البرهان على عدم تحريف القرآن

السيد مرتضى الرضوي

البرهان على عدم تحريف القرآن

المؤلف:

السيد مرتضى الرضوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: الإرشاد للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٤

عندهم من العلم حتّى إذا امتزج البحران ظهر منهما : الّلؤلؤ ، والمرجان.

نسأل الله أن يجمع الشتات ، وأن يخلص لنا النيّات ، وأن يوحّد الكلمة ، ويجمع القلوب إنّه على ما يشاء قدير ، وصلّى الله على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه آمين (١).

__________________

(١) وسائل الشيعة ومستدركاتها ٣ / ١٢ طبعة القاهرة تحت عنوان : آراء لبعض العلماء والكتاب ، مع رجال الفكر في القاهرة للمؤلف.

٢٨١
٢٨٢

الشيخ عبد الرّحمن النّجار (*)

مدير عام المساجد بمصر

حوار المؤلف مع الأستاذ النجار

ما هي انطباعاتكم عن الشيعة ، وما هو رأيكم في فتح باب الاجتهاد عندها؟

أجاب فضيلته :

لا يمكن أن يغفل رأي الشيعة لأنّهم يمثّلون نصف المسلمين في العالم ، فليس من المعقول أن يهمل اجتهادهم ، أو يتّخذ منهم موقف الرفض والعداء في الوقت الذي ننادي فيه بتجميع كلمة المسلمين حول عقيدة التوحيد :

__________________

(*) الأستاذ عبد الرحمن النجار : ولد بمدينة «بيلة» بمحافظة كفر الشيخ (عام ١٩٢٣ م) وحفظ القرآن الكريم عند كتاب القرية (عام ١٩٣٣ م) والتحق بالأزهر بالجامع الأحمدي بطنطا (عام ١٩٣٦ م) والتحق بكليّة أصول الدين في القاهرة (عام ١٩٤٥ م) وتخرج من كلية أصول الدين (عام ١٩٤٩ م) والتحق بكليّة اللّغة العربية وحصل على إجازة التدريس (عام ١٩٥٩ م) والتحق بالدراسات العليا بالأزهر وحصل على الماجستير في الدعوة ، والإرشاد (عام ١٩٧٠ م) وعيّن رئيسا لبعثة الأزهر إلى الصومال ، وشيخا لمعهد الدراسات الإسلامية في «مقديشو» بقرار جمهوري مكث فيها ٦ سنوات من (١٩٥٧ م) إلى (١٩٦٣ م) وعاد إلى القاهرة وكيلا لإدارة المساجد في وزارة الأوقاف ثم مديرا للمساجد ولا يزال يشغلها حتى الآن. (مع رجال الفكر في القاهرة).

٢٨٣

لا إله إلا الله ، محمد رسول الله.

والشيعة لهم اجتهادات طيّبة في الفقه ، ولا أدري لماذا يتغافل المسلمون عنها ، أو يهملونها ، مع أن الكثير منها يحقق التفاعل مع المجتمع في عصرنا الحديث.

كما وأن الشيعة وجدتهم في منطقة شرق أفريقيا حيث كنت أعمل هناك مديرا للمركز الإسلامي في جمهورية «تنزانيا» وجدتهم يؤدون خدمات جليلة للإسلام في هذه المنطقة وفي «كينيا» وفي «أوغندة» وفي «تنزانيا» وفي «زامبيا» وفي «موزامبيق» ولهم نشاطهم في إقامة المساجد وتعميرها (١).

__________________

(١) مع رجال الفكر في القاهرة للمؤلف.

٢٨٤

الدكتور أبو الوفا التفتازاني (*)

أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة

وقع كثير من الباحثين ، سواء في الشرق أو في الغرب ، قديما ، وحديثا ، في أحكام كثيرة خاطئة عن الشيعة ، لا تستند إلى أدلّة ، أو شواهد نقليّة جديرة بالثّقة وتداول بعض الناس هذه الأحكام فيما بينهم دون أن يسألوا أنفسهم عن صحّتها ، أو خطئها.

وكان من بين العوامل التي أدّت إلى عدم إنصاف الشيعة من جانب أولئك الباحثين ، الجهل الناشىء عن عدم الاطلاع على المصادر الشيعيّة ، والاكتفاء بالاطلاع على مصادر خصومهم.

