قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ١

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-2-1
ISBN الدورة:
978-600-91180-7-6

الصفحات: ٤٥٤

نصير الدين في طبقة تلامذة القطب الراوندي ، كما هو يعدّ من تلامذة السيّد فضل الله الراوندي المعاصر للقطب الراوندي ويروى عنه كما في أسانيد كتاب فرحة الغري (١).

وأيضا قال صاحب الرياض : يظهر من كتاب فرحة الغري للسيّد عبد الكريم ابن طاوس (٦٩٣ ه‍) ـ على ما حكاه الأستاذ الاستناد قدس‌سره في كتاب المزار في فضل زيارة الرضا عليه‌السلام ـ : أنّ القطب الراوندي هذا يروي عن الشيخ الطوسي بلا واسطة ، ولعلّه من سقط قلمه رحمه‌الله أو قلم النسّاخ في أحد الكتابين ؛ لأنّ القطب الراوندي هذا على ما يظهر من التتبّع ـ لم يرو عن الشيخ الطوسي إلّا بالواسطة الواحدة فتأمّل (٢).

أقول : لم نجد في كتاب فرحة الغري رواية القطب الراوندي عن الشيخ الطوسي بلا واسطة بل التي وجدناها هي رواية الخواجة عن والده عن السيّد فضل الله كما مرّ.

تلامذته والراوون عنه :

قد تتلمذ على يد القطب الراوندي جماعة من العلماء والرواة ، وقد أكثروا من النقل عنه ، ونحن نذكر للقارئ العزيز بعض من عثرنا عليه :

١ ـ ولده نصير الدين الحسين.

٢ ـ ولده ظهير الدين محمّد.

٣ ـ ولده عماد الدين عليّ.

٤ ـ أحمد بن عليّ بن عبد الجبّار الطوسي القاضي.

__________________

(١) فرحة الغري : ٦٧ / ١٤ و ٧٠ / ١٧ و ٨٧ / ٣١ و ٩٣ / ٣٩ و ١٣٠ / ٧٣.

(٢) رياض العلماء ٢ : ٤٣٢.

١٢١

٥ ـ بابويه بن سعد بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي.

٦ ـ نصير الدين أبو إبراهيم راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد البحراني المتوفّى سنة ٦٠٥ ه‍.

٧ ـ الخليل بن خمرتكين الحلبي المتوفّى بعد سنة ٥٩٠ ه‍.

٨ ـ الحاكم الإمام عليّ بن أحمد بن عليّ الزيادي.

٩ ـ كمال الدين عليّ بن محمّد المدائني ، من مشايخ السيّد ابن طاوس.

١٠ ـ الشيخ منتجب الدين ابن بابويه عليّ بن عبيد الله الرازي ، صاحب الفهرست كان حيّا سنة ٦٠٠ ه‍.

١١ ـ الشريف عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسين العلوي الحسيني البغدادي.

١٢ ـ رشيد الدين أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني السروي ، المتوفّى سنة ٥٨٨ ه‍.

١٣ ـ زين الدين عليّ بن حسان الرهمي (الرهيمي) (١).

١٤ ـ القاضي جمال الدين عليّ بن عبد الجبّار الطوسي (٢).

١٥ ـ زين الدين أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد بن محمّد.

وقد أجازه القطب الراوندي رواية كتاب نهج البلاغة وإليك نصّ الإجازة :

«يقول أبو الحسين الراوندي : أخبرنا السيّد ذو الفقار بن معبد الحسني ، الشيخ أبو عبد الله محمّد بن عليّ الحلواني ، عن الرضي بهذا الكتاب ، وأخبرنا ابن الأخوة البغدادي ، عن الشيخ أبي الفضل محمّد بن يحيى الناتلي ، عن أبي منصور

__________________

(١) انظر : الذريعة ١ : ٢١٠ / ١٠٩٩.

(٢) فقيه ، وجه ، ثقة ، نزيل قاسان ، وقد روى مصنّفات القطب الراوندي والسيّد أبي الفضل الراوندي (انظر : رسالة في العدالة للشهيد الثاني : ٢٥٨ ، أمل الآمل ٢ : ١٩١).

