الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ)(١) يعنى : لكلّ أهل ملّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)(٢) يعنى : ملّة واحدة.

والوجه الثالث ؛ أمّة يعنى : سنين معدودة ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٣) يعنى : سنين معدودة (٤). / نظيرها فى سورة يوسف : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)(٥) يعنى : سنين (٦).

والوجه الرابع ؛ أمّة يعنى قوما ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ)(٧) يعنى : أن يكون قوم أكثر من قوم (٨) ؛ وفى سورة الحج : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً)(٩) يعنى : ولكلّ قوم.

والوجه الخامس ؛ أمّة يعنى : إماما يقتدى به ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً)(١٠).

والوجه السادس ؛ أمّة يعنى : الأمم الخالية من الكفّار وغيرهم ؛ قوله تعالى فى سورة يونس : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ)(١١) يعنى : الأمم الخالية ؛ «وكذلك لهذه الأمّة» (١٢) ؛

__________________

(١) الآية ١٠٨.

(٢) الآية ٣٣.

(٣) الآية ٨.

(٤) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة : ٨) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥) «... كأنّ الأمّة من الناس القرن ينقرضون فى حين ، فتقام الأمّة مقام الحين.».

(٥) الآية ٤٥.

(٦) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٦٠) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٨) «أى بعد حين. يقال : بعد سبع سنين» وبنحوه فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) و (غريب القرآن للسجستانى : ٣٨).

(٧) الآية ٩٢.

(٨) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «وقال الفراء : المعنى : لا تغدروا بقوم لقلتهم وكثرتكم ، أو لقلتكم وكثرتهم ، وقد عزرتموهم بالأيمان» (تفسير القرطبى ١٠ : ١٧١).

(٩) الآية ٦٧.

(١٠) الآية ١٢٠. فى م : «يقتدى به». وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «يعنى إماما وحيدا فى العلم.» وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) «إماما يعلّم الخير» ونحو ذلك فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥.

(١١) الآية ٤٧.

(١٢) الإثبات عن م.

١٢١

وكقوله تعالى فى سورة الملائكة : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ)(١) يعنى : الأمم الخالية.

والوجه السّابع ؛ أمّة يعنى : أمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم «والمسلمون» (٢) خاصّة ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(٣) يعنى : المسلمين (٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)(٥) يعنى : أمّة عدلا بين النّاس ؛ يعنى المسلمين خاصة ؛ نظيرها فى سورة الحجّ (٦).

والوجه الثامن ؛ أمّة يعنى : الكفّار خاصّة ؛ كقوله تعالى فى سورة الرّعد : (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ)(٧) يعنى : الكفّار (٨).

والوجه التاسع ؛ أمّة يعنى : خلقا ؛ كقوله تعالى فى سورة الأنعام : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ)(٩) «يعنى : خلقا مثلكم» (١٠)

* * *

__________________

(١) الآية ٢٤. وتسمى سورة فاطر.

(٢) الإثبات عن

(٣) الآية ١١٠.

(٤) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨).

(٥) الآية ١٤٣.

(٦) الآية ٣٤.

(٧) كما فى الآية الثلاثون.

(٨) وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «يعنى الكفار خاصة».

(٩) الآية ٣٨.

(١٠) الإثبات عن م. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «يعنى إلّا خلق أمثالكم» وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥) «أى : أصناف ، ...».

١٢٢

تفسير الأمر بالمعروف والنّهى عن المنكر على وجهين

التّوحيد والشّرك «بالله» (١) * التّكذيب والتّصديق (٢) بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم*

فوجه منهما ؛ الأمر بالمعروف يعنى : التّوحيد ؛ والنّهى عن المنكر : الشّرك بالله تعالى ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) يعنى : «التّوحيد (٣) بالله عزوجل» ـ. (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(٤) يعنى : الشّرك بالله تعالى ؛ وكقوله تعالى فى سورة لقمان : (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ) «يعنى : التّوحيد» (٥). (وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(٦) يعنى : الشّرك «بالله عزوجل» (٧).

والوجه الثانى ؛ الأمر بالمعروف : اتّباع النّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ والنّهى عن المنكر يعنى : التكذيب ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران ـ لمؤمنى أهل التّوراة ـ (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ)(٨) ؛ مثلها فى سورة «براءة» : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(٩) «عن التكذيب به» (١٠) إيمانا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) الإثبات عن م.

