الترجمان عن غريب القرآن

أبي المحاسن عبدالباقي بن عبدالمجيد القرشي اليماني

الترجمان عن غريب القرآن

المؤلف:

أبي المحاسن عبدالباقي بن عبدالمجيد القرشي اليماني


المحقق: الدكتور يحيى مراد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3996-7
الصفحات: ٢٤٠

سورة التكاثر

(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) : ألهاه وأقهاه : إذا شغله. والتكاثر : التباري في الكثرة والتباهي بها ، يقال : إن بني عبد مناف وبني سهم تفاخروا بكثرة المال والرجال ، فقالت بنو سهم : إن البغي أهلكنا في الجاهلية فعادونا بالأحياء والأموات فعادوهم فكثرتهم بنو سهم ، والمعنى : إنكم تكاثرتم بالأحياء حتى استوعبتموهم ثم صرتم إلى المقابر فتكاثرتم بالأموات ، عبر عن بلوغهم إلى عدد الموتى بالزيارة للمقابر ، والمعنى : ألهاكم ما لا يجدي عما يجدي من أمر الدين ، وقيل : ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وزرتم المقابر.

(كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) : الإنذار الثاني أبلغ ونظيره أن تقول للمنصوح أقول لك ثم أقول لك لا تفعل ، والمعنى سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما قدامكم من هول لقاء الله.

(عِلْمَ الْيَقِينِ) : ما يتحققه الإنسان ويستيقنه ، وعين اليقين رؤية اليقين والمراد بالرؤية : العلم.

(عَيْنَ الْيَقِينِ) : نفس اليقين وهو المشاهدة.

(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فإن قلت : ما النعيم المسئول عنه فما من أحد إلا وله نعيم؟ قلت : هو نعيم من عكف على لذاته البدنية غير ملتفت إلى تعلم علم ولا عمل ، ما من تمتع بنعم الله تعالى وأرزاقه التي خلقها لعباده وتقوى بها على دراسة العلم والقيام بالعمل ، وكان ناهضا بالشكر فهو من ذاك بمعزل.

٢٢١

سورة العصر

(وَالْعَصْرِ) : المراد صلاة العصر ولذلك فضلت وجعلت الوسطى على أحد التفاسير ولذلك جاء في الحديث : " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله".

(إِنَّ الْإِنْسانَ) الإنسان : هو الجنس المستغرق لأن كلا تخلفه ولذلك حسن الاستثناء.

(وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) : من توحيد الله بطاعته واتباع كتبه ورسله والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.

(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) : عن المعاصي والثبات على الطاعات.

٢٢٢

سورة الهمزة

(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) همزة : الكثير الهمز ، واللمز : الطعن ، والمراد الأخذ من أعراض الناس والغض منهم ، وهذه الصيغة تدل على أن ذلك عادة مستمرة له ونحوهما اللعنة والضحكة ، وقرئ الهمزة اللمزة بسكون الميم وهو الآتي بما يسخر منه ، قيل : نزلت في الأخنس بن شريق وكانت عادته الغيبة ، وقيل : في أمية بن خلف ، وقيل : في الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(وَعَدَّدَهُ) أي : جمع المال وضبط عدده. وقيل : عده على فك الإدغام والمعنى : عدده.

(أَخْلَدَهُ) أي : طول المال أمله.

(يَحْسَبُ) : أن المال تركه خالدا في الدنيا لا يموت.

(لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) : النبذ : الطرح. والحطمة : من أسماء طبقات النار ويقال للرجل الأكول : إنه الحطمة وقرئ : الحاطمة (١).

(الْأَفْئِدَةِ) : القلوب ، وخص الأفئدة لأنها مواطن الكفر والعقائد الفاسدة ومعنى اطلاع النار عليها أنها تعلوها.

(مُؤْصَدَةٌ) : مطبقة ، قال الشاعر :

تحن إلى أجبال مكة ناقتي

ومن دونها أبواب صنعاء مؤصدة

(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) : مثل المقاطر (٢) التي تقطر فيها اللصوص. اللهم أجرنا من النار يا خير مستجار.

