البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

أبو البركات بن الأنباري

البيان في غريب إعراب القرآن - ج ٢

المؤلف:

أبو البركات بن الأنباري


المحقق: الدكتور طه عبد الحميد طه
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: الهيئة المصريّة العامّة للكتاب
الطبعة: ٢
ISBN: 977-419-179-X
الصفحات: ٥٧٦
الجزء ١ الجزء ٢

أو صفة لموصوف ، أو صلة لموصول ، أو حالا لذى حال ، أو معتمدا على همزة الاستفهام ، أو حرف النفى. فالخبر ، كقوله تعالى :

(فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ)(١)

فجزاء مرفوع بالظرف ، والصفة كقولك : مررت برجل فى الدار أبوه ، والصلة كقوله تعالى :

(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(٢)

والحال كقوله تعالى :

(وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ)(٣)

فهدى ، مرفوع بالظرف لأنه حال من (الإنجيل). والمعتمد على همزة الاستفهام. كقوله تعالى :

(أَفِي اللهِ شَكٌّ)(٤)

وحرف النفى كقولك : ما فى الدار أحد.

وخاشعة ، منصوب على الحال من (الأرض) ، لأن (ترى) من رؤية العين. وربت ، أصله (ربوت) فتحركت الواو وانفتح ما قبلها فقبلت ألفا ، وحذفت الألف لسكونها وسكون تاء التأنيث. ومن قرأ (ربأت) بالهمز أراد : (ارتفعت).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ) (٤١).

خبر (إنّ) فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون خبره قوله تعالى : (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ).

والثانى : أن يكون محذوفا وتقديره ، إنّ الذين كفروا بالذكر يعذبون.

__________________

(١) ٣٧ سورة سبأ.

(٢) ٤٣ سورة الرعد.

(٣) ٤٦ سورة المائدة.

(٤) ١٠ سورة إبراهيم.

٣٤١

قوله تعالى : (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) (٤٣).

ما قيل فى تأويل مصدر ، وهو فى موضع رفع لأنه مفعول ما لم يسم فاعله.

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ) (٤٤).

الذين ، اسم موصول فى موضع رفع لأنه مبتدأ ، وصلته (لا يؤمنون). وفى آذانهم وقر ، (وقر) مبتدأ. وفى آذانهم ، خبره. والمبتدأ وخبره فى موضع رفع ، خبر المبتدأ الأول.

قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) (٤٧).

ما ، نفى ، وعلقت معنى الإيذان والعلم ، وكذلك مذهب أبى الحسن. وفى قوله تعالى :

(وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٤٨).

وكأنه إذا وقع النفى بعد الظن جرى مجرى القسم فيكون حكمه حكم القسم.

قوله تعالى : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) (٤٩).

تقديره ، لا يسأم الإنسان من دعائه الله بالخير ، فحذف الفاعل والمفعول الأول ، والباء من المفعول الثانى ، وأضاف المصدر إلى المفعول الثانى.

قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ) (٥٢).

من ، استفهامية فى موضع رفع بالابتداء. وأضل ، الخبر ، وسدت الجملة من المبتدأ والخبر ، مسد مفعولى (أرأيتم). ومن قرأ (أريتم) حذف الهمزة ، وكذلك فى كل موضع اتصلت بها همزة الاستفهام ، دون ما لم تتصل به همزة الاستفهام ، فلأنه استثقل اجتماع الهمزتين فى كلمة واحدة ، فحذف للتخفيف.

٣٤٢

قوله تعالى : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (٥٣).

أنه الحق ، فى موضع رفع بأنه فاعل (يتبين) ، والهاء فى (أنه) ، فيها ثلاثة أوجه.

الأول : أنها لله تعالى.

والثانى : أنها للقرآن.

والثالث : أنها للنبى عليه‌السلام.

قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥٣).

الباء فى (بربك) ، زائدة. ومفعول (تكف) ، محذوف وتقديره ، أو لم يكفك ربّك. وأنه فيه ثلاثة أوجه. أحدها : أن يكون فى موضع جر على البدل من (ربك) على اللفظ.

والثانى : أن يكون فى موضع رفع على البدل من (ربك) على الموضع.

والثالث : أن يكون فى موضع نصب على تقدير حذف الجر ، وتقديره ، لأنه على كل شىء (١) شهيد.

