البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

أبو البركات بن الأنباري

البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

المؤلف:

أبو البركات بن الأنباري


المحقق: الدكتور طه عبد الحميد طه
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٢
ISBN: 977-419-179-X
الصفحات: ٥٧٦
الجزء ١ الجزء ٢

(وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى).

إلى قوله تعالى :

(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى)(١)

كلّه معطوف على :

(أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).

وقرأ أبو عمرو ونافع بإدغام التنوين فى اللام من (الأولى) ، بعد حذف الهمزة ، وإلقاء حركتها على لام التعريف قبلها ، وأنكرها بعض النحويين لأنهما أدغما ساكنين فيما أصله السكون ، وحركته عارضة ، والحركة العارضة لا يعتد بها ، فاللام وإن كانت متحركة بالضمة التى نقلت إليها من الهمزة المحذوفة ، فهى فى تقدير السكون ، والساكن لا يدغم فى ساكن ، ووجه هذه القراءة أنه قد صح عن العرب أنهم قالوا فى الأحمر (لحمر) ، فاعتدوا بحركة اللام ، فحذفوا همزة الوصل ، ولو كانت فى تقدير السكون لكان يجب ألا تحذف الهمزة ، فلما ابتدأوا بها واستغنوا بها عن همزة الوصل ، دل على أن حركة اللام معتد بها وإذا كانت معتدا بها ، جاز إدغام التنوين فيها ، لأنه إدغام ساكن فى متحرك ، وقد بينا هذا شافيا فى كتاب (شفاء السائل فى بيان رتبة الفاعل).

قوله تعالى : (وَثَمُودَ فَما أَبْقى) (٥١).

ثمودا ، منصوب بفعل دل عليه (فما أبقى) ، وتقديره ، وأفنى أو أهلك ثمودا فما أبقى ، وإنما لم يجز أن يكون منصوبا ب (أبقى) ، لأن ما بعد النفى لا يعمل فيما قبله.

قوله تعالى : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (٥٣).

المؤتفكة ، منصوب لأنه مفعول (أهوى).

__________________

(١) الآيات : ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ سورة النجم.

٤٠١

قوله تعالى : (فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٥٤).

أى ما غشاه إياها. فحذف مفعولى (غشى) ، فالأول ضمير (ما) ، والثانى ضمير (المؤتفكة).

قوله تعالى : (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) (٥٨).

كاشفة ، فيه وجهان.

أحدهما : أن تكون الهاء فيه للمبالغة كعلامة ونسّابة.

والثانى : أن تكون كاشفة بمعنى كشف كخائنة بمعنى خيانة.

قوله تعالى : (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) (٥٩).

قرئ بإدغام التاء فى التاء لقربهما فى المخرج وأنهما مهموسان من حروف طرف اللسان ، وأدغمت الثاء فى التاء ، لأنها أزيد صوتا ، والأنقص صوتا يدغم فيما هو أزيد صوتا ، وقد قدمنا ذكره.

٤٠٢

«غريب إعراب سورة اقتربت» (١)

قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) (٤).

مزدجر : أصله (مزتجر) ، على مفتعل من الزجر ، وإنما أبدلت التاء دالا ، لأن التاء مهموسة والزاى مجهورة ، فأبدلوا من التاء دالا ، لتوافق الزاى فى الجهر.

قوله تعالى : (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ) (٥).

حكمة ، مرفوع من وجهين.

أحدهما : أن يكون مرفوعا على البدل من (ما) فى قوله تعالى :

قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ).

وما ، مرفوعة لأنها فاعل (جاء).

والثانى : أن يكون مرفوعا لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هى حكمة بالغة. فما تغنى النذر : (ما) ، فيه وجهان.

أحدهما : أن تكون استفهامية فى موضع نصب ب (تغنى) أى ، أى شىء تغنى النذر.

