البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

أبو البركات بن الأنباري

البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

المؤلف:

أبو البركات بن الأنباري


المحقق: الدكتور طه عبد الحميد طه
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٢
ISBN: 977-419-179-X
الصفحات: ٥٧٦
الجزء ١ الجزء ٢

كالموصولة ، وقيل : (ما) نكرة موصوفة فى موضع نصب. و (كانوا يعملون) صفتها ، والعائد إلى الموصوف من الصفة محذوف كما هو محذوف من الصلة ، إلا أن الحذف من الصلة ، أقيس من الحذف من الصفة.

قوله تعالى : (تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ) (٥).

ههنا فعلان هما (تعالوا ويستغفر) أعمل الثانى منها وهو (يستغفر) ، ولا ضمير فيه لأن (رسول الله) مرفوع به ، والفعل لا يرفع فاعلين ، ولو أعمل الأول وهو (تعالوا) لقيل : تعالوا إلى رسول الله يستغفر لكم. وكان فى (يستغفر) ضمير يعود إلى (رسول الله) هو الفاعل.

قوله تعالى : (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) (٨).

هذا وجه الكلام وهو القراءة المشهورة ، ويقرأ (ليخرجن) بفتح الياء ، وهو فعل لازم مضارع (خرج) ، إلا أنه نصب (الأذل) على الحال وهو شاذ ، لأن الحال لا يكون فيها الألف واللام ، كقولهم : مررت به المسكين منصوب على الحال. وقولهم : ادخلوا الأول فالأول ، بالنصب ، وهو من الشاذ الذى لا يقاس عليه.

قوله تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) (١٠١).

ويقرأ (وأكون) فيمن قرأ (وأكن) بالجزم ، جزمه بالعطف على موضع (فأصدق) ، لأن موضعه الجزم على جواب التمنى وقوّى الحمل على الموضع عدم ظهور الإعراب فيه ، فلما لم يظهر جاز أن يجرى مجرى المطرّح ، ألا ترى أن مثل (دار) فى التسمية يخالف (قدما وفخذا). ومن قرأ (وأكون) بالنصب جعله معطوفا على لفظ (فأصدق) ، وهو منصوب بتقدير (أن).

٤٤١

«غريب إعراب سورة التغابن»

قوله تعالى : (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) (٦).

إنما قال (يهدوننا) لأنه كنى به عن (بشر) ، و (بشر) يصلح للجمع كما يصلح للواحد ، والمراد به ههنا الجمع ، كقوله تعالى :

(ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا)(١)

ولو أراد الواحد لقال : (يهدينا) ، كما قال فى موضع آخر :

(فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ)(٢)

ما وبشر ، مرفوع بالابتداء.

قوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) (٧).

زعم ، فعل يتعدى إلى مفعولين إلا أنه سدت الجملة وهى قوله : (أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) مسدّ المفعولين ، لما فيها من ذكر الحديث والمحدث عنه.

كقوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا)(٣)

قوله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) (٩).

يوم ، ظرف وهو يتعلق بقوله :

(لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ)

__________________

(١) ١٥ سورة يس.

(٢) ٢٤ سورة القمر ، (وقالوا) فى أ ، ب.

(٣) ٢ سورة العنكبوت.

٤٤٢

وتقديره. لتبعثن أو لتنبؤن يوم يجمعكم ليوم الجمع.

وقرئ (يجمعكم) بالرفع على ما يستحقه من الإعراب وهى القراءة المشهورة ، وقرئ (يجمعنكم) ، بسكون العين لكثرة توالى الحركات. كما قرئ :

(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ)(١)

بسكون الميم. وكقول الشاعر :

١٦٦ ـ سيروا بنى العم فالأهواز منزلكم

ونهر تيرى فلا تعرفكم العرب (٢)

أراد. تعرفكم. فسكن الفاء لكثرة الحركات.

قوله تعالى : (وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) (١٦).

خيرا ، منصوب من أربعة أوجه.

أحدها : أن يكون منصوبا ب (أنفقوا) والمراد بالخير ههنا المال.

والثانى : أن يكون منصوبا بفعل مقدر دل عليه (أنفقوا) وتقديره : وآتوا خيرا.

