قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

خطا من الهند ، فكان موضع قدميه حيث خطا عمرانا وما بين القدم والقدم صحار (١) ليس فيها شيء ، ثمّ جاء إلى البيت فطاف به أسبوعا وقضى مناسكه ، فقضاها كما أمره الله تعالى ، فقبل (٢) الله منه توبته وغفر له ، فقال آدم صلوات الله عليه : يا ربّ ، ولذرّيّتي من بعدي.

فقال : نعم ، من آمن بي وبرسلي (٣).

[٢٩ / ٢٩] ـ وبإسناده (**) عن ابن محبوب (٤) ، عن مقاتل بن سليمان قال : قلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه : كم كان طول آدم عليه‌السلام حين أهبط إلى الأرض؟ وكم كان طول حوّاء عليها‌السلام؟

فقال : وجدنا في كتاب عليّ عليه‌السلام أنّ الله تعالى لمّا أهبط آدم وزوجته عليهما‌السلام إلى الأرض كان رجلاه على ثنيّة (٥) الصفا ورأسه دون أفق السماء ، وأنّه شكا إلى الله تعالى ممّا يصيبه من حرّ الشمس ، فصيّر طوله سبعين ذراعا بذراعه ، وجعل طول حوّاء خمسة وثلاثين ذراعا بذراعها (٦).

__________________

(١) في «م» : (صحاري).

(٢) في البحار : (فتقبّل).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨٠ / ٣٢ وج ٩٦ : ٤٣ / ٢٦ ومستدرك الوسائل ٩ : ٣٢٦ / ٦.

وورد في علل الشرائع ٢ : ٤٠٧ / ذيل ح ٢ بزيادة بعض العبارات : عن عليّ بن حاتم ، عن أبي القاسم حميد بن زياد ، عن عبد الله بن أحمد ، عن عليّ بن الحسين الطاطريّ ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي خديجة ، قال .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٦٩ / ذيل ح ١٧ وج ٩٦ : ٢٠٢ / ذيل ح ٧ ، تفسير نور الثقلين ١ : ٧٠ / ١٥٣.

(**) المراد به السند المذكور في ح ١٧.

(٤) في النسخ الأربع : (محمود) والمثبت موافق لبحار الأنوار ١١ : ١٢٦.

(٥) في «ر» «س» : (على بنيّة) ، وفي الكافي (بثنيّة) بدلا من : (على ثنية).

(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٢٦ / ٥٧. ـ

٢٠١

[رؤية آدم عليه‌السلام اسم نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله على العرش]

[٣٠ / ٣٠] ـ وعن ابن بابويه : أخبرنا أبو أحمد هاني بن محمّد بن محمود العبديّ ، أخبرنا أبي (١) ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن بطّة ، أخبرنا أبو (٢) محمّد بن عبد الوهّاب بن مخلّد ، أخبرنا أبو الحارث الفهريّ ، أخبرنا عبد الله بن إسماعيل ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي (٣) زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا أكل آدم عليه‌السلام من الشجرة رفع رأسه إلى السماء ، فقال : أسألك بحقّ محمّد إلّا رحمتني ، فأوحى الله إليه : ومن محمّد؟

فقال : تبارك اسمك ، لمّا خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك ، فإذا فيه مكتوب :

«لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله» فعلمت أنّه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممّن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه : يا آدم ، إنّه لآخر النبيّين من ذرّيّتك ، فلو لا محمّد لما (٤) خلقتك (٥).

[٣١ / ٣١] ـ وبإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد وعن الحسن ابن عليّ الخزّاز ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال آدم (٦) عليه‌السلام : يا

__________________

ـ وأورده الكلينيّ في الكافي ٨ : ٣٣٣ / ٣٠٨ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان .. وعنه في الجواهر السنيّة للحرّ العامليّ : ٣١٧ وتفسير نور الثقلين ١ : ٦٣ / ١٢٤ ، وفي قصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٥ عن قصص الراونديّ.

(١) قوله : (أخبرنا أبي) لم يرد في «ر» «س».

(٢) في «س» «ص» : (أبي).

(٣) قوله : (أبي) لم يرد في «ر» وإثبات الهداة.

(٤) في «ر» «س» «ص» : (ما).

(٥) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨١ / ٣٣ وج ١٦ : ٣٦٧ / ٧٣ ، إثبات الهداة ١ : ١٩٦ / ١٠٨ ، المعجم الصغير للطبرانيّ ٢ : ٨٢ ، المعجم الأوسط ٦ : ٣١٣.

(٦) قوله : (آدم) من «م».

٢٠٢

ربّ ، بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليّ ، فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم ، وما علمك بمحمّد؟ فقال : حين خلقتني رفعت رأسي ، فرأيت في العرش مكتوبا : «محمّد رسول الله عليّ أمير المؤمنين» (١).

فصل

في أخباره أيضا

[رؤية آدم عليه‌السلام سطرين من نور]

[٣٢ / ٣٢] ـ أخبرنا السيّد المرتضى بن الداعي ، أخبرنا جعفر الدوريستيّ ، عن أبيه ، عن أبي جعفر بن بابويه ، أخبرنا الحسين بن محمّد بن سعيد الكوفيّ ، أخبرنا فرات بن إبراهيم الكوفيّ ، أخبرنا الحسن بن الحسين بن محمّد ، أخبرنا إبراهيم ابن الفضل ، أخبرنا الحسن بن عليّ الزعفرانيّ ، أخبرنا سهل بن سنان ، أخبرنا أبو جعفر بن (٢) محمّد بن عليّ الطائفيّ (٣) ، أخبرنا محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن إسحاق ، عن الواقديّ ، عن الهذيل ، عن مكحول ، عن طاوس ، عن ابن عبّاس رضي الله عنه

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨١ / ٢٤ وج ٢٦ : ٣٢٤ / ٦ ومستدرك الوسائل ٥ : ٣٢٧ / ١٤.

ورواه ابن طاوس في اليقين : ١٩٠ نقلا عن القاضي القزوينيّ في كتاب الإمامة بسند آخر ذكره : أخبرني هارون بن موسى ، عن محمّد بن سهل ، عن الحميريّ ، رفعه .. وعنه في بحار الأنوار ٢٧ : ٧ / ١٥ وج ٢٧ : ٧ / ١٥ ، إثبات الهداة ٢ : ١٣٠ / ٥٦٢ ..

