البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

أبو البركات بن الأنباري

البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

المؤلف:

أبو البركات بن الأنباري


المحقق: الدكتور طه عبد الحميد طه
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٢
ISBN: 977-419-179-X
الصفحات: ٥٧٦
الجزء ١ الجزء ٢

هذه الجملة الاسمية مقام جملة فعلية وتقديره ، فما الذين فضّلوا برادّى رزقهم على ما ملكت أيمانهم فيستووا.

قوله تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ) (٧٣).

شيئا ، منصوب من وجهين :

أحدهما : أن يكون منصوبا على البدل من (رزق) كأنه قال : ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم شيئا.

الثانى : أن يكون منصوبا (برزق) على تقدير : أن يرزق شيئا.

وقد ذكره أبو على وهو مذهب الكوفيين ، لأنّ (رزقا) عند البصريين اسم ، وإنّما المصدر رزق بفتح الراء.

والوجه الأوّل أوجه الوجهين ، لوجهين.

أحدهما : أنّ الرزق اسم ، والاسم لا يعمل إلّا شاذا كقول الشاعر :

١١٦ ـ وبعد عطائك المائة الرّتاعا (١)

والثانى : أن البدل أبلغ فى المعنى لأن (شيئا) ، أعمّ من (رزق).

ولا يستطيعون ، الواو فيه تعود إلى ضمير (ما) حملا على المعنى.

ولو قال : ولا يستطيع بالإفراد ، بالعطف على (يملك) لكان حسنا.

ولو قال : يملكون كقوله : يستطيعون لكان حسنا أيضا.

__________________

(١) البيت للقطامى. واسمه عمير بن شييم ، وهو ابن أخت الأخطل يمدح زفر بن الحارث الكلابى. والبيت بتمامه :

أكفرا بعد رد الموت عنى

وبعد عطائك المائة الرّتاعا

والرتاع : جمع راتعة ، وهى من الإبل التى تترك كى ترعى كيف شاءت لكرامتها على أهلها. وهو شاهد على إعمال اسم المصدر فى قوله : «عطائك المائة».

٨١

قوله تعالى : (وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً) (٧٥).

رزق ، فعل يتعدّى إلى مفعولين ، الأول منهما الهاء فى (رزقناه) ، والثانى (رزقا).

ولا يجوز أن يكون مصدرا لأنه قال : فهو ينفق منه سرّا وجهرا والإنفاق إنما يكون من الأعيان لا الأحداث.

قوله تعالى : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) (٧٨).

قرئ (أمّهاتكم) ، بضمّ الهمزة وكسرها ، فمن ضمّها فعلى الأصل ، ومن كسرها فللإتباع ، لكسرة النون من (بطون).

وشيئا ، منصوب لوجهين.

أحدهما : أن يكون منصوبا على المصدر ، وتقديره ، لا تعلمون علما. وقد قدّمنا نظائره.

والثانى : أن يكون منصوبا لأنه مفعول (تعلمون) وتعلمون بمعنى (تعرفون) للاقتصار على مفعول واحد.

قوله تعالى : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها) (٩١).

توكيدها ، مصدر وكّد على فعل ، وفعّل يجىء مصدره على التّفعيل ، نحو قتّل تقتيلا ، ورتّل ترتيلا.

ويقال : أكّد فى وكّد ، والواو هى الأصل ، والهمزة بدل منها كما كانت فى (أحد) وأصلها وحد.

ولا يجوز أن يقال : إنّ الواو بدل من الهمزة ، كما لا يجوز أن يقال فى (أحد).

٨٢

قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً) (٩٢).

أنكاثا ، منصوب على المصدر ، والعامل فيه (نقضت) لأنه بمعنى (نكثت نكثا).

قوله تعالى : (تَتَّخِذُونَ (١) أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) (٩٢).

أن تكون أمّة ، فى موضع نصب على تقدير ، كراهة أن تكون أمّة ، أو لئلّا تكون أمة.

وتكون ، تامة. وأمّة ، فاعلها.

وهى أربى من أمّة ، مبتدأ وخبر ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع لأنها صفة (أمّة).

وأجاز الكوفيون أن تكون (هى) عمادا وهو الذى يسمّيه البصريون فصلا ، وليس كذلك لأنّ من شرط العماد أو الفصل أن يكون بين معرفتين ، أو بين معرفة وما يقارب المعرفة ، وههنا وقعت بين نكرتين.