__________________

(١) هي قراءة زيد بن علي.

(٢) المقاطر هي : خشب أو جذوع كبار فيها خروق يوضع فيها أرجل المحبوسين من اللصوص.

٢٢٣

سورة الفيل

(بِأَصْحابِ الْفِيلِ) : أبرهة الأشرم وجنوده ، وكان ملك صنعاء واليمن من قبل أصحمة ملك الحبشة ، بنى كنيسة بصنعاء وسماها القلّيس على وزن القبيط ، وأراد أن يصرف إليها الحاج ، فخرج من كنانة رجل من الحجاز إلى أن جاء صنعاء ودخلها ، فأحدث فيها ليلا ، فعلم الملك بذلك فغضب ، وقيل : إن جماعة من العرب أججت نارا فحملتها الريح فأحرقتها ، فحلف ليهد من الكعبة ، فخرج بالحبشة ومعه فيل اسمه محمود وهو في مقدم الفيلة التي كانت معه ، قيل : كان عددها اثني عشر فيلا ، وقيل : ثمانية ، وقيل : ألف ؛ فوجه أبرهة إلى مكة بالأفيلة وعساكره ، وكان كلما وجه الفيل إلى الحرم برك ، وإن وجه إلى اليمن سار ، فلما نزل أبرهة بحرم الله فلقيه عبد المطلب ، وعرض عليه ثلث أموال تهامة ويكرّ راجعا فامتنع وصمم على البغي ؛ فأرسل الله طيرا سودا ، وقيل : خضرا ، وقيل : بيضا مع كل طائر حجر في منقاره وحجران في رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة فرمتهم الطير بها ، وكان الحجر يقع على الرأس فيخرج من الدبر فهلكوا وخرجوا خائبين ، وأما أبرهة فتساقطت أنامله وآرابه وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه.

(فِي تَضْلِيلٍ) : في تضييع وإبطال ، قال الله تعالى : (وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) [غافر : ٢٥] ومنه سمي امرؤ القيس الملك الضليل ؛ لأنه ضلل ملك أبيه أي : ضيعه ، ووجه الكيد هاهنا أنهم كادوا البيت أولا ببناء الكنيسة ثم أرادوا أن يصرفوا الحاج إليها فضلل كيدهم بإيقاع الحريق فيها ، وكادوه ثانيا بإرادة هدمه فضلّل بإرسال الطير عليهم.

(أَبابِيلَ) : جماعة الواحد إبالة وقيل : لا واحد له من لفظه مثل : عبابيد وشماطيط.

(سِجِّيلٍ) : علم لديوان أعمالهم كأنه قيل بحجارة من حملة العذاب المكتوب المدون ، واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال ؛ لأن العذاب موصوف بذلك ، وقيل : السجيل طين مطبوخ كما يطبخ الآجر ، وقيل : هو معرب.

(كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) العصف : ورق الزرع إذا أكلته الدواب ، وقيل : هو التبن إذا أكلته الدواب وراثته ، ولكنه جاء على آداب القرآن كقوله تعالى : (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) [المائدة : ٧٥] ويحتمل أن يراد بالعصف المأكول أنه أكل حبه فبقى صفرا. والله تعالى أعلم.

٢٢٤

سورة قريش

(لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) تقول : ألفت المكان أولفه إيلافا إذا ألفته فأنا مؤلف ، ويقال : ألفت المكان أولفه إلافا ، فصار صورة أفعل وفاعل في الماضي واحد ، وقرئ لإلاف قريش أي : لمؤالفة قريش ، واختلف في اللام بما ذا تتعلق؟ فقيل : تتعلق بقوله تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا) لإيلافهم على معنى أن الله تعالى أنعم عليهم نعما لا تحصى فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة ، وقيل : المعنى اعجبوا لإيلاف قريش ، وقيل : متعلقة بما قبله أي : فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش ، قال جار الله : وهذه بمنزلة التضمين في الشعر وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله تعلقا لا يصح إلا به ، وهما في مصحف أبيّ سورة واحدة بلا فصل ، وكانت لقريش رحلتان : رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام وكانوا في رحلتيهم آمنين لأنهم أهل حرم الله وولاة بيته فلا يتعرض لهم.

