قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

عن القرية (١) من يومه ذلك ومعه نفر من أصحابه ، فلمّا كان في السحر ناجى ربّه ، فأوحى الله إليه أن تنحّ عنه وخلّني وإيّاه.

قال إدريس صلوات الله عليه : أسألك أن لا تمطر السماء على أهل هذه القرية ، وإن خربت وجهدوا وجاعوا. قال الله تعالى : إنّي قد أعطيتك ما سألته ، فأخبر إدريس أصحابه بما سأل الله من حبس المطر عليهم وعنهم ، وقال : اخرجوا من هذه القرية إلى غيرها من القرى ، فتفرّقوا وشاع الخبر بما سأل إدريس عليه‌السلام ربّه.

وتنحّى إدريس إلى كهف في جبل شاهق ، ووكّل الله تعالى ملكا يأتيه بالطعام عند كلّ مساء ، وكان يصوم النهار ، وظهر في المدينة جبّار آخر ، فسلب ملكه ـ أعني : الأوّل ـ وقتله وأطعم الكلاب لحمه ولحم امرأته ، فمكثوا بعد إدريس عشرين سنة لم تمطر السماء عليهم مطرة (٢) ، فلمّا جهدوا ومشى بعضهم إلى بعض.

فقالوا : إنّ الذي نزل بنا ممّا ترون بسؤال إدريس عليه‌السلام ربّه ، وقد تنحّى عنّا ، ولا علم لنا بموضعه ، والله أرحم بنا منه ، فأجمعوا أمرهم على أن يتوبوا إلى الله تعالى ، فقاموا على الرماد ، ولبسوا المسوح (٣) ، وحثّوا على رؤوسهم التراب ، وعجّوا إلى الله بالتوبة والاستغفار والبكاء والتضرّع إليه.

فأوحى الله تعالى إلى الملك الذي يأتي إدريس عليه‌السلام بطعامه (٤) : أن احبس عنه طعامه ، فجاع إدريس عليه‌السلام ليلة ، فلمّا كان في ليلة اليوم الثاني لم يؤت بطعامه قلّ صبره ، وكذلك ليلة الثالث فنادى : يا ربّ ، حبست رزقي عنّي من قبل أن تقبض روحي؟!

__________________

(١) في «ر» : (عن القوم).

(٢) في سعد السعود : (قطرة).

(٣) قال في مجمع البحرين ٤ : ٢٠٠ : المسوح ويعبر عنه بالبلاس وهو كساء معروف.

(٤) في «ص» «م» : (بطعام).

٢٤١

فأوحى الله إليه : اهبط من موضعك ، واطلب المعاش لنفسك ، فهبط إلى قرية فلمّا دخلها نظر إلى دخان بعض منازلها ، فأقبل نحوه فهجم على عجوز كبيرة ، وهي ترقّق قرصين لها على مقلاة ، فقال : بيعي منّي هذا الطعام ، فحلفت أنّها ما تملك شيئا غيرهما ، واحد لي وواحد لابني.

فقال : إنّ ابنك صغير يكفيه نصف قرصة فيحيى به ، ويجزيني النصف الآخر ، فأكلت المرأة قرصها ، وكسرت القرص الآخر بين إدريس وبين ابنها ، فلمّا رأى ابنها إدريس يأكل من قرصه (١) اضطرب حتّى مات ، فقالت : (٢) يا عبد الله ، قتلت ابني جزعا على قوته ، فقال لها إدريس عليه‌السلام : أحييه بإذن الله فلا تجزعي.

ثمّ أخذ إدريس بعضد الصبيّ وقال : أيّتها الروح الخارجة عن هذا الغلام ارجعي إليه وإلى بدنه بإذن الله تعالى ، أنا إدريس النبيّ ، فرجعت روح الغلام إليه ، فقالت العجوز (٣) : أشهد أنّك إدريس النبيّ ، وخرجت ونادت في القرية بأعلى صوتها : ابشروا بالفرج قد دخل إدريس عليه‌السلام (٤) قريتكم.

ومضى إدريس حتّى جلس على موضع مدينة الجبّار الأوّل وهي تلّ ، فاجتمع إليه الناس من أهل قريته ، فقالوا : مسّنا الجوع والجهد في هذه العشرين سنة فادع الله تعالى لنا أن يمطر علينا.

قال إدريس عليه‌السلام : لا أدعو حتّى يأتيني جبّاركم وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة ، فبلغ الجبّار قوله ، فبعث إليه أربعين رجلا يأتونه بإدريس ، فأتوه وعنّفوا به ، فدعا عليهم فماتوا ، فبلغ الجبّار الخبر فبعث إليه خمسمائة رجل ، فقالوا له : يا

__________________

(١) في «ص» : (قرصته).

(٢) في «ص» «م» زيادة : (الله).

(٣) قوله : (العجوز) ليس في «ص» «م» وسعد السعود.

(٤) قوله : (وخرجت) إلى هنا ليس في «ص» «م».

٢٤٢

إدريس ، إنّ الملك بعثنا إليك لنذهب بك إليه ، فقال لهم إدريس عليه‌السلام : انظروا إلى مصارع أصحابكم قالوا : متنا بالجوع (١) فارحم وادع الله أن يمطر علينا ، فقال : حتّى يأتي الجبّار.

ثمّ إنّهم سألوا الجبّار أن يمضي معهم ، فأتوه ووقفوا بين يديه خاضعين ، فقال إدريس عليه‌السلام : الآن فنعم. فسأل الله أن يمطر عليهم فأظلّتهم سحابة من السماء ، فأرعدت وأبرقت وهطلت عليهم (٢).

فصل

[قصّته عليه‌السلام مع ملك الموت]

[٦٥ / ٢] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، حدّثنا محمّد بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن جابر بن يزيد الجعفيّ ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ ملكا من الملائكة كانت له منزلة ، فأهبطه الله تعالى من السماء إلى الأرض ، فأتى إدريس النبيّ عليه‌السلام فقال له : اشفع لي عند ربّك.

