البرهان على عدم تحريف القرآن

السيد مرتضى الرضوي

البرهان على عدم تحريف القرآن

المؤلف:

السيد مرتضى الرضوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: الإرشاد للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٤

ما يهديه اليه بحثه وتفكيره كذلك.

وحسب المسلمين فخرا أنّهم اجتمعوا على أصول دينهم ، لم يختلفوا فيها ، فالألوهية في أسمى مكان من التقديس في نفوس المسلمين.

وعقيدة البعث ، والإقرار بالنبّوة وحاجة البشر إليها ، وختامها بسيّد ولد آدم «محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

وصدق القرآن الكريم ، وما صح منه حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلّ أولئك يحتمل من نفوس المسلمين مكانة لا تطاولها قداسة أيّ دين آخر في نفوس أتباعه.

قلت ذلك وأكثر من ذلك في رسالتي «بين الشيعه وأهل السنة» رغم أنّي لم أقل في هذه الرسالة كل ما أحبّ أن أقوله نظرا لظروف الطبع وقت ذاك (١).

__________________

(١) في سبيل الوحدة الإسلامية للمؤلف ص ٧٢ طبعة مصر مطبعة دار المعلم.

٣٤١
٣٤٢

الشيخ محمّد الغزالي

مدير إدارة تفتيش المساجد بوزارة الأوقاف بمصر

إنّني آسف لأنّ البعض يرسلون الكلام على عواهنه لا. بل بعض ممّن يسوقون التهم جزافا غير مبالين بعواقبها دخلوا في ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساءوا إلى الإسلام وأمّته شرّ إساءة.

سمعت واحدا من هؤلاء يقول في مجلس علم :

إنّ للشيعة قرآنا آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف.

فقلت له أين هذا القرآن؟!!

إنّ العالم الإسلامي الذي امتدت رقعته في ثلاث قارات ظلّ من بعثة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من عمر الزمن أربعة عشر قرنا لا يعرف إلّا مصحفا واحدا مضبوط البداية ، والنهاية ، معدود السور والآيات ، والألفاظ فأين هذا القرآن الآخر؟!

ولماذا لم يطّلع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل؟ لماذا يساق هذا الافتراء؟

ولحساب من تفتعل هذه الإشاعات وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنّهم بإخوانهم ، وقد يسوء ظنّهم بكتابهم.

٣٤٣

إنّ المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدّسه الشيعة في النجف أو في طهران ويتداولون نسخه بين أيديهم ، وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء بتة إلّا توقير الكتاب ومنزله ـ جلّ شأنه ـ ومبلغه صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم الكذب على الناس ، وعلى الوحي؟ ـ إلى أن يقول : ـ

إنّ الشيعة يؤمنون برسالة محمّد ، ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول ، وفي استمساكه بسنّته ، وهم كسائر المسلمين لا يرون بشرا في الأوّلين والآخرين أعظم من الصادق الأمين ، ولا أحقّ منه بالاتباع فكيف ينسب لهم هذا الهذر؟!

الواقع ، إنّ الذين يرغبون في تقسيم الأمة طوائف متعادية لمّا لم يجدوا لهذا التقسيم سببا معقولا لجأوا إلى افتعال أسباب الفرقة ، فاتّسع لهم ميدان الكذب حين ضاق أمامهم ميدان الصدق.

لست أنفي أنّ هناك خلافات فقهيّة ، ونظريّة بين الشيعة والسنة ، بعضها قريب الغور ، وبعضها بعيد الغور ، بيد أنّ هذه الخلافات لا تستلزم معشار الخطأ الذي وقع بين الفريقين.

وقد نشب خلاف فقهي ، ونظري بين مذاهب السّنة نفسها بل بين أتباع المذهب الواحد منها ، ومع ذلك فقد حال العقلاء دون تحوّل هذا الخلاف إلى خصام بارد ، أو ساخن (١).

__________________

(١) دفاع عن العقيدة والشريعة ص ٢٢٤ ، ٢٦٥ الطبعة الرابعة بمصر عام ١٣٩٥ ه‍ ـ ١٩٧٥ م.

٣٤٤

الدكتور حامد حفني داود (*)

أستاذ كرسي الأدب العباسي بجامعة الجزائر

في التاريخ الإسلامي

إنّنا في حاجة إلى دراسة التاريخ دراسة علميّة ، وفي حاجة أشدّ إلى دراسة المذاهب السياسيّة ، والفقهيّة في صورة أعمق ممّا وصل إلى أيدينا لنقول للمحقق أحققت ، وللمخطىء أخطأت.