وقرأ أبو جعفر (١) لإلف قريش وقد جمعها من قال (٢) :

زعمتم أن إخوتكم قريش

لهم إلف وليس لكم إلاف

وقرأ عكرمة : " ليألف قريش إلفهم رحلة الشتاء والصيف".

وقريش ولد النضر بن كنانة سموا بتصغير القرش وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن وينشد قول من قال :

وقريش هي تسكن البحر

بها سميت قريش قريشا

والتصغير للتعظيم ، وقيل : من القرش الذي هو الكسب لأنهم كانوا كسابين بتجاراتهم وضربهم في البلاد.

وقرئ رحلة بكسر الراء وضمها. وهي الجهة التي يرحل إليها ، والمراد بالجوع : جدب نزل بقريش حتى أكلت الجيف والعظام المحرقة.

(خَوْفٍ) والمراد بالخوف : قيل : الخوف من أهل الفيل ، وقيل : الأمن من التخطف ، ومن بدع التفاسير : آمنهم من خوف أن تكون الخلافة في غيرهم.

__________________

(١) الصواب أن ابن عامر فهو الذي قرأ لئلاف ، أما أبا جعفر فقرأ : ليلاف.

(٢) البيت لمساور بن قيس.

٢٢٥

سورة الماعون

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) قرئ أرأيت بحذف الهمزة وليس بمختار (١) لأن حذفها مختص بالمضارع ولم يصح عن العرب ريت ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أول الكلام ونحوه ما سمع من قول الشاعر :

صاح هل ريت أو سمعت براع

ردّ في الضرع ما قرى في الحلاب

والدين : هاهنا الجزاء.

(يَدُعُّ الْيَتِيمَ) : يدفعه دفعا عنيفا بجفوة وأذى.

(وَلا يَحُضُ) : لا يبعث.

(الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) المراد بالسهو : قلة المبالاة بها حتى يفوت وقتها ولا يصلونها (٢) ، أو يصلونها على غير وضعها من غير خشوع وإخبات ، بل العبث باللحية والثياب وكثرة التثاؤب والالتفات ؛ لا يدري كم صلى ولا ما قرأ.

(يُراؤُنَ) : فإن قلت : ما معنى المراءاة؟ قلت : هي مفاعلة من الإراءة لأن المرائي يرى الناس عمله وهم يرونه الثناء عليه والإعجاب من أعماله.

(وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) : ما يتعاوره الناس في العادة من الفأس والقدر والمقدحة والقربة والصحفة ، وعن عائشة : الماء والملح والنار.

__________________

(١) قوله : وليس بمختار كلام خطأ ، لأنها من القراءات السبع المتواترة عن الكسائي.

(٢) المراد بالسهو في الصلاة : تأخيرها عن وقتها لحديث سعد بن أبي وقاص ، يرفعه بعضهم ، وقال الحاكم والبيهقي : وقفه أصح.

٢٢٦

سورة الكوثر

(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) : وفي قراءة : إنا أنطيناك (١) ، والكوثر : اسم النهر الذي في الجنة ، وفوعل من صيغ الكثرة قال الشاعر (٢) :

وأنت كثير يا ابن مروان طيب

وكان أبوك ابن العقائل كوثرا

وفي الحديث : " أنه نهر في الجنة وعدنيه ربي فيه خير كثير" (٣) وروي في صفته : أنه أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء ، وفسره سعيد بن جبير بالخير الكثير.

(وَانْحَرْ) : نحر البدن بمنى ، وقيل : صلاة العيد والتضحية ، وعن عطية : أنها صلاة الفجر بجمع ، والنحر بمنى.

(الْأَبْتَرُ) : في الأصل المقطوع الذنب ثم استعير هاهنا لمن لا عقب له.