والثانى : أن تكون نافية على تقدير حذف مفعول (تغنى) ، وتقديره ، فما تغنى النذر شيئا ، وحذفت الياء من (تغنى) ، والواو من (يدعو) إتباعا لخطّ المصحف لأنه كتب على لفظ الوصل ، لا على لفظ الوقف.

قوله تعالى : (خُشَّعاً (٢) أَبْصارُهُمْ) (٧).

__________________

(١) سورة القمر.

(٢) (خاشعا) فى أ ، ب وهى قراءة (عراقى غير عاصم).

٤٠٣

خاشعا ، منصوب على الحال من الضمير فى (عنهم) فى قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) ، وكذلك قوله تعالى : (مُهْطِعِينَ) ، منصوب على الحال من الضمير فى (عنهم).

قوله تعالى : (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (١٥).

أصل مدكر مذتكر على مفتعل من الذكر ، إلا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة ، فأبدلوا من التاء حرفا من مخرجها يوافق الذال فى الجهر ، وهى الدال ، وأدغمت الذال فى الدال لتقاربهما ، فصار مدكر ، ويجوز أن تدغم الدال فى الذال ، فيقال مذّكر ، وقد قرئ به.

قوله تعالى : (فَالْتَقَى الْماءُ) (١٢).

أراد بالماء الجنس ولو لم يرد ذلك لقال : الماءان ، ماء السماء ، وماء الأرض. والأصل فى (الماء) موه ، لقولهم فى تكسيره (أمواه) ، وفى تصغيره (مويه) ، لأن التصغير والتكسير يردان الأشياء إلى أصولها ، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها ، فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، وأبدلت من الهاء همزة فصار (ماء) ، وإنما جاء ههنا الجمع بين إعلالين ، وهما إعلال اللام والعين ، وإن كان الجمع بين إعلالين لا يجوز لأن الهاء حرف صحيح فلم يعتدوا إبدالها ، ولم يعدوه إعلالا لأن الإعلال المعتد به ، إنما يكون فى حروف العلة ، وليست الهاء من حروف العلة ، وعلى كل حال فهو من النادر الذى لا يكاد يوجد له نظير.

قوله تعالى : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (١٦).

كيف ، فى موضع نصب من وجهين.

أحدهما : على خبر (كان) إن كانت ناقصة. وعذابى ، اسمها. والثانى : على الحال ، إن كانت (كان) تامة ، وعذابى ، فاعلها ، ولا خبر لها. ونذر ، عطف على (عذابى) ، وهو مصدر بمعنى الإنذار ، وقد يكون أيضا جمع نذير ، كرغيف ورغف.

قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) (١٩).

٤٠٤

صرصرا ، أصله صرّر ، إلا أنه اجتمعت ثلاث راءات ، فأبدلوا من الراء الثانية صادا ، كما قالوا : رقرقت وأصله رققت فاجتمع فيه ثلاث قافات ، فأبدلوا من القاف الوسطى راء ، وكما قالوا : تكمكمت بالكمة ، وأصله تكممت ، وتغلغلت فى الأمر : تغللت ، وحثحثت وأصله حثثت ، فعدلوا إلى إبدال الحرف الأوسط من الأمثال ، هربا من الاستثقال على ما بينا.

قوله تعالى : (تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) (٢٠).

إنما ذكر (منقعر) ، لأن النخل يذكر ويؤنث ، ولهذا قال فى موضع آخر :

(أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ)(١)

وكل ما كان الفرق بين واحده وجمعه من أسماء الأجناس الهاء ، نحو : النخل والشجر والسدر ، فإنه يجوز فيه التذكير والتأنيث.

قوله تعالى : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ) (٢٧).

فتنة ، منصوب من وجهين.

أحدهما : أن يكون منصوبا لأنه مفعول له.

والثانى : أن يكون مصدرا. واصطبر ، أصله اصتبر ، على وزن افتعل من الصبر ، إلا أنهم أبدلوا من التاء طاء لتوافق الصاد فى الإطباق.

