أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني
المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨
تفسير باءوا على أربعة أوجه
استوجبوا* نزل* توطّن* رجع (١) *
فوجه منها ؛ باءوا يعنى : استوجبوا ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ)(٢) يعنى : استوجبوا غضبا على غضب (٣) ؛ نظيرها فى سورة آل عمران : (كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ)(٤) يعنى : استوجب.
الوجه الثّانى ؛ يتبوّأ يعنى : ينزل ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ)(٥) يقول : ينزل ؛ وكقوله تعالى : (وَلَقَدْ بَوَّأْنا)(٦) يعنى نزّلنا (٧).
والوجه الثالث ؛ تبوّئ يعنى : توطّن (٨) ؛ ((٩) قوله تعالى فى سورة الحشر : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ)(١٠)) (١١) ؛ وقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ)(١٢) يعنى : توطّن.
والوجه الرابع ؛ / تبوء بمعنى : ترجع ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ)(١٣) يعنى : ترجع (١٤).
__________________
(١) فى ل : «يرجع» وفى م «مرجع».
(٢) الآية التسعون.
(٣) كما فى (تنوير المقباس : ١١) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٥٧) «فصاروا أحقاء بغضب مترادف ، لأنهم كفروا بنبى الحق وبغوا عليه».
(٤) الآية رقم ١٦٢.
(٥) الآية رقم ٥٦.
(٦) سورة يونس / ٩٣.
(٧) فى م : «أنزلنا». وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٩٩) «أى : أنزلناهم ...» وكذا فى (غريب القرآن للسجستانى : ٥٨) وفيه أيضا : «ويقال : أخلصنا لهم».
(٨) فى ل : «تبوى يعنى توطن» ، وفى م : «تبوّأ المؤمنين».
(٩) (٩ ـ ٩) الإثبات عن م. «أى لزموها واتخذوها مسكنا» (غريب القرآن للسجستانى : ٨٤) وفى (تنوير المقباس ٣٤٨) «أى وطنوا دارا لهجرة النبى صلىاللهعليهوسلم وأصحابه» وانظر : (تفسير الطبرى ٢٨ : ٤١) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٨٧).
(١٠) الآية رقم ٩.
(١١) (٩ ـ ٩) الإثبات عن م. «أى لزموها واتخذوها مسكنا» (غريب القرآن للسجستانى : ٨٤) وفى (تنوير المقباس ٣٤٨) «أى وطنوا دارا لهجرة النبى صلىاللهعليهوسلم وأصحابه» وانظر : (تفسير الطبرى ٢٨ : ٤١) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٨٧).
(١٢) الآية رقم ١٢١. وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٠٩) «من قولك بوأتك منزلا : إذا أفدتك إياه وأسكنتكه».
(١٣) الآية رقم ٢٩.
(١٤) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٤٢) «أى تنقلب وتنصرف (بإثمى) أى بقتلى (وإثمك) : ما أضمرت فى نفسك من حسدى وعداوتى».
تفسير البلاء على وجهين
النّعمة* والاختبار*
فوجه منهما ؛ البلاء يعنى : النّعمة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)(١) يعنى : فى إنجائكم من آل فرعون [نعمة عظيمة](٢) ؛ نظيرها فى سورة الأعراف (٣) ، وإبراهيم (٤).
والوجه الثانى ؛ البلاء : الاختبار (٥) ، قوله تعالى فى سورة «والصّافّات صفّا» : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ)(٦) ؛ ونحوه قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ)(٧) ؛ ((٨) وقوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)(٩) أى : لنختبرنّكم (١٠)).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٤٩.
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق عن (تفسير الطبرى ٢ : ٤٩) وهو قول مجاهد وابن جريج والسدى. ، وجاء نصّه فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٨) وانظر : (الوسيط للواحدى ١ : ١٠٣).
(٣) الآية رقم ١٤١ من هذه السورة.
(٤) الآية رقم ٦ من هذه السورة.
(٥) «أصل البلاء : فى كلام العرب ـ الاختبار والامتحان» (تفسير الطبرى ٢ : ٤٩) ، و (اللسان ـ مادة : ب. ل. ا) ، «البلاء اسم ممدود من البلو وهو الاختبار والتجربة. يقال : بلاه يبلوه بلوا ، إذا جرّبه» (الوسيط للواحدى ١ : ١٠٢).
(٦) الآية رقم ١٠٦. «يعنى : ما أمر به إبراهيم من ذبح ابنه صلوات الله عليهما» (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٠).
(٧) الآية رقم ١٢٤.
(٨) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٩) سورة البقرة / ١٥٥.
(١٠) (٨ ـ ٨) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
تفسير البرهان على وجهين
حجّة* وآية (١) *
فوجه منهما ؛ برهان يعنى : حجّة (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ)(٣) يعنى : حجّتكم «على ما تدّعونه» (٤) أنّ مع الله إلها ؛ وفى سورة النّمل : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٥) ؛ مثلها فى سورة البقرة (٦).
والوجه الثانى ؛ البرهان يعنى : الآية ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ)(٧) يعنى آيتان من ربّك ؛ وكقوله تعالى فى سورة يوسف : (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ)(٨) يعنى : آية ربّه (٩).
