قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال موسى لهارون عليهما‌السلام : امض بنا إلى جبل طور سيناء ، ثمّ خرجا فإذا بيت على بابه شجرة عليها ثوبان (١) ، فقال موسى لهارون : اطرح ثيابك وادخل هذا البيت ، والبس هاتين الحلّتين ، ونم على السرير ، ففعل هارون ، فلمّا أن نام على السرير قبضه الله إليه وارتفع البيت والشجرة.

ورجع (٢) موسى إلى بني إسرائيل ، فأعلمهم أنّ الله قبض هارون ورفعه إليه ، فقالوا : كذبت أنت قتلته ، فشكى موسى عليه‌السلام ذلك إلى ربّه ، فأمر الله تعالى الملائكة فأنزلته على سرير بين السماء والأرض (٣) حتّى رأته بنو إسرائيل ، فعلموا أنّه مات (٤).

[٢٢٨ / ٥٣] ـ وبإسناده ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أنّ ملك الموت أتى موسى عليه‌السلام فسلّم عليه ، فقال : من أنت؟ فقال : أنا ملك الموت ، قال : فما جاء بك؟

قال : جئت لأقبض روحك ، وإنّي أمرت أن أتركك حتّى يكون الذي تريد ،

__________________

(١) في النسخ : (كثبان) ، والمثبت عن بحار الأنوار.

(٢) في «ص» «م» : (ورفع).

(٣) في «ر» «س» : (من السماء إلى الأرض) بدلا من : (بين السماء والأرض).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ١٧٨ / ١٣ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٥٠.

ورواه ابن طاوس في سعد السعود : ٢١٢ بالمضمون.

وروى الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٦٨ حديث آخر لفظه : رووا عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أنّه قال : «إنّما أخذتهم الرجفة من أجل دعواهم على موسى قتل أخيه هارون ، وذلك أنّ موسى وهارون ، وشبّر وشبير ابني هارون انطلقوا إلى سفح جبل ، فقام هارون على سرير ، فتوفّاه الله ، فلمّا مات دفنه موسى عليه‌السلام ، فلمّا رجع إلى بني إسرائيل قالوا : أين هارون؟ قال : توفّاه الله ، فقالوا : لا بل أنت قتلته ، حسدتنا على خلقه ولينه ، قال : فاختاروا من شئتم ، فاختاروا منهم سبعين رجلا ، وذهب بهم ، فلمّا انتهوا إلى القبر ، قال موسى : يا هارون ، أقتلت أم متّ؟ فقال هارون : ما قتلني أحد ، ولكن توفّاني الله ، فقالوا : لن نعصي بعد اليوم ، فأخذتهم الرجفة وصعقوا».

٤٢١

وخرج ملك الموت فمكث موسى ما شاء الله ، ثمّ دعا يوشع بن نون ، فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره ، وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر ، وغاب موسى عليه‌السلام عن قومه ، فمرّ في غيبته فرأى ملائكة يحفرون قبرا ، قال : لمن تحفرون هذا القبر؟

قالوا : نحفره والله لعبد كريم على الله تعالى ، فقال : إنّ لهذا العبد من الله لمنزلة ، فإنّي ما رأيت مضجعا ولا مدخلا أحسن منه.

فقالت الملائكة : يا صفيّ الله ، أتحبّ أن تكون ذلك؟ قال : وددت ، قالوا : فادخل واضطجع فيه ثمّ توجّه إلى ربّك ، فاضطجع فيه موسى عليه‌السلام لينظر كيف هو ، فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه في الجنّة فقال : يا ربّ ، اقبضني إليك ، فقبضه ملك الموت ودفنه ، وكانت الملائكة صلّت عليه ، فصاح صائح من السماء : مات موسى كليم الله ، وأيّ نفس لا تموت. فكان بنو إسرائيل لا يعرفون مكان قبره ، فسئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قبره.

قال : عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر (١).

فصل

في خروج صفراء على يوشع بن نون بعد وفاة موسى عليهما‌السلام

[٢٢٩ / ٥٤] ـ عن ابن بابويه ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٨ / ١٤.

ورواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٧٠ / ١ : عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٦ / ٩ ، والأمالي : ٣٠٣ / ٢ ، وكمال الدين : ١٥٣ / صدر الحديث ١٧ : عن أحمد بن الحسن القطّان ، عن الحسن بن عليّ السكّري ، عن محمّد بن زكريّا البصريّ ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق عليه‌السلام .. وعنهما في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٥ / ٨ ، وفيها تفاوت مع تفصيل أكثر في المتن.

