تراثنا ـ العددان [ 99 و 100 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 99 و 100 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٥٢٦

وَلَمْ يَنْقُلْ ذلِكَ غَيْرُهُ ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ أعْلامِ الُْمحَدِّثينَ عِنْدَ الْجُمْهُورَ.

وَلَوْ كُنّا مِمَّنْ يَعْتَمِدُ في نِسْبَةِ الرّاوي إلى نِحْلَة مّا على بَلَدِهِ ؛ لاسْتَأْنَسْنا لِعَدَمِ تَشَيُّعِهِ بِكَوْنِهِ (بَصْرِيّاً) فِإنَّ البَصْرَةَ كانَتْ في زَمانَهِ (عُثْمانِيَّةً) وَعلى هذا الرَّأْي جُمْهُورُ أَهْلِها.

لكِنْ يَكْفي في إثْباتِ عَدَمِ تَشَيُّعِهِ ما رَواهُ النِّسائِيُّ عَنْهُ في سُنَنِهِ في (المَسحِ على الْعِمامَةِ)(١) عِنْدَ الْوُضُوءِ ، مِمّا هُوَ خِلافُ ما عَلَيْهِ أئِمَّةُ العِتْرَةِ وَمَنِ انْقَطَعَ اِلَيْهِمْ في الفِقْهِ والْعَقائِدِ.

بعض التصويبات :

* وَجاءَ اسْمُ شيخِهِ أبي مِجلَز ، مُحَرَّفاً إلى : (أبي مجاز) ، وَهُوَ : لاحِقُ بنُ حُمَيْد التَّابِعيُّ.

* وَجاءَ في ترجمة (أبي الطُّفَيْل) ـ رضي اللهُ تعالى عنهُ ـ أَنَّهُ عامِرُ بْنُ وائِلَة ، والصَّوابُ : عامِرُ بْنُ واثِلَةَ (بالثّاء الْمُثَلَّثَةِ).

* وَفي ترجمته أيْضاً : «قالَ أَخُو جُعف» وَالصَّوابُ : أخُوْ جُعْفيّ وَهُوَ جُعْفِيُّ بْنُ سَعْدِ الْعَشيرَةِ والنِّسْبَةُ إلَيْهِ (جُعْفِيٌّ) أَيْضَاً.

* وَعَدَّ السَّيِّدُ : (عَبْدَ اللهِ بْنَ داوُدَ الخُرَيْبِيَّ) ، مِنَ الشّيعَةِ ؛ اعْتِماداً على ماانْفَرَدَ بِهِ ابْنُ قُتَيبَةَ في (المعارف)(٢). وَقَدْ مَرَّ ما فيه.

* وَجاءَ في ترجمته ذِكْرُ (ابن جُرَيج) (بالجيم في أوّلِهِ وَآخِرِه) مُصَحَّفَاً اِلى ابن جُرَيْح (بالحاء المهملة في آخِرِه).

* كما جاءَ في ترجمتِهِ : «سَكَنَ الحربيّة من البصرة». والحَربيّةُ ـ هُنا ـ

__________________

(١) سنن النسائي : ٧٦ (باب المسح على العمامة) ، والسنن الكرى له ١ / ٨٧ / ١٠٧.

(٢) المراجعات : ١٤٣ ، المعارف : ٥٢٠.

٤١

تصحيفٌ صَوابُها : الخُرَيْبَة ، بالخاءِ الْمُعْجَمَةِ الْمضمومَةِ وَالرّاءِ الْمُهْمَلَةِ الْمَفْتُوْحَةِ ثُمَّ الياء السّاكِنةَ بَعْدَها الْباء الْمُوَحَّدَة ، وَهِيَ مَوْضِعٌ في الْبَصْرَةَ ، وَكانَتْ تُسَمّى (البُصَيْرَةَ الصُّغرى) كما في مادَّةِ (خرب) من القاموس المحيط(١) وَذَكَرَها الْبُلدانِيُّونَ كياقوت في (معجم البلدان)(٢) وَنَسَبَ إلَيْها

عبدالله بْنَ داوُدَ الْمَذْكُوْرَ كَما ذَكَرَهُ السَّمْعانِيَّ في (الخُرَيْبِيّ) مِنَ (الأنساب)(٣).

* وَجاءَ في ترجمةَ (عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبان ، الْقُرَشيّ الْكُوفيّ) الْمُلقَّب مَشْكْدانَة ، من (المُراجعات) : «وَذَكَرَهُ صالِحُ بْنُ مُحَمّد بن جَزَرة ، فَقالَ : كانَ غالياً في التَّشيُّع ...»(٤) إلى آخر.

وَالصَّوابُ : أَنَّ (جَزَرَةَ) لَقَبُ صالِح ، وَلَيْسَ اسْمَ جَدِّه ، بَلْ ليس في أَجْدادِهِ مَنْ يُسَمّى بهذا الاسْم. فَهُوَ : أَبو عَليٍّ ، صالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْنِ حَبيبِ بْنِ حَسانِ(٥) بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمّار ، الأَسَدِيُّ مَوْلاهُمْ ، الحافِظُ ، الْبَغْداديُّ ، الْمَشْهُورُ ، وَإنَّما لُقِّبَ (جَزَرَةَ) لإنَّهُ صَحَّفَ في حَديْثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْر : أَنَّهُ كانَتْ لَهُ خِرْزَةٌ يُداوِيْ بها الْمَرْضى ، فَقالَ : جَزَرَةَ ، كَما جاءَ في تَرْجمتِهِ مِنْ (تاريخ مدينة السلام) للخطيب البغداديّ ، المطبوع أَوَّلاً باِسْمِ (تاريخ بغداد)(٦). و (الإكمال)(٧) لاِبْن ماكوْلا ، وَغَيْرهِما.

