الترجمان عن غريب القرآن

أبي المحاسن عبدالباقي بن عبدالمجيد القرشي اليماني

الترجمان عن غريب القرآن

المؤلف:

أبي المحاسن عبدالباقي بن عبدالمجيد القرشي اليماني


المحقق: الدكتور يحيى مراد
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3996-7
الصفحات: ٢٤٠

سورة الجن

(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ) يقال : أوحي إليه ووحي إليه ، وقرئ : ووحي وأصله وحي فقلبت الواو همزة كما يقال : وعد وأذن ومثله : أقتت في وقتت وهو من القلب المطلق جوازه في كل واو مضمومة وكذا المكسورة كإشاح ، وإسادة ، وإعاء أخيه ، وقرأ ابن أبي عبلة : وحى على الأصل (١).

(أَنَّهُ اسْتَمَعَ) : بالفتح على أنه فاعل أوحي.

(إِنَّا سَمِعْنا) : بالكسر لأنه مبتدأ محكى بعد القول ثم يحمل عليهما البواقي.

(نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) : جماعة ما بين الثلاثة إلى العشرة.

(عَجَباً) أي : عجيبا.

(جَدُّ رَبِّنا) : عظمته ، من قولك : جد فلان في عيني ، أي : عظم ، استعارة من الجد وهو الحظ.

(شَطَطاً) : مجاوزة الحد في الظلم وغيره.

(لِبَداً) : مزدحمين متراكمين مأخوذ من لبدة الأسد ، وقرئ لبد وهي في معنى اللبدة. وقرئ لبّدا كساجد وسجّدا ، ولبدا مثل صابر وصبر.

(مُلْتَحَداً) : ملجأ.

(فَزادُوهُمْ رَهَقاً) الرهق : غشيان المحارم ، والمعنى : أن الإنس باستعاذتهم زادوهم كفرا وكبرا. والمعنى : أن الرجل من العرب كان إذا أمسى في واد قفر وخاف على نفسه قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فإذا سمعوا بذلك استكبروا وقالوا : سدنا الأنس والجن فذلك رهقهم.

(لَمَسْنَا) اللمس : المس واستعير للطلب قال الشاعر :

مسسنا من الآباء شيئا وكلنا

إلى نسب في قومه غير واضع

__________________

(١) روى الأزهري عن أبي زيد في قوله : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ) من أوحيت ، قال : وناس من العرب يقولون : وحيت إليه ووحيت له وأوحيت له وأوحيت إليه وله قال : وقرأ جؤية الأسدي : قل أحي إلي ، من حيت ، وفي روح المعاني : " وقرأ ابن أبي عبلة وحى إلي بلا همزة ومنه قال العجاج : وحى لها القرار فاستقرت. وحيت أحي وحيا ، وأوحيت إليه أوحي إيحاء إذا أشرت إليه وأومأت".

١٨١

يقال : لمسه والتمسه وتلمّسه مثل : طلبه وتطلبه وأطلبه ونحوه الجسّ.

(حَرَساً) الحرس : اسم مفرد في معنى الحراس كالخدم في معنى الخدام.

(رَصَداً) : الرصد مثل الحراس اسم جمع للراصد ، ويجوز أن يكون صفة للشهاب.

(قِدَداً) أي : طرقا متفرقة من قد الشيء إذا قطعه ، شبه الطرق باختلافها كاختلاف السيور المقدودة.

(وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) : الجائرون وقد تقدم.

(وَأَنَّا ظَنَنَّا) : الظن هاهنا بمعنى : اليقين.

(غَدَقاً) أي : كثيرا. بكسر الدال وفتحها.

(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) : لنختبرهم فيه. ويحتمل : لو استمر الجن على طريقتهم الأولى التي كانوا عليها قبل الإسلام لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين لهم.

(نسلكه) قرئ بفتح النون وضمها ، والياء. أي : ندخله عذابا ، والتقدير : في عذاب كقوله : (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) [المدثر : ٤٢].