(٢) فى م : «الصدق»

(٣) الإثبات عن م.

(٤) وتسمى سورة التوبة / ١١٢

(٥) الإثبات عن م.

(٦) الآية ١٧.

(٧) الإثبات عن م.

(٨) الآيتان ١١٣ ، ١١٤.

(٩) الآية ٧١. وفى م : «... بالمعروف : اتباع النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

(١٠) الإثبات عن م.

١٢٣

تفسير اطمأنّ على ثلاثة أوجه

السّكون* الرّضا* الإقامة*

فوجه منها / ؛ يطمئنّ : يسكن ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)(١) يعنى : ليسكن قلبى إذا نظرت إليه (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المائدة : (وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا)(٣) يعنى تسكن قلوبنا إذا رأينا المائدة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّعد : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ)(٤) ، أى تسكن قلوبهم (٥) ؛ مثلها فيها (٦) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ) يعنى : مدد الملائكة يوم أحد ، (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ)(٧) يعنى : تسكن «قلوبكم» (٨) ؛ نظيرها فى سورة الأنفال ـ يوم بدر : (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ)(٩) : «تسكن قلوبكم». (١٠)

والوجه الثانى ؛ اطمأنّ يعنى : رضى ؛ قوله تعالى فى سورة الحجّ : (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ)(١١) يعنى : رضى به ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّحل : (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ)(١٢) أى راض به (١٣) ؛

__________________

(١) الآية ٢٦٠.

(٢) فى (تنوير المقباس : ٣٠) لتسكن حزازة قلبى ، وأعلم بأنى خليلك مستجاب الدعوة» ونحوه (فى تفسير غريب القرآن للسجستانى : ٩٦).

(٣) الآية رقم ١٣.

(٤) الآية ٢٨.

(٥) «وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن» (تفسير القرطبى ٩ : ٣١٥).

(٦) أى فى سورة الرعد ٢٨.

(٧) الآية ١٢٦.

(٨) الإثبات عن م.

(٩) الآية ١٠.

(١٠) الإثبات عن م.

(١١) الآية ١١.

(١٢) الآية ١٠٦.

(١٣) فى م : بالإيمان.

١٢٤

مثلها فى سورة الفجر : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً)(١) يعنى : الرّاضية بثواب الله تعالى.

والوجه الثالث ؛ اطمأنّ بمعنى : أقام ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)(٢) يقول تعالى : فإذا أقمتم فأقيموا الصّلاة يعنى : فأتمّوها ؛ وكقوله تعالى فى سورة بنى إسرائيل : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ)(٣) يعنى : مقيمين (٤).

__________________

(١) الآيتان ٢٦ ، ٢٧.

(٢) الآية ١٠٣.

(٣) الآية ٩٥ ، وتسمّى سورة الإسراء.

(٤) كما فى (تنوير المقباس : ١٨١) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٦٤٣) «ساكنين فى الأرض قارّين».

١٢٥

تفسير الاستغفار على ثلاثة أوجه

من الشّرك* الصّلاة* الاستغفار بعينه*

فوجه منها ؛ الاستغفار من (١) الشّرك ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ)(٢) يعنى : من الشّرك ؛ مثلها فى سورة نوح (٣).

والوجه الثانى ؛ الاستغفار بمعنى : الصّلاة ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ)(٤) ؛ مثلها فى سورة الذّاريات : (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(٥) يعنى : يصلّون ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(٦) يعنى : وهم يصلّون.

والوجه الثالث ؛ الاستغفار بعينه (٧) ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف ـ لامرأة العزيز : (اسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) يعنى : استغفرى زوجك ألّا يعاقبك بالذّنب (إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ)(٨).

* * *

__________________

(١) فى م : «الاستغفار بعينه». فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦) «الاستغفار بمعناه».

(٢) الآية ٩٠.

(٣) الآية العاشرة. وهو قوله تعالى : (فقلت استغفروا ربكم) «يعنى من الشرك» (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦). وفى (تفسير الطبرى ٢٩ : ٩٣) «يقول : فقلت لهم : سلوا ربكم غفران ذنوبكم ، وتوبوا إليه من كفركم ، ...».