والهاء فى (به) تعود على العهد (٢) ، وقيل التكاثر.

قوله تعالى : (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (١٠٠).

الهاء فى (سلطانه) تعود على الشيطان ، والهاء فى (به) لله تعالى.

__________________

(١) (ولا تتخذوا) فى أ ، وكانت (ولا تتخذوا) فى ب ، ولكن جرى تصليح ظاهر لتكون (تتخذون).

(٢) (عاد به العماد) هكذا فى أ.

٨٣

وهو ممّا جاء فى التنزيل من ضميرين مختلفين ، كقوله تعالى :

(الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ)(١)

فالضمير فى (سوّل) للشيطان ، وفى (أملى) لله تعالى. كقوله تعالى :

(أَنَّما نُمْلِي ، لَهُمْ)(٢)

وقيل : الهاء فى (به) تعود على الشيطان أيضا.

قوله تعالى : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ) (١٠٦).

من ، فى موضع رفع على البدل من (الكاذبين) ، فى قوله : (وألئك هم الكاذبون).

ومن شرح ، فى موضع رفع لأنه مبتدأ.

وفعليهم غضب من الله ، خبره.

قوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ) (١١٦).

(ما) مع الفعل بعدها ، فى تأويل المصدر.

والكذب ، يقرأ بالنصب والجرّ ، فمن قرأه بالنصب كان مفعول (تصف) ، ومن قرأه بالجر كان مجرورا على البدل من (ما).

قوله تعالى : (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) (١٢٣).

__________________

(١) ٢٥ سورة محمد.

(٢) ١٧٨ سورة آل عمران.

٨٤

حنيفا ، منصوب على الحال من الضمير المرفوع فى (اتّبع) ، ولا يحسن أن يكون حالا من (إبراهيم) لأنه مضاف إليه.

قوله تعالى : (فِي ضَيْقٍ) (١٢٧).

قرئ بفتح الضاد وكسرها ، والضّيق بالفتح المصدر ، والضّيق بالكسر الاسم.

وقيل : أصل الضّيق بالفتح الضّيّق ، إلا أنه خفّف كما خفّف سيّد وهيّن وميّت ، فقيل ، سيد وهين وميت.

وقيل الضّيق بالفتح فى القلب والصدر.

والضّيق بالكسر فى الثوب والدار ، والقراءة بالكسر تدلّ على خلاف هذا القول.

٨٥

غريب إعراب سورة بنى إسرائيل (١)

قوله تعالى : (أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً) (٢).

قرئ : تتّخذوا ، بالتاء والياء.

فمن قرأ بالتّاء فتقديره ، قلنا لهم لا تتخذوا. فحذف ، وحذف القول كثير فى كلامهم ، وتكون (أن) على هذا زائدة ، ويجوز أن تجعل (أن) بمعنى أى فيكون تقديره ، وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألّا تتخذوا. أى لا تتخذوا ، فيكون (ألّا تتخذوا) تفسيرا (لهدى) ولا يمتنع أن يكون التقدير ، وجعلناه هدى لبنى إسرائيل بألّا تتخذوا.

ومن قرأ بالياء فالمعنى ، جعلناه لهم هدى ، لئلا يتخذوا وكيلا من دونى.

قوله تعالى : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) (٣).

ذرّية ، تقرأ بالنصب والرفع.

فالنصب من أربعة أوجه :

الأول : أن يكون منصوبا على البدل من قوله : (وكيلا).

والثانى : أن يكون منصوبا على النداء فى قراءة من قرأ بالتاء.

والثالث : أن يكون منصوبا لأنه مفعول أوّل (لتتخذوا) ، و (وكيلا) المفعول الثانى.

والرابع : أن يكون منصوبا بتقدير أعنى.

__________________

(١) سورة الإسراء.

٨٦

وأما الرفع فعلى البدل من الواو فى (ألا تتخذوا).

قوله تعالى : (خِلالَ الدِّيارِ) (٥).

منصوب لأنه ظرف مكان ، والعامل فيه (جاسوا).

وقرئ حاسوا بالحاء وجاسوا وداسوا ، وجاسوا وداسوا بمعنى واحد.

قوله تعالى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) (٧).

