قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

وفاته ومدفنه

أفلت شمس قطب الدين الراوندي رحمه‌الله ضحوة يوم الأربعاء المصادف للرابع عشر من شهر شوّال سنة ٥٧٣ ه‍ ، كما نقل ذلك عن الشيخ شمس الدين محمّد الجبعي (٨٨٦ ه‍) جدّ شيخنا البهائي في مجموعته نقلا عن خطّ الشهيد الأوّل (٧٨٦ ه‍).

هكذا نقله العلّامة المجلسي في هامش نسخة كتابه بحار الأنوار (١).

هذا ، وقد حكى ابن حجر في لسان الميزان عن تاريخ الري للشيخ ابن بابويه ، وكان من تلامذة القطب الراوندي ومن معاشريه في الري ؛ أنّه توفّي في ١٣ شوّال (٢).

وهذا محمول على الاختلاف في أوّل الشهر ، وعلى الاختلاف في الأفق ، فإنّ العيد كان في الشام في تلك السنة يوم الخميس ، وفي الري كان العيد يوم الجمعة ، فيكون يوم الأربعاء عندهم ١٣ شوّال (٣).

ودفن رحمه‌الله بمدينة قم المقدّسة في مقبرة السيّدة فاطمة المعصومة عليها‌السلام ممّا يلي الرّجل ، وقبره الآن مزار مشهور في الصحن الجديد (٤).

وفي هذا الصدد قال الميرزا عبد الله الأفندي : ثمّ إنّ المولى حشري التبريزي الشاعر المشهور نقل في كتاب «تذكرة الأولياء في أحوال العلماء» أنّ قبر قطب الدين الراوندي في قرية خسرو شاه من توابع تبريز.

ثمّ قال : وأنا أيضا رأيت قبرا بتلك القرية يعرف عند أهلها بأنّه قبر القطب

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٥ : ٢٣٥ ، الثقات العيون من طبقات الشيعة : ١٢٤.

(٢) لسان الميزان ٣ : ٤٨.

(٣) انظر مجلّة تراثنا ٣٩ : ٢٩٣.

(٤) روضات الجنّات ٤ : ٨.

١٤١

الراوندي ، وكانوا يزورونه فيه ، وقد زرته أنا فيه أيضا ، فلا يبعد أن يكون أحد القبرين الموجودين في قم وخسرو شاه للشيخ قطب الدين والثاني للسيّد فضل الله ، أو أنّ أحدهما قبر أحد أولاده ، أو قبر والده ، أو جدّه والآخر قبره (١).

قصّة عن قبره الشريف

حكى الآية العلّامة الحاجّ الشيخ محمّد علي الأراكي أنّه سمع من الشيخ محمّد حسن الجلالي حين سفره مع الآية العلّامة العظمى الحاجّ السيّد محمّد تقي الخوانساري إلى خوانسار أنّه لمّا قصد أتابك الأعظم تجديد بناء صحن حرم السيّدة فاطمة المعصومة عليها‌السلام في قم المقدّسة ، خرّب القبور الواقعة في الصحن ، وخرّب قبر قطب الدين الراوندي ، وفتحت منفذة إلى قبره.

قال الشيخ محمّد حسن الجلالي (الحاجّ آخوند) : نظرت من المنفذ إلى داخل القبر ، فوجدت عظامه سالمة ، فأدخلت رأسي في القبر وقبّلت قبّتي ركبتيه (٢).

هذا ، وقد نصب العلّامة السيّد أبو المعالي شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه‌الله لوحا عظيما من الحجر الأسود ، كتب عليه : (هذا مضجع الشريف الجليل والفقيه النبيل الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله بن حسن الراوندي ، صاحب تصنيفات كثيرة مانند الخرائج والجرائح ، وفقه القرآن است ، واوست استاد ابن شهرآشوب وغيره ، در ١٤ شوّال المكرّم سنة ٥٧٣ هجري وفاة نموده است).

__________________

(١) رياض العلماء ٢ : ٤٢٥.

(٢) زندگى نامه آية الله اراكي : ٦٤١ ، وانظر كتاب ضياء الأبصار في ترجمة علماء خوانسار ٣ : ١٥٣ ، مقدّمة كتاب غنائم الأيّام ١ : ٣٥.

١٤٢

هذا الكتاب :

موضوع الكتاب :

كتاب قصص الأنبياء كتاب قيّم نفيس بديع من روائع تراثنا ومن مآثر الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام ، وقد جمعه مؤلّفه في التاريخ الركين لأنبياء الله ورسله ـ عليهم أفضل التحيات والصلوات ـ وقد أشار مؤلّفه الفذّ في مقدّمته إلى سبب تأليفه فقال : «والكتب المصنّفة في هذا المعنى فيها الغثّ والسمين والردّ والثمين ، فجمعت بعون الله زلالها وسلبتها جريالها ...».

