قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

ثمّ أخرجه إليهم وأمر فتيته أن يأخذوا بضاعتهم ويعجّلوا لهم الكيل ، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل أخيه ابن يامين ، ففعلوا ذلك وارتحل القوم مع الرفقة ، فمضوا ولحقهم فتية يوسف ، فنادوا : (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ)(١) ، قالوا : (ما ذا تَفْقِدُونَ)(٢)؟ قالوا : (قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ)(٣). قالوا : (وَما كُنَّا سارِقِينَ)(٤) ، قالوا : (قالُوا فَما جَزاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ)(٥)؟ (قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ)(٦) ، (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ)(٧).

(قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ)(٨) في قلبه ، ثمّ (قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ)(٩).

(قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ)(١٠) ، قال كبيرهم : إنّي لست (أَبْرَحَ الْأَرْضَ (١١) حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي)(١٢).

فمضى إخوة يوسف حتّى دخلوا على يعقوب صلوات الله عليه ، فقال لهم :

__________________

(١) يوسف : ٧٠.

(٢) يوسف : ٧١.

(٣) يوسف : ٧٢.

(٤) يوسف : ٧٣.

(٥) يوسف : ٧٤.

(٦) يوسف : ٧٥.

(٧) يوسف : ٧٦.

(٨) يوسف : ٧٧.

(٩) يوسف : ٧٨.

(١٠) يوسف : ٧٩.

(١١) في حاشية «ص» : أي لم أفارق مصر.

(١٢) يوسف : ٨٠.

٣٤١

أين ابن يامين؟ قالوا : سرق مكيال الملك ، فحبسه عنده ، فاسأل أهل القرية والعير حتّى يخبروك بذلك ، فاسترجع يعقوب واستعبر حتّى تقوّس ظهره (١) ، فقال يعقوب : (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ)(٢) ، فخرج منهم نفر وبعث معهم بضاعة (٣) وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يعطفه على نفسه وولده.

فدخلوا على يوسف بكتاب أبيهم ، فأخذه وقبّله وبكى ، ثمّ أقبل عليهم فقال : (هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ)(٤)؟ قالوا : أأنت يوسف؟ قال : (أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي)(٥) ، وقال يوسف : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ)(٦) ، (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا) بلّته دموعي (فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي) ، (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)(٧).

فأقبل ولد يعقوب عليه‌السلام يحثّون السير بالقميص ، فلمّا دخلوا عليه قال لهم : ما فعل ابن يامين؟ قالوا : خلّفناه عند أخيه صالحا ، فحمد الله عند ذلك يعقوب وسجد لربّه سجدة الشكر واعتدل ظهره ، وقال لولده : تحمّلوا إلى يوسف من يومكم ، فساروا في تسعة أيّام إلى مصر ، فلمّا دخلوا اعتنق يوسف أباه ورفع خالته ، ثمّ دخل منزله وأدهن ولبس ثياب الملك ، فلمّا رأوه سجدوا شكرا لله ، وما تطيّب يوسف في تلك المدّة ولا مسّ النساء حتّى جمع الله ليعقوب عليه‌السلام شمله (٨).

__________________

(١) إلى هنا رواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٨١ / ٤٢ مع بعض الزيادات عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٠٥ / ١١٤ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٣٨ / ١١٢.

(٢) يوسف : ٨٧.

(٣) في «ر» «س» «ص» والبحار : (ببضاعة).

(٤) يوسف : ٨٩.

(٥) يوسف : ٩٠.

(٦) يوسف : ٩٢.

(٧) يوسف : ٩٣.

(٨) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٨٧ / ٧١ ، وقد مرّ في الصفحة السابقة تخريج العياشي إلى ما رواه.

٣٤٢

فصل

[تعبير الرؤيا]

[١٤٩ / ٩] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال : حزن سبعين ثكلى ، قال : ولمّا كان يوسف صلوات الله عليه في السجن دخل عليه جبرئيل عليه‌السلام ، فقال : إنّ الله تعالى ابتلاك وابتلى أباك وإنّ الله ينجّيك من هذا السجن ، فاسأل الله بحقّ محمّد وأهل بيته أن يخلّصك ممّا أنت فيه ، فقال يوسف : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وأهل بيته إلّا عجّلت فرجي وأرحتني ممّا أنا فيه.

