الوجوه والنظائر - ج ١

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني

الوجوه والنظائر - ج ١

المؤلف:

أبو عبدالله الحسين بن محمّد الدامغاني


المحقق: محمّد حسن أبوالعزم الزفيتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: جمهورية المصر العربية ، وزارة الأوقاف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، لجنة إحياء التراث
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

تفسير الاستطاعة على وجهين

السّعة فى المال* «الطّاقة» (١) فى القلب.

فوجه منهما ؛ الاستطاعة يعنى : السّعة فى المال ؛ قوله تعالى فى سورة براءة : (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا)(٢) يعنى : لو وجدنا السّعة فى المال (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٤) يعنى : من وجد سعة فى المال على أن يحجّ قدر ما يبلّغه (٥) ؛ وقال تعالى فى سورة النّساء : (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً)(٦) يعنى : لم يجد سعة من المال (٧) ؛ وكقوله تعالى : (لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً)(٨) : لا يجدون سعة فيخرجون من مكّة إلى المدينة.

والوجه الثّانى ؛ الاستطاعة : «الطّاقة» (٩) فى القلب ؛ قوله تعالى : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا

__________________

(١) فى ل : «الطاعة». وما أثبت عن م و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦). و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣).

(٢) الآية ٤٢ ، وتسمى سورة التوبة.

(٣) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣). «ومعنى الاستطاعة : استطاعة العدّة ، واستطاعة الأبدان ، كأنهم تمارضوا» (البحر المحيط ٥ : ٤٥).

(٤) الآية ٩٧.

(٥) فى م : «وجد سعة المال على أن يحج قدر ما بلغه». وفى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦) «من وجد سعة فعليه أن يحج» ونحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣) وفى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٣٢) «روى أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسّر الاستطاعة : بالزاد والراحلة. وكذا عن ابن عباس وابن عمر وعليه أكثر العلماء».

(٦) الآية ٩٨.

(٧) فى م : «... فى المال». كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٥) ومثله فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٢٤).

(٨) سورة النساء / ٩٨.

(٩) فى ل : «الطاعة» وما أثبتّ عن م ، و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣).

١٠١

أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ)(١) يقول : لن تستطيعوا (٢) أن [تسوّوا](٣) بين النّساء فى الحبّ ؛ وقال تعالى فى سورة هود : (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ)(٤) : ((٥) ما كانوا يستطيعون سمع الإيمان ، ولا يقدرون عليه (٦)) ؛ وكقوله تعالى : (فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ)(٧) يعنى : ما أطاقوا أن يقوموا للعذاب (٨) ؛ ((٩) وقال تعالى فى سورة التّغابن : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)(١٠) يعنى : ما أطقتم) (١١) ؛ وقال تعالى فى سورة الفرقان : (فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً)(١٢) يقول : لا يستطيعون ذلك ، ولا يقدرون «عليه» (١٣).

__________________

(١) سورة النساء / ١٢٩.

(٢) فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦) «أى لن تطيقوا» وكذا فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٣)

(٣) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٤) الآية ٢٠.

(٥) فى ل : «وهو الإيمان» ، والإثبات عن م.

(٦) فى ل : «وهو الإيمان» ، والإثبات عن م.

(٧) سورة الذّاريات / ٤٥.

(٨) فى م : «أن يقيموا العذاب».

(٩) (٨ ـ ٨) الإثبات عن م ، و (توجيه القرآن ـ الورقة : ٢٥٣).

(١٠) الآية ١٦.

(١١) (٨ ـ ٨) الإثبات عن م ، و (توجيه القرآن ـ الورقة : ٢٥٣).

(١٢) الآية ١٩.

(١٣) الإثبات عن م.

١٠٢

تفسير الأرض على «أربعة» (١) عشر وجها

الجنّة* الشّام* المدينة* مكّة* مصر* أرض الإسلام* الأرض كلّها (٢) * القبر* أرض التّيه* أرض القيامة* «القلب» (٣) * ساحة المسجد* القدم* [أرض الإسلام وفيه الكفر](٤).

فوجه منها ؛ الأرض يعنى : الجنّة ؛ قوله سبحانه فى سورة الأنبياء : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها)(٥) يعنى : الجنّة (٦) ؛ وقوله تعالى : (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ)(٧) يعنى : وأورثنا الجنّة ، بدليل (الْحَمْدُ)(٨).

والوجه الثّانى ؛ الأرض يعنى : أرض بيت المقدس (٩) بالشّام ؛ قوله تعالى : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها)(١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّوم : (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ)(١١) يعنى : أردنّ وفلسطين ؛ وكقوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)(١٢) يعنى : أرض «بيت» (١٣) المقدس.

