قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

قال : وأقامت الطائفة المطيعون من الجنّ على رضوان الله وطاعته ، وباينوا الطائفتين من الجنّ والنسناس الذين عتوا عن أمر الله تعالى.

قال : فحطّ الله (١) أجنحة الطائفة من الجنّ الذين عتوا عن أمر الله وتمرّدوا ، فكانوا لا يقدرون على الطيران إلى السماء وإلى ملاقاة الملائكة لما ارتكبوا من الذنوب والمعاصي.

قال : وكانت الطائفة المطيعة لأمر الله من الجنّ تطير إلى السماء الليل والنهار على ما كانت عليه ، وكان إبليس ـ واسمه الحارث ـ يظهر للملائكة أنّه من الطائفة المطيعة.

ثمّ خلق الله تعالى خلقا على خلاف خلق الملائكة وعلى خلاف خلق الجنّ وعلى خلاف خلق النسناس ، يدبّون كما تدبّ الهوامّ في الأرض ، يأكلون ويشربون كما تأكل الأنعام من مراعي الأرض ، كلّهم ذكران ليس فيهم أناث ، لم يجعل الله فيهم شهوة النساء ، ولا حبّ الأولاد ، ولا الحرص ، ولا طول الأمل ، ولا لذّة العيش ، لا يلبسهم الليل ، ولا يغشاهم النهار ، ليسوا ببهائم ولا هوام ، لباسهم ورق الشجر ، وشربهم من العيون الغزار والأودية الكبار.

ثمّ أراد الله أن يفرّقهم فرقتين ، فجعل فرقة خلف مطلع الشمس من وراء البحر ، فكوّن لهم مدينة أنشأها لهم تسمّى «جابرسا» طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ ، وكوّن عليها (٢) سورا من حديد يقطع الأرض إلى السماء ، ثمّ أسكنهم فيها.

وأسكن الفرقة الأخرى خلف مغرب الشمس من وراء البحر ، وكوّن لهم مدينة أنشأها لهم تسمّى «جابلقا» طولها اثنا عشر ألف فرسخ في اثني عشر ألف فرسخ ،

__________________

(١) في «ر» «س» : (فحفظ) بدلا من : (فحطّ الله).

(٢) في «ر» «س» : (لهم) بدلا من : (عليها).

١٨١

وكوّن لهم سورا من حديد يقطع الأرض (١) إلى السماء ، فأسكن الفرقة الأخرى فيها ، لا يعلم أهل جابرسا بموضع أهل جابلقا ، ولا يعلم أهل جابلقا بموضع أهل جابرسا ولا يعلم بهم أهل أوساط الأرض من الجنّ والنسناس.

فكانت الشمس تطلع على أهل أوساط الأرضين من الجنّ والنسناس ، فينتفعون بحرّها ويستضيئون بنورها ، ثمّ تغرب في عين حمئة (٢) ، فلا يعلم بها أهل جابلقا إذا غربت ، ولا يعلم بها أهل جابرسا إذا طلعت ، لأنّها تطلع من دون جابرسا ، وتغرب من دون (٣) جابلقا.

فقيل : يا أمير المؤمنين ، فكيف يبصرون ويجيئون؟ وكيف يأكلون ويشربون؟ وليس تطلع الشمس عليهم!؟

فقال عليه‌السلام : إنّهم يستضيئون بنور الله ، فهم في أشدّ ضوء من نور الشمس والقمر (٤) ، ولا يرون أنّ لله تعالى شمسا (٥) ولا قمرا ولا نجوما ولا كواكب ، و (٦) لا يعرفون شيئا غيره.

فقيل : يا أمير المؤمنين ، فأين إبليس عنهم؟

قال : لا يعرفون إبليس ولا سمعوا بذكره ، لا يعرفون إلّا الله وحده لا شريك له ، لم يكتسب أحد منهم قطّ خطيئة ولم يقترف إثما ، لا يسقمون ولا يهرمون ولا يموتون إلى يوم القيامة ، يعبدون الله لا يفترون ، الليل والنهار عندهم سواء.

__________________

(١) قوله : (الأرض) لم يرد في «ر» «س» «ص».

(٢) عين حمئة أي ذات حمئة ، وهي الطين الأسود ، وفي رواية جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : تغرب الشمس في عين حمئة في بحر دون المدينة التي ممّا يلي المغرب ، يعني جابلقا. (انظر : مجمع البيان ٦ : ٣٧٨ ، نور الثقلين ٣ : ٢٩٧)

(٣) قوله : (جابرسا ، وتغرب من دون) ليس في «ر» «س».

(٤) قوله : (والقمر) من «ر» «س».

(٥) في «ر» «س» (أنّ الله تعالى خلق لا شمسا) بدلا من : (ولا يرون) إلى هنا.

(٦) الواو من «ر» «س».

١٨٢

ثمّ قال : إنّ الله أحبّ أن يخلق خلقا ، وذلك بعدما مضى للجنّ والنسناس سبعة آلاف سنة ، فلمّا كان من خلق الله أن يخلق آدم للّذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكوّنه في السماوات والأرضين كشط (١) عن أطباق السماوات.

ثمّ قال للملائكة : انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجنّ والنسناس هل ترضون أعمالهم وطاعتهم لي؟ فاطّلعت ورأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحقّ ، عظّموا ذلك وغضبوا لله ، وأسفوا على أهل الأرض ، ولم يملكوا غضبهم وقالوا : ربّنا أنت العزيز الجبّار القاهر (٢) العظيم الشأن ، وهؤلاء كلّهم خلقك الضعيف الذليل في أرضك ، كلّهم يتقلّبون في قبضتك ، ويعيشون برزقك ، ويتمتّعون بعافيتك ، وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تغضب ولا تنتقم منهم لنفسك بما تسمع منهم وترى ، وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك.

قال : فلمّا سمع الله تعالى مقالة الملائكة قال : إنّي جاعل في الأرض خليفة ، فيكون حجّتي على خلقي في أرضي ، فقالت الملائكة : سبحانك ربّنا ، (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)(٣).