قال جبرئيل عليه‌السلام : فابشر أيّها الصدّيق ، فإنّ الله تعالى أرسلني إليك بالبشارة بأنّه يخرجك من السجن إلى ثلاثة أيّام ، ويملّكك مصر وأهلها ، تخدمك أشرافها ، ويجمع إليك إخوتك وأباك ، فابشر أيّها الصديق إنّك صفيّ الله وابن صفيّه ، فلم يلبث يوسف عليه‌السلام إلّا تلك الليلة حتّى رأى الملك رؤيا أفزعته ، فقصّها على أعوانه ، فلم يدروا ما تأويلها.

فذكر الغلام الذي نجى من السجن يوسف ، فقال له : أيّها الملك ، أرسلني إلى السجن ، فإنّ فيه رجلا لم ير مثله حلما وعلما وتفسيرا ، وقد كنت أنا وفلان غضبت علينا وأمرت بحبسنا رأينا رؤيا ، فعبّرها لنا وكان كما قال ، ففلان صلب وأمّا أنا فنجوت ، فقال له الملك : انطلق إليه ، فدخل وقال : يوسف الصديق أفتنا في سبع بقرات (١) ، فلمّا بلغ رسالة يوسف الملك ، قال : (ائْتُونِي بِهِ

__________________

(١) مقتبس من سورة يوسف : ٤٦.

٣٤٣

أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) ، فلمّا بلغ يوسف رسالة الملك ، قال : كيف أرجو كرامته وقد عرف براءتي وحبسني سنين ، فلمّا سمع الملك أرسل إلى النسوة فقال : ما خطبكنّ؟ (١)

(قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ)(٢).

فأرسل إليه وأخرجه من السجن ، فلمّا كلّمه أعجبه كماله (٣) وعقله ، فقال له : اقصص رؤياي فإنّي اريد أن أسمعها منك ، فذكره يوسف كما رأى وفسّرها قال الملك : صدقت ، فمن لي بجمع ذلك وحفظه؟ فقال يوسف : إنّ الله تعالى أوحى إليّ أنّي مدبّره والقيّم به في تلك السنين ، فقال له الملك : صدقت دونك خاتمي وسريري وتاجي.

فأقبل يوسف على جمع الطعام في السنين السبع الخصيبة يكبسه في الخزائن في سنبله ، ثمّ أقبلت السنون الجدبة فأقبل يوسف عليه‌السلام على بيع الطعام ، فباعهم في السنة الأولى بالدراهم والدنانير ، حتّى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلّا صار في مملكة يوسف عليه‌السلام.

وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتّى لم يبق بمصر حليّ ولا جواهر إلّا صار في مملكة يوسف عليه‌السلام.

وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتّى لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولا ماشية إلّا صارت في مملكة يوسف.

وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا أمة إلّا وصار في مملكة يوسف.

__________________

(١) في حاشية نسخة «ص» : (أي ما شأنكم وحالكم).

(٢) يوسف : ٥١.

(٣) في «ر» «س» : (وأعجبه كلامه).

٣٤٤

وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتّى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار إلّا صار في مملكة يوسف.

وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتّى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة إلّا صار في مملكة يوسف عليه‌السلام.

وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حرّ إلّا صار في مملكة يوسف عليه‌السلام وصاروا عبيدا له.

فقال يوسف للملك : ما ترى فيما خوّلني ربّي؟ قال : الرأي رأيك. قال : إنّي أشهد الله وأشهدك أيّها الملك أنّي أعتقت أهل مصر كلّهم ، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ، ورددت عليك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلّا بسيرتي ، ولا تحكم إلّا بحكمي ، فالله أنجاهم على يدي (١).

فقال الملك : إنّ ذلك لديني (٢) وفخري ، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسوله ، وكان من إخوة يوسف وأبيه عليهم‌السلام ما ذكرته (٣).

فصل

[يعقوب عليه‌السلام والأعرابي]

[١٥٠ / ١٠] ـ وأخبرنا الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمّد بن عليّ بن محمّد

__________________

(١) في «ص» «م» والبحار : (عليّ) بدلا من : (على يدي).