__________________

(١) فى ل : «ثلاثة عشر ...» وما أثبتّ عن م.

(٢) فى م : «الأرضون كلها».

(٣) الاثبات عن م.

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق عن صفحة (١٠٦) فيما يأتى.

(٥) الآية ١٠٥.

(٦) كما فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٩) و (تنوير المقباس : ٢٠٥) «وروى هذا عن ابن عباس» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٨).

(٧) سورة الزمر / ٧٤.

(٨) يعنى بهذا قوله تعالى ـ حكاية عن المتقين فى صدر الآية ـ : (وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض).

(٩) «كذا ضبطه ـ بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وتخفيف الدّال وكسرها ، أى البيت المقدّس المطهّر الذى يتطهّر به من الذنوب» (معجم البلدان ٥ : ٦٦).

(١٠) سورة الأعراف / ١٣٧.

(١١) الآية ٣.

(١٢) سورة الأنبياء / ٧١.

(١٣) الإثبات عن م. «وقال مقاتل بن سليمان : هى بيت المقدس» (معجم البلدان ٥ : ١٦٦).

١٠٣

والوجه الثّالث ؛ الأرض يعنى : أرض المدينة خاصّة ؛ كقوله تعالى فى سورة العنكبوت : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ)(١) يعنى : أرض المدينة (٢) ؛ نظيرها : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها)(٣) ؛ وقال تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها)(٤) يعنى : أرض المدينة ؛ وقال تعالى فى سورة النّساء : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً)(٥).

والوجه الرّابع ؛ الأرض يعنى : «أرض» (٦) مكّة «خاصّة» (٧) ؛ / قوله تعالى فى سورة الرّعد : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)(٨) يعنى : أرض مكّة ؛ مثلها فى سورة الأنبياء (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء : (قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ)(١٠) يعنى : أرض مكّة (١١).

والوجه الخامس ؛ الأرض يعنى «أرض» (١٢) مصر خاصّة ؛ وذلك قوله تعالى فى سورة يوسف : (قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ)(١٣) يعنى : أرض مصر ؛ وكقوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ)(١٤) ؛ وكقوله تعالى : (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)(١٥) ؛ مثلها : (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ)(١٦)

__________________

(١) الآية ٥٦.

(٢) «أى مدينة يثرب ، وهى مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (معجم البلدان ٥ : ٨٢).

(٣) سورة النساء / ٩٧. فى م : «... واسعة : المدينة خاصة. فتهاجروا فيها». وكذا فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩).

(٤) الآية رقم ٧٦. وتسمى سورة الإسراء.

(٥) الآية المائة.

(٦) الإثبات عن م.

(٧) الإثبات عن م.

(٨) الآية ٤١.

(٩) كما فى الآية ٤٤.

(١٠) الآية ٩٧.

(١١) فى م : «يعنى بمكة». كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩).

(١٢) الإثبات عن م.

(١٣) الآية ٥٥.

(١٤) سورة القصص / ٥.

(١٥) سورة القصص / ٦.

(١٦) سورة الأعراف / ١٢٨.

١٠٤

يعنى : أرض مصر ؛ وكقوله تعالى : (قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)(١) يعنى : أرض مصر ؛ مثلها : (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ)(٢).

والوجه السّادس ؛ الأرض يعنى : أرض الإسلام خاصّة ؛ قوله تعالى فى سورة الكهف : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ)(٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المائدة : (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ)(٤) يعنى : أرض الإسلام.

والوجه السّابع ؛ الأرض يعنى : جميع الأرضين (٥) ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها)(٦) يعنى : جميع الأرض ؛ وكقوله تعالى فى سورة لقمان : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ)(٧) يعنى : جميع الأرضين.

والوجه الثّامن ؛ الأرض يريد به ؛ القبر ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ)(٨) يعنى : القبر.

والوجه التّاسع ؛ الأرض يعنى : أرض التّيه (٩) ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة المائدة : (أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ)(١٠).

__________________

(١) سورة الأعراف / ١٢٩.

(٢) سورة غافر / ٢٦. «ونظيرها ، قوله تعالى : (فأراد أن يستفزّهم من الأرض) [سورة الإسراء ؛ آية : ١٠٣]» (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٩).

(٣) الآية ٩٤.

(٤) الآية ٣٣.

(٥) فى م : «الأرضين كلها».

(٦) الآية ٦.

(٧) الآية ٢٧.

