قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

[١٣٤ / ٤] ـ وبهذا الإسناد عن الحسن بن عليّ ، عن داود بن أبي يزيد (١) ، عن رجل ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا جاءت الملائكة عليهم‌السلام في هلاك قوم لوط مضوا حتّى أتوا لوطا ، وهو في زراعة له قرب المدينة ، فسلّموا عليه ، فلمّا رآهم رأى هيئة حسنة وعليهم ثياب بيض وعمايم بيض ، فقال لهم : المنزل ، قالوا : نعم ، فتقدّمهم ومشوا خلفه ، فندم على عرضه عليهم المنزل ، فالتفت إليهم فقال : إنّكم تأتون شرار خلق الله ، وكان جبرئيل قال الله له : لا تعذّبهم حتّى تشهد عليهم ثلاث شهادات.

فقال جبرئيل : هذه واحدة. ثمّ مشى ساعة فقال : إنّكم تأتون شرارا من خلق الله.

فقال جبرئيل : هذه ثنتان. ثمّ مشى ساعة فلمّا بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال : إنّكم تأتون شرارا من خلق الله.

فقال جبرئيل : هذه ثلاثة (٢). ثمّ دخل ودخلوا معه منزله فلمّا بصرتهم امرأته أبصرت هيئة حسنة ، فصعدت فوق السطح ، فصفقت فلم يسمعوا ، فدخنت فلمّا رأوا الدخان أقبلوا يهرعون إليه حتّى وقفوا بالباب ، فقال لوط عليه‌السلام : (فَاتَّقُوا اللهَ وَلا

__________________

ـ عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام .. وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ١٦١ / ١٣ وتفسير الصافي ٢ : ٢١٧ / ذيل الحديث ٨٠ وتفسير نور الثقلين ٤ : ١٥٧ / ٣٤ ، وفي بحار الأنوار ٦٠ : ٢٤٧ / ١٠٢ عن العلل.

(١) في النسخ : (داود بن يزيد) ، والصحيح ما أثبتناه. ورواية الحسن بن علي ـ وهو ابن فضّال ـ عن ابن أبي يزيد معروفة في الأسانيد.

وداود بن أبي يزيد هو داود بن فرقد مولى آل أبي السمّال الأسديّ النصري ، وفرقد يكنّى أبا يزيد ، كوفيّ ، ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهم‌السلام ، قال ابن فضّال : داود ثقة ثقة (انظر رجال النجاشي : ١٥٤ / ٤١٨ ، فهرست الطوسي ١٨٤ / ٢٨٤ ، الكافي ٨ : ٢٨٤ / ٤٢٨ ، أمالي الصدوق : ١٣٩ / ١١ ، الخصال : ٤٠٢ / ١١١ ، الاستبصار ١ : ٢٦١ / ١١ و ٢٦٣ / ٦ ، تهذيب الأحكام ٢ : ٢٥ ...). (من إفادات العلّامة السيّد الشبيريّ الزنجانيّ).

(٢) في «ص» «م» والبحار : (ثلاث).

٣٢١

تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي)(١) ، ثمّ كابروه حتّى دخلوا عليه ، قال : فصاح جبرئيل : يا لوط ، دعهم يدخلوا ، قال : فدخلوا فأهوى جبرئيل بجناحه فأعمى أعينهم وهو قوله تعالى : (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ)(٢) ثمّ قال جبرئيل : (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ)(٣)(٤).

فصل

في حديث ذي القرنين عليه‌السلام

[١٣٥ / ٥] ـ أخبرنا الأديب أبو عبد الله الحسين المؤدّب القميّ ، حدّثنا جعفر الدوريستيّ ، حدّثنا أبي ، عن الشّيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن النعمان ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : إنّ ذا القرنين لم يكن نبيّا ، وإنّما (٥) كان عبدا صالحا أحبّ الله فأحبّه ، وناصح لله فناصحه الله ، أمر قومه بتقوى الله ، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا ، ثمّ رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم من هو على سنّته ، وأنّه خيّر [بين](٦) السحاب الصعب والسحاب

__________________

(١) هود : ٧٨.

(٢) القمر : ٣٧.

(٣) هود : ٨١.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٦٣ / ١٦ وفي مستدرك الوسائل ١٤ : ٣٤٤ / ٧ إلى قوله : (هذه ثلاث).

ورواه الكلينيّ في الكافي ٥ : ٥٤٧ / ٦ باختلاف مع زيادة فيه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن داود بن فرقد ، عن أبي يزيد الحمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ...

وأورده العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٥٥ / ٥٣ : عن أبي يزيد الحمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ١٦٣ / ١٦.

وأخرجه الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٥ : ٣١٤ مرسلا عن الصادق عليه‌السلام.

(٥) في «ص» «م» والبحار : (ولكنّه) بدلا من : (وإنّما).

(٦) قوله : (بين) من تفسير العياشي.