* * *
تفسير بإذن الله على وجهين
الإذن فى الشّىء* والإذن بالشّىء «بمعنى : الأمر» (١٠) *
فوجه منهما ؛ الإذن يعنى بإذن الله تعالى فى الشّىء ، وهى إرادته (١١) ؛ قوله تعالى فى
__________________
(١) فى ل : «الحجة. الآية».
(٢) فى ل «البرهان بمعنى : الحجة».
(٣) الآية رقم ٢٤.
(٤) سقط من ص وم : والإثبات عن ل.
(٥) الآية رقم ٦٤.
(٦) الآية رقم ١١١ من هذه السورة. «والبرهان : بيان الحجة وإيضاحها» (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : ب. ر. ه).
(٧) الآية رقم ٣٢.
(٨) الآية رقم ٢٤.
(٩) فى م : «آية من ربه».
(١٠) سقط من ص وم ؛ والإثبات عن ل.
(١١) فى ل : «الإذن فى الشىء من الله تعالى بمعنى الإرادة».
سورة البقرة : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(١) «أى : بإرادته» (٢) ؛ وكقوله ـ عزّ وعلا ـ فى سورة آل عمران : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٣) أى : بإرادة الله تعالى ؛ مثلها فى سورة يونس (٤) : وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللهِ)(٥) يعنى : بإرادته.
والوجه الثانى ؛ الإذن يعنى : الأمر ، فذلك قوله تعالى فى سورة الرّعد : (وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٦) يعنى : بأمر الله ؛ وقوله تعالى فى سورة إبراهيم : (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٧) يعنى : بأمر الله ؛ وكقوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ)(٨) ؛ وكقوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها)(٩) أى : بأمر ربّها وبإذنه ؛ / وكقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ)(١٠) أى : بأمر الله.
* * *
__________________
(١) الآية رقم ١٠٢.
(٢) سقط من ص ول. والإثبات عن م. «قال المفسرون : الإذن هاهنا : إرادة التكوين أى : لا يضرون بالسحر إلا من أراد الله أن يلحقه ذلك الضرر» (الوسيط للواحدى ١ : ١٦٨) وفى (تفسير الطبرى ٢ : ١٠٢) «وما هم بضارين ، بالذى تعلموا من الملكين ، من أحد إلا بعلم الله. يعنى : بالذى سبق له فى علم الله أنه يضره».
(٣) الآية رقم ١٤٥.
(٤) الآية رقم ١٠٠ ، وهو قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ).
(٥) الآية رقم ١٦٦.
(٦) الآية رقم ٣٨.
(٧) الآية رقم ١١.
(٨) سورة إبراهيم / ٢٣ «أى بأمره. وقيل : بمشيئته وتيسيره» (تفسير القرطبى ٩ : ٣٥٨).
(٩) سورة إبراهيم / ٢٥. وفى ل : «بأمره» ـ الآتى.
(١٠) الآية رقم ٦٤.
تفسير البصر على ثلاثة أوجه
رؤية القلب* والبصر بالعين* والبصر بالحجّة*
فوجه منها ؛ البصر بالقلب ؛ فى قوله تعالى فى سورة يونس : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ) يعنى : بصر القلب ، (وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ)(١) يعنى : الهدى بالقلب ؛ (٢) وقال تعالى فى سورة «الملائكة» : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ)(٣) يعنى : بصر القلب بالإيمان ؛ وقال تعالى فى سورة الأعراف : (وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)(٤) أى : بالقلب.
والوجه الثانى ؛ البصر بالعين ؛ قوله تعالى فى سورة الإنسان : (فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً)(٥) أى بالعينين ؛ ((٦) وقال تعالى فى سورة يوسف : (فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً)(٧) يعنى : البصر بالعين) (٨) ؛ وقال ليعقوب : (فَارْتَدَّ بَصِيراً)(٩) يعنى : ببصر العين ؛ وقال تعالى فى سورة ق : (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(١٠) يعنى : بصر العينين.
والوجه الثالث ؛ البصر يعنى : الحجّة ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً)(١١) بالحجّة فى الدّنيا (١٢).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٤٣.
(٢) فى ل : «يعنى بالقلوب. وقال ... فى فاطر».
(٣) الآية رقم ١٩ ، وتسمى سورة فاطر.
(٤) الآية رقم ١٩٨.
(٥) الآية رقم ٢. وفى (تفسير القرطبى ١٩ : ١٢٠) «يعنى : جعلنا له سمعا يسمع به الهدى ، وبصرا يبصر به الهدى» وفى (تفسير الطبرى ٢٩ : ٢٠٥) «يقول تعالى ذكره : فجعلناه ذا سمع يسمع به ، وذا بصر يبصر به ، إنعاما من الله على عباده بذلك ، ورأفة منه لهم ، وحجة له عليهم».
(٦) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٧) الآية رقم ٩٣.
(٨) (٦ ـ ٦) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٩) سورة يوسف / ٩٦.
(١٠) الآية رقم ٢٢. وفى (تفسير الطبرى ٢٦ : ١٦٤) «يقول : فأنت اليوم نافذ البصر ، عالم بما كنت عنه فى الدنيا فى غفلة. وهو من قولهم : فلان بصير بهذا الأمر : إذا كان ذا علم به ، وله بهذا الأمر بصر : أى علم».