(٨) الآية ٤٢. وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٢٧) «أى يكونون ترابا ، فيستوون معها حتى يصيروا وهى شيئا واحدا» وفى (الكشاف ٢ : ١٧٤) «لو يدفنون فتسوّى بهم الأرض كما تسوّى بالموتى».

(٩) التيه ـ الهاء الخالصة ـ : وهو الموضع الذى ضلّ فيه موسى بن عمران عليه‌السلام وقومه ، وهى أرض بين أيلة ومصر وبحر القلزم وجبال السراة من أرض الشام» (البغدادى ـ معجم البلدان ٢ : ٦٩).

(١٠) الآية ٢٦. «يقال إن بنى إسرائيل دخلوا التيه وليس أحد منهم فوق الستين إلى دون العشرين سنة ، فماتوا كلهم فى أربعين سنة ، ولم يخرج منه ممن دخله مع موسى بن عمران ، إلا يوشع بن نون ، وكالب بن يوفنّا» (البغدادى ـ معجم البلدان ٢ : ٦٩).

١٠٥

والوجه العاشر ؛ الأرض : أرض القيامة (١) ؛ قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ)(٢) ؛ وكقوله تعالى : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها)(٣) يعنى : أرض (٤) القيامة.

والوجه الحادى عشر ؛ الأرض يعنى : القلب ، قوله تعالى «فى سورة الرّعد» (٥) : (وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)(٦) يعنى : «فى» (٧) القلب.

والوجه الثّانى عشر ؛ الأرض : ساحة المسجد الجامع ، على قول مجاهد ؛ قوله تعالى فى سورة الجمعة : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ)(٨).

/ والوجه الثّالث عشر ؛ الأرض : القدم ؛ قوله تعالى : (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)(٩) يعنى : بأىّ قدم تموت.

((١٠) والوجه الرّابع عشر ؛ الأرض : الذى يريد به الإسلام وفيه الكفر ؛ كقوله تعالى فى سورة نوح : (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ)(١١) ؛ أى الأرض المراد به الإسلام. ونظيره قوله تعالى : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ)(١٢) أى الأرض الذى شمله دعوة نوح ـ عليه‌السلام ـ لأنّه بعث إلى قومه ، ولم يبعث إلى سائر أهل الأرض (١٣)).

* * *

__________________

(١) فى م. «يعنى القيامة».

(٢) سورة إبراهيم / ٤٨. «قال ابن مسعود : إنها تبدّل بأرض أخرى غيرها بيضاء كالفضة لم يعمل عليها خطيئة» (تفسير القرطبى ٩ : ٣٨٤) وفى (الكشاف ١ : ٤٢٢) «والمعنى : يوم تبدّل هذه الأرض التى تعرفونها أرضا أخرى غير هذه الأرض المعروفة ، والتبديل : التغيير».

(٣) سورة الزمر / ٦٩.

(٤) فى م : «يوم القيامة».

(٥) الإثبات عن م.

(٦) الآية ١٧. «قيل : المراد مثل ضربه الله للقرآن وما يدخل منه القلوب ؛ فشبّه القرآن بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه ، وشبّه القلوب بالأودية ، يدخل فيها من القرآن مثل ما يدخل فى الأودية بحسب سعتها وضيقها» (تفسير القرطبى ٩ : ٣٠٥) وانظر : (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٢٥١) و (تفسير الطبرى ١٣ : ٩٠ ـ ٩٣) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٤٠٧). «ومنه قوله تعالى : [فى سورة الحديد ؛ آية ٧](اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) أى يحيى القلوب بعد قسوتها».

(٧) الإثبات عن م.

(٨) الآية ١٠. وجاء فى (تفسير الطبرى ٢٨ : ١٠٢) «عن مجاهد ، أنه قال : هى رخصة».

(٩) سورة لقمان / ٣٤.

(١٠) (٩ ـ ٩) الإثبات عن م.

(١١) الآية ٢٦.

(١٢) سورة هود / ٤٤.

(١٣) (٩ ـ ٩) الإثبات عن م.

١٠٦

تفسير أرساها على وجهين

أثبت* حين.

فوجه منهما ؛ «أرساها» (١) بمعنى : أثبتها ؛ قوله تعالى فى سورة النّازعات : (وَالْجِبالَ أَرْساها)(٢) يعنى : أثبت بها الأرض (٣) ؛ لئلّا تزول (٤) ؛ وكقوله تعالى : (وَقُدُورٍ راسِياتٍ)(٥) يعنى : ثابتات ؛ مثلها فى سورة ق : (وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ)(٦) يعنى : «أثبت بالجبال الأرض» (٧).

