قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

نماذج من تصاوير مخطوطات الكتاب

١٦١
١٦٢

صورة الصفحة الأولى من نسخة «م»

١٦٣

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «م»

١٦٤

صورة الصفحة الأولى من نسخة «ص»

١٦٥

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «ص»

١٦٦

صورة الصفحة الأولى من نسخة «س»

١٦٧

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «س»

١٦٨

صورة الصفحة الأولى من نسخة «ر»

١٦٩

صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «ر»

١٧٠

قصص الأنبياء عليهم‌السلام

الحاوي لاحاديث كتاب النّبوّة

١٧١
١٧٢

[مقدّمة المؤلّف]

بسم الله الرحمن الرحيم

ربّ يسّر للإتمام (١)

الحمد لله الذي خلق (٢) الزمان والمكان ، ومنه التمكين والإمكان ، الذي دلّ على نفسه بمخلوقاته ، وتعرّف من خلقه بمصنوعاته (٣) ، نحمده على مننه المتتابعة المتظاهرة ، ونشكره على نعمه الباطنة والظاهرة حمدا في كل وقت وآن يوجب مزيد الإحسان ، وشكرا يقتضي فوز الغفران والرضوان ، وصلواته على نبيّه (٤) محمّد البشير النذير والسراج المنير ، وعلى آله الطيّبين وعترته الطاهرين.

أمّا بعد : فإنّ في قصص الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم ألطافا تدعو (٥) إلى

__________________

(١) قوله : (ربّ يسّر للإتمام) من «م».

(٢) في «س» : (المتنزّه عن) ، وفي «ر» : (المنزّه عن) بدلا من : (الذي خلق).

(٣) في «ر» «س» : (ذاته بصفاته) بدلا من : (من خلقه بمصنوعاته).

(٤) في «ر» «س» (سيّدنا) بدلا من : (نبيّه).

(٥) في «ر» «س» : (فإنّ قصص الأنبياء والرسل تدعو) بدل ما أثبتناه.

١٧٣

محاسن الأخلاق ، وعبرا تردع عن الشكّ والنفاق ، وإنّ ذكر أخبارهم وآثارهم يقرّب من الطاعة والعبادة ، ويبعّد ذوي الاستطاعة عن سوء العادة.

والكتب المصنّفة في هذا المعنى فيها الغثّ والسمين والردّ والثمين (١) ، فجمعت بعون الله تعالى زلالها (٢) ، وسلبتها جريالها (٣) ، وحصّلته مرتّبا على تسعة عشر بابا ، وفصّلته مبوّبا (٤) وبالله التوفيق والعصمة.

الباب الأوّل : في ذكر أبينا آدم عليه‌السلام.

الباب الثاني : في ذكر إدريس ونوح عليهما‌السلام.

الباب الثالث : في ذكر هود وصالح عليهما‌السلام.

الباب الرابع : في ذكر إبراهيم خليل الله عليه‌السلام.

الباب الخامس : في ذكر لوط وذي القرنين عليهما‌السلام.

__________________

(١) المراد بالردّ هنا : الأحاديث المزيفة المزوّرة ، جاء في ترتيب كتاب العين ١ : ٦٦٩ ردود الدراهم واحدها ردّ وهو ما زيّف فردّ على ناقده بعد ما أخذ منه.

(٢) الماء الزلال هو الماء العذب ، وقيل : هو البارد ، وقيل : هو الذي جمع الصفاء والعذوبة والبرد (الإفصاح في فقه اللغة ٢ : ٩٦٢).

(٣) في «ر» : سربالها ، وفي «س» «م» «ص» : (جربالها) ، والمثبت موافق للمصادر وكتب اللغة. وعلى الظاهر أنّ هذا الاستعمال اللغوي قد جرى على لسان جماعة ، منهم الأعشى كما في تاريخ دمشق ٦١ : ٣٣٥ بسنده عن حرب قال : لقيت الأعشى في الجاهليّة فقلت له : ما عنيت بقولك : سلبتها جريالها؟ قال : شربتها حمراء ، وبلتها بيضاء.

والجريال والجريالة : الخمر الشديدة الحمرة ، وقيل : هي الحمرة كما في لسان العرب ١١ : ١٠٨. وفي الصحاح ٤ : ١٦٥٥ الجريال : صبغ أحمر وجريال الذهب حمرته ، وقال ثعلب : الجريال صفوة الخمر ، وعن ابن الأعرابي : الجريال ما خلص من لون أحمر وغيره.

وعلى أيّ حال فإنّ مراد المصنّف إنّي أخذت خالص تلك الأخبار والآثار وأوردتها في كتابي هذا بعد أن عزلت الغثّ عن السمين منها (انظر : تاج العروس ٢ : ٣٠١ وج ٧ : ٢٥٥ ، أحكام القرآن للجصّاص ١ : ٢٩٥).

(٤) قوله : (وفصّلته مبوّبا) ليس في «ر» «س».

١٧٤

الباب السادس : في ذكر يعقوب ويوسف صلوات الله عليهما.

الباب السابع : في ذكر أيّوب وشعيب عليهما‌السلام.

الباب الثامن : في ذكر موسى بن عمران صلوات الله عليه.