__________________

(١) (شىء) ساقطة من أ.

٣٤٣

«غريب إعراب سورة حم عسق» (١)

قوله تعالى : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٣).

يوحى ، يقرأ بضم الياء وكسر الحاء ، و (يوحى) بضم الياء وفتح الحاء. فمن قرأ (يوحى) بالضم والكسر ، ارتفع لفظ الله به على أنه فاعل ، ومن قرأ (يوحى) كان فى رفع اسم الله ثلاثة أوجه.

الأول : أن يكون مرفوعا بفعل مقدر دل عليه (يوحى) كقراءة من قرأ :

(يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ)(٢)

رفع (رجالا) بفعل مقدر ، وتقديره : يسبحه رجال ، كقول الشاعر :

١٦٢ ـ ليبك يزيد ضارع لخصومة (٣)

فمضارع (٤) ، مرفوع بفعل مقدر ، وتقديره ، يبكيه ضارع لخصومة.

والثانى : أن يكون (الله) مرفوعا بالابتداء ، ويكون (العزيز الحكيم) ، خبرين عن الله تعالى ، ويجوز أن يكونا وصفين. و (له ما فى السموات) ، الخبر.

__________________

(١) وهى سورة (الشورى).

(٢) ٣٦ سورة النور.

(٣) شطر بيت من شواهد سيبويه ١ / ١٤٥ وقد نسبه إلى الحرث بن نهيك. والبيت بتمامه :

ليبك يزيد ضارع لخصومة

ومختبط ممّا تطيح الطوائح

ومختبط : محتاج ـ والضارع : الذليل ـ وتطيح : تذهب وتهلك ، والشاهد فيه رفع المضارع بإضمار فعل دل عليه ما قبله ، كأنه لما قال : ليبك يزيد ، علم أن ثم باكيا يبكيه.

(٤) (فيزيد) هكذا فى الأصل.

٣٤٤

والثالث : أن يكون مرفوعا ، لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره : هو الله.

قوله تعالى : (ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (١) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١٠ ، ١١).

ذلكم ، فى موضع رفع بالابتداء : والله ، عطف بيان. وربى ، وصف لله. وخبر المبتدأ ، (عليه توكلت وإليه أنيب). وفاطر السموات والأرض ، مرفوع من أربعة أوجه.

الأول : أن يكون خبرا بعد خبر.

والثانى : أن يكون وصفا.

والثالث : أن يكون بدلا.

والرابع : أن يكون خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، هو فاطر السموات والأرض.

قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (١١).

فى الكاف وجهان.

أحدهما : أن تكون الكاف زائدة ، وتقديره ، ليس مثله شىء.

والثانى : أن تكون زائدة ، ويكون المراد بالمثل الذات ، فإنه يقال مثلى لا يفعل هذا ، أى أنا لا أفعل هذا. قال الشاعر :

١٦٣ ـ يا عاذلى دعنى من عذلكا

مثلى لا يقبل من مثلكا (٢)

أى أنا لا أقبل منك.

__________________

(١) وردت الآية خطأ فى أوب (ذلكم الله ربى لا إله إلا هو عليه توكلت ...) بزيادة : (لا إله إلا هو).

(٢) سبق الكلام عن هذا الشاهد ص ١٩٩.

٣٤٥

قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) (١٣).

أن أقيموا الدين ، فى موضع نصب على البدل من (ما وصى به نوحا).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (١٦).

الذين ، فى موضع رفع على الابتداء ، وحجتهم ، مبتدأ ثان. وداحضة ، خبره ، والمبتدأ وخبره فى موضع رفع لأنه خبر المبتدأ الأول.

قوله تعالى : (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) (١٧).

ذكّر (قريبا) من أربعة أوجه.

الأول : أنه ذكّر على النسب ، وتقديره ذات قرب. كقوله تعالى :

(إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ)(١)

أى ، ذات قرب.

والثانى : أنه ذكّره لأن التقدير لعل وقت الساعة قريب.

والثالث : أنه ذكّر حملا على المعنى ، لأن الساعة بمعنى البعث.

والرابع : أنه ذكّر للفرق بينه وبين قرابة النسب.

قوله تعالى : (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٢١).