قوله تعالى : (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) (٣١).

كهشيم ، فى موضع نصب لأنه خبر كان. والمحتظر : قرئ بكسر الظاء وهو المشهور ، وقرئ بفتحها. فمن قرأ المحتظر بالكسر ، أراد به المتخذ الحظيرة ، ومن قرأ المحتظر بالفتح ففيه وجهان.

__________________

(١) سورة الحاقة.

٤٠٥

أحدهما : أن يكون أراد به الاحتظار ، وهو مصدر (احتظر).

والثانى : أن يكون أراد به الشجر المحتظر ، أى ، كهشيم الشجر المتخذ منه حظيرة.

قوله تعالى : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) (٢٤).

منصوب بتقدير فعل دل عليه (نتبعه) ، وتقديره ، أنتبع بشرا منا واحدا.

قوله تعالى : (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا) (٣٥).

آل لوط ، منصوب على الاستثناء. وبسحر ، فى موضع نصب ، لأنه متعلق ب (نجيناهم) ، وصرفه لأنه أراد به سحرا من الأسحار ، ولو أراد به التعريف ، لم يصرفه للتعريف والعدل عن لام التعريف ، لأن من حقه أن يتعرف بها ، فلما لم يتعرف بها صار معدولا عنها ، فاجتمع فيه العدل والتعريف. و (سحر) ، إذا كان معرفة فإنه لا ينصرف ولا يتصرف ، ونعنى بالانصراف ، دخول التنوين ، ونعنى بالتصرف ، نقله عن الظرفية إلى الاسمية ، فإنه لم يستعمل فى حالة التعريف إلا ظرفا ، وإذا نكر جاز نقله عن الظرفية إلى الاسمية ، كما فى الآية. ونعمة منصوب ، لأنه مفعول له.

قوله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٤٩).

كلّ ، يقرأ بالرفع والنصب ، فالرفع على الابتداء ، لأنه من مواضع الابتداء ، وخلقناه ، خبره. والنصب ههنا هو القراءة المشهورة التى عليها الجماعة ، وإنما ذهبوا إلى النصب بتقدير (خلقنا) ، لأن الفائدة فيه أكثر من فائدة الرفع. ألا ترى أنك إذا قلت : إنا كلّ شىء خلقناه بقدر. بالنصب ، على تقدير (خلقنا كل شىء بقدر) ، كان متمحّضا للعموم ، ولا يجوز أن يكون (خلقنا) صفة (شىء) ، لأن الصفة لا تعمل فيما قبل الموصوف ، ولا يكون تفسيرا لما يعمل فيما قبلها ، وإذا لم يكن (خلقناه) صفة ل (شىء) ، لم يبق إلا أنه تفسير للناصب ل (كل) ، وذلك يدل على العموم ،

٤٠٦

واشتمال الخلق على جميع الأشياء. وإذا قلت إنّا كلّ شىء خلقناه بقدر ، بالرفع ، جاز أن يظن أن (خلقنا) صفة ل (شىء) وبقدر ، يتعلق بتقدير كائن ، لا ب (خلقنا) ، فلا يكون متمحّضا للعموم ، لأنه يصير المعنى ، إنا كل شىء مخلوق لنا بقدر ، فيحتمل أن يكون ههنا ما ليس بمخلوق من الأشياء ، بخلاف النصب ، فإنه لا يحتمل إلا العموم. فلهذه الفائدة من العموم ، اختارت الجماعة النصب على الرفع.

٤٠٧

«غريب إعراب سورة الرحمن»

قوله تعالى : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٥).

الشمس ، مبتدأ ، والقمر عطف عليه ، وفى الخبر وجهان.

أحدهما : أن يكون الخبر (بحسبان).

والثانى : أن يكون الخبر محذوفا وتقديره ، يجريان بحسبان.

قوله تعالى : (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) (٧).