__________________

(١) في «ر» : (مسّنا الجوع).

(٢) عنه في سعد السعود لابن طاوس : ٢٤٨ / ٤٨ وذكر العلّامة المجلسي نحوه مع اختلاف في بعض الألفاظ مع التحفّظ على روح الخبر عن كمال الدين : ١٢٧ / ١ في بحار الأنوار ١١ : ٢٧١ / ٢ ، واكتفى بذلك عن التنصيص على عبارات القصّة بقوله : وفي قصص الأنبياء للراونديّ مثله.

وزاد في آخره : (من ساعتهم حتّى ظنّوا أنّها الغرق ، فما رجعوا إلى منازلهم حتّى أهمّتهم أنفسهم من الماء) وسنده في كمال الدين هكذا : عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمّد ابن موسى بن المتوكّل جميعا قالوا : حدّثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميريّ ومحمّد ابن يحيى العطّار جميعا قالوا : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعا قالوا : حدّثنا الحسن بن محبوب .. إلى آخر السند ، وعن كمال الدين في تفسير نور الثقلين ٣ : ٣٤٣ / ١٠٧ ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ٧٢.

٢٤٣

قال (١) : فصلّى ثلاث ليال لا يفتر ، وصام أيّامها لا يفطر ، ثمّ طلب إلى الله تعالى في السحر للملك ، فأذن له في الصعود إلى السماء ، فقال له الملك : أحبّ أن أكافيك ، فاطلب إليّ حاجة ، فقال : تريني ملك الموت لعلّي آنس به ، فإنّه ليس يهنأ إليّ مع ذكره شيء ، فبسط جناحيه ثمّ قال (٢) : اركب ، فصعد به ، فطلب ملك الموت في سماء الدنيا ، فقيل له : إنّه قد صعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة ، فقال الملك لملك الموت : مالي أراك قاطبا؟

قال : أتعجّب أنّي كنت تحت ظلّ العرش حتّى أؤمر (٣) أن أقبض (٤) روح إدريس بين السماء الرابعة والخامسة ، فسمع إدريس ذلك فانتفض من جناح الملك ، وقبض ملك الموت روحه مكانه ، وفي قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا* وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا)(٥)(٦).

[صعود إدريس عليه‌السلام إلى السماء]

[٦٦ / ٣] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن محمّد بن

__________________

(١) قوله : (قال) لم يرد في «ص» «م».

(٢) قوله : (قال) لم يرد في «ص» «م».

(٣) في البحار : (أمرت).

(٤) في «ر» «س» : (أقبل).

(٥) مريم : ٥٦ و ٥٧.

(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٧٧ / ٧ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٧٦.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٣ : ٢٥٧ / ٢٦ باختلاف في بعض ألفاظه : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في تفسير نور الثقلين ٣ : ٣٤٩ / ١٠٩.

ورواه القمّيّ بالمضمون في تفسيره ٢ : ٥١ : عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

٢٤٤

مروان ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : كان إدريس النبيّ صلوات الله عليه يسيح (١) النهار ويصومه ، ويبيت حيث ما جنّه الليل ، ويأتيه رزقه حيث ما أفطر ، وكان يصعد له من العمل الصالح مثل ما يصعد لأهل الأرض كلّهم ، فسأل ملك الموت ربّه في زيارة إدريس عليه‌السلام وأن يسلّم عليه ، فأذن له فنزل وأتاه ، فقال : إنّي أريد أن أصحبك ، فأكون معك فصحبه ، وكانا يسيحان (٢) النهار ويصومانه ، فإذا جنّهما الليل أتى إدريس فطوره فيأكل ، ويدعو ملك الموت إليه فيقول : لا حاجة لي فيه ، ثمّ يقومان يصلّيان وإدريس يصلّي ويفطر وينام ، وملك الموت يصلّي ولا ينام ولا يفطر ، فمكثا بذلك أيّاما.

ثمّ إنّهما مرّا بقطيع غنم وكرم قد أينع ، فقال ملك الموت : هل لك أن تأخذ من ذلك حملا ، أو من هذا عناقيد فتفطر عليه؟ فقال : سبحان الله! أدعوك إلى مالي فتأبى ، فكيف تدعوني إلى مال الغير؟!

ثمّ قال إدريس عليه‌السلام : قد صحبتني وأحسنت (٣) فيما بيني وبينك من أنت؟ قال : أنا ملك الموت ، قال إدريس : لي إليك حاجة ، فقال : وما هي؟ قال : تصعد بي إلى السماء ، فاستأذن ملك الموت ربّه في ذلك ، فأذن له فحمله على جناحه فصعد به إلى السماء.

ثمّ قال له إدريس عليه‌السلام : إنّ (٤) لي إليك حاجة أخرى ، قال : وما هي؟ قال : بلغني من الموت شدّة فأحبّ أن تذيقني منه طرفا فأنظر هو كما بلغني ، فاستأذن ملك الموت ربّه ، فأذن له ، فأخذ بنفسه ساعة ثمّ خلّى عنه فقال له : كيف رأيت؟ قال :

__________________

(١) في «س» «ص» : (يسبّح).

(٢) في «ر» «س» «ص» : (يسبّحان).

(٣) في «ر» «س» : (صحبتني فأحسنت صحبتي) بدلا من : (قد صحبتني وأحسنت).

(٤) قوله : (إنّ) لم يرد في «ر» «س».

٢٤٥

بلغني عنه شدّة وإنّه لأشدّ ممّا بلغني ، ولي إليك حاجة أخرى تريني النار ، فاستأذن ملك الموت صاحب النار ، ففتح له ، فلمّا رآها إدريس عليه‌السلام سقط مغشيّا عليه.