(٢) في هامش البحار عن نسخة : (لزيني).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩١ / ٧٦ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢١٠ ـ ٢١١.

وورد صدره في تفسير العيّاشيّ ٢ : ١٨٨ / ٥٨ : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣١١ / ١٢٤ ، وتفسير القمّيّ ١ : ٣٥٠ عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٤٢ / ضمن الحديث ١٠ وتفسير نور الثقلين ١ : ١٤٤ / ٤٥٦ وج ٢ : ٤٥٢ / ١٤٩ و ١٥٠ ، وتفسير مجمع البيان ٥ : ٤٤٤ عن الصادق عليه‌السلام ...

٣٤٥

الرشكيّ (١) ، عن جعفر بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد (٢) ، عن ابن بابويه ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن أحمد بن الحسن الميثميّ ، عن الحسن الواسطيّ ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قدم أعرابيّ على يوسف ليشتري طعاما فباعه ، فلمّا فرغ قال له يوسف : أين منزلك؟ قال : موضع كذا وكذا.

قال : إذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد : يعقوب يا يعقوب ، فإنّه يخرج إليك رجل وسيم (٣) فقل له : لقيت رجلا بمصر وهو يقرؤك السلام ويقول لك : إنّ وديعتك عند الله لن تضيع.

قال : فمضى الأعرابيّ حتّى انتهى إلى الموضع ، فقال لغلمانه : احفظوا عليّ الإبل ، ثمّ نادى : يا يعقوب ، فخرج إليه رجل طويل (٤) جميل ، فقال له الأعرابيّ : أنت يعقوب؟

قال : نعم ، فأبلغه ما قال له يوسف صلوات الله عليه ، قال : فسقط مغشيّا عليه ، ثمّ (٥) أفاق فقال : يا أعرابيّ ، ألك حاجة إلى الله جلّ وعلا؟

قال : نعم إنّي رجل كثير المال ولي بنت عمّ ليس يولد لي منها ، فأحبّ الله أن

__________________

(١) في «س» : (البرشكي) والمثبت موافق لما في رياض العلماء ٢ : ٤٣٦ ، وفي بعض نسخ المطبوع : (اليشكري) ، وعن بعض : (الزشكي) ، وزشك قرية من قرى مشهد الرضا عليه‌السلام (غلام رضا عرفانيان).

(٢) في النسخ : (جعفر بن أحمد) ، والصحيح ما أثبتناه وهو والد جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستي الذي يروي كثيرا بواسطة والده عن الصدوق ؛ انظر أسانيد هذا الكتاب وغيره (الموسوي).

(٣) في البحار : (فإنّه سيخرج إليك رجل عظيم جميل وسيم).

(٤) في «ر» «س» زيادة : (وسيم) ، وفي البحار زيادة : (جسيم).

(٥) في «ر» : (فلمّا) بدلا من : (ثمّ).

٣٤٦

تدعو الله أن يرزقني ولدا ، قال : فتوضّأ يعقوب عليه‌السلام وصلّى ركعتين ، ثمّ دعا الله تعالى ، فرزق له أربعة أبطن في كلّ بطن اثنان (١)(٢).

فصل

[علم يعقوب عليه‌السلام بحياة يوسف عليه‌السلام]

[١٥١ / ١١] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : أخبرني عن يعقوب عليه‌السلام حين قال لولده : (يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ)(٣) ، كان عالما بأنّه حيّ (٤)؟ قال : نعم.

قلت : فكيف ذلك؟ قال : كان يهبط عليه ملك الموت فسأله : هل مرّ بك روح يوسف؟ قال : لا ، فعلم حياته ، فقال : اذهبوا فتحسّسوا (٥) فإنّه ألقي في روعي أنّه يوسف احتال على أخيه (٦).

__________________

(١) في النسخ : (اثنين) ، والمثبت عن البحار.

(٢) رواه الصدوق في كمال الدين : ١٤١ / ٩ بتفاوت يسير مع زيادة في آخره بنفس السند وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٨٥ / ٦٩ وتفسير الصافي ٣ : ٣٩ ـ ٤٠ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٦٥ / ١٩٥.