٤٢٢

الحسين بن الحسن بن (١) أبان ، عن ابن أورمة بإسناده إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ امرأة موسى عليه‌السلام خرجت على يوشع بن نون راكبة زرّافة فكان لها أوّل النهار وله آخر النهار ، فظفر بها فأشار عليه بعض من حضره بما لا ينبغي فيها فقال : أبعد مضاجعة موسى لها؟ ولكن أحفظه فيها (٢).

[٢٣٠ / ٥٥] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان (٣) ، حدّثنا الحسن ابن عليّ السكّريّ ، حدّثنا محمّد بن زكريّا البصريّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه قال : قال الصادق عليه‌السلام : إنّ يوشع بن نون قام بالأمر بعد موسى صابرا من الطواغيت على اللّأواء (٤) والضرّاء والجهد والبلاء ، حتّى مضى منهم ثلاث طواغيت ، فقوى بعدهم أمره. فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى بصفراء امرأة موسى في مائة ألف رجل فقاتلوا يوشع ، فغلبهم وقتل منهم مقتلة عظيمة ، وهرب الباقون بإذن الله وأسر صفراء (٥).

وقال لها : قد عفوت عنك في الدنيا إلى أن ألقى نبيّ الله موسى فأشكو إليه ما لقيت منك (٦).

فقالت صفراء : واويلاه! والله لو أبيحت لي الجنّة لاستحييت أن أرى فيها رسول الله وقد هتكت حجابه على وصيّه بعده (٧).

__________________

(١) في النسخ : (عن) ، والمثبت موافق للبحار وكتب الرجال (منتهى المقال ٣ : ٢٧ / ٨٥٦).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٩ / ١٥.

(٣) في النسخ (العطّار) ، وما أثبتناه من البحار ١٣ : ٣٦٤ وهو الصحيح الوارد في مشايخ الصدوق والمروف ب : (ابن عبد ربّه الرازي). (من عرفانيان)

(٤) اللّأواء : الشدّة وضيق المعيشة (كما في نهاية ابن الأثير ٤ : ٢٢١).

(٥) في كمال الدين والبحار زيادة : (بنت شعيب).

(٦) في كمال الدين والبحار زيادة : (ومن قومك).

(٧) عنه وعن كمال الدين : ١٥٤ / ضمن الحديث ١٧ في بحار الأنوار ١٣ : ٣٦٦ / ٨ وفي ص ٤٤٥ / صدر الحديث ١٠ عن الكمال.

٤٢٣
٤٢٤

الباب التّاسع :

في بني اسرائيل

٤٢٥
٤٢٦

[قصّة جريح العابد]

[٢٣١ / ١] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي جميلة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل عابد يقال له : جريح وكان يعبد الله في صومعة (١) ، فجاءته أمّه وهو يصلّي ، فدعته فلم يجبها ، فانصرفت ثمّ أتته ودعته فلم يلتفت إليها ، فانصرفت ثمّ أتته ودعته (٢) فلم يجبها ولم يكلّمها ، فانصرفت وهي تقول : أسأل إله بني إسرائيل أن يخذلك.

فلمّا كان من الغد جاءت (٣) فاجرة وقعدت عند صومعته قد أخذها الطلق ، فادّعت أنّ الولد من جريح ، ففشا في بني إسرائيل أنّ من كان يلوم الناس على الزنا فقد زنى ، وأمر الملك بصلبه ، فأقبلت أمّه إليه تلطم وجهها ، فقال لها : اسكتي إنّما هذا لدعوتك.

فقال الناس لمّا سمعوا منه ذلك : وكيف لنا بذلك؟ قال : هاتوا الصبيّ ، فجاؤوا

__________________

(١) في «ر» «س» : (يعبد في صومعته) بدلا من : (يعبد الله في صومعة).

(٢) قوله : (فلم يجبها) إلى هنا ليس في «ص» «م».

(٣) في «ر» زيادة : (امرأة).

٤٢٧

به فأخذه ، فقال : من أبوك؟

فقال : فلان الراعي لبني فلان ، فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح ، فحلف جريح أن لا يفارق أمّه يخدمها (١).

[٢٣٢ / ٢] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن فضل بن محمّد الأشعريّ ، عن مسمع ، عن أبي الحسن ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان رجل ظالم ، فكان يصل الرحم ويحسن على رعيّته ويعدل في الحكم ، فحضر أجله فقال : ربّ ، حضر أجلي وابني صغير فمدّ لي في عمري ، فأرسل الله إليه أنّي قد أنسأت لك في عمرك اثنتي عشرة سنة ، وقيل له : إلى هذا (٢) يشبّ ابنك ويعلم من كان جاهلا ويستحكم علم من لا يعلم (٣).

