قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

مات سنة أخرى سنة ثمانين ومائتين» (١).

وكتابه المحاسن :

كتاب معروف كبير وجامع لكتب كثيرة ، وقد نقل النجاشي والطوسي قائمة طويلة ممّا يتضمّنه من كتب وأبواب ، ونقل عنه كلّ من القدماء والمتأخّرين ، واعتمد عليه الصدوق وذكره في الكتب المشهورة والمعوّل عليها والمرجع إليها (٢). وقد طبعت بعض كتبه مرارا باسم المحاسن كما هو معروف.

ومن جملة كتب المحاسن هو ما ذكره النجاشي باسم كتاب أحكام الأنبياء والرسل ، ولعلّ ما رواه الصدوق في كتاب النبوّة هو من هذا الجزء.

الطرق إلى رواية المحاسن :

هذا الكتاب هو في غاية الاشتهار ورواه الأصحاب بطرق متعدّدة ، وأمّا الذي يفيدنا في هذا المقام هو هذه الطرق :

يروي الصدوق كتاب المحاسن كما ذكره في المشيخة هكذا : «وما كان فيه عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي فقد رويته عن أبي ومحمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنهما ، عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي» (٣).

وأيضا :

«وما كان فيه عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي فقد رويته عن أبي ومحمّد بن

__________________

(١) الرجال للنجاشي : ٧٧.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١ : ٣.

(٣) مشيخة من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٣٨.

٨١

الحسن رضي الله عنهما ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي.

ورويته أيضا عن أبي ومحمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنهما ، عن علي ابن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي» (١).

وهذه الطرق كلّها متكرّرة في كتابنا هذا كما سيأتي.

ومن طرق الشيخ الطوسي إلى كتاب المحاسن ممّا يقارب الطرق المتقدّمة هي هكذا :

«أخبرنا بهذه الكتب كلّها وبجميع رواياته عدّة من أصحابنا منهم الشيخ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد وأبو عبد الله الحسين ابن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم ، عن أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري ، قال : حدّثنا مؤدّبي : علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمّي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله.

وأخبرنا هؤلاء الثلاثة ، عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي ، قال : حدّثنا جدّي أحمد بن محمّد» (٢).

وطريق النجاشي هو هذا :

«أخبرنا بجميع كتبه الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد أبو غالب الزراري ، قال : حدّثنا مؤدّبي علي بن الحسين السعد آبادي أبو الحسن القمّي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله بها» (٣).

وقد وقع أحمد بن أبي عبد الله البرقي في طرق روايات كتاب قصص الأنبياء في هذه الأرقام : (٢٠ و ٦٩ و ١١٠ و ١٢٤ و ١٣٣ و ١٥١ و ١٦٩ و ١٧٩ و ١٩٤ و ١٩٥

__________________

(١) مشيخة من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٥٩.

(٢) الفهرست للشيخ الطوسي : ٦٤.

(٣) الرجال للنجاشي : ٧٧.

٨٢

و ١٩٨ و ٢١٣ و ٢١٥ و ٢١٦ و ٣٩٨ و ٤٤٥ و ٥١٠).

وطرقه إليه في هذه الأرقام هي :

١ ـ عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ....

٢ ـ عن ابن بابويه ، عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جدّه أحمد بن أبي عبد الله البرقي ....

٣ ـ عن ابن بابويه ، عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي البرقي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ....

٤ ـ عن ابن بابويه ، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ....

ثمّ تتشعّب الطرق بعد البرقي ، ويروي عن جماعة كثيرة ؛ وذلك مثل :

الحسن بن عطا الأزدي ، وأبان بن عثمان ، والحسن بن محبوب ، وأبيه محمّد ابن خالد ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ، والحسين بن سيف بن عميرة ، والحسن ابن علي الخزّاز ، وعلي بن النعمان و...

وكما ترى أنّ الرواة عن البرقي تعدّ ممّن رووا كتبه كما في فهرستي الشيخ والنجاشي والأهمّ منهما مشيخة الصدوق ، ومن المحتمل أنّ البرقي أخذ بعض أخبار كتابه عن كتب مشايخه أمثال الحسن بن محبوب أو أنّ الصدوق يروي هذه الأخبار بواسطة البرقي من كتب أمثال ابن محبوب .. ومن ماثله.

٣ ـ كتاب النوادر للحسن بن محبوب

هو الحسن بن محبوب السرّاد أو الزرّاد ، يكنّى أبا علي ، مولى بجيلة ، كوفي ، ثقة ، من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وروى عن ستّين رجلا من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وكان جليل القدر ، يعدّ من الأركان الأربعة في عصره ، له كتب كثيرة ،

٨٣

وكان ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم (١).

قال الكشّي : «ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومأتين وكان من أبناء خمس وسبعين سنة» (٢).