(٣) يوسف : ٨٧.

(٤) في العلل والبحار : (أكان علم أنّه حيّ).

(٥) في «ر» زيادة : (من يوسف).

(٦) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٥٢ / ١ بتفاوت يسير مع زيادة فيه : عن المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي نصر ، عن أحمد ابن محمّد ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حنان ابن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٧٧ / ٥٠ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٥٥ / ١٦٧. ـ

٣٤٧

[١٥٢ / ١٢] ـ وبإسناده المذكور بأنّه طلب يعقوب من يوسف إخباره بصنع إخوته فاستعفى ، فأقسم عليه فقال : أقعدوني على رأس الجبّ وطلبوا نزع قميصي فسألتهم بوجهك لا يبدوا عورتي ، فرفع فلان السكّين عليّ وقال : انزع ، فصاح يعقوب ووقع مغشيّا عليه فأفاق فطلب التكملة فسأله بآبائه أن يكفّ فتركه (١)(٢).

[١٥٣ / ١٣] ـ قال يعقوب عليه‌السلام ليوسف : حدّثني كيف صنع بك إخوتك؟ قال : يا أبت ، دعني ، فقال : أقسمت عليك إلّا أخبرتني.

قال : أخذوني فأقعدوني على رأس الجبّ ، ثمّ قالوا لي : انزع قميصك ، قلت لهم : إنّي أسألكم بوجه يعقوب ألّا تنزعوا قميصي ، وتبدوا عورتي ، فرفع فلان عليّ السكّين وقال : انزع ، فصاح يعقوب عليه‌السلام وسقط مغشيّا عليه ثمّ أفاق فقال : يا بنيّ ، كيف صنعوا بك؟ قال : إنّي أسألك بإله إبراهيم وإسحاق وإسماعيل إلّا أعفيتني عنه ، فتركه (٣)(٤).

__________________

ـ وأورده الكلينيّ في الكافي ٨ : ١٩٩ / صدر الحديث ٢٣٨ : عن ابن محبوب ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٥٦ : ٢٥٤ / ١٧.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٨٩ / صدر الحديث ٦٤ : عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٧٧ / ٥٠.

وجاء في تفسير القمّيّ ١ : ٣٥٠ وعنه في بحار الأنوار ١٢ ٢٤٤ / صدر الحديث ١٢ ووسائل الشيعة ٦ : ٣٨٧ / ٦.

(١) قوله في الحديث السابق : (فسأله : هل مرّ) إلى هنا لم يرد في «ص» ، وقوله : (وبإسناده) إلى هنا ليس في «م».

(٢) ورد مضمونه في تفسير العيّاشي ٢ : ١٩٨ وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣١٩ / ١٤٦.

(٣) كلّ الحديث من : (قال يعقوب) إلى هنا من «م».

(٤) رواه الطبرسيّ في مجمع البيان ٥ : ٤٥٨ بإسناده إلى الصدوق في كتاب النبوّة عن أبي عبد الله عليه‌السلام ...

٣٤٨

فصل

[يعقوب عليه‌السلام حجّة الله والملك ليوسف عليه‌السلام]

[١٥٤ / ١٤] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله ابن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علاء ، عن محمّد بن مسلم ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أخبرني عن يعقوب عليه‌السلام كم عاش مع يوسف بمصر بعد ما جمع الله ليعقوب شمله ، وأراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة؟ قال : عاش حولين.

قلت : فمن كان الحجّة في الأرض : يعقوب أم يوسف؟ قال : كان يعقوب الحجّة ، وكان الملك ليوسف ، فلمّا مات يعقوب صلوات الله عليه حمله يوسف في تابوت إلى أرض الشام ، فدفنه في بيت المقدس ، وكان يوسف بعد يعقوب الحجّة.

قلت : فكان يوسف رسولا نبيّا؟ قال : نعم ، أما تسمع قول الله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ)(١)(٢).

[نبي الله موسى عليه‌السلام والعجوز]

[١٥٥ / ١٥] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد

__________________

(١) غافر : ٣٤.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٥ / ٧٧.