أى المرة الآخرة ، فحذف الموصوف ، وأقيمت الصفة مقامه.

قوله تعالى : (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا) (٧).

ما ، مصدرية ظرفية زمانية وتقديره ، وليتبرّوا مدة علوّهم. فحذف المضاف ، كقولهم : أتيتك خفوق النجم ، ومقدم الحاج. أى زمن خفوق النجم ، وزمن مقدم الحاج ، فحذف المضاف ، فكذلك ههنا.

قوله تعالى : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) (١١).

تقديره ، ويدعو الإنسان بالشر دعاء مثل دعائه بالخير ، ثم حذف المصدر وصفته ، وأقيم ما أضيفت الصفة إليه مقامه ، ونظائره كثيرة.

قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) (١٨).

(لمن نريد) بدل من (له) ، بإعادة حرف الجرّ ، كقوله تعالى :

(قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ)(١).

__________________

(١) ٧٥ سورة الأعراف وهى فى أ(قال الذين استكبروا للذين استضعفوا لمن آمن منهم) بإسقاط (الملأ) و (من قومه).

٨٧

فقوله : (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ). بدل من قوله : (لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) ، وفى هذا دليل على أنّ العامل فى البدل ، غير العامل فى المبدل (منه).

قوله تعالى : (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) (٢٠).

كلّا ، منصوب لأنه مفعول (نمد).

وهؤلاء ، بدل من (كل) ومعناه ، إنّا نرزق المؤمنين والكافرين.

قوله تعالى : (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (٢١).

كيف ، فى موضع نصب (بفضلنا) ، ولا يعمل فيه (انظر) لأن كيف معناها الاستفهام ، والاستفهام له صدر الكلام فلا يعمل فيه ما قبله.

ودرجات ، منصوب على التمييز. وكذلك ، تفضيلا.

قوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ) (٢٣).

وقرئ : يبلغان. فمن قرأ : يبلغنّ ، فوحّد لمجىء الفاعل بعده ، فإن الفعل متى تقدم توحّد (١) ، والفاعل ، أحدهما.

ومن قرأ : يبلغان. فلك فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون (أحدهما أو كلاهما) بدلا من الألف فى (يبلغان).

والثانى : أن تكون الألف لمجرد التثنية ولا حظّ للاسمية فيها ، فيرتفع (أحدهما أو كلاهما) بالفعل الذى قبلهما على لغة من قال : قاما أخواك ، وأكلونى البراغيث.

وأفّ ، اسم من أسماء الأفعال ولذلك كانت مبنية ، فمنهم من بناها على الكسر ،

__________________

(١) (وحّد) فى ب ، وكانت (توحد) ولكن جرى فيها تصحيح ظاهر.

٨٨

لأنه الأصل فى التقاء الساكنين. ومنهم من بناها على الفتح لأنه أخفّ الحركات ، ومنهم من بناها على الضمّ أتبع الضّمّ الضمّ ، ونظيرها مد ورد فى البناء على الكسر والفتح والضم ، والعلة فيهما واحدة.

ومن نوّن (أفّ) مع الكسر والفتح والضمّ ، أراد به التنكير (١) ، ومن لم ينوّن أراد التعريف.

وفى (أفّ) إحدى عشرة لغة ، ونظيرها فى دلالة التنوين على التنكير ، وفى عدمه دلالة على التعريف.

وفى عدد اللغات (هيهات) فإنها اسم من أسماء الأفعال ، وتنوينها علامة للتنكير ، وعدم تنوينها علامة للتعريف ، وفيها إحدى عشرة لغة كأفّ وقد بيناها فى كتاب (الإشارة فى شرح المقصورة) ، وكتاب (الوجيز فى علم التصريف) وغيرهما من كتبنا.

قوله تعالى : (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها) (٢٨).

ابتغاء ، منصوب لأنه مصدر فى موضع الحال ، وتقديره ، وإمّا تعرضنّ عنهم مبتغيا رحمة من ربك ترجوها.

وترجوها ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال ، وتقديره ، راجيا أيّها.

قوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (٣٣).

الهاء ، فيها ثلاثة أوجه.

الأوّل : أنه يعود على القتل.

والثانى : يعود على الولىّ.

__________________

(١) (التكثير) هكذا فى ب.

٨٩

والثالث : أنه يعود على المقتول.