يقرأ بكسر الهمزة وفتحها. فالكسر على الابتداء ، والفتح بالعطف على كلمة (الفصل) وتقديره ، ولو لا كلمة الفصل وأنّ الظالمين.

قوله تعالى : (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا) (٢٢).

__________________

(١) ٥٦ سورة الأعراف.

٣٤٦

مشفقين ، منصوب على الحال من (الظالمين) ، لأن (ترى) من رؤية العين ، لا من رؤية القلب.

قوله تعالى : (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ) (٢٣).

تقديره ، ذلك الذى يبشر الله به عباده الذين. فحذف الباء ، ثم حذف الهاء تخفيفا.

قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٢٣).

المودة ، منصوب على الاستثناء من غير الجنس.

قوله تعالى : (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) (٢٤).

ويمح الله الباطل ، ليس معطوفا على (يختم) ، وإنما هو مستأنف فى موضع رفع وإنما حذفت الواو منه ، وإن كان فى موضع رفع ، كما حذفت من قوله تعالى :

(سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ)(١)(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ)(٢)

وإن كان فى موضع رفع ، وإنما كان مستأنفا لا معطوفا على (يختم) المجزوم فى قوله تعالى (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ) ، لأن محو الله الباطل واجب ، وليس معلقا بشرط ، ويدل على ذلك أن رفع (ويحقّ الحقّ) ، ولو كان (يمح) مجزوما لكان (يحقّ الحقّ) أيضا مجزوما.

قوله تعالى : (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٢٦).

__________________

(١) ١٨ سورة العلق.

(٢) ١١ سورة الإسراء.

٣٤٧

الذين ، فى موضع نصب من وجهين.

أحدهما : أن يكون منصوبا على المفعول ، وتقديره ، ويستجيب الله الذين آمنوا. أى ، يجيب.

والثانى. أن يكون منصوبا على تقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، ويستجيب للذين آمنوا ، فحذفت اللام فاتصل الفعل به.

قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) (٢٩).

فيهما ، أى ، فى أحدهما ، فحذف المضاف ، كقوله تعالى :

(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ)(١)

أى ، من أحدهما فحذف المضاف ، وكقول الشاعر :

١٦٤ ـ فقالوا لنا ثنتان لا بدّ منهما

صدور رماح أشرعت أو سلاسل (٢)

أى لا بد من إحداهما.

قوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (٣٠).

__________________

(١) ٢٢ سورة الرحمن.

(٢) قائله جعفر بن علبة الحارثى ، وقال التبريزى فى شرح ديوان الحماسة «أراد بالثنتين خصلتين ثم فسرهما ، صدور رماح ، وخص الصدر لأن المقاتلة بها تقع ، ويجوز أن يكون ذكر الصدور وأن كان المراد الكل ، وكنّى عن الأمر بالسلاسل. والمراد بقوله : لا بد منهما ، على سبيل التعاقب لا على سبيل الجمع بينهما ، وقوله : أشرعت أى صوبت للطعن ، يقول إما أن تصبروا على القتال فنلقاكم بالرماح ، وإما أن تستأسروا فنأخذكم فى السلاسل ، شواهد التوضيح والتصحيح ١١٥

٣٤٨

تقرأ (فيما) بالفاء وغير الفاء. فمن قرأه بالتاء جعلها جواب الشرط ، ومن قرأ بغير فاء ، حذفها لوجهين.

أحدهما : أن تكون (ما) بمعنى الذى ، فجاز حذفها ، كما جاز حذفها مع الذى.

والثانى : أن تكون (ما) شرطية ، ولم تعمل فى الفعل شيئا ، لأنها دخلت على لفظ الماضى ، فلذلك حذفت الفاء ، وجعلها شرطية أولى من جعلها بمعنى الذى ، لأنها أعم فى كل مصيبة ، فكان أقوى فى المعنى وأولى.

قوله تعالى : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ) (٣٥).