(١١) الآية رقم ١٢٥.
(١٢) فى م : «يعنى حجة فى الدنيا يعنى : بصيرا» وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٢٥٩) «قال ابن عباس ومجاهد : أى عالما بحجّتى».
تفسير البعل على وجهين
الصّنم* والزّوج*
فوجه منهما ؛ البعل يعنى : الصّنم (١) ؛ قوله تعالى فى سورة «والصّافّات» : (أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ)(٢) يعنى : «أتدعون» (٣) صنما؟
والوجه الثّانى : البعل : الزّوج (٤) ؛ قوله تعالى (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ)(٥) يعنى : زوج المرأة ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّور : (إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَ)(٦) ؛ مثلها : (أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَ)(٧) يعنى : أزواجهنّ ؛ وقوله تعالى : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)(٨).
* * *
تفسير البنيان على ثلاثة أوجه
الصّرح* مسجد الضّرار* الأتّون*
فوجه منها ؛ البنيان «بمعنى» (٩) : الصّرح ؛ قوله تعالى فى سورة النّحل : (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ) يعنى : الصّرح (مِنَ الْقَواعِدِ)(١٠).
__________________
(١) فى ل : «يعنى به الصنم».
(٢) الآية رقم ١٢٥.
(٣) سقط من ص ، م والإثبات عن ل. «قيل معناه : أتدعون ربّا. وقيل : صنم ، يقال : أنا بعل هذا الشىء : أى ربّه ومالكه ، كأنه قال : أتدعون ربا سوى الله» (اللسان ـ مادة : ب. ع. ل).
(٤) (اللسان ـ مادة : ب. ع. ل) و (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : ب. ع. ل).
(٥) سورة البقرة / ٢٢٨.
(٦) سورة النور / ٣١.
(٧) سورة النور / ٣١.
(٨) سورة هود / ٧٢.
(٩) سقط من ص والإثبات عن ل.
(١٠) الآية رقم ٢٦. «قال ابن عباس وزيد بن أسلم وغيرهما : إنه النّمرود بن كنعان وقومه ، أرادوا صعود السماء وقتال أهله ، فبنوا الصّرح ليصعدوا منه بعد أن صنع بالنّسور ما صنع ، فخرّ» (تفسير القرطبى ١٠ : ٩٧).
والوجه الثّانى ؛ البنيان : المسجد ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ)(١) يعنى : مسجده ؛ وكقوله تعالى : (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ)(٢) يعنى : مسجدهم ؛ وكقوله تعالى فى سورة الكهف : (فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً)(٣) يعنى : / مسجدا.
والوجه الثالث ؛ البنيان يعنى : الأتّون ؛ قوله تعالى فى سورة «والصّافّات» : (قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً) يعنى : الأتّون (٤) ؛ (فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)(٥).
* * *
تفسير البضاعة على أربعة أوجه
البضاعة : الدّراهم* متاع الأكراد* البضاعة من كلّ شىء* بضع سنين*
فوجه منها ؛ البضاعة (٦) : الدّراهم ؛ قوله تعالى : (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ)(٧) يعنى : دراهمهم ، وقوله تعالى : (ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا)(٨).
والوجه الثانى ؛ البضاعة (٩) : متاع الأكراد ؛ «وهو» (١٠) الجبن والسّمن ؛ قوله تعالى : (وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ)(١١).
__________________
(١) الآية رقم ١٠٩ ، وتسمى سورة التوبة.
(٢) سورة التوبة / ١١٠.
(٣) الآية رقم ٢١. وانظر بيان ذلك فى (تفسير الطبرى ١٥ : ١٥٢) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٧٨) و (الدر المنثور للسيوطى ٤ : ٢١٦) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٦٩).
(٤) «الأتون ـ بالتشديد : الموقد ، والعامة تخففه ، والجمع الأتاتين. ويقال : هو مولّد» (اللسان ـ مادة : أ. ت. ن).
(٥) الآية رقم ٩٧. «أى : فى النار. و «الجحيم» : الجمر. (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٧٢).
(٦) فى ص : «بضاعة». والإثبات عن ل وم.
(٧) سورة يوسف / ٦٥. «يعنى : دراهمنا التى أعطيناه ثمن الطعام ردّت إلينا مع الطعام» (تنوير المقباس : ١٥١).
(٨) سورة يوسف / ٦٥. «يعنى : دراهمنا التى أعطيناه ثمن الطعام ردّت إلينا مع الطعام» (تنوير المقباس : ١٥١).
(٩) فى ص : «بضاعة» ، والإثبات عن ل وم.