كتاب النوادر :

وهذا الكتاب كبير ومعروف بين الأصحاب كما وصفه الطوسي بأنّه في نحو ألف ورقة (٣).

الطرق إلى كتابه :

وقد ذكر الصدوق طريقه إلى ابن محبوب في المشيخة وهو هذا :

«وما كان فيه عن الحسن بن محبوب فقد رويته عن محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري وسعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب» (٤).

والطريق إليه صحيح.

وطريق الطوسي إلى رواية جميع كتبه هو هذا :

«أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ابن الحسين بن بابويه القمّي ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق ومعاوية بن حكيم وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب.

__________________

(١) اختيار معرفة الرجال ٢ : ٨٥١ ، الفهرست : ١٢٢ / ١٦٢ ، خلاصة الأقوال : ٩٧ / ١ ، التحرير الطاوسي : ١٣١ / ٩٧ ، معجم رجال الحديث ٦ : ٩٦ / ٣٠٧٩.

(٢) إختيار معرفة الرجال ٢ : ٨٥١.

(٣) الفهرست : ١٢٢ / ١٦٢ ، الذريعة ٢٤ : ٣٢٨.

(٤) مشيخة من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٥٣.

٨٤

وأخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ومعاوية بن حكيم والهيثم بن أبي مسروق ، كلّهم عن الحسن بن محبوب.

وأخبرنا أحمد بن محمّد بن موسى بن الصّلت ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة ، عن جعفر بن عبيد الله ، عن الحسن بن محبوب» (١).

ومن العجيب أنّه لم يذكر النجاشي الحسن بن محبوب مع شهرته وشهرة كتبه ، وقد تمثّل بعض مشايخنا ـ حفظه الله ـ لهذا بهذا البيت :

يا من هو اختفى لفرط نوره

الظاهر الباطن في ظهوره

وقد وقع ابن محبوب في كثير من طرق كتاب قصص الأنبياء ؛ وهي :

(١٧ و ٢٤ و ٢٩ و ٤٦ و ٤٧ و ٥٣ و ٦٤ و ٨٢ و ١٠٤ و ١٠٥ و ١١٢ و ١١٣ و ١٢٢ و ١٣١ و ١٤١ و ١٤٢ و ١٥٤ و ١٦٩ و ١٧٠ و ٢٠٩ و ٢١٣ و ٢١٦ و ٢٣٩ و ٢٤٣ و ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥٨ و ٢٧٧ و ٢٧٨ و ٢٨٤ و ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٢٩٨ و ٢٩٩ و ٣٠٠ و ٣٠١ و ٣٠٥ و ٣٠٦ و ٣٤٢ و ٣٤٨ و ٣٥٥ و ٣٧٠ و ٣٧٣ و ٣٨١ و ٥١٩).

وطرقه إليه في هذه الأرقام هي هذه :

١ ـ ابن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد ، عن محمّد ابن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ....

٢ ـ ابن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد ، عن أحمد ابن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ....

٣ ـ ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن الحسن بن محبوب ....

٤ ـ ابن بابويه ، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ....

__________________

(١) الفهرست : ١٢٢ / ١٦٢.

٨٥

٥ ـ ابن بابويه ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ....

٦ ـ عن ابن بابويه ، عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي ، عن الحسن بن محبوب ....

٧ ـ عن ابن بابويه ، عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ....

٤ ـ كتب محمّد بن أورمة

هو أبو جعفر محمّد بن أورمة القمّي.

قال النجاشي : ذكره القمّيّون وغمزوا عليه ورموه بالغلوّ حتّى دسّ عليه من يفتكّ به ، فوجدوه يصلّي من أوّل الليل إلى آخره ، فتوقّفوا عنه ، وحكى جماعة من شيوخ القمّيّين عن ابن الوليد أنّه قال : محمّد بن أورمة طعن عليه بالغلوّ ، وكلّ ما كان في كتبه ممّا وجد في كتب الحسين بن سعيد وغيره فقل به ، وما تفرّد به فلا تعتمده. وقال بعض أصحابنا : إنّه رأى توقيعا من أبي الحسن الثالث عليه‌السلام إلى أهل قم في معنى محمّد بن أورمة وبراءته ممّا قذف به ، وكتبه صحاح إلّا كتابا ينسب إليه ترجمته تفسير الباطن فإنّه مختلط ...».

ثمّ عدّد كتبه وأورد طريقه إلى كتبه وهو ما يلي :

«أخبرنا الحسين بن محمّد بن هدبة ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل بن هلال ، قال : حدّثنا أحمد بن علي بن النّعمان ، قال : حدّثنا محمّد بن أورمة بكتبه» (١).

ونظيره كلام الشيخ الطوسي في الفهرست باختصار ، وقال : «له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد».

__________________

(١) الرجال للنجاشي : ٣٢٩ / ٨٩١.