وبالجملة فقد رتّبه مصنّفه على عشرين بابا في ذكر ثلاثين نبيّا من أنبياء الله ؛ فهم : «آدم» و «إدريس» و «نوح» و «هود» و «صالح» و «إبراهيم» و «لوط» و «ذي القرنين» و «يعقوب» و «يوسف» و «أيّوب» و «شعيب» و «موسى» و «لقمان» و «داود» و «سليمان» و «ذي الكفل» و «عمران» و «زكريّا» و «يحيى» و «إرميا» و «دانيال» و «جرجيس» و «عزير» و «حزقيل» و «شعيا» و «إلياس» و «اليسع» و «عيسى» و «نبيّنا محمّد المصطفى» صلوات الله وصلوات ملائكته المقرّبين عليه وعليهم أجمعين. وأورد في ضمنها روايات عن : «بني إسرائيل» و «أصحاب الكهف».

طبع الكتاب لأوّل مرّة بتحقيق العالم الفقيد الحجّة المرحوم الشيخ غلامرضا عرفانيان اليزدي ـ نضر الله وجهه ـ.

١٤٣

نسبة الكتاب إلى القطب :

وقد نسبه إليه جماعة من علماء المتقدّمين والمتأخرين بدون ترديد ، وذلك مثل :

١ ـ السيّد ابن طاوس (٦٦٤ ه‍) ، فقد نقل عنه في كتاب «مهج الدعوات» و «سعد السعود» و «فلاح السائل» و «فرج المهموم».

٢ ـ الشيخ الكفعمي (٩٠٥ ه‍) في مصباحه.

٣ ـ والشيخ علي الكركي (٩٤٠ ه‍) على ما نقله عنه في الرياض.

٤ ـ الحرّ العاملي (١١٠٤ ه‍) في «الإيقاظ من الهجعة» و «وسائل الشيعة».

٥ ـ السيّد الجزائري المتوفّى ١١١٢ هجريّة في كتاب «قصص الأنبياء».

٦ ـ المحدّث البحراني (١١٨٦ ه‍) في «الحدائق الناضرة».

كما وقد نسبه إليه جماعة من علماء التراجم ذكروا أنّه له من دون ترديد.

قال الحرّ العامليّ (١١٠٤ ه‍) في أمل الآمل : وقد رأيت له كتاب قصص الأنبياء أيضا (١).

وأيضا ذكر طريقه إلى كتاب الخرائج والجرائح وقصص الأنبياء للقطب الراوندي في خاتمة الوسائل وهذا خير دليل على نسبة الكتاب إلى القطب الراوندي (٢).

وقال الخوانساريّ (١٣١٢ ه‍) في روضات الجنّات بعد سرد كتب القطب الراوندي : وقد رأيت له كتاب قصص الأنبياء أيضا ... (٣).

وذكره في هديّة العارفين ضمن كتبه (٤).

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ١٢٧.

(٢) وسائل الشيعة ٣٠ : ١٨٤.

(٣) روضات الجنّات ٤ : ٥.

(٤) هدية العارفين ٥ : ٣٩٢ ، تنقيح المقال ٢ : ٢٢.

١٤٤

وقال الشيخ آقا بزرگ الطهراني (١٣٨٩ ه‍) في طبقات أعلام الشيعة في مقام ترجمة القطب الراونديّ : ويروي في كتبه الخرائج وقصص الأنبياء وفقه القرآن ولبّ اللباب والدعوات وغيرها عن جمع كثير (١).

وقال في إيضاح المكنون أن قصص الأنبياء لأبي الحسن الراوندي سعيد ابن هبة الله (٢).

ونسبه له أيضا الزركليّ في الأعلام ومحمّد عليّ المدرّس في ريحانة الأدب (٣).

وبعد أن اطّلعت على نسبة هذا الكتاب إلى القطب الراوندي من قبل علماء التراجم فلنذكر لك بعض المواضع التي نقلها العلماء الذين جاؤوا بعده عنه.

وإليك نصّ أهمّ الناقلين عن كتاب «قصص الأنبياء» مصرّحين بنسبته إلى القطب الراوندي :

منهم : السيّد ابن طاوس (٦٦٤ ه‍) في موارد عديدة من كتبه :

المورد الأوّل : نقل في كتاب «مهج الدعوات» دعاء يوسف عنه قائلا : ومن ذلك دعاء يوسف عليه‌السلام لمّا ألقي في الجبّ رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الراوندي من كتاب «قصص الأنبياء» بإسناده فيه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لمّا ألقى إخوة يوسف يوسف في الجبّ نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام ... إلى آخر الحديث (٤).