وتشتدّ حاجتنا إلى هذه الدراسة حين نعلم عن يقين لا يقبل الشك ، القدر الّذي لعبته السياسة الأمويّة ، والسياسة العباسيّة في تصوير المذاهب الفقهيّة. وحين نعلم عن يقين لا يقبل الشكّ مدى ما أصاب

__________________

(*) الدكتور حامد حفني داود ينتسب إلى الدوحة النبويّة عن طريق الإمام الحسين عليه‌السلام ، ولد في جرجا في (٣ / ٤ / ١٩١٨ م) وجمع في الدراسة بين المدارس المصرية والأزهرية وتخرّج في كلّية الآداب جامعة القاهرة (عام ١٩٤٣ م) وحصل على دبلوم معهد التربية العالي (عام ١٩٤٥ م) ومن معهد الدراسات العليا (عام ١٩٤٩ م) وحصل على الماجستير في الأدب العربي (عام ١٩٥١ م). وظفر بدرجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف (عام ١٩٥٨ م) ، وعمل رئيسا لقسم اللغة العربيّة بكلية الألسن جامعة عين شمس ، ويعمل اليوم في جامعة الجزائر في الجزائر.

من آثاره : تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي الأول ، تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي الثاني ، تاريخ الأدب الحديث (١٩٦٧ م) ، تاريخ الأدب الجاهلي وغيرها. (مع رجال الفكر في القاهرة ج ٣ الطبعة الرابعة بمصر).

٣٤٥

الشيعة من عنت ، واضطهاد (١) في ظلّ هاتين الأسرتين الحاكمتين خلال ثمانية قرون كاملة.

إنّ هذا الإحياء الصّادق الّذي يقوم به علماء الشيعة في صرح الثقافات الإسلامية يعتبر في نظري انعكاسا لهذه الثورة النفسّية الّتي أشعلت نيرانها السياسة الأمويّة ، والعباسيّة في نفوس شيعة الإمام علي ، والأئمة من بعده.

ولقد كان اضطهاد الشيعة بالقدر الذي خامر أعماق الإيمان واستقرّ في النفوس بحيث توارثه هؤلاء الشيعة في معارج التاريخ كلّها وامتزج منهم بالدم ، واللحم امتزاج الإيمان الصّادق في نفوس المؤمنين.

فالشيعة ـ من هذه الناحية بالذات ـ مؤمنون عقائديون وليس إيمانهم من هذا النوع الذي يقف عند حدّ التقليد ، والقول باللسان.

وهذا الإيمان العميق ، والمسلك العقائدي الذي يحياه الشيعة في كل قرن هو ـ وحده ـ سرّ هذا النشاط الملحوظ في دعوتهم ، وهو أيضا سرّ الانبثاقات المتلاحقة في مؤلفاتهم ، وهذا النّفس الطويل الّذي نلمسه في كتاباتهم (٢).

__________________

(١) العنت : الهلاك ، وأصله المشقّة والصعوبة. مجمع البحرين : ٢ / ٢١١.

(٢) من تقديم الدكتور حامد لكتاب : «الإمام الصادق والمذاهب الأربعة» للأستاذ الكبير العلامة الجليل الشيخ أسد حيدر أيّده الله تعالى اقتطفنا منه هذا المقدار.

وقد طبع هذا الكتاب في العراق ، ولبنان ، وأعيد طبعه بالأوفست ثلاث مرات في جمهورية إيران الإسلامية. والطبعة الثانية منه نشرتها مكتبة الصدر في طهران قبل الثورة الإيرانية الإسلامية والطبعة الثالثة قامت بنشرها وتوزيعها مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامة في مدينة إصفهان بعد الثورة الإسلامية في إيران.

ـ المؤلف ـ

٣٤٦

الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود (*)

مؤلف كتاب : الإمام علي بن أبي طالب

قال سيادته

إنّ في عقيدتي أن الشيعة هم واجهة الإسلام الصحيحة ، ومرآته الصّافية ، ومن أراد أن ينظر إلى الإسلام عليه أن ينظر إليه من خلال عقائد الشيعة ، ومن خلال أعمالهم ، والتاريخ خير شاهد على ما قدّمه الشيعة من الخدمات الكبيرة في ميادين الدفاع عن العقيدة الإسلامية.