٨٦

وطريقه إلى كتبه هو هذا : «أخبرنا بجميعها إلّا ما كان فيها من تخليط أو غلوّ ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عنه» (١).

أقول :

علّة توقّفهم عن قتله هو أنّ الغلاة لا يصلّون ، ولذا قال : «فوجدوه يصلّي» ، وثانيا أنت خبير أنّ نسبة الغلوّ من جهة القمّيّين إلى بعض الرواة غير ثابتة ؛ كما أنّ ابن الغضائري مع تشدّده في الجرح والتضعيف لم يقبل هذه النسبة وقال :

«اتّهمه القمّيّون بالغلوّ ، وحديثه نقيّ لا فساد فيه ، وما رأيت شيئا ينسب إليه تضطرب فيه النفس إلّا أوراقا في تفسير الباطن ، وما يليق بحديثه ، وأظنّها موضوعة عليه.

ورأيت كتابا خرج من أبي الحسن علي بن محمّد عليهما‌السلام إلى القمّيّين في براءته ممّا قذف به وحسن عقيدته وقرب منزلته.

وقد حدّثني الحسن بن بندار القمّي رحمه‌الله ، قال : سمعت مشايخي يقولون : إنّ محمّد بن أورمة لمّا طعن عليه بالغلوّ اتّفقت الأشاعرة (٢) ليقتلوه ، فوجدوه يصلّي الليل من أوّله إلى آخره ليالي عديدة ، فتوقّفوا عن اعتقادهم».

وكما ترى فإنّ مصدر النجاشي هو ابن الغضائري (٣) ؛ ولذا قد حكم بصحّة كتبه كما مرّ وقال : «كتبه صحاح» ، وأدلّ دليل على عدم نسبته إلى الغلوّ هو ما عدّه النجاشي من كتبه ؛ وهو كتاب الردّ على الغلاة.

وأيضا يظهر منهم أنّهم أيضا توقّفوا في رميه بالغلوّ وفساد عدم اعتماد ابن الوليد عليه.

__________________

(١) الفهرست للطوسي : ٤٠٧ / ٦٢١.

(٢) المراد منهم الأشاعرة نسبا من القمّيّين لا الأشاعرة المتكلّمين من العامّة.

(٣) الرجال لأحمد بن الحسين الغضائري : ٩٣ / ١٨.

٨٧

وقد استخرج السيّد الخوئي عدّة روايات في نفي الغلوّ عنه ؛ وأيضا أورد بعض الأخبار عنه تكشف عن قوّة إيمانه وحسن عقيدته ؛ كما أجاب رحمه‌الله عن الاعتراضات حوله ثمّ قال : «إذا فما كان من رواياته ليس فيه تخليط أو غلوّ وقد رواها الشيخ بطريقه المتقدّم لا مانع من العمل به والاعتماد عليه». وحكم بصحّة طريق الشيخ الطوسي (١).

أقول : طريق الشيخ هو الطريق الموجود في كتابنا هذا والذي سيأتي إن شاء الله.

وقد وقع ابن أورمة في كثير من طرق كتاب قصص الأنبياء ؛ وهي كما في :

(٢ و ٣٧ و ٤١ و ٤٢ و ٤٣ و ٦٥ و ٦٦ و ٧٣ و ٧٤ و ٧٨ و ٧٩ و ٨٠ و ٨٢ و ٩٦ و ١٠٢ و ١٠٨ و ١١٨ و ١٢٣ و ١٣٨ و ١٥٠ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٦١ و ١٧٢ و ١٧٣ و ١٩٢ و ٢١٠ و ٢٣٠ و ٢٦١ و ٢٧٩ و ٢٨٥ و ٢٩٤ و ٣٠٧ و ٣٥٢ و ٣٥٦ و ٣٥٧ و ٣٦٣ و ٣٦٤ و ٣٧٢ و ٣٨٤ و ٣٩١)

وطرق الصدوق في روايات كتاب النبوّة إلى كتب ابن أورمة تنحصر في هذا الطريق :

ابن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى بن المتوكّل ومحمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة.

٥ ـ نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى

هو أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري من بني ذخران بن عوف بن

__________________

(١) معجم رجال الحديث ١٦ : ١٢٤ / ١٠٣١٤.

٨٨

الجماهر بن الأشعر. وأوّل من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص. وكان السائب بن مالك وفد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأسلم ، وهاجر إلى الكوفة ، وأقام بها.

وذكر بعض أصحاب النسب أنّ في أنساب الأشاعرة : أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر بن أبي عامر الأشعري ، واسمه عبيد ، وأبو عامر له صحبة.

وقد روى أنّه لمّا هزم هوازن يوم حنين عقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي عامر الأشعري على خيل ، فقتل ، فدعا له فقال : اللهمّ أعط عبيدك عبيدا أبا عامر واجعله في الأكبرين يوم القيامة.

وهو رحمه‌الله شيخ القمّيّين ووجههم وفقيههم غير مدافع.

وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان بها ، ولقى الرّضا وأبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري عليهم‌السلام.

وصنّف كتبا ؛ منها : كتاب التوحيد ، كتاب فضل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كتاب المتعة ، كتاب النوادر ، ـ وكان غير مبوّب فبوّبه داود بن كورة ـ كتاب الناسخ والمنسوخ ، كتاب الأظلّة ، كتاب المسوخ ، كتاب فضائل العرب.

قال ابن نوح : ورأيت له عند الدبيليّ كتابا في الحجّ (١).

الطرق إلى رواية كتبه :

طرق الشيخ الطوسي إلى كتبه هكذا :

«أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا منهم الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه وسعد بن عبد الله ، عنه.

وأخبرنا عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ،

__________________

(١) الرجال للنجاشي : ٨٢ / ١٩٨ ، الفهرست للطوسي : ٦٠ / ٧٥.

٨٩

عن محمّد بن الحسن الصفّار وسعد جميعا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

وروى ابن الوليد المبوّبة ، عن محمّد بن يحيى والحسن بن محمّد بن إسماعيل ، عن أحمد بن محمّد».

وطرق النجاشي :

«أخبرنا بكتبه الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو عبد الله بن شاذان ، قالا : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عنه بها.

وقال لي أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح : أخبرنا بها أبو الحسن بن داود ، عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ومحمّد بن يحيى وعلي بن موسى بن جعفر وداود بن كورة وأحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى بكتبه».

وقد وقع ابن عيسى في كثير من طرق كتاب قصص الأنبياء ؛ وهي كما يلي : (١٦ و ٣٤ و ٤٩ و ٧٦ و ٧٧ و ٩٨ و ١٢٥ و ١٣٥ و ١٣٧ و ١٤٣ و ١٤٤ و ١٤٥ و ١٤٦ و ١٤٧ و ١٦٠ و ١٦٣ و ١٧٦ و ١٧٧ و ١٨٧ و ١٨٨ و ١٨٩ و ١٩٣ و ١٩٤ و ١٩٥ و ١٩٨ و ١٩٩ و ٢٠٣ و ٢١٥ و ٢٣١ و ٢٣٢ و ٢٣٨ و ٢٥٩ و ٢٦٣ و ٢٦٤ و ٢٨٣ و ٢٨٦ و ٢٨٨ و ٢٩٢ و ٣١٨ و ٣١٩ و ٣٧١ و ٣٧٥ و ٣٧٧ و ٤٠١ و ٤٢٧).

وطرق الصدوق إليه في روايات كتاب النبوّة تنحصر في هذا الطريق :

عن ابن بابويه ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله ومحمّد بن الحسن الصفّار ومحمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.

كما ظهر لك أنّ هذه الطرق هي نفس طرق الطوسي في فهرسته إلى كتب ابن عيسى.

كما تتشعّب الطرق بعد ابن عيسى ، ويروي هو عن جماعة كثيرة ؛ وذلك مثل : أبيه ، وابن أبي عمير ، والحسين بن سعيد ، ومحمّد بن علي بن مهزيار ، ومحمّد ابن سنان ، والحسن بن علي ، والحسن بن محبوب ، وعلي بن الحكم ، وعلي بن

٩٠

النعمان ، والحسن بن علي بن فضال ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، والحسن بن علي الخزاز ، والحسين بن سيف بن عميرة ، ومحمّد بن خالد البرقي ، وعثمان بن عيسى ، والقاسم بن يحيى ، وعبد الله بن محمّد الحجّال الأسدي.

وتوجد في الطرق بعد ابن عيسى عبارة : «عن جماعة» أو غيرها ، وهذا من القرائن التي مرّت لإثبات صاحب المصدر ؛ فلاحظ.

الأسانيد في كتاب القصص وكيفية تلخيصها :

أورد الراوندي الأحاديث المرويّة عن الصدوق في كتاب قصص الأنبياء مسندة متّصلة مبدوّة بمشايخ الصدوق (١) إلى الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، ولكنّه أورد الأسانيد بأشكال مختلفة مع دقّة وظرافة خاصّة ، ولابدّ أن يمعن النظر فيها بعين التحقيق حتّى لا يشتبه الأمر عند المراجعة إلى حديث أو بعض الأحاديث بأنّها مرسلة أو مرفوعة من الراوندي أو الصدوق.

وذلك أنّ كيفيّة ذكر الأسانيد في هذا الكتاب على أشكال ، وهي كما يلي :

الشكل الأوّل : مسندة عن مشايخ الراوندي إلى الشيخ الصدوق حتّى المعصومين عليهم‌السلام.

الشكل الثاني : بدون ذكر الإسناد من الراوندي إلى الصدوق ومسندة منه إليهم عليهم‌السلام.