[نصيحة للملك]

[٢٣٣ / ٣] ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحكم بن مسكين ، عن النعمان بن يحيى الأزرق ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ ملكا من بني إسرائيل قال : لأبنينّ مدينة لا يعيبها أحد ، فلمّا فرغ من بنائها اجتمع رأيهم على أنّهم لم يروا مثلها قطّ ، فقال له رجل : لو آمنتني على نفسي أخبرتك بعيبها فقال : لك الأمان.

فقال : لها عيبان ، أحدهما : أنّك تهلك عنها ، والثاني : أنّها تخرب من بعدك.

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٨٧ / ١ وج ٧١ : ٧٥ / ٦٨ ومستدرك الوسائل ١٥ : ٢١٣ / ١٠ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١٧.

(٢) في النسخ الأربع زيادة : (ما) ، وحذفناها موافقة للبحار ، ويمكن إثباتها على أتّها غير نافية.

(٣) عنه في بحار الأنوار ٧٢ : ٣٤٦ / ٤٧.

٤٢٨

فقال الملك : وأيّ عيب أعيب من هذا ، ثمّ قال : فما نصنع؟ قال : تبني ما يبقى ولا يفنى ، وتكون شابّا لا تهرم أبدا. فقال الملك لابنته ذلك فقالت : ما صدقك أحد غيره من أهل مملكتك (١).

[قصّة الاختين]

[٢٣٤ / ٤] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن بكير ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل وكان له بنتان ، فزوّجهما من رجلين ، واحد زرّاع وآخر يعمل الفخار ، ثمّ إنّه زارهما ، فبدأ بامرأة الزرّاع ، فقال لها : كيف حالك؟

قالت : قد زرع زوجي زرعا كثيرا ، فإن جاء الله بالسماء فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ، ثمّ ذهب إلى الأخرى ، فسألها عن حالها ، فقالت : قد عمل زوجي فخارا كثيرا ، فإن أمسك الله السماء عنّا ، فنحن أحسن بني إسرائيل حالا ، فانصرف وهو يقول : «اللهمّ أنت لهما» (٢).

[٢٣٥ / ٥] ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير رفعه ، فقال : التقى ملكان فقال أحدهما لصاحبه : أين تريد؟ قال : بعثني ربّي أحبس السمك ، فإنّ فلان الملك اشتهى سمكة ، فأمرني أن أحبسه له ليؤخذ له الذي يشتهي منه ، فأنت أين تريد؟ قال : بعثني ربّي إلى فلان العابد فإنّه قد طبخ قدرا وهو صائم

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٨٧ / ٢ وج ٧٢ : ٣٤٦ / ٤٨.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٨٨ / ٣.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٨ : ٨٤ / ٤٥ بتفاوت يسير ، وفي آخره زيادة : (وكذلك نحن) : عن محمّد ابن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن عبد الله بن بكير وثعلبة بن ميمون وعليّ بن عقبة ، عن زرارة ، عن عبد الملك عن أبي جعفر عليه‌السلام ...

٤٢٩

فأرسلني ربّي أن أكفأها (١).

فصل

[قصّة مرور العالم على العابد]

[٢٣٦ / ٦] ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن محمّد بن سنان ، عن النضر بن قرواش (٢) ، عن إسحاق بن عمّار ، عمّن سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يحدّث قال : مرّ عالم بعابد وهو يصلّي ، فقال : يا هذا ، كيف صلاتك؟ قال : مثلي يسئل عن هذا؟ قال : ثمّ بكى فضحك العالم وقال : تضحك وأنت خائف ، قال : الضحك أفضل من بكائك وأنت مدلّ (٣) بعملك ، إنّ المدلّ بعمله ما يصعد منه شيء (٤).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ٦٤ : ٢٣١ / ٤٤.

وورد في علل الشرائع ٢ : ٤٦٥ / ١٦ قريب منه بهذا اللفظ : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن محمّد ابن قيس ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : ملكان هبطا من السماء فالتقيا في الهواء ، فقال أحدهما لصاحبه : فيم هبطت؟ قال : بعثني الله عزوجل إلى بحر آيل أحشر إلى جبّار من الجبابرة اشتهى عليه سمكة في ذلك البحر ، فأمرني أن أحشر إلى الصيّاد سمكة البحر حتّى يأخذها له ليبلغ الله عزوجل الكافر غاية مناه في كفره ، قال الآخر لصاحبه : ففيما بعثت أنت؟ قال : بعثني الله عزوجل في أعجب من الذي بعثك فيه ، بعثني إلى عبده المؤمن الصائم القائم المعروف دعاؤه وصومه في السماء لأكفئ قدره التي طبخها لإفطاره ليبلغ الله في المؤمن من الغاية في اختبار إيمانه .. وعنه في بحار الأنوار ٦٤ : ٢٢٩ / ٤٠.