والثالث : أن يكون وصفا لمصدر محذوف وتقديره : وأنفقوا إنفاقا خيرا.

والرابع : أن يكون خبر (كان) وقد قدمنا بيانه فيما سبق.

__________________

(١) ٩ سورة الإنسان.

(٢) هذا الشاهد نسبه ابن جنى إلى جرير ، الخصائص ١ ـ ٧٤ ، ٢ ـ ٣١٧ ، ٣٤٠ وقد مرّ بنا فى (إعراب سورة القصص).

٤٤٣

«غريب إعراب سورة الطلاق»

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) (٣).

يقرأ (بالغ) بتنوين وبغير تنوين.

فمن قرأ بالتنوين ، نوّنه على الأصل لأن اسم الفاعل ههنا بمعنى الاستقبال ، ونصب (أمره) به.

ومن قرأه بغير تنوين ، حذف التنوين للتخفيف ، وجر ما بعده بالإضافة.

قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) (٤).

تقديره : واللّائى يئسن من المحيض من نسائكم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائى لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر. إلا أنه حذف خبر الثانى لدلالة خبر الأول عليه ، كقولك : زيد أبوه منطلق وعمرو. أى : وعمرو أبوه منطلق. وهذا كثير فى كلامهم. وأولات الأحمال ، مبتدأ. وواحد (أولات) (ذات). و (أجلهن) مبتدأ ثان. وأن يضعن حملهن ، خبر المبتدأ الثانى ، والمبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول ، ويجوز أن يكون (أجلهن) بدلا من (أولات) بدل الاشتمال. وأن يضعن ، الخبر.

قوله تعالى : (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠) رَسُولاً) (١١).

رسولا ، منصوب ، من خمسة أوجه.

الأول : أنه منصوب بقوله : (ذِكْراً) على أنه مصدر ، وتقديره : أن أذكر رسولا. كما انتصب (يتيما) بقوله تعالى :

٤٤٤

(أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً)(١) على تقدير ، أن أطعم يتيما.

والثانى : أن يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره : وأرسل رسولا.

والثالث : أن يكون بدلا من (ذكر) ، ويكون (رسولا) بمعنى رسالة وهو بدل الشىء من الشىء وهو هو.

والرابع : أن يكون منصوبا على الإغراء ، أى : اتبعوا رسولا.

والخامس : أن يكون منصوبا بتقدير ، أعنى.

قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٢).

مثلهن ، قرئ بالنصب والرفع ، فالنصب بتقدير فعل ، والتقدير ، من الأرض خلق مثلهن. ولم يحمله على (خلق) المتقدم لئلا يقع الفصل بين واو العطف والمعطوف بالجار والمجرور. قال أبو على : ولهذا رغب من رغب عن النصب بالرفع ، فرفعه بالظرف أو على الابتداء ، أو الخبر على ما فيه من الخلاف. لتعلموا ، (اللام) فيما يتعلق به وجهان.

أحدهما : أنها تتعلق ب (يتنزل).

والثانى : أنها تتعلق ب (خلق).

__________________

(١) سورة البلد.

٤٤٥

«غريب إعراب سورة التحريم»

قوله تعالى : (تَبْتَغِي مَرْضاتَ (١) أَزْواجِكَ) (١).

تبتغى ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال من الضمير فى (تحرّم).

قوله تعالى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) (٤).

إنما قال : (قلوبكما) بالجمع ولم يقل : (قلبا كما) بالتثنية ، لأن كل عضو ليس فى البدن منه إلا عضو واحد فإن تثنيته بلفظ جمعه ، والقلب ليس فى البدن منه إلا عضو واحد ، ولو قال : (قلبا كما أو قلبكما) لكان جائزا. قال الشاعر :

١٦٨ ـ ظهرا كما مثل ظهور التّرسين (٢)

وقال آخر :

١٦٩ ـ كأنه وجه تركيين (٣)

ولم يقل : وجها تركيين ، لأن الإضافة إلى التثنية تغنى عن تثنية المضاف ، وقد قدمنا ذكره بما يغنى عن الإعادة.

__________________

(١) (مرضات) التاء المفتوحة فى المصحف.

