البرهان على عدم تحريف القرآن

السيد مرتضى الرضوي

البرهان على عدم تحريف القرآن

المؤلف:

السيد مرتضى الرضوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: الإرشاد للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٤

والله لقد أقرأنيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فيه إلى فيّ (١).

وقال البخاري : حدثنا سليمان بن حرب. حدّثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال :

ذهب علقمة إلى الشام فلمّا دخل المسجد قال :

اللهمّ يسّر لي جليسا صالحا فجلس إلى أبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء :

ممّن أنت؟ قال : من أهل الكوفة.

قال : أليس فيكم أو منكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة.

قال : قلت بلى.

قال : أليس فيكم ، أو منكم الّذي أجاره الله على لسان نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الشيطان؟ يعني عمارا قلت : بلى.

قال : أليس فيكم ، أو منكم صاحب السّواك ، أو السّر؟ قال : بلى.

قال : كان عبد الله يقرأ :

«والليل إذ يغشى ، والنّهار إذا تجلّى»؟

قلت : والذكر والأنثى.

قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأخرجه بلفظ آخر كما يأتي :

حدثنا موسى عن أبي عوانة ، عن مغيرة عن علقمة قال :

__________________

(١) صحيح البخاري مشكول بحاشية السندي : ٢ / ٣٠٥ طبعة دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي ومسجلة برقم ٢٢٣ باب مناقب عمار وحذيفة (رض).

٢٢١

دخلت الشام فصلّيت ركعتين فقلت :

اللهم يسّر لي جليسا فرأيت شيخا مقبلا فلمّا دنا قلت : أرجو أن يكون استجاب.

قال : من أين أنت؟ قلت : من أهل الكوفة.

قال : أفلم يكن فيكم صاحب النعلين ، والوسادة ، والمطهرة؟

أو لم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان؟

أو لم يكن فيكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره؟ كيف قرأ ابن أمّ عبد ، والليل؟

فقرأت : «والليل إذا يغشى ، والنّهار إذا تجلّى ، والذكر والأنثى».

قال : أقرأنيها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاه إلى فيّ فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني (١).

الزيادة والنقيصة في القرآن

أخرج المتقي الهندي ، عن أبي عبيد عن أبي أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه :

لم يكن ، وقرأ عليه :

إنّ ذات الدين عند الله الحنيفية ، لا المشركة ، ولا اليهوديّة ، ولا النصرانية ، ومن يعمل خيرا فلن يكفره ، وقرأ عليه :

لو كان لابن آدم واد لابتغى إليه ثانيا ، ولو أعطى ثانيا لا بتغى

__________________

(١) صحيح البخاري : ٢ / ٣٠٧ باب مناقب عبد الله بن مسعود ، المحاضرات للراغب وفي المحاضرات ٢ / ٢٥٠ ط مصر عام ١٢٨٧ ه‍ ذكر الراغب بدل يردوني : يردونني ، وزاد بعده : عنهما.

٢٢٢

ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، ويتوب الله على من تاب (١).

وقال الراغب الأصبهاني :

أثبت زيد بن ثابت سورتي القنوت في القرآن ، وأثبت ابن مسعود في مصحفه :

لو كان لابن آدم واديان من ذهب لا بتغى إليهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، ويتوب الله على من تاب (٢).

وقال جلال الدين السيوطي :

وأخرج ابن الضرّيس ليؤيدنّ الله هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة من خلاق ، ولو أنّ لابن آدم ، واديين من مال ، لتمنّى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، فيتوب الله عليه ، والله غفور رحيم.

وأخرج أبو عبيد ، وأحمد ، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في (شعب الإيمان) عن أبي واقد الليثي قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا ما أوحي إليه.

قال : فجئته ذات يوم فقال :

إنّ الله يقول :

إنّا أنزلنا المال لإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ولو أنّ لابن آدم واديا لأحب أن يكون إليه الثاني ، ولو كان له الثاني لأحبّ أن يكون إليهما ثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، ويتوب الله على من تاب (٣).

__________________

(١) منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد : ٢ / ٤٢.

(٢) المحاضرات : ٢ / ٢٥٠ طبعة مصر.