__________________

(١) هي قراءة الحسن وطلحة وابن محيصن والزعفراني ، وهي قراءة مروية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٢) هو الكميت بن زيد الهاشمي.

(٣) روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : " أتدرون ما الكوثر؟ قلنا الله ورسوله أعلم ، قال : نهر وعدنيه ربي ، عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم".

٢٢٧

سورة الكافرون

(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) المخاطبون كفرة مخصوصون قد علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون ، روي أن رهطا من قريش قالوا : يا محمد هلم فاتبع ديننا ونتبع دينك ؛ تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة ، فقال : معاذ الله أن أشرك بالله ، قالوا : فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك فنزلت.

فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقام على رءوسهم فقرأها عليهم فأيسوا.

(لا أَعْبُدُ) : في المستقبل ما تعبدونه ؛ لأن لا النافية تختص بالمستقبل ، ولا أنتم فاعلون العبادة المطلوبة منكم من عبادة إلهي.

(وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) : في الزمن الماضي ، ولم يعرف مني عبادة صنم في الجاهلية فكيف يرجى مني في الإسلام.

(وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) : في الحال.

(وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) : فيما مضى ، وجاء على" ما" دون من لأن المراد الصفة ، كأنه قال : لا أعبد الباطل ولا تعبدون الحق ، وقيل : إن" ما" مصدرية ، أي : لا أعبد عبادتكم ولا تعبدون عبادتي.

(لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) أي : لكم شرككم ، ولي توحيدي والآية منسوخة بآية السيف.

٢٢٨

سورة النصر

(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) النصر : الإظهار والإعانة على العدو ، ومنه : نصر الله الأرض أغاثها ، والفتح : فتح البلاد والمعنى : نصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على العرب ، والفتح : فتح مكة والإخبار بذلك قبل وقوعه من إعلام النبوة ، وكان فتح مكة لعشر مضين من شهر رمضان المبارك سنة ثمان من الهجرة ، وكان معه عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وطوائف العرب ، وأقام بها خمس عشرة ليلة ثم خرج إلى هوازن وحنين ولما رجع من ذلك وقف بباب الكعبة فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، ثم قال : يا كل مكة ما ذا ترون أني صانع بكم؟ قالوا : خيرا أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء ، فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد كان الله أمكنه من رقابهم عنوة.

(فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) أي : جماعات ، وقد كانوا يدخلون في الإسلام قبل ذلك واحدا واحدا ، فلما ظهر لهم الحال وتبين لهم الصبح لذي عينين دخل الناس قبائل فقبائل.

(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ) : عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكثر قبل موته من قول : " سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك" ، والأمر بالاستغفار مع التسبيح تكميل الأمر بما هو قوام الدين من الجمع بين الطاعة والاحتراس من المعصية. روي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما تلاها على أصحابه استبشروا وبكى العباس فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : " ما يبكيك يا عم" فقال : نعيت إليك نفسك ، فقال : " إنها لكما تقول" فعاش بعدها سنتين لم ير فيهما ضاحكا. ولذلك تسمى هذه السورة سورة التوديع.

(تَوَّاباً) : من صيغ المبالغة أي : كثير الإنابة ، أي : كان في الأزمنة الماضية منذ خلق المكلفين توابا عليهم إذا استغفروا ، فعلى كل مستغفر أن يتوقع مثل ذلك.

٢٢٩

سورة أبي لهب" وهي سورة المسد"

(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) التباب : الهلاك والخسران ، ومن أمثالهم : " أشابّة أم تابّة" أي : هالكة من الهرم والتعجيز ، والمعنى هلكت يداه ، لأنه فيما يروى أخذ حجرا ليرمي به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويحتمل أنه عنى باليدين عن ذاته كلها كقوله تعالى : (بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) [الحج : ١٠].