فقال الله تعالى : يا ملائكتي (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ)(٤) ، إنّي أخلق خلقا بيدي أجعلهم خلفائي (٥) على خلقي في أرضي ينهونهم عن معصيتي ، وينذرونهم

__________________

(١) قال الفراهيدي في العين ٥ : ٢٨٩ : الكشط رفعك شيئا عن شيء قد غطّاه وغشيه من فوقه ، وقال الجوهري في الصحاح ٣ : ١١٥٥ : كشطت الجلّ عن ظهر الفرس ، والغطاء عن الشيء إذا كشفته عنه ، وكشطت البعير نزعت جلده ، وانظر : لسان العرب ٧ : ٣٨٧.

(٢) في جميع النسخ : (الطاهر) وما أثبتناه من البحار.

(٣) البقرة : ٣٠.

(٤) تتمّة الآية : ٣٠ من سورة البقرة.

(٥) في «ر» «س» «ص» : (إنّي أجعل خلفائي) ، وفي البحار : (إنّي أخلق خلقا بيدي ، وأجعل من ذرّيّته أنبياء ومرسلين وعبادا صالحين ، وأئمّة مهتدين ، وأجعلهم خلفائي).

١٨٣

عذابي ويهدونهم إلى طاعتي ، ويسلكون بهم طريق سبيلي ، أجعلهم حجّة لي عذرا ونذرا وأنفي الشياطين من أرضي وأطهّرها منهم ، فأسكنهم في الهواء وأقطار الأرض وفي الفيافي ، فلا يراهم خلقي ولا يرون شخصهم ، ولا يجالسونهم ، ولا يخالطونهم ، ولا يؤاكلونهم ، ولا يشاربونهم ، وأنفر مردة الجنّ العصاة عن نسل بريّتي وخلقي وخيرتي فلا يجاورون خلقي ، وأجعل بين خلقي وبين الجانّ حجابا ، فلا يرى خلقي شخص الجنّ ، ولا يجالسونهم ، ولا يشاربونهم ، ولا يتهجّمون تهجّمهم ، ومن عصاني من نسل خلقي الذي عظّمته واصطنعته لعيني (١) ، أسكنهم مساكن العصاة وأوردهم موردهم ولا أبالي.

فقالت الملائكة : (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)(٢) ، فقال الله تعالى للملائكة : (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ)(٣).

قال : وكان ذلك من الله تقدمة للملائكة قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم ، وما كان الله ليغيّر ما بقوم إلّا بعد الحجّة عذرا أو نذرا ، فأمر تبارك وتعالى ملكا من الملائكة ، فاغترف غرفة بيمينه ، فصلصلها (٤) في كفّه فجمدت ، فقال الله عزوجل : منك أخلق (٥).

__________________

(١) في «س» : بياض وفي «ص» : (واصطفيته) ، ولم ترد في «ر».

(٢) البقرة : ٣٢.

(٣) الحجر : ٢٨ ـ ٢٩.

(٤) الصلصال : الطين الحرّ خلط بالرمل ، فصار يتصلصل إذا جفّ. (بحار الأنوار ٥ : ٢٣٨)

(٥) عنه في بحار الأنوار ٥٤ : ٣٢٢ / ٥ ، وقد ورد نظيره ذيل تفسير الآية (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ) ورواه الصدوق في علل الشرائع : ١٠٥ / ١ ضمن حديث طويل بنفس السند.

وانظر : تفسير العيّاشيّ ٢ : ٢٤٠ / ٧ ، وتفسير القمّي ١ : ٣٥ وعنه في بحار الأنوار ٥ : ٢٣٧ / ١٦ وج ١١ : ١٠٣ / ١٠ وكنز الدقائق ١ : ٢٢٢.

١٨٤

فصل [آدم عليه‌السلام من أديم الأرض]

[٢ / ٢] ـ وبالإسناد المذكور عن ابن بابويه ، أخبرنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ومحمّد بن عليّ (١) ماجيلويه ، أخبرنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة (٢) ، عن عمرو (٣) بن عثمان ، عن العنقزيّ (٤) ، عن عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن حبّة العرنيّ ، عن أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام قال : إنّ الله تعالى خلق آدم عليه‌السلام من أديم الأرض ، فمنه السباخ (٥) والمالح والطيّب ، ومن ذرّيّته الصالح والطالح (٦).

__________________

(١) في «ر» «م» «ص» زيادة : (بن) ، والمثبت موافق لكتب الرجال (انظر : منتهى المقال ٦ : ١٣٢ ونقد الرجال ٤ : ٢٧٩).

(٢) في «ر» «س» : (أرومة) والمثبت موافق لكتب الرجال. (انظر : نقد الرجال ٤ : ١٤٦). ولما كان الاختلاف في «أرومة» و «أورمة» مستمرا على هذا النهج بين نسختي «ر» و «س» من جهة وبين «م» و «ص» من جهة أخرى رأينا من الأفضل أن لا نشير إلى الاختلاف تباعا.

(٣) في «م» «ص» : (عمر) بدلا من : (عمرو).

(٤) في «ر» «س» : (العنفريّ) ، وفي «ص» «م» : (العبقري) ، وفي العلل : (المنقري) ، والصحيح ما أثبتناه وهو عمرو بن محمّد العنقزي القرشي مولاهم ، أبو سعيد الكوفي ، قال ابن حبّان : كان يبيع العنقز فنسب إليه ، والعنقز المرزنجوش ، وروى عن جمع كثير ؛ منهم : عمرو بن ثابت بن هرمز البكري ، وهو المعروف بعمرو بن أبي المقدام المترجم في كتب الفريقين ، ويروي عمرو بن أبي المقدام عن أبيه ، عن حبّة العرني ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام. ووثقه الرجاليّون. (انظر : تهذيب التهذيب ٦ : ٢٠٥ / ٥٢٨٧)

(٥) السباخ من الأرض : ما لم يحرث ولم يعمر ، وجاء في ترتيب كتاب العين ٢ : ٧٨٢ أرض سبخة أي ذات ملح ونز ، المصباح المنير : ٢٦٣.

(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٣ / ٣٢.

ورواه بعين السند والمتن في علل الشرائع ١ : ٨٣ / ٣ وعنه في بحار الأنوار ٥ : ٢١٩ / ٢٠.