ثمّ قال : لي إليك حاجة أخرى تريني الجنّة ، فاستأذن ملك الموت خازن الجنّة فدخلها ، فلمّا نظر إليها قال : يا ملك الموت ، ما كنت لأخرج منها ، إنّ الله تعالى يقول : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(١) وقد ذقته ، ويقول : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها)(٢) وقد وردتها ، ويقول في الجنّة : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها)(٣)(٤).

[ذكر بعض خصال النبيّ إدريس عليه‌السلام]

[٦٧ / ٤] ـ وبالإسناد المتقدّم (*) عن وهب بن منبّه : أنّ إدريس عليه‌السلام كان رجلا طويلا ضخم البطن ، عظيم الصدر ، قليل الصوت ، رقيق المنطق ، قريب الخطا إذا مشى ، وإنّما سمّي إدريس لكثرة ما يدرس من كلام الله تعالى ، وهو بين أظهر قومه يدعوهم إلى عبادة الله ، فلا يزال يجيبه واحد بعد واحد ، حتّى صاروا سبعة وسبعين ، إلى أن صاروا سبعمائة ثمّ بلغوا ألفا ، فاختار منهم سبعة ، فقال لهم : تعالوا فليدع بعضنا وليؤمّنّ بقيّتنا ، ثمّ رفعوا أيديهم إلى السماء فنبّأه الله ودلّ على عبادته ، فلم يزالوا يعبدون الله حتّى رفع الله تعالى إدريس عليه‌السلام إلى السماء وانقرض من تابعه. ثمّ اختلفوا حتّى كان زمن نوح عليه‌السلام (٥).

__________________

(١) الأنبياء : ٢٥.

(٢) مريم : ٧١.

(٣) آل عمران : ١٨٥.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٧٨ / ٨ ، وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٧٦.

(*) تقدّم الإسناد برقم : (٥٥).

(٥) أورده الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٧ باختلاف يسير ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٧٠ / ١ : عن ـ

٢٤٦

[٦٨ / ٥] ـ وأنزل الله على إدريس ثلاثين صحيفة ، وهو أوّل من خطّ بالقلم ، وأوّل من خاط الثياب ولبسها ، وكان من كان قبله يلبسون الجلود ، وكان كلّما خاط سبّح الله وهلّله وكبّره ووحّده ومجّده ، وكان يصعد إلى السماء من عمله في كلّ يوم مثل أعمال أهل زمانه كلّهم.

قال : وكانت الملائكة في زمن إدريس صلوات الله عليه يصافحون الناس ويسلّمون عليهم ويكلّمونهم ويجالسونهم ، وذلك لصلاح الزمان وأهله ، فلم يزل الناس على ذلك إلى أن كان (١) زمن نوح عليه الصلاة والسلام وقومه ، ثمّ انقطع ذلك.

وكان من أمره ما كان مع ملك الموت حتّى دخل الجنّة ، فقال ربّه : إنّ إدريس إنّما حاجّك فحجّك بوحيي وأنا الذي هيّأت له تعجيل دخول الجنّة ، فإنّه كان ينصب نفسه وجسده يتعبهما لي ، فكان حقّا عليّ أن أعوّضه من ذلك الراحة والطمأنينة وأن أبوأه بتواضعه لي وبصالح عبادتي من الجنّة مقعدا ومكانا عليّا (٢).

فصل

[مسجد السهلة بيت إدريس عليه‌السلام]

[٦٩ / ٦] ـ وبالإسناد عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ،

__________________

ـ أبي عبد الله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي ، عن أبي عليّ محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقنديّ ، عن صالح بن سعيد الترمذيّ ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه ... (١) في «ص» «م» : (حتّى كان) بدلا من : (إلى أن كان).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٧٠ / ١ بتمامه.

وأورد ابن طاوس الحسنيّ في فرج المهموم : ٢١ ـ ٢٢ (قطعة منه) نقلا عن كتاب العرائس في المجالس.

٢٤٧

عن الحسن بن عطا الأزديّ ، عن عبد السلام ، عن عمّار اليقظان (١) قال : كان عند أبي عبد الله صلوات الله عليه جماعة وفيهم رجل يقال له : أبان بن نعمان ، فقال : أيّكم له علم بعمّي زيد بن عليّ صلوات الله عليه؟ فقال : أنا أصلحك الله. قال : وما علمك به؟

قال : كنّا عنده ليلة فقال : هل لكم في مسجد سهلة؟ فخرجنا معه إليه ، فوجدنا معه اجتهادا كما قال (٢).

فقال أبو عبد الله صلوات الله عليه : كان بيت إبراهيم صلوات الله عليه الذي خرج منه إلى العمالقة ، وكان بيت إدريس عليه‌السلام الذي كان يخيط فيه ، وفيه صخرة خضراء فيها صورة وجوه النبيّين ، وفيه مناخ الراكب ـ يعني : الخضر عليه‌السلام ـ. ثمّ قال : لو أنّ عمّي أتاه حين خرج فصلّى فيه واستجار بالله لأجاره عشرين سنة ؛ وما أتاه مكروب قطّ فصلّى فيه ما بين العشاءين ودعا الله إلّا فرّج الله عنه (٣).

__________________

(١) في البحار : (عمّار أبي اليقظان) بدلا من : (عمّار اليقظان) ، وفي ج ٩٧ : ٤٣٤ كالمثبت في المتن.

(٢) كذا في النسخ والمصادر.

(٣) عنه في بحار الأنوار ٤٦ : ١٨٢ / ٤٥ وج ٩٧ : ٤٣٤ / ٢ ومستدرك الوسائل ٣ : ٤١٣ / ٢.

وورد نحوه في الكافي ٣ : ٤٩٤ / ١ : عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن أبي داود ، عن عبد الله بن أبان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٥٧ / ٥٨ وج ٤٦ : ٢٠٧ / ٨٤ وج ٩٧ : ٤٣٥ / ٤ وفي ج ١١ : ٢٨٤ / ١٢ (قطعة منه) ووسائل الشيعة ٥ : ٢٦٦ / ٣.