(وَتَبَ) أي : حصل ذلك ووقع ، وذلك كقول من قال : (١)

جزاني جزاه الله شر جزائه

جزاء الكلاب العاديات وقد فعل

وتدل عليه قراءة ابن مسعود : " وقد تب" ، وروي أنه لما نزل : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء : ٢١٤] رقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الصفا ، وقال : يا صباحاه ، فاستجمع إليه الناس من كل أوب فقال : " يا بني عبد المطلب يا بني فهر إن أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقي؟ " قالوا : نعم ، قال : " فإني نذير لكم بين يدي الساعة" ، فقال أبو لهب : تبا لك ألهذا دعوتنا؟ فنزلت. فإن قلت : لم كناه والتكنية تكرمة؟ قلت : فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن يكون مشتهرا بالكنية دون الاسم ، فقد يكون الرجل مشهورا بأحدهما ولذلك تجري الكنية على الاسم أو الاسم على الكنية عطف بيان ، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء وأن تبقى سمة له ذكر الأشهر من علميه ، ويؤيد ذلك قراءة من قرأ : يدا أبو لهب كما قيل : علي بن أبو طالب ومعاوية بن أبو سفيان ؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع ، والثاني : أن اسمه عبد العزى فعدل عنه إلى كنيته ، والثالث : أنه لما كان من أهل النار ومآله إلى نار ذات لهب وافقت حاله كنيته فكان جديرا بأن يذكر بها ، ويقال : أبو لهب كما يقال : أبو الشر للشرير ، وأبو الخير للخير ، وقيل : كني بذلك لتلهب وجنتيه وإشراقهما.

وقرئ : أبي لهب (٢) بسكون الهاء وهو من باب تغيير الأعلام.

(وَما كَسَبَ) : يحتمل ما يكسبه من ربح ماله ، أو ما يوجده من ولده فإن الولد من كسب أبيه ، ويحتمل التالد والطارف من ماله.

__________________

(١) البيت للنابغة.

(٢) وهي قراءة مجاهد وحميد وابن محيصن وابن كثير من القراء السبعة.

٢٣٠

(سَيَصْلى) : قرئ بفتح الياء وضمها (١) ، والسين للوعيد الكائن لا محالة وإن تراخى وقته.

(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) : هي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان ، وكانت تحمل في ظلام الليل الشوك وترميه في طريق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : حمل الحطب كناية عن المشي بالنميمة ، يقال للنمام : حمال الحطب ، والمعنى يوقد النائرة ، قال الشاعر :

من البيض لم تصطد على ظهر لأمة

ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب

(فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) : الجيد : العنق ، والمسد : ما يفتل فتلا جيدا من ليف أو غيره.

وقرئ : حمالة (٢) بالنصب على الذم ، والمعنى : أنها تحمل تلك الحزمة من الشوك وتربطها في جيدها كما يفعل الحطابون تخسيسا لحالها وتحقيرا لها وتصويرا لها بصورة بعض الحطابات لتمتعض من ذلك ويمتعض بعلها وهما في بيت العز والشرف.

وعيّر بعض الناس الفضل بن العباس بن عتيبة بن أبي لهب فقال له : يا ابن حمالة الحطب فقال :

ما ذا أردت إلى شتمي ومنقصتي

أما ما تعير من حمالة الحطب

غراء شادخة في المجد عرتها

كانت سليلة شيخ ثاقب الحسب

ويحتمل أن يكون المعنى : أن حالها تكون في نار جهنم على الصورة التي كانت عليها في الدنيا ، وأن الحزمة من الحطب تكون نارا ، أو أن الحبل سلاسل من نار.

__________________

(١) قرأ الجمهور بفتح الياء ، وقرأ الأعمش بضمها.

(٢) هي قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي ، وقرأ أبو قلابة" حاملة الحطب".

٢٣١

سورة الإخلاص

(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) : هو : ضمير الشأن والجملة مفسرة كقولك : هو زيد منطلق وعن ابن عباس قال : " قالت قريش : يا محمد صف لنا ربك الذي تدعونا إليه ، فنزلت". قلت : وهذا مشكل من جهة العربية لأن من حق ضمير الشأن أن لا يعود على مذكور لا لفظا ولا معنى (١).