(٤) الآية ١٧. «أى : المصلين بالأسحار» (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة : ٧) و (تنوير المقياس : ٣٦) وهو مروى عن قتادة» (تفسير القرطبى ٤ : ٣٨) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١١٥) «عن الحسن : كانوا يصلّون فى أول الليل حتى إذا كان السحر أخذوا فى الدعاء والاستغفار هذا نهارهم وهذا ليلهم».

(٥) الآية ١٨.

(٦) الآية ٣٣.

(٧) والاستغفار ـ هنا ـ بمعنى السؤال (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٦).

(٨) الآية ٢٩.

١٢٦

تفسير أحسّ على أربعة أوجه

الرّؤية* القتل* البحث* الصّوت*

فوجه منها ؛ أحسّ بمعنى الرّؤية ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ)(١) يعنى : رأى منهم الكفر (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا)(٣) يعنى : رأوا عذابنا ؛ وكقوله تعالى فى سورة مريم : (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ)؟ (٤) يقول تعالى : / هل ترى منهم من أحد؟ (٥).

والوجه الثانى ؛ أحسّ يعنى القتل ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ)(٦) يعنى : تقتلونهم (٧).

والوجه الثالث ؛ الحسّ بمعنى : البحث ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ)(٨) يعنى : ابحثوا عنه (٩).

والوجه الرابع ؛ الحسّ بمعنى الصّوت ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها)(١٠) يعنى : لا يسمعون صوتها (١١).

* * *

__________________

(١) الآية ٥٢.

(٢) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ : الورقة : ٢٥٤) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٧) «علم ووجد» وانظر (اللسان ـ مادة : ح. س. س).

(٣) الآية ١٢.

(٤) الآية ٩٨.

(٥) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) وفى (تفسير القرطبى ١١ : ١٦٢) «... منهم أحدا وتجد» وكذلك فى (تنوير المقباس : ١٩٤).

(٦) الآية ١٥٢.

(٧) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) و (تنوير المقباس : ٤٧) و (البحر المحيط ٣ : ٧٨) و (تفسير القرطبى ٤ : ٣٥). «قال أبو إسحاق : معناه : تستأصلونهم قتلا. يقال : حسّهم القائد يحسهم حسّا إذا قتلهم» .. (اللسان مادة : ح. س. س) ، و (غريب القرآن للسجستانى : ٦٩).

(٨) الآية ٨٧.

(٩) فى (غريب القرآن للسجستانى ٧٤) «أى تبحثوا وتخبروا» وكذا فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) و (فى تنوير المقياس ١٥٣) «فاستخبروا واطلبوا خبر يوسف» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ٣٩٩) «والتحسس : طلب الشىء بالحواسّ فهو تفعل من الحسّ (تفسير القرطبى ٩ : ٢٥٢).

(١٠) الآية ١٠٢.

(١١) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ١١١) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٤) وفى (تفسير القرطبى ١١ : (٣٤٥) «أى : حسّ النار وحركة لهبها. والحسيس والحسّ : الحركة».

١٢٧

تفسير الإسلام على وجهين

الإخلاص* الإقرار*

فوجه منهما ؛ الإسلام يعنى : الإخلاص ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ) يقول : أخلص ، قال : أخلصت (١). (لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) ؛ وقال تعالى فى سورة آل عمران : (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ)(٣) يعنى : أخلصت (٤) دينى لله ؛ وكقوله تعالى : (وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ)؟ يعنى : أأخلصتم بالتّوحيد؟ (فَإِنْ أَسْلَمُوا)(٥) بالتّوحيد يعنى أخلصوا ؛ وقال تعالى فى سورة لقمان : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ)(٦) يعنى : يخلص دينه لله ؛ نظيرها فى سورة البقرة (٧).

والوجه الثّانى ؛ الإسلام يعنى الإقرار ؛ قوله تعالى : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً)(٨) يعنى أقرّ (٩) بالعبوديّة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجرات : (وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا)(١٠) يعنى : الإقرار باللّسان (١١) ؛ وقال تعالى فى سورة «براءة» (وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ)(١٢) يعنى : بعد إقرارهم ولم يخلصوا قط.

* * *

__________________

(١) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٢٥٤) وفى (غريب القرآن للسجستانى ٤) أى سلم ضميرى له. ومنه اشتقاق المسلم» وبنحوه فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦.

(٢) الآية ١٣١.

(٣) الآية العشرون.