١٢٢

عبد الكريم بن محمّد الديباجي ، عن الرضي رضى الله عنهم».

وبخطّه أيضا :

«قرأ عليّ كتاب نهج البلاغة من أوّله إلى آخره الشيخ الإمام العالم زين الدين أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد بن محمّد المدعو ... أدام الله توفيقه قراءة إتقان ؛ سعيد بن هبة الله بن الحسن حامدا مصليّا ..» (١).

__________________

(١) هذه المخطوطة ذكر وصفها في العدد ٢٩ من مجلّة تراثنا برقم ١٥٠ ص ٩.

١٢٣

صورة من إجازة القطب الراوندي إلى تلميذه زين الدين محمّد

١٢٤

طريق الراوندي إلى رواية نهج البلاغة بخطّه الشريف

١٢٥

مؤلّفات القطب الراوندي

صنّف القطب الراوندي رحمه‌الله كتبا في كثير من العلوم الإسلاميّة ومذهب الإماميّة من التفسير والحديث والفقه وعلوم القرآن والكلام والأدب .. وغيرها ، كما أنّه أوّل من صنّف رسالة مستقلّة في علم دراية الحديث من الإماميّة (١) وأوّل من صنّف في فقه القرآن وآياته ، وكما قيل : هو أوّل من ألّف الشرح لكتاب «نهج البلاغة» (٢).

١ ـ منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، (مطبوع في ثلاث مجلّدات).

٢ ـ فقه القرآن من كلام الملك الديّان ، (مطبوع في مجلّدين).

٣ ـ قصص الأنبياء ، (وهو الكتاب الماثل بين يديك).

٤ ـ سلوة الحزين وتحفة العليل المعروف بالدعوات ، (مطبوع في مجلّد).

٥ ـ الخرائج والجرائح ، (مطبوع في ثلاث مجلّدات).

٦ ـ موازاة معجزات نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصيائه عليهم‌السلام ومعجزات الأنبياء المتقدّمين عليهم‌السلام ، (طبع ضمن كتاب الخرائج والجرائح).

٧ ـ أمّ المعجزات (القرآن الكريم) ، (طبع ضمن كتاب الخرائج والجرائح).

٨ ـ الفرق بين الحيل وبين المعجزات ، (طبع ضمن كتاب الخرائج والجرائح).

٩ ـ العلامات والمراتب الخارقة للعادات لهم ، (طبع ضمن كتاب الخرائج).

١٠ ـ الإنجاز في شرح الإيجاز في الفرائض للشيخ الطوسي.

١١ ـ ضياء الشهاب في شرح شهاب الأخبار ، (قيد التحقيق).

١٢ ـ الناسخ والمنسوخ.

__________________

(١) مجلّة تراثنا ٣٨ و ٣٩ : ٢٧٣.

(٢) انظر : رياض العلماء ٢ : ٤٢١ ، خاتمة المستدرك ١ : ١٨٤.

١٢٦

١٣ ـ رسالة في أحوال أحاديث أصحابنا (طبعت في مجلّة علوم الحديث).

١٤ ـ مكارم أخلاق النبيّ والأئمّة عليهم‌السلام (قيد الطبع).

١٥ ـ مفتاح المتعبّد.

١٦ ـ معرفة مقاطع القرآن من مباديه.

١٧ ـ خلاصة التفاسير.

١٨ ـ كتاب في إعجاز القرآن وتفسير سورة الكوثر.

١٩ ـ تفسير القرآن.

٢٠ ـ أسباب النزول.

٢١ ـ شرح الآيات المشكلة في التنزيه.

٢٢ ـ المغني في شرح النهاية.

٢٣ ـ شرح ما يجوز وما لا يجوز من النهاية.

٢٤ ـ مشكل النهاية.

٢٥ ـ غريب النهاية.

٢٦ ـ نهية النهاية.

٢٧ ـ إحكام الأحكام.

٢٨ ـ النيّات في جميع العبادات.