السماء ، قرئ بالنصب والرفع ، فالنصب على تقدير فعل وتقديره ، ورفع السماء ، ليطابق (يسجدان) كقولهم : زيد لقيته وعمرو كلمته ، فسيبويه يختار نصب عمرو ، إذا أريد الحمل على (لقيته) ، ويختار الرفع إذا حملته على زيد ، وخالفه جماعة من النحويين ، وقد بينا هذا مستوفى فى المسائل السنجارية.

قوله تعالى : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ) (١٢).

يقرأ (الحب) بالرفع والنصب ، فالرفع بالعطف على المرفوع قبله ، والنصب بفعل مقدر وتقديره : وخلق الحبّ ذا العطف. و (الريحان) : يقرأ بالنصب والجر ، فالنصب بالعطف على (الحب) ، إذا جعل منصوبا. والجر بالعطف على العصف. والريحان بمعنى الرزق. وريحان أصله (ريحان) بتشديد الياء ، وأصل (ريحان) ريوحان على فيعلان ، إلا أنه لما اجتمعت الواو والياء والسابق منهما ساكن ، قلبوا الواو ياء وجعلوهما ياء مشددة ، ثم خففوا الياء كما خففوا نحو : سيّد وجيّد وهيّن وميّت ، فقالوا : سيد وميت وهين ، إلا أنه ألزم (الرّيحان) التخفيف ، لطول الكلمة ، كما ألزم (كينونة وقيدودة وهيعوعة وديمومة) وأصلها : (كينّونة وقيدّودة ، وهيعّوعة وديمّومة)

٤٠٨

بالتشديد ، إلا أنها ألزمت التخفيف لطولها ، وقيل (ريحان) فعلان وأبدلوا من الواو ياء كما أبدلوا فى (أشاوى).

قوله تعالى : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) (٨).

فيها وجهان.

أحدهما : أن تكون الناصبة ، وموضعها نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، لئلا تطغوا. وتطغوا ، فى موضع نصب ب (أن).

والثانى : أن تكون مفسرة بمعنى (أى) ، فلا يكون لها موضع من الإعراب. فتكون (لا) ناهية. وتطغوا ، مجزوم بها.

قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ) (١٧).

رب المشرقين ، مرفوع من وجهين.

أحدهما : أن يكون بدلا من المضمر فى (خلق).

والثانى : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : هو رب المشرقين.

قوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) (٢٢).

أى : من أحدهما ، لأن اللؤلؤ والمرجان لا يخرج من العذب ، وإنما يخرج من الملح ، فحذف المضاف وهو (أحد) وأقام المضاف إليه مقامه ، كقوله تعالى :

(عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(١).

أى من إحدى القريتين ، فحذف المضاف على ما قدمنا.

قوله تعالى : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) (٢٤).

الكاف ، فى موضع نصب على الحال من المضمر فى (المنشآت).

قوله تعالى : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ) (٣٥).

__________________

(١) ٣١ سورة الزخرف.

٤٠٩

يقرأ (نحاس) بالرفع والجر ، فمن قرأ بالرفع جعله مرفوعا بالعطف على قوله (شواظ) ، ومن قرأه بالجر لم يجز أن يعطف على (نار) ، لأن الشواظ لا يكون من النحاس ، لأن النحاس ههنا بمعنى الدخان ، إنما هو محمول على تقدير شواظ من نار وشىء من نحاس ، فحذف الموصوف لدلالة ما قبله عليه.

قوله تعالى : (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ) (٤١).