(صَعَداً) : مصدر صعد صعدا وصعودا.

(وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ) معناه : يعبده ، وحسن ذكر العبودية دون الرسول لإظهار التواضع والخضوع.

١٨٢

سورة المزمل

(الْمُزَّمِّلُ) المتزمل ، وهو الذي يلتف في ثيابه بإدغام التاء في الزاي ، ونحوه : المدثر في المتدثر ، وقرئ المتزمل على الأصل ، وقرئ المزمّل على أنه اسم مفعول. قال جار الله : أراد بالمزمل الكناية عن الشخص الذي لا يهمه أمر ومن أمثالهم :

أوردها سعد وسعد مشتمل

ما هكذا تورد يا سعد الإبل

ومن ذلك قول ذي الرمة :

وكائن تخطت ناقتي من مفازة

ومن نائم عن ليلها متزمل

وللمفسرين فيها أقوال (١).

(تَرْتِيلاً) : قراءة على تؤدة ، وتبيين حروفه وإشباع حركاته حتى يجيء المتلو منه شبيها بالثغر المرتل وهو المفلج المشبه بنور الأقحوان.

(قَوْلاً ثَقِيلاً) : وصف القرآن بالثقل لما تضمن من الأوامر والنواهي ، ولا يخفى ما في ذلك من المشقة وقيل : ثقيل في الميزان ، وقيل : ثقيل على المنافقين.

(ناشِئَةَ اللَّيْلِ) : هي العبادة التي حثت العابد على ارتفاعه من مضجعه ، من نشأت السحابة إذا ارتفعت ونشأ من مكانه ونشز أي : نهض.

(أَشَدُّ وَطْئاً) أي : مواطأة ، لأن القلب يواطئ فيها اللسان. بسكون الليل بخلاف النهار.

(سَبْحاً طَوِيلاً) أي : متصرّفا.

(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) أي : انقطع إليه.

(هَجْراً جَمِيلاً) أي : يجانبهم بقلبه ويخالطهم بالأعضاء والمداراة.

(وَذَرْنِي) : اتركني.

(أَنْكالاً) : قيودا.

(مَهِيلاً) : منتثرا.

__________________

(١) هذا الكلام لا يليق بمقام النبوة ، والصحيح من أقوال أهل العلم : أن المزمل ليس من أسمائه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإنما هو مشتق من حالته التي كان عليها وقت نزول الوحي عليه ، وهذا نظير قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي وقد نام ولصق بجنبه التراب : " قم أبا تراب" إشعارا بأنه ملاطف له ، فقوله : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) فيه تأنيس وملاطفة.

١٨٣

(وَبِيلاً) الوبيل : الوخيم ، والوبيل : العصا الضخمة ، ومنه الوابل للمطر العظيم.

(يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً) : يحتمل أن يكون مفعول به ، ويحتمل للظرفية.

(السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) أي : ذات انفطار.

(يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ) : يريد بهم المجاهدين والتجار. وسوى بينهما لأن المقصد طلب الحلال.

١٨٤

سورة المدثر

(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) : هو لابس الدثار ؛ وهو ما فوق الشعار ، لأنه الذي يلي الشعار ، ومنه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : " الأنصار شعار ، والناس دثار" قيل : إنها أول سورة نزلت ، وعن جابر (١) وعن الزهري أن أول سورة نزلت اقرأ.

(وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) قيل : نقها من النجاسات ، وقيل : قصّر لمخالفة العرب وقيل : أمر بتطهير النفس (٢) من قولهم : " فلان طاهر الأردان والجيب" ، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب وفلان دنس الثياب كناية عن الغدر.

(وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) : المعنى لا تعط مستكثرا لما تعطيه.

(فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) : نفخ في الصور.

(وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) : يجوز أن يكون حالا من" الله" على معنيين ، أحدهما : ذرني وحدي معه فأنا أنتقم منه ، والثاني : خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد ، أو حال من المخلوق أي : خلقته وحيدا فريدا لا مال له ، قيل نزلت في الوليد بن المغيرة. وكان يلقب في قومه بالوحيد. ولعله لقب بعد نزول الآية.