١٨٥

[٣ / ٣] ـ وقال : إنّ الله تعالى لمّا خلق آدم عليه‌السلام ونفخ فيه من روحه نهض ليقوم ، فقال الله تعالى : «وخلق الإنسان عجولا» (١)(٢).

وهذا علامة الملائكة : إنّ (٣) من أولاد آدم عليه‌السلام من (٤) يصير بفعله صالحا ، ومنهم من يكون طالحا بفعله ، لا أنّ (٥) من خلق من الطيّب لا يقدر (٦) على القبيح ، ولا أنّ (٧) من خلق من السبخة لا يقدر (٨) على الفعل الحسن. (٩)

__________________

(١) كذا في النسخ والمصادر ، وقد جاء في سورة الإسراء : ١١ : (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) ، وفي سورة الأنبياء : ٣٧ : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٢ / ٣٢.

روى الطوسيّ في الأمالي : ٦٥٩ / ٥ مسندا عن أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم القزوينيّ ، عن أبي عبد الله محمّد بن وهبان الهنائيّ البصريّ ، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ بن عبد الكريم الزعفرانيّ ، عن أبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ الله لمّا خلق آدم ونفخ فيه من روحه ، وثب ليقوم قبل أن يتمّ فيه الروح فسقط ، فقال الله عزوجل : (خلق الإنسان عجولا).

وجاء أيضا في تفسير العيّاشيّ ٢ : ٢٨٣ / ٢٧ وعنه في تفسير البرهان ٦ : ١١٨ / ٣.

وأيضا ورد في تفسير العيّاشي ج ٢ : ٢٨٣ / ٢٦ عن سلمان الفارسيّ قال : إنّ الله لمّا خلق آدم وكان أوّل ما خلق عيناه ، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق ، فلمّا حانت أن يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر ، وهو قول الله : (خلق الإنسان عجولا) .. إلى آخره ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٨ / ٤٩ وتفسير البرهان ٦ : ٦٢ / ٢ ، وانظر : أخبار الزمان للمسعوديّ : ٢٧.

(٣) في «ر» : (إذ).

(٤) في «ر» «س» «ص» : (يكون من) بدلا من : (من).

(٥ و ٦) في «ر» «س» : (لأنّ) بدلا من : (لا أنّ).

(٧ و ٨) في «ر» : (يقدم).

(٩) استظهر العلّامة المجلسيّ في البحار ١١ : ١١٣ أنّ قوله : (وهذا علامة الملائكة) إلى هنا كلام الراونديّ ذكره لتأويل الخبر.

١٨٦

[٤ / ٤] ـ وبهذا الإسناد (*) ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : كانت الملائكة تمرّ بآدم صلوات الله عليه ـ أي بصورته ـ وهو ملقى في الجنّة من طين ، فتقول : لأمر مّا خلقت (١)؟

[٥ / ٥] ـ وبالإسناد المتقدّم عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبيّ ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : إنّ القبضة التي قبضها الله تعالى من الطين الذي خلق آدم صلوات الله عليه منه أرسل الله إليها جبرئيل أن يأخذ منها إن شاء (٢) ، فقالت الأرض : أعوذ بالله أن تأخذ

__________________

(*) لم يتقدّم السند إلى هشام المذكور في المتن فيحتمل وقوع تقديم وتأخير في الأحاديث حين الانتخاب من كتاب الصدوق بأن يكون موضع هذا الخبر بعد الخبر (٨) ؛ فلاحظ (من إفادات سيّدنا الشبيري الزنجاني).

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٣ / ٣٣.

وروى الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٧٥ / ٢ فقال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، عن سهل بن زياد الآدميّ ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ قال : كتبت إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ أسأله عن علّة الغائط ونتنه؟ قال : إنّ الله عزوجل خلق آدم عليه‌السلام وكان جسده طيّبا وبقي أربعين سنة ملقى تمرّ به الملائكة فتقول : لأمر مّا خلقت؟ وكان إبليس يدخل من فيه ويخرج من دبره ، فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيّب. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٠٩ / ٢٢ وج ٦٠ : ٢٠٠ / ١٦ ، وج ٧٧ : ١٦٣ / ٢ ومستدرك الوسائل ٢ : ٥٥٧ / ٤.

وأخرج نحوه ابن شهرآشوب في المناقب ٣ : ٤٩٠ ، عن عبد العظيم الحسنيّ.

وأورد العيّاشيّ في تفسيره عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : ولمّا خلق الله آدم قبل أن ينفخ فيه الروح كان إبليس يمرّ به فيضربه برجله فيدبّ ، فيقول إبليس : لأمر ما خلقت؟ وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٩ / ٥٣.

وقال القمّيّ رحمه‌الله في تفسيره ١ : ٤١ ، قال أبو جعفر : وجدنا هذا في كتاب أمير المؤمنين عليه‌السلام : فخلق الله آدم فبقي أربعين سنة مصوّرا فكان يمرّ به إبليس اللعين فيقول : لأمر ما خلقت؟ فقال العالم عليه‌السلام : فقال إبليس : لئن أمرني الله بالسجود لهذا لأعصينّه .. إلى آخره. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٠٦ / ١١ وص ١٤١ / ٧ وج ٦٠ : ٢٧٤ / ١٦١.

(٢) في العلل ٢ : ٥٧٩ ، والبحار ١١ : ١٠٣ (أن يقبضها).

١٨٧

منّي شيئا ، فرجع فقال : يا ربّ تعوّذت بك. فأرسل الله تعالى إليها إسرافيل وخيّره ، فقالت مثل ذلك ، فرجع (١) فأرسل الله إليها ميكائيل وخيّره أيضا ، فقالت مثل ذلك ، فرجع فأرسل الله إليها ملك الموت ، فأمره على الحتم ، فتعوّذت بالله أن يأخذ منها ، فقال ملك الموت : وأنا أعوذ بالله أن أرجع إليه حتّى آخذ منك قبضة.

وإنّما سمّي آدم لأنّه أخذ من أديم الأرض (٢).

وقال (٣) : إنّ الله تعالى خلق آدم من الطين وخلق حوّاء من آدم ، فهمّة الرجال الأرض وهمّة النساء الرجال (٤).