٢٩ ـ شجار العصابة في غسل الجنابة.

٣٠ ـ الرائع في الشرائع.

٣١ ـ حلّ المعقود من الجمل والعقود.

٣٢ ـ بيان الانفرادات.

٣٣ ـ المسألة الكافية في الغسلة الثانية.

٣٤ ـ مسألة في صلاة الآيات.

٣٥ ـ مسألة في العقيقة.

١٢٧

٣٦ ـ مسألة في فرض من حضر الأداء وعليه القضاء.

٣٧ ـ مسألة في الخمس.

٣٨ ـ مسألة أخرى في الخمس.

٣٩ ـ جواهر الكلام في شرح مقدّمة الكلام.

٤٠ ـ تهافت الفلاسفة.

٤١ ـ الخلاف بين الشيخ المفيد والشريف المرتضى.

٤٢ ـ المستقصى في شرح الذريعة.

٤٣ ـ الإغراب في الإعراب.

٤٤ ـ التغريب في التعريب.

٤٥ ـ شرح العوامل المائة.

٤٦ ـ شرح الكلمات المائة.

٤٧ ـ نفثة المصدور ، وهو ديوان شعره.

٤٨ ـ جنى الجنتين في ذكر ولد العسكريّين.

٤٩ ـ ألقاب الرسول وفاطمة والأئمّة عليهم‌السلام ، (مطبوع في مجموعة نفيسة في ميراث حديث شيعه).

٥٠ ـ الدلائل والفضائل.

٥١ ـ زهر المباحثة وثمر المناقشة.

٥٢ ـ اللباب المستخرج من فصول عبد الوهّاب ، (منه مخطوطة في مركز إحياء التراث الإسلامي).

٥٣ ـ شرح الخطبة الأولى من نهج البلاغة.

أسرته وذرّيّته :

ينتسب القطب الراوندي إلى عائلة مهتمّة بالعلم والأدب ، وقد صرّح صاحب

١٢٨

رياض العلماء أنّ والده وجدّه كانا من العلماء (١).

وقد خلّف مؤلّفنا القطب الراوندي أولادا فقهاء أعلاما معروفين وهم :

الأوّل : الشيخ أبو الفرج عماد الدين عليّ بن قطب الدين.

قال عنه الشيخ منتجب الدين : «الشيخ الإمام عماد الدين ... فقيه ، ثقة» (٢) ، يروي عن جماعة من أعاظم الطائفة ، نذكر منهم :

١ ـ والده القطب.

٢ ـ السيّد ضياء الدين فضل الله بن عليّ الراوندي الكاشاني.

٣ ـ جمال الدين حسين بن عليّ أبو الفتوح الرازي المفسّر الكبير.

٤ ـ سديد الدين محمود بن عليّ بن الحسن الحمصي الرازي.

٥ ـ أمين الدين الفضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان (٥٤٨ ه‍).

٦ ـ الشيخ عبد الرحيم بن أحمد البغدادي الشهير بابن الأخوة (٥٤٨ ه‍).

وكلّ هذا نصّ عليه صاحب المعالم في إجازته الكبيرة (٣).

هذا ؛ وقد نسب العلّامة الأميني في الغدير والمحقّق الطباطبائي في بعض مقالاته إلى الشيخ الحرّ العاملي (١١٠٤ ه‍) في أمل الآمل أنّ من جملة من روى عنه عماد الدين عليّ بن قطب الدين الشيخ أبو عليّ الطوسي.

وأجاباه بأنّ الشيخ أبا عليّ الطوسي كان حيّا إلى سنة ٥١٥ ه‍ ، وعماد الدين عليّ لم يدركه ، وقد احتملا ـ رحمهما‌الله ـ أنّ كلمة الطبرسي صحّفت إلى كلمة الطوسي (٤) ـ على فرض صحّة الكلام ـ فليس ببعيد فإنّ من تتلمذ على أيديهم

__________________

(١) رياض العلماء ٢ : ٤٣٠.

(٢) فهرست منتجب الدين : ١٢٧ / ٢٧٥.