ورواه الطبرسيّ وقصص الأنبياء : ٢١٣ في تفسير مجمع البيان ٥ : ٤٥٩ ، عن كتاب النبوّة للصدوق بإسناده إلى محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في تفسير الصافي ٣ : ٥٠ / ضمن الحديث ١٠١ وج ٤ : ٣٤١ / ذيل الحديث ٣٤.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٩٨ / ٨٧ أيضا إلى قوله : (يعقوب الحجّة) : عن محمّد ابن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٥ / ٧٧.

٣٤٩

ابن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي الحسن صلوات الله عليه قال : احتبس المطر عن بني إسرائيل ، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن أخرج عظام يوسف من مصر ووعده نزول المطر (١) إذا أخرج عظامه ، فسأل موسى عليه‌السلام عمّن يعلم موضعه ، فقيل : هيهنا عجوز تعلم علمه ، فبعث موسى إليها ، فأتي بعجوز مقعدة عمياء ، فقال لها : أتعرفين موضع قبر يوسف عليه‌السلام؟

قالت : نعم ، قال : فأخبريني ، فقالت : لا حتّى تعطيني أربع خصال : تطلق لي رجلي ، وتعيد إليّ شبابي ، وتعيد إليّ بصري ، وتجعلني معك في الجنّة.

فكبر ذلك على موسى ، فأوحى الله تعالى إليه : أعطها ما سألت ، فإنّك إنّما تعطي عليّ ، ففعل فدلّته عليه ، فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق ، فلمّا أخرجه نزل المطر (٢) ، فحمله إلى الشام ؛ فلذلك تحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام (٣).

__________________

(١) في علل الشرائع : (طلوع القمر) بدلا من : (نزول المطر).

(٢) في العلل : (طلع القمر) بدلا من : (نزل المطر).

(٣) رواه الصدوق بنفس السند في علل الشرائع ١ : ٢٩٦ / ١ وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٣٥ / ١٨ ، والخصال : ٢٠٥ / ٢١ وعنها في بحار الأنوار ١٣ : ١٢٦ / ٢٥ وج ٧٩ : ٦٧ / ٤ ووسائل الشيعة ٣ : ١٦٢ / ٢ وعن العلل في قصص الأنبياء للجزائري : ٢٩١.

وورد قريب منه في قرب الإسناد : ٥٨ / ذيل الحديث ١٨٨ وص ٣٧٥ / ضمن الحديث ١٣٣٠ وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ١٢٩ / ٣٠ وص ١٣٠ / ٣٢ وج ٢٢ : ٢٩٢ / ٢ ومستدرك الوسائل ٢ : ٣١١ / ٨ و ٩ وتفسير نور الثقلين ١ : ٦٠٧ / ١١٥.

والكافي ٨ : ١٥٥ / ذيل الحديث ١٤٤ وعنه في بحار الأنوار ٢٢ : ٢٩٢ / ٢ ووسائل الشيعة ٣ : ١٦٣ / ٧ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٧٣ / ٢٢٥.

ومن لا يحضره الفقيه ١ : ١٩٣ / ٥٩٤ وعنه في بحار الأنوار ٥٥ : ١٧١ / ٣١ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٧٤ / ٢٢٦ وج ٥ : ١١٩ / ٦٥.

٣٥٠

[يوسف عليه‌السلام وامرأة العزيز بعد سلطانه]

[١٥٦ / ١٦] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، قال : لمّا صار يوسف عليه‌السلام إلى ما صار إليه تعرّضت له امرأة العزيز ، فقال لها : من أنت؟ قالت : أنا تيكم ، فقال لها : انصرفي فإنّي سأغنيك ، قال : فبعث إليها بمائة ألف درهم (١).

[١٥٧ / ١٧] ـ وبهذا الإسناد عن بعض أصحابنا ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنّه قال : إنّ يوسف لمّا تزوّج امرأة العزيز وجدها عذراء ، فقال لها : ما حملك على الذي صنعت؟ قالت : ثلاث خصال : الشباب ، والمال ، وإنّي كنت لا زوج لي ، يعني : كان الملك عنّينا (٢).