وهذا الحديث مذكور حرفا بحرف في الكتاب الحاضر في الفصل الأوّل من الباب السادس في نبوّة يعقوب ويوسف عليهما‌السلام.

المورد الثاني : وقال في «فلاح السائل» : ومن أحسن ما رأيته من دعائه في الجبّ ما رويته بإسنادي المتقدّم في الجزء الأوّل من هذا الكتاب إلى سعيد بن

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة ٦ : ١٢٤.

(٢) إيضاح المكنون ٢ : ٢٢٧.

(٣) الأعلام ٣ : ١٥٧ ، ريحانة الأدب ٣ : ٣٠٥.

(٤) مهج الدعوات : ٣٦٧.

١٤٥

هبة الله الراوندي رحمه‌الله فيما ذكره من كتاب قصص الأنبياء عليهم‌السلام قال : أخبرنا الشيخ أبو سعيد الحسن بن عليّ الأرآبادي والشيخ أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقي عن جعفر بن محمّد بن العبّاس ... وروى خبر إلقاء إخوة يوسف يوسف عليه‌السلام في الجبّ ، المروي بعينه في كتابنا هذا (١).

المورد الثالث : وقال في كتاب «مهج الدعوات» : ومن ذلك دعاء عيسى عليه‌السلام رويناه بإسنادنا إلى سعيد بن هبة الله الراونديّ رحمه‌الله من كتاب قصص الأنبياء عليهم‌السلام بإسناده إلى الصادق ، عن آبائه ، عن النبيّ صلوات الله عليه وعليهم ، قال : لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى عليه‌السلام ليقتلوه بزعمهم أتاه جبريل عليه‌السلام ... إلى آخر الدعاء (٢) ، والخبر مذكور أيضا عينا في الكتاب الحاضر ، الباب ١٨ الفصل ٨.

المورد الرابع : ما نقله أيضا في كتاب «فرج المهموم» حيث قال : ومن ذلك ما ذكره سعيد بن هبة الله الراوندي رحمه‌الله في كتاب قصص الأنبياء عليهم‌السلام ، قال : إنّ عيسى عليه‌السلام مرّ بقوم معرسين فسأل عنهم فقيل له : إنّ بنت فلان تهدى إلى فلان ، فقال : إنّ صاحبتهم ميتة ... إلى آخر القصّة (٣) المروية في كتابنا هذا.

المورد الخامس : وأيضا ذكر في كتاب «فرج المهموم» أنّه قال العالم عليه‌السلام : لمّا رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى رجلا يزني فدعا عليه فمات ... إلى أن قال في آخر الحديث : ورواه أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في الجزء الأوّل من تاريخه ، ورواه سعيد بن هبة الله الراوندي رحمه‌الله في كتاب قصص الأنبياء (٤) وهو موجود في كتابنا هذا.

__________________

(١) فلاح السائل : ١٩٤.

(٢) مهج الدعوات : ٣٧٤.

(٣) فرج المهموم في علم النجوم : ١١٨.

(٤) فرج المهموم : ٧٦.

١٤٦

المورد السادس : وعدّه السيّد ابن طاوس ضمن مصادر كتابه «سعد السعود» وقال عنه في فهرسه : فصل فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء صلوات الله عليهم ، جمع الشيخ الشهيد سعيد بن هبة الله الراوندي في قصّة إدريس (١).

وقال في متن الكتاب : فصل فيما نذكره من كتاب قصص الأنبياء صلوات الله عليهم جمع الشيخ سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي قصّة إدريس ، أوّلها من الوجهة الثانية من القائمة الخامسة والعشرين من أوّل المجلّد. بلفظه وإصلاح كلمات فيه ، أخبرنا السيّد أبو الصمصام ذو الفقار أحمد بن سعيد ... إلى آخر القصّة (٢).

ومنهم : الكفعمي في «المصباح» حيث قال : رأيت في كتاب قصص الأنبياء لسعيد بن هبة الله الراوندي إنّ هذا الدعاء علّمه جبريل عليه‌السلام ليوسف عليه‌السلام فدعا به فخرج منه وهو : اللهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد ... إلى آخره (٣).

ومنهم : المحدّث البحراني في «الحدائق الناضرة» حيث قال : وروى سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب قصص الأنبياء عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل وكان محتاجا ... إلى آخره (٤).