والوجه الثانى ؛ (أَيَّانَ مُرْساها)؟ (٨) يعنى : متى حينها؟ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)(٩)؟ يعنى : متى حينها؟ ((١٠) نظيرها فى سورة النّازعات : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)؟ (١١) (١٢) ، وقال تعالى فى سورة هود : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها)(١٣) يعنى : حين تحبس (١٤).

* * *

__________________

(١) الإثبات عن م.

(٢) الآية ٣٢.

(٣) كما فى (الوجوه والنظائر عن مقاتل. الورقة ١٤١) وفى (تفسير الطبرى ٣٠ : ٤٦) «يقول : والجبال أثبتها فيها أوتادا لها» وكذا فى (تفسير القرطبى : ١٩ : ٢٠٣) وبنحو ذلك فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٤٥٢).

(٤) فى م : «... يزول ممن عليها».

(٥) سورة سبأ / ١٣.

(٦) الآية ٧.

(٧) فى ل : «أثبت الجبال بالأرض» ، وما أثبته عن م ، وفى (تفسير الطبرى ٢٦ : ١٥١) «يقول : وجعلنا فيها جبالا ثوابت رست فى الأرض» ، ومثله فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٤٩).

(٨) ل : «مرساها» والإثبات عن م.

(٩) الآية ١٨٧.

(١٠) (١٠ ـ ١٠) الإثبات عن م. و (الوجوه والنظائر عن مقاتل ـ الورقة : ١٤١).

(١١) الآية ٤٢.

(١٢) (١٠ ـ ١٠) الإثبات عن م. و (الوجوه والنظائر عن مقاتل ـ الورقة : ١٤١).

(١٣) الآية ٤١.

(١٤) فى م : «... يحبس» ـ بالياء التحتية. وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٢٩٧) «أى استقرارها». وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ٢٠٤) : حيث ترسى وترسو أيضا ، أى تقف». «والمرسى : محل وقوف السفن» (اللسان : مادة ـ ر. س. ا).

١٠٧

تفسير إلى على وجهين

مع* إلى بعينه.

فوجه منهما ؛ إلى بمعنى : مع ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ)(١) يعنى : مع أموالكم (٢) ؛ وقال تعالى : (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ)(٣) يعنى : مع هارون ؛ وقال تعالى فى سورة آل عمران : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ)؟ (٤) يعنى : مع الله (٥). مثلها فى سورة الصّفّ (٦).

والوجه الثانى ؛ إلى. صلة (٧) فى الكلام ؛ كقوله تعالى فى سورة الأنعام : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ)(٨) يعنى : ليوم القيامة ؛ وقوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ)(٩) ؛ وقوله تعالى : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ)(١٠). وأمثال ذلك (١١).

* * *

__________________

(١) الآية ٢.

(٢) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٤٢٨) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٥٨) و (تنوير المقباس : ٥٢) و (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ١٨٨) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٩٨).

(٣) سورة الشعراء / ١٣.

(٤) الآية ٥٢.

(٥) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤٢٩) و (والإتقان فى علوم القرآن ١ : ١٨٨) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٨٠).

(٦) كما فى الآية ١٤.

(٧) فى م : «... مثلها فى الكلام قوله ...».

(٨) الآية ١٢ ؛ وسورة النساء / ٨٧.

(٩) سورة هود / ٢٥ ؛ وسورة المؤمنون / ٢٣ ؛ وسورة العنكبوت / ١٤.

(١٠) سورة الأعراف / ٦٥ ؛ وسورة هود / ٥٠ ، ٦١ ؛ وسورة النمل / ٤٥ ؛ وسورة العنكبوت / ٣٦.

(١١) فى م : «وأمثال ذلك كثير». كما فى سورة الأعراف / ٥٩ ؛ وسورة نوح / ١ ؛ وسورة المزمل / ١٥.

١٠٨

تفسير إأنّ (*) على ستّة أوجه

إذ* ما* لقد (١) * لئلّا* إن بعينه* بأن.

فوجه منها ؛ إن يعنى : إذ ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٢) (يعنى : إذ كنتم) (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٤) يعنى : إذ كنتم مؤمنين ؛ ((٥) وكقوله تعالى : (فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٦) يعنى : إذ كنتم (٧)).

والوجه الثانى ؛ إن بمعنى : ما ؛ قوله تعالى فى سورة الأنبياء : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ)(٨) يعنى : ما كنّا فاعلين (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)(١٠) أى : ما كان للرّحمن ولد ؛ وكقوله تعالى فى سورة «تبارك» (١١) : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)(١٢) يعنى : ما الكافرون إلّا فى غرور (١٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة يس : (إِنْ

__________________

(*) بكسر الهمزة أو فتحها ونون ساكنة ، أو بكسر الهمزة وفتح النون المشدّدة.