يوبقهن ، مجزوم بالعطف على قوله تعالى : (فَيَظْلَلْنَ) ، المعطوف على جواب الشرط. ويعلم ، يقرأ بالنصب والرفع ، فالنصب على تقدير (أن) بعد الفاء ، ونصب الفعل بها ، لأنه مصروف عن العطف على ما قبله لأن ما قبله شرط وجزاء ، وهو غير واجب ، وجعلها فى تقدير المصدر ليعطف بالواو مصدرا على مصدر ، وقد قدمنا نظيره فى سورة البقرة فى قوله تعالى :

(فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ)(١)

بالنصب ، وليست بقوية فى القياس. ومنهم من قوّى النصب ههنا فى (يعلم) على قوله (فَيَغْفِرُ) ، لأنه قد وجد مع جواز النصب آخر ، وهو فتح اللام اعتبارا للتبعية ، وهو أن ما قبل الميم فى (يعلم) مفتوح ، ولم يوجد ذلك فى (يغفر) ، ولهذا كانت القراءة بالنصب فى قوله : (وَيَعْلَمَ) أكثر ، خلاف النصب فى قوله : (فَيَغْفِرُ). والرفع على الاستئناف.

قوله تعالى : (وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (٣٧).

__________________

(١) ٢٨٤ سورة البقرة.

٣٤٩

هم ، فيها وجهان. أحدهما : أن يكون تأكيدا (لما) فى (غضبوا). ويغفرون جواب إذا. والثانى : أن يكون التقدير ، فهم يغفرون. فحذف الفاء والمبتدأ (هم).

ويغفرون خبر المبتدأ ، وحذف الفاء فى جواب الشرط. وكذلك قوله تعالى :

(هُمْ يَنْتَصِرُونَ) (٣٩).

والقياس أن يكون (هم) مرفوعا بفعل مقدر دل عليه (ينتصرون) وتقديره : ينتصرون هم ينتصرون : هذا قياس قول سيبويه لأنه قال : إذا قلت : إن يأتنى زيد يضرب ، يرتفع زيد بتقدير فعل دل عليه (يضرب).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ) (٣٧).

فى موضع جر بالعطف على (الذين) ، فى قوله تعالى : (خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا) ، وكذلك أيضا قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) (٣٨).

فى موضع جر أيضا بالعطف عليه.

قوله تعالى : (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ) (٤٣).

لمن ، اسم موصول فى موضع رفع بالابتداء. وإنّ ذلك ، فى حكم المبتدأ الثانى ، والعائد من الجملة إلى المبتدأ الأول ، محذوف ، وتقديره ، إن ذلك الصبر منه ، فحذف للعلم ، والجملة من المبتدأ الثانى وخبره ، فى موضع رفع لأنه خبر للمبتدأ الأول.

قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) (٤٧).

لا مردّ ، مبنى مع (لا) على الفتح لما قدمنا ، وأحد الجارّين والمجرورين ، صفة للمنفى ب (لا) ، والآخر خبره ، ولك أن تجعل أحدهما معمولا للآخر ، وتجعلهما صفتين ، وتقدر الخبر ، ولك أن تجعلهما خبرين ، ولا يجوز أن تجعل أحدهما متعلقا بالمصدر ، لأنه لو كان كذلك ، لكان النفى منوّنا وليس بمنوّن.

٣٥٠

قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) (٥١).

أن يكلمه الله ، فى موضع رفع لأنه اسم (كان). ولبشر ، خبرها. وإلا وحيا ، منصوب على المصدر فى موضع الحال من اسم الله تعالى. ومن تتعلق بمقدر وتقديره ، إلا موحيا أو مكلما من وراء حجاب. أو يرسل ، قرئ بالنصب والرفع. فالنصب بالعطف على معنى قوله تعالى : (إِلَّا وَحْياً) وتقديره ، أو أن يرسل رسولا ، لأن (أن) مع الفعل فى تقدير المصدر ، فيكون عطف مصدر على مصدر ، ولا يجوز أن يكون معطوفا على (أن يكلمه الله) ، لأنه يلزم من ذلك نفى الرسل ، لأنه يصير التقدير ، وما كان لبشر أن يكلمه الله أو يرسل رسولا وقد أرسل. فكان فاسدا فى المعنى والرفع على الاستئناف وتقديره ، أو هو يرسل رسولا.

٣٥١

«غريب إعراب سورة الزخرف»

قوله تعالى : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً) (٥).

صفحا ، منصوب على المصدر ، لأن معنى (أَفَنَضْرِبُ) أفنصفح ، ومنهم من يقدر له فعلا من لفظه ، فكأنه قال : أفنصفح عنكم صفحا. إن كنتم : قرئ (إن) بالكسر والفتح ، فالكسر على أنها (إن) الشرطية ، وما قبلها جواب لها ، والفتح على تقدير ، لأن كنتم.