__________________

(١) القاموس المحيط ١ / ٦٠ (خرب).

(٢) معجم البلدان ٢ / ٣٦٣.

(٣) الأنساب ٢ / ٣٥٤.

(٤) المراجعات : ١٤٤.

(٥) حَسّانُ إنْ كانَ مِنْ (حَسُنَ) فَهُوَ (فَعّال) وَيُصْرَفُ حينَئِذ ، وَإنْ كانَ مِنْ (حَسَّ) فَهُوَ (فَعْلانُ) وَيُمنَعُ آنذاكَ مِنَ الصَّرْفِ.

(٦) تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٢ / ٤٨٦٢.

(٧) إكمال الكمال ٢ / ٤٦١.

٤٢

* وَفي تَرجمة : (عبد الرحمن بن صالح الأزْديّ الْكُوْفيّ) : من (المراجعات) : «وَذَكَرَهُ صالح بن جزرة» وَقَدْ مَرَّ عليك وَجْهُ الصَّوابِ فيه.

* وَفي تَرجمة : (عبد الرزّاق الصَّنْعانيّ) : «وَهُوَ مِنْ مَشائخ أحمد» وَصَوابُ مشائخ : مشايخ (بالياء) لأصالَتِها في هذِهِ الْكَلِمَةِ.

وَمِنْ طَرِيْفِ التَّوْرِيَةِ قَوْلُ أَحَدِ الْعُلَماءِ الظُّرَفاء : «لاتَهْمِز الْمَشايِخَ».

* وَذَكَرَ السيّدُ طابَ ثَراهُ : (عليَّ بْنَ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيَّ الْبَغْداديَّ) ، أَحَدَ شُيُوخ البُخارِيّ ، على أَنَّهُ من الشّيْعَةِ ، اعتماداً على ما انْفَرَدَ بِذِكْرِهِ ابْنُ قُتَيْبَةَ في(المعارف).

وَقَدْ مَرَّ ما فيه(١).

* وَجاءَ في نَسَبِ (عليّ بن زَيْد الَّتميميّ الضَّرير ... بن أبي مليكة بن جذعان)(٢).

والصَّوابُ : ... بن أبي مليكة بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعان (بالدّال المهملة).

* وَفي ترجمة (أبي مُعاوِيَةَ الضَّريْرِ مُحَمَّد بن خازم).

عَلَّقَ السيّد على اسْمِ أبيه بِقَوْلِهِ : «بالخاء المعجمة مِنْ فَوْق وَغَلَطَ مَنْ قالَ : ابن حازم بالْمُهمَلَةِ».

قُلْتُ : سَمَّتِ الْعَرَبُ خازِماً وَحازِماً ، واسمُ والِدِ أبي مُعاوِيَة : خازِم (بالخاءالمعجمة) عِنْدَ الأكْثَرِ ، وَلكِنْ ذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ بِالْحاءِ المهملة ، ولِذلِكَ أوْرَدَاَسْمَهُ ابْنُ ماكولا في (الُمخْتَلَفِ فيهم) من الأسماء (أي خازِم ـ وهُوَ الأكثركما مَرَّ عليك ـ وَحازِم)(٣).

__________________

(١) المراجعات : ١٥٦ ، المعارف : ٥٢٥.

(٢) المراجعات : ١٥٧.

(٣)

٤٣

وَمَعَ الاختلافِ وِإنْ لَمْ يَتَكافَأْ طَرَفاهُ لا يُبَتُّ بِتَغْلِيْطِ مَنْ قالَ : هذا الاسْمَ بِالْحاء الْمُهْمَلَة ، بَلْ يُقالُ : هُوَ خازِمٌ عند الأكثر ، أَوْ على الرّاجح ، وقد رواه بَعضُهُمْ بالْحاء المهملة. أوْ نحو ذلِكَ.

وَوَرَدَ تلقيبُ أبي مُعاوِيَةَ اَلضَّريرِ المذكور بـ : (التميميّ) وَالْمَعُروفُ أَنَّهُ (تَيْمِيٌّ) بِميم واحِدَة وَنِسْبتُهُ إلَيْهِمْ نِسْبَةُ وَلاء ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَنْفُسِهِم.

* وَفي تَرْجمةِ (نُوْحِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رَباح) (الحُداني وَيقال الطاحي).

وأظُنُّ (الطاحي) تحريفاً.

* وَوَرَدَ مِنْ أَسْماءِ الشّيعةِ الُمحْتَجِّ بِهِمْ في مَسانِدِ أهْلِ السُّنَّةِ : (هُبَيْرَةُ بْنُ بريم) ، بالباء المُوَحَّدَةِ. وَالصّواب : يَريم (بالياء آخر الحروف).

* وَوَرَدَ ذِكْرُ (هِشامِ بْنِ عَمَّار الدَمِشقيِّ) الُْمحَدِّثِ المشهورِ : على اَنَّهُ مِنَ الشّيعة ، اعْتِماداً على ما انْفَرَدَ بِهِ ابْنُ قُتَيبَةَ في (مَعارِفه)(١).

مَعَ أَنَّهُ في التسنّنِ كالسكّة الُْمحماةِ ، وَيَكْفي في كَوْنِهِ غَيْرَ شِيعيٍّ إطراءُ الذَّهبيّ إيّاهُ إذْ وَصَفَهُ في (الميزان) بقوله : «الإمامُ ، خطيبُ دَمشق وَمُقْرِءُها ومُحَدِّثُها وَعالمها»(٢).