وممّا لا شكّ فيه أنّ أيّ باحث يتصدّى للبحث عن تاريخ الشيعة ،

__________________

(*) الدكتور أبو الوفا الغنيمي التفتازاني ولد في القاهرة في (١٤ / ٤ / ١٩٣٠ م).

نشأ نشأة طيّبة ، وتربّى تربية إسلاميّة في ظلّ والده (طاب ثراه) ودرس في كلية الآداب قسم الفلسفة ، وحصل على درجة الدكتوراه (عام ١٩٦١ م) ، وقضى عاما واحدا في إسبانيا بدعوة من حكومة إسبانيا لدراسة المخطوطات في الفلسفة الإسلاميّة ، والتصوّف ، وأشرف على عدد من الخرّيجين في جامعة القاهرة.

من مؤلفاته : علم الكلام وبعض مشكلاته ، ابن عطاء الله السكندري والتصوّف ، عبد الحق بن سبعكين وفلسفته الصّوفيّة ، وله مباحث كثيرة نشرها في مجلة عالم الفكر الكويتيّة ، ومجلة الوعي الإسلامي الكويتيّة ، ومنبر الإسلام. (مع رجال الفكر في القاهرة).

٢٨٥

أو عقائدهم ، أو فقههم ، لا بدّ له من الاعتماد ـ أوّلا وقبل كلّ شيء ـ على تراث الشيعة أنفسهم في هذه المجالات ، وهذا بالإضافة إلى ما ينبغي عليه من تحرّي الصّدق في الروايات التاريخية التي يجدها في كتب خصوم الشيعة تحرّيا دقيقا ، وذلك للوصول إلى الحقيقة ذاتها ، وإلى كلّ ما ينبغي عليه من التجرّد عن كلّ هوى مذهبيّ سابق يؤثر عليه في إصدار أحكامه.

وكان من بين العوامل التي أدّت إلى عدم إنصاف الشيعة أيضا أنّ الاستعمار الغربيّ أراد في عصرنا هذا أن يوسّع هوّة الخلاف بين السنّة ، والشيعة وبذاك تصاب الأمّة الإسلاميّة بداء الفرقة ، والانقسام فأوحى إلى بعض المستشرقين من رجاله بتوخي هذا الفن باسم البحث الأكاديمي الحرّ.

وممّا يؤسف له أشدّ الأسف أنّ بعض الباحثين من المسلمين في العصر الحاضر تابع أولئك المستشرقين في آرائهم دون أن يفطن إلى حقيّة مراميهم.

والشيعة اسم كان يطلق على كلّ من شايع عليّا (رضي الله عنه) وقال : بإمامته وذريّته من بعده نصّا ، ووصاية ، وهو يطلق الآن على الإثني عشرية خاصّة.

والشيعة عموما يستندون في تشيّعهم للإمام علي (رضي الله عنه) إلى شواهد من الكتاب والسنّة.

والاتفاق بين السّنة والشيعة في أصول العقائد ظاهر جلّي ، وذلك إذا استثنينا مسألة الإمامة ، إذ يرى أهل السّنة أنّها قضيّة مصلحيّة تناط باختيار العامّة ، على حين يراها الشيعة قضيّة أصولية ، وأنّ الإمام المنصوص عليه هو عليّ (رضي الله عنه) وأن الإمامة لا تخرج من

٢٨٦

أولاده ، وإن خرجت فبظلم ، أو تقيّة ، وتنحصر الإمامة عندهم في إثني عشر إماما.

والاتّفاق بين السّنة والشيعة في الأحكام الفقهيّة واضح بيّن ، وذلك إذا استثنينا الخلاف حول بعض الأحكام الفروعيّة ، مثل «نكاح المتعة» (١) الّذي ثبت نسخه عند أهل السّنة ولم يثبت عند الشيعة.

__________________

(١) قال الأستاذ عبد الهادي مسعود الإبياري في تقديمه لكتاب : (المتعة وأثرها في الإصلاح الإجتماعي) للأستاذ توفيق الفكيكي طبعة القاهرة (عام ١٣٧٧ ه‍) بالمطبعة العربية بشارع اللّبودية قرب حيّ السيّدة زينب :

أمّا النّسخ فالمجتهدون من السنّة يقرّرون أنّه ورد بحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونهيه عن ممارسة هذا الحق الّذي منحه القرآن الكريم.