(٣) انظر بحار الأنوار ١٠٩ : ٤٧ ، خاتمة المستدرك ٣ : ٨٩.

(٤) لاحظ مجلّة تراثنا ٣٩ : ٢٩٤.

١٢٩

من طبقة والده أو تقرب من ذلك.

هذا ؛ ولكن الذي جاء اسمه في أمل الآمل هو الشيخ أبو الفرج علي بن الحسين الراوندي ، ولعلّ هو ابن الشيخ حسين الشهيد بن القطب الآتي ذكره ، وعلى هذا أيضا روايته عن أبي على الطوسي أو الطبرسي بعيد ؛ والأوّل أبعد كما لا يخفى.

ويروي عنه :

١ ـ الفقيه الكبير الشيخ أبو طالب نصير الدين عبد الله بن حمزة بن الحسن بن عليّ بن نصير الطوسي صاحب «الوسيلة».

٢ ـ والشيخ محمّد بن جعفر بن أبي البقاء الحلّي المعروف بابن نما.

٣ ـ السيّد حيدر بن محمّد الحسيني صاحب «غرر الدرر».

٤ ـ أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني مؤلّف كتاب «رشح الولاء».

هذا ؛ وقد ترجم له الحرّ العاملي في أمل الآمل تارة تحت عنوان : عليّ ابن قطب الدين أبو الحسين الراوندي ، وأخرى تحت عنوان : عليّ بن الإمام قطب الدين سعيد الراوندي ، وقال في الموضع الأوّل : يروي عنه الشهيد ، انتهى (١).

وهذا اشتباه بيّن إذ الشيخ عليّ هذا من أعلام القرن السادس والشيخ الشهيد الأوّل ولد سنة ٧٣٤ ه‍.

من أولاد الشيخ عليّ :

هو الشيخ أبو الفضائل برهان الدين محمّد بن عليّ بن قطب الدين.

ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرست وأطراه بالفضل والعلم ، وقال عنه :

__________________

(١) أمل الآمل ٢ : ١٧١.

١٣٠

الشيخ برهان الدين محمّد بن عليّ بن أبي الحسين أبو الفضائل الراوندي ، سبط الإمام قطب الدين رحمه‌الله ، فاضل ، عالم (١).

الثاني : من أولاد القطب الراوندي الشيخ حسين ، وقال منتجب الدين عنه في الفهرست : الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين بن الإمام قطب الدين أبي الحسين الراوندي ، عالم ، صالح ، شهيد (٢).

وهو أحد شهداء أعلام الدين وحملة العلم والفضيلة ، له ترجمة في كتاب شهداء الفضيلة ، ولكن لم نعثر على سبب استشهاده (٣).

وقد كتب قطب الدين بخطّه الشريف إجازة لولده هذا على نسخة من كتاب الجواهر في الفقه لابن البرّاج وهذه صورتها : «قرأه عليّ ولدي نصير الدين أبو عبد الله الحسين أبقاه الله ومتّعني به قراءة إتقان ، وأجزت له أن يرويه عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن المحسّن الحلبي عن المصنّف» (٤).

الثالث : من أولاد القطب الراوندي ظهير الدين أبو الفضل محمّد بن سعيد.

قال عنه الشيخ منتجب الدين : الشيخ الإمام ظهير الدين ... فقيه ، ثقة ، عدل ، عين (٥).

وله كتب كثيرة ، مثل كتاب «الأربعون حديثا» ، طبع في مجلّة تراثنا في العدد ٤٦ في جمادي الآخرة سنة ١٤١٧ ه‍ بتحقيق هيثم الثمّاك ، وكتاب «عجالة المعرفة في أصول الدين» ، طبع أوّلا في مجلّة تراثنا في العدد ٢٩ في شوّال سنة ١٤١٢ ه

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٧٢ / ٤١٩.

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١١١ ، وانظر رياض العلماء ٢ : ٤١٩ ، وروضات الجنّات ٤ : ٧ ، أمل الآمل ٢ : ٨٧.

(٣) شهداء الفضيلة : ٤٠.