٣٢٢

الذلول ، فاختار الذلول فركب الذلول ، وكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكيلا يكذّب الرسل (١).

[١٣٦ / ٦] ـ وعن ابن بابويه ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار محمّد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن رجل ، عن خلّاد ، عن سماك بن حرب عن حبيب (٢) ، قال : أتى رجل عليّا صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن ذي القرنين ، فقال له عليّ عليه‌السلام : سخّرت له السحاب ، وقرّبت (٣) له الأسباب ، وبسط له في النور (٤) وكان يبصر بالليل كما يبصر بالنهار (٥).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٧.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ٣٣٩ / ٧٢ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٧ ، وفي ص ١٩٧ / ٢٤ باختصار : عن أبي الطفيل ، عن عليّ عليه‌السلام ...

ورواه في الإمامة والتبصرة : ١٢١ / ١١٦ ، وكمال الدين : ٣٩٣ / ١ إلى قوله : (على سنّته) : عن سعد بن عبد الله ـ إلى آخر السند ـ ، وعن الأخير في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٧ وتفسير نور الثقلين ٣ : ٢٩٤ / ٢٠٢.

(٢) في «ر» «ص» «س» : (سماك بن حرب بن حبيب) وفي «م» : (عن أبي حبيب) وكلاهما تصحيف لأنّ السماك هو أبو المغيرة سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة ـ الذهلي ، كان أحد علماء الكوفة توفّي سنة ١٢٣ ه‍ (رجال الشيخ الطوسي : ١١٥ / ١١٤٣ في أصحاب علي بن الحسين عليه‌السلام ، أنساب الأشراف ١ : ١٨٨ / ٢٥٦).

وحبيب هو : حبيب بن حمّاز الأسدي روى عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وروى عنه سماك المذكور (كما في تاريخ ابن معين ١ : ٢١٨ / ١٤٠٨ والتاريخ الكبير ٢ : ٣١٥ / ٢٥٩٨).

(٣) في «ر» «س» : (وقرنت).

(٤) في «ص» «م» والبحار زيادة : (فقال عليه‌السلام) ، والواو سقطت من قوله : (وكان) من نسخة «ص».

(٥) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٤ / ١٨.

ورواه الصدوق في كمال الدين : ٣٩٣ / ٢ ، وفي طبعة أخرى : ٣٦٤ / ٢ : عن أحمد بن محمّد بن الحسن البزّاز ، عن محمّد بن يعقوب بن يوسف ، عن أحمد بن عبد الجبّار العطارديّ ، عن يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق بن يسار المدنيّ ، عن عمرو بن ثابت ، عن سماك بن حارث ، عن ـ

٣٢٣

[عين الحياة]

[١٣٧ / ٧] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن المثنّى ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ ذا القرنين كان عبدا صالحا ولم يكن له قرن من ذهب ولا فضّة ، بعثه الله (١) في قومه فضربوه على قرنه الأيمن (٢) ، وفيكم مثله ـ قالها ثلاثا (٣) ـ وكان قد وصف له عين الحياة ، وقيل له : من شرب منها شربة لم يمت حتّى يسمع الصيحة ، وأنّه خرج في طلبها حتّى أتى موضعها وكان فيه ثمانمائة وستّون عينا (٤) ، وكان الخضر عليه‌السلام على مقدّمته ، وكان من أبرّ أصحابه عنده ، فدعاه وأعطاه (٥) وأعطى قوما (٦) من أصحابه كلّ واحد منهم حوتا مملوحا.

ثمّ قال : انطلقوا إلى هذه المواضع ، فليغسل كلّ رجل منكم حوته ، وأنّ الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون ، فلمّا غمس الحوت ووجد ريح الماء حيى وانساب في الماء ، فلمّا رأى ذلك الخضر رمى ثيابه وسقط في الماء ، فجعل يرتمس في

__________________

ـ رجل من بني أسد ، عن عليّ عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٣ / ١٦.

وورد في تفسير العيّاشيّ ٢ : ٣٤١ / ٧٨ بالمضمون : عن حارث بن حبيب ، عن رجل ، عن عليّ عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٨ / ٢٨ ، وورد في تفسير مجمع البيان ٦ : ٣٨٠ بالمضمون : عن عليّ عليه‌السلام ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ١٦٢.

(١) قوله : (الله) من «ص» «م» والبحار.

(٢) في «س» : (اليمين) ، وفي البحار زيادة : (فغاب عنهم ثمّ عاد إليهم فدعاهم فضربوه على قرنه الأيسر).

(٣) في «ص» «م» والبحار : (ثلاث مرّات).

(٤) في «ص» «م» : (موضعا كان فيه ثمانية وستّون عينا) ، وفي البحار : (موضعا كان فيه ثلاثمائة وستّون عينا).

(٥) قوله : (وأعطاه) من «ص» «م» والبحار.

(٦) في «ر» «س» : (أقواما).