(مالاً مَمْدُوداً) : مبسوطا ، واختلف في كميته ، فقيل : ألف مثقال ، وقيل أربعة آلاف وقيل : تسعة ، وقيل : ألف ألف ، وعن ابن جريج : " غلة شهر بشهر".

(وَبَنِينَ شُهُوداً) قيل : كانوا عشرة ، وقيل ثلاثة عشر كلهم رجال ، قيل أسماؤهم الوليد بن الوليد وخالد ، وعمارة ، وهشام ، والعاص ، وقيس ، وعبد شمس ، أسلم منهم ثلاثة خالد وهشام وعمارة.

__________________

(١) روى البخاري عن جابر أنه كان يقول : أول شيء نزل من القرآن (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) وروى البخاري ومسلم عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي ، فقال في حديثه : " فبينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء ، فرفعت رأسي ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه رعبا ، فرجعت فقلت : زملوني زملوني فدثروني ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)" ويقتضي هذا الحديث أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله : " فإذا الملك الذي جاء بحراء" وهو جبريل أتاه بقوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ...) ثم إنه حصل بعد ذلك فترة ، ثم نزل الملك بعدها.

(٢) وهو قول قتادة ومجاهد وإبراهيم والضحاك والشعبي والزهري ، وقال ابن عباس : لا تلبسها على معصية ولا قذر ، والعرب تقول في وصف الرجل بالصدق والوفاء : طاهر الثياب ، وتقول للفاجر والغادر : دنس الثياب.

١٨٥

(عَنِيداً) : معاندا والعناد : المخالفة.

(سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) : سأغشيه عقبة شاقة المصعد ؛ وهو مثل لما يلقى من العذاب الشاق وقيل : " الصعود" جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا.

(إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ) : فكر في قولهم : ما ذا تقول في القرآن ، وقدّر في نفسه ما يقوله.

(فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ) : تعجيب من تقديره وإصابته المحز. ومعنى قول القائل" قتله الله ما أشجعه ، وأخزاه الله ما أشعره" يريدون بذلك أنه قد بلغ المبلغ الذي يحسد عليه ويدعى عليه. روي أن الوليد بن المغيرة قال لبني مخزوم : " لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا الجن. إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلى .. فقالت قريش : صبأ والله الوليد".

(ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ) : بسر الرجل وجهه إذا كلح.

(لَوَّاحَةٌ) التلويح : تغير الوجه. تقول : لوّحته الشمس إذا غيرته ، وقيل : اشتقاقه من اللوح بضم اللام وهو ما بين السماء والأرض.

(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) الخوض : الشروع في الباطل وما لا ينبغي.

(حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) : قرئ بكسر الفاء وفتحها (١) ؛ وهي الشديدة النفار.

(فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) قيل : المراد الرماة الذين يصيدونها ، وقيل : الأسد وجمع القسورة : قساور ، واشتقاقه من القسر وهو القهر والغلبة ، وقيل : القسورة أصوات الناس ، وقيل : ظلمة الليل.

(كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) : الضمير في" إنه" ، " ذكره" يعودان إلى التذكرة.

(كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) : وإنما ذكر حملا على معنى الذكر أو القرآن.

(هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) أي : هو أهل أن يتقى وأهل أن يغفر لمن اتقاه.

__________________

(١) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء ، والباقون بكسرها.

١٨٦

سورة القيامة

(لا أُقْسِمُ) : إدخال لا النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم قال امرؤ القيس :

لا وأبيك ابنة العامري

لا يدعي القوم أني أفر

وفائدتها : توكيد القسم ، وقالوا : إنها صلة مثل قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [الحديد : ٢٩] واعترض هذا القول بأن زيادتها لا تقع إلا في وسط الكلام ، وقيل : لا نفي لكلام تقدم ثم قال : أقسم ، وقرئ لأقسم على أن اللام للابتداء (١) ، وأقسم خبر مبتدأ محذوف معناه لأنا أقسم ويعضده كونه في الإمام بغير ألف.

(بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) : هي التي تلوم النفوس يوم القيامة على تقصيرهن أو التي تلوم نفسها على التقصير.

(نُسَوِّيَ بَنانَهُ) أي : أصابعه بضم السّلاميات مع صغرها بعضها إلى بعض فكيف بالعظام الكبار.

(لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) : ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان.

وعن سعيد بن جبير : يقدم الذنب ويؤخر التوبة إلى أن يغشاه الموت على أشر أحواله.

(بَرِقَ الْبَصَرُ) : تحير فزعا وأصله من برق الرجل إذا نظر إلى البرق فدهش بصره بكسر الراء ، وقرئ برق بفتح الراء (٢) من البريق إذا شخص ولمعت عينه من شدة الشخوص وقرأ أبو السّمال بلق إذا انفتح وانفرج من بلق الباب وأبلقته إذا فتحته.

(وَخَسَفَ الْقَمَرُ) : ذهب ضوؤه.

(كَلَّا لا وَزَرَ) أي : ملجأ.

(بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) أي : حجة بينة.

(وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ) أي : جاء بكل معذرة.

__________________

(١) قرأ ابن كثير والحسن والزهري وابن هرمز : " لأقسم".

(٢) قرأ نافع وأبو جعفر : برق بفتح الراء.

١٨٧

(ناضِرَةٌ) : ناعمة.

(باسِرَةٌ) : كالحة.

(فاقِرَةٌ) : داهية تكسر فقار الظهر ، والمعاذير ليست جمع معذرة لأن جمعها معاذر وإنما المعاذير اسم جمع لها كالمناكير في المنكر.

(بَلَغَتِ التَّراقِيَ) التراقي : عظام الصدر واحدها ترقوة والضمير للنفس وإن لم يجر لها ذكر ، وحسن ذكر التراقي.

(وَقِيلَ مَنْ راقٍ) أي : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.

(يَتَمَطَّى) : يتبختر وأصله يتمطط أي : يتمدد مأخوذ من المطا وهو الظهر لأنه يلويه.

١٨٨

سورة الدهر

(هَلْ) : بمعنى قد في الاستفهام خاصة ، والأصل : أهل والتقدير : قد على جهة التقرير والتقريب.

سائل فوارس يربوع بشدتنا

أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم

(مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) قيل : اختلاط الماءين وقيل : عروق النطفة ، وقيل أمشاج ألوان وأطوار يريد أنها تكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ، ويقال من نطفة مشج ، والجمع أمشاج هذا رأي الجوهري. وقال جار الله : أمشاج ليس بجمع وهو مثل برمة أعشار فوصف المفرد بالمفرد ، ومشج ومزج بمعنى.

(كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) أي : منتشرا بالغا أقصى المبالغ من استطار الحريق ، واستطار الفجر.

(عَلى حُبِّهِ) أي : حب الطعام ، وقيل : على حب الله.

(عَبُوساً قَمْطَرِيراً) : القمطرير : الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه.

قال الزجاج : اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها وزمت بأنفها فاشتقه من القطر وجعل الميم مزيدة.

قال أسد بن ناعصة :

واصطليت الحروب في كل يوم

باسل الشر قمطرير الصباح

(وَلا زَمْهَرِيراً) : هو البرد الشديد ، وقيل : هو القمر ، يعني أن الجنة لا شمس فيها ولا قمر.

قال طائي :

وليلة ظلامها قد اعتكر

قطعتها والزمهرير ما زهر

(وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) التذليل : أن تجعل ذللا لا تمتنع على قطافها كيف شاءوا ، ويجوز أن يراد أنها خاضعة لهم متقاصرة من قولهم : حائط ذليل إذا كان قصيرا.

(وَأَكْوابٍ) الأكواب : كيزان بلا عروة.

(سَلْسَبِيلاً) : هو صفة لما كان في غاية السلاسة.