(٣) الدر المنثور : ١ / ١٠٥ ، الإتقان في علوم القرآن : ٢ / ٢٥.

٢٢٣

وقال ابن الأثير (١).

أبو الأسود الدؤلي قال :

«بعث أبو موسى إلى قرّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال :

أنتم خيار أهل البصرة ، وقرّاؤهم ، فاتلوه ، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ، كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها في الطول ، والشدّة ببراءة ، فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها :

لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب (٢).

«أخرج أبو داود ، وأحمد ، وأبو يعلى ، والطبراني عن زيد بن أرقم قال :

كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

لو كان لابن آدم واديان من ذهب ، وفضّة لابتغى الثالث ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب» (٣).

وأخرج أبو عبيد ، وأحمد عن جابر بن عبد الله قال : كنّا نقرأ :

لو أن لابن آدم ملأ واد مالا ، لأحبّ إليه مثله ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، ويتوب الله على من تاب.

__________________

(١) هو المبارك بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري الشافعي أبو السعادات المشهور بابن الأثير. ولد (سنة ٥٤٤ ه‍) في جزيرة ابن عمر ، وانتقل في شبابه إلى الموصل حيث أكبّ على الدرس فبزّ أقرانه في مختلف العلوم ، وذاع صيته ، وأثبتت شهرته في سائر الأقطار. انظر : مقدمة جامع الأصول ١ / ٣.

(٢) جامع الأصول : ٣ / ٨ رقم الحديث ٩٠٤ طبعة مصر (عام ١٣٧٠ ه‍).

(٣) الدر المنثور في التفسير بالمأثور : ١ / ١٠٥ وأورده الألوسي في تفسيره روح المعاني : ١ / ٢٠ باختلاف يسير.

٢٢٤

وأخرج ابن الأنباري عن زر قال : في قراءة أبيّ بن كعب :

ابن آدم لو أعطي واديا من مال لابتغى ثانيا ، ولو أعطى واديين من مال لا لتمس ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، ويتوب الله على من تاب (١).

وعن ابن عباس قال :

كنت عند عمر فقرأت :

لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب ، ويتوب الله على من تاب.

قال عمر ما هذا؟!!

قلت : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

قال الأمام أحمد : حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرحمن ، عن مالك عن الزهري ، عن عروة عبد الرحمن بن عبد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال :

سمعت هشام بن حكيم يقرأ (سورة الفرقان) في الصلاة على غير ما أقرأها وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقرأنيها ، فأخذت بثوبه فذهبت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت يا رسول الله :

إنّي سمعته يقرأ (سورة الفرقان) على غير ما أقرأنيها ، فقرأ القراءة التي سمعتها منه (٣).

وأخرج عبد الرزاق في المصنّف عن ابن عباس قال :

__________________

(١) المصدر السابق ١ / ١٠٦ ، الجامع الصغير : ٢ / ١٣١.

(٢) منتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد : ٢ / ٤٣.

(٣) مسند الإمام أحمد : ١ / ٤٠ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٣٧ بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.

٢٢٥

أمر عمر بن الخطاب مناديا فنادى : إنّ الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

يا أيها الناس لا تجز عن من آية الرجم فإنّها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنّها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد ، وآية ذلك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد رجم ، وأن أبا بكر قد رجم ، ورجمت بعدهما وإنّه سيجيء قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم. (الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٥ / ١٧٩).

وقال العلامة الكبير الشيخ أبو ريه (طاب ثراه) :

ولم يقف فعل الرواية عند ذلك بل تمادت إلى ما هو أخطر من ذلك حتى زعمت أنّ في القرآن نقصا ، ولحنا وغير ذلك ممّا أورد في كتب السنة ، ولو شئنا أن نأتي به كله هنا لطال الكلام ـ ولكنّا نكتفي بمثالين ممّا قالوه في نقص القرآن ، ولم نأت بهما من كتب السنة العامة بل ممّا حمله : الصحيحان ، ورواه الشيخان : البخاري ، ومسلم.

أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب أنّه قال ـ وهو على المنبر :

إنّ الله بعث محمّدا بالحق نبيّا ، وأنزل عليه الكتاب فكان ممّا أنزل آية الرّجم فقرأناها ، وعقلناها ، ووعيناها. رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالنّاس زمان أن يقول قائل : ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلّ بترك فريضة أنزلها الله ـ والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال ، والنساء. ثم إنّا كنّا نقرأ فيما يقرأ في كتاب الله ، ألا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم.