وإنّ علماء الشيعة الأفاضل هم الّذين لعبوا أدوارا لم يلعبها غيرهم في الميادين المختلفة فكافحوا ، وناضلوا وقدّموا أكبر التضحيات من

__________________

(*) الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود : ولد في (١٠ / ١٢ / ١٩١٢ م). بكفر عشري الواقعة قرب «راقوته» التي بنى عليها الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية. تخرج من جامعة الإسكندرية ، ليسانس الآداب قسم التاريخ وله دراسات في الرأي العام ، ودراسات في فنّ الإدارة العليا ، وعيّن اخصّائيا للإعلام والنشر في المؤسسة الاقتصادية بالقاهرة ، وعين مديرا لمكتب رئيس الوزراء للتحرير والنشر.

من آثاره : الإمام علي بن أبي طالب في تسعة أجزاء ، وأبناؤنا مع الرسول ، الزهراء أمّ أبيها ، يوم كيوم عثمان ، السقيفة والخلافة وغيرها.

اشترك : في تحرير مجلة «الحديث» بالإسكندرية ، وله شعر باللّغتين : الفصحى ، والعامية ، (مع رجال الفكر في القاهرة ج ٣ حرف العين).

٣٤٧

أجل إعلاء الإسلام ونشر تعاليمه القيّمة ، وتوعية الناس ، وسوقهم إلى القرآن منشأة السعادة الأبديّة. ولو أنّ لغير الشيعة من المسلمين معشار ما للشيعة ، لكنّا نرى كيف كانت ترف راية الإسلام على شرق الأرض وغربها ، على العرب والعجم ، والأبيض والأسود (١).

__________________

(١) في سبيل الوحدة الإسلامية للمؤلف ص ٦٦ الطبعة الثالثة بمصر.

٣٤٨

الأستاذ فكري عثمان أبو النّصر (*)

خريج الجامعة الأزهرية ومحرر في الأهرام

الشيعة مذهب إسلامي عظيم ـ لا يختلف من حيث العبادات ، والمعاملات في كثير عن مذاهبنا الأربعة في مصر ـ وهو إلى الحنفيّة أكثر تطابقا ، وأقرب شبها ، كما أنّه من حيث نظرته الفلسفيّة العميقة لأحداث الإسلام الأولى يتجاوب مع شعورنا ، ولا يختلف عن فلسفتنا ـ لو لا ما يتقيّد به من عدم الأخذ والاستدلال بأي حديث آخر ـ مهما كانت قوّة سنده ، وصحة ثبوته ، وروايته ، بعكس أهل السّنة الّذين يأخذون بهذا ، وذاك.

والشيعة في ذلك التقيّد بأحاديث العترة الطاهرة ـ لهم حججهم الفلسفيّة إنّهم هم الّذين أحاطوا بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ونادوا بأحقيّته في الخلافة ـ وإنّه أحقّ بها وأهلها ـ.

__________________

(*) الأستاذ فكري أبو النصر : ولد بمدينة المنصورة (عام ١٩٢٦ م).

درس في الأزهر الشريف وتخرّج في كلية اللغة العربيّة بجامعة الأزهر (عام ١٩٥٤ م). وكان يمارس التدريس في المدارس الحكوميّة التابعة لوزارة التربية والتعليم.

ومن آثاره : من كفاحنا الفكري ، ذكريات خالدة ، وهو اليوم أحد المحرّرين في جريدة الأهرام المصرية. (مع رجال الفكر في القاهرة ج ٣ حرف الفاء).

٣٤٩

لقد أحاطوا بهذا الحقّ ، وناصروه نصرا عزيزا ، وتساقطوا من حوله جماعات إنّه حقّ الإمام علي وخلفه في ولاية المسلمين.

لعمري اتجاه من الشيعة ينبىء عن قلوب عامرة بالإيمان ، صادقة في الإحساس ، حرّة في التفكير ، صادقة في العزيمة ـ وهو ما يشتهر به إخواننا الشيعة في أقطار المسلمين ..

في العراق ، وإيران ، والبحرين ، واليمن ، والهند ، والباكستان ، والبرازيل.

ومن الخطأ البيّن أن يعتقد ، ويظنّ أنّ الشيعة لم تتكوّن إلا في غمرة تلك الأحداث المروعة التي أثارها معاوية. لا ...

لقد تشيّع النّاس لعليّ بعد وفاة الرّسول عليه‌السلام يوم نادى الأنصار بالخلافة ، ونادى بها سائر العرب للمهاجرين ، والقرشيّين من آل الرّسول ، ولم ينته الخلاف إلّا بعد أن حسمه عمر.