وورد نحوه أيضا في كامل الزيارات : ٧٤ / ١١ ، وتهذيب الأحكام ٦ : ٣٧ / ٢٠ بهذا السند : عن أبي القاسم جعفر بن محمّد ، عن أخيه عليّ بن محمّد بن قولويه ، عن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمان بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي .. وعن الكامل في بحار الأنوار ٩٧ : ٤٣٦ / ٨ ومستدرك الوسائل ٣ : ٤١٥ / ٤ ، وعن التهذيب في وسائل الشيعة ٥ : ٢٦٥ / ١.

وورد بالمضمون في كتاب من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٣٢ / ٦٩٧.

٢٤٨

[٧٠ / ٧] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ بن الفضل (١) بن تمّام ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن حمدان (٢) القلانسيّ ، عن محمّد بن جمهور ، عن مرازم بن عبد الله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه أنّه قال : يا أبا محمّد ، كأنّي أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله. قلت : يكون منزله؟

قال : نعم ، هو منزل إدريس عليه‌السلام ، وما بعث الله نبيّا إلّا وقد صلّى فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحنّ إليه ، وما من يوم ولا ليلة إلّا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون الله فيه.

يا أبا محمّد ، أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة (٣) إلّا فيه ، ثمّ إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين (٤).

__________________

(١) في النسخ : (المفضّل) ، والصواب ما أثبتناه ، وهو مترجم في كتب الرجال فراجع.

ترجمه النجاشي (٤٥٠ ه‍) وقال : محمّد بن علي بن الفضل بن تمّام بن سكين بن بنداذ بن داذ مهر بن فرّخ زاذ بن مياذرماه بن شهريار الأصغر ، وكان لقّب بسكّين بسبب إعظامهم له. وكان ثقة ، عينا ، صحيح الاعتقاد ، جيّد التصنيف ، له كتب. وذكره الشيخ الطوسي (٤٦٠ ه‍) في الفهرست وقال : محمّد بن علي بن الفضل بن تمّام الكوفي الدهقان يكنّى أبا الحسين ، كثير الرواية ، وأيضا في رجاله ـ في باب من لم يرو عنهم عليهم‌السلام وقال : روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلاثمائة ، وله منه إجازة ، ويروي الصدوق عنه في مسجد أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة (انظر : رجال النجاشي : ٣٨٥ / ١٠٤٦ ، الفهرست للطوسي : ٤٤٦ / ٧١٣ ، الرجال للطوسي : ٤٤٣ / ٧٠ ، الأمالي للصدوق : ٢٩٨ / ٨ و ٣٨٩ / ١٢ و ٤٦٩ / ٤) (من إفادات السيّد الشبيريّ الزنجانيّ).

(٢) في «ر» «س» «ص» زيادة : (بن).

(٣) قوله : (صلاة) من «ص» «م».

(٤) عنه في بحار الأنوار ٥٢ : ٣١٧ / ١٣ وج ٩٧ : ٤٣٥ / ٣ ومستدرك الوسائل ٣ : ٤١٤ / ٣.

وأورده محمّد بن جعفر المشهديّ في فضل الكوفة ومساجدها : ٤٣ ، وأورده في المزار : ١٣٤ / ٧ : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وزاد فيه قطعة بعد قوله (وقلبه يحنّ إليه): «وفيه صخرة فيها صورة كلّ نبيّ ، وما من أحد استجاره إلّا أجاره الله ممّا يخاف ، قلت : هذا لهو الفضل ، قال : أنزيدك؟ قلت : نعم ، قال : هو من البقاع التي أحبّ الله أن يدعى فيها ، وما من يوم ولا ليلة إلّا ـ

٢٤٩

[٧١ / ٨] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عبد الله بن محمّد الصائغ ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، حدّثنا أبو محمّد بن عبد الله بن حبيب ، حدّثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا دخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فصلّ فيه واسأل الله حاجتك لدينك ودنياك ، فإنّ مسجد السهلة بيت إدريس عليه‌السلام الذي كان يخيط فيه ويصلّي فيه ، ومن دعا الله فيه بما أحبّ قضى له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا عليّا إلى درجة إدريس وأجاره (١) من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه (٢).

فصل

في نبوّة نوح عليه‌السلام

[٧٢ / ٩] ـ وهو ابن متوشلخ بن أخنوخ ـ وهو إدريس صلوات الله عليه ـ ابن

__________________

ـ والملائكة تزور هذا المسجد ، يعبدون الله فيه ، أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة إلّا فيه. يا أبا محمّد ، ولو لم يكن له من الفضل إلّا نزول الملائكة والأنبياء فيه لكان كثيرا ، فكيف وهذا الفضل ، وما لم أصف لك أكثر. قلت : جعلت فداك ، لا يزال القائم عليه‌السلام فيه أبدا؟ قال : نعم ، قلت : فمن بعده؟ قال : هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق ، قلت : فما يكون من أهل الذمّة عنده؟ قال : يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويؤدّون الجزية عن يد وهم صاغرون ، قلت : فمن نصب لكم العداوة؟ فقال : لا يا أبا محمّد ، ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب ، إنّ الله قد أحلّ لنا دماءهم عند قيام قائمنا ، فاليوم محرّم علينا وعليكم ذلك ، فلا يغرّنك أحد .. إلى آخر الحديث ، وعنه في بحار الأنوار ٥٢ : ٣٧٦ / ١٧٧ وص ٣٨١ / ١٩١ وج ٩٧ : ٤٣٦ / ٧ ومستدرك الوسائل ٣ : ٤١٧ / ٩. (١) في «ص» «م» : (وأجير).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٠ / ١٠ وج ٩٧ : ٤٣٤ / ١ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٧٧ ومستدرك الوسائل ٣ : ٤١٣ / ١.

ووردت قطعة منه في الكافي ٣ : ٤٩٤ / ١ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد ابن أبي داود ، عن عبد الله بن أبان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٤ / ١٢.