وأخرج مسلم عن أبي الأسود عن أبيه قال : بعث أبو موسى

٢٢٦

الأشعري ، إلى قرّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال :

أنتم خيار أهل البصرة ، وقراؤهم ، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها في الطول ، والشدّة ببراءة فأنسيتها غير أنّي قد حفظت منها : «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التراب» وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبهها بإحدى المسبّحات فأنسيتها غير أنّي حفظت منها :

«يا أيّها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة».

نجتزىء بما أوردنا وهو كاف هنا لبيان كيف تفعل الرواية حتّى في الكتاب الأول للمسلمين وهو القرآن الكريم! ولا ندري كيف تذهب هذه الروايات التي تفصح بأنّ القرآن فيه نقص ، وتحمل مثل هذه المطاعن مع قول الله سبحانه :

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) وأيّهما نصدّق؟!

اللهمّ إن هذا أمر عجيب يجب أن يتدبّره أولو الألباب. (أضواء على السنة المحمدية ص ٢٥٦ ، ٢٥٧ الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر).

٢٢٧
٢٢٨

هذا ما وقفنا عليه ، وما التقطناه ودوّناه في هذا الكتاب وهو المختار من كتب أبناء العامة حول الأحاديث الواردة في تحريف القرآن الكريم وبه كفاية.

وها نحن نقدّم إلى القارىء الكريم بعض الآراء لعلماء الشيعة الإماميّة عن سلامة القرآن من الزيادة والنقصان.

معنى التحريف

قال الراغب الأصبهاني :

وتحريف الشيء إمالته كتحريف القلم. (المفردات في غريب القرآن ص ١١٤ ط مصر).

الشيعة مأمورون بالأخذ بما يوافق القرآن

عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

خطب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنى فقال :

أيّها النّاس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله. (أصول الكافي : ١ / ٦٩ رقم الحديث ٥).

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

٢٢٩

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ على كلّ حق حقيقة ، وعلى كلّ صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه. (أصول الكافي : ١ / ٦٩ رقم الحديث ١).

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف. (أصول الكافي : ١ / ٦٩ رقم الحديث ٤).

التمسك بالقرآن الكريم

إنّ الإمامية أشدّ تمسّكا بالقرآن ، ومحافظة عليه ، وتعظيما له ، ومنه يستقون عقيدتهم ، وأحكامهم وبه يدفعون شبهات المبطلين وأقوال المتحذلقين ، فهو عندهم : المعجزة الكبرى ، والمقياس الصحيح للحق ، والهداية. فقد رووا أنّ أئمّتهم أمروهم أن يعرضوا ما ينقل عنهم على القرآن ، فإن خالفه فهو كذب ، وافتراء ، وزخرف وباطل يجب ضربه في عرض الجدار (١).

صيانة القرآن عن الزيادة والنقصان

قال الله تعالى :

(هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(٢).

(صدق الله العليّ العظيم).

__________________

(١) الشيعة في الميزان ص ٣١٤ طبع بيروت ـ لبنان.

(٢) المؤلف : علماء الشيعة الإمامية يستدلون بالآيات الواردة تحت عنوان : (صيانة القرآن عن

٢٣٠

جمع القرآن الكريم على عهد النبي (ص)

قال الإمام شرف الدين العاملي (قدس‌سره) :

وكان القرآن مجموعا أيام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما هو عليه الآن من الترتيب ، والتنسيق في آياته ، وسوره ، وسائر كلماته ، وحروفه بلا زيادة ، ولا نقصان ، ولا تقديم ولا تأخير ، ولا تبديل ، ولا تغيير ..

أجل : إنّ القرآن عندنا كان مجموعا على عهد الوصي ، والنبوّة ، مؤلفا على ما هو عليه الآن .. وقد كان القرآن زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطلق عليه الكتاب قال الله تعالى :

(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(١) البقرة : ٢.