(٢) في «ر» «س» «ص» : (مرواس) ، وفي «م» : (مرداس) والمثبت موافق للكافي والبحار.

(٣) قال في لسان العرب ١١ : ٢٤٨ المدلّ : المنّان بعمله ، المفتخر به.

(٤) عنه في بحار الأنوار ٦٩ : ٣١٧ / ٢٩ ومستدرك الوسائل ١ : ١٣٧ / ٨. ـ

٤٣٠

[٢٣٧ / ٧] ـ وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج (١)(٢).

[العاقبة للمتّقين]

[٢٣٨ / ٨] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن الحسن بن جهم ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل يكثر أن يقول : الحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتّقين ، فغاظ إبليس ذلك ، فبعث إليه شيطانا ، فقال : قل : العاقبة للأغنياء فجاءه فقال ذلك ، فتحاكما إلى أوّل من يطلع عليهما على قطع يد الذي يحكم عليه ، فلقيا شخصا فأخبراه بحالهما فقال : العاقبة للأغنياء فقطع يده (٣) ، فرجع وهو يحمد الله ويقول : العاقبة للمتّقين ، فقال له : تعود أيضا.

فقال : نعم على اليد الأخرى فخرجا فطلع الآخر فحكم عليه أيضا فقطعت يده الأخرى ، وعاد أيضا يحمد الله ويقول : العاقبة للمتّقين ، فقال له : تحاكمني

__________________

ـ وورد في فقه الرضا عليه‌السلام : ٣٨٨ بتفاوت يسير في باب الرياء والنفاق والعجب وعنه في بحار الأنوار ٦٩ : ٣١٩ / ذيل الحديث ٣١ ومستدرك الوسائل ١ : ١٣٨ / ذيل الحديث ٩.

وورد بتفاوت يسير أيضا في كتاب المؤمن للحسين بن سعيد : ٦٣ / ١٦٨ : عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٦٨ : ٢٣ / ٦ ، والكافي ٢ : ٣١٣ / ٥ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن نضر بن قرواش ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٦٩ : ٣٠٧ / ٢.

(١) لهذا الحديث تأويلات مذكورة في البحار ٢ : ١٥٩ وج ١٤ : ٤٩٥.

(٢) عنه في بحار الأنوار ٦٩ : ٣١٧ / ذيل الحديث ٢٩. وسيرد هذا الحديث مفصّلا في الفصل الخامس من هذا الكتاب.

(٣) عبارة : (فقطع يده) لم ترد في النسخ والبحار ، ونقلها الجزائريّ في قصص الأنبياء عن الراونديّ وأدرجناها في المتن لاستقامة المعنى (قصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١٧ وفي طبعة أخرى : ٤٦١).

٤٣١

على ضرب العنق؟

فقال : نعم فخرجا فرأيا مثالا فوقفا عليه ، فقال : إنّي كنت حاكمت هذا وقصّا عليه قصّتهما قال : فمسح يديه فعادتا ثمّ ضرب عنق ذلك الخبيث ، وقال : هكذا العاقبة للمتّقين (١).

[قاضي بني إسرائيل]

[٢٣٩ / ٩] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله ابن جعفر ، حدّثنا أحمد بن محمّد ، [عن ابن محبوب] ، عن الثمالي (٢) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان قاض في بني إسرائيل ، وكان يقضي فيهم بالحقّ ، فلمّا حضرته الوفاة قال لامرأته : إذا متّ فاغسليني وكفّنيني وغطّي وجهي وضعيني على سريري ، فإنّك لا ترين سوءا إن شاء الله تعالى ، فلمّا مات فعلت ما كان أمرها به ، ثمّ مكثت بعد ذلك حينا ، ثمّ إنّها كشفت عن وجهه فإذا دودة تقرض من منخره ، ففزعت من ذلك ، فلمّا كان بالليل أتاها في منامها ـ يعني رأته في النوم ـ (٣) فقال لها : فزعت ممّا رأيت؟ قالت : أجل.

قال : والله ما هو إلّا في أخيك ، وذلك أنّه أتاني ومعه خصم له فلمّا جلسا قلت : اللهمّ اجعل الحقّ له ، فلمّا اختصما كان الحقّ له ففرحت ، فأصابني ما رأيت

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٨٨ / ٤ وج ٦٧ : ٢٩٣ / ٣٦ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١٧.

(٢) الثمالي هو ثابت بن دينار المتوفّى سنة ١٥٠ هجريّة ، ولا يمكن لأحمد بن محمّد ـ البرقي أو ابن عيسى ـ أن يروي عنه بلا واسطة فمن المحتمل وقوع سقط في السند ، والذين يروون عن الثمالي جماعة كثيرة منهم الحسن بن محبوب ومالك بن عطيّة وعليّ بن الحكم الثقة وعليّ بن رئاب .. وغيرهم (انظر منتهى المقال ٢ : ١٩١ / ٥٠٣). وما بين المعقوفين أضفناه لاتّحاده مع السند المذكور في المصادر الأخرى لهذا الحديث وما سيأتي في هذا الباب برقم ١٧.