وبسند آخر في : ٢٣٤ فيما نذكره من كتاب الإمامة المذكور بالأسانيد الصحاح .. عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ..

وجاء في تفسير العيّاشي ١ : ٤١ / ٢٨ عن محمّد بن عيسى بن عبد الله العلوي ، عن أبيه عن جدّه ، عن عليّ عليه‌السلام ... وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨٧ / ٤٠ وج ١٦ : ٣٦٧ / ٧٤.

(٢) قوله : (بن) لم يرد في العلل والمعاني.

(٣) في المعاني : (الطالقاني).

٢٠٣

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا أن (١) خلق الله تعالى آدم وقفه بين يديه فعطس ، فألهمه الله أن حمّده ، فقال : يا آدم حمدتني (٢) ، فوعزّتي وجلالي لو لا عبدان أريد أن أخلقهما في آخر الزمان لما (٣) خلقتك.

قال آدم : يا ربّ ، بقدرهما عندك ما اسمهما (٤)؟

فقال تعالى : يا آدم ، انظر نحو العرش ، فإذا بسطرين من نور ، أوّل السّطر : «لا إله إلّا الله ، محمّد نبيّ الرحمة ، وعليّ مفتاح الجنّة» ، والسطر الثاني : «آليت على نفسي أن أرحم من والاهما ، وأعذّب من عاداهما» (٥).

[في خير خلق الله تعالى]

[٣٣ / ٣٣] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، أخبرنا محمّد بن يحيى العطّار ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن مالك ، أخبرنا محمّد بن عمران القرشيّ ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤيّ ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الخيبريّ ، عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : اجتمع ولد آدم في بيت فتشاجروا ، فقال بعضهم : خير خلق الله أبونا آدم ، وقال بعضهم : الملائكة المقرّبون.

وقال بعضهم : حملة العرش ، إذ دخل عليهم هبة الله ، فقال بعضهم : لقد جاءكم من يفرّج عنكم ، فسلّم ثمّ جلس ، فقال : في أيّ شيء كنتم؟ فقالوا : كنّا نفكّر في خير خلق الله فأخبروه.

فقال : اصبروا لي قليلا حتّى أرجع إليكم ، فأتى أباه فقال : يا أبت ، إنّي دخلت

__________________

(١) قوله : (أن) لم يرد في «ر».

(٢) في «س» «ص» والبحار : (أحمدتني).

(٣) في «ر» «س» «ص» : (ما).

(٤) في «ر» «س» والبحار : (بقدرهم عليك ما اسمهم) ، وفي «ص» : (بقدرهم عندك ما اسمهم).

(٥) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٤ / ٣٩ وج ٢٧ : ٦ / ١٢ ، وانظر قصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٣.

٢٠٤

على إخوتي وهم يتشاجرون في خير خلق الله ، فسألوني فلم يكن عندي ما أخبرهم ، فقلت : اصبروا حتّى أرجع إليكم.

فقال آدم صلوات الله عليه : يا بنيّ ، وقفت بين يدي الله جلّ جلاله ، فنظرت إلى سطر على وجه العرش مكتوب : «بسم الله الرحمن الرحيم ، محمّد وآل محمّد خير من برأ الله (١).

[٣٤ / ٣٤] ـ وعن ابن بابويه : أخبرنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الكلمات التي تلقّى بهنّ آدم عليه‌السلام ربّه فتاب عليه (٢) : «اللهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم ، لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي (٣) عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين» (٤).

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٤ / ٤٠ وج ٢٦ : ٢٨٢ / ٣٧ ، قصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٣ ، إثبات الهداة ١ : ٦١٤ / ٦٣٥.

(٢) في «س» «ص» «م» زيادة : (قال).

(٣) قوله : (إنّي) من «ر».

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨١ / ٣٥ وج ٩٢ : ٣٥٤ / ٩.

وأورده الكلينيّ في الكافي ٨ : ٣٠٤ / ٤٧٢ بلفظ آخر عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم صاحب الشعير ، عن كثير بن كلثمة ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، في قول الله عزوجل : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) قال : لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي وأنت خير الغافرين ، لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي ، فاغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين ، لا إله إلّا أنت سبحانك اللهمّ وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم.

وروى مثله العيّاشيّ في تفسيره ١ : ٤١ / ٢٥ بزيادة : «اللهمّ إنّه لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي ـ

٢٠٥

[٣٥ / ٣٥] ـ وبإسناده عن الصفّار ، عن عليّ بن حسّان ، عن عليّ بن عطيّة ، عن بعض من سأل أبا عبد الله عليه‌السلام عن الطيب ، قال : إنّ آدم وحوّاء عليهما‌السلام حين أهبطا من الجنّة نزل آدم عليه‌السلام على الصفا وحوّاء على المروة ، وإنّ حوّاء حلّت قرنا من قرون رأسها ، فهبت به الريح فصار بالهند أكثر الطيب (١).

[٣٦ / ٣٦] ـ وبإسناده أنّه قال في قوله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ)(٢) سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام (٣).

__________________

ـ عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت الغفور الرحيم» ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨٦ / ٣٧ وج ٩٢ : ١٩٢ / ٢١.

وروى نحوه القمّيّ في تفسيره ١ : ٤٤ ـ ٤٥ : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٩٦ : ٣٥ / ضمن ح ١٤.

وانظر تحف العقول : ١١ ضمن حديث طويل للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيّته لأمير المؤمنين عليه‌السلام.

وفي مهج الدعوات : ٢٧٨ روينا بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء بإسناده إلى محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٩٢ : ١٦٦ / ٢٢.

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢١١ / ١٦.

(٢) البقرة : ٣٧.

(٣) عنه وعن معاني الأخبار : ١٢٥ / ٢ في بحار الأنوار ١١ : ١٧٧ / ٢٣ وفي ج ٢٦ : ٣٢٤ / ٥ ، وانظر الكافي ٨ : ٣٠٥ / ذيل ح ٤٧٢.