(١٠) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١١) سورة يوسف / ٨٨. «أى : مدفوعة يدفعها كل تاجر رغبة عنها ، واحتقارا لها. من أزجيته إذا دفعته وطردته. واختلف فى تعيينها هنا ، فقيل : كانت من متاع الأعراب صوفا وسمنا ، قاله عبد الله بن الحارث. وقيل : الحنّة الخضراء والصنوبر ، وهو البطم ، حب شجر بالشام ، يؤكل ويعصر الزيت منه لعمل الصابون ، قاله أبو صالح ، فباعوها بدراهم لا تنفق فى الطعام ، وتنفق فيما بين الناس ، ... وقيل : دراهم رديئة ، قاله ابن عباس» (تفسير الطبرى (١٣ : ٣٣ ـ ٣٤) و (تفسير القرطبى ٩ : ٥٣) و (تفسير الكشاف ١ : ٣٩٩) و (غرائب القرآن للنيسابورى ١٣ : ٢٣) و (تنوير المقباس : ١٥٣).
والوجه الثالث ؛ البضاعة : المال المنتفع به عند أهل القافلة (١) ؛ قوله تعالى : (وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً)(٢).
والوجه الرابع ؛ بضع سنين ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)(٣) ((٤) والمراد به : عدد سنين) (٥).
* * *
__________________
(١) فى ل وم : «المال المنتفع به».
(٢) الآية رقم ١٩ من سورة يوسف. «أى أسروا فى أنفسهم أنه بضاعة» (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٤) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٨٢) «أى أخفوه متاعا للتجارة. والبضاعة : ما بضع من المال للتجارة ، أى قطع» ونحوه فى (غرائب القرآن للنيسابورى ١٢ : ١١١)
(٣) الآية رقم ٤٢. «قال الهروى : العرب تستعمل البضع فيما بين الثلاث إلى التسع. وعلى هذا أكثر المفسرين ، وحكاه الثعلبى. قال الماوردى : وهو قول أبى بكر الصديق ـ رضى الله عنه وقطرب» (تفسير القرطبى ٩ : ١٩٧) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٨٩) «وأكثر الأقاويل ، على أنه لبث فيه سبع سنين» ومثله فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٧) وفى (أساس البلاغة ـ مادة : ب. ض. ع) «أقمت عنده بضع سنين : وهو ما بين الثلاث والعشر»
(٤) (٤ ـ ٤) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٥) (٤ ـ ٤) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
تفسير البسط على ستّة أوجه
الضّرب* السّعة* الفتح* المهد* القوّة (١) * مدّ اليد*
فوجه منها ؛ البسط : الضّرب ؛ قوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ)(٢) أى : ضاربوا أيديهم إلى أرواح الكفّار (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الممتحنة : (وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ)(٤) يعنى : بالضّرب.
والوجه الثانى ؛ يبسط يعنى : يوسّع (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ)(٦) أى : وسّع ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّعد : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ)(٧) ؛ مثلها فى سورة البقرة : (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيبسط) (٨) أى : يوسّع (٩) ؛ مثلها فى سورة العنكبوت : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ)(١٠).
والوجه الثّالث ؛ (١١) البسط : الفتح ؛ قوله تعالى : (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ)(١٢) أى : لا تفتح يدك ؛ (١٣) وكقوله تعالى : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ)(١٤) أى : مفتوحتان. (١٥)
__________________
(١) فى ل : «الفضل».
(٢) الآية رقم ٩٣.
(٣) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٤٦) «يبسطون إليهم أيديهم ، يقولون : هاتوا أرواحكم أخرجوها إلينا من أجسادكم».
(٤) الآية رقم ٢.
(٥) فى ل : «البسط يعنى : السعة» ، وفى م : «بسط : توسع». وفى (أساس البلاغة ـ مادة : ب س ط) «مكان بسيط : واسع».
(٦) سورة الشورى / ٢٧.
(٧) الآية رقم ٢٦.
(٨) الآية رقم ٢٤٥.
(٩) وفى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٥٣) «يعنى : يمسك الرزق على من يشاء ، ويضيق عليه. ويوسع على من يشاء».
(١٠) الآية رقم ٦٢.
(١١) فى ل : «الرابع».
(١٢) سورة الإسراء / ٢٩.
(١٣) «يبسط يده كل البسط : أى يبذل العطاء بسخاء» (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ب س ط) وفى (تفسير القرطبى ١٠ : ٢٥٠) «ضرب بسط اليد مثلا لذهاب المال ، فإن قبض الكفّ يحبس ما فيها ، وبسطها يذهب ما فيها».
(١٤) سورة المائدة / ٦٤.
(١٥) وفى (اللسان ـ مادة : ب س ط) «جعل بسط اليد كناية عن الجود وتمثيلا ، ولا يد ثمّ ولا بسط ـ تعالى الله وتقدس ـ عن ذلك».
والوجه الرابع ؛ البسط يعنى به : ((١) المهد والفرش (٢)) ؛ كقوله تعالى : (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً)(٣) أى : فراشا ومهدا (٤).
والوجه الخامس ؛ البسط : الفضل (٥) والقوّة ؛ / قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)(٦) يعنى : فضيلة فى العلم والقوّة. (٧)
والوجه السادس ؛ البسط : مدّ اليد من البعد ؛ قوله تعالى : (إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ)(٨) أى : من البعد.
* * *
__________________
(١) (١ ـ ١) فى ص : «فرش ومهد» وما أثبته عن ل وم.
(٢) (١ ـ ١) فى ص : «فرش ومهد» وما أثبته عن ل وم.
(٣) سورة نوح / ١٩.