وقيل : أديم الأرض أدنى الأرض الرابعة إلى اعتدال ، لأنّه خلق وسط من الملائكة (٥).

[٦ / ٦] ـ وبالإسناد المذكور عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن

__________________

(١) قوله : (فقال يا ربّ) إلى هنا لم يرد في «م» «ص».

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٣ / ٣٤ ورواه الشيخ الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٥٧٩ / ٩ بسند آخر وهو : عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ :١٠٣ / ٩ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٢٩ ، وانظر أخبار الزمان : ٢٧.

(٣) في «ر» «س» : (ثمّ).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٣ / ٣٥ وعن كتاب النبوّة للصدوق في مجمع البيان ١ : ١٦٧ وفي البحار ١١ : ١٥٦ ، ورواه الكلينيّ في الكافي ٥ : ٣٣٧ / ٣ بسند عن محمّد بن يحيى ، عن عبد الله بن محمّد ، عن عبد الله بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن الواسطيّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ الله خلق آدم عليه‌السلام من الماء والطين ، فهمّة ابن آدم في الماء والطين ، وخلق حوّاء من آدم ، فهمّة النساء في الرجال ، فحصّنوهنّ في البيوت ، وعنه في وسائل الشيعة ٢٠ : ٦٢ / ٥ ، قصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٢ و ٤٤.

(٥) في «م» : (وسط الملائكة) وفي البحار : (وسط بين الملائكة والبهائم) بدلا من : (وسط من الملائكة). عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٣ / ٣٤ و ٣٥ ، وانظر علل الشرائع ١ : ١٤ / ١ وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٠٠ / ٤.

١٨٨

محمّد ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أخيه ، عن أبيه (١) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : قلت : سجدت الملائكة لآدم (٢) عليه‌السلام ووضعوا جباههم على الأرض؟ قال : نعم تكرمة من الله تعالى (٣).

[٧ / ٧] ـ وبالإسناد المذكور (*) ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام : أكان إبليس من الملائكة أم من الجنّ؟

قال : كانت الملائكة ترى أنّه منها ، وكان الله تعالى يعلم أنّه ليس منها ، فلمّا أمر بالسجود كان منه الذي كان (٤).

[٨ / ٨] ـ وبالإسناد المذكور عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لمّا أمر إبليس بالسجود لآدم عليه‌السلام ، فقال : يا ربّ ، وعزّتك إن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنّك عبادة ما عبدك أحد قطّ مثلها ، فقال الله جلّ جلاله : إنّي أحبّ أن أطاع من حيث أريد (٥).

[٩ / ٩] ـ وقال : إنّ إبليس رنّ أربع رنّات : أولاهنّ يوم لعن ، ويوم أهبط إلى

__________________

(١) المراد ب : «أحمد بن محمّد» هو أحمد بن محمّد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن ، وب : «أخيه» هو علي بن سيف بن عميرة ، وعلي أكبر من أخيه الحسين. (انظر المحاسن ١ : ٢٧ / ٧ و ٢ : ٤٥٨ ورجال النجاشي : ٥٦ / ١٣٠ و ١٨٩ / ٥٠٤ و ٢٧٨ / ٧٢٩)

(٢) في «ر» «س» : (إلى آدم).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٣٩ / ٣ ، قصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٩.

(*) المراد به السند المذكور في الرقم (٥).

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٤٤ / ١٤ وج ٦٠ : ٢٤٩ / ١٠٩ ، تفسير العيّاشيّ ١ : ٣٤ / ١٦ وج ٢ : ٣٢٨ / ٣٦ وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٩ / ٥١ وج ٦٠ : ٢١٨ / ٥٥ وانظر تفسير الصافي ١ : ١٠٦ ، تفسير نور الثقلين ٣ : ٢٦٨ / ١٩ ، قصص الأنبياء للجزائريّ : ٤٢.

(٥) عنه في بحار الأنوار ٢ : ٢٦٢ / ٥ وج ١١ : ١٤٥ / ١٤ وج ٦٠ : ٢٥٠ / ١١٠.

وروى صدره العيّاشيّ ٢ : ٣٢٨ / ٣٧ بتفاوت يسير : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٩ / ٥١.

١٨٩

الأرض ، وحين بعث محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله على فترة من الرسل ، وحين أنزلت أمّ الكتاب ، ونخر نخرتين (١) ؛ حين أكل آدم من الشجرة وحين أهبط من الجنّة (٢).

[١٠ / ١٠] ـ وقال في قوله تعالى : (فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما)(٣) كانت سوآتهما لا ترى ، فصارت ترى بارزة (٤).

[١١ / ١١] ـ وقال : الشجرة التي نهي عنها آدم عليه‌السلام هي السنبلة (٥).

[١٢ / ١٢] ـ وفي رواية أخرى عنه عليه‌السلام أنّه قال : إنّ الشجرة التي نهي عنها آدم عليه‌السلام (٦)

__________________

(١) نخر الإنسان والفرس : مدّ الصوت والنفس في خياشيمه ، كأنّه نغمة خاء (العين ٤ : ٢٥١).

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٤٥ / ١٤ وج ٦٠ : ٢٤٧ / ١٠٤.

ورواه الصدوق في الخصال : ٢٦٣ / ١٤١ بنفس المتن : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٠٤ / ١ وج ١٨ : ١٧٧ / ٥ وج ٦٠ : ٢٤٧ / ١٠٤ وتفسير كنز الدقائق ١ : ٢٣ وتفسير نور الثقلين ١ : ٤ / ٣ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٦.

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ١ : ٢٠ / ٨ بزيادة في آخره : عن عبد الملك بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٨٩ : ٢٣٧ / ٣٢.

(٣) طه : ١٢١.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٤٥ / ضمن ح ١٤ بإسناده إلى الصدوق : عن ابن أبي عمير ، عن هشام ابن سالم ، عن الصادق عليه‌السلام ...

ورواه العيّاشيّ في تفسيره ٢ : ١٠ / ١٢ بتفاوت ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨٩ ، والطوسيّ في التبيان ٧ : ٢١٧.

(٥) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٤٥ / ذيل ح ١٤ وج ١١ : ١٧٩ / ٢٦ بإسناده : عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن الصادق عليه‌السلام ...