(اللهُ الصَّمَدُ) الصمد : الذي يصمد إليه في الحوائج وهو فعل بمعنى مفعول والمعنى : هو الله الذي تعرفونه وتقرون بأنه خالق السماوات والأرض (٢).

(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) : حتى لا يجانس مخلوقه.

(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) : قرئ بضم الكاف والفاء ، وبضم الكاف وكسرها مع سكون الفاء (٣) والمعنى : مكاف له في جميع صفاته تعالى الله علوا كبيرا ، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، قلت : ولنذكر كلاما مفيدا يتعلق ب (أَحَدٌ) :

اعلم أن أحدا على قسمين ، : قسم يستعمل في الأعداد كقولك : أحد وعشرون وأحد وثلاثون ؛ فهذا همزته منقلبة عن واو لأنه من وحد فهو واحد ؛ ويصرف فيقال : توحد مثل توكل وقل إبدال الهمزة من الواو المفتوحة ، وإنما جاء في أناة في معنى وناة ، وأما إبدال الهمزة من الواو المكسورة فكثير مثل وسادة ، ووشاح فقالوا : إسادة وإشاح إلى غير ذلك.

ومؤنث أحد : إحدى وأصلها وحدى ، وأما القسم الثاني : فهو الذي للاستغراق ولا يستعمل إلا في النفي ويستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث وهمزته أصلية. قال الله تعالى : (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) [الأحزاب : ٣٢] وقال تعالى : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) [الحاقة : ٤٧] ولا تستعمل في

__________________

(١) أخرج الإمام أحمد في المسند والبخاري في تاريخه والترمذي في سننه وابن عاصم في السنة والحاكم وصححه عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا محمد أنسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

(٢) عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : هو المستغني عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد.

(٣) قراءة حفص دون همز ، وقرأ حمزة ويعقوب وخلف بإسكان الفاء مهموزا ، وقرأ سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس : كفاء.

٢٣٢

الإيجاب وتختص بمن يعقل ، فإن قلت : فقد جاء في الإيجاب ألا ترى إلى قول الشاعر العربي :

لقد ظهرت فلا تخفى على أحد

إلا على أحد لا يعرف القمران

أما الأول فعلى بابه من الاستغراق والنفي ، وأما الثاني فمخالف للقاعدة ، فالجواب إنما جاز لكونه محكيّا أو لكونه قد تقدمه نفي ، قال ابن السراج : نظيره أن يقول القائل : " ما في الدار أحد" فيقول مجيب له : بل أحد تريد واحدا ، وكذلك الذي في قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) هو أيضا بمعنى واحد ، وقد جاء به النابغة على أصله فقال :

كأن رحلي وقد زال النهار بنا

بذي الجليل على مستأنس وحد

والمستعمل في العدد جاء مجموعا جمع السلامة قال :

وقد رجعوا لحي واحدينا

وقد ثني في قول الشاعر :

فلما التقينا واحدين علوته

والهمزة التي فيه للتأنيث وأصلها وحدى ووزنها فعلى.

٢٣٣

سورة الفلق

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) الفلق : الصبح ، ويقال له : الفرق أيضا ، لأن الليل يفلق عنه ، وفلق بمعنى : مفلوق ، ويقال في المثل : هو أبين من فلق الصبح ومن فرق الصبح ، وقيل : كل ما يفلقه الله كالأرض عن النبات والجبال عن العيون والسحاب عن المطر والأرحام عن الأولاد والحب والنوى وغير ذلك ، وقيل : هو واد في جهنم.

(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) أي : من شر مخلوقاته ، وشرور المخلوقين تختلف أما شر الإنسان فمعلوم كالقتل والضرب وما إليه ، والعدوان والظلم وغير ذلك ، وأما غير الإنسان فكالنهش واللدغ والعض وما يصدر من الوحوش والسباع والحشرات وما وضعه الله تعالى في الجمادات من أنواع الضرر كالإحراق والإغراق.

(وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) الغاسق : الليل إذا اعتكر ظلامه ومنه غسقت العين إذا امتلأت دمعا ، وغسقت الجراحة : امتلأت دما ، ووقوبه : دخول ظلامه ومنه وقبت الشمس إذا غابت ، وقيل المراد بالغاسق إذا وقب : القمر إذا امتلأ نورا ووقب ، ووقوبه دخوله في الكسوف (١) ، ويجوز أن يراد بالغاسق : الأسود من الحيات ووقبه : ضربه ونقبه ، والوقب : النقب ومنه وقبة الثريد.

(وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) : يجوز أن يراد : النساء أو النفوس أو الجماعات السواحر اللائي يعقدن عقدا في خيط وينفثن عليها ويرقين (٢).

والنفث : النفخ مع ريق

(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) والمعنى : إذا أظهره ، وإن لم يظهره فلا يعود ضرره على المحسود وإنما هو الضار لنفسه لاغتمامه بسرور غيره.

__________________

(١) روى الترمذي عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نظر إلى القمر ، فقال : " يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا ، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب".

(٢) قال ابن زيد : كن من اليهود ، وقيل : هن بنات لبيد بن الأعصم.

٢٣٤

سورة الناس

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ) : هما عطفا بيان ، وزاد بإله ما يحسم به مادة الاشتراك ، لأنه قد يقال لغيره

رب الناس كقوله : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) [التوبة : ٣١] وأما إله الناس فخاص لا يشركه فيه أحد فجعل غاية للبيان.

(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) اسم بمعنى : الوسوسة كالزلزال بمعنى : الزلزلة ، وأما المصدر فبالكسر ، والمراد بالوسواس : الشيطان سمي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه لأنها صنعته التي هو عليها عاكف ، والوسوسة : صوت خفي أو أريد به ذو الوسواس ، ويجوز أن يراد بالوسوسة : وسوسة الحلي.

والخناس : الذي من عادته أن يخنس ، منسوب إلى الخنوس وهو الرجوع.

(مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) : بيان للموسوس ، وهما ضربان : إنسي وجني ، كما قال تعالى : (شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) [الأنعام : ١١٢].

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا

والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وآله وصحبه أجمعين

حسبنا الله ونعم الوكيل

٢٣٥
٢٣٦

الفهرس

المقدمة......................................................................... ٣

بحث مختصر حول غريب القرآن وأهميته............................................. ٤

سورة البقرة.................................................................... ١٧

سورة آل عمران................................................................ ٢٦

سورة النساء................................................................... ٣٠

سورة المائدة................................................................... ٣٥

سورة الأنعام................................................................... ٤٠

سورة الأعراف................................................................. ٤٦

سورة الأنفال.................................................................. ٥٢

سورة التوبة.................................................................... ٥٥

سورة يونس................................................................... ٦٠

سورة هود..................................................................... ٦٣

سورة يوسف.................................................................. ٦٥

سورة الرعد.................................................................... ٧١

سورة إبراهيم.................................................................. ٧٣

سورة الحجر................................................................... ٧٤

سورة النحل................................................................... ٧٦

سورة الإسراء.................................................................. ٨٠

سورة الكهف.................................................................. ٨٤

سورة مريم..................................................................... ٨٨

سورة طه...................................................................... ٩٠

سورة الأنبياء.................................................................. ٩٤

سورة الحج.................................................................... ٩٧

سورة المؤمنون................................................................ ١٠٠

سورة النور................................................................... ١٠٢

سورة الفرقان................................................................. ١٠٦

سورة الشعراء................................................................ ١٠٧

سورة النمل.................................................................. ١١١

سورة القصص............................................................... ١١٣

سورة العنكبوت.............................................................. ١١٥

٢٣٧

سورة الروم.................................................................. ١١٦

سورة لقمان................................................................. ١١٧

سورة السجدة............................................................... ١١٩

سورة الأحزاب............................................................... ١٢٠

سورة سبأ................................................................... ١٢٢

سورة فاطر.................................................................. ١٢٤

سورة يس................................................................... ١٢٥

سورة الصافات............................................................... ١٢٧

سورة ص.................................................................... ١٣٠

سورة الزمر.................................................................. ١٣٢

سورة المؤمن "غافر"........................................................... ١٣٤