(٤) وفى (تفسير الطبرى ٢٩ : ٩٧) «أى : تستقرون عليها وتمتهدونها» وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ب س ط) «والبساط : الأرض الواسعة المستوية».
(٥) فى م : «العلم والقوة».
(٦) الآية رقم ٢٤٧.
(٧) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٩٢) «أى سعة فى العلم والجسم. وهو من قولك : بسطت الشىء إذا كان مجموعا : ففتحته ووسعته» وكذا فى (غريب القرآن للسجستانى : ٥٥) وفى (اللسان : مادة ـ ب س ط) «البسطة : الفضيلة. والبصطة ـ بالصاد ـ ، لغة فى البسطة : والبسطة : السعة» ، «وفى (الوسيط للواحدى ١ : ٣٥٤) «قال الكلبى : زاده بسطة فى العلم بالحرب ، والجسم بالطول ، وكان يفوق الناس برأسه ومنكبيه».
(٨) سورة الرعد / ١٤ وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٣٠٠) «ضرب الله عزوجل الماء مثلا ليأسهم من الإجابة لدعائهم ، لأن العرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلا بالقابض الماء باليد ، قال :
فأصبحت فيما كان بينى وبينها |
|
من الود مثل القابض الماء باليد. |
وانظر : (تفسير الطبرى : ١٣ : ٨٦) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٠١).
تفسير البأس على ثلاثة أوجه
العذاب* الفقر* القتال*
فوجه منها ؛ البأس. بمعنى : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) يعنى : عذابنا «فى الدّنيا» (١)(قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ)(٢) ؛ وقال فى سورة الأنبياء : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا)(٣) يعنى : فلما رأوا عذابنا «فى الدّنيا» (٤). مثلها فى سورة «حم المؤمن» : (فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا)(٥) يعنى : [يمنعنا](٦) من عذاب الله عزوجل.
والوجه الثانى ؛ البأس : الفقر ؛ قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ)(٧) يعنى : بالفقر والشّدّة ؛ ((٨) وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ)(٩) يعنى : الفقر والشدّة. وكقوله تعالى فى سورة الأنعام» (١٠)(١١)).
والوجه الثالث ؛ البأس يعنى : القتال ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(١٢) يعنى : قتال الذين كفروا ؛ (١٣) وقال تعالى فى سورة النّمل :
__________________
(١) سقط من ص ، ل والإثبات عن م.
(٢) الآية رقم ٨٤. وتسمّى سورة غافر.
(٣) الآية رقم ١٢.
(٤) سقط من ص ، ل والإثبات عن م.
(٥) سورة غافر / ٢٩.
(٦) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق عن (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٦).
(٧) سورة الأعراف / ٩٤.
(٨) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٩) الآية رقم ٢١٤.
(١٠) الآية رقم ٤٢ ؛ وهو قوله تعالى : (فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ). فى ل وم : «وكقوله تعالى فى سورة الأعراف» ، وما أثبت تصويب عن (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٦).
(١١) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٢) الآية رقم ٨٤.
(١٣) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٦).
(وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ)(١) يعنى : أولو قتال شديد ؛ وقال تعالى فى سورة البقرة : (وَحِينَ الْبَأْسِ)(٢) يعنى : وقت القتال ؛ (٣) وقال تعالى فى (٤) سورة الحشر : (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ)(٥) يعنى : القتال بين اليهود والمنافقين شديد. (٦)
* * *
تفسير البرّ على ثلاثة أوجه
الصّلة* الطّاعة* التّقوى*
فوجه منها ؛ البرّ : الصّلة ، قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا)(٧) أى : لئلّا تصلوا القرابة (٨) ؛ وقال تعالى فى سورة الممتحنة : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ)(٩) يعنى : تصلوهم. ((١٠) وقوله تعالى : (إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ)(١١) لئلا تبرّوهم ، يعنى : لا تصلوهم (١٢)).
__________________
(١) الآية رقم ٣٣.
(٢) الآية رقم ١٧٧.
(٣) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٧٠) «أى : حين الشدة. ومنه يقال : لا بأس عليك. وقيل : للحرب : البأس».
(٤) فى ل : «مثلها فى ...»
(٥) الآية رقم ١٤.
(٦) فى ل : «يعنى بين اليهود والمنافقين القتال بينهم شديد».
(٧) الآية رقم ٢٢٤.
(٨) فى م : «... أن تبروا يعنى : المال تصلوا القرابة». «العرضة فى كلام العرب : القوة والشدة. يعنى لا تجعلوا الله قوة لأيمانكم فى أن لا تبروا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس ولكن إذا حلفتم على أن لا تصلوا رحما ، ولا تتصدقوا ، ولا تصلحوا ، وعلى أشباه ذلك من أبواب البر فكفّروا ، وأتوا الذى هو خير» (تفسير الطبرى ٤ : ٤٢٥) ، وانظر : (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٨٥) وهامشه بتحقيق الأستاذ : السيد أحمد صقر.
(٩) الآية رقم ٨.
(١٠) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص والإثبات عن ل.
(١١) سورة الممتحنة / ٩.
(١٢) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص والإثبات عن ل.