قوله تعالى : (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) (١٧).

وجهه ، مرفوع من وجهين.

أحدهما : أن يكون اسم (ظل).

والثانى : أن يكون بدلا من مضمر مقدر فيها مرفوع لأنه اسمها. مسودا ، خبرها. وهو كظيم ، جملة اسمية فى موضع نصب على الحال.

قوله تعالى : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) (١٨).

من ، فى موضعه وجهان.

الأول : النصب والرفع. فالنصب بتقدير فعل ، وتقديره ، أجعلتم من ينشأ.

والثانى : أن يكون فى موضع رفع ، لأنه مبتدأ وخبره محذوف ، وهو قول الفراء.

قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) (١٥).

أى من رجال عباده ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

٣٥٢

قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) (١٦).

أم ، بمعنى (بل) والهمزة ، وتقديره ، بل أأتخذ مما يخلق بنات. ولا يجوز أن أن يكون بمعنى (بل) وحدها ، لأنه يصير التقدير فيه : بل اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين. وهذا كفر.

قوله تعالى : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (٣١).

تقديره ، من إحدى القريتين. فحذف المضاف ، وأراد بالقريتين مكة والطائف.

قوله تعالى : (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ) (٣٣).

لبيوتهم ، بدل من (لمن) بإعادة الجار ، وهو بدل الاشتمال ، وقرئ (سقفا وسقفا) ، فسقف جمع سقف : نحو رهن ورهن. وسقف واحد ناب مناب الجمع.

قوله تعالى : (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) (٣٥).

وزخرفا ، فى نصبه وجهان.

أحدهما : أن يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره ، وجعلنا لهم زخرفا.

والثانى : أن يكون معطوفا على موضع قوله تعالى : (مِنْ فِضَّةٍ). وإن كل ذلك ، (إن) المخففة من الثقيلة ، وفى اسمها وجهان.

أحدهما : أن يكون (كل) اسمها إلا أنه لما خففت نقصت عن شبه الفعل ، فلم تعمل وارتفع ما بعدها بالابتداء على الأصل.

٣٥٣

والثانى أن يكون التقدير ، إنه كلّ ذلك. فحذفت اسمها وهو الهاء ، وخففت ، فارتفع (كل) ، بالابتداء. وكل ذلك ، خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر فى موضع رفع لأنه خبر (إن) وهذا ضعيف لتأخير اللام فى الخبر. وذهب الكوفيون إلى أن (إن) بمعنى (ما) و (لا) بمعنى (إلا) فى قراءة من شدّد الميم فى (لمّا) ، وتقديره ، ما كل ذلك إلّا متاع الحياة الدنيا. وزعم أبو على أن من شدّد كان من قوله تعالى :

(أَكْلاً لَمًّا)(١)

وأجرى الوصل مجرى الوقف ، وفيه ضعف. ومن خفف الميم فى (لما) كانت (ما) زائدة ، وتقديره ، إن كل ذلك لمتاع الحياة الدّنيا. وقيل : (ما) بمعنى الذى والعائد (٢) من الصلة محذوف ، وتقديره ، للذى هو متاع الحياة الدنيا.

قوله تعالى : (وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا) (٥٢).

أم ، ههنا منقطعة لأنه لو أراد المعادلة لقال : أم تبصرون ، لكنه أضرب عن الأول بقوله : أنا خير ، وكأنه قال : أنا خير منه ، لأنهم كانوا تابعوه على أنه خير منه ، فلما كان فيه معنى (أنا خير منه) ، لم تكن (أم) للمعادلة للهمزة. وزعم أبو زيد ، أنّ (أم) زائدة ، وليس بشئ.

قوله تعالى : (آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) (٥٨).

أم ههنا متصلة لأنها معادلة لهمزة الاستفهام. بمعنى (أى) وتقديره ، أيهما خير. كقولك : أزيد عندك أم عمرو. أى ، أيهما عندك.

قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) (٥٧).

مريم ، لا تنصرف للتعريف والعجمة ، وقيل ، للتعريف والتأنيث.

__________________

(١) ١٩ سورة الفجر.

(٢) (من العائد) فى أ.

٣٥٤

قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (٦٠).