(١) فى ل : «ولقد».

(٢) الآية ٢٧٨.

(٣) الإثبات عن م و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٤١٩) و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٢).

(٤) الآية ١٣٩.

(٥) (٥ ـ ٥) الإثبات عن م و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٩).

(٦) سورة التوبة / ١٣.

(٧) (٥ ـ ٥) الإثبات عن م و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٩).

(٨) الآية ١٧.

(٩) كما فى توجيه القرآن (للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٢).

(١٠) الآية ٨١.

(١١) وتسمى سورة الملك. (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ٦٩).

(١٢) الآية ٢٠.

(١٣) كما فى (توجيه القرآن ـ الورقة : ٢٥٢) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٩).

١٠٩

كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً)(١) يعنى : : ما كانت إلّا صيحة واحدة. وكذلك كلّ «إن» مخفّفة مستقبلة إلّا (٢).

والوجه الثالث ؛ إن يعنى : لقد ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً)(٣) ((٤) يعنى : لقد كان وعد ربّنا (٥)) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الشّعراء : (إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٦) يعنى : لقد / كنّا ؛ وكقوله تعالى فى سورة الصّافّات : (تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ)(٧) يعنى : «والله» (٨) لقد كدت «لتردين ؛ أى لتغوينى» (٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة يونس : (فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ)(١٠) ؛ «يعنى : لقد كنّا» (١١) وكقوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا)(١٢) يعنى : ولقد كادوا.

والوجه الرابع ؛ أن يعنى : لئلّا ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا)(١٣) يعنى : لئلا تضلّوا (١٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «الملائكة» : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا)(١٥) يعنى : لئلّا تزولا ؛ وكقوله تعالى فى سورة

__________________

(١) الآيتان رقم ٢٩ ، ٥٣. ومثله فى سورة الأنعام [الآية : ٥٧] قوله تعالى : (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) أى ما الحكم إلا لله» (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٢). «ونحوه قوله تعالى [فى سورة الطارق ، آية : ٤] (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ١٤٩).

(٢) فى م : «كل إن مخفف يستقبله إلّا». أى تكون «إن» مخففة ، وبمعنى ما.

(٣) الآية ١٠٨. وتسمى الإسراء.

(٤) (٤ ـ ٤) الإثبات عن م والنظر (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٩) و (توجه القرآن للمقرئ والورقة : ٢٥٢).

(٥) (٤ ـ ٤) الإثبات عن م والنظر (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٩) و (توجه القرآن للمقرئ والورقة : ٢٥٢).

(٦) الآية ٩٧.

(٧) الآية ٥٦.

(٨) الإثبات عن م.

(٩) الإثبات عن م.

(١٠) الآية ٢٩.

(١١) الإثبات عن م.

(١٢) سورة الإسراء ٧٣ ، ٧٦.

(١٣) الآية ١٧٦.

(١٤) كما فى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٣٧) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ١٧٤). (وتوجيه القرآن للمقرئ : ٢٥٢).

(١٥) وتسمى سورة فاطر / ٤١.

١١٠

الحج : (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(١) ((٢) يعنى : لئلّا تقع على الأرض) (٣).

والوجه الخامس ؛ أن بمعنى : بأن ؛ قوله تعالى فى سورة الزّخرف : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ)(٤) يعنى : بأن كنتم ؛ وكقوله تعالى فى سورة الرّوم : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا) يعنى : بأن كذّبوا (بِآياتِ اللهِ)(٥).

والوجه السّادس ؛ إنّ بعينه ؛ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٦) ونحو هذا ما كان مشدّدا ، وكان (٧) أوّل الكلام.

* * *

__________________

(١) الآية ٦٥.

(٢) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٢).

(٣) (٢ ـ ٢) الإثبات عن م و (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة ٢٥٢).

(٤) الآية ٥.

(٥) الآية العاشرة.

(٦) سورة التوبة / ١١٦.

(٧) فى م : «ونحوها ... وكان من أول ...».

١١١

تفسير أنّى على ثلاثة أوجه

كيف* من أين* السّاعة.