ومنهم : الحرّ العامليّ في كتاب «الإيقاظ من الهجعة» نقل عنه موارد عديدة بعبارة : ما رواه الشيخ الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب قصص الأنبياء بإسناده عن ابن بابويه .. وغيرهما من العبارات (٥).

__________________

(١) سعد السعود : ٢٤.

(٢) سعد السعود : ٢٤٩ / ٤٨ وفي طبعة أخرى : ١٢٣.

(٣) مصباح الكفعمي : ٢٩٥.

(٤) الحدائق الناضرة ١٢ : ٣٤١.

(٥) أنظر : الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : ٥٨ و ١٢٢ و ١٥٧ و ٢١٦.

١٤٧

ونقل عنه موارد عديدة في «وسائل الشيعة» لا تخفى على من لاحظ تخريجات هذا الكتاب.

كما أنّه أكثر في النقل عنه المحدّث السيّد الجزائري (١١١٢ ه‍) في كتاب «قصص الأنبياء» (١) والمحدّث النوري (١٣٢٠ ه‍) في «مستدرك الوسائل» الناسبين إلى القطب الراوندي.

توهّم مدفوع

وأمّا العلّامة المجلسيّ فإنّه وإن نقل أكثر موارد كتاب قصص الأنبياء في بحاره إلّا أنّه نقل عنه من غير تصريح بأنّه للقطب الراوندي سعيد بن هبة الله أو للسيّد الراوندي أبي الرضا فضل الله المعاصر لشيخنا القطب ، بل نقل عنه بهذه الكيفيّة : «قصص الأنبياء بالإسناد إلى الصدوق» أو «بإسناده إلى الصدوق» (٢).

وقال أيضا في مقدّمة كتابه عند ذكر مصادره : «وكتاب الخرائج والجرائح للشيخ الإمام قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي ، وكتاب قصص الأنبياء له أيضا ، على ما يظهر من أسانيد الكتاب واشتهر أيضا ،

__________________

(١) ذكره الجزائري أوّلا في مقدّمة كتابه : «النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين» : ١١ ، وقال : ... وأمّا الفاضل الراوندي ـ قدّس الله ضريحه ـ فهو من علمائنا وكتب أيضا كتابا أوضح فيه عن قصص الأنبياء عليهم‌السلام ، وروى ما أودع فيه من أخبارنا عن الأئمّة عليهم‌السلام .... وذكره كثيرا عند النقل بعنوان : «قصص الأنبياء للفاضل الراوندي» «قصص الراوندي» أو «قصص الأنبياء للراوندي» ، وفيه إطلاق بين السيّد والقطب الروانديين ، ولكنّه قال في بعض المواضع : «قصص الأنبياء للشيخ الراوندي» وعلى هذا ينصرف العمومات إلى شيخنا القطب (انظر : قصص الأنبياء للجزائري : ٧٢ و ٣١٢ و ٣٦٩ و ٣٧٠ و ٣٨٨ و ٣٩٥ و ٤٠٧ و ٤١٤).

(٢) بحار الأنوار ٢ : ٢٦٢ و ٣ : ٢٤٩ و ٢٥٠ و ٣٣٣ و ٤ : ١١١ و ٥ : ٢٨٦ و ٦ : ٣١٢ و ٧ : ٤٢ و ٧ : ٦١ و ٩ : ٣٠٧ و ١١ : ٤٢ و ٦٩ و ١١٢ و ١٢٦ و ١٢ : ٣٨ و ٤٠ ...

١٤٨

ولا يبعد أن يكون تأليف فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي كما يظهر من بعض أسانيد السيّد ابن طاوس ، وقد صرّح بكونه منه في رسالة النجوم (١) ، وكتاب فلاح السائل ، والأمر فيه هين لكونه مقصورا على القصص ، وأخباره جلّها مأخوذة من كتب الصدوق رحمه‌الله ؛ وكتاب فقه القرآن للأوّل أيضا (٢).

والذي يثير الاستغراب أنّ بعض أصحاب التراجم نسب كتاب قصص الأنبياء على احتمال للسيّد الراوندي أبي الرضا فضل الله.

قال العلّامة الأفندي (ق ١٢) في رياض العلماء : المشهور أنّ كتاب الخرائج والجرائح وكتاب قصص الأنبياء كلاهما من مؤلّفات القطب الراوندي هذا ، وقال الأستاذ الاستناد في البحار : [ونقل نصّ كلام المجلسي ثمّ قال :] وأشكل على العلّامة المجلسي بقوله ، وأقول : لكنّه قد صرّح ابن طاوس نفسه أيضا في كتاب مهج الدعوات بأنّ كتاب قصص الأنبياء تأليف سعيد بن هبة الله الراوندي ، والقول بأن لكلّ منهما كتابا في هذا المعنى ممكن ، لكنّه بعيد فتأمّل (٣).