وَكَوْنُهُ (خطيب دمشق وَمُقرءها وَمُحَدِّثَها وَعَالِمَها) مِنْ شَواهِدِ بُعْدِهِ عن ساحة التَّشيُّع ، وَهُوَ صاحِبُ كتاب (فضائل أصحاب النّبيّ) ولم يذكر عن أهل البيت عليهم‌السلام شيئاً ، فكَيْفَ يَعُدُّهُ شِيْعيَّاً؟!

* وَأَوْرَدَ السيّدُ قدس‌سره : (هشيم بن بشير الواسطيّ) ، في رجال الشيعة ، اعتماداًعلى ما انْفَرَدَ بِهِ ابْنُ قُتَيْبَةَ في مَعارِفِهِ(٣).

مَعَ أَنَّ شيوخه والآخذين عنه كلّهم من أعلام أهل السنّة ، ولم يُصَرِّح

__________________

(١) المراجعات : ١٧٥.

(٢) ميزان الاعتدال ٤ / ٣٠٢ / ٩٢٣٤.

(٣) المراجعات : ١٧٦ ، المعارف : ٥٠٦.

٤٤

أَحَدٌبتشيُّعِهِ ، بل العامّة أثْنَوا عليهِ ثَناءً بَلِيغاً ، ووصفه الذهبيُّ ـ عَدُوُّ الشيعةِ الأَلَدُّ ـ بـ : «الحافظ» وَأَنَّهُ «أَحَدُ الأعلام».

* وَوَرَدَ في تَرْجمَةِ (وَكيعِ بْنِ الجرّاحِ : قَيْس غيلان (بالمعجمة)(١).

والصَّوابُ : قيس عَيلان (بالْمُهْمَلَةِ).

* وَفي آخر المراجعة المشتملة على (أَسْناد الشّيعَةِ في إسْنادِ السُّنَّةِ) : «... وَمِنها تَعْريف أَياديهم الْبَيْضاءَ في خِدْمَةِ الشريعة الحنيفة السمحاء»(٢).

وصوابُ : (اَلْبَيضاء) ـ هُنا ـ : البِيْضُ ؛ لأنَّ الْبَيضاءَ صِفَةٌ لِلْمُفرَدَةِ الْمُؤَنَّثَةِ كَوَصْفِ (الَيدِ) ـ الْمُفْرَدَةِ ـ بـ(الْبَيضاء).

كما أنَّ صوابُ : (السَّمحاء) : السَّمْحَة ؛ اِذْ لَيْسَ في لُغة الْعَرَبِ (فَعْلاء) مِنْ(سمح) وَهذا من الخَطَأِ الشائِعِ على ألْسِنَةِ الكثير ، ولايُنْتَبَهُ إلى وَجْهِ الْخَطَأفِيهِ إلاّ بَعْدَ مُراجَعةِ (مُعجَمات اللّغَةَ) وَأَبْوابِ الصَّرفِ.

هذه سياحةٌ عَجلى على ضفاف (المُراجَعَات) قَعَدَ بِصاحِبِها عن مَخْرِ عُبابِها ، والغوصِ على جَواهِرِها عَوارضُ بِالمُقيمِ المُقْعِدِ هامِعٌ وَدْقُ عارِضها ، وقُصُور عن بُلُوغِ الغايَةِ في اسْتِكْناهِ هاتيك (الدُرَر الغَوالِي) واسْتِجْلاءِ مَعارِضِها ، فلئنْ فاتَهُ الفَوزُ بِالنِصابِ الوافي من ذلك الرصدِ ؛ لَحَسْبُهُ من القِلادَةِ ما أحاطَ بِالْجِيْدِ ، واللهُ وَلِيُّ التوفيقِ والتسديدِ.

الأقلّ عبدُ الستّار الحَسَنيُّ

مدرسة الإمام المجتهد

الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء النجف الأشرف

محرّم الحرام ١٤٢٦ هـ

__________________

(١) المراجعات : ١٧٧.

(٢) المراجعات : ١٨٢.

٤٥

المصادر

١ ـ القران الكريم.

٢ ـ إكمال الكمال : للحافظ ابن ماكولا (ت ٤٧٥ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت

/لبنان.

٣ ـ أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي (ت١٣٧١ هـ) ، حقّقه وأخرجه واستدرك عليه : حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت / لبنان ١٤٠٦ هـ ـ ١٩٨٦ م.

٤ ـ الأنساب : لأبي سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني (ت٥٦٢ هـ) ، تحقيق : عبد الله عمر البارودي ، دار الجنان ـ بيروت / لبنان ١٤٠٨ هـ.

٥ ـ تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي (ت٤٦٣ هـ) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ـ بيروت / لبنان ١٤١٧ هـ.

٦ ـ تذكرة الحفاظ : لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي (ت٧٤٨ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت / لبنان.

٧ ـ تفسير السمرقندي : لأبي الليث السمرقندي (ت٣٨٣ هـ) ، تحقيق : د. محمود مطرجي ، دار الفكر ـ بيروت / لبنان.

٨ ـ تهذيب التهذيب : لابن حجر العسقلاني (ت٥٢٨ هـ) ، دار الفكر ـ بيروت / لبنان ١٤٠٤ هـ.

٩ ـ رجال الشيخ الطوسي : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت٤٦٠ هـ) ، تحقيق : جواد القيومي الإصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي (جماعة المدرسين) ـ قم / إيران ١٤١٥ هـ.

٤٦

١٠ ـ سير أعلام النبلاء : لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي (ت٧٤٨ هـ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، محّمد نعيم العرقسوسي ، مؤسّسة الرسالة ـ بيروت / لبنان ١٤٠٦ هـ.