وأورده الطوسيّ في التبيان ١ : ١٥٧ ـ ١٥٨ نقلا عن صاحب العين وفي ج ٤ : ٣٧٠ : عن آخرين ، وحكاه الطبرسيّ في مجمع البيان ١ : ١٦٩ بلفظ (قيل) ، وحكاه في جامع البيان ١ : ٣٣٠ : عن بعضهم ، وص ٣٣١ عن قتادة ، وفي ص ٣٣٢ : عن محارب بن دثار.

(٦) قوله : (آدم عليه‌السلام) من بحار الأنوار.

١٩٠

هي شجرة العنب (١).

ولا تنافي بينهما لأنّ شجرة الجنّة تحمل الأنواع من المأكل ، وكانت تلك الشجرة تحمل العنب والحنطة جميعا (٢).

فصل

في أخباره

[١٣ / ١٣] ـ وعن ابن بابويه ، أخبرنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن قتيبة ، عن أحمد بن سلمان ، عن عبد (٣) السلام بن صالح الهرويّ قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، أخبرنا (٤) عن الشجرة التي أكل آدم عليه‌السلام وحوّاء عليها‌السلام منها ما كانت فقد اختلف الناس فيها؟

فقال عليه‌السلام : يا أبا الصلت ، إنّما الشجرة في الجنّة تحمل أنواعا ، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب ، وليست كشجر (٥) الدنيا. (٦)

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٧٩ / ٢٧ ، وحكاه الطبريّ في جامع البيان ١ : ٣٣٣ وابن كثير في تفسيره ١ : ٨٣ بلفظ : «قيل».

(٢) قوله : (ولا تنافي) إلى هنا من كلام الراوندي.

(٣) في «ر» : (عن أحمد بن سليمان ، عن أبي عبد) ، وفي «س» : (عن أحمد بن سليمان عن عبد) ، وفي عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : (عن حمدان بن سليمان عن عبد) بدلا من : (عن أحمد بن سلمان ، عن عبد).

(٤) في بحار الأنوار : (أخبرني).

(٥) في «ر» «س» : (كشجرة).

(٦) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ٢٧٤ / ٦٧ ، ومعاني الأخبار : ١٢٤ / ١ ، وعنهما في بحار الأنوار ١١ : ١٦٤ / ٩ وفي ج ٢٦ : ٢٧٣ / ١٥ عن العيون.

وأيضا رواه الحسن بن سليمان في المحتضر : ١٥٣ ، وفي تفسير نور الثقلين ١ : ٦٠ / ١١٢ عن العيون.

وأخرج ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٧ : ٤٠١ مضمونه.

١٩١

[خلق الأشباح الخمسة]

[١٤ / ١٤] ـ وعن ابن بابويه : أخبرنا إبراهيم بن هارون الهيتيّ (١) ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى ، أخبرنا محمّد بن يزيد القاضي ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، أخبرنا الليث بن سعد ، عن (٢) إسماعيل بن جعفر ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لمّا خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة (٣) العرش فإذا خمسة أشباح ، فقال : يا ربّ ، هل خلقت قبلي من البشر أحدا؟ قال : لا.

قال : فمن هؤلاء الذين أرى أسماءهم؟

فقال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما (٤) خلقتك ولا خلقت الجنّة ولا النار ، ولا العرش ولا الكرسي ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا (٥) الملائكة ولا الجنّ ولا الإنس ، هؤلاء خمسة (٦) شققت لهم أسماء من أسمائي ، فأنا المحمود وهذا محمّد ، وأنا الأعلى وهذا عليّ ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا ذو الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت على نفسي أنّه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من محبّة أحدهم إلّا أدخلته جنّتي ، وآليت بعزّتي أنّه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من بغض أحدهم إلّا أدخلته

__________________

(١) في «ر» «س» قد تقرأ : (الهيسيّ) وفي «م» : (الهبسيّ) والمثبت عن البحار. والظاهر أنّ الجميع مصحّف الهيتي ، منسوب إلى هيت بلد من أعمال بغداد فوقا من مدينة أنبار وقرية من محلّ جاه بهار في محافظة سيستان وبلوچستان. (عرفانيان)

(٢) في «م» «ص» : (و) بدلا من : (عن).

(٣) في «ر» : (يمين).

(٤) في «ر» : (لما).

(٥) من قوله : (الجنّة) إلى هنا لم يرد في «ر».

(٦) في «ر» : (الخمسة) ، وكلمة (خمسة) سقطت من «م» «ص».

١٩٢

ناري. يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أنجي من أنجي ، وبهم أهلك من أهلك (١)(٢).

[١٥ / ١٥] ـ وفي رواية أخرى : عن أبي الصلت الهرويّ ، عن الرضا عليه‌السلام قال : إنّ آدم عليه‌السلام لمّا أكرمه الله تعالى بإسجاده ملائكته له وبإدخاله الجنّة ناداه الله : ارفع رأسك يا آدم ، فانظر إلى ساق عرشي ، فنظر فوجد عليه مكتوبا : «لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة».

فقال آدم عليه‌السلام : يا ربّ ، من هؤلاء؟ قال عزوجل : هؤلاء ذرّيّتك ، لولاهم ما (٣) خلقتك (٤).

[هبوط آدم وحواء عليهما‌السلام على الصفا والمروة]

[١٦ / ١٦] ـ وبالإسناد المتقدّم عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن

__________________

(١) في «ر» : (بهم نجى من نجى ، وبهم هلك من هلك) بدلا من : (بهم أنجي من أنجي ، وبهم أهلك من أهلك).

(٢) عنه في بحار الأنوار ٢٧ : ٥ / ١٠.

وأورده القاضي النعمان في شرح الأخبار ٢ : ٥٠٠ / ٨٨٤ عن أحمد بن محمّد بن عيسى المصريّ بإسناده عن أبي هريرة ، قال ...

وأفرد المحدّث السيّد هاشم البحرانيّ بابا خاصّا في كتاب غاية المرام ١ : ٢٤ سمّاه «باب في أنّ لو لا الخمسة محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ما خلق الله آدم عليه‌السلام».

(٣) في «ر» : (لما).