وأورده العيّاشيّ في تفسيره ١ : ٤١ / ٢٧ : عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله تبارك وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذرّيّته ، فمرّ به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو متّكئ على عليّ عليه‌السلام ، وفاطمة صلوات الله عليها تتلوهما ، والحسن والحسين عليهما‌السلام يتلوان فاطمة ، فقال الله تعالى : يا آدم ، إيّاك أن تنظر إليهم بحسد أهبطك من جواري ، فلمّا أسكنه الله الجنّة مثّل له النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، فنظر إليهم بحسد ، ثمّ بحسد ، ثمّ عرضت عليه الولاية فأنكرها فرمته الجنّة بأوراقها ، فلمّا تاب إلى الله من حسده وأقرّ بالولاية ودعا بحقّ الخمسة محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام غفر الله له ، وذلك قوله : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨٧ / ٣٩. ـ

٢٠٦

فصل

في كيفيّة التناسل وخلق حوّاء وقصّة ابني آدم ووفاته

[٣٧ / ٣٧] عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين ابن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن النوفليّ ، عن عليّ بن داود اليعقوبيّ ، عن مقاتل بن مقاتل ، عمّن سمع زرارة يقول : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن بدء النسل من آدم صلوات الله عليه كيف كان؟ وعن بدء النسل من ذرّيّة آدم ، فإنّ أناسا عندنا (١) يقولون : إنّ الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوّج بناته من بنيه ، وأنّ هذا الخلق كلّهم أصله من الإخوة والأخوات.

فمنع أبو عبد الله عليه‌السلام من ذلك (٢) ، وقال : نبّئت أنّ بعض البهائم تنكّرت له أخته ، فلمّا نزا عليها ونزل ثمّ علم أنّها أخته قبض على غرموله (٣) بأسنانه حتّى قطعه فخرّ

__________________

ـ ورواه فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره : ٥٧ ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن عبيد ، قال : حدّثنا الحسن بن جعفر ، قال : حدّثنا الحسين بن سواد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا شجاع بن الوليد أبو بدر السكونيّ ، قال : حدّثنا سليمان بن مهران الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا نزلت الخطيئة بآدم وأخرج من الجنّة أتاه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا آدم ، ادع ربّك ، قال : حبيبي جبرئيل ، ما أدعو؟ قال : قل : ربّ أسألك بحقّ الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلّا تبت عليّ ورحمتني ، فقال له آدم عليه‌السلام : يا جبرئيل ، سمّهم لي ، قال : قل : ربّ أسألك بحقّ محمّد نبيّك وبحقّ عليّ وصيّ نبيّك وبحقّ فاطمة بنت نبيّك وبحقّ الحسن والحسين سبطي نبيّك إلّا تبت عليّ ورحمتني ، فدعا بهنّ آدم فتاب الله عليه وذلك قول الله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) وما من عبد مكروب يخلص النيّة يدعو بهنّ إلّا استجاب الله له.

(١) قوله : (عندنا) لم يرد في «ر».

(٢) في «ر» «س» : (فمنع ذلك أبو عبد الله عليه‌السلام).

(٣) الغرمول : الذكر الضخم الرخو (ترتيب كتاب العين ٢ : ١٣٣٩ ، الإفصاح ١ : ٨٨).

٢٠٧

ميّتا ، وآخر تنكّرت له أمّه ففعل هذا بعينه ، فكيف الإنسان في فضله وعلمه ، غير أنّ جيلا من هذه الأمّة الذين ترون أنّهم رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم ، فأخذوه من حيث لم يؤمروا بأخذه ، فصاروا إلى ما ترون من الضلال.

وحقّا أقول : ما أراد من يقول هذا إلّا تقوية لحجج المجوس.

ثمّ أنشأ يحدّثنا كيف كان بدو النسل ، فقال : إنّ آدم صلوات الله عليه ولد له سبعون بطنا ، فلمّا قتل قابيل هابيل جزع جزعا قطعه عن إتيان النساء ، فبقي لا يستطيع أن يغشي حوّاء خمسمائة سنة ، ثمّ وهب الله له شيثا وهو هبة الله ، وهو أوّل وصيّ أوصي إليه من بني آدم في الأرض ، ثمّ وراءه بعده يافث ، فلمّا أدركا وأراد الله أن يبلغ بالنسل ما ترون أنزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنّة اسمها نزلة (١) ، فأمر الله أن يزوّجها من شيث ، ثمّ أنزل الله بعد العصر من الغد حوراء من الجنّة اسمها منزلة (٢) فأمر الله آدم أن يزوّجها من يافث فزوّجها (٣) منه ، فولد لشيث غلام وليافث جارية ، فأمر الله آدم عليه‌السلام حين أدركا أن يزوّج بنت يافث من ابن شيث ، ففعل فولد الصفوة من النبيّين والمرسلين من نسلهما ، ومعاذ الله أن يكون ذلك على ما قالوه من الإخوة والأخوات ومناكحهما.

قال : فلم يلبث آدم عليه‌السلام بعد ذلك إلّا يسيرا فمرض فدعا شيثا وقال : يا بنيّ ، إنّ أجلي قد حضر وأنا مريض ، فإنّ ربّي قد أنزل من سلطانه ما قد ترى ، وقد عهد إليّ فيما قد عهد أن أجعلك وصيّي وخازن ما استودعني ، وهذا كتاب الوصيّة تحت رأسي وفيه أثر العلم واسم الله الأكبر ، فإذا أنا متّ فخذ الصحيفة وإيّاك أن يطّلع عليها أحد (٤) وأن تنظر فيها إلى قابل في مثل هذا اليوم الذي يصير إليك فيه ،

__________________

(١) في «ص» : (بركة).

(٢) في «ص» : (نزلة).

(٣) في «ر» «س» : (فتزوّجها).

(٤) في «ر» «س» : (تطلع عليها أحدا).

٢٠٨

وفيها جميع ما تحتاج إليه من أمور دينك ودنياك ، وكان آدم صلوات الله عليه نزل بالصحيفة التي فيها الوصيّة من الجنّة (١).