[١٥٨ / ١٨] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا رفعه (٣) قال : إنّ امرأة العزيز احتاجت ، فقيل لها : لو تعرّضت ليوسف صلوات الله عليه ، فقعدت على الطريق ، فلمّا مرّ بها قالت : الحمد لله الذي جعل العبيد بطاعتهم لربّهم ملوكا ، والحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا. قال : من أنت؟ قالت : أنا زليخا فتزوّجها (٤).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٦ / ٧٨.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٦ / ٧٩ ، وانظر الدرّ المنثور ٤ : ٢٥.

(٣) في «ر» «س» «ص» : (يرفعه).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٦ / ٨٠.

وورد نحوه في الأمالي للصدوق : ٥٢ / ٧ وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٥٤ / ١٨ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٧٢ / ٢١٩.

وورد مضمونه في تفسير القمّيّ ١ : ٣٥٧ وعنه في تفسير مجمع البيان ٥ : ٤١٨ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٧١ / ٢١٨ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٩٨.

٣٥١

فصل

[إيمان زليخا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله]

[١٥٩ / ١٩] ـ أخبرنا هبة الله بن دعويدار ، عن أبي عبد الله الدوريستيّ ، عن محمّد ابن أحمد الدوريستيّ (١) ، عن ابن بابويه ، عن جعفر بن عليّ ، عن أبيه (٢) ، عن جدّه عبد الله بن المغيرة ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، قال :

استأذنت زليخا على يوسف ، فقيل لها : إنّا نخاف أن تقدمي (٣) عليه لما كان منك ، قالت : أنا (٤) لا أخاف من يخاف الله ، فلمّا دخلت عليه قال لها : يا زليخا ، مالي أراك قد تغيّر لونك.

قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم (٥) عبيدا ، وجعل العبيد بطاعتهم (٦) ملوكا.

قال لها : ما الذي دعاك إلى ما كان منك؟ قالت : حسن وجهك يا يوسف.

قال : فكيف لو رأيت نبيّا يقال له : محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله يكون في آخر الزمان يكون

__________________

(١) في «م» : (المريسي) ، وفي «ر» «س» : (المرنستيّ) ، وفي «ص» : (المرسيتي) ، والصحيح ما أثبتناه وهو والد أبي عبد الله الدوريستي الذي مرّ اسمه قبل هذا ، وهو الذي يروي كثيرا بواسطة والده عن الصدوق. (الموسوي).

(٢) الصواب «جدّه» بدلا من : «أبيه» ، والمراد به هو الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة يروي عن جدّه عبد الله ويروي عنه حفيده جعفر ، وقد مرّ بيان ذلك ومصادرها فلاحظ الرقم (٨١).

(من إفادات سيّدنا الشبيري الزنجاني).

(٣) في العلل : (إنّا نكره أن نقدم بك).

(٤) في «ر» «س» والعلل : (إنّي).

(٥) في «ر» «س» : (بالمعصية).

(٦) في «ر» «س» : (بالطاعة).

٣٥٢

أحسن منّي وجها ، وأحسن منّي خلقا (١) ، وأسمح منّي كفّا ، قالت : صدقت.

قال : فكيف علمت أنّي صدقت؟ قالت : لأنّك حين ذكرته وقع حبّه في قلبي ، فأوحى الله تعالى إلى يوسف أنّها صدقت إنّي قد أحببتها لحبّها محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمره الله تعالى أن يتزوّجها (٢).

[١٦٠ / ٢٠] ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام ، قال : لمّا دخل يوسف صلوات الله عليه على الملك يعني نمرود ، قال : كيف أنت يا إبراهيم؟ قال : إنّي لست بإبراهيم أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال : وهو صاحب إبراهيم الذي حاجّ إبراهيم في ربّه ، قال : وكان أربعمائة سنة شابّا (٣).

[فرعون يوسف عليه‌السلام والعادي]

[١٦١ / ٢١] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن يزيد بن إسحاق ، عن يحيى الأزرق ، عن رجل ، عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال : كان رجل من بقيّة قوم عاد

__________________

(١) قوله : (وأحسن منّي خلقا) لم يرد في «ر» «س».

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٨١ / ٦٠.

ورواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٥٥ / ١ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم ، عن عبد الله بن المغيرة ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٨١ / ٦٠ وج ١٦ : ١٩٣ / ٣٠ وتفسير الصافي ٣ : ٥١ / ضمن الحديث ١٠١ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٧١ / ٢١٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٠٨.

