البرهان على عدم تحريف القرآن

السيد مرتضى الرضوي

البرهان على عدم تحريف القرآن

المؤلف:

السيد مرتضى الرضوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: الإرشاد للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٤

١

٢

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها القارىء الكريم ...

تمر الأمة الإسلامية والعربية اليوم بمرحلة لعلّها الأصعب والأشّد حرجا في تاريخها المعاصر ؛ فقد تكالبت عليها قوى الشر والعدوان من كل جانب ، وشرعت لها أسلحة الفتك والتمزيق من كل لون ، وحاصرتها بمكائدها وفنون شرورها من كل صوب وناحية.

وكأنّ هذا كله لم يكفها ، فراحت تؤلب عليها شرذمة من أبنائها ، ضالّة مضلّلة ، ترميها بأشدّ أسلحتها فتكا وتدميرا ، ألا وهو سلاح الفتنة العمياء ، بعد أن ألبستها لبوس الحرص الزائف على الدين ، وعززتها بمخزون هائل من الأباطيل وفنون المكر والخداع ، راجية أن تقطف ثمار زرعها الحرام فرقة ونزاعا واختلافا ، بعد أن بذرت بينها بذورها السامة القاتلة ، عملا بمبدئها الذي لا تحيد عنه ، ولا تفتأ تبثه في هذه الأمة ، مبدأ «فرّق تسدّ»!!

وهذا الكتاب قارئي الكريم ، هو همسة صادقة ، بل هو ـ إن شئت ـ صرخة متألمة ، تدوّي في الأسماع علّها توقظها من سبات ، وتنبّهها من غفلة تكاد تودي بها ، صرخة تدعوها إلى نبذ الفرقة من بينها ، وإلى طرح

٣

عوامل الفتنة من بين ظهرانيها ، وإلى الوقوف مجددا وقفة عزّ وشموخ ووحدة ، في وجه عدوّ غاشم لا يرحم.

فإن شئت ـ قارئي العزيز ـ كلمة الفصل ، ورغبت إلى كلمة الحق الصريح الذي لا لبس فيه ولا عوج ؛ إن شئت كلمة الصدق المنزه عن الهوى والتهريج ، البعيد عن الدسّ المغرض المفسد ، إن شئت الرأي السديد المجرّد عن السطحية وتفاهة الإدّعاء الكاذب ، إن شئت أن تغيظ أعداء الإسلام والعروبة ، ودعاة التفرقة والنزاع ؛ إن شئت الحق والحقيقة المجردتين ، إن شئت السبيل الصراط الذي لا التواء فيه ولا عوج ، إن شئت هذا كله ، فإليك كتاب الله فاحتكم إليه ، فلن تضلّ ؛ واعتصم بحبله القوي المتين ، فلن تزلّ ، وتمسّك بآيات هديه ودواعي العزة والكرامة فيه ، فلن تذلّ.

٥ و ٥ و ٥ إنه محتوى هذا الكتاب ، إنه كلام يتّجه إلى القلوب الصافية ، لتدركه وتعيه أذن واعية والله هو المسدّد.

الإرشاد للطباعة والنشر

بيروت ـ لندن

٤

بسم الله الرّحمن الرحيم

آيات من الذكر الحكيم

قال الله تعالى :

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا.)

وقال تعالى :

(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ.)

وقال تعالى :

(إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ.)

وقال تعالى :

(فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ.)

صدق الله العليّ العظيم.

٥
٦

«إنّ كلّ ما بقي في عصرنا هذا من خلاف هو

الفجوة التي افتعلت افتعالا بين السّنة والشّيعة!! وهي

فجوة يعمل الإستعمار على توسيعها وعلى الأقل

يستبقيها لتكون قطيعة دائمة بين الفريقين ثم ينفذ من

خلالها إلى أغراضه ...».

الشيخ محمد الغزالي

في كتابه : دفاع عن العقيدة والشريعة.

٧
٨

ـ من دعاة ـ

التقريب والإصلاح في الماضي والحاضر

وقال تعالى :

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

صدق الله العليّ العظيم.

الشيخ المفيد التلعكبري

العراق

الشريف المرتضى الموسوي.

العراق

الشريف الرضي الموسوي

العراق

الشيخ محمد بن الحسن الطوسي

إيران

الحسن بن يوسف العلّامة الحلّي

العراق

السيد محسن الأمين

سوريا

السيد عبد الحسين شرف الدين

لبنان

الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء

العراق

الشيخ محمد رضا المظفر

العراق

السيد محمد تقي الحكيم

العراق

الشيخ محمد جواد مغنية

لبنان

الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر

مصر

الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر

مصر

الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر

مصر

الشيخ أحمد حسن الباقوري

مصر

الشيخ محمد محمد المدني

مصر

٩

الشيخ محمود أبو رية

مصر

الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود

مصر

الأستاذ فكري أبو النصر

مصر

الأستاذ عبد الكريم الخطيب

مصر

الشيخ عبد العزيز عيسى

مصر

الدكتور حامد حفنى داود

مصر

الشيخ محمد الغزالي

مصر

(لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.)