(٤) انظر مقدّمة كتاب المهذب لابن البرّاج ١ : ١٢ ، الذريعة ٥ : ٢٥٦ و ٢٥٧ / ١٢٢٥.

(٥) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٧٢ / ٤١٨.

١٣١

وثانيا مستقلّا من جانب مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام في ١٤١٧ ه‍ ، بتحقيق السيّد محمّد رضا الجلالي الحسيني.

وقد روى عنه :

١ ـ ابنه محمّد الآتي ذكره.

٢ ـ قطب الدين محمّد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري ، وعبّر عنه في بصائر الأنس بالإمام.

٣ ـ أبو القاسم علي بن محمّد بن علي رشيد الدين الجاسبي القمّي.

٤ ـ الفقيه مجد الدين محمّد بن محمّد بن علي بن محمّد المغربي قاضي مازندران.

٥ ـ أبو طالب ابن الحسين الحسيني.

٦ ـ علي بن يوسف بن الحسن ، علاء الدين.

قرأ علاء الدين علي بن يوسف هذا على ظهير الدين أبي الفضل محمّد بن القطب كتاب نهج البلاغة كما جاء نصّ هذه القراءة على ظهر نسخة من النهج في مكتبة السيّد المرعشي رحمه‌الله برقم ٥٦٩٠ ، وهذه نصّ القراءة والإجازة :

«قرأ عليّ الشيخ الإمام علاء الدين جمال الحاجّ والحرمين ، علي بن يوسف بن الحسن ـ دام توفيقه وإلى كلّ خير طريقه ـ هذا المجلّد ، قراءة محقّق ومدقّق ، وأجزت له روايته عنّي ، عن جماعة ، عن المصنّف ـ رضي الله عنهم وعنّا ـ ، وكتب أبو الفضل الراوندي حامدا».

١٣٢

مصوّرة الورقة الأخيرة من نسخة «نهج البلاغة»

تظهر فيها إجازة ظهير الدين أبي الفضل الراوندي

١٣٣

ومن أولاد الشيخ محمّد :

ولمحمّد بن سعيد القطب الراوندي ولد اسمه محمّد ، روى عن أبيه ، وروى عنه أبو المؤيّد محمّد بن محمود بن محمّد الخوارزمي قاضي خوارزم وخطيبها ، المتوفّى سنة ٦٥٥ ه‍ من مشايخ ابن العديم (١).

وللشيخ محمّد بن القطب الراوندي ولد آخر ترجمه الشيخ منتجب الدين في الفهرست وقال عنه : الشيخ رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل بن محمّد الراوندي المقيم بقوهدة رأس الوادي (٢) ، من أعمال الري ، صالح مقرئ (٣).

والعبارة يظهر منها أنّه ابن ابن ابن القطب الراوندي إلّا أنّه من المحتمل أن تكون كلمة «بن» زائدة ، فيكون اسمه رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل محمّد الراوندي (٤).

القطب الراوندي فقيها :

ذاع صيت القطب الراوندي عاليا في زمانه ، ووصلت مصنّفاته الحاكية عن آرائه ونظريّاته إلى فقهاء عصره ومن جاء بعدهم ، فهذا ابن إدريس الحلّي المعاصر له (٥٩٨ ه‍) قد نقل بعض نظريّات القطب الراوندي الفقهيّة ، حيث قال في كتاب السرائر في بحث الطهارات ما نصّه :

وقد ذكر بعض أصحابنا المتأخّرين من الأعاجم ـ وهو الراوندي المكنّى

__________________

(١) انظر مجلّة تراثنا ٣٩ : ٢٩٦.

(٢) قال في معجم البلدان ٤ : ٤١٦ : قوهذ بالضم ثمّ السكون ، والهاء مفتوحة ، والذال معجمة ، والعامّة تقول : قوهة بالهاء ، وهو اسم لقريتين كبيرتين ، بينهما وبين الري مرحلة ، قوهذ العليا ، وعهدي بها كبيرة ذات سوق وأربطة وخانقاه وقوهد السفلى ....