وأورده ابن فهد الحلّيّ في عدّة الداعي : ١٥٢ بإسناده إلى الصدوق ، عن الصادق عليه‌السلام.

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٤٢ / ٣٢ وص ٢٩٦ / ٨١.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ١ : ١٣٩ / ٤٦٣ بنفس المتن : عن أبي بصير .. وعنه في تفسير نور الثقلين ١ : ٢٦٧ / ١٠٧٥ وتفسير كنز الدقائق ١ : ٦٢٠.

٣٥٣

قد أدرك فرعون يوسف ، وكان أهل ذلك الزمان قد ولعوا بالعاديّ يرمونه بالحجارة ، وأنّه أتى فرعون يوسف ، فقال : أجرني عن الناس ، وأحدّثك بأعاجيب رأيتها ، ولا أحدّثك إلّا بالحقّ ، فأجاره فرعون ومنحه وجالسه وحدّثه ، فوقع منه كلّ موقع ، ورأى منه أمرا جميلا.

قال : وكان فرعون مصر (١) لم يتعلّق على يوسف بكذبة ولا على العادي ، فقال فرعون ليوسف : هل تعلم أحدا خيرا منك؟ قال : نعم أبي يعقوب ، قال : فلمّا قدم يعقوب عليه‌السلام على فرعون حيّاه بتحيّة الملوك ، فأكرمه وقرّبه وزاده إكراما ليوسف ، فقال فرعون ليعقوب عليه‌السلام : يا شيخ ، كم أتى عليك؟

قال : مائة وعشرون سنة ، قال العاديّ : كذب ، فسكت يعقوب ، وشقّ ذلك على فرعون حين كذّبه ، فقال فرعون ليعقوب عليه‌السلام : كم أتى عليك؟

قال : مائة وعشرون سنة ، فقال العاديّ : كذب. فقال يعقوب صلوات الله وسلامه عليه : اللهمّ إن كان كذب فاطرح لحيته على صدره ، قال : فسقطت لحيته على صدره فبقي وجيا (٢).

فهال ذلك فرعون وقال ليعقوب : عمدت إلى رجل أجرته فدعوت عليه ، أحبّ أن تدعو إلهك بردّه ، فدعا له فردّه الله إليه ، فقال العاديّ : إنّي رأيت هذا مع إبراهيم خليل الرحمن في زمن كذا وكذا. قال يعقوب : ليس أنا الذي رأيته إنّما رأيت إسحاق ، فقال له : فمن أنت؟ قال : أنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليهم ، فقال العاديّ : صدق ، ذلك الذي رأيته ، فقال : صدق وصدقت (٣).

__________________

(١) قوله : (مصر) لم يرد في «ص» «م».

(٢) في «م» : (واحبا) ، وفي «ص» غير واضحة ، وفي البحار غير مذكورة ، والظاهر أنّه بقي خاليا من اللحية لا خير عنده كما فسّرت في اللسان ١٥ : ٣٧٨ والقاموس المحيط ٤ : ٣٩٩ ، وفي الخرائج والجرائح : (واجما) ، ووجم : سكت على غيظ ، فهو واجم كما في القاموس المحيط ٤ : ١٨٥.

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٧ / ٨٤.

٣٥٤

[١٦٢ / ٢٢] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، حدّثنا موسى بن جعفر البغداديّ ، عن عليّ بن معبد ، عن عبد الله الدهقان ، عن درست ، عن أبي خالد ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : دخل يوسف صلوات الله عليه السجن وهو ابن اثنتي عشرة (١) سنة ، وملك بعدها (٢) ثمان عشرة سنة ، وبقي بعد خروجه ثمانين سنة ، فذلك مائة وعشر سنين (٣).

__________________

(١) في «ر» «س» «ص» والبحار : (اثني عشر).

(٢) في البحار : (مكث فيه).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٧ / ٨٢.

ورواه الصدوق في الأمالي : ٣٢٤ / ٨ بنفس المتن ، عن الصادق عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٦١ / ذيل الحديث ٢٣.