صدق الله العليّ العظيم.

١٠

ومن دعاة

ـ الطائفيّة في الماضي والحاضر ـ

قال الله تبارك وتعالى :

(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ.)

صدق الله العليّ العظيم.

ابن حزم الأندلسي

الأندلس

ابن حجر الهيتمي

مكة

عبد الحليم أحمد بن تيميّة

نجد

عبد الرحمن بن خلدون

الأندلس

محمّد كرد علي الشامي

سوريا

موسى جار الله التركستاني

روسيا

محمد شكري الألوسي

العراق

محمد ثابت المصري

مصر

عبد الرزاق الحصّان

العراق

عبد الله القصيمي

الأردن

محب الدين الخطيب

مصر

محمد عبد الستار التولستوي

باكستان

تقي الدين النبهاني

الأردن

محمد مردوخ الكردستاني

إيران

أحمد أمين المصري

مصر

محمد حسين الذهبي

مصر

١١

محمد أبو زهرة

مصر

عبد الحميد طه حميدة

مصر

إبراهيم الجبهان

الحجاز

عبد الله محمد الغريب

مصر

محمد مال الله البحريني

البحرين

إحسان إلهي ظهير

باكستان

أحمد محمد التركماني

الجزائر

أبو الحسن الندوي الكهنو

الهند

(وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ.)

صدق الله العليّ العظيم.

١٢

كلمة المؤلف

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين. والصلاة والسلام على محمد وعترته الأكرمين. واللعن الدائم على مفرّقي الكلمة ، وممزّقي وحدة الصف بين المسلمين. آمين رب العالمين.

في أواسط شهر محرّم الحرام عام (١٤٠٤ ه‍) وفقت لزيارة مرقد السيدة زينب ابنة الإمام علي عليه‌السلام بدمشق ومنها قصدت دولة الإمارات العربية المتحدة لزيارة الأقرباء والأحباء القاطنين فيها. أمضيت فيها أسبوعا واحدا تعرفت خلاله على جماعة من العلماء والتجار وأصحاب المكتبات. وحضرت ندوة في مكتب أحد الأحبة هناك وكان محور الحديث يدور حول الوحدة الإسلامية بين أبناء الشيعة والسنة.

وبعد فترة تحدثت عن مكاسب الثورة الإسلامية ومنجزاتها في إيران. فإذا بأحد الحاضرين يناولني مجلة «رسالة المسجد» (١) كانت قد نشرت مقالا تحت عنوان «الشيعة وتحريف القرآن».

__________________

(١) مجلة سعودية وهابية تصدر عن الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمساجد برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرّمة المقال منشور ص (١٤٢) في العدد الثامن من السنة السادسة الصادر في شهر ذي الحجة الحرام عام (١٤٠٣ ه‍).

١٣

ناشر المقال هذا هو : محمد عبد الله السمان في مجلة أكتوبر المصرية في العدد الصادر في (٥ / ٥ / ١٩٨٣ م) ومنها أخذت هذه المجلة السعودية هذا الموضوع ونشرته فيها.

فرأيت لإحقاق الحق ، وإظهار الحقيقة الجواب عما كتبه البحريني ونسبه إلى الشيعة الإماميّة لأن (الساكت عن الحق شيطان أخرس) هذا ومن الجدير بالذكر هنا أن نشير إلى أنه ليس من عادتنا التعرض للمخالفين لمذهبنا ، إلّا إذا اقتضت الحاجة الماسة لذلك ونيل من كرامتنا ، وأئمتنا عليهم‌السلام.

وذلك أنّ من أسمى معاني التقية التي أمرنا بالأخذ بها هو عدم التعرض والتظاهر بالخلاف مع أبناء العامة ...

هكذا أدّبنا أئمتنا المعصومون عليهم‌السلام. كلّ ذلك حفاظا على الوحدة الإسلاميّة من التفريق والتمزيق وتشهد لنا بذلك جميع مؤلفات علمائنا الأعلام الشيعة الإمامية التي ألفت للرد على المخالفين (١) منذ أقدم العصور ، وأقدم كتاب ألف لهذا الغرض كتب الشيخ المفيد ، والشريفين المرتضى ، والرضي ، والشيخ الطوسي والعلّامة الحلي ... وهكذا حتى عصرنا الحاضر فقد ألّف السيد عبد الحسين شرف الدين :

المراجعات ، والفصول المهمّة ، والنصّ والاجتهاد.

والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء : أصل الشيعة وأصولها.

والشيخ محمد حسن المظفر : دلائل الصدق. ودعا هؤلاء جميعا في آثارهم هذه إلى التمسك والاعتصام بحبل الله تعالى وتوحيد الكلمة ، ودعم الوحدة الإسلاميّة بين الشيعة والسنة.

وبمناسبة قيام الدولة الإسلامية في إيران والدعوة إلى الله تعالى

__________________

(١) كالشافي للشريف المرتضى ، والفصول المختارة من العيون والمحاسن لأستاذه الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه ، وايضاح دفائن النواصب للعلامة الحلّي وغيرها.

١٤

والتمسك بالوحدة ، والالتفاف حول كلمة : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ،) صمّمنا على إصدار هذا الكتاب لتحقيق وتأكيد معنى الأخوّة الإسلامية والوحدة بين الشيعة والسنة.

ـ المؤلف ـ

١٥
١٦

تمهيد

وصف حالة المسلمين اليوم

من الواضح الغنيّ عن البيان ، ما وصلت إليه حالة المسلمين ، ولا سيّما في هذه القرون الأخيرة ، من الضعف والسقوط والذلّة ، وتحكّم الأجانب بهم ، واستعبادهم ، واستملاك أراضيهم وديارهم ، وجعلهم خولا وعبيدا ، يستعملونهم كاستعمال البهائم في مصالحهم ، ويستغلّونهم بوضع الأغلال في أعناقهم ، إلى ما فوق ذلك من الهوان ، والخسران ، ممّا لا يحيط به وصف واصف ، ولا يستطيع تصويره ريشة مصوّر ، كل ذلك جليّ وواضح ..

وإنّ السبب الوحيد هو : تفرّق المسلمين ، وتباغضهم ، وتعاديهم ، وسعي كل طائفة منهم لتكفير الأخرى فإذا اعتقدوا كفرهم لا محالة يسعون في هلاكهم وإبادتهم ، ما هو إلّا الجهل المطبق ، والعصبيّة العمياء.

فالجهل يمدّهم ، ويطغيهم ، ومكائد الأجنبي المستعبد تشدّهم ، وتغريهم ، وقد أفاضت أقلام الأعلام والخطباء وطفحت الصحف ، والمؤلفات في هذا الموضوع حتى أو شك أن يكون في الأحاديث التي صار يمجّها الطبع وينبو عنها السمع لأن الطبع موكل بمعاداة المعادات ، وكراهة المكررات (١).

__________________

(١) اصل الشيعة وأصولها ص ٢٢ ط القاهرة عام ١٣٧٧ ه‍.

١٧
١٨

نصّ المقال

المنشور في مجلة رسالة المسجد السعودية

الشيعة ... وتحريف القرآن الكريم

إنّها قضية مثيرة بحق ، وما كنا نتصور أن يصل الأمر إلى هذا الحد الذي صوره هذا الكتاب ، ولا نعتقد أن ما تضمنه هذا الكتاب المثير في حاجة إلى جهد من القرّاء ، ولكن إلى إصدار حكم من القراء على القضية ذاتها.

ونصيحة إلى القراء بالتزام المصحف المعتمد وإبلاغ المسؤولين عن أي مصحف منحرف يقع في أيديهم.

منذ عام أرسل إليّ الكاتب البحريني الأستاذ محمد مال الله كتابه «الشيعة وتحريف القرآن» مخطوطا لمراجعته والإشراف على طبعه بالقاهرة والكاتب له في المكتبة الإسلامية العديد من المؤلّفات منها : «السنة والشيعة ـ حكم سب الصحابة ـ مطارق النور تبدد أوهام الشيعة ـ ثم موقف الخميني من أهل السنة» وقبل أن أقرأ الكتاب دهشت لعنوانه ، فلما انتهيت من قراءته كدت لا أصدق ما جاء فيه من هول المفاجاة ، لو لا ثقتي في أمانة الكاتب ، بالإضافة إلى أنّه قدم شواهد من مصادر الشيعة ، مدعمة باسماء المراجع ، وأرقام الصفحات ..

فعامة المثقفين تعرف ـ فحسب ـ أنّ عقيدة الشيعة مضطربة ، لعبت الخرافة فيها دورها ، منبثقة من عقائد الفرس وغيرهم ، ولم يجل بخواطر المثقفين جرأتهم على تحريف القرآن ، والتشكيك في المصحف الإمام المعتمد بإجماع الصحابة ، وبه تعبدت الأمة المسلمة حتى يومنا هذا.