ثمّ قال آدم لشيث عليهما‌السلام : يا بنيّ إنّي قد اشتهيت ثمرة من ثمار الجنّة ، فاصعد إلى جبل الحديد ، فانظر من لقيته من الملائكة ، فاقرأه منّي السلام وقل له : إنّ أبي مريض وهو يستهديكم من ثمار الجنّة ، قال : فمضى حتّى صعد إلى الجبل ، فإذا هو بجبرئيل في قبائل من الملائكة صلوات الله عليهم ، فبدأه جبرئيل بالسلام ، ثمّ قال : إلى أين يا شيث؟ فقال له شيث : ومن أنت يا عبد الله؟ قال : أنا الروح الأمين جبرئيل ، فقال : إنّ أبي مريض وقد أرسلني إليكم ، وهو يقرؤكم السلام ويستهديكم من ثمار الجنّة.

فقال له جبرئيل عليه‌السلام : وعلى أبيك السلام يا شيث ، أما إنّه قد قضى (٢) وإنّما نزلت لشأنه ، فعظّم الله على مصيبتك فيه أجرك وأحسن على العزاء منه صبرك ، وآنس بمكانه منك عظيم وحشتك ، ارجع ، فرجع معهم ، ومعهم كلّ ما يصلح به أمر آدم عليه‌السلام قد جاؤوا به من الجنّة.

فلمّا صاروا إلى آدم كان أوّل ما صنع شيث أن أخذ صحيفة الوصيّة (٣) من تحت رأس آدم عليه‌السلام فشدّها على بطنه ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : من مثلك يا شيث قد أعطاك الله سرور كرامته وألبسك لباس عافيته ، فلعمري لقد خصّك الله منه (٤) بأمر جليل.

[مراسم دفن آدم عليه‌السلام]

ثمّ إنّ جبرئيل عليه‌السلام وشيثا أخذا في غسله ، وأراه جبرئيل عليه‌السلام كيف يغسّله حتّى

__________________

(١) من قوله : (قال : فلم يلبت آدم عليه‌السلام) إلى هنا رواه في الخرائج والجرائح ٢ : ٩٢٢.

(٢) في «ص» «م» : (قبض).

(٣) في «م» : (صحيفة الرضيّة) وفي «ص» : (صحيفته الرضيّة) بدلا من : (صحيفة الوصيّة).

(٤) قوله : (منه) لم يرد في «ر».

٢٠٩

فرغ منه (١) ، ثمّ أراه كيف يكفّنه ويحنّطه حتّى فرغ ، ثمّ أراه كيف يحفر له.

ثمّ إنّ جبرئيل أخذ بيد شيث ، فأقامه للصلاة عليه كما نقوم اليوم نحن ، ثمّ قال : كبّر على أبيك سبعين تكبيرة ، وعلّمه كيف يصنع.

ثمّ إنّ جبرئيل عليه‌السلام أمر الملائكة أن يصطفّوا قياما خلف شيث كما نصطفّ (٢) اليوم خلف المصلّي على الميّت ، فقال شيث : يا جبرئيل ، أو يستقيم هذا لي وأنت من الله بالمكان الذي أنت فيه ومعك عظماء الملائكة؟!

فقال جبرئيل : يا شيث ، ألم تعلم أنّ الله تعالى لمّا خلق أباك آدم أوقفه بين الملائكة وأمرنا بالسجود له ، فكان أمامنا ليكون ذلك سنّة في ذرّيّته ، وقد قبضه الله اليوم وأنت وصيّه ووارث علمه ، وأنت تقوم مقامه ، فكيف نتقدّمك وأنت إمامنا؟ فصلّى بهم عليه كما أمره.

ثمّ أراه كيف يدفنه ، فلمّا فرغ من دفنه وذهب جبرئيل عليه‌السلام ومن معه ليصعدوا من حيث جاؤوا ، بكى شيث ونادى : واوحشتاه ، فقال له جبرئيل : لا وحشة عليك مع الله تعالى يا شيث ، بل نحن نازلون عليك بأمر ربّك ، وهو يؤنسك فلا تحزن ، وأحسن ظنّك بربّك ، فإنّه بك لطيف وعليك شفيق.

ثمّ صعد جبرئيل ومن معه ، وهبط قابيل من الجبل ، وكان على الجبل هاربا من أبيه آدم صلوات الله عليه أيّام حياته لا يقدر أن ينظر إليه فلقي شيثا ، فقال : يا شيث ، إنّي إنّما قتلت هابيل أخي لأنّ قربانه تقبّل ولم يتقبّل قرباني ، وخفت أن يصير بالمكان الذي (٣) أنت اليوم فيه وقد صرت بحيث أكره ، وإن تكلّمت بشيء ممّا عهد إليك به أبي (٤) لأقتلنّك كما قتلت هابيل.

__________________

(١) قوله : (منه) لم يرد في «ص» «م».

(٢) في «ص» : (يصطف).

(٣) في «ص» «م» زيادة : (قد صرت).

(٤) في «س» «ص» : (إنّي).

٢١٠

قال زرارة : ثمّ قال أبو عبد الله عليه‌السلام ـ وأومأ بيده إلى فيه (١) ، فأمسكه يعلّمنا أي هكذا أنا ساكت ـ : فلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة معاشر شيعتنا ، فتمكّنوا عدوّكم من رقابكم ، فتكونوا عبيدا لهم بعد إذ أنتم أربابهم وساداتهم ، فإنّ (٢) في التقيّة منهم لكم ردّا عمّا (٣) قد أصبحوا فيه من الفضائح بأعمالهم الخبيثة علانية ، ولا يرى (٤) منكم من يبعّدكم عن المحارم وينزّهكم عن أشربة السوء والمعاصي وكثرة الحاجّ (٥) والصلاة وترك كلامهم (٦).

[في خلق حواء عليها‌السلام]

[٣٨ / ٣٨] وقال زرارة (*) : سئل أبو جعفر عليه‌السلام (٧) عن خلق حوّاء وقيل : إنّ أناسا عندنا يقولون : إنّ الله خلق حوّاء من ضلع آدم الأيسر الأقصى ، قال : سبحان الله ، إنّ الله لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه؟! ولا يكون

__________________

(١) في «س» «ص» : (بيده إلى فمه) ، في «ر» : (يده إلى فمه) ، وفي «م» : (بيده إلى فيه) بدلا من : (وأومأ بيده إلى فيه) والمثبت من البحار.

(٢) قوله : (فإنّ) لم يرد في النسخ الأربع وأثبتناها موافقة للبحار.