٣٢٤

الماء (١) ويشرب رجاء أن يصيبها ، فلمّا رأى ذلك رجع ورجع أصحابه ، فأمر ذو القرنين بقبض السمك ، فقال : انظروا فقد تخلّفت سمكة واحدة.

فقالوا : الخضر صاحبها فدعاه فقال : ما فعلت بسمكتك ، فأخبره الخبر ، فقال : ماذا صنعت؟ فقال : سقطت فيها أغوص وأطلبها فلم أجدها.

قال : فشربت من الماء؟ قال : نعم ، قال : فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها ، فقال للخضر : أنت صاحبها وأنت الذي خلقت لهذه العين.

وكان اسم ذي القرنين عيّاشا ، وكان أوّل الملوك بعد نوح عليه‌السلام ملك ما بين المشرق والمغرب (٢).

فصل

[سفر ذي القرنين]

[١٣٨ / ٨] ـ وبإسناده عن محمّد بن أورمة ، حدّثنا محمّد بن خالد ، عمّن ذكره ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه ، قال : حجّ ذو القرنين في ستّمائة ألف فارس ،

__________________

(١) قوله : (في الماء) من «ص» «م» والبحار.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٢٩٩ / ١٩ وفي ج ١٢ : ١٧٥ / ١ (القطعة الأخيرة من الحديث).

ورواه الصدوق في كمال الدين : ٣٨٥ / ١ باختلاف في المتن : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد العزيز بن يحيى البصريّ ، عن محمّد بن عطيّة ، عن هشام بن جعفر ، عن حمّاد ، عن عبد الله بن سليمان ، قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٢٩٨ / ١٦.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ٣٤٠ / ٧٧ باختلاف في أوّله وآخره : عن ابن هشام ، عن أبيه ، عمّن حدّثه ، عن بعض آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٧ / ٢٧ وتفسير نور الثقلين ٣ : ٣٠٥ / ٢١٨.

وورد في تفسير القمّيّ ٢ : ٤٢ مثله ضمن حديث طويل : عن جعفر بن أحمد ، عن عبد الله بن موسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في قصص الأنبياء للجزائريّ : ١٦٥.

٣٢٥

فلمّا دخل الحرم شيّعه بعض أصحابه إلى البيت ، فلمّا انصرف قال : رأيت رجلا ما رأيت أكثر نورا وأحسن (١) وجها منه ، قالوا : ذاك إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه ، قال : أسرجوا (٢) فأسرجوا ستّمائة ألف دابّة في مقدار ما يسرج دابّة واحدة ، قال : ثمّ قال ذو القرنين : لا بل نمشي إلى خليل الرحمن ، فمشى ومشى بعده أصحابه النقباء (٣).

قال إبراهيم عليه‌السلام : بم قطعت الدهر؟ قال : بإحدى عشرة كلمة ، وهي : سبحان من هو باق لا يفنى ، سبحان من هو عالم لا ينسى ، سبحان من هو حافظ لا يسقط ، سبحان من هو بصير لا يرتاب ، سبحان من هو قيّوم لا ينام ، سبحان من هو ملك لا يرام ، سبحان من هو عزيز لا يضام ، سبحان من هو محتجب لا يرى ، سبحان من هو واسع لا يتكلّف ، سبحان من هو قائم لا يلهو ، سبحان من هو دائم لا يسهو (٤).

[١٣٩ / ٩] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد ابن أبي القاسم ، حدّثنا محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن شريف بن سابق التفليسيّ ، عن أسود بن رزين القاضي قال : دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام ولم يكن رآني قطّ ، فقال : من أهل السدّ أنت؟

فقلت : من أهل الباب ، فقال الثانية : من أهل السدّ أنت؟ قلت : من أهل الباب ، قال : من أهل السدّ؟ قلت : نعم ، قال (٥) : ذاك السدّ الذي عمله ذو القرنين (٦).

__________________

(١) قوله : (أحسن) لم يرد في «ص» «م» والبحار.

(٢) في البحار زيادة : (وتسرجوا).

(٣) في البحار : (فمشى ومشى معه وأصحابه حتّى التقيا).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٥ / ٢٠ ومستدرك الوسائل ٥ : ٣٩٨ / ٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٧٢.

(٥) قوله : (قال) من البحار.

(٦) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٩٦ / ٢٢ وج ٤٨ : ٥٠ / ٤٢.

٣٢٦

[أخبار ذي القرنين في الكتب]

[١٤٠ / ١٠] ـ وروي عن عبد الله بن سليمان (١) ، وكان رجل قرأ الكتب : أنّ ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندريّة ، وأمّه عجوز من عجائزهم ، ليس لها ولد غيره يقال له : إسكندروس ، وكان له أدب وخلق وعفّة من وقت صباه (٢) إلى أن بلغ رجلا ، وكان رأى في المنام أنّه دنا من الشمس فأخذ بقرنها في شرقها وغربها ، فلمّا قصّ رؤياه على قومه سمّوه ذا القرنين ، فلمّا رأى هذه الرؤيا بعدت همّته وعلا صوته وعزّ في قومه.