وقد عوّدنا القرآن الكريم حين يحرّم شيئا أن يفصّله ، ويكرّره ، ويؤكده ، بل غالبا ما يضع العقوبات للمخالفين ...

قال تعالى : (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ.)

وترتيبا على ذلك محال أن يحرّم الله تعالى علينا ما لم يبيّنه لنا ، وما لم يفصّله على حدّ تعبيره تعالى في هذه الآية المحكمة ...

وإذا كانت المتعة قد أبيحت بنّصّ من القرآن فلا بدّ من أن تحرم ـ إذا كان ثمة تحريم ـ بهذه الطريقة من البيان والتفصيل ... الخ.

٢٨٧
٢٨٨

الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي (*)

عميد الجامعة الأزهرية في أسيوط

الشيعة والفقه الإسلامي

... وعند ما نمعن في قراءة الفقه الشيعي فسوف نجد أنّه هو وفقه المذاهب الأربعة ، يكوّنون ثروة ضخمة لا مثيل لها في أيّ تشريع من التشريعات.

ويتيح لنا أن نستمد منه أصول تشريعاتنا الحديثة ، وأن نبني على أسسه حياتنا الاجتماعية الحاضرة.

إن هذا الفقه وتشريعاته المفصّلة لا يماثلها تشريع آخر حتّى عند

__________________

(*) الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي : ولد في قرية من أعمال مركز المنصورة تسمّى (تلبانه) في ٢٢ / ٧ / ١٩١٥ م. تخرج في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام ١٩٤٠ م وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد عام ١٩٤٦ م وعمل في جامعات السعودية ، وليبيا وهو اليوم عميد لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع أسيوط. وأسّس مع الأستاذ مصطفى عبد اللطيف السحرتي (رابطة الأدب الحديث) منذ ربع قرن اشترك في كثير من اللجان العلمية والأدبيّة وأسهم في النشاط الأدبي في وطنه وكتب في مختلف المجلات والصحف المصرية والعربية والإسلامية وله أعمال كثيرة في تحقيق التراث. من آثاره : تفسير القرآن الكريم ، الإسلام ونظريته الاقتصادية ، البحوث الأدبية ، شرح صحيح البخاري في ١٠ أجزاء وغيرها. (مع رجال الفكر في القاهرة).

٢٨٩

أعظم الدّول رقيّا ، وحضارة ، وما بالك بهذا التشريع الإسلامي الفقهي الّذي يستمد خطره من الدين الإسلامي الحنيف ، ومن كتاب الله الحكيم الخالد الّذي يعدّ الأصل الأول في التشريع عند جميع المسلمين وهو كما قال الرسول الكريم :

«حبل الله المتين ، وهو الصّراط المستقيم ، وهو الّذي من عمل به أجر ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه دعا إلى صراط مستقيم».

وحديث الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وذريّته أجمعين هو المنبع الثاني من منابع التشريع الفقهي عند جميع الأئمة «فقول الرسول وفعله وتقريره سنّة لا بدّ من الأخذ بها والاستمداد منها».

والشيعة تشترط أن تكون رواية الحديث من طريق أئمة أهل البيت عليهم‌السلام لأسباب كثيرة ـ منها :

اعتقادهم أنّهم أعرف الناس بالسنّة وأشدّهم فهما لأسرار الدين.

والشيعة تأتسي بآل البيت وتقتدي بهم ، وتعتبرهم أئمّة هداة إلى الخير ، والحقّ وإلى سواء السبيل ، وذلك لما ثبت من فضلهم ، وما أثر من دقيق فطنتهم ورفيع فهمهم.

على أنّ مبدأ الخلافة والإمامة هو الّذي ميّز بين السنّة ، والشيعة ، هاتين الطائفتين التي حاول الكائدون أن يفرّقوا بينهما على طول العصور خدمة لأغراضهم الخبيثة ، ولكن الله بالمرصاد لكلّ من يكيد للإسلام والمسلمين.

وإن كان بالإمكان أن تحافظ كلّ طائفة على صبغتها ، مع رعاية

٢٩٠

الأخوّة العامّة والأخوّة الإسلاميّة ، واحترام كلّ فريق الآخر. وندعو الله أن يجمع المسلمين على كلمة الخير والسلام (١).