(٤) كما فى (غريب القرآن للسجستانى : ٧) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦) «أى انقدت لله بلسانى وعقدى».

(٥) سورة آل عمران ٢٠.

(٦) الآية ٢٢.

(٧) الآية ١١٢. «وهو قوله تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أى : أخلص ، ومثله قوله تعالى [فى سورة آل عمران ، آية : ١٠٢] (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) أى : وأنتم مخلصون (توجيه القرآن للمقرئ الورقة : ٢٦٢).

(٨) سورة آل عمران / ٨٣.

(٩) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٧) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٦٢) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦) «أى : انقاد له وأقرّ به المؤمن والكافر».

(١٠) الآية ١٤.

(١١) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦) «أى : انقدنا بالسيف» وفى (تفسير الطبرى ٢٠ : ١٤١) «عن الزهرى قال : إن الإسلام : الكلمة ، والإيمان : العمل».

(١٢) الآية ٧٤.

١٢٨

تفسير «أصبحوا» (١) على وجهين

الصّباح* فصار*

فوجه منهما ؛ «فأصبحوا» (٢) من الغد وبعد ما ذهب عنهم اللّيل ؛ قوله تعالى فى سورة ن : (إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ)(٣) يعنى : بالغداة (٤) ؛ نظيرها فيها : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ)(٥) يعنى : فأصبحت من الغد ؛ وكقوله تعالى : (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها)(٦) ؛ ونحوه كثير (٧).

والوجه الثانى ؛ فأصبح يعنى : فصار ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٨) ؛ وكقوله تعالى : (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً)(٩) ؛ وقوله تعالى : (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)(١٠) يعنى : «صرتم بنعمته» (١١) ؛ وأمثاله كثير (١٢).

* * *

__________________

(١) فى ل : «فأصحبوا» وما أثبته عن م. وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة ٨) «أصبح».

(٢) الإثبات عن م.

(٣) الآية ١٧.

(٤) وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٩) «أى حلفوا ليجذنّ ثمرها صباحا».

(٥) سورة القلم / ٢٠.

(٦) سورة الكهف / ٤٢.

(٧) كقوله تعالى : (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) سورة الأعراف ٩١ ، وسورة هود ٩٤ ، ٩٧. ونظير ذلك كما فى سورة الشعراء ١٥٧ ، وسورة العنكبوت ٣٧ ، وانظر (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨).

(٨) الآية ٣٠.

(٩) سورة الكهف / ٤١.

(١٠) سورة آل عمران / ١٠٣. «يعنى صرتم» (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨).

(١١) الإثبات عن م.

(١٢) فى م. «وأمثالها كثيرة». كما فى سورة المائدة / ٣١ ، وسورة الحج / ٦٣ ، وسورة فصلت / ٢٣ ، وانظر (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨).

١٢٩

تفسير الإشعار على خمسة أوجه

الشّعر* الكوكب* المناسك* العلم* جميع الشّعر (١) بعينه*

فوجه (٢) منها ؛ الأشعار جميع شعر (٣) ؛ قوله تعالى : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ)(٤) ؛ وقوله تعالى : (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ)(٥).

والوجه الثانى (٦) ؛ الشّعرى : الكوكب المعروف ؛ قوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى)(٧).

والوجه الثالث (٨) ؛ الشّعائر : المناسك ؛ قوله تعالى فى سورة الحج : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ)(٩) يعنى : مناسك الله ؛ وكقوله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)(١٠) : أى مناسك الله.

__________________

(١) فى م «جمع الشعراء».

(٢) هذا الوجه ترتيبه فى م «الوجه الرابع».

(٣) فى م : «الأشعار جمع الشعراء» وفى (اللسان ـ مادة : ش. ع. ر) «شعر الرجل : قال الشعر فهو شاعر ، والجمع شعراء».

(٤) سورة الشعراء / ٢٢٤ فى م : «وهم يطئون». فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٣٢١) «قوم يتبعونهم يتحفظون سبّ النبى ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ويروونه».

(٥) سورة الحاقة / ٤١.

(٦) هذا الوجه جاء ترتيبه فى م : «الوجه الخامس».

(٧) سور النجم / ٤٩. «كوكب معروف كان ناس من الجاهلية يعبدونه» (غريب القرآن للسجستانى : ١٩٧) ونحوه فى (تفسير الطبرى ١٧ : ١١٩) ، و (البحر المحيط ٨ : ١٥٥ ، ١٦٩) و (اللسان ـ مادة : ش. ع. ر).