الباب التاسع : في ذكر أحاديث بني إسرائيل.

الباب العاشر : في ذكر إسماعيل ولقمان صلوات الله عليهما.

الباب الحادي عشر : في ذكر داود صلوات الله عليه.

الباب الثاني عشر : في ذكر سليمان صلوات الله عليه.

الباب الثالث عشر : في ذكر ذي الكفل وعمران عليهما‌السلام.

الباب الرابع عشر : في ذكر زكريّا ويحيى عليهما‌السلام.

الباب الخامس عشر : في ذكر إرميا ودانيال عليهما‌السلام.

الباب السادس عشر : في ذكر جرجيس وعزير وحزقيل عليهم‌السلام.

الباب السابع عشر : في ذكر شعيا وأصحاب الأخدود وإلياس واليسع ويونس وأصحاب الكهف (١).

الباب الثامن عشر : في ذكر عيسى بن مريم صلوات الله عليهما.

الباب التاسع عشر : في ذكر معجزات النبيّ محمّد المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله وغير ذلك من الوقايع والغزوات على ما يأتي شرحه وبيانه إن شاء الله تعالى.

الباب العشرون : في أحوال محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وذكرت أيضا من أحوال الأصفياء والأمم ما يكون فيه فائدة عائدة لذوي الهمم ، وجعلت كلّ باب منها يشتمل على عدّة فصول ، وبالله العصمة والتوفيق في الفروع والأصول.

__________________

(١) في «م» «ص» : (شعيا وإلياس واليسع وأصحاب الكهف والرقيم عليهم‌السلام).

١٧٥
١٧٦

الباب الأوّل :

في ذكر آدم عليه‌السلام

١٧٧
١٧٨

فصل

في ذكر خلق آدم وحوّاء صلوات الله عليهما

[١ / ١] ـ أخبرني الشيخ عليّ بن عليّ بن عبد الصمد النيسابوري ، عن أبيه ، أخبرنا السيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الجوريّ (١) ، أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، أخبرنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قالا : أخبرنا سعد بن عبد الله ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، أخبرنا الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه‌السلام : هل كان في الأرض خلق من خلق الله تعالى يعبدون الله قبل آدم عليه‌السلام وذرّيّته؟

فقال : نعم ، قد كان في السماوات والأرض خلق من خلق الله يقدّسون الله ،

__________________

(١) في «ص» «م» : (بن الحوري) وفي «ر» «س» والأمل : (الجوزي) ، وفي عدّة من الأسانيد والطرق غير ما ذكرناه : (الخوزي ، الخزري ، الجويني) ، والصواب ما أثبتناه ، نسبة إلى محمّد الجور الذي ينتهي إليه طائفة من السادة وجور محلّة في نيسابور وهذه الكلمة معرّب گور بالفارسيّة إلى قبر أو حمار الوحش. (انظر : الناس في القرن الخامس : ١١٩). (من إفادات سيّدنا العلّامة الشبيري الزنجاني).

١٧٩

ويسبّحونه ويعظّمونه بالليل والنهار لا يفترون ، وأنّ الله عزوجل لمّا خلق الأرضين خلقها قبل السماوات.

ثمّ خلق الملائكة روحانيّين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء الله ، فأسكنهم فيما بين أطباق السماوات يقدّسونه في الليل والنهار ويعظّمونه واصطفى منهم إسرافيل وميكائيل وجبرئيل.

ثمّ خلق عزوجل في الأرض الجنّ روحانيّين لهم أجنحة ، فخلقهم دون خلق الملائكة ، وحفظهم أن يبلغوا مبلغ الملائكة في الطيران وغير ذلك ، فأسكنهم فيما بين أطباق الأرضين السبع وفوقهنّ يقدّسون (١) الله بالليل والنهار لا يفترون.

ثمّ خلق خلقا دونهم ، لهم أبدان وأرواح بغير أجنحة ، يأكلون ويشربون ، نسناس (٢) أشباه خلقهم وليسوا بإنس ، وأسكنهم أوساط الأرض على ظهر الأرض مع الجنّ (٣) يقدّسون الله الليل والنهار لا يفترون.

قال : وكان الجنّ تطير في السماء فتلقى الملائكة في السماوات ، فيسلّمون عليهم ويزورونهم ويستريحون إليهم ويتعلّمون منهم الخير.

ثمّ إنّ طائفة من الجنّ والنسناس الذين خلقهم الله وأسكنهم أوساط الأرض على ظهرها مع الجنّ تمرّدوا وعتوا عن أمر الله ، فمرحوا وبغوا في الأرض بغير الحقّ ، وعلا (٤) بعضهم على بعض في العتوّ على الله تعالى ، حتّى سفكوا الدماء فيما بينهم ، وأظهروا الفساد ، وجحدوا (٥) ربوبيّة الله تعالى.

__________________

(١) في «ر» «س» : (يسبّحون).

(٢) في «ر» «س» زيادة : (دون).

(٣) في «ر» : (والكلّ) بدلا من : (مع الجنّ) ، وسقط من «س» : (مع الجنّ).

(٤) قوله : (بغير الحقّ ، وعلا) ليس في «ر» «س».

(٥) في «ر» «س» : (أنكروا).

١٨٠