(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَ) : ثم بمعنى : هناك.

(وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) الأسر : الربط والتوثيق ، ومنه أسر الرجل إذا أوثق بالقد ، وهو الإسار.

١٨٩

سورة المرسلات

(وَالْمُرْسَلاتِ) فيها أقوال ، قيل : الملائكة ، وقيل : الرياح ، وقيل : السحاب.

(عُرْفاً) : متتابعة مأخوذ من عرف الضبع ، وما بعد ذلك من الناشرات والفارقات والملقيات يرجع إلى ما تقدم.

(عُذْراً أَوْ نُذْراً) : هما مصدران كالكفر والشكر.

(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) : محيت.

(فُرِجَتْ) : فتحت.

(نُسِفَتْ) قال الجوهري : نسفت البناء قلعته ، ونسف البعير الكلأ ينسفه إذا اقتلعه بأصله ونسف الطعام : نقضه ، والمنسف : ما ينسف به الطعام.

(الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) وقرئ : وقتت ، وقرئ بالتشديد والتخفيف فيها ، والأصل الواو ، ومعنى توقيت الرسل : تبيين وقتها الذي يحضرون فيه للشهادة على أمرهم.

(كِفاتاً) : الكفات من كفتّ الشيء إذا ضممته وجمعته وهو اسم ما يكفت كقولهم : الجماع والضمام لما يضم ويجمع.

(إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) : الظل هاهنا الدخان ولعظمه يتشعب ثلاث شعب.

(كَالْقَصْرِ) : قيل : أراد به البناء المعروف ، وقيل أراد به الغليظ من الشجر ، الواحدة : قصرة ، نحو : جمرة وجمر ، وقرئ كالقصر بفتحتين ، وهي أعناق الإبل أو أعناق النخل نحو : شجرة وشجر.

(كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) جمالات : جمع جمال أو جمالة ، وجمالة جمع جمل ، وقرئ : جمالات بالضم وهي قلوس (١) الجسور ، وقيل : قلوس سفن البحر ؛ وهي الجبال الغلاظ ، وفسر صفر بتفسيرين أحدهما : صفر ، والثاني : سود.

__________________

(١) قلوس : جمع قلس ، وهو حبل ضخم من ليف وخوص ، وقيل : هو حبل غليظ من حبال السفن.

١٩٠

سورة النبأ

(عَمَ) : أصله عما ، دخل عليه حرف الجر فحذف ألف ما الاستفهامية لأن حرف الجر الداخل على ما الاستفهامية يحذفها. فعلى ذلك عم ، وعلام ، وحتّام.

وقرئ عما (١) وهي لغة القوم قال حسان :

على ما قام يشتمني لئيم

كخنزير تمرغ في رماد

والمعنى عن أي شيء يتساءلون ، قيل القرآن ، وقيل نبوة محمد عليه‌السلام.

(مِهاداً) : فراشا ، وقرئ : مهدا (٢) والمعنى : ممهودا فيكون بمعنى الخلق والضرب.

(سُباتاً) : موتا ، والمسبوت : الميت من السبت وهو القطع لأنه مقطوع عن الحركة بالنوم ، وقيل السبات : الراحة.

(الْمُعْصِراتِ) : هي السحاب والمعنى : إذا عصرت أي : شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر كقولهم : " أجزّ الزرع" إذا حان له أن يجز ، ومنه أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض.

(ثَجَّاجاً) : منصبا بكثرة ، يقال ثجه وثج بنفسه.

(أَلْفافاً) : ملتفة لا واحد لها وقيل : الواحد لفّ وأنشد عليه :

جنة لف وعيش غدق

وندامى كلهم بيض زهر

وقيل : إن واحده لفاء ثم جمع على لف ثم جمع على ألفاف.

(مَآباً) : مرجعا.

(لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) : اللّبث ، واللّبث ، واللّبث : الإقامة.

أحقابا : جمع حقب ، ولا يكاد يستعمل إلا حيث يراد تتابع الأزمنة ، وقيل : هو ثمانون سنة.

