : ١٤٩).

(٧) الآيتان رقم ٣٦ ، ٣٧.

(٨) فى م : «التأويل يعنى : التحقيق قوله تعالى خبرا عن يوسف».

(٩) الآية المائة.

(١٠) (تفسير القرطبى ٩ : ٢٦٤) و (غرائب القرآن للنيسابورى ١٣ : ٤٨) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٥) وفى (تنوير المقباس : ١٥٤) «تعبير رؤياى من قبل».

١٩٨

تفسير التّسكين على أربعة أوجه

القرار* النّزول* الأنس (١) * الطّمأنينة*

فوجه منها : التّسكين بمعنى : القرار ؛ قوله تعالى : (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً)(٢) يعنى : محلّا للاستقرار والهدوء (٣) ؛ (*) / وقال تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ)(٤) يعنى : لتستقرّوا فيه من البعث (٥) ؛ ومثلها فى سورة يونس (٦).

والوجه الثّانى : التّسكين : النّزول ؛ قوله تعالى فى سورة إبراهيم : (وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ)(٧) يعنى : لينزلنّكم ؛ وكقوله تعالى فيها : (وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ)(٨) يعنى : ونزلتم ؛ وقال فى سورة البقرة : (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(٩) «يعنى : انزلها أنت وزوجك» (١٠) ؛ مثلها فى سورة الأعراف (١١).

والوجه الثّالث ؛ التّسكين بمعنى : الاستئناس ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها)(١٢) يعنى : ليستأنس بها.

__________________

(١) فى م : «الاستئناس».

(٢) سورة الأنعام / ٩٦. فى ل وم : (وجاعل الليل ...) بالنصب على المدح ، وهى قراءة النخعى. والسكن : ما يسكن إليه الرجل ويطمئن استئناسا به ، واسترواحا إليه ، من زوج أو حبيب» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٤٧) وما أثبته حسب الرسم العثمانى للمصحف.

(٣) فى م : «يعنى : ليستقروا فيه».

(*) من أول قوله «وقال تعالى فى حم المؤمن ...» سيكون جل اعتمادى على نسخة (ص) المعتبرة أصلا لهذا الكتاب ، والنسختين : «ل وم» حيث انتهى السقط.

(٤) الآية رقم ٦١.

(٥) فى ل وم : «من التعب».

(٦) الآية رقم ٦٧.

(٧) الآية رقم ١٤.

(٨) سورة إبراهيم / ٤٥.

(٩) الآية رقم ٣٥.

(١٠) سقط من ص والإثبات عن ل وم.

(١١) الآية رقم ١٩.

(١٢) الآية رقم ١٨٩.

١٩٩

والوجه الرّابع ؛ السّكون بمعنى : الطّمأنينة ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)(١) يعنى : تطمئنّ قلوبهم (٢) ؛ وكقوله تعالى : (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)(٣) يعنى : الطّمأنينة.

* * *

__________________

(١) الآية رقم ١٠٣.

(٢) فى ل : «طمأنينة لهم ولقلوبهم» وفى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٥٨) «وقار لهم ورحمة» وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٣٣) «يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم».

(٣) سورة الفتح / ١٨.

٢٠٠