من ، فيها وجهان. أحدهما : أن تكون بمعنى البدل ، وتقديره لو نشاء لجعلنا بدلا منكم. والثانى : أن تكون زائدة ، وتقديره ، لجعلناكم.

قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٨١).

إن ، فيها وجهان. أحدهما أن تكون شرطية ، وتقديره ، إن كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده ، على أنه لا ولد له. وقيل تقديره ، إن كان للرحمن ولد فأنا أوّل الآنفين. من قولهم : عبد يعبد عبدا ، إذا أنف. وقيل الشرط فى الآية ، على حد قول الرجل لصاحبه : إن كنت كاتبا فأنا حاسب. والمعنى لست بكاتب ، ولا أنا حاسب. والوجه الثانى : أن تكون (إن) بمعنى (ما) وتقديره ، ما كان للرحمن من ولد.

قوله تعالى : (وَقِيلِهِ يا رَبِّ) (٨٨).

يقرأ (قيله) بالنصب والرفع والجر.

فالنصب من أربعة أوجه. الأول : أن يكون منصوبا على المصدر ، وتقديره ، ويقول قيله. والثانى : أن يكون معطوفا على (سرهم ونجواهم) فى قوله تعالى :

(نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ).

والثالث : أن يكون معطوفا على معنى (وعنده علم الساعة) والمعنى ، ويعلم الساعة.

فكأنه قال : يعلم الساعة ويعلم قيله. والرابع : أن يكون منصوبا بالعطف على المفعول المحذوف ل (يكتبون) فى قوله تعالى :

(وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)

وتقديره يكتبون ذلك ويكتبون قيله.

والرفع من وجهين. أحدهما : أن يكون معطوفا على (علم) من قوله تعالى :

٣٥٥

(وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ)

أى : وعلم قيله ، فحذف المضاف. والثانى : أن يكون مبتدأ وخبره محذوف ، وتقديره ، وقيله يا ربّ مسموع.

والجر بالعطف على (الساعة) وتقديره وعنده علم الساعة وعلم قيله.

قوله تعالى : (وَقُلْ سَلامٌ) (٨٩).

سلام ، مرفوع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، أمرى سلام. أى ، مسالمة منكم ، وليس من السّلام بمعنى التحية ، وهذا منسوخ بآية السيف. وزعم الفراء : أنه مبتدأ وأن التقدير فيه ، سلام عليكم ، وهذا لا يستقيم ، لأنه لم يرد به الأمر بأن يبدأوا بالسلام ، وإنما بألا (١) يبدأوا به.

__________________

(١) (لا) ساقطة من أو نصها «وإنما بأن يبدأوا به».

٣٥٦

«غريب إعراب سورة الدّخان»

قوله تعالى : (أَمْراً مِنْ عِنْدِنا) (٥).

أمرا ، منصوب من ثلاثة أوجه. الأول : أن يكون منصوبا على الحال لأنه بمعنى (آمرين). والثانى : أن يكون منصوبا انتصاب المصدر. والثالث : أن يكون منصوبا بفعل مقدر ، وتقديره ، أعنى أمرا. وهو قول أبى العباس المبرد.

قوله تعالى : (رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) (٦).

رحمة ، منصوب من خمسة أوجه. الأول : أن يكون منصوبا لأنه مفعول له. أى ، للرحمة. وحذف مفعول (مرسلين). والثانى : أن يكون منصوبا لأنه مفعول (مرسلين) ، والمراد بالرحمة النبى عليه‌السلام. كما قال تعالى :

(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ).(١٠٧)

والثالث : أن يكون منصوبا على البدل من قوله : (أمرا) والرابع : أن يكون منصوبا على المصدر. والخامس أن يكون منصوبا على الحال ، وهو قول أبى الحسن الأخفش.

قوله تعالى : (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى) (١٣).

الذكرى ، فى موضع رفع لأنه مبتدأ. وأنى لهم ، خبره.

قوله تعالى : (رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٧).

__________________

(١٠٧) (١٠٧) سورة الأنبياء.

٣٥٧

يقرأ بالرفع والجر. فالرفع من وجهين ، أحدهما : أن يكون مرفوعا على أنه وصف (السميع العليم).