قوله تعالى : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) (٣٧).

وقرئ : مرحا ، بكسر الراء.

فمن قرأ : مرحا بفتح الراء كان منصوبا على المصدر.

ومن قرأ : مرحا بكسر الراء كان منصوبا على الحال.

قوله تعالى : (وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً) (٣٧).

طولا ، منصوب على المصدر فى موضع الحال ، إمّا من الجبال ، أو من الفاعل ، وجوّز أبو على الفارسى الأمرين جميعا.

قوله تعالى : (كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) (٣٨).

قرئ : سيئه بالإضافة ، وسيّئة بالتنوين.

فمن قرأ : سيئه بالإضافة ، جعل (كلّ ذلك) مبتدأ ، وذلك ، إشارة إلى المذكور المتقدم من قوله تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ) إلى هذا الموضع. وسيئه ، يرتفع بكان. ومكروها ، خبر كان. والظرف الذى هو (عند ربّك) حشو ، أو يكون (عند ربّك) خبر كان ، وتقديره ، كان سيّئه كائنا عند ربك مكروها. ومكروها ، منصوب على الحال من المضمر فى الظرف.

ومن قرأ : سيّئة بالتنوين ، جعل فى كان ضميرا يعود إلى (كل) ، وذلك الضمير هو اسمها. وسيّئة ، خبرها. ومكروها ، صفة سيئة.

وقال : مكروها ، ولم يقل : مكروهة لوجهين.

أحدهما : لأنّ تأنيث السيئة غير حقيقى.

والثانى : أن يكون مكروها خبرا آخر لكان ، وذكّره لأن ضمير (كل) مذكر ، ويكون الظرف الذى هو (عند ربّك) متعلقا بقوله : مكروها.

٩٠

قوله تعالى : (حِجاباً مَسْتُوراً) (٤٥).

فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون قوله : حجابا مستورا. أى ، ذا ستر ، على النّسب ، كما جاء فى فاعل ، كقولهم : امرأة حائض وطالق وطامث ، أى ، ذات حيض وطمث وطلاق.

والثانى : أن يكون (مستورا) بمعنى ، ساتر ، فيجىء مفعول بمعنى فاعل ، كما يجىء فاعل بمعنى مفعول ، كقولهم : سر كاتم ، وماء دافق ، أى ، سر مكتوم ، وماء مدفوق ، وهذا قول الفراء.

قوله تعالى : (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) (٤٧).

فيه وجهان :

أحدهما : أن يكون (نجوى) جمع نجىّ ، نحو جريح وجرحى ، وقتيل وقتلى.

والثانى : أن يكون مصدرا ، كقوله تعالى :

(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ)(١).

قوله تعالى : (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) (٤٩).

العامل فى (إذا) مقدّر ، وتقديره ، أئذا كنّا عظاما ورفاتا بعثنا ، ولا يجوز أن يعمل فيه (لمبعوثون) لأنّ ما بعد (إنّ) لا يعمل فيما قبلها.

قوله تعالى : (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ) (٥٢).

يوم ، منصوب والعامل فيه فعل مقدر ، فمنهم من قال تقديره ، اذكروا يوم

__________________

(١) ٧ سورة المجادلة.

٩١

يدعوكم. ومنهم من قال تقديره ، نعيدكم يوم يدعوكم ، وإنما قدّر (نعيدكم) لدلالة قوله : (مَنْ يُعِيدُنا) عليه ، فعلى التقدير الأول يكون مفعولا ، وعلى التقدير الثانى يكون ظرفا وهو أوجه الوجهين.

والباء فى (بحمده) للحال ، أى ، تستجيبون حامدين له.

قوله تعالى : (وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٥٣).

تقديره ، قل لعبادى ، قولوا التى هى أحسن يقولوها (١). فقوله : يقولوا التى هى أحسن ، هى جواب (قولوا) المقدرة ، وزعم بعض النحويين أنّ (يقولوا) وقع موقع (قولوا) ، ولذلك كان مبنيا وهو فاسد ، لأن وقوع الفعل المعرب موقع المبنى ، لا يوجب بناءه ، ألا ترى أن قوله تعالى :

(يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ)(٢)

وقع موقع (آمنوا) ولم يبن ، بل هو معرب على ما كان عليه ، وإنما يكون ذلك فى الاسم إذا أشبه الحرف ، أو تضمّن معناه.

قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) (٥٧).

أولئك ، مبتدأ. والذين ، صفته.

ويدعون ، صلة الذين ، والعائد محذوف ، وتقديره ، الذين يدعونهم. والذين وصلته فى موضع رفع صفة للمبتدأ.

ويبتغون ، خبر المبتدأ.

أيّهم أقرب ، مبتدأ وخبره والجملة فى موضع نصب بفعل مقدر ، وتقديره ، ينتظرون.

__________________

(١) (يقولها) فى أ.

(٢) ٦٢ سورة النور.

٩٢

ويحتمل أن يكون بمعنى الذى فى موضع رفع على البدل من الواو فى (يبتغون) تقديره ، يبتغى الذى هو أقرب الوسيلة ، فأىّ على هذا التقدير مبنية على مذهب سيبويه ، وفيه خلاف وسنذكره فى موصعه إن شاء الله تعالى.

قوله تعالى : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) (٥٩).

أن الأولى ، فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، من أن نرسل. فلما حذف حرف الجر انتصب ب (منع).

و (أن) الثانية ، فى موضع رفع لأنه فاعل (منع) وتقديره ، وما منعنا الإرسال بالآيات إلا تكذيب الأولين بمثلها.

فالمعنى ، أنّ تكذيبهم الأوّلين كان سببا لهلاكهم ، فلو أرسلنا بالآيات إلى قريش فكذبوها ، لأهلكناهم كما أهلكنا من تقدمهم ، وقد تقدم فى العلم القديم ، تأخير عقوبتهم إلى يوم القيامة ، فلم نرسل بالآيات لذلك.

قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) (٦٠).

الشجرة ، منصوبة بالعطف على (الرؤيا) ، وهى مفعول أول ل (جعلنا) ، والثانى (فتنة).

والشجرة ، مفعول أول ، والمفعول الثانى محذوف وتقديره ، وما جعلنا الشجرة الملعونة إلا فتنة. إلا أنه حذفه لدلالة المفعول الثانى (يجعلنا) المنطوق به فى الأول عليه. ونظائره كثيرة فى كلامهم.

قوله تعالى : (وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) (٦٠).

ويزيدهم ، فاعله مقدر ، وتقديره ، فما يزيدهم التخويف. وقدّر (التخويف) لدلالة (نخوفهم) عليه ، كقولهم : من كذب كان شرا له ، أى ، كان الكذب شرّا له.

٩٣

وطغيانا ، منصوب لأنه مفعول ثان (ليزيدهم) ، لأنه يتعدى إلى مفعولين.

قوله تعالى : (قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (٦١).

طينا ، منصوب لوجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا على التمييز. والثانى : أن يكون منصوبا بحذف حرف الجر ، وتقديره ، خلقت من طين. فلما حذف حرف الجر اتصل الفعل به فنصبه.

قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (٧١).

يوم ، منصوب على الظرف ، ويتعلق بفعل دل عليه قوله : (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ، فكأنه قال : (لا يظلمون فتيلا يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) ولا يجوز أن يعمل فيه (ندعو) لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فيما قبل المضاف ، ولا يجوز أن يعمل فيه (فضّلنا) فى الآية التى قبله لأن الماضى لا يعمل فى المستقبل.

والباء فى (بإمامهم) فيما تتعلق به وجهان. أحدهما أن تكون متعلقة (بندعو) لأن كل إنسان يدعى بإمامه يوم القيامة. والثانى : أن يكون متعلقا بمحذوف وذلك المحذوف فى موضع الحال ، وتقديره ، يوم ندعو كلّ أناس (١) مختلطين بإمامهم.

قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) (٧٢).

هو من عمى القلب ، ولو كان من عمى العين ، لكان يقول : فهو فى الآخرة أشدّ عمّى ، لأن عمى العين شىء ثابت كاليد والرجل ، فلا يتعجب منه إلا بأشد أو نحوه من الثلاثى.

وأفعل الذى للتفضيل يجرى مجرى التعجب ، وقد حكى بعض الكوفيين : ما أعماه وما أعوره. وهو شاذ لا يقاس عليه.

قوله تعالى : (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا) (٧٧).

__________________

(١) (إنسان) فى أ.