(٤) عنه في بحار الأنوار ٢٧ : ٦ / ١١ ، معاني الأخبار : ١٢٤ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٧٤ / ضمن الحديث ٦٧ وعنه في بحار الأنوار ١٦ : ٦٢ / ضمن الحديث ٦٢ ، وج ٢٦ : ٢٧٢ / ضمن الحديث ١٥. وأورده الحسن بن سليمان في المحتضر : ١٥٣ ، والحرّ العاملي في الجواهر السنيّة : ٢٥٢ وإثبات الهداة ١ : ٦١٤ ، وانظر سنن الترمذيّ ٤ : ٣٢٢ / ٥٠٧١.

١٩٣

عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : هبط آدم عليه‌السلام على الصفا ، ولذلك سمّي «الصفا» لأنّ المصطفى هبط عليه ، قال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً)(١) وهبطت حوّاء عليها‌السلام على المروة ، وإنّما سمّيت «المروة» لأنّ المرأة هبطت عليها ، وهما جبلان عن يمين الكعبة وشمالها ، فاعتزلها آدم عليه‌السلام حين فرّق بينهما ، فكان يأتيها بالنهار فيتحدّث عندها ، فإذا كان الليل خشي أن تغلبه نفسه فيرجع ، فمكث بذلك ما شاء الله.

ثمّ أرسل إليه (٢) جبرئيل عليه‌السلام فقال : السلام عليك يا آدم الصابر لبليّته ، إنّ الله تعالى بعثني إليك لأعلّمك المناسك التي يريد الله أن يتوب عليك بها ، فانطلق به جبرئيل فأخذ بيده حتّى أتى مكان (٣) البيت فنزل غمام من السماء فقال له جبرئيل : يا آدم ، خطّ برجلك حيث أظلّك هذا الغمام ، فإنّه قبلة لك ولآخر (٤) عقب من ذرّيّتك ، فخطّ هناك آدم برجله فانطلق به إلى منى ، فأراه مسجد منى ، فخطّ برجله بعد ما خطّ موضع (٥) المسجد الحرام ، وبعد ما خطّ البيت.

ثمّ انطلق إلى عرفات فأقام على المعرّف (٦) ثمّ أمره جبرئيل عند غروب الشمس أن يقول : (ربّنا ظلمنا أنفسنا) سبعا ، ليكون سنّة في ولده يعترفون بذنوبهم هناك ثمّ أمره بالإفاضة من عرفات ، ففعل آدم عليه‌السلام ذلك.

__________________

(١) آل عمران : ٣٣.

(٢) في «ر» : (الله) بدلا من : (إليه).

(٣) في «ر» «س» : (جاء به) بدلا من : (أتى مكان).

(٤) في «ر» «س» : (فيه خير) بدلا من : (قبلة لك ولآخر).

(٥) قوله : (موضع) لم يرد في «ر» «س».

(٦) المعرّف بتشديد الراء وفتحها : موقف بعرفات.

١٩٤

ثمّ انتهى إلى جمع (١) فبات ليلته بها ، وجمع فيها الصلاتين في وقت العتمة في ذلك الموضع إلى ثلث الليل ، وأمره إذا طلعت الشمس أن يسأل الله تعالى التوبة والمغفرة سبع مرّات ، لتكون سنّة في ولده ، فمن لم يدرك عرفات فأدرك جمعا فقد أدرك حجّة ، وأفاض من جمع إلى منى ضحوة فأمره أن يقرّب إلى الله سبحانه وتعالى قربانا ليتقبّل الله منه ويكون سنّة في ولده ، فقرّب آدم عليه‌السلام قربانا ، فتقبّل منه قربانه ، فأرسل الله نارا من السماء فقبضت قربان آدم (٢) عليه‌السلام.

فقال له جبرئيل : يا آدم ، إنّ الله تعالى قد أحسن إليك أن علّمك المناسك فاحلق رأسك تواضعا لله تعالى إذ قرّب قربانك ، فحلّق آدم عليه‌السلام رأسه.

ثمّ أخذ جبرئيل عليه‌السلام بيد آدم لينطلق به إلى البيت ، فعرض له إبليس عند الجمرة فقال : يا آدم ، أين تريد؟ فقال جبرئيل : يا آدم ، ارمه بسبع حصيات ، ففعل ، فذهب.

فقال جبرئيل : إنّك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا ، ثمّ انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم عليه‌السلام. فقال جبرئيل عليه‌السلام : حلّت لك زوجتك (٣).

__________________

(١) جمع ـ بالفتح فالسكون ـ المشعر الحرام ، وهو أقرب الموقفين إلى مكّة المشرّفة (مجمع البحرين ٤ : ٣١٥).

(٢) قوله : (آدم عليه‌السلام قربانا) إلى هنا لم يرد في «م» «ص».

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٦٩ / ١٦ باختصار.

وأورده البرقيّ في المحاسن ٢ : ٣٣٦ / ١١٠ باختصار عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل ابن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٩٦ : ٤٤ / ٣١.

وأورده الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٤٣١ / ١ باختصار : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢٠٥ / ٦ وج ٩٦ : ٢٣٣ / ٢ ، وفي كتاب من لا يحضره الفقيه ٢ : ١٩٤ مرسلا عن الصادق عليه‌السلام .. (قطعة منه).

وورد مضمونه في الكافي ٤ : ١٩٠ / ١ ، وفي ص ١٩١ / ٢.

١٩٥

[١٧ / ١٧] ـ عن ابن بابويه : أخبرنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا بنى الكعبة وطاف بها قال : اللهمّ إنّ لكلّ عامل أجرا ، اللهمّ وإنّي قد عملت ، فقيل له : سل يا آدم ، فقال : اللهمّ اغفر لي ذنبي ، فقيل له : قد غفر لك يا آدم ، فقال : ولذرّيّتي من بعدي ، فقيل له : يا آدم ، من باء (١) منهم بذنبه هيهنا كما بؤت غفر (٢) له (٣).

[١٨ / ١٨] ـ وعن ابن بابويه [عن أبيه](٤) : أخبرنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا طاف بالبيت فانتهى إلى الملتزم (٥) فقال جبرئيل عليه‌السلام : أقرّ لربّك بذنوبك في هذا المكان. فوقف آدم عليه‌السلام فقال : يا ربّ ، إنّ لكلّ عامل أجرا ، ولقد عملت فما أجري؟ فأوحى الله إليه : يا آدم ، من جاء من ذرّيّتك إلى هذا المكان فأقرّ فيه بذنوبه غفرت له (٦).