وكان أوّل ما اجتمع عليه أمره أن قال : أسلمت لله عزوجل ، ثمّ دعا قومه إلى الإسلام ، فأسلموا هيبة له ، وانطلق ذو القرنين حتّى أمعن في البلاد يؤمّ المغرب حتّى انتهى إلى الجبل الذي هو محيط بالأرض ، فإذا هو بملك قابض على الجبل ، وهو يقول : سبحان ربّي من أوّل الدنيا إلى آخرها ، سبحان ربّي من موضع كفّي إلى عرش ربّي ، سبحان ربّي من منتهى الظلمة إلى النور ، فلمّا سمع ذلك ذو القرنين خرّ ساجدا ، فلمّا رفع رأسه قال له الملك : كيف قويت يابن آدم على مبلغ هذا الموضع؟ ولم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك؟! قال : قوّاني الله على ذلك.

فقال الملك : إنّي موكّل بهذا الجبل ، ولو لا هذا الجبل لانكفأت الأرض بأهلها ، رأس هذا الجبل ملتصق بسماء الدنيا ، وأسفله في الأرض السابعة السفلى ، وهو محيط بها كالحلقة ، وليس على وجه الأرض مدينة إلّا ولها عرق إلى هذا الجبل ، فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل مدينة أوحى إليّ ، فحرّكت العرق الذي إليها.

__________________

(١) تفصيل حال المسمّى ب : (عبد الله بن سليمان) في معجم رجال الحديث ١١ : ٢١٢ الترجمة ٦٩٠٧ إلى ص ٢٢٣ الترجمة ٦٩١٦.

(٢) في كمال الدين والبحار : (من وقت ما كان فيه غلاما).

٣٢٧

فلمّا أراد ذو القرنين الرجوع قال للملك : أوصني ، قال : لا يهمنك رزق غد ، ولا تؤخّر عمل اليوم لغد ، ولا تحزن على ما فاتك ، وعليك بالرفق ، ولا تكن جبّارا متكبّرا.

ثمّ إنّ ذا القرنين عطف على أصحابه ، ثمّ عطف بهم نحو المشرق يستقري ما بينه وبين المشرق من الأمم ، فيفعل بهم مثل ما فعل بأمم المغرب من العدل ، فبينما هو يسير إذ وقع على الأمّة المحاكمة (١) من قوم موسى صلوات الله عليه الذين يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، فوجد أمّة عادلة فقال لهم : أخبروني إنّي درت الدنيا فلم أر مثلكم ما بال قبور موتاكم على أبواب بيوتكم؟

قالوا : لئلّا ننسى الموت ، ولا يخرج ذكره من قلوبنا.

قال : فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب؟

قالوا : ليس فينا متّهم ولا ظنين ولا لصّ ، وليس فينا إلّا أمين.

قال : فما بالكم (٢) ليس عليكم أمراء؟

قالوا : لا نتظالم.

قال : ليس بينكم حكّام؟

قالوا : لا نختصم.

قال : ليس منكم ملوك؟ قالوا : لا نتكاثر (٣).

قال : فما بالكم ليس فيكم أشراف؟

قالوا : لا نتنافس.

قال : فما بالكم لا تتفاضلون ولا تتفاوتون؟ قالوا : من قبل أنّا متواسون متراحمون.

__________________

(١) في كمال الدين : (العالمة الذين) بدلا من : (المحاكمة).

(٢) قوله : (فما بالكم) ليس في «ر» «س» «ص».

(٣) قوله : (قال : ليس بينكم حكّام) إلى هنا لم يرد في «ص» «م».

٣٢٨

قال : فما بالكم لا تتنازعون ولا تغتالون؟

قالوا : من قبل ألفة قلوبنا وإصلاح ذات البين.

قال : فما بالكم لا تسبّون (١) ولا تقتلون؟

قالوا : من قبل أنّا غلبنا طبائعنا بالعزم وسسنا أنفسنا بالحلم (٢).

قال : فما بالكم كلمتكم واحدة وطريقتكم مستقيمة؟

قالوا : من قبل أنّا لا نتكاذب ولا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا.

قال : فأخبروني لم ليس فيكم فقير ولا مسكين؟

قالوا : من قبل أنّا نقتسم (٣) بالسويّة.

قال : فما بالكم ليس فيكم فظّ ولا غليظ؟

قالوا : من قبل الذلّ والتواضع.

قال : فلم جعلكم الله أطول الناس أعمارا؟

قالوا : من قبل أنّا نتعاطى بالحقّ ونحكم بالعدل؟

قال : فما بالكم لا تقحطون؟

قالوا : من قبل أنّا لا نغفل عن الاستغفار.