الشكل الثالث : بدون ذكر الإسناد من الراوندي والصدوق كليهما ، مبتدءا بمشايخ مشايخ الصدوق عن بعضهم عليهم‌السلام.

__________________

(١) من اللازم أن نؤكّد هنا أنّ مرادنا من الأحاديث ، الأحاديث القطعية إسنادها إلى الصدوق لا الأخبار غير المسندة إلى أيّ معصوم أو الراوي.

٩١

الشكل الرابع : بدون ذكر الإسناد عن بعضهم عليهم‌السلام على نحو الإرسال.

أمّا الشكل الأوّل :

طرق الراوندي إلى الصدوق :

فلا نقاش فيه ، وقد ذكرنا لك أيّها القارئ الكريم طرق الراوندي إلى الشيخ الصدوق وكتاب النبوّة. فلابدّ أن نلاحظها لابتناء باقي الأشكال على هذه الطرق.

وأمّا الشكل الثاني :

أيضا فلا إشكال فيه ؛ لأنّه رحمه‌الله ذكر طريقه إلى الشيخ الصدوق مكرّرا ـ كما مرّ ـ في أوّل كلّ باب أو فصل من الكتاب وبنى باقي الروايات على هذا الطرق المذكورة في أوّله ، والطريق من الشيخ الصدوق إلى المعصوم عليه‌السلام فواضح.

وأمّا الشكل الثالث :

من الراوندي إلى الصدوق فكما مرّ في الشكل الثاني ، وإنّما البحث من الصدوق إلى بعض مشايخ مشايخه ؛ وذلك أنّ بعض الأسانيد في هذا الكتاب ابتدأت بدون مشايخ الصدوق يعني شرعت بأمثال : سعد بن عبد الله الأشعري ومحمّد بن أورمة وأحمد بن محمّد بن عيسى ... ومن الطبقات السابقة عنه أمثال : ابن أبي عمير والحسن بن محبوب وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ووهب بن منبه ... وغيرهم من الرواة الذين روى عنهم الصدوق بواسطة واحدة أو بوسائط ..

فنقول : إنّ الراوندي رحمه‌الله عمل في أسانيد هذا الكتاب عملا خاصّا ومنهجا سهلا لتلخيص أسانيد الصدوق ، فاختصرها غاية اختصارا متحرّزا عن الإرسال المفضي إلى قلّة الاعتماد ، وذلك أنّه إذا تكرّر الإسناد إلى شخص واحد والوسائط

٩٢

الذين بينه وبين الصدوق يعدّون من مشايخ الإجازة ـ على تفصيل ذكرناه في ما سبق ـ وليس شأنهم شأن الرواة ، فذكر الإسناد إليه مرّة واحدة أو أكثر من واحد مبثوثة في الفصول والأبواب ، وحذف أسانيد باقي الروايات وأحال فيها إلى الإسناد المذكور أوّلا بقوله : «بالإسناد عن» أو «بإسناده عن» والمراد منه الإسناد المذكور فيما قبله إلى هؤلاء المشايخ والأصحاب ، كما فعل ذلك في نفس طرقه إلى الشيخ الصدوق.

ونحن فيما يلي نذكر لك أيّها القارئ الكريم الطرق الواقعة إلى الرواة المتقدّمين على الصدوق بطبقتين أو أكثر ، والذين هم أكثر ذكرا وابتداء بأسمائهم في أسانيد هذا الكتاب ، ونحن انتخبنا من طرق الصدوق إليهم ما هي كثير الدوران في كتاب القصص ؛ وهم :

١ ـ ابن أبي عمير.

٢ ـ الحسن بن محبوب.

٣ ـ محمّد بن أورمة.

الطرق إلى ابن أبي عمير :

١ ـ الصدوق : عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله الأشعري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ... (١).

٢ ـ الصدوق : عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم القمي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ... (٢).

__________________

(١) لابدّ أن نقول : إنّ في هذه الأرقام أيضا موارد كثيرة توجد فيها اختصارات أخر مثلا اختصار عن سعد بن عبد الله أو علي بن إبراهيم .. انظر : قصص الأنبياء ، الرقم : ٥ و ١٠٤ و ١٠٩ و ١٥٦ و ١٧٨ و ٢٠٠ و ٢١١ و ٤٠٥.

(٢) قصص الأنبياء ، الرقم : ٤٥ و ١١٤ و ١٢٦ و ١٣٢ و ١٤٨ و ١٩٦ و ٢٢٧ و ٢٣٤ و ٢٤٠ و ٢٦٧ و ٣٠٨ و ٣١١ و ٣٤١ و ٤٤٢ و ٥٠٦.

٩٣

٣ ـ الصدوق : عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ... (١).

٤ ـ الصدوق : عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ... (٢).

والمواضع التي أحال فيها شيخنا الراوندي إلى هذه الطرق المذكورة بقوله : «بإسناده» «بالإسناد» «بالإسناد المتقدّم» أو بواو العطف هي هذه : (٧ و ٨ و ١٩ و ٢٦ و ١١٥ و ١١٦ و ١١٩ و ١٢١ و ٢١٢ و ٢٢٨ و ٢٣٥).