(٢) من شواهد سيبويه ١ ـ ٢٤١ وقد نسبه إلى خطام المجاشقى ، وقبله :

* ومهمهين قذفين مرتين*

وبعده :

* جبتهمها بالنعت لا بالنعتين*

يصف فلاتين لا نبت فيهما ولا شخص يستدل به فشبههما بالترسين ، والمهمه : القفر ، والقذف : البعيد ، والمرت : التى لا تنبت ، وقد خرقهما بالسير واكتفى بأن نعتا له مرة واحدة.

(٣) البيت للفرزدق من كلمة يهجو فيها جريرا وهو من شواهد شرح المفصل ٤ ـ ١٥٧ والبيت :

كأنه وجه تركيين قد غضبا

مستهدف لطعان غير منحجر

٤٤٦

قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) (٤).

إنما قال (ظهير) بالإفراد ولم يقل : (ظهراء) بالجمع ، لأن (ظهيرا) على فعيل ، وفعيل يكون للواحد والجمع ، كقوله تعالى : (خَلَصُوا نَجِيًّا)(١) وقد يستغنون بذكر الواحد عن الجمع.

قال الله تعالى : (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً)(٢) أى : أطفالا. كقول الشاعر :

١٧٠ ـ كلوا فى بعض بطنكم تعفّوا

فإنّ زمانكم زمن خميص (٣)

أى : فى بعض بطونكم ، وكما قال الآخر :

١٧١ ـ فى حلقكم عظم وقد شجينا

أى : فى حلوقكم. والشواهد على هذا النحو كثيرة جدا.

قوله تعالى : (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) (٦).

__________________

(١) ٨٠ سورة يوسف.

(٢) ٦٧ سورة غافر.

(٣) البيت من شواهد سيبويه ١ ـ ١٠٨ ولم ينسبه لقائل ، والشاهد فيه وضع البطن موضع البطون ، يصف شدة الزمان فيقول : كلوا فى بعض بطنكم ولا تملئوها ، وتعفوا عن كثرة الأكل ، فإن الزمان ذو مخمصة وجدب.

(٤) من شواهد سیبویه ١ ـ ١٠٧ ولم ينسبه لقائل ونسبه الشنتمري إلى المسيب بن مناة الغنوي ، والبيت :

لاتنكر القتل وقد سُبينا

في حلقكم عظم وقد شجينا

الشاهد فيه وضع الحلق موضع الحلوق يقول: لا تنكروا قتلنا لكم وقد سبيم منأ ، ففي حلوقكم عظم يقتلنا لكم ، قد شجينا نحن أيضاً أس غصصنا بسببكم لمن سببم منا.

٤٤٧

قوا ، أمر من (وقى يقى) ، وأصله (أوقيوا) على وزن أفعلوا ، فحذفت الواو كما حذفت من (بقى) ، وحذفت من (يقى) لوقوعها بين ياء وكسرة ، وذهب الكوفيون إلى أنها حذفت من (يقى) ، لتفرق بين اللازم والمتعدى نحو : وعد يعد ، ووجل يوجل ، وهذا فاسد لأنهم قد قالوا : ونم الذباب ينم ، ووكف البيت يكف ، فحذفوا من اللازم كما حذفوا من المتعدى ، ولو كان هذا التعليل صحيحا لكان ينبغى ألا يحذف ، لأنه لازم ، ولما حذفوا الواو من (أوقيوا) ، استغنوا عن همزة الوصل لتحرك القاف ، لأن الهمزة إنما اجتلبت لأجل الابتداء بالساكن ، وقد زال الساكن فينبغى أن يزول لزوال العلة التى اجتلبت من أجلها ، فبقى (قيوا) ، فاستثقلت الضمة على الياء فنقلت إلى القاف بعد إسكانها ، فبقيت الياء ساكنة وواو الجمع بعدها ساكنة ، فاجتمع ساكنان فحذفوا الياء لاجتماع الساكنين ، وكان حذفها أولى ، لأنها لم تدخل لمعنى وواو الجمع دخلت لمعنى ، فكان تثبيتها أولى ، ووزن (قوا) (عوا) ، لذهاب الفاء واللام.

قوله تعالى : (تَوْبَةً نَصُوحاً) (٨).