(٣) في «س» : (وذاهم) ، وفي «ص» «م» : (وداعها) ، وفي «ر» : (وذاغم) بدلا من : (ردّا عمّا) والمثبت من البحار.

(٤) في «س» «ص» : (لا يروى) وفي الحاشية من «س» مكتوب : لعلّها يرى.

(٥) في «ص» «م» : (الحج).

(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٦٢ / ١١ وفي مستدرك الوسائل ٦ : ٥١٠ / ٢ (قطعة منه).

وأورده الصدوق في علل الشرائع ١ : ١٨ / ٢٠ بنفس السند مع اختلاف في المتن وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٢٣ / ٢ ووسائل الشيعة ٢٠ : ٣٦٥ / ٤ ، من لا يحضره الفقيه ٣ : ٣٨١ / ٤٣٣٧ (قطعة منه) وعنه وعن العلل في وسائل الشيعة ٢٠ : ٣٦٤ / ٢ ، وانظر : قصص الأنبياء للجزائريّ : ٦٣.

(*) مرّ طريقه إلى زرارة في الحديث السابق فقط ، وظاهر الترتيب يشهد باتّحاد الإسناد.

(٧) قوله : (أبو جعفر عليه‌السلام) ليس في «ر» «س» «ص».

٢١١

لمتكلّم (١) أن يقول : إنّ آدم كان ينكح بعضه بعضا؟

ثمّ قال : إنّ الله تعالى لمّا خلق آدم وأمر الملائكة فسجدوا له ، ألقى عليه السبات ، ثمّ ابتدع له خلق حوّاء ، ثمّ جعلها في موضع النقرة التي بين وركيه ، وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل ، فأقبلت تتحرّك ، فانتبه لتحرّكها ، فلمّا انتبه نودي أن تنحّي عنه ، فلمّا نظر إليها نظر إلى خلق حسن يشبه صورته غير أنّها أنثى ، فكلّمها وكلّمته بلغته ، فقال لها : من أنت؟ فقالت : أنا خلق خلقني الله تعالى كما ترى.

فقال آدم عند ذلك : يا ربّ ، ما هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر إليه؟ فقال الله تعالى : يا آدم ، هذه أمتي حوّاء ، أفتحبّ (٢) أن تكون معك فتؤنسك (٣) وتحدّثك وتكون تابعة لأمرك؟ فقال : نعم يا ربّ لك عليّ بذلك الحمد والشكر ما بقيت.

قال : فاخطبها إليّ فإنّها انثى ، وقد تصلح لك زوجة للشهوة ، وألقى الله تعالى عليه الشهوة ، وقد علّمه قبل ذلك المعرفة بكلّ شيء ، فقال : يا ربّ ، إنّي أخطبها إليك فما رضاك لذلك لي (٤)؟ فقال : مرضاتي أن تعلّمها معالم ديني ، فقال : ذلك لك يا ربّ ، إن شئت ذلك لي ، فقال : فقد شئت ذلك وقد زوّجتكها فضمّها إليك ، فقال لها آدم : إليّ فاقبلي ، فقالت : بل أنت ، فأمر الله تعالى آدم أن يقوم إليها فقام ، ولو لا ذلك لكان النساء يذهبن إلى الرجال (٥).

__________________

(١) في «ر» «س» : (لمثلكم).

(٢) في «ر» «س» «ص» : (فتحبّ) بدلا من : (أفتحبّ).

(٣) في «ر» «س» : (وتؤنسك).

(٤) قوله : (لي) ليس في «ر» «س».

(٥) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٣٧٩ / ٤٣٣٦ (قطعة منه) وعنه في وسائل الشيعة ٢٠ : ٣٥٢ / ١ ، علل ـ

٢١٢

فصل

[٣٩ / ٣٩] وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، أخبرنا سعد بن عبد الله ، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة (١) ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال : إنّ ابن آدم حين قتل أخاه قتل شرّهما خيرهما ، فوهب الله تعالى لآدم ولدا ، فسماه هبة الله وكان وصيّه ، فلمّا حضرت آدم عليه‌السلام وفاته (٢) ، قال : يا هبة الله ، قال : لبّيك.

قال : انطلق إلى جبرئيل فقل له : إنّ أبي آدم يقرؤك السلام ، ويستطعمك من طعام الجنّة وقد اشتاق إلى ذلك ، فخرج هبة الله ، فاستقبله جبرئيل عليه‌السلام ، فأبلغه ما أرسله به أبوه إليه (٣) ، فقال له جبرئيل عليه‌السلام : رحم الله أباك ، فرجع هبة الله وقد قبض الله تعالى آدم عليه‌السلام ، فخرج به (٤) هبة الله وصلّى عليه ، وكبّر عليه خمسا وسبعين

__________________

ـ الشرائع ١ : ١٧ / ذيل ح ١ باختلاف يسير في متنه بإسناده : عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى العطّار جميعا قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أحمد ابن إبراهيم بن عمّار ، قال : حدّثنا ابن نويه رواه عن زرارة .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٢١ / ذيل ح ١. وانظر : عوالي اللآلي ٣ : ٢٨٠ / ١ روى الصدوق بإسناده إلى زرارة بن أعين ...

(١) في السند سقطان أو إرسالان ؛ وذلك في رواية سعد عن ابن أبي عمير ، وكذا رواية علي بن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما‌السلام ، ولعلّ الواسطة بين سعد وابن أبي عمير هو ابن عيسى ، وفي الثاني أبان بن تغلب أو من ماثلهما (من إفادات سيّدنا الشبيري الزنجاني).

ولعلّ المراد من «أبي حمزة» هو الثمالي وكان السند هكذا : «علي بن رائب عن أبي حمزة» وابن رائب هو أكثر رواية عن الثمالي من غيره ، ويمكن تصحيح ذيل السند على ما هنا بالذهاب إلى سقوط «عن أبيه» قبل أبي حمزة ؛ فإنّ من رواته عليّا ابنه. (عرفانيان). (انظر : الكافي ٢ : ٤٥٣ / ١ و ٥ : ٣٢٤ / ١ و ٣٢٥ / ١ و ٤١١ / ٧ ، الخصال : ٢٦٠ / ١٣٦ ، كمال الدين : ٣٢٨ / ١٨.