ولمّا لم ينظر لها نظرة فلسفية بعيدة المدى ، عميقة الغور ، فقد أخطأ هذه النّظرة الّتي حقّقت صدقها الأحداث ـ هي أنّه بخروج ولاية المسلمين عن آل البيت ـ حتى ولو كانت لأبي بكر وعمر ، وعثمان ـ قد أصبحت معرّضة لأن ينتزعها الأقوى ، والأدهى ـ فيما بعد أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وتصبح هدفا للطامعين المغامرين.

أمّا لو كانت في آل البيت وحدهم مع العمل بمبادىء الشورى ، والنّصيحة الّتي أقرّها الإسلام ـ لو أنّ عمر «رضي الله عنه» أيّد هذا الاتجاه ، ونظر هذه النّظرة ، وتعمّق هذا التعمّق لما وقعت هذه المآسي ، بل لظلّ الإسلام أبد الدّهر أعلى مكانة ، وأبسط نفوذا ، وأقوى إشراقا ، وأهدى سبيلا ، ولكانت لنا في الشرق خلافة إسلاميّة ، ودولة عربيّة ، تضارع دولة الفاتيكان الروميّة ، وقوّة الغرب الماديّة.

٣٥٠

والحقّ يقال : إنّ حقيقة المبادىء ، وفلسفة المذهب الشيعي تكاد تكون مجهولة جهلا تاما في مصر في أوساط فقهائنا ، وعلمائنا السنيّين!!

ممّا حدا بأزهرنا الشريف إلى تقرير تدريس «المذهب الشيعي» ، وفلسفته في الكليّات الأزهرية ـ وهو ممّا ننتظره ، ونرجوه ـ لتتوحّد الآراء ، وتستقيم الموازين ، وتتحقّق الآمال.

والله ولي التوفيق (١).

فكري أبو النصر

مدرس الأدب العربي بالليسيه فرانسيّة

__________________

(١) وسائل الشيعة ومستدركاتها : ٢ / ١٣ تحت عنوان : آراء لبعض العلماء والكتّاب طبعة القاهرة مطبعة دار العهد الجديد عام ١٣٧٧ ه‍. وأوردناه في كتابنا : في سبيل الوحدة الإسلامية ص ٨٥ الطبعة الثالثة ، مطبعة دار العلم بمصر.

٣٥١
٣٥٢

كلمة الختام

وها نحن أولاء قد أوردنا في هذا البحث الوجيز نبذة من آراء علمائنا الأعلام «الشيعة الإمامية» من القرن الثالث الهجري حتى العصر الحاضر «القرن الخامس عشر» وإنهم جميعا ينفون تحريف القرآن الكريم ولا يعترفون بزيادة فيه ، أو بنقصان.

فيلزم على علماء السنّة ـ كذلك ـ أن لا يعترفوا بصحة الأحاديث الواردة في صحاحهم ، ومسانيدهم والتي تثبت تحريف القرآن الكريم عندهم.

فالواجب يحتم علينا جميعا تنزيه القرآن الكريم من هذه المطاعن ، أن نضرب بمثل هذه الأحاديث عرض الجدار لمخالفتها لنصّ القرآن الكريم قال الله تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.)

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ.)

وممّا هو محفوظ منه : الزيادة ، والنقصان.

وقد ألزمنا أئمتنا الأطهار أهل بيت الرسول الأكرم المختار عليهم

٣٥٣

أفضل الصلاة وأتمّ السلام. بالعمل بهذا القرآن العظيم المتداول بأيدينا وأيدي جميع المسلمين في شرق الأرض وغربها لأن ما بين الدفتين كله كلام الله تعالى ربّ العالمين وهو : القرآن وليس غيره.

وأكثر من ذلك ... فقد ألزمنا الأئمة الإثنا عشر أوصياء الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعرض الأحاديث المروية عنهم عليهم‌السلام على القرآن الكريم ، فإن كانت موافقة للقرآن فإنّها منهم ، وإن كانت مخالفة له فإنّها ليست منهم ويجب تركها وعدم الاهتمام بها ، وضربها عرض الجدار.

هكذا وبهذه الصراحة ، والعمل جار على هذا المنهاج.