(وَغَسَّاقاً) الغسّاق : وهو ما يغسق أي : يسيل من صديدهم.

(جَزاءً وِفاقاً) : وصف المصدر أي : ذا وفاق.

(كِذَّاباً) : تكذيبا.

__________________

(١) هي قراءة عبد الله وأبي وعكرمة وعيسى بإثبات الألف.

(٢) هي قراءة مجاهد وعيسى.

١٩١

(مَفازاً) : موضع فوز.

(وَكَواعِبَ أَتْراباً) الكاعب : التي استدار كالفلكة ثديها. والأتراب : اللّذات.

(وَكَأْساً دِهاقاً) أي : مترعة ، وأدهق الحوض ملأه.

(لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً) أي : لا يملكون التكلم بين يديه فما ظنك بمن عدلهم.

١٩٢

سورة النازعات

(وَالنَّازِعاتِ) اختلف في النازعات فقال قوم : أقسم بالملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد ، وكذا الناشطات التي تنشطها من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها ، وبالطوائف التي تسبح في مضيها أي : تسرع فتسبق إلى ما أمروا به من تدبير أمر العباد.

(غَرْقاً) وغرقا : إغراقا في النزع أي : تنزعها من أقاصي الأجساد من أناملها وأظفارها. وقيل : أقسم بخيل الغزاة التي تنزع في أعنتها نزعا تغرق فيه الأعنة لطول أعناقها لأنها عراب.

(وَالنَّاشِطاتِ) وناشطات : خارجات في دار الإسلام إلى دار الحرب من قولهم : ثور ناشط إذا خرج من مكان إلى مكان ، والتي تسبح في جريها فتسبق إلى الغاية فتدبر أمر الغلبة وأسند التدبير إليها لأنها من أسبابه ، وقيل المراد بالنازعات : النجوم التي تنزع من المشرق إلى المغرب وإغراقها في النزع أن تقطع الفلك كله حتى تنحط في أقصى المغرب والتي تخرج من برج إلى برج والتي تسبح في الفلك فتسبق فتدبر أمرا من علم الحساب ، وقيل النازعات : أي في نزع القوس بإغراق السهام ، والمقسم عليه محذوف وهو لتبعثن. لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة.

(الرَّاجِفَةُ) : الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال ، وهي النفخة الأولى.

(الرَّادِفَةُ) : النفخة الثانية.

(واجِفَةٌ) : مضطربة.

(أَبْصارُها) أي : أبصار أصحاب القلوب.

(لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) يقال : رجع فلان في حافرته أي : في طريقه التي جاء فيها. بمشيه وينشد :

أحافرة على صلع وشيب

معاذ الله من سفه وعار

يريد رجوعا إلى الحالة الأولى.

(نَخِرَةً) يقال : نخر العظم فهو نخر وناخر كقولك : طمع فهو طمع وطامع

١٩٣

وفعل أبلغ من فاعل ؛ وهو البالي الأجوف الذي تمر فيه الريح فيسمع له نخير.

(كَرَّةٌ) : رجعة.

(خاسِرَةٌ) : غير مربحة.

(زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) : وهي الصيحة الثانية فإذا هم أحياء على وجه الأرض.

(فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) : الأرض البيضاء.

(الْآيَةَ الْكُبْرى) : العصا ، وذكر الكبرى بالنسبة إلى الآيات التسع وقد تقدم ذكرها.

(فَحَشَرَ فَنادى) : يحتمل أنه باشر النداء ، ويحتمل أنه أمر.

(نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) : إشارة إلى الكلمتين الفظيعتين أولاهما : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) [القصص : ٣٨] والآخرة هذه.

(سَمْكَها) : ارتفاعها.

(وَأَغْطَشَ) : أظلم يتعدى ولا يتعدى ؛ يقال : أغطش الليل ، وأغطش الله الليل.

(دَحاها) : بسطها ، والدحو : البسط.