١١ ـ السنن الكبرى : لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت٣٠٣ هـ) ، دارالكتب العلمية ـ بيروت / لبنان ١٤١١ هـ.

١٢ ـ صحيح مسلم : لمسلم بن الحجاج النيسابوري (ت٢٦١ هـ) ، دار الفكر ـ بيروت /لبنان.

١٣ ـ صحيح النسائي : لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت٣٠٣ هـ) ، دارالفكر ـ بيروت / لبنان ١٣٤٨ هـ.

١٤ ـ القاموس المحيط : للفيروزآبادي(ت٨١٧ هـ) ، دار الكتب العلمية ـ بيروت / لبنان١٤١٥ هـ ـ ١٩٩٥م.

١٥ ـ الكنى والألقاب : للشيخ عبّاس القمّي(ت١٣٥٩ هـ) ، تقديم : محمد هادي

الأميني ، مكتبة الصدر ـ طهران / إيران.

١٦ ـ مجلة علوم الحديث : مجلة نصف سنوية تصدر عن كلّية علوم الحديث ـ طهران

/إيران.

١٧ ـ المراجعات : للسيد عبد الحسين شرف الدين العاملي (ت١٣٧٧ هـ) ، تحقيق : حسين الراضي ، بيروت / لبنان ١٤٠٢ هـ ـ ١٩٨٢م.

١٨ ـ المعارف : لعبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت٢٧٦ هـ) ، تحقيق : ثروت عكاشة ، دارالمعارف ـ القاهرة / مصر.

١٩ ـ معجم البلدان : لياقوت الحموي (ت٦٢٦ هـ) ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت /لبنان ١٣٩٩ هـ.

٢٠ ـ مناقب آل أبي طالب : لابن شهر آشوب (ت٥٨٨ هـ) ، المكتبة الحيدرية ـ النجف الأشرف / العراق ١٣٧٦ هـ.

٤٧

٢١ ـ ميزان الاعتدال : لأبي عبد الله شمس الدين الذهبي (ت٧٤٨ هـ) ، دار المعرفة ـ بيروت / لبنان ١٣٨٢ هـ ، الطبعة الأولى ، تحقيق علي محّمد البجاوي.

٢٢ ـ النصائح الكافية : للسيّد محمّد بن عقيل العلوي (ت١٣٥٠ هـ) ، دار الثقافة ـ قم /إيران ١٤١٢ هـ.

٢٣ ـ وفيات الأعيان : لابن خلّكان (ت٦٨١ هـ) ، تحقيق : إحسان عبّاس ، دار الثقافة ـ بيروت / لبنان.

٤٨

علماء الشيعة

ومصنّفاتهم في مصادر

أهل السنّة(١)

(١)

السـيّد مصطفى المطهّري

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدّمة :

لقد حملني شوق التحقيق في مجال معرفة كتب الشيعة ورجالها من خلال كتب أهل السنّة ، إلى أن أبذل قصارى جهدي في موسوعة بهذا المضمارتحت عنوان علماء الشيعة ومصنّفاتهم في مصادر أهل السنّة ، آملا أن تبلغ مقاصدها.

إنّ هذه الرسالة حاليّاً ما هي إلاّ ورقة من تلك المجموعة ، حيث ارتبطت بما نقله ابن حجر عن أحد كتب الرجال.

إنّ ابن حجر العسقلاني(٢) المؤلّف المشهور من أهل السنّة (ت٨٥٢ هـ) ، نقل مواضيع قيّمة من كتب الشيعة في كتابه المعروف بـ :

__________________

(١) استلمنا المقالة باللغة الفارسية وقامت هيئة التحرير بترجمتها إلى العربية.

(٢) ابن حجر العسقلاني (٧٧٣ ـ ٨٥٢ هـ).

٤٩

لسان الميزان وهوالكتاب الذي ألّفه في ضعفاء الرجال(١) ، وإنّ ما نقله ابن حجر وإن كان نقلا إجماليّاً في بعض المواضع ولكنّه كان نقلا دقيقاً في كثير من المواضع الأخر ، بحيث يمكن أن يكون مؤثّراً في معرفة هوية الكتب الرجالية الشيعية إلى حدٍّ كبير ، سواء في معرفة هويّة الكتب المفقودة أوالكتب المتبقّية التي اعترتها يد النقصان بنحو ما.

وإنّ أحد المصادر التي استفاد منها في لسان الميزان هو الكتاب الرجالي الذي ذكره ابن حجر بعناوين مختلفة ، مثل : كتاب رجال الشيعة (حيث يبدو أنّه هو العنوان الأصلي للكتاب) ، مصنّفي الشيعة ، شيوخ الشيعة ، مشايخ الشيعة(٢) ، وذكر مؤلّفه باسم عليّ بن الحكم ، وقد عرض