٩٤

سنة ، منصوب على المصدر المؤكد لما قبله ، والتقدير ، أهلكناهم إهلاكا مثل سنّة من قد أرسلنا قبلك. فحذف المصدر وصفته (١) وأقيم ما أضيفت إليه الصفة مقامه.

قوله تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) (٧٨).

وقرآن ، منصوب من وجهين. أحدهما : أن يكون معطوفا على قوله : (أقم الصلاة) وتقديره ، أقم الصلاة وقرآن الفجر.

والثانى : أن يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره : واقرأوا قرآن الفجر.

قوله تعالى : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ) (٨٨).

اللام فى (لئن) ، موطّئة للقسم. وإن حرف شرط ، وجوابه محذوف قام مقامه قوله : (لا يأتون بمثله).

ولا يجوز أن يكون (لا يأتون بمثله) جوابا للشرط ، لإثبات النون فى (يأتون) ، وإنما هو جواب قسم مقدّر هيأته اللام فى (لئن) ، والتقدير ، قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن فو الله لا يأتون بمثله. ونحو هذا قول الشاعر :

١١٧ ـ لئن عاد لى عبد العزيز بمثلها

وأمكننى منها إذا لا أقيلها (٢)

قوله تعالى : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً) (٩٢).

وقرئ : كسفا.

فمن قرأ : كسفا بكسر الكاف وسكون السين ، كان اسم جنس كثمرة وثمر ودرّة ودرّ وبرة وبر ، مما الفرق بين واحده وجمعه التاء.

__________________

(١) (وصلته) فى ب.

(٢) من شواهد سيبويه ١ ـ ٤١٢ ونسبه إلى كثير عزة.

والشاهد فيه : إلغاء إذن ، ورفع لا أقيلها لاعتماده على القسم المقدر فى أول الكلام ، والتقدير ، والله لئن عاد لى بمثلها لا أقيلها. وقد سبق ذكره فى الشاهد رقم ٩٧.

٩٥

ومن قرأ بكسر الكاف وفتح السين فهو جمع (كسفة) جمع تكسير ، نحو كسرة وكسر ، وسدرة وسدر.

قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ) (٩٥).

ملائكة ، مرفوع لأنه اسم كان.

ويمشون ، جملة فعلية صفة له.

وفى الأرض ، خبر كان.

ومطمئنين ، منصوب على الحال ، ولا يجوز أن يكون (مطمئنين) خبر كان ، وفى الأرض ، ظرف (ليمشون) لأنه ليس فى ذلك كبير فائدة ، لأنه لا يكون المشى غالبا إلا على الأرض.

قوله تعالى : (مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) (٩٧).

جملة فى موضع نصب على الحال من (جهنّم) ، ولا يجوز أن يكون صفة ، لأن (جهنّم) معرفة ، ولا يجوز أن يكون صفة ، لأن (جهنّم) معرفة ، والجملة لا تكون إلا نكرة. والمعرفة لا توصف بالنكرة ، ويجوز ألا يكون لهذه الجملة موضع من الإعراب ، وتكون الواو العاطفة مقدّرة ، وتقديره ، وكلما خبت. فحذفت الواو منه.

قوله تعالى : (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا) (٩٨).

ذلك ، فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وجزاؤهم ، خبره. وبأنهم ، فى موضع نصب ، لأنه يتعلق ب (جزاؤهم) ، ولا يجوز أن يكون (ذلك) مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف على تقدير ، الأمر ذلك. لأنه يؤدى إلى أن يبقى (جزاؤهم) بلا خبر.

قوله تعالى : (لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) (١٠٠).

٩٦

أنتم ، مرفوع بفعل مقدر ، يفسره تملكون ، وتقديره ، لو تملكون ، فلما حذف الفعل صار الضمير المرفوع المتصل فى (تملكون) ضميرا منفصلا وهو (أنتم) ، ولا يجوز أن يكون (أنتم) فى موضع رفع لأنه مبتدأ لأن (لو) حرف يختص بالأفعال كإن الشرطية ، لا يرتفع الاسم بعد (إن) الشرطية لأنه مبتدأ ، فكذلك بعد (لو).

وخشية الإنفاق ، منصوب لأنه مفعول له.

قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) (١٠١).

بيّنات : يحتمل وجهين. أحدهما : أن يكون مجرورا لأنه وصف (الآيات).