ورواه الطبرسيّ في مجمع البيان ٥ : ٤٥٩ عن (كتاب النبوّة) عن أبي خالد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في تفسير الصافي ٣ : ٥٠ / ضمن الحديث ١٠١ ، وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٧٣ / ٢٢٤.

٣٥٥
٣٥٦

الباب السّابع :

في ذكر ايّوب وشعيب عليهما‌السلام

٣٥٧
٣٥٨

[ابتلاء نبي الله أيّوب عليه‌السلام]

[١٦٣ / ١] ـ أخبرنا السيّد المرتضى بن الداعي الحسينيّ ، عن جعفر الدوريستيّ ، عن أبيه ، عن ابن بابويه [عن أبيه](١) حدّثنا سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ الخزّاز ، عن فضل الأشعريّ ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : ابتلي أيّوب عليه‌السلام سبع سنين بلا ذنب (٢).

وقال : ما سأل أيّوب عليه‌السلام العافية (٣) في شيء من بلائه (٤).

وقال : قال أبي صلوات الله وسلامه عليه : إنّ أيّوب ابتلي من غير ذنب وإنّ الأنبياء صلوات الله عليهم لا يذنبون ، لأنّهم معصومون لا يذنبون ولا يزيغون

__________________

(١) ما بين المعقوفين من عندنا ، لأنّ الشيخ الصدوق يروي عن سعد بن عبد الله بواسطة أبيه كما في أسانيد هذا الكتاب وغيره.

(٢) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٧٥ / ٣ والخصال : ٣٩٩ / ١٠٧ بنفس السند وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٧ / ٩ وتفسير الصافي ٤ : ٣٠٣ ، وفي تفسير نور الثقلين ٣ : ٤٤٦ / ١٢٥ عن الخصال ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٣١.

(٣) قوله : (العافية) لم يرد في «ر» «س».

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٥٠ / ١٨ والجزائريّ في قصص الأنبياء : ٣٣٣.

٣٥٩

ولا يرتكبون ذنبا ؛ صغيرا ولا كبيرا (١).

وقال : إنّ الله تعالى ابتلى أيّوب بلا ذنب ، فصبر حتّى عيّر ، والأنبياء لا يصبرون على التعيير (٢).

[١٦٤ / ٢] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن الحسن ابن عليّ ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : ذكر أيّوب عليه‌السلام عنده فقال : قال الله جلّ جلاله : إنّ عبدي أيّوب ما أنعم عليه بنعمة إلّا ازداد شكرا ، فقال الشيطان : لو نصبت (٣) عليه البلاء ، فابتليته كيف صبره ، فسلّطه على إبله ورقيقه ، فلم يترك له شيئا غير غلام واحد.

فأتاه الغلام فقال : يا أيّوب ، ما بقي من إبلك ولا من رقيقك أحد إلّا وقد مات فقال أيّوب : الحمد لله الذي أعطاه والحمد لله الذي أخذه فقال الشيطان : إنّ خيله أعجب إليه فسلّط عليها ، فلم يبق منها شيء إلّا هلك ، فقال أيّوب : الحمد لله الذي أعطى والحمد لله الذي أخذ. وكذلك ببقره ، وغنمه ، ومزارعه ، وأرضه ، وأهله ، وولده ، حتّى مرض مرضا شديدا.

__________________

(١) رواه الصدوق في الخصال : ٣٩٩ / صدر الحديث ١٠٨ : عن أحمد بن الحسن القطّان ، عن الحسن بن عليّ السكّريّ ، عن محمّد بن زكريّا الجوهريّ ، عن جعفر بن محمّد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه عليهما‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٨ / ١٣ وج ٤٤ : ١٧٥ / ٣.

ورواه الصدوق باختصار في علل الشرائع ١ : ٧٥ / ٢ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن درست الواسطيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٧ / ٨.

(٢) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٧٥ / ٤ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن عليّ الوشّاء ، عن فضل الأشعريّ ، عن الحسن بن ربيع بن عليّ الربعيّ ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٧ / ١٠ وتفسير الصافي ٤ : ٣٠٢ / ضمن الحديث ٤٤ وتفسير نور الثقلين ٣ : ٤٤٨ / ١٢٩ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٣١.

(٣) في «ر» «س» : (قضيت).

٣٦٠