فإذا يجب على علماء المسلمين الغيارى كافة في جميع الأقطار الإسلامية أن يشكّلوا لجانا خاصة لمراجعة أمثال هذه الأحاديث المذكورة ، والمتكرّرة في الصحاح الستة ، والمسانيد ، والتي تثبت تحريف القرآن الكريم بالزيادة ، والنقصان ، لتحقيق متونها ، والبحث عن سلسلة رواتها (١) كيلا يتسنّى للمنحرفين (عملاء الاستعمار) أن يصلوا إلى أهدافهم الدنيئة من هذا الطريق ، وإلى غايتهم المشؤومة من الطعن في الإسلام.

والاستعمار يهمّه دائما نشر هذه الأحاديث لأنّها تشوه سمعة الإسلام وتشغل المسلمين بأنفسهم بتفريق كلمتهم ، وتشتيت شملهم!!

والأمل من أمّة الإسلام أن تعي ، ورجال الحكم الغيارى أن

__________________

(١) قبل نصف قرن تقريبا قامت دار الكتب المصرية بالقاهرة بمديرية الأستاذ علي فكري للدار لمراجعة الكتب التي يشمّ منها التأييد للشيعة الإمامية ، أو لأهل البيت الأطهار عليهم‌السلام فكانت اللجنة تحذف ذلك الكلام كله ، وتختم الكتاب بالعبارة الآتية : راجعته اللجنة المغيّرة للكتب بتوقيع رئيس اللجنة علي فكري.

٣٥٤

يتيقظوا من هذا السبات العميق ، ويكوّنوا وحدة متماسكة مع جميع مسلمي العالم كي لا يوفّق الاستعمار لنيل أغراضه الخبيثة ، وغاياته الدنيئة.

وفي الآونة الأخيرة عند ما شاهد الاستعمار صولة الإسلام ورقيّه في بناء صرح الجمهورية الإسلامية في إيران ، أوحى إلى عملائه ، وأذنابه ـ في الشرق الأوسط وخاصة في هذا العصر ـ أمثال :

إبراهيم الجبهان ، إحسان الهي ظهير الباكستاني ، عبد الله محمد الغريب ، محمد عبد الستار التولستوي ... ، أبو الحسن الندوي ، محمد أحمد التركماني ومن لف لفهم (١) فاشترى منهم ما تبقى من دينهم ، وضمائرهم ، بثمن بخس لبث السّموم ونشرها على مستوى عالمي قال الله تعالى :

(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ.) البقرة : ١٦.

(وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا.) الأحزاب : ٦٧.

(أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ.) التوبة : ٦٩.

(وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً.) النساء : ١١٩.

ليشنّوا الأكاذيب ، والافتراءآت ، ويلصقوا التّهم الرّخيصة بنشر مقالة في صحيفة أو مجلة ، أو كرّاس ، أو تأليف كتيّب ، أو كتاب ضدّ

__________________

(١) راجع بداية هذا الكتاب تجد عددا غير قليل منهم.

٣٥٥

الطائفة المسلمة «الشيعة الإماميّة» وليتسنّى لهم بذلك ضرب المسلمين بعضهم ببعض وما هي إلّا دسيسة يقوم بها المستعمر الكافر.

فهل تعي أمّة الإسلام ، وتستيقظ من هذا السبات العميق كي لا يوفّق الاستعمار لبلوغ أغراضه ، ولا تحقّق له غايته المشؤومة التي تهدف إلى السيطرة على بلاد الإسلام ، وليستعيد المسلمون قوّتهم ، ومجدهم ، ونشاطهم.

هذا وليعلم الأفّاكون ، والمضلّلوّن ، والّذين يسعون في نشر هذه السّموم ضدّ هذه الطائفة «الشيعة الإمامية» أنّ هذا لا يضيرهم بشيء لأنّ الله تعالى وعد المؤمنين المجاهدين في سبيله بالنّصر فقال عزّ من قائل :

(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العلي العظيم.

وفي ختام هذا الكتاب لا يفوتني أن أشكر الأخ الفاضل السيد محمد حسن القاضي الذي ساعدني في إخراج هذا الكتاب وإعداده للطبع.

ربّنا عليك توكلّنا ، وإليك أنبنا وإليك المصير.

بيروت :

السيد مرتضى الرضوي

٣٥٦

آثار المؤلف

١ ـ مع رجال الفكر في القاهرة ، الطبعة الرابعة في ثلاث حلقات طبع القاهرة.

٢ ـ في سبيل الوحدة الإسلامية ، الطبعة السابعة.

٣ ـ بامردان انديشه در قاهرة ، الطبعة الأولى ، جمهورية إيران الإسلامية ـ طهران.

٤ ـ صفحة عن آل سعود الوهابيين ، الطبعة الأولى.