والوجه الثّانى ؛ البرّ بمعنى : الطّاعة ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المائدة : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ)(١) أراد ب «البرّ» : الطّاعة وترك المعصية ؛ وقال تعالى فى سورة مريم : (وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ)(٢) ؛ مثلها ـ فى قصّة عيسى ـ (وَبَرًّا بِوالِدَتِي)(٣) أى : مطيعا لوالدتى : لأمّى ؛ وقال / فى سورة عبس (٤) : (كِرامٍ بَرَرَةٍ)(٥) يعنى : مطيعين لله ؛ وكقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)(٦) يعنى : المطيعين.
والوجه الثّالث : البرّ : التّقوى ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة آل عمران : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ) يعنى : لن تنالوا التّقوى كلّها (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(٧) : حتى تبلغوا فى الصّدقة ما تحبّون ؛ وقال تعالى فى سورة البقرة : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ) أى : ليس البرّ : التّقوى ، (قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ)(٨) : التّقوى ؛ يعنى : الإيمان ؛ وقال تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ)(٩) يعنى : بالتّقوى : بطاعة الله تعالى ، ((١٠) واتّباع محمّد صلىاللهعليهوسلم (١١)).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٢.
(٢) الآية رقم ١٤. «أى مسارعا فى طاعتهما» (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٤٢٨).
(٣) سورة مريم / ٣٢.
(٤) فى ص وم : «وقال فى المفصل» ، وما أثبته عن ل.
(٥) الآية رقم ١٦. انظر (تفسير القرطبى ١٩ : ٢١٥).
(٦) سورة المطففين / ١٨.
(٧) الآية رقم ٩٢.
(٨) الآية رقم ١٧٧ : قوله تعالى : (قبل المشرق والمغرب) غير موجود فى جميع الأصول والسياق يقتضى الإثبات.
(٩) سورة البقرة / ٤٤.
(١٠) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.
(١١) (١٠ ـ ١٠) سقط من ص ، والإثبات عن ل وم.
تفسير البغى على أربعة أوجه
الظّلم* المعصية* الحسد* الزّنى*
فوجه منها ؛ البغى يعنى : الظّلم (١) ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ)(٢) يعنى : الظّلم ؛ وقال تعالى فى سورة النّحل : (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ) يعنى : الظّلم (يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ)(٤) يعنى : الظّلم ؛ وقال تعالى : (فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي)(٥) يعنى : ظلمت.
والوجه الثانى ؛ البغى يعنى : المعصية ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ)(٦) يعنى : يعصون ؛ مثلها فيها : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ) يعنى معصيتكم (عَلى أَنْفُسِكُمْ)(٧) ضرّها عليكم (٨).
والوجه الثالث ؛ البغى : الحسد ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ
__________________
(١) (اللسان ـ مادة : ب غ ي) «البغى : الظلم والفساد».
(٢) الآية رقم ٣٣.
(٣) الآية رقم ٩٠. فى (تفسير القرطبى ١٠ : ١٦٧) «البغى : هو الكبر والظلم والحقد والتعدى ، وحقيقته : تجاوز الحد ، وهو داخل تحت المنكر ، لكنه تعالى خصه بالذكر اهتماما به لشدة ضرره».
(٤) سورة الشورى / ٣٩.
(٥) سورة الحجرات / ٩ ، وفى ل : «يعنى : تظلم» ـ الآتى ـ وهو تفسير لقوله «تبغى».
(٦) الآية رقم ٢٣. وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٤٣) «يفسدون فيها ، ويعيثون مترافّين فى ذلك ممعنين فيه. من قولك : بغى الجرح ، إذا ترامى إلى الفساد» وفى (تنوير المقباس : ١٣٢) «يتطاولون».
(٧) سورة يونس / ٢٣.
(٨) فى ل : هكذا : «حرها عليكم» وهو تحريف. وفى م : «شرها عليكم». وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٣٤٣) «معناه : إنما بغيكم وبال على أنفسكم» وفى (تنوير المقباس : ١٣٢) «ظلمكم وتطولكم فيما بينكم (على أنفسكم) جنايته».
أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(١) يعنى : حسدا (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم عسق» : (وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)(٣) يعنى : حسدا فيما بينهم.
والوجه الرابع ؛ البغى يعنى : الزّنى ؛ قوله تعالى فى سورة مريم : (وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)(٤) يعنى : زانية ؛ وقوله تعالى فى سورة النّور : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً)(٥) أى : على الزّنى (٦).
* * *
تفسير البدن على وجهين
الجسد* البدن*
((٧) فوجه منهما ؛ البدن يعنى : الجسد ؛ قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)(٨) أى : بجسدك (٩)).
والوجه الثّانى ؛ «البدن يعنى» (١٠) البدنة ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)(١١).
* * *
__________________
(١) الآية التسعون.
(٢) (اللسان ـ مادة : ب غ ي) «البغى : أصله الحسد ، ثم سمى الظلم بغيا لأن الحاسد يظلم المحسود جهده إراغة زوال نعمة الله عنه» وفى (تفسير الطبرى ٢ : ٣٤٢) «وأما معنى قوله : (بغيا) فإنه يعنى به : تعديا وحسدا».
(٣) سورة الشورى / ١٤.