وهذا الكلام من المجلسي وتلميذه الأفندي أدّى بصاحب الذريعة إلى أن يصرّح أنّ كتاب قصص الأنبياء إثنان ؛ ألأوّل : للسيّد الراوندي ، والثاني : للقطب الراوندي حيث ذكر الطهراني كتاب القصص في موضعين ونسب إلى كلّ منهما كتابا باسم القصص.

وقال في موضع منهما : قصص الأنبياء ؛ للسيّد أبي الرضا فضل الله الراوندي ، وهو غير القصص لقطب الدين الراوندي وذكرهما ابن طاوس ، وكذلك قال في البحار أنّ ابن طاوس صرّح في رسالته في النجوم وكتاب فلاح السائل يكون

__________________

(١) المراد به كتاب «فرج المهموم في تاريخ علماء نجوم».

(٢) بحار الأنوار ١ : ١٢.

(٣) رياض العلماء ٢ : ٤١٩.

١٤٩

القصص لأبي الرضا الراوندي ، وذكر أنّ جلّ أخباره موجودة في كتب الشيخ الصدوق. وصرّح في الرياض بإمكان تعدّد الكتابين باسم واحد (١).

وأيضا قال في موضع آخر عند نسبته إلى القطب الراوندي : ونقل صاحب الرياض وكذا البحار عن كتاب السيّد ابن طاوس النجوم وفلاح السائل نسبته إلى السيّد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن عليّ الراوندي تلميذ أبي علي شيخ الطائفة. ولكنّ تعدّدها ممكن بتأليف كلّ منهما فيه والله العالم (٢).

هذا ؛ وأنت قد رأيت من خلال ما نقلنا عن السيّد ابن طاوس في جميع كتبه التصريح بأنّ كتاب قصص الأنبياء للقطب الراوندي ولم يذكر اسم السيّد أبي الرضا الراوندي أبدا ، مضافا إلى تصريح الناقلين بأنّ هذه الأحاديث عن كتاب قطب الدين الراوندي سعيد بن هبة الله.

والذي يثير الإشكال والاشتباه في عبارته قدس‌سره الضمير (منه) في قوله : (وقد صرّح بكونه منه في رسالة النجوم وكتاب فلاح السائل) حيث يومي كلامه أنّ كتاب قصص الأنبياء للسيّد الراوندي حسب تصريح صاحب رسالة النجوم وفلاح السائل. وقد يكون هذا هو الباعث الذي جعل الشيخ آقا بزرگ الطهراني أن ينسب كتاب قصص الأنبياء للسيّد الراوندي.

ولكن هذه الاستفادة غير صحيحة خصوصا بعد المراجعة لكتب السيّد ابن طاوس المصرّحة بأنّ ما نقله كان من كتب «سعيد بن هبة الله الراوندي» ـ كما مرّ نصوص كلام السيّد ـ ويعضد هذا ما نقله صاحب الرياض عن بعض تلامذة الشيخ عليّ الكركي في رسالته المعمولة لذكر أسامي المشايخ حيث قال :

ثمّ إنّ قصص الأنبياء في المشهور ينسب إلى القطب الراوندي هذا ، وهو الذي

__________________

(١) الذريعة ١٧ : ١٠٤ / ٥٦٩.

(٢) الذريعة ١٧ : ١٠٥ / ٥٧٤.

١٥٠

نصّ عليه جماعة ـ منهم بعض تلامذة الشيخ عليّ الكركي في رسالته المعمولة لذكر أسامي المشايخ ـ بعد ما جعل سعيد بن هبة الله الراوندي هذا من جملة مشايخ أصحابنا ، ولكن قد قال بعضهم بأنّه للسيّد فضل الله الراوندي ، فلاحظ.

ثمّ قال : وقد رأيت بخطّ بعض أفاضل المعاصرين ـ على ظهر كتاب شرح آيات الأحكام المعروف بفقه القرآن للقطب الراوندي هذا ـ فهرس مؤلّفات القطب هكذا وذكر من جملتها قصص الأنبياء (١).

وفي الجملة أنّه لا شكّ في أنّ كتاب قصص الأنبياء الموجود حاليّا هو للقطب الراوندي لا للسيّد الراوندي ، وأنّ أساس الإشكال والاشتباه الذي وقع فيه الشيخ آقا بزرگ الطهراني رحمه‌الله في الذريعة هو عبارة العلّامة المجلسي المتقدّمة الذكر.