__________________

ـ الزيادة والنقصان) وبأحاديث كثيرة وردت عن طريق أئمة أهل البيت النبوي عليهم‌السلام بإرجاع شيعتهم إلى التمسك بهذا القرآن المتداول بين يدي عامة المسلمين في جميع أقطار العالم وإليك نصّ أوّل إمام من أئمة العترة الطاهرة وصيّ الرسول وخليفته (صلى‌الله‌عليه‌وآله) بلا فصل أمير المؤمنين ، وسيد الوصيّين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

قال عليه‌السلام :

وعليكم بكتاب الله فإنّه الحبل المتين ، والنّور المبين ، والشّفاء النافع ، والرّي النافع [نفع العطش إذا أزاله] والعصمة للمتمسّك ، والنجاة للمتعلّق ، لا يعوّج فيقام ولا يزيغ فيستعتب ، ولا تخلفه كثرة الرّد ، وولوج السّمع من قال به صدق ، ومن عمل به سبق.

(نهج البلاغة شرح محمد عبده ص ٣٣٥ ط بيروت ـ دار التعارف).

(١) بعض الآيات التي فيها جاء ذكر (الكتاب) :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ ...) النساء : ١٣٦.

(قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) المائدة : ١٥.

(وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) النحل : ٨٩.

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ). الجمعة : ٢.

(وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا) الأحقاف : ١٢.

(إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) الزمر : ٢.

(كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) ص : ٢٩.

(إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِ) الزمر : ٤١.

٢٣١

وهذا يشعر بأنّه كان مجموعا ، ومكتوبا فإنّ ألفاظ القرآن إذا كانت محفوظة ، ولم تكن مكتوبة لا تسمّى كتابا ، وإنّما تسمّى بذلك بعد الكتابة كما لا يخفى ، وكيف كان فإنّ رأي المحقّقين من علمائنا :

أنّ القرآن العظيم إنّما هو ما بين الدفّتين الموجود في أيدي الناس ، والباحثون من أهل السنة يعلمون منّا ذلك ، والمنصفون منهم يصرّحون به. (أجوبة مسائل جار الله ص ٣٤ ، ٣٧ الطبعة الثانية صيدا عام ١٣٧٧ ه‍).

__________________

ـ (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) القصص : ٢.

(هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) الجائية : ٢٩.

(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ) الواقعة : ٣٧ ، ٣٨.

٢٣٢

لا تحريف في القرآن

١ ـ معنى التحريف (١)

يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدّة معان على سبيل الإشراك ، فبعض منها واقع في القرآن باتفاق من المسلمين ، وبعض منها لم يقع فيه باتفاق منهم أيضا ، وبعض منها وقع الخلاف فيما بينهم ، وإليك تفصيل ذلك :

__________________

(١) علماء الشيعة الإمامية الذين ألّفوا في فقه القرآن ينكرون التحريف ، وكذلك علماء التفسير.

وأمّا علماء الحديث والرجال من الشيعة فإنّهم قائلون بتمحيص الروايات حتى في كتب الحديث المعتبرة عندهم (*).

وأمّا فقهاء الشيعة ، ومؤلّفو آيات الأحكام فهم يحتجّون بالقرآن وذلك إذعانا منهم بحجيّة القرآن ، وصيانته من التحريف ، وأهم من هؤلاء جميعا علماء الكلام ، ومؤلّفو الفلسفة الإسلامية ، والحكماء منهم الذين دوّنوا عقائد الشيعة بالأصول العلمية والفلسفيّة يرفضون الرأي القائل : بتحريف القرآن رفضا باتا بل إنّهم في مقام الاستدلال على الإمامة والخلافة يستدلّون بآيات من القرآن الكريم.

(*) راجع معجم رجال الحديث الجزء الأول.

قال الراغب الأصبهاني : وتحريف الكلام أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على غيره ، قال عزوجل : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) و (مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ)(وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ) (المفردات في غريب القرآن ص ١١٤).

٢٣٣

الأول : «نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره» ومنه قوله تعالى :

(مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) النّساء : ٤٦.

ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله فإنّ كلّ من فسّر القرآن بغير حقيقته ، وحمله على غير معناه فقد حرّفه ، وترى كثيرا من أهل البدع ، والمذاهب الفاسدة ، قد حرّفوا القرآن بتأويلهم آياته على آرائهم وأهوائهم.