القاهرة :

محمد عبد المنعم خفاجي

الأستاذ بكلّية الّلغة العربيّة بالأزهر الشريف

(سابقا)

وعميد الجامعة الأزهرية بأسيوط

(حاليا)

__________________

(١) في سبيل الوحدة الإسلامية الطبعة الثالثة ص ٩١ مطبعة دار المعلم بالقاهرة.

٢٩١
٢٩٢

الأستاذ عبد الهادي مسعود الإبياري (*)

بوزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصر

الشيعة والفقه الإسلامي

إنّ هذا المذهب الإسلامي له مقوّماته الفكريّة كأيّ مذهب آخر من مذاهب الدين ، وله لواؤه الخفّاق ما في ذلك ريب ..

وعلماء الشيعة كعلماء أهل السّنة إنّما يدركون كلّ شيء في حدود القرآن ، وفي حدود ما ورد على لسان نبيّ الإسلام .. وقد نظّموا دراسات ، وبحوثا لها قيمتها في الميادين الإسلامية الكبرى ، وكان لهم في إحياء التراث الديني مجالات ومجالات.

والواقع إنّني ألمس فيهم نشاطا ممتازا ، وثقافة نادرة ، وفطرة مستقيمة في تقدير الأمور.

__________________

(*) الأستاذ عبد الهادي : ولد بمدينة الفيّوم في (١٩ / ٢ / ١٩٤٢ ميلادية). حصل على ليسانس الآداب (عام ١٩٤٦ م) ، واختير مديرا للمكتبات الفرعيّة بدار الكتب المصرية (عام ١٩٥٥ م). وعين وكيلا لدار الكتب المصرية (عام ١٩٦٨ م) ورائد : دار المنتدى الثقافي وشعارها : «الثقافة سبيل الحريّة».

من آثاره : شخصيات في السياسة والمجتمع ، الثورات الحديثة في الشرق ، ثورات مصر من أول عهد سعيد إلى آخر عهد توفيق ، وله مقدمات لكتب فلسفيّة ، وإسلاميّة ، وفكريّة ، وفقهيّة كثيرة. (مع رجال الفكر في القاهرة).

٢٩٣

لقد رأيت الكثيرين يتعرّضون للشيعة ، والتوفيق بين السنة والشيعة ، ولكنّهم يتهرّبون من صميم المشكلة دون مبرّر ، ولا سبب ... والأمر فيما أرى لا يحتاج إلى هذا التهيب ، ولا إلى هذا التردد ... إذ ما حلّ التهيّب مشكلة من المشاكل ، ولا حسم التردّد خلافا من الخلافات ...

وقد قبض النبي صلوات الله عليه إلى ربّه كما قبض الخلفاء الأربعة وغيرهم من جلّة الصحابة والتابعين ، ولن يفيد الخلاف ، والاختلاف في إعادة واحد منهم أو غيره إلى الحكم ، ولو افترضنا أن إماما سيظهر في قابل الأيام فالعالم كلّه في انتظاره لأنه سيكون مؤيّدا بروح الله (١).

عبد الهادي مسعود

وكيل وزارة الثقافة والإرشاد القومي.

__________________

(١) نشر هذا تحت عنوان : آراء العلماء والكتاب في القاهرة في أول كتاب : «وسائل الشيعة» ٢ / ٦ طبع القاهرة مطبعة كامل مصباح بباب الشعرية (عام ١٣٧٧ ه‍).

٢٩٤

الشيخ عبد المجيد سليم

ينتمي الشيخ عبد المجيد سليم إلى ذلك الجيل الذي تتلمذ على يد الإمام محمد عبده ، فأخذ عنه قوة الحجة ، ونفاذ البصيرة ، والتفاني في خدمة دينه ووطنه.

وقد عاصر الشيخ عبد المجيد سليم أحداث بلاده العظيمة ، وعاش تلك الفترة المشتعلة من تاريخ هذا الوطن ، والتي كتب لها أن تكون تمهيدا طبيعيا لثورة منطلقة في كل الميادين ، وإرهاصا واضحا لانطلاقنا في عرض الحياة.

وقد ولد الشيخ عبد المجيد سليم في ١٣ أكتوبر سن ١٨٨٢ م وتخرج في الأزهر عام ١٩٠٨ م بعد أن حصل على شهادة العالمية من الدرجة الأولى.

وقد تقلب في مناصب القضاء والإفتاء والتعليم بالمعاهد الدينية.