إنما قال : (نصوحا). ولم يقل : (نصوحة) على النسب. كما قالوا : امرأة صبور وشكور على النسب. وقد قرئ (نصوحا) بضم النون وهو مصدر كالذهوب والجلوس والفسود فى فسد فسادا وفسودا. والصلوح فى صلح يصلح صلاحا قال الشاعر :

١٧١ ـ فكيف بأطرافى إذا ماشتمتنى

وما بعد شتم الوالدين صلوح (١)

أى : صلح.

قوله تعالى : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ) (١٠).

__________________

(١) اللسان مادة (صلح) ومادة (طرف) والبيت لعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. وفلان كريم الطرفين إذا كان كريم الأبوين يراد به نسب أبيه ونسب أمه.

٤٤٨

مثلا وامرأة نوح ، منصوبان على أنهما مفعولا (ضرب) ، وقيل : (امرأة نوح) نصب على البدل من (مثل) على تقدير حذف مضاف ، وتقديره ، مثل امرأة نوح. ثم حذف (مثلا) الثانى لدلالة الأول عليه.

وكذلك القول فى قوله تعالى :

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ) (١٢)

منصوب بالعطف على :

(امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ).

٤٤٩

«غريب إعراب سورة الملك»

قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) (٣).

طباقا ، منصوب على الوصف ل (سبع) ، وطباقا ، جمع ، وفيه وجهان.

أحدهما : أن يكون جمع (طبق) كجمل وجمال.

والثانى : أن يكون جمع (طبقة) كرحبة ورحاب.

قوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) (٤).

منصوب فى موضع المصدر ، كأنه قال : فارجع البصر رجعتين. والتثنية ههنا يراد بها الكثرة ، لا حقيقة التثنية ، ألا ترى أنه قال :

(يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) (٤).

والبصر لا ينقلب خاسئا حسيرا مرتين ، وإنما يصير كذلك بمرار جمة ، وإنما هذه التثنية على حد التثنية فى قولهم : لبيك وسعديك ، أى ، إلبابا بعد إلباب ، وإسعادا بعد إسعاد ، أى ، كلما دعوتنى أجبتك إجابة بعد إجابة ، من قولهم : ألبّ بالمكان ، إذا أقام به.

قوله تعالى : (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ) (١١).

أراد (بذنوبهم) إلا أنه وحّد لوجهين.

دهما : أنه إضافة إلى جماعة ، لأن الإضافة إلى الجميع ، تغنى عن جمع المضاف ، كما أن الإضافة إلى التثنية تغنى عن تثنية المضاف.

والثانى : أن (ذنب) مصدر ، والمصدر يصلح للواحد والجمع.

٤٥٠

قوله تعالى : (فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ) (١١).

فسحقا ، منصوب من وجهين.

أحدهما : أن يكون منصوبا على المصدر وجعل بدلا من اللفظ بالفعل.

والثانى : أن يكون منصوبا بتقدير فعل ، وتقديره ، ألزمهم الله سحقا.

قوله تعالى : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) (١٤).

من ، فى موضع رفع لأنه فاعل (يعلم) والمفعول محذوف ، أى ألا يعلم الخالق خلقه.

قوله تعالى : (أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ) (١٦).

أن ، فى موضع نصب على البدل من (من) ، وهو بدل الاشتمال.

قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) (١٩).

صافّات ، منصوب على الحال لأن المراد بالرؤية رؤية العين لا رؤية القلب. ويقبضن ، عطف على (صافات) ، والجملة فى موضع الحال ، وتقديره ، قابضات. وعطف ههنا الفعل المضارع على اسم الفعل لما بينهما من المشابهة ، ولهذا عطف اسم الفاعل على الفعل فى قول الشاعر :

١٧٢ ـ وبات يعشيها بسيف باتر

يقصد فى أسؤمها وحائر (١)

قوله تعالى : (أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ ٢٠ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ) (٢٠).

__________________

(١) اللسان مادة (عشا) وجاء بكلمة (بعضب) بدل (بسيف) والمعنى أنه أقام لها السيف مقام العشاء. والبيت منسوب إلى أبى ذؤيب.

٤٥١

أم ، حرف عطف. ومن ، فى موضع رفع بالابتداء. وهذا مبتدأ ثان. والذى ، خبره. وهو جند لكم ، صلته. وينصركم ، جملة فعلية فى موضع رفع لأنها صفة ل (جند) ، والجملة من المبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول.

قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) (٢٥).

هذا ، فى موضع رفع بالابتداء. والوعد ، صفة له. ومتى ، خبره ، وفيه ضمير يعود على (الوعد).

قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ) (٢٨).

إنما جاءت الفاء فى قوله : (فمن يجير) جوابا للجملة ، لأن معنى (أرأيتم) انتبهوا ، وتقديره ، انتبهوا فمن يجير ، كما تقول : اجلس فزيد جالس ، وليست جوابا للشرط. وجواب الشرط ما دل عليه (أرأيتم) ، ويجوز أن تكون الفاء زائدة ، ويكون الاستفهام قام مقام مفعول (أرأيتم) كقولك : أرأيت زيدا ما صنع.

وهكذا الكلام على الفاء فى قوله تعالى : (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ) ٣٠.

ومنهم من قال : الفاء جواب الشرط.

قوله تعالى : (إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (٣٠).

غورا ، أى غائرا ، وهو منصوب لأنه خبر (أصبح). ومعين ، فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون فعيلا من (معن) الماء إذا كثر ، فتكون الميم أصلية.

والثانى : أن يكون مفعولا من (العين) وأصله (معيون) ، فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت فبقيت الياء ساكنة ، والواو ساكنة ، فحذفت الواو لسكونها وسكون الياء قبلها ، وكسر ما قبل الياء توطيدا لها ، لأنه ليس فى كلامهم ياء قبلها ضمة. وقيل : حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها ، وأبدلت من الضمة قبلها كسرة فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.

٤٥٢

«غريب إعراب سورة ن» (١)

قوله تعالى : (ن) (١).

فى موضع نصب من وجهين.

أحدهما : أن يكون تقديره ، اقرأ نون.

والثانى : أن يكون تقديره ، أقسم بنون. فحذف حرف القسم فاتصل الفعل به فنصبه وعلى هذا يكون :

(ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) (٢) جواب القسم.

قوله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (٦).

أى ، بأيكم الفتنة ، كما يقال : ما له معقول. أى ، عقل. وقيل : الباء فى (أيكم) زائدة ، وتقديره ، أيكم المفتون. أى ، المجنون.

قوله تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) (١٤).

أن كان ، مفعول له ، تقديره ، لأن كان ذا مال وبنين. واللام تتعلق بفعل محذوف وتقديره ، أيكفر أن كان ذا مال. ولا يجوز أن تتعلق ب (تتلى) ، لأن إذا مضافة إليه ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف ولا فيما قبل المضاف ، ولذلك لا يجوز أن تتعلق ب (قال) ، لأنه جواب الشرط ، وجواب الشرط لا يعمل فيما قبل لفظ الشرط لأن رتبته بعده فلا يعمل فيما قبله ، فوجب أن يقدر ما يتعلق به.

__________________

(١) سورة القلم.

٤٥٣

قوله تعالى : (قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (١٥).

أساطير ، مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هذه أساطير الأولين.

قوله تعالى : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) (٢٠).

أى ، كالشىء المصروم ، وهو فعيل بمعنى مفعول ، ولهذا لم يقل كالصريمة ، كقولهم : عين كحيل ، وكف خضيب ، ولحية دهين ، أى ، عين مكحولة ، وكف مخضوبة ، ولحية مدهونة.

قوله تعالى : (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) (٢٥).

على حرد ، جار ومجرور فى موضع نصب على الحال ، وتقديره وغدوا حاردين قادرين.

قوله تعالى : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٣٦).

ما ، فى موضع رفع لأنه مبتدأ. ولكم ، خبره. وكيف ، فى موضع نصب على الحال ب (تحكمون).

قوله تعالى : (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ) (٣٨).

إنما كسرت (إنّ) لمكان اللام فى (لما) ، ولو لا دخول اللام فى (لما) لكانت مفتوحة لأنها مفعول (تدرسون) ، وهو كقولهم : علمت أن فى الدار لزيدا.

قوله تعالى : (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) (٣٩).

لكم أيمان ، مبتدأ وخبر. وبالغة ، صفة ل (أيمان) ، وقرئ : بالغة بالنصب على الحال من الضمير الذى فى (لكم).