(٨) هذا الوجه جاء ترتيبه فى م «الوجه الأول».

(٩) الآية ٣٢.

(١٠) سورة البقرة / ١٥٨ «شعائر الحج : مناسكه وعلاماته وآثاره وأعماله ، جمع : شعيرة وكلّ ما جعل علما لطاعة الله ـ عزوجل ـ ، كالوقوف ، والطواف والسّعى والرّمى والذّبح وغير ذلك» (اللسان ـ مادة : ش. ع. ر).

١٣٠

/ والوجه الرابع (١) ؛ أشعر يشعر بمعنى : العلم ، أى أعلم يعلم ؛ قوله تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ)(٢) أى يعلمكم ؛ وكقوله تعالى : (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)؟ (٣) أى يعلمون.

والوجه الخامس (٤) ؛ الأشعار ؛ جمع شعر ؛ قوله تعالى فى سورة النحل : (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً)(٥).

* * *

__________________

(١) هذا الوجه جاء ترتيبه فى م «الوجه الثانى».

(٢) سورة الأنعام / ١٠٩.

(٣) سورة النحل / ٢١ وسورة النمل / ٦٥.

(٤) هذا الوجه جاء ترتيبه فى م : «الثالث».

(٥) الآية ٨٠.

١٣١

تفسير الإمساك على سبعة أوجه

المراجعة* الحبس* البخل* الحفظ* المنع* التّمسّك* العمل به (١) *

فوجه منها ؛ الإمساك يعنى : المراجعة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ) يعنى : رجعة بمعروف (٢) ، (أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ)(٣) ؛ وكقوله تعالى : (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)(٤) ؛ مثلها فى سورة الطّلاق (٥).

والوجه الثانى ؛ الإمساك : الحبس ؛ قوله تعالى : (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ)(٦) يعنى : احبسوهنّ.

والوجه الثالث ؛ الإمساك يعنى : البخل ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ)(٧) يعنى : لبخلتم مخافة الفقر.

والوجه الرابع ؛ الإمساك يعنى : الحفظ ؛ قوله تعالى فى سورة فاطر :

(إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا)(٨) يعنى : يحفظ ؛ (٩) وكقوله تعالى : (إِنْ أَمْسَكَهُما) يعنى : ما أمسكهما ، يعنى ما حفظهما (١٠)(مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً)(١١) ؛ مثلها فى سورة الحجّ : (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ

__________________

(١) فى م : «والأخذ به».

(٢) وذلك قبل التطليقة الثالثة ، لأنه لا رجعة بعد ذلك

(٣) الآية ٢٢٩.

(٤) سورة البقرة / ٢٣١ «أى : «فراجعوهنّ (بمعروف) : بحسن الصحبة والمعاشرة» (تنوير المقباس : ٢٦).

(٥) الآية ٢.

(٦) سورة النساء / ١٥.

(٧) الآية المائة. وتسمى سورة الإسراء.

(٨) الآية ٤١.

(٩) فى م : «يحفظهما».

(١٠) فى م : «.. ما أحفظهما».

(١١) الآية ٤١ من سورة فاطر.

١٣٢

عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(١) ؛ وقوله تعالى فى سورة الملك : (ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ)(٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّحل (٣).

والوجه الخامس ؛ الإمساك : المنع ؛ قوله تعالى فى سورة فاطر : (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) ، أى لا مانع لها (وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ)(٤) ، أى وما يمنع ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّمر : (هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ)(٥) ، أى مانعات رحمته ، ونحوه كثير (٦).

والوجه السادس ؛ الإمساك يعنى : التّمسّك بالشّىء ، قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى)(٧) : أى أخذ بالثّقة (٨) ؛ وكقوله تعالى فى سورة لقمان (٩).

والوجه السابع ؛ الإمساك بمعنى : العمل به ؛ قوله تعالى فى «سورة الزخرف» (١٠) :

(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ)(١١) : أى اعمل بالذى أوحى إليك.

* * *

__________________

(١) الآية ٦٥.

(٢) الآية ١٩.

(٣) كما فى الآية ٧٩. وهو قوله تعالى : (ما يمسكهنّ إلّا الله).