وعهد إليه بالإشراف على

٢٩٥

الدراسات العليا في الأزهر ثم صارت إليه رياسة لجنة الفتوى فكان له في كل ناحية أعمال خالدة مأثورة ، وعند ذكر إصلاح وتطوير الأزهر لا بد أن يقترن ذلك باسم الشيخ المترجم له.

وهناك نقطة بارزة في حياة الشيخ عبد المجيد سليم تلك هي اشتغاله في آخر ايامه بالتقريب بين المذاهب الإسلامية حين رأى أن اختلافها لا يمكن أن يعود بفائدة على الإسلام والمسلمين إلّا أن يكون في هذا الاختلاف أبلغ الضرر بقضية الإسلام في كل البلاد ، ولم يقتصر فضله في هذه الناحية على أرض مصر بل كانت له في ذلك مراسلات إلى كل أنحاء العالم حيث كان يتمتع بصداقات وافرة.

وله مؤلفات لا زالت مخطوطة ، وقد أثر عنه الشجاعة في الإدلاء برأيه ما دام يعتقد أنه الحق ، وقد استقال من الإفتاء عام ١٩٤٦ م حين وجد حكومة ذلك العهد تريد التدخل في شؤون الأزهر ، وقال لمسؤول حذره من خطر سيلحقه «إنني ما دمت أتردد بين بيتي والمسجد فلا خطر علي ...».

وقد عين فضيلته شيخا للأزهر مرتين وكانت المرة الأولى يوم ٨ أكتوبر سنة ١٩٥٠ م وأعفي من المنصب في ٤ سبتمبر سنة ١٩٥١ م ثم تولى المشيخة لثاني مرة في ١٠ فبراير سنة ١٩٥٢ م واستقال من المنصب في ١٧ سبتمبر سنة ١٩٥٢ م.

وانتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح يوم الخميس ١٠ من صفر سنة ١٣٧٤ ه‍ ـ ٧ من أكتوبر سنة ١٩٥٤ م (١).

__________________

(١) الأزهر في ١٢ عاما من ص ٦٤ ، ٦٥ طبع الدار القومية للطباعة والنشر بمصر عام ١٩٦٤ م.

٢٩٦

صورة كتاب المغفور له الأستاذ الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الجامع الأزهر

إلى دار التقريب بين المذاهب الإسلامية مشيرا بإحياء هذا الكتاب

٢٩٧
٢٩٨

نظرة

شيوخ الأزهر الشريف وعلمائه عن تفاسير

الشيعة الإمامية

١ ـ تفسير القرآن للشيعة الإمامية

وأما تفسير القرآن للشيعة الإمامية فقد كتب جماعة من كبار العلماء الأعاظم في الأزهر الشريف وغيره منهم : الأستاذ الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الجامع الأزهر.

وهذا نص ما كتبه حول هذا التفسير الجليل :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الهداة الراشدين.

أمّا بعد فإن كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن الّذي ألّفه الشيخ العلّامة ثقة الإسلام أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من علماء القرن السادس الهجري ، هو كتاب جليل الشأن ، غزير العلم ، كثير الفوائد ، حسن الترتيب. لا أحسبني مبالغا إذا قلت : إنه في مقدمة كتب التفسير التي تعد مراجع لعلومه ، وبحوثه.

ولقد قرأت هذا الكتاب كثيرا ، ورجعت إليه في مواطن عدّة. فرأيته حلّال معضلات ، كشّاف مهمّات ، ووجدت صاحبه ـ رحمه‌الله ـ

٢٩٩

عميق التفكر ، عظيم التدبّر ، متمكّنا من علمه ، قويّا في أسلوبه ، وتعبيره ، شديد الحرص على أن يجلّي للناس كثيرا من المسائل التي يفيدهم علمها. فإذا قامت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية ـ ولي شرف المساهمة في تأسيسها وأعمالها ـ بإحياء هذا التفسير الجليل ، فإنّه لعمل من الباقيات الصّالحات ، آمل أن يثيبنا الله عليه ، ويثيب كل معين على إتمامه. ثوابا حسنا ، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا.

القاهرة ٤ من ذي القعدة سنة ١٣٧١ ه‍.

٢٦ من يوليو سنة ١٩٥٢ م.

شيخ الجامع الأزهر

عبد المجيد سليم

٣٠٠