قال : فما بالكم لا تجأرون (٤)؟

قالوا : من قبل أنّا وطّنا أنفسنا على البلاء وحرصنا عليه فعزينا (٥) أنفسنا.

قال : فما بالكم لا تصيبكم الآفات؟

__________________

(١) في «ر» «س» : (تتسابّون) ، وفي البحار : (تستبون).

(٢) في البحار : (وسننا أنفسنا بالحلم).

(٣) في البحار : (نقسم).

(٤) في «س» : (تجرّون) ، وفي «ص» «م» : (تحردون) ، وفي البحار : (تحزنون).

(٥) في النسخ : (فعرينا) ، والمثبت عن البحار.

٣٢٩

قالوا : من قبل أنّا لا نتوكّل على غير (١) الله تعالى ولا نستمطر بالأنواء والنجوم.

قال : فحدّثوني أهكذا وجدتم آبائكم يفعلون؟

قالوا : وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم ، ويواسون فقيرهم ، ويعفون عمّن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويستغفرون لمن سبّهم ، ويصلون أرحامهم ، ويؤدّون أمانتهم ، ويصدّقون ولا يكذبون ، فأصلح الله بذلك أمرهم.

فأقام عندهم ذو القرنين حتّى قبض ، ولم يكن له فيهم عمر ، وكان قد بلغ السنّ وأدرك الكبر ، وكان عدّة ما سار في البلاد إلى يوم قبضه الله تعالى خمسمائة عام (٢).

__________________

(١) في «ر» «س» : (إلّا على) بدلا من : (على غير).

(٢) رواه الصدوق في كمال الدين : ٣٩٤ / ٥ وفي طبعة أخرى : ٣٦٥ / ٥ بتفاوت عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد العزيز بن يحيى بن سعيد البصريّ ، عن محمّد بن عطيّة ، عن عبد الله بن عمر [و] بن سعيد البصريّ ، عن هشام بن جعفر بن حمّاد ، عن عبد الله بن سليمان وكان قارئا للكتب ، قال : قرأت في بعض كتب الله عزوجل .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٨٣ / ١٥ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٦٧.

وأيضا رواه في علل الشرائع ٢ : ٤٧٢ / ٧٣٤ والأمالي : ٢٣٥ / ٧ باختلاف في صدره : عن أبي الحسن محمّد بن هارون الريحاني (الزنجاني) ، عن معاذ بن المثنى العنبري ، عن عبد الله بن أسماء ، عن جويرية بن سفيان ، عن المنصور ، عن أبي وائل ، عن وهب ، قال : وجدت في بعض كتب الله تعالى .. وعنهما في بحار الأنوار ١٢ : ١٧٥ / ٢.

وأخرجه ابن الفتّال النيسابوري : ٤٣٦ ، عن وهب.

وانظر : جامع البيان ١٦ : ٢٣ / ١٧٥٨٥ ، تفسير الثعلبي ٦ : ١٩٤ ـ ١٩٨.

٣٣٠

الباب السّادس :

في نبوّة يعقوب ويوسف عليهما‌السلام

٣٣١
٣٣٢

[إطعام السائل الفقير]

[١٤١ / ١] ـ أخبرنا الشيخ أبو سعد الحسن بن عليّ الآراباديّ (١) ، والشيخ أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقيّ ، عن جعفر بن محمّد بن العبّاس ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثماليّ ، قال : صلّيت مع عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما الفجر يوم الجمعة ، فنهض إلى منزله وأنا معه ، فدعا مولاة له (٢) فقال : لا يقف اليوم على بابي (٣) سائل إلّا أطعمتموه ، فإنّ اليوم يوم الجمعة.

قلت : ليس كلّ سائل محقّ.

فقال : أخاف أن يكون بعض من يسألنا مستحقا فلا نطعمه ونردّه فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله عليهم‌السلام ، أطعموهم ، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشا ، فيتصدّق منه ويأكل هو وعياله منه ، وإنّ سائلا مؤمنا صوّاما قوّاما محقّا له عند الله

__________________

(١) في «ر» «س» : (الأرباديّ) ، والمثبت من «ص» «م» وموافق لما في رياض العلماء ٢ : ٤٣٦.

(٢) في علل الشرائع زيادة : (تسمّى سكينة).

(٣) في «ر» «س» زيادة : (فقير ولا).

٣٣٣

منزلة كان مجتازا غريبا أعثر بباب (١) يعقوب عشيّة الجمعة عند أوان إفطاره ، فهتف (٢) على بابه : أطعموا السائل الغريب الجائع من فضل طعامكم. فلمّا يئس شكا جوعه إلى الله تعالى وبات خاويا (٣) وأصبح صائما ، وبات يعقوب وآله شباعا بطانا ، وأصبحوا وعندهم فضلة من طعام ، فأوحى الله تعالى إلى يعقوب صلوات الله عليه (٤) : استوجبت بلواي ، أو ما علمت أنّ البلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي ، وذلك حسن نظر منّي لأوليائي ، استعدّوا (٥) لبلائي.