(٣) فهرست الشيخ منتجب الدين : ٥٥ / ١٠٧ ، أمل الآمل ٢ : ٨٧ ، الثقات والعيون : ٧٢ ، رياض العلماء ٢ : ٩.

(٤) انظر مجلّة تراثنا ٣٩ : ٢٩٧.

١٣٤

بالقطب ـ أنّ دم الكلب والخنزير لا يجوز ... (١).

وذكره أيضا في باب الطلاق وقال حاكيا قوله : وقال الراوندي من أصحابنا (٢).

كما أنّ المحقّق الحلّي (٦٧٦ ه‍) ـ صاحب الشرائع ـ نقل بعض آراء القطب الراوندي في كتابه المعتبر (٣).

وذكره في بحث النفساء أيضا (٤).

وكذلك نقل المحقّق عنه جواز الصلاة في العمامة وإن كانت نجسة حيث قال : قال الراوندي منّا : يحمل على عمامة صغيرة كالعصابة ، لأنّه لا يمكن ستر العورة بها (٥).

وقال المحقّق : مسألة : الشمس إذا جففت البول من الأرض والبواري والحصير جازت الصلاة عليه وطهر ، إلى أن قال : قال الراوندي منّا : لا يطهر الحصير بالشمس ويجوز الصلاة عليها (٦) ، وقال عنه : وهو جيّد.

وحكى عنه في بحث لباس المصلّي قائلا : وقال الراوندي في الرائع : لم يرخّص لبس الحرير لأحد إلّا لعبد الرحمن ، فإنّه كان قمّلا (٧).

كما أنّ يحيى بن سعيد الحلّي (٦٩٠ ه‍) قد نقل عنه في الجامع للشرائع ، وكذلك الفاضل الآبي نقل عنه في كشف الرموز واعتبره في المقدّمة الثالثة من كتابه من المشايخ الأعيان (٨).

__________________

(١) السرائر ١ : ١٧٧.

(٢) السرائر ٢ : ٧٣١.

(٣) المعتبر ١ : ٧٤.

(٤) المعتبر ١ : ٢٥٧.

(٥) المعتبر ١ : ٤٣٥.

(٦) المعتبر ١ : ٤٤٦ ، وانظر كشف الرموز ١ : ١١٧.

(٧) المعتبر ٢ : ٨٩.

(٨) كشف الرموز ١ : ٣٩.

١٣٥

وعبّر عنه في مقاطع كثيرة من كتابه بصاحب الرائع.

ونقل عنه العلّامة الحلّي (٧٢٦ ه‍) في كثير من مباحث كتاب مختلف الشيعة ، وكثيرا ما كان يقول : قال القطب الراوندي في كتاب الرائع (١).

وهكذا تتابع الفقهاء العظام نقل أقواله عن كتاب الرائع ، وعن شرح مشكلات النهاية ، فنقل أقواله فخر المحقّقين (٧٧١ ه‍) والشهيد الأوّل (٧٨٦ ه‍) في البيان والدروس والذكرى.

ونقل السيّد ابن طاوس (٦٦٤ ه‍) عنه قائلا : وذكر الشيخ العالم سعيد بن هبة الله الراوندي ـ رحمة الله عليه ـ في كتاب شرح النهاية ، في كتاب الصيام ، في باب علامات شهر رمضان ما هذا لفظه : وقد رويت روايات بأنّه إذا تحقّق الهلال العام الماضي عدّ خمسة أيّام وصام اليوم الخامس ، أو تحقّق هلال رجب عدّ تسعة وخمسين يوما وصام يوم الستّين ، وذلك محمول على أنّه يصوم ذلك بنيّة شعبان استظهارا ، فأمّا بنيّة أنّه من شهر رمضان فلا يجوز على حال (٢).

القطب الراوندي شاعرا

كما كان القطب الراوندي بارعا في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن وبقيّة الفنون ، كان بارعا في الشعر ، وقد نقلت بعض أشعاره في كتب مختلفة ، حيث نقل بعضها العلّامة الأميني في الغدير ، والسيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة ، والمحدّث النوري في خاتمة المستدرك.