__________________

(١) فقد احتوى كتابي هذا على ذكر الكذّابين الوضّاعين المتعمّدين قاتلهم الله وعلى الكاذبين في أنّهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا ثمّ على المتّهمين بالوضع بالتزوير ثمّ على الكذّابين في لهجتهم لا في الحديث النبويّ ثمّ على المتروكين الهلكى الذين كثرخطاؤهم وتُرك حديثهم ولم يعتمد على روايتهم ثمّ على الحفّاظ الذين في دينهم رقّةوفي حديثهم وهن ثمّ على المحدّثين الضعفاء من قبل حفظهم فلهم غلط وأوهام ولم يُترك حديثهم بل يُقبل ما رووه في الشّواهد والاعتبار بهم لا في الأصول والحلال والحرام ثمّ على المحدّثين الصادقين أو الشيوخ المستورين الذين لم يبلغوا رتبة الإثبات المتقنين وما أوردت منهم إلاّ من وجدته في كتاب أسماء الضعفاء ثمّ على خلق كثير من المجهولين ممّن نصّ أبو حاتم الرازي على أنّه مجهول أو قال غيره لايعرف أو فيه جهالة أو غير ذلك من العبارات التي تدلّ على عدم شهرة الشيخ بالصدق إذ المجهول غير محتجّ به ثمّ على الثقات الأثبات الذين فيهم بدعة والثقات الذين تكلّم فيهم من لا يُلتفت إلى كلامه ولا إلى تضعيفه لكونه تعنّت فيه وخالف الجمهور من أولي النقدوالتحرير.

(٢) يحتمل أنّ المراد من قول ابن حجر : «ذكره من شيوخ الشيعة» أو «ذكره في مشايخ الشيعة» هو نفس (المشيخة). هذا وقد قال ابن حجر تارة : «ذكره من شيوخ الشيعة».

٥٠

ابن حجر آراءه بألفاظ مثل : ذكره ، قال ووصفه.

وسوف نحاول بعد هذه المقدّمة التعرّف على هذه الشخصية وآثارها العلمية :

المطلب الأوّل :

من هو عليّ بن الحكم في الكتب الرجالية؟

قال في شأنه النجاشي رحمه‌الله : «عليّ بن الحكم بن الزبير النخعي أبو الحسن الضرير مولى له ابن عمّ يعرف بعليّ بن جعفر بن الزبير روى عنه له كتاب أخبرنا أبو عبدالله بن شاذان قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سعد عن محمّد بن إسماعيل وأحمد بن أبي عبدالله عن عليّ بن الحكم بكتابه»(١).

وكذلك أيضاً قال الشيخ رحمه‌الله : «عليّ بن الحكم الكوفي ثقة جليل القدر له كتاب أخبرنا جماعة عن محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد بن هشام ، عن محمّد بن السندي ، عن عليّ بن الحكم.

ورواه محمّد بن عليّ ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم. وأخبرنا ابن أبي جِيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار وأحمد بن إدريس والحميري ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم»(٢).

وقال الكشّي رحمه‌الله أيضاً : «حمدويه ، عن محمّد بن عيسى : أنّ عليّ بن الحكم هو ابن أخت داود بن النعمان بيّاع الأنماط وهو نسيب بني الزبير

__________________

(١) رجال النجاشي : ٢٧٤ رقم ٧١٨.

(٢) فهرست الطوسي : ٢٦٣ رقم ٣٧٦.

٥١

الصيارفة ، وعليّ بن الحكم تلميذ ابن أبي عمير لقي من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام الكثير وهو مثل ابن فضّال وابن بكير»(١).

بناءً على ما نقله هؤلاء الأجلّة ، نستطيع أن نستنتج من خلال ملاحظة طبقته رجاليّاً أنّ عليّ بن الحكم من تلامذة ابن أبي عمير ، وابن أبي عمير طبقاًلما نقله النجاشي فإنّه يروي عن الإمام الرضا والإمام الكاظم عليهما‌السلام(٢) ، ومن جهة أُخرى فقد عدّ الشيخ علي ّبن الحكم من أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد عليهما‌السلام(٣).

ومن ناحية أخرى لم ينسب إليه كتاب في الرجال ، ولكن ما نقله ابن حجر عن عليّ ابن الحكم فإنّها تنطبق عليه.

وقد قال الشيخ آقا بزرك صاحب كتاب الذريعة في كتابه في شأن هذه الشخصية : «رجال عليّ بن الحكم وهو عليّ بن الحكم بن الزبير النخعي الأنباري ، تلميذ ابن أبي عمير ، وقد لقي من أصحاب أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام جمعاً كثيراً ، وهو مثل الحسن بن عليّ بن فضّال وعبدالله بن بكيركما ذكره الكشّي(٤) ، ويروي عنه أحمد بن أبي عبدالله البرقي الذي توفّي (٢٧٤) أو (٢٨٠) كما في النجاشي والفهرست ، ينقل عنه كثيراً في لسان الميزان بعنوان ذكره عليّ بن الحكم في رجال الشيعة»(٥).

__________________

(١) رجال الكشّي : ٥٧٠ رقم ١٠٧٩.

(٢) رجال النجاشي : ٣٢٦ رقم ٨٨٧ ؛ لقي أبا الحسن موسى عليه‌السلام وسمع منه أحاديث كنّاه في بعضها فقال : يا [أ] با أحمد وروى عن الرضا عليه‌السلام.

(٣) ذكره السيّد الخوئي رحمه‌الله في بحث مفصّل في معجم الرجال ١٢/٤١١ رقم ٨١٠٠.

(٤) رجال الكشّي : ٥٧٠ رقم ١٠٧٩.

(٥) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ١٠/١٣٥.

٥٢

كذلك أيضاً العلاّمة السيّد محسن الأمين فهو يعتقد بذلك أيضاً كما يبدومن كلامه في عدّة مواضع ونحن نذكر نماذج منها :

«عليّ بن الحكم من قدماء الأصحاب يظهر أنّ له كتاباً في الرجال ينقل عنه ابن حجر في لسان الميزان في أحوال رجال الشيعة»(١).

«عليّ بن الحكم من أصحابنا كان له كتاب في الرجال موجود عند ابن حجر وينقل عنه في كتابه كثيراً ومفقود عند أصحابنا الذين ألّفوا في الرجال»(٢).