الجار والمجرور فى موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله ، وليس فى (يؤخذ) ضمير يعود على (المجرمين) ، ولو كان فيه ضمير لكان يقول : فيؤخذون. والتقدير : فيؤخذ بالنواصى والأقدام منهم. وقيل تقديره ، يؤخذ بنواصيهم وأقدامهم ، وهو مذهب الكوفيين ، فإنهم يذهبون إلى أن الألف واللام تقوم مقام الضمير ، كقوله تعالى :

(جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ)(١)

أى ، أبوابها ، وكقولهم : زيد أما المال فكثير ، أى ، ماله. والبصريون يأبون ذلك ، ويجعلون التقدير فى قوله :

(مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ)

(منها) ، أو يجعل الضمير فى (مفتحة) والأبواب ، بدل منه ، ويجعلون التقدير فى قولهم : زيد أما المال فكثير. أى ، له ، وقد قدمنا الكلام عليه قبل.

قوله تعالى : (ذَواتا أَفْنانٍ) (٤٨).

ذواتا : تثية (ذات) على الأصل لأن الأصل فى (ذات) (ذويّة) ، لأن عينها واو ، ولامها ياء ، لأن باب شويت أكبر من باب قوّة وحيّة ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار (ذوات) ، إلا أنه حذفت الواو من الواحد للفرق بين الواحد والجمع ، ودل عود الواو فى التثنية على أصلها فى الواحد.

__________________

(١) ٥٠ سورة ص.

٤١٠

قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) (٥٤).

متكئين ، منصوب على الحال من المجرور باللام فى قوله تعالى :

(وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ).

أى ، ثبت لهم جنتان فى هذه الحال ، وقيل إن العامل فيه (ينعمون) ، وتقديره : ينعمون متكئين. وبطائنها من إستبرق. جملة اسمية فى موضع جر. لأنها صفة (فرش).

قوله تعالى : (كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) (٥٨).

فى موضع نصب على الحال من (قاصرات الطرف) وتقديره : فيهن قاصرات الطرف مشبهات الياقوت والمرجان.

قوله تعالى : (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) (٦٢).

تقديره : ولهم من دونهما جنتان. فحذف (لهم) لدلالة الكلام عليه تخفيفا.

قوله تعالى : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) (٧٠).

خيرات : أصله خيّرات بالتشديد ، وقد قرئ به على الأصل ، إلا أنه خفف. من قرأ بالتخفيف كما خفف شيد وهين وميت.

قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ) (٧٦).

وهى الوسائد. متكئين ، منصوب على الحال. ورفرف ، فيه وجهان.

أحدهما أن يكون اسما للجمع ، كقوم ورهط ، ولهذا وصف ب (خضر) ، وهو جمع (أخضر) كقولك : قوم كرام ، ورهط لئام.

والثانى : أن يكون جمع (رفرفة) ونظيره ، عبقرى. وقيل : واحدته عبقرية. وعبقرى منسوب إلى عبقر وهو اسم موضع ينسج به الوشى الحسن. وجمع عبقر عباقر.

٤١١

ومن قرأ (عباقرىّ) فلا يصح أن ينسب إليه وهو جمع لأن النسب إلى الجمع يوجب رده إلى الواحد. إلا أن يسمى بالجمع ، فيجوز أن ينسب إليه على لفظه. كمعافرىّ وأنمارىّ ، ولا يعلم أن عباقر اسم لموضع مخصوص بعينه.

قوله تعالى : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (٧٨).

يقرأ : (ذو الجلال) بالرفع والجر. فالرفع على أنه وصف (للاسم) ، والجر على أنه وصف (لربك).

٤١٢

«غريب إعراب سورة الواقعة»

قوله تعالى : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ)(١).

إذا ، فى موضع نصب من أربعة أوجه.

الأول : أن يكون العامل فيه (وقعت) وجاز ذلك لأن (إذا) فيها معنى الشرط ، فجاز أن يعمل فيها الفعل الذى بعدها ، كما يعمل فى (من وما) إذا كانتا بمعنى الشرط فى قولك : ما تصنع أصنع ، ومن تضرب أضرب. ولو خرجت عن معنى الشرط مثل أن يدخل عليها حرف الاستفهام ، لم يعمل فيها الفعل الذى بعدها ، لأنها مضافة إليه ، كقوله تعالى :

(أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً)(٢)

لخروجها عن حد الشرط.