٢٥٠

برد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم صلوات الله عليهم أجمعين (١).

[٧٣ / ١٠] ـ وبإسناده عن ابن أورمة ، حدّثنا محمّد بن سنان ، عن إسماعيل ابن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : إنّ نوحا دعا قومه علانية ، فلمّا سمع عقب (٢) هبة الله من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم صدّقوه ، فأمّا ولد قابيل فإنّهم كذّبوه وقالوا : (ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ)(٣) وقالوا : (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ)(٤) يعنون عقب هبة الله صلوات الله عليه (٥).

[نوح عليه‌السلام يدعو قومه]

[٧٤ / ١١] ـ وعن ابن أورمة ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن أحمد بن محمّد (٦) ،

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٧ / ٨.

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ : ٥٤ : إدريس هو خنوخ بن يارذ بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ وهو إدريس ، وانظر : عمدة الطالب لابن عنبة : ٣٠.

(٢) أي : ولد.

(٣) المؤمنون : ٢٤.

(٤) الشعراء : ١١١.

(٥) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٣ / ٣٤.

وروى الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٤ : ٢٨١ نقلا عن كتاب النبوّة مرفوعا إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : لمّا بعث الله عزوجل نوحا دعا قومه علانية ، فلمّا سمع عقب هبة الله بن آدم من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم ، وعرفوا أنّ العلم الذي في أيديهم هو العلم الذي جاء به نوح ، صدّقوه وسلّموا له ، فأمّا ولد قابيل فإنّهم كذّبوه ، وقالوا : إنّ الجنّ كانوا قبلنا ، فبعث الله إليهم ملكا ، فلو أراد أن يبعث إلينا لبعث ملكا من الملائكة ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٤٠ / ٧٧ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٤٢ / ١٦٩.

(٦) المراد ب : «أحمد بن محمّد» هو أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عمرو بن أبي نصر المعروف ـ

٢٥١

عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفيّ ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : سكن (١) نوح عليه‌السلام في قومه يدعوهم (٢) سرّا وعلانية ، فلمّا عتوا وأبوا قال : ربّ إنّي مغلوب فانتصر (٣) ، فأوحى الله تعالى إليه أن اصنع الفلك ، وأمره بغرس النوى فمرّ عليه قومه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون : قد قعد غراسا حتّى إذا طال وصار طوالا قطعه ونجره ، فقالوا : قد قعد نجّارا ، ثمّ ألّفه فجعله سفينة ، فمرّوا عليه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون : قد قعد ملّاحا في أرض فلاة حتّى فرغ منها (٤).

[٧٥ / ١٢] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صنعها في ثلاثين سنة ، ثمّ أمر أن

__________________

ـ بالبزنطي ، كوفيّ ، لقي الرضا وأبا جعفر عليهما‌السلام ، وكان عظيم المنزلة عندهما والمتوفّى ٢٢١ هجرية (رجال النجاشي : ٧٥ / ١٨٠). وهذا الطريق يعينه مع التصريح باسم البزنطي كاملا في كتاب الخصال : ٣٠٠ / ٧٣ ، وانظر روايته عن أبان بن عثمان في الكافي ١ : ٤٠٣ / ١ و ٢ : ٧ / ٣ و ٥٦٧ / ١٣ و ٣ : ٣٦٨ / ٢ ... وفي بعضها روى أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان (وانظر أيضا نفس القصص الرقم ٣٤ و ١٢٥) وفي مورد آخر يروي البرقي عنه (انظر القصص الرقم : ١١٠).

(١) في البحار : (مكث).

(٢) في «ر» زيادة : (إلى الله).

(٣) مقتبس من سورة القمر : ١٠.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٣ / ٣٥.

وأورد الكلينيّ مضمونه في الكافي ٨ : ٢٨٢ / صدر الحديث ٤٢٤ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي .. ، وكذا العيّاشي في تفسيره ٢ : ١٤٤ / ١٨ : عن إسماعيل الجعفيّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٣١ / ٥٣.

وورد ذيل الحديث في الكافي ٨ : ٢٨٣ / ٤٢٥ باختلاف يسير : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن الحسن بن عليّ ، عن عمر بن أبان ، عن إسماعيل الجعفيّ ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في تفسير الصافي ٢ : ٤٤٢ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٣٥٥ / ٧٧.

٢٥٢

يحمل فيها من كلّ زوجين اثنين الأزواج الثمانية التي خرج بها آدم عليه‌السلام من الجنّة ، لتكون معيشة لعقب نوح عليه‌السلام في الأرض ، كما عاش عقب آدم عليه‌السلام ، فإنّ الأرض تغرق بما فيها إلّا ما كان معه في السفينة (١).

[٧٦ / ١٣] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن أبان ، عن أبي حمزة ، عن أبي رزين الأسديّ ، عن عليّ صلوات الله وسلامه عليه ، قال : لمّا فرغ نوح من السفينة كان ميعاده عليه‌السلام فيما بينه وبين ربّه تعالى في إهلاك قومه أن يفور التنّور ففار ، فقالت امرأته له : إنّ التنّور قد فار ، فقام إليه فختمه فقام الماء فأدخل من أراد أن يدخل ثمّ أتى إلى خاتمه فنزعه ، وقال تعالى : (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٢)(٣).

[طول وعرض سفينة نوح عليه‌السلام]

[٧٧ / ١٤] ـ وعن أحمد [بن محمّد] بن عيسى ، حدّثنا الحسن بن محبوب ، عن الحسن بن صالح ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : سمعت أبي صلوات الله عليه يحدّث عطا قال : كان طول سفينة نوح عليه‌السلام ألفا ومائتي ذراع ، وكان عرضها ثمانمائة

__________________

(١) لاحظ : الكافي ٨ : ٢٨٣ و ٢٨٤ / ٤٢٧ وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٤ / ٤٠.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٤٧ / صدر الحديث ٢٦ ، وفيه : (مائة سنة) بدلا من : (ثلاثين سنة) عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٣٥ / صدر الحديث ٦١.