وقال السيّد عبد العزيز الطباطبائي : إنّ الراوندي جمع ديوانه بنفسه وسمّاه نفثة المصدور (٣).

__________________

(١) مختلف الشيعة ٣ : ٨٠ و ٧ : ١٥٤.

(٢) إقبال الأعمال ١ : ٥٨.

(٣) تراثنا ٣٩ : ٢٨٩.

١٣٦

ونحن بدورنا نأتي هنا بجميع ما عثرنا عليه من أشعار منسوبة لمؤلّفنا القطب الراوندي.

قسيم النار ذو خير وخير

يخلّصنا الغداة من السعير

فكان محمّد في الدين شمسا

عليّ بعد كالبدر المنير

هما فرعان من عليا قريش

مصاص (١) الخلق بالنصب الشهير

وقال له النبيّ لأنت منّي

كهارون وأنت معي وزيري

ومن بعدي الخليفة في البرايا

وفي دار السرور على سريري

وأنت غياثهم والغوث فيهم

لدى الظلماء كالصبح البشير

ولائي في البتول وفي بنيها

كمثل الروض في اليوم المطير

محمّد النبي غدا شفيعي

لأنّ عليّا الأعلى ظهيري

ولا أرضى بتيم أو عديّ

أميرا خاب ذلك من أمير

مصير آل أحمد يوم حشري

ويوم الحشر حبّهم نصيري (٢)

وله رحمه‌الله أيضا :

بنو الزهراء آباء اليتامى

إذا ما خوطبوا قالو سلاما

هم حجج الإله على البرايا

فمن ناواهم يلق الأثاما

فكان نهارهم أبدا صياما

وليلهم كما تدري قياما

ألم يجعل رسول الله يوم ال

غدير عليّا الأعلى إماما

ألم يك حيدر قرما هماما

ألم يك حيدر خيرا مقاما

وإن آذى البتول بنو عديّ

يكن أبدا عذابهم غراما

بنوهم عروة الوثقى يحامي

عطاؤهم اليتامى والأيامى

__________________

(١) مصاص : خالص كلّ شيء ، وفلان مصاص قومه : أي أخلصهم كما في لسان العرب ٧ : ٩١.

(٢) خاتمة المستدرك ٣ : ٨٠.

١٣٧

قسيم النار في الدنيا كفانا

سيكفينا البليّات العظاما

هم الراعون في الدنيا الأناما

هم الحفّاظ في الأخرى الذماما

فلا تسرف ولا تقتر عليهم

حقوقهم وكن فيهم قواما (١)

وله رحمه‌الله أيضا :

أمير المؤمنين غدا إمامي

فأنا اليوم أجعله أمامي

أواليه وأفديه بروحي

كتفدية المشوق المستهام

ومن يهواه لا تفريط منه

ولا إفراط جلّ عن الملام

فأعلا حبّه صيتي وصوتي

وخلّصني من الكرب العظام

لأرجو الأمن في حشري ونشري

وتسليما إلى دار السلام

فقد آثرت أهل البيت معا

بعروتهم وحبلهم اعتصامي

عليّ والبتول كرام أصل

وسبطا المصطفى فرعا الكرام

وزين العابدين إمام حقّ

وباقر مشكل صعب المرام

وصادقهم وكاظمهم أناروا

بسيط الأرض في غبش الظلام

وإعجاز الرضا في الأرض باق

وفضل سليله فوق الكلام

وأردى العسكريّان الأعادي

بلا استعمال رمح أو حسام

وأنّ القائم المهديّ شمس

تلألأ ضوؤها تحت الغمام

هم أهل الولاية والتولّي

هم خير البريّة والأنام (٢)

وله رحمه‌الله أيضا :

لآل المصطفى شرف محيط

تضايق عن تنظّمه البسيط

إذا كثر البلايا والرزايا

فكلّ منهم جأش ربيط

إذا ما قام قائمهم بوعظ

كأنّ كلامه درّ لقيط

__________________

(١) خاتمة المستدرك ٣ : ٨١.

(٢) خاتمة المستدرك ٣ : ٨٢.