(٢) في «ر» «س» : (الوفاة) بدلا من : (وفاته).

(٣) قوله : (إليه) من «ص» «م».

(٤) قوله : (به) من «ص» «م».

٢١٣

تكبيرة ؛ سبعين لآدم وخمسا (١) لأولاده من بعده (٢).

[٤٠ / ٤٠] وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ ابن آدم حين قتل أخاه لم يدر كيف يقتله حتّى جاء إبليس فعلّمه ، قال : ضع رأسه بين حجرين ثمّ اشدخه (٣)(٤).

[أوّل دم وقع على الأرض]

[٤١ / ٤١] وعن ابن بابويه : حدّثني محمّد بن عليّ ماجيلويه ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن ابن أورمة ، عن عمرو بن عثمان (٥) ، عن العنقزيّ (٦) ، عن أسباط ، عن رجل حدّثه عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام :

__________________

(١) في «ر» «س» «ص» : (خمسة).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٦٤ / ١٢ ونقل في وسائل الشيعة ٣ : ٨٤ / ١٤ قطعة منه.

(٣) في «ر» «س» : (أخدشه) ، والشدخ : الكسر في الشيء الأجوف ، يقال : شدخت رأسه كسرته (مجمع البحرين ٢ : ٤٥٣).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٨ / ٢٣ ، وورد مضمونه في تفسير القمّيّ ١ : ١٦٥ عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة الثماليّ ، عن ثوير بن أبي فاختة قال : سمعت عليّ بن الحسين عليهما‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٠ / ٨.

وأورد الشيخ الطوسيّ قريبا منه في التبيان ٣ : ٤٩٨ حيث قال : وقال ابن عبّاس وابن مسعود وأبو جعفر عليه‌السلام : إنّه قتله بصخرة شدخ رأسه بها ، وقال مجاهد : لم يدر كيف يقتله حتّى ظهر له إبليس فعلّمه ذلك ، ظهر في صورة طير فأخذ طيرا آخر وترك رأسه بين حجرين فشدخه. انظر : تفسير نور الثقلين ١ : ٦١٦ / ضمن ح ١٤٠ ، جامع البيان ٣ : ٣١٧ لابن جرير الطبريّ والدرّ المنثور ٢ : ٣٧٥.

(٥) هو عمرو بن عثمان الثقفيّ الخزّاز ، وقيل : الأزديّ أبو علي ، كوفي ، ثقة ، روى عنه ابن عقدة كان عمرو بن عثمان نقيّ الحديث ، صحيح الحكايات ، له كتب (انظر رجال النجاشي : ٢٨٧ / ٧٦٦).

(٦) في «ر» : (الغبقريّ) ، وفي باقي النسخ : (العبقري) ، والصواب ما أثبتناه وقد مرّ وجهه في الحديث الثاني.

٢١٤

إنّ طاوسا قال في المسجد الحرام : أوّل دم وقع على الأرض دم هابيل حين قتله قابيل ، وهو يومئذ قتل ربع الناس.

وقال له زين العابدين عليه‌السلام : ليس كما قلت (١) ، إنّ أوّل دم وقع على الأرض دم حوّاء حين حاضت ، يومئذ قتل سدس الناس ، كان يومئذ آدم وحوّاء وقابيل وهابيل ، وأختاه بنتين كانتا (٢).

ثمّ قال صلوات الله عليه : هل تدري ما صنع بقابيل؟ فقال القوم : لا ندري ، فقال : وكّل الله به ملكين يطلعان به مع الشمس إذا طلعت (٣) ، وينضجانه بالماء الحارّ مع حرّ الشمس حتّى تقوم الساعة (٤).

__________________

(١) في «ص» «م» : (قال).

(٢) كذا في النسخ.

(٣) في نسخة «م» إضافة : (ويغربان به مع الشمس إذا غربت).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٨ / ٢٤ ، ومستدرك الوسائل ٢ : ٣٨ / ٦ ، وخاتمة المستدرك ١ : ١٥٣.

وورد قطعة منه في كتاب من لا يحضره الفقيه ١ : ٨٨ / ١٩٢ عن الصادق عليه‌السلام ، وورد قريب منه في خصائص الأئمّة عليهم‌السلام للشريف الرضي : ٩٢ بإسناد مرفوع إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما‌السلام في حديث طويل دار بين أسقف نجران وعمر بن الخطّاب ، إلى أن قال : «ثمّ قال الأسقف : يا عمر ، أخبرني عن أوّل دم وقع على وجه الأرض أيّ دم كان؟ فقال : سل الفتى ـ أي الإمام عليّ عليه‌السلام ـ فقال عليه‌السلام : أنا أجيبك ، يا أسقف نجران ، أمّا نحن فلا نقول كما تقولون : إنّه دم ابن آدم الذي قتله أخوه ليس هو كما قلتم ، ولكن أوّل دم وقع على وجه الأرض مشيمة حوّاء حين ولدت قابيل بن آدم ، قال الأسقف : صدقت يا فتى ..

وورد بالمضمون في الاحتجاج للطبرسيّ ٢ : ٦١ بسنده : عن أبان بن تغلب قال : دخل طاوس اليمانيّ إلى الطواف ومعه صاحب له ، فإذا هو بأبي جعفر يطوف أمامه وهو شابّ حدث ، فقال طاوس لصاحبه : إنّ هذا الفتى لعالم ، فلمّا فرغ من طوافه صلّى ركعتين ، ثمّ جلس وأتاه الناس ، فقال طاوس لصاحبه : نذهب إلى أبي جعفر عليه‌السلام ونسأله عن مسألة لا أدري عنده فيها شيء أم لا ، فأتياه فسلّما عليه ، ثمّ قال له طاوس : يا أبا جعفر ، هل تدري أيّ يوم مات ثلث الناس؟ فقال : يا أبا ـ

٢١٥

[٤٢ / ٤٢] وبهذا الإسناد (*) عن ابن أورمة ، عن الحسن بن عليّ ، عن ابن بكير (١) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ بالمدينة لرجلا أتى المكان الذي فيه ابن آدم عليه‌السلام فرآه معقولا (٢) معه عشرة موكّلون به ، يستقبلون بوجهه الشمس حيث ما دارت في الصيف ، ويوقدون حوله النار ، فإذا كان الشتاء يصبّون عليه الماء البارد ، وكلّما هلك رجل من العشرة أخرج أهل القرية رجلا ، فقال له : يا عبد الله ، ما قصّتك؟