(٤) الآية ٢.

(٥) الآية ٣٨

(٦) كما فى سورة الزمر / ٤٢

(٧) الآية ٢٥٦.

(٨) وفى (تنوير المقباس ٣٠) فقد أخذ بالثقة بلا إله إلا الله ، وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٠٣) «من الحبل الوثيق المحكم المأمون».

(٩) الآية ٢٢. وهو قوله تعالى : (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى).

(١٠) الإثبات عن م ..

(١١) الآية ٤٣.

١٣٣

تفسير الأخذ على خمسة أوجه

القبول* الحبس* العذاب* القتل* الأسر*

فوجه منها ؛ الأخذ يعنى القبول ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي)(١) يعنى : قبلتم (٢). وقال تعالى فى سورة المائدة :

(إِنْ أُوتِيتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا)(٣)

يعنى : فاقبلوه ؛ وقال تعالى فى سورة «براءة» (وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ)(٤) ؛ وقال تعالى فى سورة البقرة : (وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ)(٥) ؛ أى لا تقبل ؛ وقال تعالى فى سورة الأعراف : (خُذِ الْعَفْوَ)(٦) يعنى : اقبل الفضل من أموالهم.

والوجه الثانى ؛ الأخذ بمعنى : الحبس ؛ قوله تعالى فى سورة يوسف : (فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ)(٧) يقول : احبس أحدنا مكان أخيه ، (قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ)(٨) ، أى نحبس (٩) ؛ وقال تعالى فيها : (ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ)(١٠) يعنى : ليحبس «أخاه فى دين الملك» (١١).

__________________

(١) الآية ٨١.

(٢) وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٤) «أى : وقبلتم على ذلكم عهدى» وبنحوه فى (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٨٢).

(٣) الآية ٤١.

(٤) الآية ١٠٤. «أى : يقبلها» (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٤) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥).

(٥) الآية ٤٨.

(٦) الآية ١٩٩.

(٧) الآية ٧٨.

(٨) الآية ٧٩.

(٩) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٤) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة : ٥).

(١٠) سورة يوسف / ٧٦.

(١١) الإثبات عن م.

١٣٤

والوجه الثّالث ؛ الأخذ بمعنى : العذاب ؛ قوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (فَأَخَذَهُمُ اللهُ)(١) «يعنى : عذّبهم» (٢) ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى) يعنى : إذا عذّب القرى (٣)(وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)(٤) ؛ وقال فى سورة العنكبوت : (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ)(٥) يعنى : عذّبنا بذنبه.

والوجه الرابع : الأخذ : القتل ؛ قوله تعالى فى سورة المؤمن : (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ)(٦) ، أى ليقتلوه (٧).

والوجه الخامس ؛ الأخذ يعنى : الأسر ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ)(٨) يعنى : «وأسروهم» (٩) نظيرها فى سورة النّساء : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ)(١٠) يعنى : فأسروهم.

__________________

(١) الآية ٢١.

(٢) الإثبات عن م.

(٣) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٤).

(٤) الآية ١٠٢. فى م : «يعنى إذا عذب إنّ عذابه أليم شديد» وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٩٦) «أى عقوبته لأهل الشرك موجعة غليظة».

(٥) الآية ٤٠.

(٦) سورة غافر / ٥.

(٧) وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة : ٥) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٤) «أى ليعذبوه ، أو ليقتلوه».

(٨) وتسمى سورة التوبة / ٥.

(٩) فى ل «أسروهم» وما أثبته عن م و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٨٤) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥).

(١٠) الآية ٨٩.

١٣٥

تفسير أقام على وجهين

الإقرار من غير تصديق* الإتمام (١)

فوجه منهما ؛ إقرار (٢) من غير تصديق ؛ قوله تعالى فى سورة «براءة» : (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ)(٣) يعنى : أقرّوا بها (٤) ؛ نظيرها فيها (٥).

والوجه الثانى ؛ الإقامة بمعنى : الإتمام (٦) ؛ قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ)(٧) أى أتمّها ، (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ)(٨) يعنى : يتمونها (فى مواقيتها) (٩) مثلها فى سورة البقرة (١٠) : وسورة المجادلة (١١) ، وغيرهما (١٢).

__________________

(١) فى م : «إتمامها».

(٢) فى م : «أقام الصلاة يعنى : الإقرار من ...».