والثانى : أن يكون العامل فيه : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) ، أى ، وقوع الواقعة وقت رج الأرض.

والثالث : أن يكون العامل فيه (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) أى ، ليس لوقعتها كذب. وكاذبة ، مصدر بمعنى كذب ، كالعاقبة والعافية.

والرابع : أن يكون العامل فيه فعلا مقدرا ، وتقديره ، اذكر.

قوله تعالى : (خافِضَةٌ رافِعَةٌ) (٣).

يقرأ بالرفع والنصب ، فالرفع على تقدير مبتدأ محذوف ، وتقديره فهى خافضة

__________________

(١) ٨٢ المؤمنون ، ١٦ و ٥٣ الصافات ، ٣ ق ، ٤٧ الواقعة.

٤١٣

رافعة ، وهى جواب (إذا). والنصب على الحال من (الواقعة) ، وتقديره ، وقعت الواقعة فى حالة الخفض والرفع.

قوله تعالى : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) (٤).

إذا رجت الأرض ، بدل من قوله تعالى :

(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ).

قوله تعالى : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) (٨).

قيل : هو جواب (إذا) وهو مبتدأ. وما أصحاب الميمنة ، مبتدأ وخبر ، والمبتدأ والخبر ، خبر المبتدأ الأول ، وجاز أن تضع الجملة خبرا عن المبتدأ وليس فيها عائد يعود على المبتدأ ، لأن المعنى (ما هم) ، وهم عائد على المبتدأ الأول ، وهو كلام محمول على المعنى لا على اللفظ.

وكذلك قوله تعالى : (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ) (٩).

والاستفهام فى هذين الموضعين معناه التعجب والتعظيم.

قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) (١١).

(السابقون) الأول ، مبتدأ. و (السابقون) الثانى صفة. وأولئك ، مبتدأ ثان. والمقربون : خبره. (وهم فصل لا موضع له من الإعراب. ويجوز أن يكون مبتدأ ثالثا ، والمقربون ، خبره ، والمبتدأ الثالث وخبره خبر عن المبتدأ الثانى ، والمبتدأ الثانى خبر عن المبتدأ الأول) (١) ويجوز أن يكون (السابقون) الأول مبتدأ ، والسابقون

__________________

(١) ما بين القوسين زيادة فى أ ، وبلاحظ أنه أعرب (هم) ضمير فصل وليس فى الآيتين (هم).

٤١٤

الثانى ، خبره ، وأولئك خبر ثان أو بدل ، وتقديره ، السابقون إلى طاعة الله هم السابقون إلى رحمة الله.

قوله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ) (١٦).

ثلة ، فى رفعه وجهان.

أحدهما : أن يكون مبتدأ. و (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) خبره ، وقد تقدم عليه.

والثانى : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هم ثلة. وقليل من الآخرين ، عطف عليه. وعلى سرر ، خبر ثان. ومتكئين ومتقابلين ؛ منصوبان على الحال من الضمير فى (على سرر).

قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢٤).

تقرأ بالرفع والنصب والجر. فالرفع على تقدير ، ولهم حور. والنصب على تقدير : ويعطى حورا. والجر بالعطف على ما قبله (بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ) ، وقيل بالعطف على الأول على معنى ، وينعمون بكذا. وحور عين جمع عيناء ، وكان قياسا أن يجمع على فعل بضم الفاء ، إلا أنها كسرت لأن العين ياء ، فلو ضمت الفاء لا نقلبت العين التى هى ياء واوا ، لسكونها وانضمام ما قبلها فتشتبه بذوات الواو ، ولم يمكن أن تبقى الياء ساكنة مضموما ما قبلها ، لأنه ليس فى كلامهم ياء ساكنة مضموم ما قبلها ، فأبدلوا من الضمة كسرة لمكان الياء محافظة عليها لما ذكرنا. وجزاء ، منصوب من وجهين.