سورة فصلت................................................................ ١٣٥

سورة الشورى................................................................ ١٣٦

سورة الزخرف................................................................ ١٣٧

سورة الدخان................................................................ ١٣٩

سورة الجاثية................................................................. ١٤٠

سورة الأحقاف.............................................................. ١٤١

سورة القتال (سورة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ)................................. ١٤٢

سورة الفتح.................................................................. ١٤٤

سورة الحجرات............................................................... ١٤٦

سورة ق..................................................................... ١٤٧

سورة الذاريات............................................................... ١٤٩

سورة والطور................................................................. ١٥٠

سورة والنجم................................................................. ١٥٢

سورة القمر.................................................................. ١٥٥

سورة الرحمن ـ عزوجل......................................................... ١٥٦

سورة الواقعة................................................................. ١٥٨

سورة الحديد................................................................. ١٦٠

سورة المجادلة................................................................. ١٦١

سورة الحشر................................................................. ١٦٢

سورة الممتحنة................................................................ ١٦٣

سورة الصف................................................................. ١٦٤

٢٣٨

سورة الجمعة................................................................. ١٦٥

سورة المنافقون............................................................... ١٦٦

سورة التغابن................................................................. ١٦٧

سورة الطلاق................................................................ ١٦٨

سورة التحريم................................................................ ١٦٩

سورة الملك.................................................................. ١٧٠

سورة ن..................................................................... ١٧٢

سورة الحاقة.................................................................. ١٧٥

سورة المعارج................................................................. ١٧٨

سورة نوح................................................................... ١٨٠

سورة الجن................................................................... ١٨٢

سورة المزمل.................................................................. ١٨٤

سورة المدثر.................................................................. ١٨٦

سورة القيامة................................................................. ١٨٨

سورة الدهر................................................................. ١٩٠

سورة المرسلات............................................................... ١٩٢

سورة النبأ................................................................... ١٩٣

سورة النازعات............................................................... ١٩٥

سورة عبس.................................................................. ١٩٧

سورة التكوير................................................................ ١٩٩

سورة الانفطار............................................................... ٢٠١

سورة المطففين............................................................... ٢٠٢

سورة الانشقاق.............................................................. ٢٠٣

سورة البروج................................................................. ٢٠٤

سورة الطارق................................................................. ٢٠٥

سورة الأعلى................................................................. ٢٠٦

سورة الغاشية................................................................ ٢٠٧

سورة الفجر................................................................. ٢٠٩

سورة البلد................................................................... ٢١١

سورة الشمس................................................................ ٢١٢

سورة الليل.................................................................. ٢١٣

سورة الضحى................................................................ ٢١٤

٢٣٩

سورة ألم نشرح............................................................... ٢١٥

سورة التين.................................................................. ٢١٦

سورة العلق.................................................................. ٢١٧

سورة القدر.................................................................. ٢١٨

سورة القيمة "البينة".......................................................... ٢١٩

سورة الزلزلة.................................................................. ٢٢٠

سورة العاديات............................................................... ٢٢١

سورة القارعة................................................................. ٢٢٢

سورة التكاثر................................................................ ٢٢٣

سورة العصر................................................................. ٢٢٤

سورة الهمزة.................................................................. ٢٢٥

سورة الفيل.................................................................. ٢٢٦

سورة قريش.................................................................. ٢٢٨

سورة الماعون................................................................. ٢٢٩

سورة الكوثر................................................................. ٢٣٠

سورة الكافرون............................................................... ٢٣١

سورة النصر................................................................. ٢٣٢

سورة أبي لهب "وهي سورة المسد"............................................... ٢٣٣

سورة الإخلاص.............................................................. ٢٣٥

سورة الفلق.................................................................. ٢٣٧

سورة الناس.................................................................. ٢٣٨

الفهرس..................................................................... ٢٣٧

٢٤٠