فوجه منها ؛ أنّى يعنى : كيف؟ قوله تعالى فى سورة البقرة : (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها)؟ (١) يقول : كيف يحيى الله أهل القرية بعد موتهم (٢)؟

والوجه الثانى ؛ أنّى «معناه» (٣) : من أين ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (أَنَّى لَكِ هذا)؟ (٤) بمعنى : من أين لك هذا؟ وقوله تعالى : (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ)(٥) ؛ و (أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ)(٦) و (أَنَّى يُؤْفَكُونَ)(٧) يعنى : من أين.

والوجه الثالث ؛ إنّى بمعنى : السّاعة ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)(٨) يعنى : ساعات الليل ؛ وكقوله تعالى سورة طه (٩) ؛ ومثلها فى سورة الزّمر : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ)(١٠) يعنى : ساعات الليل.

__________________

(١) الآية ٢٥٩.

(٢) فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤٠٠) «أى كيف يحييها؟» ونحوه فى (توجيه القرآن للمقرئ. الورقة ٢٥٢) و (الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ : ١٩٣).

(٣) الإثبات عن م.

(٤) الآية ٣٧.

(٥) سورة آل عمران / ٤٠ ، وسورة مريم / ٨ ، ٢٠.

(٦) سورة آل عمران / ٤٧.

(٧) سورة المائدة / ٧٥ ، وسورة التوبة / ٣٠. ونحو ذلك فى سورة الأنعام / ١٠١ ، وهو قوله تعالى : (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ). انظر (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٤٠٠) و (توجيه القرآن للمقرئ : ٢٥٣).

(٨) الآية ١١٣.

(٩) الآية ١٣٠ ، وهو قوله تعالى : (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ).

(١٠) الآية ٩.

١١٢

تفسير أدنى على أربعة أوجه

أجدر* أقرب* أقلّ* دون*

فوجه منها ؛ أدنى بمعنى : أجدر ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا)(١) «أى : أجدر» (٢) ألّا تشكّوا. كمثل قوله تعالى فى سورة النّساء : (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا)(٣) يعنى : «أجدر» (٤) ألّا تميلوا ؛ وكقوله تعالى فى سورة المائدة : (ذلِكَ أَدْنى) أى أجدر (أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها)(٥) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأحزاب : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَ)(٦) يعنى : أجدر.

والوجه الثّانى ؛ أدنى يعنى : أقرب ؛ كقوله تعالى فى سورة «الم تنزيل السّجدة» : (٧)(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ)(٨) : (الأقرب) (٩) وهو الجوع فى الدّنيا ، و «العذاب الأكبر» يعنى : النّار فى الآخرة / ؛ وكقوله تعالى فى سورة «والنّجم» : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)(١٠) يعنى : بل أقرب.

والوجه الثالث ؛ أدنى بمعنى : أقلّ ؛ قوله تعالى فى سورة المجادلة : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ

__________________

(١) الآية ٢٨٢.

(٢) الإثبات عن م ، و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦) و (الوجوه والنظائر عن مقاتل ـ الورقة : ٣١.

(٣) الآية ٣.

(٤) الإثبات عن م. وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١١٩) «أى ذلك أقرب إلى ألّا تجوروا وتميلوا» ونحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٥٩) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٦) «أى : أحرى» وكذلك فى (تنوير المقباس).

(٥) الآية ١٠٨.

(٦) الآية ٥١.

(٧) فى ل : «حم السّجدة» وما أثبّت تصويب عن م. وتسمى سورة السجدة.

(٨) الآية ٢١.

(٩) الإثبات عن م. وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١١٩) «أى ذلك أقرب إلى ألّا تجوروا وتميلوا» ونحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٥٩) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٦) «أى : أحرى» وكذلك فى (تنوير المقباس).

(١٠) الآية ٩.

١١٣

مَعَهُمْ)(١) يعنى : أقلّ من ذلك (٢) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المزمّل : (أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ)(٣) يعنى : أقلّ من ثلثى الليل.

والوجه الرابع ؛ أدنى يعنى : دون (٤) ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة ـ لبنى إسرائيل لمّا سألوه نبات الأرض ؛ «من» (٥) البقل وغيره ؛ مكان المنّ والسّلوى ـ قوله تعالى : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)؟ (٦) يعنى : المنّ والسّلوى (٧).

* * *

__________________

(١) الآية ٧.

(٢) كما فى (الوجوه والنظائر عن مقاتل ـ الورقة : ٣١) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦).

(٣) الآية العشرون.

(٤) «الدّون : الحقير الخسيس» (اللسان ـ مادة : د. و. ن).

(٥) فى ل : «نبأ» وما أثبتّ عن م.

(٦) الآية ٦١.