والثانى : أن يكون منصوبا لأنه وصف (لتسع).

قوله تعالى : (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) (١٠٥).

بالحقّ ، فى موضعين ، فيه وجهان. أحدهما : أن تكون الباء فيهما متعلقة بالفعلين على جهة التعدى. والثانى : أن تكون الباء وما عملت فيه فى موضع الحال من الهاء فى (أنزلناه) ، والباء الثانية وما عملت فيه فى موضع الحال من الضمير فى (نزل).

قوله تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ) (١٠٦).

قرآنا ، منصوب من وجهين.

أحدهما : أن يكون منصوبا بفعل مقدر وتفسيره (فرقناه). وتقديره ، فرقنا قرآنا فرقناه. والثانى : أن يكون معطوفا على قوله : (مبشرا ونذيرا) على تقدير ، وصاحب قرآن. ثم حذف المضاف فيكون (فرقناه) وصفا (لقرآن).

وعلى مكث ، فى موضع نصب على الحال ، أى متمهلا مترفّقا.

قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (١١٠).

٩٧

أيّامّا ، منصوب (بتدعوا).

وما ، زائدة للتأكيد.

وتدعوا : مجزوم (بأى).

والفاء فى (فله) جواب الشرط.

وكان يعقوب الحضرمى يقف على قوله : (أى) ، ويجعل (ما) شرطا فى موضع نصب (بتدعوا). وتدعوا ، مجزوم (بما) ، ويكون (أيّا) عنده منصوبا بفعل مقدر وتقديره ، أيّا تدعوا.

٩٨

غريب إعراب سورة الكهف

قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) (١).

فى تقدير هذه الآية وجهان.

أحدهما : أن تكون الواو فى قوله (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) للعطف على (أنزل) وقيل : فى الآية تقديم وتأخير ، والتقدير : أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا.

والثانى : أن يكون قوله : (عِوَجاً) ، حال ، على تقدير ، أنزل الكتاب على عبده غير مجعول له عوج قيّما. وهو أولى من جعله معطوفا على (أنزل) لما فيه من الفصل بين بعض الصلة وبعض.

قوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) (٢).

اللام فى (لينذر) متعلقة ب (أنزل).

وبأسا ، مفعول ثان ل (ينذر) ، والمفعول الأوّل محذوف ، وتقديره ، لينذركم بأسا شديدا من لدنه ، فحذف الأول.

ومن لدنه ، قرئ بضم الدال وإسكانها وإشمامها.

فمن قرأ بالضم فعلى الأصل.

ومن أسكنها ، فلأنّ (لدن) على وزن عضد ، ويجوز حذف الضمة من (عضد) فيقال : عضد ، فكذلك من (لدن).

ومن أشمّها بالضمّ فإنه أراد التنبيه على أنّ أصلها هو الضم.

٩٩

قوله تعالى : (أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) (٢ ، ٣).

ماكثين ، منصوب على الحال من الهاء والميم فى (لهم) ، ولا يجوز أن يكون حالا من (الأجر) وإن كان قد اتصل به فيه لأنه يؤدّى إلى أنه يجب إبراز الضمير ، لأن اسم الفاعل ، إذا جرى على غير من هو له وجب إبراز الضمير فيه.

قوله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (٥).

كلمة ، منصوب على التمييز ، والتقدير ، كبرت الكلمة كلمة.

وتخرج ، جملة فعلية فى موضع نصب لأنها صفة (كلمة).

إن يقولون إلا كذبا ، أى ما يقولون إلا كذبا. وكذبا ، منصوب (بيقولون) ، كما تقول : قلت شعرا أو قلت خطبة.

قوله تعالى : (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (٦).

أسفا ، منصوب لأنه مصدر فى موضع الحال.

قوله تعالى : (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها) (٧).

زينة ، منصوب لأنه مفعول ثان ، لأنّ (جعلنا) بمعنى صيّرنا ، وإن جعلته بمعنى خلقنا ، كان منصوبا لأنه مفعول له ، لأن (خلقنا) لا يتعدى إلّا إلى مفعول واحد.

قوله تعالى : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (١١).

فضربنا على آذانهم ؛ أى أنمناهم ، وهذا من أحسن الاستعارة وأبلغها. وسنين ، منصوب على الظرف.

١٠٠