الطرق إلى الحسن بن محبوب :

١ ـ الصدوق : عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله الأشعري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ... (٣).

٢ ـ الصدوق : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ... (٤).

٣ ـ الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ... (٥).

٤ ـ الصدوق : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ... (٦).

__________________

(١) قصص الأنبياء الرقم : ١٤٩.

(٢) قصص الأنبياء ، الرقم : ١٦٥ و ٢٢٢.

(٣) قصص الأنبياء ، الرقم : ١.

(٤) قصص الأنبياء ، الرقم : ١٧ و ٤٦ و ٥٣ و ١٠٤ و ١١٢ و ١١٣ و ١٢٢ و ١٣١ و ١٤١ و ١٥٤ و ٢٣٩ و ٢٨٤ و ٣٠٥ و ٣٤٧ و ٣٧٠.

(٥) قصص الأنبياء ، الرقم : ٦٤ و ٢٧٧ و ٣٧٣.

(٦) قصص الأنبياء ، الرقم : ٢٠٩.

٩٤

والمواضع التي أحال فيها شيخنا الراوندي إلى هذه الطرق المذكورة بقوله : «بإسناده» «بالإسناد» «بالإسناد المتقدّم» أو بواو العطف ، هي هذه : (٢٤ و ٢٩ و ٨٣ و ١٠٥ و ١٤٢ و ١٤٤ و ١٧٠ و ٢١٣ و ٢١٦ و ٢٤٣ و ٢٤٥ و ٢٤٦ و ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٤٩ و ٢٥٨ و ٢٧٨ و ٢٩٦ و ٢٩٧ و ٣٠٠ و ٣٠١ و ٣٠٦ و ٣٤٢ و ٤٥٥ و ٣٨١ و ٥١٩).

الطريق إلى محمّد بن أورمة :

روى الصدوق روايات ابن أورمة بطريق واحد وهو هذا :

الصدوق : عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمّد بن موسى بن المتوكّل ومحمّد بن علي بن ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ... (١).

والمواضع التي أحال فيها شيخنا الراوندي إلى هذا الطريق المذكور بقوله : «بإسناده» «بالإسناد» «بالإسناد المتقدّم» أو بواو العطف ، هي هذه : (٤٢ و ٤٣ و ٦٦ و ٧٣ و ٧٤ و ٧٨ و ٧٩ و ٨٠ و ٨٢ و ٩٦ و ١٠٢ و ١٠٨ و ١١٨ و ١٣٨ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٦١ و ١٧٣ و ٢٧٩ و ٢٨٥ و ٣٠٧ و ٣٥٦ و ٣٥٧ و ٣٦٤ و ٣٧٢ و ٣٨٤ و ٣٩١).

أما الشكل الرابع :

فكثيرا ما ابتدأ بعض الأسانيد ببعض الرواة بدون الإحالة إلى سند خاصّ ؛ وذلك مثل : «وهب بن منبّه» و «زرارة بن أعين» ، وكذلك عن بعض المعصومين عليهم‌السلام.

وقد نقل الراوندي في عدّة مواطن في كتاب القصص عن وهب بهذه الألفاظ : «ذكر وهب» «قال وهب» «وعن وهب» «سئل وهب» (٢).

__________________

(١) قصص الأنبياء ، الرقم : ٢ و ٣٧ و ٤١ و ٦٥ و ١٢٣ و ١٥٠ و ١٧٢ و ١٩٢ و ٢١٠ و ٢٢٩ ، ٢٦١ و ٢٩٤ و ٣٥٢.

(٢) قصص الأنبياء الرقم : ٥٧ و ٥٨ و ٦١ و ٩٤ و ١٦٨ و ٣٢٥.

٩٥

والحال أنّه يروي عن وهب في خمسة مواضع مسندا وطريقه إليه هو هذا :

١ ـ الصدوق : عن أبي عبد الله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي ، عن أبي علي محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقندي ، عن صالح ابن سعيد الترمذي ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه اليماني ... (١).

٢ ـ الصدوق : عن محمّد بن هارون الزنجاني ، عن معاذ بن المثنى العنبري ، عن عبد الله بن أسماء ، عن جويرة ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن وهب ... (٢).

٣ ـ الصدوق : عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن أبي إسحاق الخراساني ، عن وهب ... (٣).

كما أنّه أحال في عدّة موارد إلى هذا الطرق بقوله : «بالإسناد المتقدّم» «بالإسناد» «بإسناده» (٤) ، وكذلك الحال في باقي الأسانيد إن لم يذكر هذه الألفاظ في أوّل الحديث ، فلابدّ أن يلاحظ ما قبله من الأسانيد حتّى يستخرج إسناد الصدوق إلى هؤلاء الرواة.