(٢) القمر : ١١ ـ ١٢.

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٤ / ٤١.

وورد الحديث في الكافي ٨ : ٢٨١ / ٤٢٢ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي رزين الأسدي ، عن أمير المؤمنين .. وزاد فيه بعد قوله : (أن يدخل): «وأخرج من أراد أن يخرج» وعنه في تفسير الصافي ٢ : ٤٤٣.

وروى العيّاشيّ مضمونه في تفسيره ٢ : ١٤٧ / ٢٢ وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٣٥ / ٥٧ : عن الحسن ابن عليّ ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ...

٢٥٣

ذراع ، وعمقها ثمانين ذراعا ، فطافت بالبيت وسعت بين الصفا والمروة سبعة أشواط ، ثمّ استوت على الجوديّ (١).

[٧٨ / ١٥] ـ وعن ابن أورمة ، حدّثنا مصعب بن يزيد ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : جاء نوح عليه‌السلام إلى الحمار ليدخله السفينة ، فامتنع عليه. قال : وكان إبليس بين أرجل الحمار ، فقال : يا شيطان ، ادخل ، فدخل الحمار ودخل الشيطان ، فقال : إبليس : أعلّمك خصلتين.

فقال نوح عليه‌السلام : لا حاجة لي في كلامك. فقال إبليس : إيّاك والحرص فإنّه أخرج آدم (٢) من الجنّة ، وإيّاك والحسد فإنّه أخرجني من الجنّة ، فأوحى الله إليه : اقبلهما وإن كان ملعونا (٣).

[٧٩ / ١٦] ـ وعن ابن أورمة ، حدّثنا أبو أحمد ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : إنّ قوم نوح شكوا إلى نوح عليه‌السلام الفأر ، فأمر الله الفهد فعطس فطرح السنّور فأكل الفأر ، وشكوا إليه العذرة فأمر الله الفيل أن يعطس فعطس فسقط الخنزير (٤).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٤ / ٤٢.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٤٩ / ٣٥ : عن الحسن بن صالح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. والكلينيّ في الكافي ٤ : ٢١٢ / ٢ وج ٨ : ٢٨٣ / ٤٢٦ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن الحسن ابن صالح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. والصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٣٠ / ٢٢٧٧ وعنهما في وسائل الشيعة ١٣ : ٢٩٤ / ٥ ، وفيها : (وطولها في السماء) بدلا من قوله : (وعمقها).

(٢) في البحار ٦٠ : ٢٥٠ : (أخرج أبويك).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٣ / ٣٦ وج ٦٠ : ٢٥٠ / ١١١ وج ٦٩ : ١٩٥ / ١٦ ، وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٩٠.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٣ / ٣٧ وج ٦٢ : ٦٤ / ٢٢ ، وانظر : تفسير مجمع البيان ٥ : ٢٧٢ حيث قال الطبرسيّ : وفي حديث آخر : «إنّهم شكوا إليه العذرة ، فأمر الله الفيل فعطس ، فسقط الخنزير ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٠٣.

٢٥٤

[٨٠ / ١٧] ـ وعن ابن أورمة ، حدّثنا الحسن بن عليّ ، عن داود بن يزيد ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ارتفع الماء زمان نوح عليه‌السلام على كلّ جبل وعلى كلّ سهل خمسة عشر ذراعا (١).

[٨١ / ١٨] ـ وعن ابن بابويه ، عن جعفر بن عليّ بن عبد الله بن المغيرة (٢) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن ذريح المحاربيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله تبارك وتعالى أغرق الأرض كلّها يوم نوح عليه‌السلام إلّا البيت ، فمن يومئذ سمّي العتيق لأنّه أعتق من الغرق. فقلت له : صعد إلى السماء؟ فقال : لم يصل الماء إليه وإنّما رفع عنه (٣).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٣ / ٣٨ وج ٦٢ : ٦٤ / ٢٢.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٨ : ٢٨٤ / ٤٢٨ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن ابن عليّ ، عن داود بن أبي يزيد ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في تفسير الصافي ٢ : ٤٥٠ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٣٦١ / ١٠٨.

(٢) هو جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي ، وقد سقط في المتن (الحسن بن علي) بعد علي ، وأيضا الظاهر : (جدّه) بدلا من : (أبيه). (لاحظ : الأمالي للصدوق : ٦٨ / ٣ و ٨٧ / ٦ و ١١٧ / ١ و ١٤٠ / ١٥ ، والتوحيد ٢١ / ١٠ والخصال : ١٣ / ٤٧ و ٣٤ / ٥ و ٢٤١ / ٩٢ ، وعلل الشرائع ٢ : ٣٦٥ / ٤ و ٣٨٦ / ١ ، وعيون أخبار الرضا ١ : ٢٨٨ / ١٥ ومن لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٦١). (من إفادات السيّد الشبيريّ الزنجانيّ)

(٣) عنه وعن علل الشرائع ٢ : ٣٩٩ / ٥ في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٥ / ٤٣ وفي ج ٩٦ : ٥٨ / ١٤ عن العلل ، والسند فيه : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحسن الطويل ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن ذريح بن يزيد المحاربيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ...

ورواه باختصار في علل الشرائع ٢ : ٣٩٩ / ٤ : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عليّ بن النعمان ، عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٩٦ : ٥٩ / ١٨ ، ومن لا يحضره الفقيه ٢ : ١٩١ / ٢١١٥ وعنه في وسائل الشيعة ١٣ : ٢٤١ / ١٢.

ورواه أيضا الصدوق بالمضمون في علل الشرائع ٢ : ٣٩٨ / ١ و ٤ بسندين مختلفين وعنه في بحار الأنوار ٥٥ : ٥٧ / ٢ وج ٩٦ : ٥٨ / ١٢.