وقد ورد المنع عن التحريف بهذا المعنى ، وذمّ فاعله في عدّة من الروايات منها :

رواية (الكافي) بإسناده عن الباقر عليه‌السلام أنّه كتب في رسالته إلى سعد الخير :

«... وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ، ولا يرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ...» الوافي ٣ / ٢٧٤. أبواب القرآن وفضائله.

الثاني : النقص أو الزيادة في الحروف ، أو في الحركات ، مع حفظ القرآن ، وعدم ضياعه ، وإن لم يكن مميّزا في الخارج عن غيره».

والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعا فقد أثبتنا فيما تقدّم (١) عدم تواتر القراءات ، وأمّا غيرها فهو إمّا زيادة في القرآن ، وإمّا نقيصة فيه.

__________________

(١) انظر : البيان في تفسير القرآن ص ١٥٨ طبع بيروت تحت عنوان : أدلّة تواتر القراءات.

٢٣٤

الثالث : النقص أو الزيادة بكلمة ، أو كلمتين ، مع حفظ التحفّظ على نفس القرآن المنزل».

والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الإسلام ، وفي زمان الصحابة قطعا ، ويدلنا على ذلك إجماع المسلمين على أنّ عثمان أحرق جملة من المصاحف وأمر ولاته بحرق كلّ مصحف غير ما جمعه.

وهذا يدّل على أنّ هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه ، وإلّا لم يكن هناك سبب موجب لإحراقها.

وقد ضبط جماعة من العلماء موارد الاختلاف بين المصاحف ، منهم :

عبد الله بن أبي داود السجستاني ، وقد سمّى كتابه هذا بكتاب (المصاحف). وعلى ذلك فالتحريف واقع لا محالة ، إمّا من عثمان ، أو من كتّاب تلك المصاحف ، ولكنّا سنبيّن بعد هذا إن شاء الله تعالى :

أنّ ما جمعه عثمان كان هو القرآن المعروف بين المسلمين ، الّذي تداولوه عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يدا بيد.

فالتحريف بالزيادة والنقيصة إنّما وقع في تلك المصاحف التي انقطعت بعد عهد عثمان.

وأمّا القرآن الموجود فليس فيه زيادة ، ولا نقيصة.

وجملة القول : إنّ من يقول بعدم تواتر تلك المصاحف ـ كما هو الصحيح ـ فالتحريف بهذا المعنى وإن كان قد وقع عنده في الصدر الأوّل إلّا أنّه قد انقطع في زمان عثمان ، وانحصر المصحف بما ثبت تواتره عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وأما القائل : بتواتر المصاحف بأجمعها ، فلا بدّ له من الالتزام بوقوع التحريف بالمعنى المتنازع فيه في القرآن المنزل ، وبضياع شيء منه.

٢٣٥

الرابع : «التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفّظ على القرآن المنزل ، والمتسالم على قراءة النبي (ص) إيّاها».

والتحريف بهذا المعنى أيضا واقع في القرآن قطعا. فالبسملة ـ مثلا ـ ممّا تسالم المسلمون على أنّ النبي (ص) قرأها قبل كلّ سورة غير سورة التوبة.

وقد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء السنة. فاختار جمع منهم أنّها ليست من القرآن ، بل ذهبت المالكيّة إلى كراهة الإتيان بها قبل قراءة الفاتحة في الصّلاة المفروضة ، إلّا إذا نوى بها المصلّي الخروج من الخلاف ، وذهب جماعة أخرى إلى أنّ البسملة من القرآن.

وأمّا الشيعة الإماميّة فهم متسالمون على جزئيّة البسملة من كلّ سورة غير سورة التوبة ، واختار هذا القول جماعة من علماء السنّة أيضا ... وإذا ، فالقرآن المنزل من السّماء قد وقع فيه التحريف يقينا بالزيادة ، أو بالنقيصة.

الخامس : «التحريف بالزيادة بمعنى أنّ بعض المصحف الّذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل».

والتحريف بهذا المعنى باطل بإجماع المسلمين ، بل هو ممّا علم بطلانه بالضرورة.

السادس : «التحريف بالنقيصة ، بمعنى أنّ المصحف الّذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الّذي نزل من السّماء ، فقد ضاع بعضه على النّاس».