قوله تعالى : (إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ) (٣٩).

كسرت (إن) لوجهين.

أحدهما : أن تكون كسرت لمكان اللام كما كسرت فيما قبله.

٤٥٤

والثانى : أن تكون كسرت لأن ما قبله قسم ، وهى تكسر فى جواب القسم.

قوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) (٤٣).

يوم ، منصوب ، وفى العامل فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون العامل فيه (فليأتوا بشركائهم) (١).

والثانى : أن يكون العامل فيه فعلا مقدرا ، وتقديره ، واذكر يوم. وخاشعة ، منصوب على الحال من المضمر فى (يدعون) ، أو من المضمر فى (يستطيعون). وأبصارهم ، مرفوع بفعله. وترهقهم ذلة ، جملة فعلية تحتمل وجهين.

أحدهما : أن تكون منصوبة فى موضع نصب على الحال.

والثانى : أن تكون مستأنفة لا موضع لها من الإعراب.

قوله تعالى : (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ) (٤٤).

من ، فى موضع نصب لأنه معطوف على ياء المتكلم فى (ذرنى).

قوله تعالى : (لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ) (٤٩).

إنما قال : (تداركه) بالتذكير لوجهين.

أحدهما : لأن تأنيث النعمة غير حقيقى.

والثانى : أنه حمل على المعنى ، لأن النعمة بمعنى النعيم وقد قرئ (تداركته نعمة) بالتأنيث حملا على اللفظ.

قوله تعالى : (لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) (٥١).

قرئ بضم الياء وفتحها ، وهما لغتان والضم أفصح.

__________________

(١) (فأتوا بشركائكم) هكذا فى أ ، ب وصحة الآية كما أثبت.

٤٥٥

«غريب إعراب سورة الحاقّة»

قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) (١ ، ٢ ، ٣).

الحاقة الأولى ، مبتدأ. وما ، استفهامية ، وهى مبتدأ ثان. والحاقة الثانية. خبر المبتدأ الثانى ، والمبتدأ الثانى وخبره خبر عن المبتدأ الأول ، والمظهر ههنا أقيم مقام المضمر للتفخيم والتعظيم ، وتقديره ، الحاقة ما هى. ولهذا جاز أن يقع المبتدأ الثانى وخبره ، خبرا عن الأول. وما أدراك ، (ما) استفهامية وهى مبتدأ. و (ما) الثانية مبتدأ ثان. والحاقة ، خبره. والمبتدأ الثانى وخبره فى موضع نصب ب (أدراك).

وأدراك والجملة المتصلة به ، فى موضع رفع على أنه خبر المبتدأ الأول. وفى (أدراك) ضمير يعود على المبتدأ الأول. و (أدراك) يتعدى إلى مفعولين ، والمفعول الأول (الكاف) ، والجملة فى موضع المفعول الثانى ، ولم يعمل (أدراك) فى (ما) لأن معناها الاستفهام ، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.

قوله تعالى : (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) (٥).

الطاغية ، فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون مصدرا كالعاقبة والعافية.

والثانى : أن يكون صفة لموصوف محذوف وتقديره بالصيحة الطاغية. فحذف الموصوف وأقيم الصفة مقامه.

قوله تعالى : (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) (٧).

٤٥٦

إنما حذف تاء التأنيث من (سبع) وأثبتها فى (ثمانية) ، لأن الليالى جمع مؤنث والأيام جمع مذكر. وحسوما ، منصوب لوجهين.

أحدهما : أن يكون منصوبا على الوصف لقوله : (أياما)

والثانى : أن يكون منصوبا على المصدر ، أى ، تباعا (١). وصرعى منصوب على الحال من (القوم) ، لأن (ترى) من رؤية البصر. وكأنهم أعجاز نخل ، فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (صرعى) ، وتقديره ، مشبهين أعجاز نخل. وخاوية ، صفة لنخل ، وقال (خاوية) بالتأنيث ، لأن النخل يجوز فيه التأنيث ، كما يجوز فيه التذكير فى نحو قوله تعالى :

(أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)(٢).

قوله تعالى : (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) (٨).

يقرأ (هل ترى) بالإدغام ، لقرب التاء من مخرج اللام.

قوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) (١٣).