كتب مقدمة لهذا البحث الدكتور محمد أحمد النجفي ، وهو يحمل دكتوراه في التاريخ الإسلامي ، ولقد أثار مسألة على جانب من الأهمية قال : «وليعلم أنّ الشيعة الإمامية أخطر وأخبث الفرق التي ظهرت في تاريخ الإسلام على الإسلام والمسلمين حيث كشفت الفرق عن هويتها وأفصحت عن كفرها بينما الشيعة الإمامية أخذت تراوغ بما لديها عقيدة التقية .. التي بواسطتها تمكنت من طعن الإسلام والمسلمين طعنات عديدة من خلال تاريخها الطويل».

أمّا المؤلف فقد أثار في مقدمته مسألة بالغة الأهمية فهو يرى أنّ هذا الفكر الشيعي الدخيل يخالف الإسلام الذي نعتقده وندين لله به ، مخالفة جذرية ، وأصول هذا الفكر ومعتقده تخالف معتقد أهل السنّة والجماعة .. وهذا الخلاف في الأصول والأسس ، لا كما يعتقد كثير من

١٩

العامة فضلا عن غيرهم : أنّ الخلاف محصور في مسائل الفروع ، بل إنّ هذا التباين في أغلب الأصول مما يجعلنا نجزم بأنّ كل محاولة للتقريب بين الفكر الشيعي الدخيل ومعتقد أهل السنة والجماعة هي محاولة فاشلة ، لا يمكن أن نجني من ورائها أي ثمار ، إلّا إذا استطعنا أن نجمع بين الأضداد ، ويستحيل التقارب بينهما ، لأنّهما يسيران في خطين متوازيين لا لقاء بينهما ، اللهم إلّا أن ينسلخ أهل السنة من إسلامهم ، ويعتنقوا المجوسية .. فذاك أمر آخر ..!!.

ماذا في هذا الكتاب

الحقيقة أنّ هذا البحث موجز ومركز في نفس الوقت ، وقد اقتضى ذلك خطورة القضية التي عرض لها الكتاب من ناحية ، أن يمهّد بمثل هذه المعالجة لدراسة واسعة ستنشر قريبا ، في الفكر الشيعي ، ومفتريات الشيعة على الصحابة ، والردّ عليها. وقد أعلن عن ذلك. والمهم أنّ البحث الذي بين يدينا مقسم إلى ثلاثة فصول : الفصل الأول ـ «المدخل إلى عقائد الشيعة» عرض فيه للشيعة وافترائهم على الله ، وللشيعة والتقية ثم لموقف الشيعة من أهل السنة والفصل الثاني ـ «علماء الشيعة وتحريف القرآن» والفصل الثالث ـ «نماذج من تحريفات الشيعة للقرآن». وموضوع الفصلين واحد وإن كان كلاهما مكملا للآخر ، والمؤلف كان حريصا على أن يستشهد باراء علماء الشيعة من أئمتهم الحائزين على الثقة المطلقة لدى جماهير الشيعة ، وذلك من واقع ما دونه القدامى والمحدثون في مؤلفاتهم التي لها قداستها لديهم.

كذلك قدم المؤلف في بحثه نماذج من تحريفات الشيعة للقرآن ، اختارها من أوثق المصادر لدى الشيعة ، مثل كتاب «الكافي» ومؤلفه هو محمد بن يعقوب الكليني من أكابر علماء الإمامية الشيعة ، والمتوفى في سنة ٣٢٨ ه‍ ببغداد ، وللكتاب ـ وهو في الحديث ـ ومؤلفه شهرة واسعة ، بل أنّ كتاب «الكافي» هذا هو أحد الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة في الحديث ، وقد استوعبت بين دفتيه أكثر من ستة عشر ألف حديث من صنع الشيعة ، تشير إلى أنّ القرآن الموجود عند الشيعة يعادل ثلاث مرات من القرآن المتداول بين المسلمين ، وتؤكّد أيضا أنّ المصحف الذي جمعه الإمام علي هو القرآن الحق الذي أنزله الله على نبيه ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وتحريف الشيعة للقرآن يعتمد على الإضافة التي تذكر صراحة اسم علي وآل البيت ، وتؤكد أنّ آل البيت هم الورثة الشرعيون لوراثة محمد ، وإليك بعضا من الأمثلة :

ـ الآية الكريمة من سورة طه (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) ولكنها في مصحف الشيعة : ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي ...

ـ والآية الكريمة من سورة البقرة ، وقد نزلت في بني إسرائيل : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً ...).

ولكنها في مصحف الشيعة (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله (في علي) بغي).

ـ والآية الكريمة من سورة البقرة ، وقد نزلت في بني إسرائيل كذلك : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ، فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ..) ولكنها في مصحف الشيعة هكذا :

٢٠