«عليّ بن الحكم من أصحابنا له كتاب في الرجال كان عند ابن حجر وينقل عنه في لسان الميزان كثيراً»(٣).

ومن بين المعاصرين فإنّ آية الله السبحاني أيضاً ذكر في كتابه كلّيّات في علم الرجال ما نصّه : «والأسف كلّ الأسف أنّ هذا الكتاب وغيره مثل تاريخ ابن أبي طي ورجال عليّ بن الحكم ورجال الصدوق التي وقف على الجميع ، ابن حجر في عصره ، ونقل عنها في كتابه لسان الميزان ، لم تصل إلينا ، لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراً»(٤).

ظاهر هذا الكلام أيضاً كسائر الآراء والأقوال التي مرّت من قبل فإنّه يثبت أنّ هذا الكتاب لعليّ بن الحكم بن الزبير ، ولكن إذا تأمّلنا قليلا واستفدناممّا نقله ابن حجر نستطيع أن نتوصّل إلى أنّ هذا الراوي خلافاً للأقوال السابقة ليس هو عليّ بن الحكم المعروف ، وإنّ عليّ بن الحكم

__________________

(١) الذريعة ١/١٥٠.

(٢) الذريعة ٦/٣٦.

(٣) الذريعة ٦/٣٤.

(٤) كليّات في علم الرجال : ١١٢.

٥٣

الراوي عن ابن عمير لم يكن له كتاب رجاليّ قطّ ، وإنّ التعبير بـ (له كتاب) من النجاشي والشيخ ليس المراد منه كتاب الرجال بل المراد منه كتاب الحديث ، ولنكتف بذكر بعض النماذج إثباتاً لما ادّعيناه ، فإنّ ابن حجر في كلٍّ من ترجمة الحسين بن أحمد بن عامر والحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدّب والحسين بن إبراهيم القزويني يقول : «الحسين بن أحمد بن عامر الأشعري ؛ ذكره عليّ بن الحكم في شيوخ الشيعة وقال كان من شيوخ أبي جعفر الكليني صاحب كتاب الكافي وصنّف الحسين كتاب طبّ أهل البيت وهو من خير الكتب المصنّفة في هذا الفنّ ، روى عن عمّه عبدالله بن عامر وغيره»(١).

«الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدّب ؛ قال عليّ بن الحكم في مشايخ الشيعة كان مقيماً بقم وله كتاب في الفرائض أجاد فيه وأخذ عنه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه وكان يعظّمه»(٢).

«الحسين بن إبراهيم القزويني ؛ ذكره عليّ بن الحكم في شيوخ الشيعة»(٣).

فهؤلاء الثلاثة بالترتيب هم مشايخ ثقة الإسلام الكليني والشيخ الصدوق والشيخ الطوسي.

وأمّا الشاهد الآخر فهو ما رواه ابن حجر عن عليّ بن الحكم عن الحسن بن محبوب ما نصّه : «الحارث بن محمّد بن النعمان أبو محمّد بن

__________________

(١) لسان الميزان ٢ / ٢٦٥.

(٢) لسان الميزان ٢ / ٢٧١.

(٣) لسان الميزان ٢ / ٢٧٢.

٥٤

أبي جعفر البجلي الكوفي ، قال عليّ بن الحكم كان أحد أئمّة الحديث في معرفة حديث أهل البيت قال وقال الحسن بن محبوب لقد رأيته حضر حلقة محمّد بن الحسن صاحب الرأي فما تكلّم حتّى استأذنه فلمّا قام الحارث قال أيّ رجل لولا يعني الرفض قال : وكان أفرض الناس عالماً بالشعر كثير الرواية»(١).

والحال أنّ عليّ بن الحكم جاء في سند في الاستبصار في طبقة أساتذة ابن محبوب كالتالي : «أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن الحكم ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في مملوك قذف محصنة حرّة قال : ...»(٢).

وهكذا ذكره في ترجمة جعفر بن مالك : «جعفر بن مالك روى عن حمدان بن منصور ، روى عنه محمّد بن يحيى العطّار ، ذكره عليّ بن الحكم في رجال الشيعة وأثنى عليه خيراً»(٣).

والحال أنّ محمّد بن يحيى العطّار متأخّر عن طبقة عليّ بن الحكم بن الزبير.

فالذي يظهر من هذه النماذج الثلاثة ومن موارد أُخرى أنّ عليّ بن الحكم صاحب رجال الشيعة كان متأخّراً عن الشيخين الطوسي والنجاشي ، وإضافة على ذلك كلّه فإنّه لم يرد في المصادر الرجالية الشيعية مثل رجال النجاشي والفهرست ورجال الشيخ أي نقل منه ، فمن البعيد جدّاً أن يكون لعليّ بن الحكم كتاب رجالي لم يصل إلى أيدي كبار علمائنا الرجاليّين ولكنّه وصل إلى ابن حجر بعد ما يقارب القرنين من الزمن.

__________________

(١) لسان الميزان ٢/١٥٩ ـ ١٦٠.

(٢) الاستبصار ٤/٢٢٨.

(٣) لسان الميزان ٢ / ١٢١.

٥٥

من هو عليّ بن الحكم صاحب رجال الشيعة؟

لقد اعتمد ابن حجر العسقلاني على التراث الشيعي لمدينة حلب(١) ، الذي كان بحوزته ؛ فيبدو أنّ هذا الأثر أيضاً من التراث الحلبي.

هذا وثمّة قرائن أخرى على ذلك منها ما جاء في كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب ـ تأليف ابن العديم (المتوفّى ٦٦٠ هـ) ـ تدلّ على أنّ علي بن الحكم هو أحد الشخصيّات الشيعيّة الحلبيّة في القرن السادس الهجري(٢).