كتاب النبوّة في الأسانيد والإجازات :

أتقن وأحسن الكتب استنادا إلى مؤلّفيهم الكتب التي وصلت إلينا عن طريق أحد الطرق السبعة المعروفة للتحمّل ، وهي : «السماع» «القراءة» «الإجازة»

__________________

(١) قصص الأنبياء : ٥٥ و ١٧٥ و ٣٥٤.

(٢) قصص الأنبياء : ٩٩.

(٣) قصص الأنبياء : ٢٥١.

(٤) قصص الأنبياء : ٦٧ و ٨٦ و ٩٣ و ١٦٧ و ٢٢٣ و ٢٥٢ و ٣٢٣ و ٣٢٤ و ٣٤٦.

٩٦

«المناولة» «الكتابة» «الإعلام» و «الوجادة».

وقد حظي هذا الكتاب كتاب النبوّة بتوسّط تلخيصه كتاب «قصص الأنبياء» للقطب الراوندي ببعض هذه الطرق المذكورة آنفا (١) ، فقد ذكر لفيف من علمائنا ومشايخ إجازاتنا كتب القطب الراوندي كلّها وكتاب القصص بخصوصه ورووه بطرقهم المتّصلة به ، كما أنّ للقطب طرقا كثيرة إلى الشيخ الصدوق مذكورة في إجازات العلماء وأثباتهم وأيضا في مطاوي كتابه القصص هذا لرواية كتابه النبوّة ، وكما أنّ لنا طرقا كثيرة إليهم ، ومنهم إلى القطب الراوندي ، ومنه إلى الشيخ الصدوق.

فقد أورد طرق رواية جميع مصنّفات القطب الراوندي ، العلّامة الحلّي (٧٢٦ ه‍) في الإجازة الكبيرة لبني زهرة ، والشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني (١٠١١ ه‍) في إجازته الكبيرة.

كما وروى جميع مجموعات ومسموعات القطب الراوندي ، أبو علي الحسين ابن خشرم الطائي ، عن الشيخ زين الدين علي بن حسان الرهمي ، عن الراوندي .. على ما حكاه العلّامة المجلسي (١١١٠ ه‍) عن مجموعة الشيخ شمس الدين الجبعي (٨٨٦ ه‍) جدّ شيخنا البهائي وهو عن خطّ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي (٧٨٦ ه‍) (٢).

__________________

(١) لا يخفى أنّ لعلمائنا طرقا متعدّدة لرواية كتب الشيخ أبي جعفر الصدوق ، ونحن لمراعاة ضيق المقام اختصرنا إلى ذكر طريق رواية كتاب القصص وطرق الراوندي لرواية كتاب النبوّة.

وحريّ بالذكر أنّ الشيخ المحدّث الحرّ العاملي صرّح في خاتمة الوسائل باسم كتاب النبوّة في ضمن مصادره المعتمدة التي نقل منها مع الواسطة ولم تصل إليه ولكن روى منها بواسطة الصدوق والشيخ والمحقّق وابن إدريس والشهيد والعلّامة وابن طاوس .. ومن ماثلهم من أصحاب الكتب السابقة ثمّ أورد بعد ذلك طرقه لرواية هذه الكتب (انظر : خاتمة وسائل الشيعة ٣٠ : ١٦٠ و ١٦٣ و ١٦٩).

(٢) بحار الأنوار ١٠٤ : ٤٧ و ٤٩ و ٥٠ / ١١.

٩٧

وكذلك يروي كتب الراوندي ، الشيخ الأجلّ العالم الفقيه جمال الدين محمّد ابن الحسن بن الشيخ الفقيه محمّد بن المهتدي ، بحقّ إجازته العامّة في ذي الحجّة سنة ٦٧٠ ه‍ ، عن الشيخ نجم الدين جعفر بن محمّد بن الحلّي .. على ما جاء في الحكاية المذكورة.

ونخصّ منهم بالذكر الفقيه المحدّث محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (١١٠٤ ه‍) صاحب «وسائل الشيعة» الذي ذكر طريقا خاصّا به لهذا الكتاب ؛ وذلك في خاتمة الوسائل وفي بعض إجازاته ؛ منها : إجازته للمولى الجليل الشيخ محمّد فاضل بن محمّد مهدي المشهدي ، الصادرة في شعبان المعظّم من سنة ١٠٨٥ ه‍ بالمشهد المقدّس الرضوي ـ على مشرّفه السلام ـ ، وأيضا في إجازته للميرزا محمّد صالح ابن العالم محمّد باقر الرضوي الصادرة في أوائل ذي القعدة سنة ١٠٨٥ ه‍ أيضا ؛ وإليك طريقه إلى رواية كتاب القصص الموجودة في مشيخة خاتمة الوسائل والإجازة المذكورة (١) مع استخراج طريق واحد عنه إلى مشايخ أصحابنا مرورا إلى الشيخ حسن صاحب المعالم والعلّامة الحلّي اللذين ذكرا طرقهما في إجازتيهما إلى كتب الراوندي :