(٣) الآية ٥.

(٤) فى م : «أى : أقروا بالصلاة».

(٥) كما فى سورة التوبة / ١١. وفى م : «فيها وفى حم السجدة» وهو خطأ.

(٦) فى م : «يعنى : إتمامها».

(٧) سورة هود / ١١٤ ، وسورة الإسراء / ٧٨ ، وسورة طه / ١٤ ، وسورة العنكبوت / ٤٥ ، وسورة لقمان / ١٧.

(٨) سورة المائدة / ٥٥ ، وسورة الأنفال / ٣ ، وسورة النمل / ٣ ، وسورة لقمان / ٤ «وقال ابن عباس : إقامة الصلاة : تمام الركوع والسجود ، والتلاوة والخشوع ، والإقبال عليها فيها» (تفسير الطبرى ١ : ٢٤١) و (تفسيرى ابن كثير ١ : ٧٧) و (الدر المنثور ١ : ٢٧).

(٩) الإثبات عن م.

(١٠) كما فى الآيات ٣ ، ٤٣ ، ٨٣ ، ١١٠ من هذه السورة.

(١١) كما فى الآية ١٣.

(١٢) كما فى سورة النساء / ١٠٣ ، وسورة الحج / ٧٨ ، وسورة النور / ٥٦ ، وسورة المزمل / ٣٠.

١٣٦

تفسير الاعتداء على وجهين

التّعدّى عمّا أمر الله عزوجل* الاعتداء بعينه وهو الظّلم*

فوجه منهما ؛ الاعتداء يعنى : أن يتعدّى (١) ما أمر الله عزوجل ؛ قوله تعالى فى سورة [البقرة](٢) : (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ) يتعدّى حدود الله تعالى إلى غيرها (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(٣). نظيرها فى [سورة الطّلاق](٤) : (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)(٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «البقرة» (٦)(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها)(٧).

والوجه الثّانى ؛ الاعتداء بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(٨) يقول تعالى : فمن اعتدى على القاتل بعد ما أخذ الدّية فقتله ، فله عذاب أليم (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ) إلى قوله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ)(١٠).

* * *

__________________

(١) فى م : «التعدّى عما أمر الله ...».

(٢) فى ل وم «الطلاق» والصواب ما أثبت بين الحاصرتين.

(٣) الآية ٢٢٩.

(٤) فى ل : «فى النساء» وفى م : «فى النساء الكبرى : تلك حدود الله فلا تقربوها» وما أثبته بين الحاصرتين هو الصواب.

(٥) الآية الأولى.

(٦) فى ل : «فى النساء» ولعله يريد بهذا : سورة النساء القصرى : أى سورة الطلاق ، لأنها تسمّى بهذين الاسمين (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ٦٩) وما أثبته عن م.

(٧) الآية ٢٢٩ ، وسورة الطلاق / ١.

(٨) الآية ١٩٤.

(٩) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٢١٥) «فالعدوان الأول ظلم ، والثانى جزاء ، والجزاء لا يكون ظلما ، وإن كان لفظه كلفظ الأول».

(١٠) الآية ٩٤.

١٣٧

تفسير الإيمان على أربعة أوجه

الإقرار من غير تصديق* وإقرار بتصديق* توحيد* إيمان فى شرك (١).

فوجه منها ؛ الإيمان يعنى به الإقرار باللّسان فى العلانية ؛ قوله تعالى فى سورة المنافقون : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) يعنى : أقرّوا (ثُمَّ كَفَرُوا)(٢) يعنى : أقرّوا باللّسان فى العلانية ، وكفروا فى السّرّ ، (٣) نظيرها فيها : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ)(٤) الآية ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحديد : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٥) يعنى : أقرّوا. مثلها فى سورة الممتحنة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ)(٦). نظيرها فى سورة المجادلة (٧).

والوجه الثانى ؛ الإيمان : التّصديق فى السرّ والعلانية ؛ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(٨) ؛ وقوله تعالى فى سورة الفتح : (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ)(٩).

والوجه الثالث ؛ الإيمان يعنى : التّوحيد ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ)(١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «المؤمن» (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى

__________________

(١) فى م : «أيمان فى غير شرك».

(٢) الآية ٣.

(٣) فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٦٧) أى آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم ...».

(٤) أى فى سورة المنافقون : آية ٩.