والتحريف بهذا المعنى هو الّذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون (١).

__________________

(١) البيان في تفسير القرآن ص ٢٠٠ طبع بيروت.

٢٣٦

٢ ـ رأي المسلمين في التحريف

المعروف بين المسلمين عدم وقوع التحريف في القرآن ، وأنّ الموجود بأيدينا هو جميع القرآن المنزل على النّبي الأعظم (ص) وقد صرّح بذلك كثير من الأعلام.

منهم : بطل العلم المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي (١) في مقدّمة تفسيره (آلاء الرحمن) وقد نسب جماعة القول بعدم التحريف إلى كثير من الأعاظم منهم :

شيخ المشايخ المفيد [محمد بن محمد النعمان] والمتبحّر الجامع الشيخ البهائي ، والمحقّق القاضي نور الله ، وأضرابهم. وممّن يظهر منه

__________________

(١) قال الشيخ آقا بزرك في طبقات أعلام الشيعة : الشيخ محمد جواد البلاغي المولود سنة (١٢٨٢ ه‍) ـ والمتوفى سنة (١٣٥٢ ه‍) هو : الشيخ محمد جواد بن الشيخ حسن ... ابن الشيخ محمد علي بن محمد البلاغي النجفي الربعي نسبة إلى ربيعة القبيلة المشهورة. من مشاهير علماء الشيعة في عصره. علّامة جليل ، ومجاهد كبير ، ومؤلف مكثر خبير.

(آل البلاغي) من أقدم بيوتات النجف وأعرقها في العلم والفضل والأدب.

أنجبت هذه الأسرة عدّة من رجال العلم والدين ... والمترجم من أعلام هذا البيت المعاصرين. كان أحد مفاخر العصر علما وعملا.

وإليك من مؤلفاته المطبوع منها : (الهدى إلى دين المصطفى) جزءان في الرد على عبدة الثالوث و (أنوار الهدى) في إبطال بعض الشبه الإلحاديّة و (الرحلة المدرسية) أو المدرسة السيارة ثلاثة أجزاء في الرد على الملل الخاطئة طبع مرتين وترجم إلى الفارسية وطبع أيضا و (التوحيد والتثليث) في الرد على النصارى أيضا و (إبطال فتوى الوهابيّين) بهدم قبور البقيع ، ورسالة في إبطال فتوى الوهابيّين أيضا و (البلاغ المبين) في الإلهيات و (أجوبة المسائل البغدادية) في أصول الدين ورسالة في وضوء الإمامية وصلاتهم ، وصومهم طبعت بالإنجليزية و (العقود المفضّلة) في حلّ المسائل المشكلة في الفقه ، تعليقة على مباحث البيع من (المكاسب) للشيخ الأنصاري و (آلاء الرحمن) في تفسير القرآن طبع منه الجزءان الأول والثاني وهو آخر تأليفه ومن أثمن التفاسير وأليقها بهذا العصر. وأما غير المطبوع فهو كثير ... الخ.

(نقباء البشر في القرن الرابع عشر : ١ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥ طبعة النجف الأشرف ـ العراق).

٢٣٧

القول بعدم التحريف : كل من كتب في الإمامة من علماء الشيعة وذكر فيه المثالب ، ولم يتعرض للتحريف فلو كان هؤلاء قائلين في التحريف لكان ذلك أولى بالذكر من إحراق المصحف وغيره.

وجملة القول : إنّ المشهور بين علماء الشيعة الإمامية ومحقّقيهم ، بل المتسالم عليه بينهم هو القول بعدم التحريف (١).

__________________

(١) البيان في تفسير القرآن ص ٢٠٠ ، ٢٠١.

٢٣٨

رأي علماء الإماميّة بعدم الزيادة والنقيصة في القرآن

ـ رأي الشيخ الصدوق طاب ثراه

قال العلامة الجليل المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي (طاب ثراه) في مقدمة تفسيره (آلاء الرحمن) المطبوعة في أوائل تفسير القرآن الكريم للعلامة الجليل المفسّر السيد عبد الله شبر (١) في القاهرة تحت عنوان : قول الإمامية بعدم النقيصة في القرآن :

ولا يخفى أنّ شيخ المحدثين والمعروف بالاعتناء بما يروي وهو الصدوق (طاب ثراه) (٢) قال في كتاب (الاعتقاد) :

__________________

(١) هو السيد عبد الله بن السيد محمد رضا شبر ولد رحمه‌الله في النجف الأشرف عام (١١٨٨ ه‍) وتوفي في مدينة الكاظميّة قرب بغداد في ليلة الخميس من شهر رجب (عام ١٢٤٢ ه‍) ودفن في رواق الكاظمين عليهما‌السلام.