٢٥٥

فصل

[ذكر أخبار نوح عليه‌السلام]

[٨٢ / ١٩] ـ وعن ابن أورمة ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن محمّد بن سنان ، حدّثنا إبراهيم بن أبي البلاد ، عن غير واحد ، عن أحدهما صلوات الله عليهما قال : لمّا قال الله تعالى : يا أرض ابلعي مائك ، قالت الأرض : إنّما أمرت أن أبلع مائي فقط ، ولم أؤمر أن أبلع ماء السماء ، فبلعت الأرض ماءها وبقي ماء السماء ، فصيّر بحرا حول السماء وحول الدنيا (١).

والأمر والجواب يكونان مع الملك الموكّل بالأرض والسماء (٢).

[٨٣ / ٢٠] ـ وبالإسناد المتقدّم ذكره (*) عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال : آمن بنوح عليه‌السلام من قومه ثمانية نفر ، وكان اسمه عبد الجبّار ، وإنّما سمّي نوحا لأنّه كان ينوح على نفسه (٣).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٤ / ٣٩.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٤٩ / ٣٣ : عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن غير واحد ، عن أحدهما عليهما‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٣٧ / ٦٩ وج ٥٧ : ٤٣ / ١٢ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٣٦٥ / ١٢٠. وروى القميّ قريبا منه في تفسيره ١ : ٣٢٨ : عن أبيه ، عن صفوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ...

(٢) قال العلّامة المجلسيّ في البحار ١١ : ٣٢٤ معقّبا : قوله : (والأمر) إلى آخره من كلام الراونديّ ذكره لتأويل الخطاب المتوجّه ظاهرا إلى الجمادات ، ويحتمل أن يكون على الاستعارة التمثيليّة لبيان سرعة نفاذ إرادته وحكمه في كلّ شيء ، ويحتمل أن يكون أمرا تكوينيّا كما في قوله تعالى : (كُنْ فَيَكُونُ).

(*) تقدّم الإسناد في الحديث (١) ، (١٧) ، (٤٦) ، (٥٣) و (٦٤).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٥ / ٤٤ ، روى قطعة منه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٨ / ١ : عن أبيه ، ـ

٢٥٦

[٨٤ / ٢١] ـ وفي رواية : لأنّه بكى خمسمائة سنة ، وكان اسمه عبد الأعلى (١).

[٨٥ / ٢٢] ـ وفي رواية : عبد الملك وكان يسمّى بهذه الأسماء كلّها (٢).

[٨٦ / ٢٣] ـ وبإسناده (*) عن وهب بن منبّه اليمانيّ : أنّ نوحا عليه‌السلام كان نجّارا ، وكان إلى الأدمة ما هو (٣) دقيق الوجه ، في رأسه طول ، عظيم العينين ، دقيق الساقين ، كثير لحم الفخذين ، ضخم السرّة ، طويل اللحية ، عريضا طويلا جسيما ، وكان في غضبه وانتهاره شدّة ، فبعثه الله وهو ابن ثمانمائة وخمسين سنة إلى قومه ، فلبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين عاما ، يدعوهم إلى الله تعالى ، فلا يزدادون إلّا طغيانا ،

__________________

ـ عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليّ بن مهزيار ، عن أحمد بن الحسن الميثميّ ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله .. وعنه في وسائل الشيعة ١٥ : ٢٢٤ / ٣ وبحار الأنوار ١١ : ٢٨٦ / ٤ ، إلّا أنّ فيه : (كان اسم نوح عليه‌السلام عبد الغفّار) كما في تفسير القمّي ١ : ٣٢٨.

وروى الطبرسيّ صدره في تفسير مجمع البيان ٤ : ٢٨١ وج ٥ : ٢٧٢ بالإسناد عن الصدوق ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٣٦ ـ ٣٣٧ وتفسير الصافي ٢ : ٤٤٤ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٣٥٧ / ٨٨.

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٦ / ٤٥.

ورواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٨ / ٣ : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عمّن ذكره ، عن سعيد بن جناح ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٧ / ٦ ووسائل الشيعة ١٥ : ٢٢٤ / ٥.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٣٢٦ / ٤٦.

وروى نحوه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٨ / ٢ : عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن سعيد بن جناح ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : كان اسم نوح عبد الملك ، وإنّما سمّي نوحا لأنّه بكى خمسمائة سنة ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٦ / ٥ ووسائل الشيعة ١٥ : ٢٢٤ / ٤ وتفسير نور الثقلين ٤ : ١٥٤ / ٢٤.

(*) تقدّم الإسناد برقم : (٥٥).

(٣) أي كان مائلا إلى الأدمة ، وما هو بآدم ، والظاهر : (وكان إلى الأدمة مائلا).

٢٥٧

ومضى ثلاثة قرون من قومه ، وكان الرجل منهم يأتي بابنه وهو صغير فيقفه على رأس نوح صلوات الله عليه ، فيقول : يا بنيّ ، إن بقيت بعدي فلا تطيعنّ هذا المجنون (١).

[٨٧ / ٢٤] ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن أحمد (٢) بن موسى ، حدّثنا محمّد ابن أبي عبد الله الكوفيّ ، حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ ، حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ قال : سمعت عليّ بن محمّد العسكريّ صلوات الله عليهما يقول : عاش نوح صلوات الله عليه ألفين وخمسمائة سنة ، وكان يوما في السفينة نائما (٣) فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهما عن الضحك فانتبه نوح صلوات الله عليه وقال لهما : جعل الله ذرّيّتكما خولا (٤) لذرّيّة سام إلى يوم القيامة ، لأنّه برّني (٥) وعققتماني ، فلا زالت سمة عقوقكما في ذرّيّتكما ظاهرة وسمة البرّ في ذرّيّة سام ظاهرة ما بقيت الدنيا ، فجميع السودان حيث كانوا من ولد حام ، وجميع الترك والسقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا ، وجميع البيض سواهم من ولد سام (٦).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٧ / ٩.