والثانى : على أنه خبر مبتدأ محذوف ، وتقديره ، هو رب السموات والأرض. والجر : على أنه بدل من (ربك).

قوله تعالى : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى) (١٦).

يوم ، منصوب على الظرف ، وفى العامل فيه وجهان. أحدهما : أن يكون العامل فيه فعلا مقدرا ، يدل عليه (منتقمون) ، وتقديره ، ننتقم يوم نبطش ، ولا يجوز أن يكون متعلقا بقوله تعالى :

(إِنَّا مُنْتَقِمُونَ)

لأن ما بعد (إن) لا يعمل فيما قبلها. والثانى : أن يكون العامل فيه :

(إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً).

وقيل هو منصوب لأن التقدير فيه : اذكر يا محمد يوم نبطش.

قوله تعالى : (أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ) (١٨).

أن فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر ، وتقديره ، وجاءهم رسول بأن أدوا. وعباد الله ، منصوب من وجهين. أحدهما : أن يكون منصوبا ب (أدوا).

والثانى : أن يكون منصوبا على النداء المضاف ، ومفعول (أدوا) محذوف ، وتقديره ، أدوا إلى أمركم يا عباد الله.

قوله تعالى : (وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) (١٩).

فى موضع نصب بالعطف على (أن) الأولى.

قوله تعالى : (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) (٢٠).

٣٥٨

أن ترجمون ، فى موضع نصب بتقدير حذف حرف الجر وتقديره ، من أن ترجمون.

قوله تعالى : (فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) (٢٢). أن ، تقرأ بفتح الهمزة وكسرها ، فمن قرأ بالفتح ، جعلها فى موضع نصب ب (دعا). ومن قرأ بالكسر ، فعلى تقدير ، قال. والتقدير ، فقال إنّ هؤلاء.

قوله تعالى : (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) (٢٤).

رهوا ، منصوب على الحال ، أى ، ساكنا حتى يحصلوا فيه ولا ينفروا عنه.

قوله تعالى : (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها) (٢٨).

الكاف ، فى موضعها وجهان.

أحدهما : أن يكون فى موضع رفع ، لأنها خبر مبتدأ محذوف وتقديره ، الأمر كذلك.

والثانى : أن يكون فى موضع نصب على الوصف لمصدر محذوف ، وتقديره ، يفعل فعلا كذلك بمن يريد إهلاكه.

قوله تعالى : (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ) (٣١).

من ، فيه وجهان.

أحدهما : أن يكون بدلا من (العذاب المهين) ، وتقديره ، من عذاب فرعون. فحذف المضاف.

والثانى : أن يكون حالا من (العذاب المهين) ، وتقديره ، كائنا من فرعون. فلا يكون فيه حذف مضاف.

قوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى) (٣٥).

٣٥٩

إن بمعنى (ما) كقوله تعالى :

(إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)(١)

وهى ، مبتدأ. وموتتنا ، خبره ، ولا يجوز أن تعمل (إن) ههنا فى لغة من أعملها ، لأنها بمنزلة (ما) ، لدخول (إلا) ، لأن (إلا) إذا دخلت على (ما) بطل عملها ، وإذا بطل عمل الأصيل بدخول (إلا) فلأن يبطل عمل الفرع أولى.

قوله تعالى : (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ) (٣٧).

الذين من قبلهم ، يجوز فى موضعه وجهان : الرفع والنصب. فالرفع من وجهين :

أحدهما : أن يكون مرفوعا لأنه مبتدأ ، وأهلكناهم ، خبره.

والثانى : أن يكون مرفوعا لأنه معطوف على (قوم تبع). والنصب : على أن يكون منصوبا بفعل مقدر دل عليه (أهلكناهم) وتقديره ، وأهلكنا الذين من قبلهم أهلكناهم.

قوله تعالى : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) (٤٠).

يوم ، منصوب لأنه اسم (إنّ). وميقاتهم ، خبرها. وأجمعين ، توكيد للضمير المجرور فى (ميقاتهم).

قوله تعالى : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً) (٤١).

يوم ، منصوب على البدل من (يوم) الأول.

قوله تعالى : (كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ) (٤٥).

يغلى ، يقرأ بالتاء والياء. فالتاء لتأنيث الجرة ، والياء لتذكير المهل.

__________________

(١) ٢٠ سورة الملك.

٣٦٠