(٤) الآية رقم ٢٨.
(٥) الآية رقم ٣٣.
(٦) (تفسير القرطبى ١٢ : ٢٥٤) و (مختصر من تفسير الطبرى ٢ : ١١) وفى (اللسان ـ مادة : ب غ ي): «البغاء مصدر بغت المرأة بغاء : زنت ، والبغاء جمع بغىّ».
(٧) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٨) سورة يونس / ٩٢.
(٩) (٧ ـ ٧) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(١٠) سقط من ص والإثبات عن م.
(١١) الآية رقم ٣٦. «البدن : جمع بدنة ، وهى الناقة المسمنة التى تساق للنحر والنذر» (تفسير الطبرى ١٧ : ١١٦) و (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ب. د. ن).
تفسير الباطل على أربعة أوجه
التكذيب* الإحباط (١) * الشّرك* الظّلم (٢) *
فوجه منها ، الباطل بمعنى : «التّكذيب» (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة «حم السّجدة» : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)(٤) يعنى : لا يأتى «التّكذيب» (٥) من بين يدى القرآن فيكذّبه ؛ ولا يجىء من بعده كتاب فيكذّبه (٦) ؛ مثلها فى سورة «حم المؤمن» : (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ)(٧) يعنى : المكذّبين (٨) / ، وهم اليهود.
والوجه الثّانى ؛ الباطل بمعنى : الإحباط (٩) ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى)(١٠) «بمعنى : لا تحبطوا» (١١) ؛ وقال تعالى فى سورة محمد صلىاللهعليهوسلم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ)(١٢) أى : «لا تحبطوها» (١٣) بالمنّ والأذى.
__________________
(١) فى م : «الاحتباط».
(٢) فى ص : «الطلب» وما أثبت تصويب عن ل وم.
(٣) فى ل : «الكذب».
(٤) سورة فصلت / ٤٢.
(٥) فى ل : «الكذب».
(٦) (تنوير المقباس : ٢٩٨) «أى لا تكذبه التوراة والإنجيل والزبور ، وسائر الكتب من قبله ، ولا يكون من بعده كتاب فيكذبه ...» وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٨٩ ـ ٢٩٠) «مثل كأن الباطل لا يتطرق إليه ، ولا يجد إليه سبيلا من جهة من الجهات حتى يصل إليه ويتعلق به».
(٧) سورة غافر / ٧٨.
(٨) (تنوير المقباس : ٢٩٥) «هم الكافرون» وفى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٢٨٣) «هم المعاندون الذين اقترحوا الآيات فأنكروها وسموها سحرا» وفى (اللسان ـ مادة : ب. ط. ل) «أبطلت الشىء : جعلته باطلا. وأبطل فلان : جاء بكذب وادعى باطلا».
(٩) فى م : «الاحتباط فذلك».
(١٠) الآية رقم ٢٦٤.
(١١) سقط من ص : والإثبات عن ل وم. فى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة. ح ب ط) «حبط عمله : ذهب سدى وبطل ثوابه ، وأحبط عمله : أبطله وأضاع ثوابه».
(١٢) الآية رقم ٣٣.
(١٣) فى ل وم : «لا تحبطوا».
والوجه الثالث ؛ الباطل بمعنى : الشّرك الذى ليس له أصل ثابت ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) يعنى : ذهب الشّرك (إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً)(١) يعنى : الشّرك لا أصل له فى الأرض ، ولا فرع له فى السّماء ؛ فلذلك قال : (إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) ؛ وقال تعالى فى سورة العنكبوت : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وَكَفَرُوا بِاللهِ)(٢) يعنى يصدّقون بالشّرك ويعبدون الشيطان (٣).
والوجه الرابع ؛ الباطل بمعنى : الظّلم ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ)(٤) أى : بالظّلم ، نظيرها فى سورة النّساء (٥).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٨١ من سورة الإسراء.
(٢) الآية رقم ٥٢.
(٣) فى ص ول : «وعبادة الشيطان» ، والإثبات عن م.
(٤) الآية رقم ١٨٨.
(٥) الآية رقم ٢٩. وهو قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ).
تفسير البطش على وجهين
العقوبة* القوّة*
فوجه منهما ؛ البطش يعنى : العقوبة ؛ قوله تعالى ((١) فى سورة القمر (٢)) : (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ)(٣) يعنى : عقوبتنا (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الدّخان : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى)(٥) يعنى : نعاقب العقوبة الكبرى ؛ (٦) وقال تعالى فى «سورة البروج» (٧) : (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)(٨) يعنى : عقاب ربّك (٩).
والوجه الثّانى : البطش بمعنى : القوّة ؛ ((١٠) قوله تعالى (١١)) : (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً)(١٢) يعنى : قوّة.
* * *
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(٣) الآية رقم ٣٦.
(٤) كما جاء بنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٦٦) و (تنوير المقباس : ٣٣٥). وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ب. ط. ش) «بطش بطشا : فتك وأخذ بالعنف والشدة».
(٥) الآية رقم ١٦.