وورد مضمونه في تفسير مجمع البيان ٤ : ٢٨١ و ٢٨٢ عن حنّان بن سدير عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٩٩.

(٢) في العلل : (محمّد).

(٣) في العلل والبحار زيادة : (فهبّت ريح فكشفت عورته).

(٤) أي خدما وحشما (المصباح المنير : ١٨٤ خال) ، وفي النهاية ٢ : ٨٨ الخول حشم الرجل وأتباعه واحدهم خائل.

(٥) في العلل : (برّبي).

(٦) أورده الصدوق في علل الشرائع ١ : ٣١ بنفس السند والمتن ، إلّا أنّ فيه زيادة بعد قوله : (عن الضحك): (وكان كلّما غطّى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث ، فانتبه نوح عليه‌السلام فرآهم وهم يضحكون فقال : ما هذا؟ فأخبره سام بما كان ، فرفع عليه‌السلام يده إلى السماء يدعو ويقول : اللهمّ غيّر ماء صلب حام حتّى لا يولد له إلّا السودان ، اللهمّ غيّر ماء صلب يافث ، فغيّر الله ماء صلبهما ..) ـ

٢٥٨

[٨٨ / ٢٥] ـ وأوحى الله تعالى إلى نوح عليه‌السلام : إنّي قد جعلت قوسي أمانا لعبادي وبلادي ، وموثقا منّي بيني وبين خلقي ، يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق ، ومن أوفى بعهده منّي. ففرح نوح عليه‌السلام وتباشر ، وكان القوس فيها وتر وسهم ، فنزع منها السهم والوتر ، وجعلت أمانا من الغرق (١).

[٨٩ / ٢٦] ـ وجاء إبليس إلى نوح عليه‌السلام فقال : إنّ لك عندي يدا عظيمة ، فانتصحني فإنّي لا أخونك ، فتألّم نوح بكلامه ومساءلته ، فأوحى الله إليه أن كلّمه واسأله فإنّي سأنطقه بحجّة عليه ، فقال نوح صلوات الله عليه : تكلّم ، فقال إبليس : إذا وجدنا ابن آدم شحيحا أو حريصا أو حسودا أو جبّارا أو عجولا تلقّفناه تلقّف الكرة ، فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق سمّيناه شيطانا مريدا.

فقال نوح صلوات الله عليه : ما اليد العظيمة التي صنعت؟ قال : إنّك دعوت الله (٢) على أهل الأرض فألحقتهم في ساعة (٣) النار ، فصرت فارغا ، ولو لا دعوتك لشغلت بهم دهرا طويلا (٤).

__________________

ـ وعنه في بحار الأنوار ٦ : ٣١٤ / ٢٢ وج ١١ : ٦٩١ / ٤ وج ٥٩ : ٦٠ / ٢ وتفسير مجمع البيان ٤ : ٢٨٢ وتفسير نور الثقلين ٢ : ٣٦٢ / ١١١ وج ٤ : ١٧٧ / ٣٣.

(١) أورده الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٩ / ذيل ح ١ بنفس المتن بزيادة في أوّله : عن محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذيّ ، عن أبي عليّ محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقنديّ ، عن صالح بن سعيد الترمذيّ ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٣١٩ / ذيل ح ٢١ وج ٥٦ : ٣٧٧ / ذيل ح ١٤ والجواهر السنيّة : ١٨ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٨٨.

(٢) قوله : (الله) لم يرد في «ر» «س».

(٣) في «ر» زيادة : (واحدة).

(٤) نقل العلّامة المجلسيّ هذا الخبر بمعيّة الخبرين السابقين عن قصص الراونديّ في بحار الأنوار ١١ : ٢٨٧ / ١٠ وفي ج ٦٠ : ٢٥ / ١١٢ وج ٦٩ : ١٩٥ / ١٧ والنوريّ في مستدرك الوسائل ١١ : ٣٧٩ / ٢٤ والجزائريّ في قصص الأنبياء : ٨٠ (القطعة الأخيرة من الحديث).

٢٥٩

فصل

[في ذكر أخبار نوح عليه‌السلام أيضا]

[٩٠ / ٢٧] ـ أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسن الحلبيّ (١) ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ ، عن الشيخ أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثيّ ، حدّثنا أبو جعفر ابن بابويه ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن شاذان ، عن أحمد بن عثمان البرواذيّ (٢) ، حدّثنا أبو عليّ محمّد بن محمّد بن الحارث بن سعد بن الحافظ السمرقنديّ ، حدّثنا صالح بن سعيد الترمذيّ (٣) ، عن عبد المنعم بن إدريس ، عن المسيّب ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : قال إبليس لنوح صلوات الله عليه : لك عندي يد عظيمة (٤) سأعلّمك خصالا.

قال نوح : وما يدي عندك؟!

قال : دعوتك على قومك حتّى أهلكهم الله جميعا. فإيّاك والكبر ، وإيّاك والحرص ، وإيّاك والحسد ، فإنّ الكبر هو الذي حملني على أن تركت السجود لآدم عليه‌السلام فأكفرني وجعلني شيطانا رجيما.

وإيّاك والحرص فإنّ آدم أبيح له الجنّة ونهي عن شجرة واحدة فحمله الحرص

__________________

(١) ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرست برقم : ٣٧٥ وقال : الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن المحسّن الحلبيّ ، وذكره الشيخ الحرّ في أمل الآمل ٢ : ٢٨٢ و ٢٨٩ كلا الاسمين ونفي البعد عن وحدتهما والوحدة هي الصحيح ، كما أنّ الأصحّ في اسم جدّه هو المحسن (عرفانيان).

(٢) في «ر» «س» : (البروديّ).

(٣) في «م» : (الرمديّ) ، وفي «ص» : (السرمدي).

(٤) قوله : (عظيمة) ليس في «ر» «س» «ص».

٢٦٠