(٣) التفسير من الراوندي.

٤٣٢

لموضع هواي مع موافقة الحقّ له (١).

[٢٤٠ / ١٠] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه (٢) حدّثنا أبو أحمد محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي العبّاس ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنّ قوما في الزّمان الأوّل أصابوا ذنبا ، فخافوا منه (٣) فجاءهم قوم آخرون ، فقالوا لهم : ما بالكم؟

قالوا : أصبنا ذنوبا فخفنا منها وأشفقنا ، فقالوا : لا تخافوا نحن نحملها عنكم ، فقال الله تعالى : ألا تخافون وتجترؤون عليّ؟ فأنزل الله بهم العذاب (٤).

[٢٤١ / ١١] ـ وبهذا الإسناد عن أبي أحمد ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام إنّ قوما من بني إسرائيل قالوا لنبيّ لهم : ادع لنا ربّك يمطر علينا السماء إذا أردنا ، فسأل ربّه ذلك ، فوعده أن يفعل فأمطر السماء عليهم كلّما أرادوا فزرعوا

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٨٩ / ٥ ومستدرك الوسائل ١٧ : ٣٥٥ / ٣.

ورواه بتفاوت يسير مع تقديم وتأخير الكلينيّ في الكافي ٧ : ٤١٠ / ٢ : عن عدّة من أصحابه ، عن سهل بن زياد وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا عن ابن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. ، والطوسيّ في تهذيب الأحكام ٦ : ٢٢٢ / ٢١ : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. ، والأمالي : ١٢٦ / ١٢ عن الشيخ المفيد ، عن أبي بكر محمّد بن عمر الجعابي عن ابن عقدة ، عن عليّ بن الحسين بن عبد الله بن أسلم ، عن أبيه ، عن معاوية بن سفيان المزني ، عن محمّد بن إسماعيل بن الحكم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام وعنها في وسائل الشيعة ٢٧ : ٢٢٥ / ٢.

(٢) قوله : (عن أبيه) ساقط من النسخ ، وأثبتناها من علل الشرائع ، والوجه فيه ظاهر.

(٣) في العلل : (ذنوبا فخافوا منها) بدلا من : (ذنبا فخافوا منه).

(٤) رواه الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٥٢٢ / ٥ بنفس السند والمتن ، إلّا أنّ فيه : (يخافون ويجترؤون عليّ). وعنه في بحار الأنوار ٦٧ : ٣٨٣ / ٣٨ ووسائل الشيعة ١٥ : ٢٢٢ / ١٣.

وورد نحوه في المحاسن ١ : ١١٦ / ١٢٠ ، والكافي ٥ : ١٠٤ / ذيل الحديث ١ ، وثواب الأعمال : ٢٤١ / باب عقاب المجترئ على الله عزوجل ، وفيها عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنها في وسائل الشيعة ١٥ : ٢٢٢ / ١٣ وفي بحار الأنوار ١٤ : ٥٠٩ / ذيل الحديث ٣٥ عن الكافي وج ٦٧ : ٣٨٦ / ٤٩ عن الثواب.

٤٣٣

فنمت زروعهم وخصبت (١) فلمّا حصدوا لم يجدوا شيئا فقالوا : إنّما سألنا المطر للمنفعة ، فأوحى الله تعالى إليه (٢) : أنّهم لم يرضوا بتدبيري لهم ، أو نحو هذا (٣).

[٢٤٢ / ١٢] ـ وقال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : كان ورشان (٤) يفرخ في شجرة ، وكان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين ، فشكى ذلك الورشان إلى الله تعالى فقال : إنّي سأكفيكه. قال : فأفرخ الورشان وجاء الرجل ومعه رغيفان فصعد الشجرة وعرض له سائل ، فأعطاه أحد الرغيفين ، ثمّ صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما ، فسلّمه الله لما تصدّق به (٥).

فصل

[من قصص بني إسرائيل]

[٢٤٣ / ١٣] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ رجلا كان في بني إسرائيل قد دعا الله أن يرزقه غلاما يدعو ثلاثا وثلاثين سنة ، فلمّا رأى أنّ الله تعالى لا يجيبه قال : يا ربّ ، أبعيد أنا منك فلا تسمع منّي أم قريب أنت فلا تجيبني؟ فأتاه آت في منامه ، فقال له : إنّك تدعو الله بلسان بذيّ وقلب علق (٦) غير نقيّ وبنيّة غير صادقة ، فاقلع من بذائك ، وليتّق الله قلبك ، ولتحسن نيّتك.