بقي هنا شيء :

وهو أنّه جاء على النسخة المخطوطة الموجودة في مدرسة سپهسالار في طهران والتي كتبها عزيز بن مطلب بن علاء الدين بن أحمد الموسوي الحسيني الجزائري (٢) بتستر في سنة ١٠٨٩ ه‍ (٣) ، على ظهر الصفحة الثالثة منها : «كتاب قصص الأنبياء من تأليفات الكامل السيّد فضل الله الراوندي قدس‌سره ، ملك عزيز الله الموسوي».

وجاء في الصفحة الرابعة : «كتاب قصص الأنبياء عليه‌السلام تأليف السيّد فضل الله الراوندي جزو كتابخانه شاه زاده خانلر ميرزا احتشام الدوله».

كما أنّ شيخنا الطهراني ذكر هذه النسخة ضمن ذكره لقصص الأنبياء المنسوب

__________________

(١) رياض العلماء ٢ : ٤٣١.

(٢) سيأتي ترجمته في مواصفات نسخ الكتاب ؛ فلاحظ.

(٣) قد استفدنا من هذه النسخة وسيجيء مواصفتها.

١٥١

إلى السيّد الراوندي ، واستشهد بها لنسبة كتاب القصص إلى السيّد فضل الله (١).

فنقول : حيث إنّ هذه النسخة نسخت بزمان متأخّر عن زمان الجماعة الناقلين عن كتاب قصص الأنبياء وأيضا هو ـ يعني الناسخ ـ واحد في مقابل كثير من المصرّحين أنّ الكتاب للشيخ سعيد بن هبة الله الراوندي ، فلا اعتبار بقوله بل كلامه مردود بذلك.

وكما لا يخفى على الباحث الضليع أنّ منشأ هذا الترديد والاشتباه من هذه الأعلام هو اتّحاد الراونديين في الرواية عن جملة من الشيوخ وكذلك اتّحاد نسبتهما إلى راوند ومعاصرتهما.

ميزات كتاب القصص :

قد مرّ عليك أيّها القارئ الكريم ـ في الفصل الثاني ـ البحث عن مصادر الراوندي في كتابه القصص هذا وجملة مهمّة من ميزاته من أنّ أهمّ مصدر الراوندي في هذا الكتاب هو كتاب «النبوّة» للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ (٣٨١ ه‍) وكأنّه أراد أن يجرّد أخبار هذا الكتاب من طرق الجمهور وتواريخهم وما فيه غرابة ويلخّصه منها ، كما أنّه استفاد في الباب العشرين عن كتاب «إعلام الورى» لشيخه الطبرسي أمين الدين.

وأيضا مرّ كيفية تلخيص الأسانيد والطرق في هذا الكتاب والبحث حول بعض أخبار المراسيل الموجودة فيه وطرق وأسانيد الأصحاب إلى رواية كتب القطب وهذا الكتاب بخصوصه .. وغيرها من البحوث فلابدّ أن تلاحظ هذا الفصل (٢).

__________________

(١) الذريعة ١٧ : ١٠٤ / ٥٦٩.

(٢) مقدّمة الكتاب : ٩١ ، الأسانيد في كتاب القصص وكيفية تلخيصها

١٥٢

الفصل الخامس :

نسخ الكتاب وكيفيّة عمل التّحقيق

١٥٣
١٥٤

نسخ الكتاب

وفّرت لي «مكتبة العلّامة المجلسي» صور عدّة لنسخ هذا الأثر النفيس واعتمدنا عليها في تحقيق هذا الكتاب ، وهي ما يلي :

النسخة الأولى :

رقم المصوّر في المكتبة : ١٧٨

العنوان : قصص الأنبياء.

المؤلّف : قطب الدين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي (٥٧٣ ه‍).

الموضوع : تاريخ. اللغة : العربيّة.

الناسخ : عزيز بن مطلب بن علاء الدين بن أحمد الموسويّ الحسيني الجزائري.

تاريخ النسخ : ٢٢ ذي الحجّة سنة ١٠٨٩ هجريّة.

اسم المكتبة ومحلّها : مدرسه عالى سپهسالار في طهران ، ذكرت في فهرسها ٥ : ٤٠٤.

عدد الأسطر : ١٥ سطر في كلّ صفحة.

ملاحظات : هذه النسخة جيّدة الخطّ مكتوبة بخطّ النسخ ، كاملة ، في أوّلها صورة الوقف بالفارسيّة وهي : از جمله كتبى است كه آقاى محمّد درخشان رئيس

١٥٥

امور ادارى مدرسه عالى سپهسالار از وجوه ثلث مرحوم حيدر قلى شاملو (عون الوزاره) خريدارى وبه كتابخانه مدرسه مرحوم اهداء شده اند.