(٥) الآية ٦.

(٦) الآية ١٣.

(٧) الآيات ٩ ، ١١ ، ١٢.

(٨) سورة البينة / ٧.

(٩) الآية ٥.

(١٠) الآية ٥.

١٣٨

الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ)(١) يعنى : التّوحيد ؛ وكقوله تعالى (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ)(٢) يعنى : بالتّوحيد.

والوجه الرابع ؛ الإيمان فى شرك ؛ كقوله تعالى فى سورة يوسف : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)(٣) يعنى : مشركين لتبديل إيمانهم ؛ وكذلك قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(٤)(لَيَقُولُنَّ اللهُ)(٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ)(٦) وهم مشركون بالله تعالى (٧) ؛ وأهل الكتاب يؤمنون ببعض الكتاب ، ويبغضون الرّسل ، ويكفرون ببعض (٨) ؛ قال الله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا)(٩) ، (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ)(١٠) ببعض الرّسل والكتب (١١) ، إذا لم يؤمنوا بهم كلّهم.

* * *

__________________

(١) وتسمى سورة غافر / ١٠.

(٢) سورة النحل / ١٠٦

(٣) الآية ١٠٦ «يعنى : مشركى العرب ، إن سألتهم من خلقهم قالوا : الله ، وهم مع ذلك يجعلون له شركاء ، ...» انظر (تفسير الطبرى ١٣ : ٥٢).

(٤) (٤ ـ ٤) فى ل بياض بمقدار ما أثبت عن م.

(٥) سورة لقمان / ٢٥ ، وسورة الزمر / ٣٨ ، وسورة الزخرف / ٩.

(٦) الآية ٨٧.

(٧) (٤ ـ ٤) فى ل بياض بمقدار ما أثبت عن م.

(٨) فى م : «ببعض الكتاب والرسل».

(٩) سورة النساء / ١٥١.

(١٠) سورة غافر / ٨٥.

(١١) انظر (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٦٧) و (تفسير القرطبى ٦ : ٣ ، ٤).

١٣٩

تفسير الأكل على تسعة أوجه

الأكل ـ بضمّ الأنف : الثمر (١) * الأكل (٢) بعينه* الإحراق (٣) * الابتلاع (٤) * الاستئصال* الافتراس* أخذ الأموال ظلما (٥) * الانتفاع* الرّزق*

فوجه منها ؛ الأكل ـ بالضّمّ ـ يعنى : الثمرة (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(٧) ، أى ثمرتها ؛ وقوله تعالى : (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها)(٨) يعنى : ثمرتها. (٩)

والوجه الثانى ؛ الأكل بعينه ؛ قوله تعالى : (فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما)(١٠) نظيرها : (فَأَكَلا مِنْها)(١١). ونظائرها كثيرة (١٢).

والوجه الثالث ؛ الأكل : الحرق ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ)(١٣) ، أى تحرقه (النار) (١٤).

__________________

(١) الإثبات عن م.

(٢) فى م : «النحل بعينه».

(٣) فى م : «الحرق».

(٤) فى م : «الاتباع».

(٥) فى م : «أخذ أموال الناس ظلما».

(٦) فى م : «بضم الألف .. الثمر بالجمع».

(٧) الآية ٣٣.

(٨) سورة الرعد / ٣٥. «الأكل ـ بضم الهمزة ـ ثمر النخل والشجر ، وكل ما يؤكل فهو أكل ، وفى الخبر. «إذ أخذت ثمرة عادت مكانها أخرى» (تفسير القرطبى ٩ : ٣٢٥ ، ١٠ : ٤٠٣).

(٩) فى م : «ثمرها».

(١٠) سورة الأعراف / ١٩.

(١١) سورة طه / ١٢١ ، وفى م ، «نظيره : (فكلا منها رغدا) ونظائره كثير».

(١٢) كما فى سورة البقرة / ٣٥ ، وسورة آل عمران / ٤٩ ، وسورة المائدة / ٣ ، ٨ ، وسورة الأنعام / ١١٨ ، ١١٩ ، ١٢١ ، وسورة الأعراف / ٣١ ، ١٦٠ ، ١٦١ ، وسورة الأنفال / ٦٩ ، ١١٤.

(١٣) الآية ١٨٣.

(١٤) الإثبات عن م.

١٤٠