ومن القرائن كذلك ما جاء في ترجمة الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمّد الخشّاب ما نصّه : «أبو محمّد الحلبي القاضي الرئيس الفاضل ، أحد الصدور الذين تعقد عليهم الخناصر ، وتفخر بذكر محاسنهم الدفاتر ، كان لي صديقاً صادقاً ... روى لنا عن القاضي محيي الدين بن أبي المعالي محمّد بن عليّ القرشي ، قاضي دمشق ، وعن أبيه القاضي أبي طاهر ، وأبي زكريّا يحيى بن سعد بن ثابت بن المراوي ، وعليّ بن الحكم الحلبي ، وجماعة من شعراء عصره ، ... فسألته عن مولده فقال : في ثامن عشر شهر رمضان من سنة ثمان وستّين وخمسمائة بحلب ... أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن أبي طاهر بن سعيد قال : أخبرنا القاضي أبو المعالي محمّد بن عليّ توفّي أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن الخشّاب رحمه‌الله ليلة السبت الثامن عشر من جمادى الآخرة من سنة ثمان وأربعين وستمائة بحلب»(٣).

ومن القرائن كذلك ما جاء في ترجمة أحمد بن منير بن مفلح أبو

__________________

(١) ومثال ذلك ما نقله ابن حجر من رجال ابن أبي طيّ في مواضع عديدة.

(٢) لم يثبت له أيّ كتاب رجاليٍّ وإنّ ما ذكر ما هو إلاّ مجرّد احتمال.

(٣) بغية الطلب في تاريخ حلب ٥/٢٢٤٧.

٥٦

الحسين الأطرابلسي(١) الشاعر (المتوفّى سنة ٥٤٨ هـ)(٢) ما نصّه : «كان كثير التردّد إلى حلب والإقامة بها ، وبها مات ومدح ملوكها وأمراءها ورؤساءها وكان شاعراً مجيداً حسن النظم .... روى عنه الأمير أبو الفضل إسماعيل بن سلطان بن منقذ ، وأبو عبدالله الحسن بن عليّ بن عبدالله بن أبي جرادة ، والخطيب أبو طاهر هاشم بن أحمد بن هاشم ، وأبوالقاسم عيسى بن أحمد المعروف بالحنيك وكان راوية شعره ، وابنه الوجيه بن الحنيك ، وعليّ بن الحكم الحلبي ... أخبرنا أبو منصور عبدالرحمن بن محمّد قال : أخبرنا عليّ بن الحسن قال : حدّثنا أبو محمّد عبدالله بن أحمد الحميري الكاتب

__________________

(١) بغية الطلب في تاريخ حلب ٣/١١٥٥. وقد وصفه بكلمات مقذعة فيما يتعلّق بتشيّعه حيث قال : أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان بن البانياسي قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن قال : أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي الشاعر الرفاء ، كان أبو منير منشداً ينشد أشعارالعوني في أسواق أطرابلس ويغنِّي ، ونشأ أبو الحسين وحفظ القرآن وتعلّم اللغةوالأدب ، وقال الشعر وقدم دمشق فسكنها ، وكان رافضيّاً خبيثاً ، يعتقد مذهب الإمامية وكان هجّاء خبيث اللسان يكثر الفحش في شعره ، ويستعمل فيه الألفاظ العامّية ، فلمّا كثرالهجو منه سجنه بوري بن طغتكين أمير دمشق في السجن مدّة وعزم على قطع لسانه ، فاستوهبه يوسف بن فيروز (٧٥ ـ ظ) الحاجب جرمه ، فوهبه له ، وأمر بنفيه من دمشق ، فلمّا ولي ابنه إسماعيل بن بوري عاد إلى دمشق ، ثمّ تغيّر عليه اسماعيل لشيءبلغه عنه فطلبه ، وأراد صلبه ، فهرب واختفى في مسجد الوزير أيّاماً ، ثمّ خرج عن دمشق ولحق بالبلاد الشمالية ينتقل من حماة إلى شيزر ، وإلى حلب ، ثمّ قدم دمشق آخر قدمة في صحبة الملك العادل لمّا حاصر دمشق الحصر الثاني ، فلمّا استقرّ الصلح دخل البلد ، ورجع مع العسكر إلى حلب فمات ، رأيته غير مرّة ولم أسمع منه.

(٢) والطرابلسي مولود سنة ٤٧٣ هـ ومتوفّى سنة ٥٤٨ هـ.

٥٧

أنّ مولد أبي الحسين بن منير سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة بأطرابلس»(١).

ومن القرائن ما جاء في موضع آخر من ترجمة خالد بن محمّد بن نصربن صغير القيسراني ما نصّه : «سمعت القاضي بهاء الدين أبا محمّد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن الخشّاب الحلبي يقول : سمعت الرئيس أبا الحسن عليّ بن الحكم الحلبي يقول : سمعت أبا عبدالله محمّد بن نصير القيسراني (٤٧٨ ـ ٥٤٨ هـ)(٢) يقول : قد أبطأ عليّ أمر خالد ، يعني ولده»(٣).

كما أنّ الحسن بن إبراهيم بن سعيد (٥٦٨ ـ ٦٤٨ هـ) ينقل عن عليّ بن الحكم الحلبي وعليّ بن الحكم ينقل عن أحمد بن منير (٤٩٣ ـ ٥٤٨ هـ) ومحمّد القيسراني (٤٧٨ ـ ٥٤٨ هـ) وهذا يعني أنّ عليّ بن الحكم وبشكل تقريبي كان حيّاً قبل سنة ٥٤٨ هـ بل وحتّى بعد سنة ٥٨٠ هـ ، ومن خلال كلّ هذانقطع أنّ مراد ابن حجر هو عليّ بن الحكم الحلبي.