(٦) «يعنى يوم بدر ، قاله ابن مسعود وابن عباس وغيرهما. وقيل : يوم القيامة» (تفسير القرطبى ١٦ : ٣٤) و (تفسير الطبرى ٢٥ : ٦٧ ، ٧٠) و (الدر المنثور للسيوطى ٦ : ٢٩) و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣١٣) و (غريب القرآن للسجستانى : ٦١) وفيه أيضا : «والبطش : أخذ بشدّة».
(٧) فى ص : «فى المفصل» وما أثبت عن ل وم.
(٨) الآية رقم ١٢.
(٩) فى م : «عذاب ربك».
(١٠) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١١) (١ ـ ١) سقط من ص وم والإثبات عن ل.
(١٢) سورة ق / ٣٦.
تفسير «البرق» (١) على وجهين
برق بمعنى : شخص* «والبرق بعينه» (٢) *
فوجه منهما برق أى : شخص. ويقال : عجب (٣) ؛ قوله تعالى فى سورة القيامة : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ)(٤) أى : شخص البصر (٥).
والوجه الثّانى ؛ البرق بعينه ؛ قوله تعالى : (فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ)(٦) وقال قتادة : «البرق» : الإسلام (٧).
* * *
__________________
(١) فى ص : «برق». والإثبات عن ل وم.
(٢) فى ل : «وبرق».
(٣) فى م : «أعجب». (اللسان ـ مادة : ب. ر. ق) «دهش فلم يبصر».
(٤) الآية رقم ٧.
(٥) هذا على من فتح الراء فى قوله : «برق» وهى قراءة أبى جعفر القارئ ونافع وابن إسحاق وأما معنى «برق» بكسر الراء : فزع فشق ، وفتح عينيه من هول القيامة ، وفزع الموت. وهذه قراءة شيبة وأبى عمرو ، وعامة قراء الكوفة. وهى أولى القراءتين بالصواب عند الطبرى : (تفسير الطبرى ٢٩ : ١٧٨ ـ ١٨٩) و (تفسير القرطبى ١٩ : ٩٤) ، و (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٥٠٨) و (البحر المحيط ٨ : ٣٨٢ ، ٣٨٥) وبنحوه فى (اللسان ـ مادة : ب. ر. ق). و (معانى القرآن للفراء ـ الورقة : ٣٤٩) ، و (غريب القرآن للسجستانى : ٦٢) ، و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٩٩) وهامشه ـ بتحقيق : الأستاذ / سيد أحمد صقر.
(٦) سورة البقرة / ١٩. والبرق : هو نور يلمع فى السماء على أثر انفجار كهربائى فى السحاب» (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية : ب. ر. ق).
(٧) انظر (تفسير الطبرى ١ : ٣٥٠) ، و (الدر المنثور للسيوطى ١ : ٣٣) ، و (تفسير ابن كثير ١ : ٨٣).
تفسير البحر على خمسة أوجه (١)
(٢) اليمّ* موسى والخضر* ماء العذب والملح* سبعة أبحر* بحر تحت العرش*
فوجه منها ؛ البحر يعنى (٣)» : اليمّ ، قوله تعالى فى سورة الدّخان : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً)(٤) يعنى : اليمّ ؛ وكقوله سبحانه : (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ)(٥).
والوجه الثّانى ؛ البحر : «موسى والخضر» (٦) عليهماالسلام ، قوله تعالى : (حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ)(٧) يعنى موسى والخضر على قول بعض أهل التّفسير (٨).
والوجه الثالث ؛ ماء العذب والملح ؛ قوله تعالى فى سورة الرحمن : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ)(٩) يعنى : الماء العذب والملح ؛ وقوله تعالى (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ) يعنى : الماءين (هذا عَذْبٌ فُراتٌ)(١٠) الآية.
__________________
(١) ل ، م : «على أربعة أوجه».
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص ، م. والإثبات عن ل.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص ، م. والإثبات عن ل.
(٤) الآية رقم ٢٣.
(٥) سورة الأعراف / ١٣٨ ، وسورة يونس / ٩٠.
(٦) فى ص ، م : «موسى وخضر» والإثبات عن ل.
(٧) سورة الكهف / ٦٠.
(٨) هذا قول ضعيف ، وحكى عن ابن عباس. ولا يصح. (تفسير القرطبى ١١ : ٩) «وهو من بدع التفاسير» (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٧٦) ، وفى (غرائب القرآن للنيسابورى ١٥ : ٥ ـ ٦) «ومن غرائب التفسير أن البحرين : موسى والخضر ، لأنهما بحرا العلم ، ... ، لأن أحد البحرين إذا كان هو موسى ـ عليهالسلام ـ فكيف يصح أن يقول : (حتى أبلغ مجمع البحرين) ، إذ يؤول حاصل المعنى إلى قولنا : حتى أبلغ مكان يجتمع فيه بحران من العلم أحدهما أنا» ومجمع البحرين : المكان الذى وعد فيه موسى لقاء الخضر ـ عليهماالسلام ـ وهو ملتقى بحرى فارس والروم مما يلى المشرق. وقيل : طنجة. وقيل : أفريقية». كما جاء فى تلك المراجع.
(٩) الآية رقم ١٩.
(١٠) سورة فاطر / ١٢ ، ونحوه كما فى سورة الفرقان / ٥٣.