٥ ـ صفحة عن آل سعود الوهابيين ، الطبعة الثانية بزيادة.

٦ ـ البرهان على عدم تحريف القرآن وهو هذا الكتاب الذي بين يديك.

تحت الطبع

١ ـ الشيعة الإمامية والصحابة.

٢ ـ آراء المعاصرين حول آثار الإمامية.

٤ ـ بضعة المصطفى ، يتضمن سيرتها في حياة أبيها وبعده (مخطوط).

٥ ـ محاورة حول الإمامية والخلافة بين عباس وعلوي المشهور في أكثر من مأتي صفحة.

٣٥٧

كتب راجعها المؤلف وعلق عليها وطبعت

١ ـ دلائل الصدق في علم الكلام ، الطبعة الثالثة ، طبعة القاهرة.

٢ ـ وسائل الشيعة ومستدركاتها ، الطبعة الثالثة ، صدر منها خمسة اجزاء بمصر.

٣ ـ الشيعة الإمامية ، الطبعة الثالثة في مصر.

٤ ـ الشيعة وفنون الإسلام.

٥ ـ علي ومناوئوه.

٦ ـ مع الخطيب في خطوطه العريضة.

٧ ـ نظرت في الكتب ، الطبعة الثالثة للدكتور حفني داود طبعت بمصر.

٨ ـ تحت راية الحق ، الطبعة الرابعة للدكتور حفني داود طبعت بمصر.

٩ ـ من وحي الأقلام ، الطبعة الأولى ، السيد مصطفى اعتماد الموسوي.

١٠ ـ الروائع المختارة ، من خطب الإمام الحسن السبط.

٣٥٨

محتويات الكتاب

كلمة الناشر..................................................................... ٣

آيات من الذكر الحكيم........................................................... ٥

من دعاة التقريب والإصلاح في الماضي والحاضر..................................... ٩

ومن دعاة الطائفية في الماضي والحاضر............................................ ١١

كلمة المؤلف.................................................................. ١٣

تمهيد......................................................................... ١٧

نص المقال المنشور في مجلة رسالة المسجد السعودية................................. ١٩

لقاءات في أسفار.............................................................. ٢٣

الشيعة الإمامية ...............................................................  ٣٣

عقيدة الشيعة الإمامية في الصحابة............................................... ٣٧

تميهد...................................................................... ٣٧

الشيعة والصحابة........................................................... ٤٠

درجات الصحابة........................................................... ٤٢

تفاوت الصحابة في صدق الرواية.............................................. ٤٥

بعضهم أصدق من بعض..................................................... ٤٥

رواية الصحابة بعضهم عن بعض وروايتهم عن التابعين............................ ٤٥

٣٥٩

نقد الصحابة بعضهم لبعض.................................................. ٤٩

عدم تكفير القادح في أكابر الصحابة............................................ ٥٣

هل يجوز تكفير المسلم في الشريعة الإسلامية؟................................... ٥٤

موقف النبي (ص) من الصحابة يوم المحشر........................................ ٥٩

ما أحدثه الصحابة بعد الرسول (ص)............................................ ٦٣

لعن الرسول (ص) لبعض الصحابة............................................ ٦٦

كلمة عامة................................................................... ٦٩

كلمة قيمة للدكتور طه حسين................................................ ٧٠

عدالة الصحابة ............................................................. ٧٣

من غرائب كتاب مسلم!..................................................... ٨٣

موالاة الشيعة للصحابة...................................................... ٨٥

من هو الصحابي؟........................................................... ٨٧

تعريف الصحابي ونقطة الخلاف............................................... ٩٢

الأخذ بعدالة جميع الصحابة.................................................. ٩٤

مسألة الصحابة............................................................. ٩٩

بحث قيم في الإختلاف....................................................... ١٠١

شمول الصحبة ومميزاتها...................................................... ١١٥

الصحابة في حدود الكتاب والسنة........................................... ١٢٥

سياسة عمر تجاه بعض الصحابة............................................ ١٣٠

المنافقون من الصحابة......................................................... ١٣٣

ما جاء عنهم في سورة التوبة عن غزوة تبوك.................................... ١٣٣

يفضلون التجارة واللهو عن الصلاة........................................... ١٣٧

نفاق الصحابة على عهد النبي (ص) وبعده................................... ١٣٧

كلمة الإمام الخميني (قدس‌سره) حول وحدة المسلمين................................. ١٤١

الأزهر في ١٢ عاما ، نشأة الأزهر وتطوره....................................... ١٤٧

٣٦٠