فقلت لعليّ بن الحسين صلوات الله عليهما : متى رأى الرؤيا؟

قال : في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآله شباعا ، وبات فيها (٦) الغريب جائعا ، فلمّا قصّها على أبيه اغتمّ يعقوب لما سمع من يوسف مع ما أوحي إليه : أن استعدّ للبلاء ، وكانت أوّل بلوى نزلت بآل يعقوب الحسد ليوسف عليه‌السلام ، فلمّا رأى إخوة يوسف كرامة أبيه إيّاه اشتدّ عليهم فتآمروا حتّى قالوا : (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ)(٧) ، فلمّا خرجوا به من منزله أتوا به غيضة أشجار (٨) ، فقالوا : نذبحه ونلقيه تحت شجرة يأكله الذئب.

فقال كبيرهم : لا تقتلوه ولكن ألقوه في غيابة الجبّ فألقوه فيه ، وهم يظنّون أنّه يغرق فيه.

__________________

(١) في العلل : (على باب).

(٢) في العلل : (يهتف).

(٣) في العلل : (طاويا).

(٤) في العلل كلام طويل يظهر منه أنّ اسم السائل : ذميال.

(٥) في «ر» «س» : (استعدّ).

(٦) في «ر» «س» «ص» زيادة : (ذلك).

(٧) يوسف : ١٢.

(٨) قال في المصباح المنير : ٤٥٩ : الغيضة الأجمة ، وهي الشجر الملتف ، وجمعه غياض مثله كلبة وكلاب.

٣٣٤

فلمّا أمسوا رجعوا إلى أبيهم عشاء يبكون قالوا : (يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ)(١) ، فاسترجع وعبر فصبر وأذعن للبلوى ، وقال :

(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(٢) ، ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب.

قال أبو حمزة : ثمّ انقطع حديث زين العابدين صلوات الله عليه ، فلمّا كان من الغد وغدوت إليه ، فقلت : إنّك حدّثت أمس بحديث يعقوب ، فما كان من قصّة إخوة يوسف بعد ذلك؟

فقال : إنّهم لمّا أصبحوا قالوا : انطلقوا بنا حتّى ننظر ما حال يوسف أمات أم هو حيّ؟ فلمّا انتهوا إلى الجبّ وجدوا سيّارة وقد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه ، فلمّا جذب الدلو إذا هو بغلام متعلّق بدلوه ، فلمّا أخرجه قال إخوة يوسف : هذا عبدنا سقط أمس في هذا الجبّ وجئنا اليوم لنخرجه ، فانتزعوه منه وقالوا له : إمّا أن تقرّ لنا أنّك عبد لنا ، فنبيعك من بعض هذه السيّارة أو نقتلك.

قال : اصنعوا ما شئتم ، فأقبلوا إلى السيّارة وقالوا لهم : أمنكم من يشتري هذا العبد منّا؟ فاشتراه بعضهم بعشرين درهما ، وسار من اشتراه حتّى أدخله مصر.

فقلت لعليّ بن الحسين عليهما‌السلام : ابن كم كان يوسف صلوات الله عليه يوم ألقي في الجبّ؟ قال : كان ابن تسع (٣) سنين.

قلت : فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر؟ قال : مسيرة اثني عشر يوما. وكان يوسف عليه‌السلام من أجمل أهل زمانه ، فاشتراه العزيز وراودته امرأته ، فقال : معاذ الله أنا من أهل بيت لا يزنون ، فأفلت منها هاربا إلى الباب ، فلحقته فجذبت قميصه من خلفه (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ

__________________

(١) يوسف : ١٧.

(٢) يوسف : ١٨.

(٣) في «ر» «س» : (سبع) ، والمثبت من «ص» «م» والعلل.

٣٣٥

يُسْجَنَ)(١) ، فهمّ الملك بعذاب يوسف عليه‌السلام.

فقال يوسف عليه‌السلام : هي راودتني فاسأل هذا الصبيّ ، فأنطق الله تعالى الصبيّ بفصل القضاء ، فقال : أيّها الملك ، انظروا (٢) إلى قميص يوسف ، فإن كان مقدودا من قدّامه فهو الذي راودها ، وإن كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته ، فأفزع الملك ذلك ودعا بالقميص ونظر إليه فرآه مقدودا من خلفه ، قال : إنّه من كيدكنّ ، وقال ليوسف : اكتم هذا.

فلمّا شاع أمر امرأة العزيز والنسوة اللّاتي قطعن أيديهنّ ، سجن يوسف عليه‌السلام ، ودخل معه السجن فتيان ، وكان من قصّته ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز (٣).