__________________

(١) يقال : باء بذنبه إذا أقرّ به واعترف (تاج العروس ١ : ٤٦).

(٢) في «ر» «س» «ص» : (غفرت).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٧٩ / ٢٨ وج ٩٦ : ٢٠٣ / ١٢ ومستدرك الوسائل ٩ : ٣٧٤ / ١ وج ١٠ : ١٤٧ / ١ ، وجاء في كتاب العلاء بن رزين (الأصول الستّة عشر : ١٥٥ وفي الطبعة المحقّقة : ٣٦٦ / ٥٠) عن محمّد بن مسلم مع زيادة في آخره : قال : ثمّ خرج ، فوقف بعرفة وبالمزدلفة ، ومرّ بالمأزمين ، فلمّا تلقّته الملائكة بالأبطح وهم يقولون : برّ حجّك يا آدم ، فردّ عليهم.

(٤) ما بين المعقوفين منّا.

(٥) الملتزم ـ بفتح الزاي ـ دبر الكعبة سمّي به لأنّ الناس يعتنقونه أي يضمّونه إلى صدورهم كما في مجمع البحرين ٤ : ١١٩ ، ويؤيّد هذا المعنى الروايات الواردة في الكافي ٤ : ٤١٠.

(٦) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٧٩ / ٢٩ ومستدرك الوسائل ٩ : ٣٩٢ / ٢ ، الكافي ٤ : ١٩٤ / ٣ عن عليّ ابن ـ

١٩٦

[١٩ / ١٩] ـ وبهذا الإسناد عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا أفاض آدم عليه‌السلام من عرفات تلقّته الملائكة عليهم‌السلام فقالوا له : برّ حجّك يا آدم ، أما إنّا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام (١)(٢).

فصل

في أخباره

[٢٠ / ٢٠] ـ أخبرنا الشيخ محمّد بن عليّ بن عبد الصمد ، عن أبيه ، عن السيّد أبي البركات الجوريّ (٣) ، عن أبي جعفر بن بابويه ، أخبرنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن أبي نصر ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن سيّابة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا طاف آدم عليه‌السلام بالبيت مائة عام ما ينظر إلى حوّاء ، ولقد بكى على الجنّة حتّى صار على خدّيه مثل النهرين العظيمين من الدموع ، ثمّ أتاه جبرئيل عليه‌السلام ، فقال : حيّاك الله وبيّاك ، فلمّا أن قال : حيّاك الله تبلّج وجهه فرحا ، ولمّا قال : وبيّاك ، ضحك ـ ومعنى بيّاك : أضحكك ـ.

__________________

ـ إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، وجميل بن صالح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في وسائل الشيعة ١٣ : ٣٤٦ / ٦ ، منتقى الجمان ٣ : ٢٧.

(١) في «ر» : (يا آدم ، أما إنّا قد حججنا هذا البيت قبلك بألف عام) بدلا من قوله : (له) إلى هنا.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨٠ / ٣٠ وج ٩٦ : ٤٢ / ٢٥ ، الكافي ٤ : ١٩٤ / ٤ بنفس السند ، وفيه (من منى) بدلا من : (من عرفات) ، وفي كتاب من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٣٠ / ٢٢٧٥ مرسلا ، وعنهما في وسائل الشيعة ١١ : ٩ / ٦ ، وص ١٠٠ / ١٩ ، وانظر تفسير القمّيّ ١ : ٤٥ ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٧٩ / ذيل ح ٢٥ ، عوالي اللئالي ٢ : ٨٣ كتاب الأمّ للشافعي ٢ : ١٥٤ ، تفسير البغوي ١ : ١١٥ ، تاريخ اليعقوبي ١ : ٦.

(٣) في «ص» «م» : (الحوريّ) وفي «ر» «س» : (الجوزي) وقد مرّ وجه صحّة (الجوري) في أوّل الكتاب ؛ فلاحظ.

١٩٧

قال : ولقد قام على باب الكعبة وثيابه جلود الإبل والبقر ، فقال : اللهمّ أقلني عثرتي وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها.

فقال الله جلّ ثناؤه : قد أقلتك عثرتك ، وسأعيدك إلى الدار التي أخرجتك منها (١).

[٢١ / ٢١] ـ ومن شجون الحديث أنّ آدم عليه‌السلام لمّا كثر ولده وولد ولده كانوا يتحدّثون عنده وهو ساكت ، فقالوا : يا أبه ، مالك لا تتكلّم؟

فقال : يا بنيّ ، إنّ الله جلّ جلاله لمّا أخرجني من جواره عهد إليّ وقال : أقلّ كلامك ترجع إلى جواري (٢).

[هبوط الحجر الأسود]

[٢٢ / ٢٢] ـ وبهذا الإسناد (*) عن أبان بن عثمان (٣) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ آدم عليه‌السلام لمّا هبط هبط (٤) بالهند ، ثمّ رمي إليه بالحجر الأسود ، وكان ياقوتة حمراء بفناء العرش ، فلمّا رآه عرفه ، فأكبّ عليه وقبّله ، ثمّ أقبل به وحمله إلى مكّة ، فربّما

__________________

(١) رواه الصدوق في معاني الأخبار : ٢٦٩ / ١ ، بنفس السند والمتن ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ١٧٥ / ٢١ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥١.

وورد مضمونه في كتاب من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٢٩ / ذيل ح ٢٢٧٤.

(٢) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١٨٠ / ٣١ ، وج ٦٨ : ٢٨٣ / ٣٥ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٢ ومستدرك الوسائل ٩ : ٢٧ / ٥.

وانظر كنز العمّال ٣ : ٣٥٣ / ٦٨٩٨ وص ٥٤٩ / ٧٨٣٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٧ : ٤٤٧ ، الدرّ المنثور ١ : ٦١.