لأيّ شيء ابتليت بهذا؟

فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد عنها قبلك ، إنّك أكيس الناس ،

__________________

ـ عبد الرحمن ، لم يمت ثلث الناس قط ، إنّما أردت ربع الناس ، قال : وكيف ذلك؟ قال : كان آدم وحوّاء ، وقابيل وهابيل ، فقتل قابيل هابيل ، فذلك ربع الناس ، قال : صدقت ، قال أبو جعفر عليه‌السلام : هل تدري ما صنع بقابيل؟ قال : لا ، قال : علّق بالشمس ينضج بالماء الحار إلى أن تقوم الساعة ، وانظر : الخرائج والجرائح ١ : ١١٠ / ١٨٥ وعنه في بحار الأنوار ٩ : ٢٨١ / ٤ ، التفسير الصافي ٢ : ٣٠ ، تفسير نور الثقلين ١ : ٦١٧ / ١٤٥.

(*) المراد به السند المذكور في ح ٢ و ٣٧ و ٤١.

(١) الغالب توسط زرارة بين ابن بكير وبين أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وذلك أنّ ابن بكير لم يدرك أبا جعفر عليه‌السلام والظاهر سقوط «عن زرارة» بعد «بكير» كما سيجيء صوابه في طريق كتاب الاختصاص والبصائر والبحار.

ثمّ إنّ (الحسن بن علي) في السند مردّد بين كونه الحسن بن علي بن أبي حمزة الذي يروي عنه محمّد بن أورمة في الكافي ٢ : ١٩٥ ، وروى هو عن عبد الله بن بكير في ثواب الأعمال : ١٤٢. وبين الحسن بن علي بن فضّال الذي قد أكثر من الرواية عن عبد الله بن بكير ، وروى هذا الخبر عنه في البصائر والاختصاص .. كما عرفت ، وسيجيء طريقه في الهامش ، ولكن لم أعثر على رواية ابن أورمة عن الحسن بن علي بن فضّال في موضع ، ولو لا ذلك لكان الاحتمال الثاني متعيّنا ، لكن مع ذلك فالظاهر أنّه المراد ، فإنّ ابن أورمة وإن لم يرو فيما وقفت عليه عن ابن فضّال مصرّحا به لكن روى عن الحسن بن علي عن داود بن أبي يزيد فيما يأتي (٨٠) ، والمراد من الحسن بن علي بقرينة روايته عن داود هو ابن فضّال. (من إفادات سيّدنا الشبيري الزنجاني)

(٢) أي محبوسا مشدودا بالعقال وهو الحبل.

٢١٦

وإنّك لأحمق الناس (١)(٢).

[٤٣ / ٤٣] وبهذا الإسناد عن ابن أورمة ، عن عبد الله بن محمّد ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كانت الوحوش والطيور (٣) والسباع وكلّ شيء خلقه الله تعالى مختلطا بعضه ببعض ، فلمّا قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت ، فذهب كلّ شيء إلى شكله (٤).

فصل

[قصّة قابيل وهابيل]

[٤٤ / ٤٤] وبإسناده عن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن [سنان ، عن](٥) إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن

__________________

(١) قال العلّامة المجلسي في البحار ١١ : ٢٣٩ في ذيل الحديث أعلاه : كونه أكيس الناس لأنّه سأل عمّا لم يسأل عنه أحد ، وكونه أحمق الناس لأنّه سأل ذلك رجلا لم يؤمر ببيانه ، وعلى ما في البصائر المراد أنّ السؤال عن غرائب الأمور قد يكون لغاية الكياسة ، وقد يكون لنهاية الحمق.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٩ / ٢٥.

وأسنده في بصائر الدرجات : ٤١٨ / ٤ وعنه في بحار الأنوار ٤٦ : ٢٤٠ / ٢٥ ، والمفيد في الاختصاص : ٣١٦ بإسنادهما : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبيه ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام .. بنفس المتن ، وزادا فيه : قال : فقلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أيعذّب في الآخرة؟ قال : فقال : ويجمع الله عليه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، مدينة المعاجز ٥ : ٢٤ / ٢٥ عن الاختصاص.

(٣) في «ر» «س» «ص» : (الطير).

(٤) عنه وعن علل الشرائع ١ : ٤ / ١ في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٦ / ١٧ ، وفي ج ٦١ : ٢٥ / ٤ ، بنفس المتن بسنده : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة .. (مثله) ، وتفسير نور الثقلين ١ : ٦١٤ / ١٣٦ عن العلل.

(٥) هو الصحيح ، لاحظ : الرقم (١٦) و (٤٧) و (٥٠) و (٧٣) و (٧٥) ، ورواية ابن سنان عن ـ

٢١٧

عبد الحميد بن أبي الديلم (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان هابيل راعي الغنم وكان قابيل حرّاثا ، فلمّا بلغا قال لهما آدم صلوات الله عليه : إنّي أحبّ أن تقرّبا إلى الله قربانا لعلّ الله أن يتقبّل منكما ، فانطلق هابيل إلى أفضل كبش في غنمه فقرّبه التماسا لوجه الله ومرضاة أبيه ، فأمّا قابيل فإنّه قرّب الزّوان (٢) الذي يبقى في البيدر ، الذي لا تستطيع البقر أن تدوسه (٣) ، فقرّب ضغثا منه (٤) لا يريد به وجه الله تعالى ولا رضى أبيه ، فقبل الله قربان هابيل وردّ على قابيل قربانه (٥).

فقال إبليس لقابيل : إنّه يكون لهذا عقب يفتخرون على عقبك بأن قبل قربان أبيهم ، فاقتله حتّى لا يكون له عقب ، فقتله فبعث الله تعالى جبرئيل فأجنّه (٦) ، فقال قابيل : (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ)(٧) يعني به مثل هذا الغريب الذي لا أعرفه جاء ودفن أخي ولم أهتد لذلك ، ونودي قابيل من السماء : لعنت لما (٨) قتلت أخاك ، وبكى آدم عليه‌السلام على هابيل أربعين يوما وليلة (٩).