فصل

[توسّل يوسف بمحمّد وآله عليهم‌السلام]

[١٤٢ / ٢] ـ وبإسناده عن ابن محبوب ، عن الحسن بن عمارة ، عن مسمع أبي سيّار (٤) ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف في الجبّ نزل عليه جبرئيل ، فقال : يا غلام ، من طرحك في هذا الجبّ؟ فقال : إخوتي لمنزلتي من أبي حسدوني.

__________________

(١) يوسف : ٢٥.

(٢) في «ر» «س» : (انظر).

(٣) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٤٥ / ١ بنفس السند بإسهاب ، والمذكور هنا زبدته ومختصره وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٧١ / ٤٨ كاملا وفي ج ٨٦ : ٣٦٢ / ٤٦ ووسائل الشيعة ٧ : ٤١٢ / ١ وج ٩ : ٤١٦ / ٩ باختصار وفي تفسير نور الثقلين ٢ : ٤١١ / ١٧ كاملا أيضا.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٦٧ / ٥.

(٤) هو مسمع بن عبد الملك ، كردين ، يكنّى أبا سيّار ، كوفيّ (الرجال للطوسي : ١٤٥ / ١٥٩٢ و ٣١٢ / ٤٦٣٢).

٣٣٦

قال : أتحبّ أن تخرج من هذا الجبّ؟ قال : ذلك إلى إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب.

قال : فإنّ الله يقول لك : قل : اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلّا أنت (١) ، بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب (٢).

[١٤٣ / ٣] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر (٣) ، عن الرضا عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ)(٤) قال : كانت عشرين درهما ، والبخس : النقص ، وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل (٥)(٦).

__________________

(١) في تفسير العيّاشيّ زيادة : (المنّان).

(٢) عنه في فلاح السائل : ١٩٥ ، بحار الأنوار ٩٢ : ١٨٩ / ١٦.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٦٩ / ٦ : عن مسمع أبي سيّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. ، والطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٥ : ٣٧٣ عن كتاب النبوّة بنفس السند المذكور في المتن ، وزادا في ذيله : فقالها يوسف ، فجعل الله له من الجبّ يومئذ فرجا ، ومن كيد المرأة مخرجا ، وآتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب.

وفي تفسير القمّيّ ١ : ٣٥٤ : عن أبيه ، عن محبوب بن الحسن بن عمارة ، عن ابن سيارة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٤٧ / ٣ وج ٩٢ : ١٨٦ / ٧.

(٣) في «ر» «س» : (أبي بصير) ، وفي «ص» : (ابن أبي بصير).

(٤) يوسف : ٢٠.

(٥) قال العلّامة المجلسيّ في البحار ١٢ : ٢٢٣ : المشهور بين الأصحاب في كلب الغنم عشرين وفي كلب الصيد أربعين أو القيمة فيهما.

(٦) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٢٢ / ذيل الحديث ٢ وج ١٠١ : ٤٣٠ / ٤ ومستدرك الوسائل ١٨ : ٣٠٦ / ١.

وورد في تفسير القمّيّ ١ : ٣٤١ بتقديم وتأخير في المتن : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي بصير ، عن الرضا عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٢٢ / ذيل ـ

٣٣٧

[١٤٤ / ٤] ـ وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي إسماعيل الفرّاء ، عن طربال ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : لمّا أمر الملك بحبس يوسف عليه‌السلام في السجن ألهمه الله تأويل الرؤيا ، فكان يعبّر لأهل السجن رؤياهم (١).

[١٤٥ / ٥] ـ وعن ابن أبي نصر ، عن أبي جميلة ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : كان يوسف عليه‌السلام بين أبويه مكرّما ، ثمّ صار عبدا ، فصار ملكا (٢).

[١٤٦ / ٦] ـ وعن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن حمّاد ابن عثمان ، عن جميل ، عن سليمان بن عبد الله الطلحيّ قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما حال بني يعقوب؟ هل خرجوا من الإيمان؟ فقال : نعم ، قلت : فما تقول في آدم عليه‌السلام؟ قال : دع آدم (٣).

__________________

ـ الحديث ٢ وج ١٠١ : ٤٣٠ / ٣ ومستدرك الوسائل ١٨ : ٣٠٦ / ١ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤١٨ / ٣٢.

وروى العيّاشيّ قطعة منه في تفسيره ٢ : ١٧٢ / ١١ : عن الحسن ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٠٠ / ٩٠ وج ١٠١ : ٤٣٠ / ٥ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤١٨ / ٢٨.

(١) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٠ / ٧٢ وج ٥٨ : ١٧٢ / ٣٠.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٧٦ / صدر الحديث ٢٣ : عن طربال ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٠١ / ١٠٠ ومستدرك الوسائل ١١ : ٢٢٢ / ٣ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٢٥ / ٦٥.