وكاتبها من أفاضل العلماء في القرن الحادي عشر كما هو مجاز من قبل العلّامة المجلسي ، وترجمه الشيخ الحرّ في أمل الآمل ٢ : ١٩٦ ، ٥٠٣ وقال عنه : «عالم ، فاضل ، جليل ، محقّق ، ماهر ، معاصر ، مدرّس ، له مؤلّفات كثيرة. وأيضا ترجمه الشيخ آقا بزرگ في طبقات أعلام الشيعة ٥ : ٣٦٥ وانظر تلامذة العلّامة المجلسي : ٤٠ / ٥١ ، الذريعة ١١ : ١٥ / ٦٩ ، معجم المؤلّفين ٦ : ٢٨١.

وقد رمزنا لها ب : «م».

النسخة الثانية :

رقم المصوّر في المكتبة : ٢٣٤

الناسخ : علي بن محمّد.

تاريخ النسخ : خامس عشر ، شوّال المعظّم ، سنة ١٠٧٩ ه‍.

اسم المكتبة ومحلّها : المكتبة الوطنيّة في طهران برقم ٥٩ ـ ٢٤٨٩ ع ، ذكرت في فهرسها ١٤ : ٣.

عدد الأسطر : ١٥ سطر.

ملاحظات : جيّدة الخطّ مصحّحة جاء في أوّل صفحة منها : هو الله العزيز تاريخ يوم الاثنين ١٧ شهر جمادى الأولى ، اين كتاب شريف ابتياع شد. گنجينه ومخزن دار الخلافة تهران صانها الله عن الحدثان ١٢٩٥.

وقد رمزنا لها ب : «ص».

النسخة الثالثة :

رقم المصوّر في المكتبة : ٢٠٤

١٥٦

الناسخ : محمّد بن حسن بن محمّد بن سليمان الشاطري.

تاريخ النسخ : يوم السبت آخر النهار العاشر من ربيع الأوّل ١١٣٢ هجريّة.

اسم المكتبة ومحلّها : مكتبة المسجد الأعظم في قم المقدّسة ، برقم : ٥٩٧.

عدد الأسطر : ١٧ سطر.

ملاحظات : نسخة جيدة الخطّ أثرت عليها الرطوبة ، وعليها تملّك مكتبة «ضياء الدين النوري» ، وكان من ممتلكات مشكور بن المرحوم محمّد ـ عفى الله عنه ـ ، ذكر الناسخ اسمه وتاريخ النسخ وختم الكتاب ببيتين من الشعر :

إذا رمقت عيناك ما قد كتبته

وقد غيبتني عند ذاك المقابر

فخذ عظة ممّا رأيت فإنّه

إلى منزل صرنا به أنت صائر

وقد رمزنا لها ب : «س»

النسخة الرابعة :

رقم المصوّر في المكتبة : ٨٢٣

الناسخ : أحمد بن رجب علي التبريزي.

تاريخ النسخ : ١٨ جمادى الأولى ١٣١٩ هجريّة.

اسم المكتبة ومحلّها : مكتبة آية الله المرعشي في قم المقدّسة برقم : ٢٨٢٢ ، ذكرت في فهرسها ٨ : ٢٧.

عدد الأسطر : ١٨ سطر.

ملاحظات : يظهر من نهاية هذه النسخة أنّها منقولة عن نسخة المسجد الأعظم والتي رمزنا لها برمز «س» حيث إنّه كتب تاريخ الفراغ من نسخة «س» مع ذكر اسم الناسخ مع كتابة البيتين من الشعر التي ختم بها نسخة «س» ثمّ كتب اسمه وتاريخ الفراغ من نسخه.

وقد رمزنا لها ب : «ر».

١٥٧

هذا ، وإنّ لكتاب قصص الأنبياء نسخا أخرى :

منها : النسخة الموجودة في جامعة طهران رقم : ٦٤١ ، وهي نسخة حديثة ، ذكرت في فهرسها ٥ / ١٤٥٤.

ومنها : النسخة الموجودة في مكتبة ممتاز العلماء في لكهنو في الهند برقم :١٢١ ، ذكرت في فهرسها ١ : ١٤٥.

ومنها : النسخة الموجودة في مكتبة مدرسة النمازي في مدينة خوي برقم :٤٢١ ، ذكرت في فهرسها : ٢١٠.

ومنها : النسخ الموجودة في مكتبة السيّد المرعشي في قم المقدّسة برقم :١١٣٤ و ٢٠٥٧ و ٦٢٥٩.