__________________

(١) في «ص» والبحار : (وحسنت).

(٢) قوله : (إليه) لم يرد في «ر» «س» «ص» والبحار.

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٨٩ / ٦ وج ٥٦ : ٣٧٨ / ١٥.

(٤) في حاشية نسخة «ص» : (الورشان : الحمام الأبيض والأزرق).

(٥) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٠ / ٧ وج ٦٢ : ٢٨٦ / ٤٠ ، وج ٩٣ : ١٢٦ / ٤٠ ومستدرك الوسائل ٧ : ١٧٤ / ٤ ، وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١٨.

(٦) كذا في النسخ والبحار ١٤ : ٤٩٠ / ٨ ، وفي حاشية «م» : (عات) ، وفي البحار ج ٩٠ : ٣٧٠ / ٦ (غلق). ـ

٤٣٤

قال : ففعل الرجل ذلك (١) فدعا الله عزوجل فولد له غلام (٢).

[٢٤٤ / ١٤] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد ابن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كنت عنده فتلا قول الله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ)(٣) فقال : أما والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم ، ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها عليهم فأخذوا وقتلوا فصار اعتداءا ومعصية (٤).

[خبر الإخوة الثلاثة]

[٢٤٥ / ١٥] ـ وبإسناده عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن الثماليّ ، عن

__________________

(١) في «م» زيادة : (عاما).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٠ / ٨ وج ٩٠ : ٣٧٠ / ٦ ومستدرك الوسائل ٥ : ١٨٨ / ١ ، باب استحباب حسن النيّة وحسن الظنّ بالإجابة.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٢ : ٣٢٤ / ٧ عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى .. إلى آخر السند في المتن وعنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٠ / ٨ وج ٥٨ : ١٧٢ / ٢٨ ، وابن طاوس في فتح الأبواب : ٢٩٦ ، وفلاح السائل : ٣٧ : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٩٠ : ٣٧٧ / ١٨ ، وابن فهد الحلّيّ في عدّة الداعي : ١٢٧ عن الصادق عليه‌السلام .. وفيها : (ثلاث سنين) بدلا من : (ثلاثا وثلاثين سنة).

(٣) البقرة : ٦١.

(٤) عنه في بحار الأنوار ٧٢ : ٤٢ / ٧٦.

وورد بتفاوت يسير في المحاسن ١ : ٢٥٦ / ٢٩١ : عن ابن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. ، وتفسير العيّاشيّ ١ : ٤٥ / ٥١ ، وص : ١٩٦ / ١٣٢ عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٩٦ / ١٩ وج ١٨ : ٢١٣ / ١١ ، وفي بحار الأنوار ٢ : ٧٤ / ٤٤ عن المحاسن والعيّاشيّ.

٤٣٥

أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل عاقل كثير المال ، وكان له ابن يشبهه في الشمائل من زوجة عفيفة ، وكان له ابنان من زوجة غير عفيفة ، فلمّا حضرته الوفاة قال لهم : هذا مالي لواحد منكم ، فلمّا توفّي قال الكبير : أنا ذلك الواحد ، وقال الأوسط : أنا ذلك ، وقال الأصغر : أنا ذلك ، فاختصموا إلى قاضيهم.

قال : ليس عندي في أمركم شيء ، انطلقوا إلى بني غنام الإخوة الثلاث ، فانتهوا إلى واحد منهم فرأوا شيخا كبيرا ، فقال لهم : ادخلوا إلى أخي فلان فهو أكبر منّي فاسألوه. فدخلوا عليه ، فخرج شيخ كهل ، فقال : اسألوا أخي الأكبر منّي ، فدخلوا على الثالث فإذا هو في المنظر أصغر ، فسألوه أوّلا عن حالهم ثمّ سألهم (١).

فقال : أمّا أخي الذي رأيتموه أوّلا فهو الأصغر وإنّ له امرأة سوء تسوؤه ، وقد صبر عليها مخافة أن يبتلي ببلاء لا صبر له عليه فهرمته ، وأمّا أخي الثاني فإنّ عنده زوجة تسوؤه وتسرّه فهو متماسك الشباب ، وأمّا أنا فزوجتي تسرّني ولا تسوؤني ولم يلزمني منها مكروه قطّ منذ صحبتني ، فشبابي معها متماسك.