كذلك أنّ فرضيّة اعتماد ابن حجر على كتاب ابن أبي طيّ(٣) (ت ٦٣٠ هـ)في نقله الرجالي لعلماء الشيعة تكون أكثر قوّة لأنّ ابن حجر كثيراً ما كان ينقل من كتاب ابن أبي طيّ ، ثمّ إنّ هذا الفرض يمكن أن يكون مؤيّداًلكلامناأيضاً ، وعلى أيّ حال فإنّ هذا الأمر بحاجة إلى تدقيق أكثر وقرائن أوضح.

__________________

(١) بغية الطلب في تاريخ حلب ٣/١١٥٤.

(٢) مستدركات أعيان الشيعة ١/١٦.

(٣) بغية الطلب في تاريخ حلب ٧/٣٠٩٩.

(٤) ذكره آقا بزرگ الطهراني في الذريعة المجلّد ٩ رقم ١٣٠٨ قائلا : «ابن أبي طيّ حميدة الحلبي المتوفّى ٦٣٠ كما في بعض مواضع كشف الظنون ، وفي بعض المواضع توفّي ٦٥٨».

٥٨

المطلب الثاني :

شواهد على تشيّعه :

تعتبر الطائفة أنّ هذه الشخصية من رجال الشيعة ، إذ يمكن إقامة بعض الشواهد على هذا الادّعاء فعلى سبيل المثال : إنّ كتابه يدور حول رواة الشيعة ، وإنّ ما نقله ابن حجر من هذا الكتاب يدور حول رجال الشيعة كذلك وكذلك إنّ علي بن الحكم قد استفاد في كتابه من ألفاظ تدلّ على شيعيّته مثل : عند العامّة ، مشايخ الشيعة و... حيث إنّ استعمال مثل هذه الألفاظ لها نظير في الكتب الرجالية الشيعيّة.

المطلب الثالث :

مدى مطابقة ما نقله عليّ بن الحكم مع الكتب الرجالية :

إذا طابقنا آراءه مع الكتب الرجالية فحينئذ نستطيع أن نستنتج أنّ بعض الرواة المذكورين في لسان الميزان بواسطة عليّ بن الحكم لا أثر لهم في كتب رجال الشيعة ، وفي بعض الموارد نعثر على أسمائهم عارية عن أي صفة أو جاءت بوصف مغاير لما ذكره عليّ بن الحكم.

نموذجاً ، انظر إلى الموارد التالية :

١ ـ الحسين بن أحمد بن الحسن الرقّي ، الحسين بن أحمد بن عيسى الكوفي و... هم من الذين لم تُذكر أسماؤهم في كتبنا الرجالية ولكن جاءذكرهم من قبل عليّ بن الحكم.

٢ ـ حسّان بن أبي عيسى الصيقلي ؛ لم يُذكر له اسم في كتب الرجال ولكن قال فيه عليّ بن الحكم : «روى عنه الحسن بن عليّ بن يقطين حديثاً كثيراً» ، كذلك وردت رواية في وسائل الشيعة يظهر أنّها منه وذلك في

٥٩

كتاب طبّ الأئمّة عن أبي عبدالله الخواتيمي عن ابن يقطين عن حسّان الصيقل ، عن أبي بصير ، قال : «شكا رجل إلى أبي عبدالله الصادق وجع السّرّة فقال له ...».

٣ ـ إبراهيم بن سنان ، لقد جاء اسمه في رجال البرقي ، فقط(١).

٤ ـ ثمامة بن عمرو أبو سعيد الأزدي العطّار الكوفي الذي جاء ذكره في رجال الشيخ فقط(٢) ، في حين وصفه عليّ بن الحكم قائلا : «كان ورعاً عالماً مهيباً».

٥ ـ الحسن بن عبّاس بن جرير العامري الحريشي الرازي ، ذكر ابن حجرقول عليّ ابن الحكم فيه بعد أن ذكر كلام النجاشي قائلا : «لا يوثق بحديثه وقيل إنّه كان يضع الحديث»(٣) وكذلك وصفه النجاشي قائلا : «ضعيف جدّاً له كتاب إنّا أنزلناه في ليلة القدر وهو كتاب رديء الحديث مضطرب الألفاظ»(٤) ، وقد قال ابن الغضائري أيضاً فيه : «ضعيف روى عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام فضل إنّا أنزلناه في ليلة القدر كتاباً مصنّفاً فاسد

__________________

(١) رجال البرقي : ٢٨.

(٢) رجال الشيخ : ١٧٤ رقم ٢٠٦٠ ـ ١٥

(٣) لسان الميزان ٢/٢١٦ ـ ٢١٧) «الحسن بن عبّاس بن جرير العامري الحريشي الرازي روى عن أبي جعفر الباقر وعنه أبو عبدالله الرقّي وأحمد بن سعد وسهل بن زياد ومحمّد بن أحمد بن عيسى الأشعري ذكره ابن النجاشي في مصنّفي الإمامية وقال هو ضعيف جدّاًله كتاب في فضل إنّا أنزلنا في ليلة القدر وهو رديء الحديث مضطرب الألفاظ لايوثق به وقال عليّ بن الحكم ضعيف لا يوثق بحديثه وقيل إنّه كان يضع الحديث».

(٤) رجال النجاشي : ٦١.

٦٠