١٣٨

إذا امتلأت بعدلهم ديار

تقاعس دونه الدهر القسوط (١)

هم العلماء إن جهل البرايا

هم الموفون إن خان الخليط (٢)

بنو أعمامهم جاروا عليهم

ومال الدهر إذ مال الغبيط

لهم في كلّ يوم مستجدّ

برغم الأصدقاء دم عبيط

فمات محمّد وارتدّ قوم

بنكث العهد إذ خان الشموط

تناسوا ما مضى بغدير خمّ

فأدركهم لشقوتهم هبوط

ألا لعنت أميّة قد أضاعوا

الحسين كأنّه فرخ سميط

على آل الرسول صلاة زكي

طوال الدهر ما طلع الشميط (٣)

هذا وقد نقل السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه‌الله مجموعة من الأبيات الشعريّة للقطب الراوندي حيث قال : وجدتها في مجموعة مخطوطة في مكتبة الدكتور مهدوي الخاصّة في طهران :

دعاني إن داعية دعاني

وقوما إذا دعاني ودّعاني

سقاني حبّه كأسا دهاقا

فروّاني وأسكر إذ سقاني

خلعت عنان قلبي في هواه

فدعني صاحبي فيما عناني

أماني الورى منه أمان

هلاكي فيه من أقصى الأماني

رمى قلبي بقوس الحبّ سهما

وأحياني بقتلي إذ رماني

وأجلسني وكلّمني بلطف

وأنطقني وأطلق لي لساني

تجلّى الربّ للجبل المعلّى

فدكّ وقد أراني ما أراني

وذلك بعد ما قد قال موسى

له : أرني ، فنادى : لن تراني

__________________

(١) القاسط : يراد به هنا الجائر.

(٢) الخليط : هو المخالط أي الصديق.

(٣) الشميط : الصبح لاختلاط بياضه بلون آخر كما في لسان العرب ٧ : ٢٩٣. والأبيات في خاتمة المستدرك ٣ : ٨٢.

١٣٩

وأحرق نوره ظلمات قلبي

وأشرق منه عيني بالعيان

وواعدني الصديق جنان عدن

فقلت : هواه لي أعلى الجنان (١)

وقال في أعيان الشيعة : وفي مجموعة الجبعي عن الكفعمي أنّه قال : ومن شعر المترجم له في أهل البيت عليهم‌السلام :

إمامي عليّ كالهزبر لدى العشا

وكالبدر وهّاجا إذا الليل أغطشا

إمامي عليّ خيرة الله لا الذي

تخيّرتم والله يختار من يشا

أخو المصطفى زوج البتول هو الذي

إلى كلّ حسن في البرية قد عشا

بمولده البيت العتيق كما روى

رواة وفي حجر النبوّة قد نشا

موالوه قوّامون بالقسط في الورى

معادوه أكّالون للسحت والرشا

له أوصياء قائمون مقامه

أرى حبّهم في حبّة القلب والحشا

هم حجج الرحمن عترة أحمد

أئمّة حقّ لا كمن جار وارتشى

مودّتهم تهدي إلى جنّة العلى

ولكنّما سبابهم يورث العشا

وإنّي بريء من فعيل فإنّه

لأكفر من فوق البسيطة قد مشى

فلولاه ما تمّت لفعل إمارة

ولا شاع في الدنيا الضلال ولا فشا

وله عليه الرحمة :

محمّد وعليّ ثمّ فاطمة

من الشهيدين زين العابدين علي

والصادقان وقد سارت علومهما

والكاظم الغيظ والراضي الرضا علي

ثمّ التقيّ النقيّ الأصل طاهره

محمّد ثمّ مولانا النقيّ علي

ثمّ الزكيّ ومن يرضى بنهضته

أن يظهر العدل بين السهل والجبل

إنّي بحبّهم يا ربّ معتصم

فاغفر بحرمتهم يوم القيامة لي (٢)

__________________

(١) مجلّة تراثنا ٣٩ : ٢٩١.

(٢) أعيان الشيعة ٧ : ٢٦٠.

١٤٠