ورواه القمّيّ في تفسيره ١ : ٣٥٣ : عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٤٦ / ضمن الحديث ١٢ ، وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٢٨ / ٨٠ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ١٩٥.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٠ / ٧٣.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٧٢ / ١٣ بزيادة في متنه : عن عبد الله بن سليمان ، عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٣٠٠ / ٩٢ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤١٨ / ٣٧.

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩٠ / ٧٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢١٠.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٩٤ / ٧٥ : عن سليمان بن عبد الله الطلحيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٨٩ / ١٦ وج ١٢ : ٢٩٠ / ٧٤ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٦٤ / ١٩٣.

٣٣٨

[١٤٧ / ٧] ـ وعن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير قال : قلت لأبي جعفر صلوات الله عليه : أكان أولاد يعقوب أنبياء؟ قال : لا ، ولكنّهم كانوا أسباطا أولاد أنبياء ، ولم يفارقوا الدنيا (١) إلّا سعداء ، تابوا وتذكّروا ممّا صنعوا (٢).

فصل

[قصّة يوسف وإخوته]

[١٤٨ / ٨] ـ وأخبرنا الشيخ أبو عليّ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسيّ ، عن جعفر الدوريستيّ ، عن الشيخ المفيد ، عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن عليّ ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لمّا فقد يعقوب يوسف عليهما‌السلام اشتدّ حزنه وتغيّر حاله ، وكان يمتار القمح من مصر لعياله (٣) في السنة مرّتين : في الشتاء والصيف ، وإنّه بعث عدّة من ولده ببضاعة يسيرة مع رفقة خرجت ، فلمّا دخلوا على يوسف عليه‌السلام عرفهم ولم يعرفوه ، فقال : هلمّوا بضاعتكم حتّى أبدأ بكم قبل الرفاق ، وقال لفتيانه : عجّلوا لهؤلاء بالكيل

__________________

(١) قوله : (الدنيا) من تفسير العياشي.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩١ / ٧٥.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ١ : ٦٢ / ١٠٦ وص ١٨٤ / ٨٣ بنفس المتن : عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٩١ / ٧٥ وتفسير مجمع البيان ١ : ٤٠٥ وتفسير الصافي ١ : ١٩٢ ـ ١٩٣ / ضمن الحديث ٩٨ ، والكلينيّ في الكافي ٨ : ٢٤٦ / صدر الحديث ٣٤٣ بتفاوت يسير وعنه في تفسير الصافي ٣ : ٤٦ ـ ٤٧ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٦٦ / ٢٠٠.

وأخرجه الطبرسي في مجمع البيان ٥ : ٣٦٤ وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٢٢٠ عن كتاب النبوّة.

(٣) في حاشية نسخة «ص» : (طعام يمتاره الإنسان أي يجلبه من بلد إلى بلد).

٣٣٩

وأوقروهم (١) ، واجعلوا بضاعتهم في رحالهم إذا فرغتم.

وقال يوسف لهم : كان لكم أخوان من أبيكم فما فعلا؟

قالوا : أمّا الكبير منهما فإنّ الذئب أكله ، وأمّا الأصغر فخلّفناه عند أبيه ، وهو به ضنين (٢) وعليه شفيق.

قال : إنّي أحبّ أن تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتاروا ، ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم فيها ، قالوا : يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ، فلمّا احتاجوا إلى (٣) الميرة بعد ستّة أشهر بعثهم وبعث معهم ابن يامين (٤) ببضاعة يسيرة ، فأخذ عليهم موثقا من الله لتأتنّني به ، فانطلقوا مع الرفاق حتّى دخلوا على يوسف ، فهيّأ لهم طعاما وقال : ليجلس كلّ بني أمّ على مائدة ، فجلسوا وبقي ابن يامين قائما.

فقال له يوسف : مالك لم تجلس؟ فقال : ليس لي فيهم ابن أمّ.

فقال يوسف : فمالك ابن أمّ؟ قال : بلى ، زعم هؤلاء أنّ الذئب أكله.

قال : فما بلغ من حزنك عليه؟ قال : ولد لي أحد عشر ابنا ، لكلّهم أشتقّ اسما من اسمه ، فقال : أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده ، فقال : إنّ لي أبا صالحا قال لي : تزوّج لعلّ الله أن يخرج منك ذرّيّة تثقّل الأرض بالتسبيح.

قال يوسف : فاجلس معي على مائدتي ، فقال إخوة يوسف : لقد فضّل الله يوسف وأخاه حتّى أنّ الملك قد أجلسه معه على مائدته ، وقال يوسف لابن يامين : إنّي أنا أخوك فلا تبتئس بما تراني أفعل واكتم ما أخبرتك ، ولا تحزن ولا تخف.

__________________

(١) من أوقر الدابّة حمّلها ثقيلا ، وفي تفسير العيّاشيّ : (وأوفوهم).

(٢) أي : به بخيل.

(٣) الميرة : الطعام الذي يدّخره الإنسان.

(٤) كذا في النسخ الأربع ، والمعروف أنّه : (بنيامين).

٣٤٠