(٧) فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٦) «أتستبدلون الذى هو شرّ ، أى البصل والثوم بالذى هو خير ، أى المنّ والسلوى» وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥٧) «الدنىّ بالجيّد».

١١٤

تفسير أو على ثلاثة أوجه

بل* وألف صلة* الخيار (١).

فوجه منها ؛ أو بمعنى : بل ؛ قوله تعالى فى سورة «والصّافّات» : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ)(٢) يعنى : بل (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النحل : (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ)(٤) يعنى : بل هو أقرب ؛ وكقوله تعالى فى سورة «والنّجم» : (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)(٥) يعنى : بل أدنى.

والوجه الثانى ؛ أو بمعنى ألف صلة (٦) ؛ قوله تعالى فى سورة طه : (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى)(٧) بمعنى : يتذكّر ويخشى ؛ نظيرها فى سورة عبس قوله تعالى : (لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى)(٨) أى ويذّكّر. مثلها فى سورة طه : (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً)(٩) يعنى : ويحدث (١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة المرسلات : (عُذْراً أَوْ نُذْراً)(١١) «والألف صلة» (١٢).

__________________

(١) فى م : «بمعنى : بل. وألفها صلة. والخيار».

(٢) الآية ١٤٧.

(٣) فى م : «بل يزيدون». وهو قول الفراء (اللسان ـ مادة : ر. س. ل) وفى (تفسير الطبرى ٢٣ : ٦٦) «ذكر عن ابن عباس أنه قال : بل يزيدون ، كانوا مائة ألف وثلاثين ألفا».

(٤) الآية ٧٧.

(٥) الآية ٩.

(٦) فى م : «أو ألفها صلة» وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٤) «وربما كانت بمعنى واو النّسق».

(٧) الآية : ٤٤.

(٨) الآيتان ٣ ، ٤.

(٩) الآية ١١٤.

(١٠) فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٤) «أى لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكرا».

(١١) الآية ٦. فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٤) «يريد : عذرا ونذرا».

(١٢) الإثبات عن م.

١١٥

والوجه الثالث ؛ أو بمعنى : الخيار (١) ؛ قوله تعالى فى سورة المائدة : (إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ)(٢) فهذا تخيير (٣) ؛ وكقوله تعالى : (أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ)(٤) فهذا خيار.

* * *

__________________

(١) فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٤) «وتكون للتخيير بين شيئين».

(٢) الآية ٨٩.

(٣) فى م : «فهذا خيار».

(٤) سورة المائدة ٣٣. ونحو ذلك «قوله تعالى : (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) [سورة البقرة ؛ آية : ١٩٦] أنت فى جميع هذا مخيّر أيّه فعلت أجزأ عنك» (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٤).

١١٦

تفسير أم على ثلاثة أوجه

صلة* بل* أو (١).

فوجه منها ؛ صلة فى الكلام ؛ قوله تعالى فى سورة «والطّور» (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ)؟ (٢) «الميم» هنا : صلة ؛ وكقوله تعالى فى سورة الزّخرف : (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ)(٣) ؛ مثلها : (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ)(٤) «الميم» ـ هاهنا ـ صلة (٥).

والوجه الثانى ؛ أم بمعنى : بل ؛ كقوله تعالى فى سورة الرّعد : (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ)(٦) يعنى : بل بظاهر (٧).

والوجه الثّالث ؛ أم بمعنى : أو (٨) ؛ قوله تعالى فى سورة الملك : (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ)(٩) ؛ وكقوله فى سورة «بنى / إسرائيل» : (أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى)(١٠).

* * *

__________________

(١) فى م : «... وأو. وبل».

(٢) الآية ٣٥. «الميم فى قوله أَمْ خُلِقُوا صلة» (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٢).

(٣) الآية ٥٢.

(٤) سورة الطور / ٣٩.

(٥) «أى : أله البنات»؟ (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٢) و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٤١٦) وفى (تفسير الطبرى ٢٧ : ٣٤) «يقول الله تعالى ذكره للمشركين من قريش : ألربكم أيّها القوم البنات ولكم البنون؟ ذلك إذن قسمة ضيزى».

(٦) الآية ٣٣.

(٧) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٢).

(٨) فى ل وم : «الاستفهام» وما أثبت تصويب عن (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٤١٦) و (الوجوه والنظائر لابن الجوزى ـ الورقة : ٢).

(٩) الآيتان ١٦ ، ١٧. «بمعنى : أو أمنتم» (الوجوه والنواظر لابن الجوزى الورقة : ٢).

(١٠) الآية ٦٩. وتسمى سورة الإسراء.