وقال السيد الخوانساري في (روضات الجنات) :

السيد عبد الله بن محمد رضا العلوي الحسيني الكاظمي الشهير بشبّر (على زنه سكّر).

كان من أعيان فضلاء هذه الأواخر ومحدّثيهم. فقيها ، متبحّرا ، جامعا ، متتبّعا متوطّنا بأرض الكاظمين المطهّرة على مشرّفيها السّلام. وله مؤلفات كثيرة في التفسير ، والحديث والفقه ، والأصول ، وغير ذلك.

(٢) الشيخ الصدوق : من كبار علماء الإمامية في القرن الثالث الهجري.

٢٣٩

اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيّه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة ، وعندنا : أنّ الضّحى ، وألم نشرح سورة واحدة ولإيلاف ، وألم تر كيف .. سورة واحدة ، ومن نسب إلينا أنّا نقول : أكثر من ذلك فهو كاذب (١).

وقال الشيخ المفيد (٢) محمد بن محمد بن النعمان (طاب ثراه) :

__________________

ـ ولد في مدينة قم المقدسة (عام ٣٠٦ ه‍) (وهي أولى سنيّ سفارة الحسين ابن روح وهو السفير الثالث من السفراء الأربعة الذين هم نوّاب الإمام المهدي المنتظر عليه‌السلام ، الإمام الثاني عشر عليه‌السلام في الغيبة الصغرى).

وتوفي في بلدة ري ـ طهران ـ (عام ٣٨١) من الهجرة.

مؤلفاته كثيرة تعرّض لذكرها بعض أرباب المعاجم. انظر :

رجال النجاشي ، فهرست الشيخ الطوسي ، خلاصة الأقوال للعلّامة الحلّي ، معالم العلماء لابن شهر اشوب ، مستدرك الوسائل للعلّامة النوري ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة للعلامة الكبير الشيخ آقا بزرك الطهراني وغيرها.

(١) كتاب (الاعتقاد) ص ٦٣ طبع طهران (عام ١٣٧٠ ه‍) نشرته مكتبة العلّامة الشيخ ميرزا حسن المصطفوي ، (بحر الفوائد في شرح العقائد) للعلّامة الحجة الشيخ محمد حسن الآشتياني ص ٩٨ طبع طهران (عام ١٣١٤ ه‍) ، مقدّمة تفسير (الآء الرحمن) المطبوعة في أوائل تفسير شبر بمصر (عام ١٣٨٥) هجرية. الوافي : ٣ / ٢٧٣ طبع على الحجر بطهران (عام ١٣٢٤ ه‍).

(٢) محمد بن محمد بن النعمان المفيد يكنّى أبا عبد الله المعروف بابن المعلّم ، من جملة متكلّمي الإمامية ، انتهت إليه رياسة الإمامية في وقته ، وكان مقدما في العلم ، وصناعة الكلام وكان فقيها متقدّما فيه. حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، وله قريب من مئتي مصنّف كبار ، وصغار ، وفهرست كتبه معروف.

ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (٣٣٨ ه‍) وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشر وأربعمئة (٤١٣ ه‍). وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه ، وكثرة البكاء من المخالف والموافق. ومن كتبه :

كتاب المقنعة في الفقه ، وكتاب الأركان في الفقه ، ورسالة في الفقه إلى ولده لم يتمّها ، وكتاب الإرشاد ، وكتاب الإيضاح في الإمامة ... الخ (انظر : فهرست الشيخ الطوسي ص ١٥٧ ـ ١٥٨ طبع النجف الأشرف ـ العراق ، رجال النجاشي ص ٢٨٣ طبع الهند ، نقد الرجال للنقرشي ص ٣٣١ طبع إيران ذكر مولده في ١١

٢٤٠