أحدهما : على أنه مصدر مؤكد لما قبله.

والثانى : على أنه مفعول به.

قوله تعالى : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥) إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) (٢٦).

٤١٥

قيلا ، منصوب من وجهين.

أحدهما : أن يكون منصوبا على الاستثناء المنقطع.

والثانى : أن يكون منصوبا ب (يسمعون). وسلاما ، منصوب لثلاثة أوجه.

الأول : أن يكون منصوبا بالقول.

والثانى : أن يكون مصدرا ، أى يتداعون فيها ، وسلمك الله سلاما.

كقوله تعالى : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)(١).

والثالث : أن يكون وصفا ل (قيل).

قوله تعالى : (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) (٣٥).

الهاء والنون ، ضمير المنصوب المتصل ، وفيه ثلاثة أوجه.

الأول : أنه يعود على (الحور) المقدم ذكرهن.

والثانى : أنه لا يعود على (الحور) المقدم ذكرهن ، لأن قوله تعالى : (وَحُورٌ عِينٌ) فى قصة السابقين ، و (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ) فى أصحاب اليمين ، فلا يعود إلى قصة أخرى ، وقيل إنما يعود إلى القصة التى هو فيها ، وهو أن يعود إلى قوله تعالى :

(وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ).

وقال المصنف : ولا يجوز أن يعود على (الفرش) لأنه أيضا قال فى سياق الآية : (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) ، فلا يجوز أن يراد به (الفرش) ، والاختيار عندى أن يكون الضمير غير عائد إلى مذكور على ما جرت به عادتهم إذا فهم المعنى ، كقوله تعالى :

(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ)(٢).

__________________

(١) ١٧ سورة نوح.

(٢) ٢٦ سورة الرحمن.

٤١٦

وأراد به الأرض ، ولم يجر لها ذكر.

وقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(١)

وأراد به القرآن ، وإن لم يجر له ذكر ، لأن هذا أول السورة ، ولم يتقدم للقرآن ذكر فيه.

وكقوله تعالى : (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ)(٢)

أراد به الشمس ، وإن لم يجر لها ذكر ، فكذلك ههنا أريد بالضمير (الحور) فى هذه القصة ، وإن لم يجر لهن ذكر لما عرف المعنى.

قوله تعالى : (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) (٣٨).

أبكارا ، جمع (بكر). وعربا ، جمع (عروب) لأن فعولا يجمع على فعل ، كرسول ورسل ، ويجوز فيه ضم العين وسكونها. وأترابا ، جمع (ترب) ، يقال : هى تربه ولدته وقرنه ، أى ، على سنّه. ولأصحاب اليمين ، فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون صلة لما قبله.

والثانى : أن يكون خبرا لقوله تعالى :

قوله تعالى : (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (٥٥).

قرئ (شرب) بفتح الشين وضمها ، فمن قرأ بالفتح جعله مصدرا ، ومن قرأ بالضم جعله اسما ، وهو منصوب على المصدر ، وتقديره ، فشاربون شربا مثل شرب الهيم ، فحذف المصدر وصلته وأقيم ما أضيفت الصفة إليه مقام المصدر. والهيم الإبل التى لا تروى من الماء لما بها من داء وهو الهيام ، وهو جمع أهيم وهيماء ، وكان الأصل

__________________

(١) ١ سورة القدر.

(٢) ٣٢ سورة ص.

٤١٧

فيه أن يجمع على فعل بضم الفاء ، إلا أنها كسرت لمكان الياء على ما ذكرنا فى (عين) جمع (عيناء).

قوله تعالى : (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) (٦١).

أى ، نبدلكم بأمثالكم. فحذف المفعول الأول ، وحرف الجر من المفعول الثانى.

قوله تعالى : (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) (٦٥).

يقرأ (ظلتم) بفتح الفاء وكسرها ، فمن قرأ بالفتح حذف اللام الأولى بحركتها تخفيفا ، ومن قرأ بالكسر نقل حركة اللام الأولى إلى الظاء وحذفها ، وهما لغتان.

قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (٧٧).

هذا فيه تقديم وتأخير من وجهين.

أحدهما : أنه فصل بين القسم والمقسم عليه بقوله :

(لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)

فقدمه على المقسم عليه ، وتقديره ، (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) إلى قوله : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ).

الثانى : أنه فصل بين الصفة والموصوف بقوله : (لَوْ تَعْلَمُونَ) وتقديره ، وإنه لقسم عظيم لو تعلمون. فقدمه على الصفة.

قوله تعالى : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (٧٩).

لا ، نافية لا ناهية ، ولهذا كان (يمسه) مرفوعا ، ويكون المراد بقوله (الْمُطَهَّرُونَ) الملائكة (١).

__________________

(١) (الملكية) فى أ ، (الملكية) فى ب.

٤١٨

قوله تعالى : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) (٨٣).

تقديره ، فلولا ترجعونها إذا بلغت الحلقوم ، ولو لا ههنا بمعنى (هلّا).

قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ) (٨٩)»

أمّا ، حرف معناه التفصيل يفيد معنى الشرط ، بمنزلة (مهما) وجوابه قوله : (فَرَوْحٌ) وتقديره ، فله روح. وروح مبتدأ. وله ، خبره ، والتقدير ، مهما يكن من شىء فروح وريحان إن كان من المقربين ، فحذف الشرط الذى هو (يكن من شىء) ، وأقيم (أما) مقامه ، ولهذا لما قامت مقام الفعل ونابت منابه ، لم يجز أن يجىء الفعل بعدها ، ووليها الاسم والجمل ، لأن الفعل لا يدخل على الفعل ، ولم يجز أن تلى الفاء (أما) ، لئلا يلى حرف الشرط فاء الجواب ، ولهذا فصل بين (أما) والفاء بقوله : (إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) ، تحسينا للفظ ، كما يفصل بينهما بالظرف والمفعول فى قولهم : أما اليوم فزيد ذاهب ، وأما زيدا فأكرمته. فالفاء فى (فروح) جواب (أما) و (أما) مع جوابها فى موضع جواب (إن) ، وإن كانت متقدمة عليه ، كقولهم : أنت ظالم إن فعلت كذا.

وهكذا الكلام على قوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ) (٩١)».

وقوله تعالى : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) (٩٣).

٤١٩

«غريب إعراب سورة الحديد»

قوله تعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) (٤).

معكم ، ظرف ، وهو يتعلق بفعل مقدر ، وتقديره ، وهو شاهد معكم.

قوله تعالى : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) (٨).

لا يؤمنون ، جملة فعلية فى موضع نصب على الحال. والرسول يدعوكم ، جملة اسمية فى موضع نصب على الحال ، والواو فى (والرسول) واو الحال ، وتقديره ، ما لكم غير مؤمنين بالله والرسول فى هذه الحال.

قوله تعالى : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) (١٠).

قرئ (كلّا) بالرفع والنصب.

فمن قرأ (كلّا) بالنصب جعله منصوبا ب (وعد). والحسنى ، منصوب لأنه المفعول الثانى ل (وعد).

ومن قرأ (كلّ) بالرفع ففيه وجهان.

أحدهما : أن يكون مرفوعا بالابتداء. ووعد ، خبره ، وقدّر فى (وعد) هاء ، وتقديره ، وعده الله. والنصب فى هذا النحو أقوى وأقيس.

والثانى : أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، أولئك كل وعد الله. ووعد ، صفة ل (كل) ، ولهذا لم يجز أن يعمل فى (كل) ، لأن الصفة لا تعمل فى الموصوف ، وذهب قوم إلى أنه لا يجوز أن يكون (وعد) صفة ل (كل) ، لأنه معرفة ، لأن تقديره ، كلهم وعد الله.

٤٢٠