(*) في النسخ : (أبان بن عيسى) بدلا من : (أبان بن عثمان) ، وعيسى تصحيف ولم نجده في غير هذا المورد من هذا الكتاب وغيره. وقد مرّ إسناده إلى أبان هذا في الرقم : (٥).

(٣) في النسخ : (أبان بن عيسى) من النسخ وبحار الأنوار ٩٠ : ١٨٨ / ١٤ ، وفي ج ١١ : ٢١٠ / ١٤ (عن أبان) ولم يذكر (ابن عيسى) ، و (أبان بن عيسى) ليس له ذكر في كتب الرجال ولعلّ «عيسى» محرّف من «عثمان» والظاهر بهذا تفطّن المجلسي في البحار فذكره بدون ابن عيسى ؛ فتدبّر.

(٤) في البحار : (أهبط هبط).

١٩٨

أعيى من ثقله ، فحمله جبرئيل عنه ، وكان إذا لم يأته جبرئيل اغتمّ وحزن ، فشكا ذلك إلى جبرئيل ، فقال : إذا وجدت شيئا من الحزن فقل : لا حول ولا قوّة إلّا بالله (١).

[٢٣ / ٢٣] ـ وفي رواية : أنّ جبل أبي قبيس قال : يا آدم ، إنّ لك عندي وديعة ، فدفع (٢) إليه الحجر والمقام ، وهما يومئذ ياقوتتان حمراوان (٣).

[٢٤ / ٢٤] ـ وبالإسناد المتقدّم (*) عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن القاسم بن محمّد ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : أتى آدم عليه‌السلام هذا البيت ألف إتية على قدميه ؛ منها سبعمائة حجّة وثلاثمائة عمرة (٤).

[٢٥ / ٢٥] ـ وبالإسناد المتقدّم عن الصفّار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو (٥) ابن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن عامر (٦) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عزوجل حين أهبط آدم عليه‌السلام من الجنّة أمره أن يحرث بيده ، فيأكل من كدّها

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢١٠ / ١٤ ، وج ٩٦ : ٢٢٥ / ٢٠ ، ومستدرك الوسائل ٥ : ٣٦٩ / ٩ ، وفي البحار ج ٩٠ : ١٨٨ / ١٤ (قطعة منه).

(٢) في «م» «ص» : (فرفع).

(٣) عنه في بحار الأنوار ٩٦ : ٢٢٥ / ٢١ وص ٢٣٢ / ٢ ، ومستدرك الوسائل ٩ : ٤٣٠ / ١١.

(*) المراد به السند المذكور في ح ١٧.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٤ / ٣٨ وج ٩٦ : ٤٣ / ٢٧ ووسائل الشيعة ١١ : ١٣٢ / ٣٤ ، من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٢٩ / صدر ح ٢٢٧٤ وعنه في وسائل الشيعة ١١ : ١٢٨ / ١٨ ، عوالي اللئالي ٢ : ٩٧ ، الدروس للشهيد الأوّل : ٤٩٩.

(٥) في «ر» «س» : (عمر).

(٦) في النسخ : (عامر) ، وما أثبتناه هو الصحيح كما أورده العيّاشيّ في تفسيره عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، فإنّ المسمّى بعامر في الرجال لم يعدّ في أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام إلّا عامر بن أبي الأحوص ، ولم ينقل منه عليه‌السلام أصلا وأبو جميلة هو المفضّل بن صالح وهو روى عن جابر روايات عديدة (عرفانيان).

١٩٩

بعد نعيم الجنّة ، فجعل يجأر ويبكي على الجنّة مائتي سنة ، ثمّ إنّه سجد لله سجدة ، فلم يرفع رأسه ثلاثة أيّام ولياليها (١).

[٢٦ / ٢٦] ـ وبإسناده عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قال : لمّا بكى آدم عليه‌السلام على الجنّة ، وكان رأسه في باب من أبواب السماء وكان يتأذّى (٢) بالشمس ، فحطّ من قامته (٣).

[٢٧ / ٢٧] ـ وقال : إنّ آدم صلوات الله عليه لمّا أهبط (٤) من الجنّة وأكل من الطعام وجد في بطنه ثقلا ، فشكا ذلك إلى جبرئيل عليه‌السلام ، فقال : يا آدم تنحّ ، فنحّاه فأحدث وخرج منه الثقل (٥).

[٢٨ / ٢٨] ـ وبإسناده (*) عن أبي بصير ، عن إبراهيم بن محرز ، عن أبي حمزة (٦) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنّ آدم نزل بالهند ، فبنى الله تعالى له البيت وأمره أن يأتيه فيطوف به أسبوعا ، فيأتي منى وعرفات ويقضي مناسكه كما أمر الله تعالى ، ثمّ

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١١ : ٢١٠ / ١٥ ووسائل الشيعة ٦ : ٣٨٢ / ١٦ ومستدرك الوسائل ١٣ : ٢٤ / ٩ وص ٤٦١ / ١ ، وأورده العيّاشيّ في تفسيره بإسناده : عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢١٢ / ١٩ ووسائل الشيعة ١٩ : ٣٦ / ٢ ، ورواه الطبرسي في مشكاة الأنوار : ٦١.

(٢) في «ر» : (يتأثّر).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٣ / ٣٦ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٢.

وورد في تفسير العيّاشيّ ٢ : ١٧٧ / ٢٨ : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ما بكى أحد بكاء ثلاثة ، آدم ويوسف وداود ، فقلت : ما بلغ من بكائهم؟ قال : أمّا آدم فبكى حين أخرج من الجنّة وكان رأسه في باب من أبواب السماء فبكى حتّى تأذّى به أهل السماء ، فشكوا ذلك إلى الله فحطّ من قامته .. وفيه زيادة ، وعنه في بحار الأنوار ١١ : ٢١٣ / صدر ح ٢١ وج ١٢ : ٣٠٣ / صدر ح ١٠٤ وج ١٤ : ٢٦ / صدر ح ٧.

(٤) في «ر» : (هبط).

(٥) عنه في بحار الأنوار ١١ : ١١٤ / ٣٧ ومستدرك الوسائل ١ : ٢٤٨ / ٢ ، قصص الأنبياء للجزائريّ :

(*) المراد به السند المذكور في ح ٦.

(٦) قوله : (عن أبي حمزة) من «م».

٢٠٠