قال الموسوي ـ عفى الله عنه ـ : وأنا أروي كتب القطب عن عدد من مشايخنا وعلمائنا الأجلّاء ـ رحم الله تعالى في الأموات وبارك في الأحياء ـ بطريق الإجازة بأسانيد متعدّدة فنذكر أعلاها ؛ منها ما أجاز لي :

آية الورع والتقوى المرجع الديني الحاج السيّد حسن بن المرجع الديني الكبير آقا حسين الطباطبائي القمّي رحمه‌الله ؛

وسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله السيّد علي الحسيني السيستاني ؛

والعلّامة الكبير والمحقّق الخبير سماحة السيّد محمّد مهدي الموسوي الخرسان ؛

__________________

(١) انظر : خاتمة وسائل الشيعة ٣٠ : ١٨٤ ، بحار الأنوار ١٠٧ : ١١٦ ومجلّة علوم الحديث ١٩ : ٢٢٩.

٩٨

وسماحة المرجع الديني آية الله الشيخ لطف الله الصافي الگلپايگاني ؛

والعلّامة الورع التقي الشيخ محيي الدين بن الفقيه العلّامة الشيخ عبد الله المامقاني رحمه‌الله ؛

والعلّامة الأستاذ حسين علي محفوظ الكاظميني رحمه‌الله.

.. وغيرهم من فقهائنا العظام وعلمائنا الكرام ، كلّهم عن :

العلّامة المتتبّع الشيخ آقا بزرگ الطهراني :

عن المحدّث الخبير الميرزا حسين النوري (١٣٢٠ ه‍) :

عن الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري (١٢٨١ ه‍) :

عن المولى التقي أحمد النراقي (١٢٤٥ ه‍) :

عن السيّد الفقيه الورع مهدي بحر العلوم (١٢١٢ ه‍) :

عن الشيخ محمّد مهدي بن محمّد صالح الفتوني العالملي النجفي (١١٨٣ ه‍) :

عن الشريف أبي الحسن بن محمّد طاهر الفتوني العالملي النجفي (١١٣٨ ه‍) :

عن المولى العلّامة الكبير محمّد باقر المجلسي (١١١٠ ه‍) :

عن الشيخ المحدّث الحرّ العاملي (١١٠٤ ه‍) بالإجازة المدبّجة بينهما :

عن الشيخ زين الدين بن محمّد سبط الشهيد الثاني (١٠٦٣ ه‍) :

عن والده الشيخ محمّد بن الحسن بن زين الدين (١٠٣٠ ه‍) :

عن والده الشيخ جمال الدين الحسن بن زين الدين العاملي (١٠١١ ه‍) :

عن الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي (٩٨٤ ه‍) :

عن الشهيد الثاني ، زين الدين بن علي بن أحمد العاملي (٩٦٥ ه‍) :

عن الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الميسي (٩٣٨ ه‍) :

عن الشيخ شمس الدين محمّد بن داود ، المؤذّن العاملي الجزّيني (٨٥٥ ه‍) :

عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد (ق ٩) :

عن والد الشيخ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي (٧٨٦ ه‍) :

٩٩

عن الشيخ فخر الدين محمّد ولد العلّامة (٧٧١ ه‍) :

عن العلّامة الحلّي جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي (٧٢٦ ه‍) :

عن والده يوسف بن المطهّر (من أعلام القرن السابع) :

عن الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج ردّة النيلي (ق ٧) :

عن القاضي أحمد بن علي بن عبد الجبّار الطبرسي (ق ٦ و ٧) :

عن الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي المصنّف (٥٧٣ ه‍) بكتاب «قصص الأنبياء».

وزاد الشيخ جمال الدين حسن صاحب المعالم ابن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة طريقا ثانيا وهو هذا :

بالإسناد :

عن الشهيد الأوّل محمّد بن مكي (٧٨٦ ه‍)

عن السيد شمس الدين أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي المعالي بن جعفر بن علي الحسيني الموسوي (٧٦٩ ه‍) :

عن كمال الدين أبي الحسن علي بن الحسين بن حمّاد بن أبي الخير الليثي الواسطي (حيّا سنة ٧٤٥ ه‍) :

عن نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الفقيه الكبير محمّد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما الرّبعي الحلّي ، المعروف ـ كأبيه ـ بابن نما (حدود ٦٨٠ ه‍) :

عن والده نجيب الدين أبي إبراهيم محمّد بن جعفر الرّبعي الحلّي (٦٤٥ ه‍) :

عن الشيخ عماد الدين أبي الفرج علي بن الشيخ قطب الدين الراوندي (ح ٦٠٠ ه‍) :

١٠٠