وأمّا حديثكم الذي هو حديث أبيكم ، فانطلقوا أوّلا وبعثروا قبره واستخرجوا عظامه وأحرقوها ثمّ عودوا لأقضي بينكم ، فانصرفوا فأخذ الصبيّ سيف أبيه ، وأخذ الأخوان المعاول ، فلمّا أن همّا بذلك قال لهم الصغير : لا تبعثروا قبر أبي وأنا أدع لكما حصّتي ، فانصرفوا إلى القاضي ، فقال : يقنعكما هذا؟ ائتوني بالمال.

فقال للصغير : خذ المال ، فلو كانا ابنيه لدخلهما من الرقّة كما دخل على الصغير (٢).

__________________

(١) في «ر» «س» «ص» والبحار ١٤ : ٤٩١ / ٩ وج ١٠٠ : ٢٣٣ / ١٤ : (مبيّنا لهم) وفي ١٠٠ : ٢٩٧ / ١ (مستبينا لهم) ولا يوجد في قصص الأنبياء للجزائري : (ثمّ سألهم).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٠ / ٩ وج ١٠٠ : ٢٣٣ / ١٤ وج ١٠١ : ٢٩٦ / ١ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١٩.

٤٣٦

[شكر النعمة يزيدها]

[٢٤٦ / ١٦] ـ وبإسناده عن ابن محبوب ، حدّثنا عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، قال : كان في بني إسرائيل رجل صالح ، وكانت له امرأة صالحة ، فرأى في النوم أنّ الله تعالى قد وقّت لك من العمر كذا وكذا سنة ، وجعل نصف عمرك في سعة ، وجعل النصف الآخر في ضيق ، فاختر لنفسك ؛ إمّا النصف الأوّل وإمّا النصف الآخر (١).

فقال الرجل : إنّ لي زوجة صالحة ، وهي شريكتي في المعاش ، فأشاورها في ذلك وتعود إليّ فأخبرك ، فلمّا أصبح الرجل قال لزوجته : رأيت في النوم كذا وكذا.

فقالت : يا فلان اختر النصف الأوّل وتعجّل العافية ، لعلّ الله سيرحمنا ويتمّ لنا النعمة.

فلمّا كان في الليلة الثانية أتى الآتي ، فقال : ما اخترت؟ فقال : اخترت النصف الأوّل ، فقال : ذلك لك ، فأقبلت الدنيا عليه من كلّ وجه ، ولمّا ظهرت نعمته قالت له زوجته : قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرّهم ، وجارك وأخوك فلان فهبهم ، فلمّا مضى نصف العمر وجاز حدّ الوقت رأى الرجل الذي رآه أوّلا في النوم.

فقال : إنّ الله تعالى قد شكر لك ذلك ، ولك تمام عمرك سعة مثل ما مضى (٢).

فصل

[الشاب العابد والمرأة]

[٢٤٧ / ١٧] ـ وبإسناده عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

__________________

(١) في «س» «ص» «م» والبحار : (الأخير).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩١ / ١٠ وج ٩٣ : ١٦٢ / ٦ ومستدرك الوسائل ١٢ : ٣٦٧ / ٢ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١٩ ـ ٥٢٠.

٤٣٧

خرجت امرأة بغيّ على شباب من بني إسرائيل فأفتنتهم ، فقال بعضهم : لو كان العابد فلانا لو رآها لأفتنته ، وسمعت مقالتهم فقالت : والله لا أنصرف إلى منزلي حتّى أفتنه ، فمضت نحوه في الليل فدقّت عليه ، فقالت : آوي عندك ، فأبى عليها.

فقالت : إنّ بعض شباب بني إسرائيل راودوني عن نفسي ، فإن أدخلتني وإلّا لحقوني وفضحوني ، فلمّا سمع مقالتها فتح لها ، فلمّا دخلت عليه رمت بثيابها ، فلمّا رأى جمالها وهيأتها وقعت في نفسه (١) ، فضرب يده عليها ثمّ رجعت إليه نفسه ، وقد كان يوقد تحت قدر له ، فأقبل حتّى وضع يده على النار.

فقالت : أيّ شيء تصنع؟ فقال : أحرقها لأنّها عملت العمل فخرجت حتّى أتت جماعة بني إسرائيل ، فقالت : ألحقوا فلانا فقد وضع يده على النار ، فأقبلوا فلحقوه وقد احترقت يده (٢).

[٢٤٨ / ١٨] ـ وعن (*) هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ عابدا كان في بني إسرائيل ، فأضاف امرأة من بني إسرائيل (٣) ، فهمّ بها فأقبل كلّما همّ بها قرّب إصبعا من أصابعه إلى النار ، فلم يزل ذلك دأبه حتّى أصبح ، فقال لها : أخرجي لبئس الضيف كنت لي (٤).

__________________

(١) في «ر» «س» : (قلبه).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٢ / ١١ وج ٦٧ : ٣٨٧ / ٥٢ ، وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٢٠.