١١٧

تفسير إمام على خمسة أوجه

القائد* الكتاب* اللوح المحفوظ* التّوراة* الطّريق الواضح.

فوجه منها ؛ إمام يعنى : القائد فى الخير (١) ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : ـ لإبراهيم ـ : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً)(٢) يعنى : قائدا فى الخير يقتدى بمثلك وبسنّتك (٣) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الفرقان : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً)(٤) يعنى : قادة فى الخير [يقتدى](٥) بنا.

والوجه الثانى ؛ إمام يعنى : كتاب بنى آدم ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ)(٦) يعنى : بكتابهم (٧) الذى عملوا فى الدّنيا.

والوجه الثّالث ؛ إمام يعنى : اللّوح المحفوظ ؛ قوله تعالى فى سورة يس : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ)(٨) يعنى : فى كتاب (٩) ، وهو اللّوح المحفوظ.

والوجه الرابع ؛ إمام يعنى : التّوراة ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ

__________________

(١) فى م : «قادة فى الخير يقتدى بك».

(٢) الآية ١٢٤.

(٣) فى م : «قادة فى الخير يقتدى بك». كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى : الورقة : ٨) وبنحوه فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ٣٥٤).

(٤) الآية ٧٤.

(٥) ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق.

(٦) الآية ٧١. وتسمى سورة الإسراء.

(٧) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٥٤) «أى بكتابهم الذى جمعت فيه أعمالهم فى الدنيا» وانظر (غريب القرآن للسجستانى ٤٤).

(٨) الآية ١٢.

(٩) كما فى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٥٤) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨).

١١٨

مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً)(١) يعنى : التّوراة إماما يهتدى به ورحمة لمن آمن به. نظيرها فى سورة الأحقاف : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً)(٢) يعنى : التّوراة.

والوجه الخامس ؛ إمام يعنى : الطّريق الواضح ؛ فذلك قوله تعالى فى سورة الحجر ـ لقرية (٣) لوط وشعيب : (وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ)(٤) يعنى : «بطريق واضح» (٥).

* * *

__________________

(١) الآية ١٧.

(٢) الآية ١٢.

(٣) فى م : «بقرية ...»

(٤) سورة الحجر ٧٩.

(٥) فى ل : «الطريق الواضح» والإثبات عن م و (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٥٤) و (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) و (غريب القرآن للسجستانى : ٤٤).

١١٩

تفسير أمّة (١) على تسعة أوجه

عصبة* ملّة* سنين* قوم* إمام* الأمم (٢) الخالية* أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم* الكفّار* الخلق (٣) *

فوجه منها ؛ أمّة مسلمة لك يعنى : عصبة ؛ كقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)(٤) يعنى : عصبة (٥) ؛ وكقوله تعالى : «فى سورة البقرة» (٦)(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ)(٧) يعنى : عصبة ؛ وكقوله تعالى فى سورة آل عمران : (أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ)(٨) يعنى : عصبة (٩). مثلها فى سورة الأعراف : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِ)(١٠) يعنى : عصبة.

والوجه الثّانى : أمّة يعنى : ملّة ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)(١١) يعنى : ملّة (١٢) ؛ مثلها فى سورة المؤمنون : (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً)(١٣) يعنى : ملّتكم ملّة واحدة (١٤) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنعام : (كَذلِكَ

__________________

(١) فى م : «الأمة». وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٧) «وهى على ثمانية وجوه» وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) «على خمسة أوجه».

(٢) فى م : «الأمة الخالية».

(٣) فى م : «الخلقة».

(٤) الآية ١٢٨.

(٥) كما فى (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨) «العصبة : عشرة فما زاد» (معانى القرآن للفراء ٢ : ٣٦).

(٦) الإثبات عن م.

(٧) الآيتان ١٣٤ ، ١٤١.

(٨) الآية ١١٣.

(٩) جاء فى هامش م ما يلى : «وفى المائدة مثلها ...». وهو قوله تعالى : (مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ) [الآية : ٦٦] (الوجوه والنواظر لابن الجوزى ـ الورقة : ٨)

(١٠) الآية ١٥٩.

(١١) الآية ٢١٣.

(١٢) وفى (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٣٤٥) «أى : صنفا واحدا فى الضّلال».

(١٣) الآية ٥٢ ، ومثلها فى سورة الأنبياء / ٩٢.

(١٤) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٦٠) وفى (تفسير القرطبى ١١ : ٣٣٨) «الأمّة هنا [أى فى سورة الأنبياء] بمعنى : الدين الذى هو الإسلام ؛ قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهما.»

١٢٠