نفخة واحدة ، رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، ووصفت (نفخة) ب (واحدة) ، وإن كانت النفخة لا تكون إلا واحدة ، على سبيل التأكيد ، كقوله تعالى :

(وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ)(٣) وإن كان الإلهان لا يكونان إلا اثنين للتأكيد.

قوله تعالى : (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) (١٦).

__________________

(١) (أى متتابعة لا تنقطع) النسفى.

(٢) ٢٠ سورة القمر.

(٣) ٥١ سورة النخل.

٤٥٧

يومئذ ، ظرف منصوب وهو يتعلق ب (وقعت) ، وكذلك (يومئذ) فى قوله تعالى : (فَهِيَ يَوْمَئِذٍ) يتعلق ب (واهية) ، وكذلك (يومئذ) فى قوله تعالى :

(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ) (١٨).

يتعلق ب (تعرضون).

قوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) (١٩).

كتابيه ، منصوب لأنه مفعول (اقرءوا) ، وفيه دليل على إعمال الثانى ، ولو أعمل الأول لقال : (اقرءوه).

قوله تعالى : (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ) (٢٨).

ما ، فيها وجهان.

أحدهما : أن تكون استفهامية فى موضع نصب لأنها مفعول (أغنى) ، و (ماليه) فاعله ، وتقديره ، أى شىء أغنى غنى ماليه.

والثانى : أن تكون (ما) نافية ويكون مفعول أغنى محذوفا ، وتقديره ، ما أغنى ماليه شيئا. فحذفه. والهاء فى (ماليه) للسكت ، وإنما دخلت صيانة للحركة عن الحذف.

قوله تعالى : (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ) (٣٥).

حميم ، اسم ليس ، وخبرها الجار والمجرور وهو (له) ، ولا يجوز أن يكون (اليوم) هو الخبر ، لأن (حميم) جثة واليوم ظرف زمان ، وظروف الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث.

قوله تعالى : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٤٣).

مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو تنزيل.

قوله تعالى : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) (٤٧).

من أحد ، فى موضع رفع لأنه اسم (ما) ، لأن (من) زائدة. وحاجزين ، خبر (ما)

٤٥٨

وعنه ، فى موضع نصب لأنه (١) يتعلق ب (حاجزين) ، والتقدير ، فما منكم أحد حاجزين عنه. وجمع (حاجزين) وإن كان وصفا ل (أحد) ، لأنه فى معنى الجمع ، فجمع حملا على المعنى ، ولم يبطل (منكم) عمل (ما) لأن الفصل بالجار والمجرور والظرف فى هذا النحو كلا فصل.

__________________

(١) (لا) فى أبدل (لأنه) فى ب.

٤٥٩

«غريب إعراب سورة سأل سائل (١)»

قوله تعالى : (سَأَلَ سائِلٌ) (١).

قرئ بالهمز وترك الهمز ، فمن قرأ بالهمز أتى به على الأصل ، ومن قرأ بترك الهمز أبدل من الهمزة ألفا على غير قياس. وقد حكاه سيبويه وغيره.

قوله تعالى : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٤).

منصوب على أنه خبر (كان). وألف : منصوب على التمييز. وكان واسمها وخبرها ، فى موضع جر لأنها صفة (يوم).

قوله تعالى : (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ) (١١).

يسأل ، يقرأ بضم الياء وفتحها ، فمن قرأ بالضم بنى الفعل لما لم يسم فاعله ، وتقديره ولا يسأل حميم عن حميمه. ومن قرأ بالفتح بنى الفعل للفاعل. وحميم ، مرفوع لأنه فاعل (يسأل) ، و (حميما) منصوب لأنه مفعوله ، ووجه هذه القراءة ظاهر. ويبصرونهم ، أى يبصّر الحميم حميمه ، وأراد (بالحميم) الجمع ، فالضمير المرفوع يعود على (المؤمنين) ، والهاء والميم تعود على (الكافرين) ، والمعنى ، يبصّر المؤمنون الكافرين يوم القيامة أى ، ينظرون إليهم فى النار ، وقيل : الضميران يرجعان إلى الكفار ، أى يبصر التابعون التابعين فى النار.

قوله تعالى : (إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) (١٧).

__________________

(١) سورة المعارج.

٤٦٠