__________________

ـ إسماعيل بن جابر معروفة في الأسانيد ، لاحظ نفس الطريق في بصائر الدرجات : ٦١ / ١٩ و ٣٢٤ / ٩ و ٣٢٩ / ٢ و ٤٤٨ / ١ و ٤٨٩ / ٤ ، والكافي ١ : ٢٩٣ / ٣ و ٨ : ٢٨٥ / ٤٣٠.

(١) في «ر» : (الديلميّ) بدلا من : (بن أبي الديلم) ، وفي «س» : (بن أبي الديلميّ).

(٢) الزوان : ما يخرج من الطعام فيرمى به ، وهو الرديء منه. (لسان العرب ١٣ : ٢٠)

(٣) في «ر» «س» «ص» : (تدرسه).

(٤) قوله : (منه) لم يرد في «ر» «س».

(٥) في «ر» «س» : (وردّ قربان قابيل).

(٦) في حاشية «ر» «س» : (أي دفنه تحت الأرض) ، وفي حاشية «س» زيادة : (وستره ومنه الجنّ أي مستترين تحت الأرض).

(٧) المائدة : ٣١.

(٨) في «ر» «س» : (كما).

(٩) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٩ / ٢٨.

وورد مضمونه في الكافي ٨ : ١١٣ / ٩٢ ، وكمال الدين : ٢١٣ / ضمن ح ٢ ، وعنه في بحار الأنوار ـ

٢١٨

[٤٥ / ٤٥] وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، أخبرنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا أوصى آدم صلوات الله عليه إلى هابيل ، حسده قابيل فقتله ، فوهب الله تعالى لآدم هبة الله ، وأمره أن يوصي إليه وأمره أن يكتم ذلك ، فجرت (١) السنّة بالكتمان في الوصيّة ، فقال قابيل لهبة الله : قد علمت أنّ أباك قد أوصى إليك ، فإن أظهرت ذلك أو نطقت بشيء منه لأقتلنّك كما قتلت أخاك (٢).

[٤٦ / ٤٦] وعن ابن بابويه ، أخبرنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، أخبرنا عبد الله ابن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستانيّ ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : لمّا قرّب ابنا آدم عليه‌السلام القربان ، فتقبّل من هابيل ولم يتقبّل من قابيل ، دخل قابيل من ذلك حسد شديد ، وبغى قابيل على هابيل ، فلم يزل يرصده ويتّبع خلواته حتّى خلا به متنحّيا فقام قابيل (٣) فقتله ، وكان من قصّتهما ما قد بيّنه الله في كتابه من المحاورة قبل أن قتله (٤).

__________________

ـ ١١ : ٤٣ / ٤٩ ، وتفسير العيّاشيّ ١ : ٣٠٩ / ضمن ح ٧٨ وعنه في بحار الأنوار ٢٣ : ٦٣ / ٣ ، وتفسير القمّيّ ١ : ١٦٥ وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٠ / ٨. (١) في «ر» «س» : (وجرت) ، وفي «ص» : (قال : فجرت) بدلا من : (فجرت).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٤٠ / ٢٩ ، وأورده العيّاشيّ في تفسيره ١ : ٣١١ / ٨٩ : عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : لمّا أمر الله آدم أن يوصي إلى هبة الله أمره أن يستر ذلك ، فجرت السنّة في ذلك بالكتمان فأوصى إليه وستر ذلك ، مختصر بصائر الدرجات : ١٠٣.

(٣) في «م» «ص» : (عن قابيل فوثب عليه) بدلا من : (فقام قابيل).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٤٠ / ٣٠.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ١ : ٣٠٦ / ٧٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٣ : ٥٩ / ٢ عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستانيّ.

٢١٩

[٤٧ / ٤٧] وبإسناده عن محمّد بن الحسن [بن الوليد ، قال : حدّثنا الحسن] بن المتّيل (١) ، أخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وكرام بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام (٢) قال : أوحى الله تعالى إلى آدم عليه‌السلام أنّ قابيل عدوّ الله قتل أخاه ، وإنّي أعقبك (٣) منه غلاما ، يكون خليفتك ويرث علمك ، ويكون عالم الأرض وربّانيها بعدك ، وهو الذي يدعى في الكتاب (٤) شيثا ، وسمّاه أبوه هبة الله ، وهو اسمه بالعربيّة ، وكان آدم عليه‌السلام بشّر بنوح صلوات الله عليه وقال : إنّه سيأتي نبيّ من بعدي اسمه نوح ، فمن بلغه منكم فليسلّم له ، فإنّ قومه يهلكون بالغرق إلّا من آمن به وصدّقه فيما (٥) قيل لهم وما أمروا به (٦).

__________________

(١) في النسخ : (محمّد بن الحسن بن المتّيل) ، وما بين المعقوفتين منّا ؛ وذلك أنّ محمّد بن الحسن بن المتّيل ـ على فرض صحّته ـ الذي هو من مشايخ الصدوق لا يروي عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بل يروي عنه أبوه الحسن بن متّيل ، وإنّما يروي الصدوق عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسن بن متّيل ، عن محمّد بن الحسين. (انظر : الأمالي للصدوق ٤٣٤ / ٥٧٤ و ٧٣٧ / ١٠٠٥ و ٧٥٧ / ١٠٢٠ و ٧٦٥ / ١٠٢٩ ، والخصال : ٢٣ / ٨٢ ، وعلل الشرائع ٢ : ٤٠٩ / ٢ و ٥٢٧ / ٢ ، ومعاني الأخبار : ٤٠١ / ٦٣ ، ومشيخة من لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٤٤ و ٤٥٣ و ٤٥٥ ...).

(الموسوي)

(٢) في «ر» «س» : (وبإسناده عن محمّد بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن متيل ، عن إسماعيل بن جابر وكرام بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال). وفي «ص» : (وبإسناده عن محمّد بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن الحسن ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن المتيل ، أخبرنا محمّد بن الحسين ، أخبرنا محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وكدوم (كرام) ابن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال :).

(٣) في «ر» «س» : (أعقبتك).

(٤) في «ص» : (الكتب).

(٥) في «ص» «م» : (ما) بدلا من : (فيما).

(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٦٤ / ١٣.

٢٢٠