(٢) (*) الظاهر عطف على طريق الصدوق إلى ابن محبوب عن عبد الرحمن بن الحجّاج في الطريق السابق ؛ لأنّ ابن الحجّاج يروي عن هارون كثيرا كما أنّ ابن محبوب يروي عنه عن طريق ابن الحجّاج ، أو المراد به الطريق المذكور برقم : (١٣٥).

(٣) قوله : (من بني إسرائيل) لم يرد في «ر» «س».

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٢ / ١٢ وج ٦٧ : ٣٨٨ / ٥٣ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٢٠ ـ ٥٢١.

٤٣٨

[درهم من حلال]

[٢٤٩ / ١٩] ـ وعن (*) حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل عابد وكان محتاجا ، فألحّت عليه امرأته في طلب الرزق ، فابتهل إلى الله في الرزق ، فرأى في النوم ، أيّما أحبّ إليك : درهمان من حلّ أو ألفان من حرام؟

فقال : درهمان من حلّ. فقال : تحت رأسك ، فانتبه فرأى الدرهمين تحت رأسه ، فأخذهما واشترى بدرهم سمكة ، فأقبل إلى منزله ، فلمّا رأته المرأة (١) أقبلت عليه كاللّائمة وأقسمت عليه أن لا تمسّها ، فقام الرجل إليها فلمّا شقّ بطنها إذا بدرّتين فباعهما بأربعين ألف درهم (٢).

[استغاثك فلم تغثه]

[٢٥٠ / ٢٠] ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان في (٣) بني إسرائيل جبّار فمات (٤) ، وأنّه أقعد في قبره وردّ إليه روحه ، فقيل له : إنّا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله.

قال : لا أطيقها ، فلم يزالوا ينقصونه من الجلد وهو يقول : لا أطيق ، حتّى صاروا إلى واحدة قال : لا أطيقها ، قالوا : لن نصرفها عنك ، قال : فلماذا تجلدونني؟ قالوا :

__________________

(*) عطف على طريقه إلى ابن محبوب السابق الذكر.

(١) في «ر» «س» : (امرأته).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٣ / ١٣ وج ١٠٠ : ٢٩ / ٥٣ ووسائل الشيعة ٢٥ : ٤٥٣ / ٢.

(٣) في «ر» «س» زيادة : (زمن).

(٤) قوله : (فمات) لم يرد في «ص» «م» والبحار.

٤٣٩

مررت يوما بعبد لله ضعيف مسكين مقهور فاستغاث بك ، فلم تغثه ولم تدفع عنه ، قال : فجلدوه جلدة واحدة ، فامتلأ قبره نارا (١).

فصل

[دعوة الأغنياء وترك الفقراء]

[٢٥١ / ٢١] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عليّ بن أسباط ، عن أبي إسحاق الخراسانيّ ، عن وهب بن منبّه ، قال : رووا أنّ رجلا من بني إسرائيل بنى قصرا ، فجوّده وشيّده ، ثمّ صنع طعاما ، فدعا الأغنياء وترك الفقراء ، فكان إذا جاء الفقير قيل لكلّ واحد منهم : إنّ هذا طعام لم يصنع لك ولا لأشباهك.

قال : فبعث الله ملكين في زيّ الفقراء فقيل لهما مثل ذلك. ثمّ أمرهما الله تعالى بأن يأتيا في زيّ الأغنياء ، فأدخلا وأكرما وأجلسا في الصدر ، فأمرهم الله تعالى أن يخسفا المدينة ومن فيها (٢).

[٢٥٢ / ٢٢] ـ وبإسناده (*) عن أحبار بني إسرائيل ، الصغير منهم والكبير كانوا

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٣ / ١٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٢٠ ـ ٥٢١.

ورواه الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ١ : ٥٧ / ١٣٠ مرسلا مع تفاوت في المتن ، وفي علل الشرائع ١ : ٣٠٩ / ١ وعنه في بحار الأنوار ٦ : ٢٢١ / ١٨ ، وثواب الأعمال : ٢٢٤ مثله : عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن السنديّ بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى ، عن صفوان بن مهران بن الحسن ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. ، والبرقيّ في المحاسن ١ : ٧٨ / ١ : عن أحمد ابن عبد الله البرقيّ ، عن محمّد بن حسّان ، عن محمّد بن عليّ ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن صفوان الجمّال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنها في وسائل الشيعة ١ : ٣٦٨ / ٢ وبحار الأنوار ٧٢ : ١٧ / ٤ وج ٧٧ : ٢٣٣ / ٦.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٩٣ / ١٥ وج ٧٢ : ١٧٥ / ١٠ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٢١.

(*) بإسناد وهب بن منبّه السابق الذكر.

٤٤٠