ومنها : نسخة عند السيّد آقا التستري ناقصة ، فيها بعض الباب الثاني في نوح ، ثمّ الباب الثالث في هود وصالح ، والباب الرابع في إبراهيم ، والخامس في لوط وذي القرنين ، والسادس في يعقوب ويوسف ... والعشرون في نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكفالة أبي طالب له.

عملنا في الكتاب

اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على أربع نسخ انتخبناها من بين النسخ الموجودة في المكتبات كما أنّنا قد اعتبرنا ما نقله العلّامة المجلسيّ عن قصص الأنبياء في بحاره نسخة خامسة وكذلك لاحظنا حين التصحيح على الطبعة السابقة مع اختلاف النسخ المذكورة فيه.

وقد كانت خطوات العمل في هذا الكتاب على مراحل :

المرحلة الأولى : مرحلة مقابلة النسخ وتثبيت الاختلافات الموجودة بينها ، هذا ، ومن خلال تتبّعنا لذلك وصلنا إلى أن أفضل النسخ هي نسخة مدرسة

١٥٨

سپهسالار والتي رمزنا لها بالرمز «م» فكانت كالأصل وتتلوها نسخة «ص» ثمّ نسخة «س» ثمّ «ر» ، فإنّهما متقاربتان في أكثر الاختلافات والسقطات والأغلاط.

المرحلة الثانية : تقويم النصّ وضبطه وتثبيت الصحيح أو الأقرب للصواب في المتن مع الإشارة إلى الموارد المرجوحة في الهامش ، وهذه الطريقة في التحقيق معروفة بطريقة التلفيق.

المرحلة الثالثة : تخريج النصوص وطريقتنا في ذلك البحث عن الرواية في المصادر المعتبرة التي سبقت المؤلّف لا سيّما كتب الشيخ الصدوق رحمه‌الله لما تبيّن أنّ مصدر هذا الكتاب هو كتاب النبوّة له رحمه‌الله ، وذكرنا طرق الصدوق أو غيره إذا كانت الطرق مختلفة أو بينها اختلافا مع تثبيت الاختلافات المهمّة ، ثمّ البحث عن الرواية في بحار العلّامة المجلسي ، فإن كان قد نقلها واعتمد عليها فننقلها عنه ثمّ عمّن تأخّر عنه ممّن اعتمد على القطب الراوندي.

المرحلة الرابعة : إعادة النظر في أعمال المراحل السابقة ومراجعته بدقّة للتأكّد من سلامة المتن.

المرحلة الخامسة : ترجمة بعض الأعلام وإيراد بعض الفوائد الرجاليّة ، وقد استفدنا كثيرا في هذا المجال من حواشي العلّامة آية الله السيّد موسى الشبيري ـ حفظه الله ـ على النسخة المطبوعة ، وذكرنا بعضها في الهامش وأشرنا إليها ب :

(الشبيري الزنجاني) وكذلك من حواشي المرحوم العلّامة الشيخ غلام رضا عرفانيان اليزدي وذكرنا بعضها بعنوان : (عرفانيان).

وفي الختام

فإنّا لا يسعنا في نهاية المطاف إلّا أن نتقدّم بجزيل الشكر والامتنان لجميع الإخوة الأفاضل الذين ساعدونا لإعداد هذا الأثر النفيس ، ونخصّ منهم بالذكر :

١٥٩

سماحة الشيخ مختار تبريزيان والشيخ عبد الكريم رضائي دره صوفي لمشاركتهما في مقابلة النسخ ، وسماحة الشيخ غانم السعداوي لعمله في تخريج النصوص.

غير ناسين جهود سماحة حجّة الإسلام السيّد حسن الموسوي البروجردي ـ دام عزّه ـ الذي أتحفنا بمصوّرات نسخ هذا الكتاب ، وتشجيعه على الخوض في العمل ولملاحظاته الهامّة في تحقيق هذا الكتاب النفيس والمقدّمة التي كتبها له ومساعيه الجليلة في إحياء هذا الأثر القيّم وجملة من آثار آل محمّد عليهم‌السلام.

هذا ، ونحمد الله سبحانه وتعالى ونصلّي ونسلّم على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين على توفيقه إيّانا في إحياء هذا الكتاب الشريف وإخراجه بهذه الحلّة الزاهية ، فالمرجو منه أن يحمل خطأ أو زلل إذا صادفه على قصور لا عن تقصير.

عبد الحليم عوض الحلّي

مشهد المقدّسة

٢٠ جمادي الآخرة ١٤٢٧ ه

١٦٠