(وَمَرْعاها) أصله : موضع الرعي فأطلقه على ما يرعى مجازا.

(مَتاعاً) المتاع : ما يتمتع به.

(الطَّامَّةُ الْكُبْرى) : الداهية التي تطمّ على الدواهي من قولهم : طم الوادي على القرى وقيل : النفخة الثانية.

(الْمَأْوى) : المكان الذي يأوي إليه الشخص أي : يسكن إليه.

(أَيَّانَ مُرْساها) : ظرف يستفهم به عن الزمان المستقبل وفيه كسر الهمزة.

١٩٤

سورة عبس

(عَبَسَ) يعبس عبوسا : قطب وجهه مثل كلح ، وقرئ عبّس بالتشديد.

(أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) يريد به : عبد الله بن أم مكتوم ، وأم مكتوم أم أبيه ، واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري ، من بني عامر بن لؤي جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده صناديد قريش ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرض عليهم الإسلام ، وكانوا : عتبة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبا جهل ابن هشام ، والعباس بن عبد المطلب ، وأمية بن خلف ، والوليد بن المغيرة. ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منصب إليهم فوقف ابن أم مكتوم ، وقال يا رسول الله : أقرئني وعلمني مما علمك الله ، واختار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يقطع كلامه رجاء أن يسلم منهم أحد فيسلم بإسلامه خلق كثير فعبّس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجهه فنزلت وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا وجده يقول له : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي. هل لك من حاجة؟ واستخلفه في المدينة مرتين.

(تَصَدَّى) : تتعرض ، وقيل تصدى مشتق من الصدى ، وهو عود الصوت أي مجاوبة.

(تَلَهَّى) يقال : لهى عنه والتهى وتلهى إذا تشاغل عنه.

(بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) قيل : القراء ، وقيل : أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل : الكتبة الذين يسفرون الأوراق أي ينسخونها.

(قُتِلَ الْإِنْسانُ) : دعاء عليه وهي من أشنع دعواتهم لأن القتل قصارى شدائد الدنيا.

(ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) اختلف في السبيل فقيل : بطن أمه ، وقيل : سبيل الخير والشر بتقديره وتمكينه.

(فَأَقْبَرَهُ) : جعله صاحب قبر ولم يجعله مطروحا على وجه الأرض جزرا للسباع والطير كسائر الحيوان ، يقال : قبر الميت إذا قبره وأقبره إذا اتخذه له قبرا.

(وَقَضْباً) القضب : الرطبة لأنه يقضب مرة بعد أخرى.

(وَحَدائِقَ) : جمع حديقة وهي : البستان.

(غُلْباً) : متكاثفة الشجر كما يقال : ضخمة والأصل في الوصف بالغلب للرقاب فاستعير.

١٩٥

(وَأَبًّا) والأبّ : المرعى لأنه يؤبّ أي : يؤم وينتجع.

قال الشاعر :

جذمنا قيس ونجد دارنا

ولنا الأب به والمكرع

(الصَّاخَّةُ) : النفخة وعبر عنها بالصاخة مجازا لأن الناس يصخون أي : يصغون.

(تَرْهَقُها) : تعلوها.

(قَتَرَةٌ) : غبرة كالدخان ، ولا يرى أوحش من اجتماع السواد والغبرة كما يرى في وجوه الزنج.

١٩٦

سورة التكوير

(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) في التكوير وجهان : أحدهما : من كورت العمامة إذا لففتها. أي : يلف ضوؤها لفا فيذهب ضوؤها ، والثاني : عبر بالتكوير عن لفها ، ولفها عبارة عن سترها لأن الثوب إذا أريد لفه لف وطوى.

(وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ) أي : انقضت.

(وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ) : جمع عشراء ؛ وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة وهي أنفس ما تكون عند أهلها ، ومعنى عطلت : تركت مهملة ، وقيل : عطلها أهلها عن الحلب والصر لاشتغالهم بأنفسهم.

(حُشِرَتْ) : جمعت من كل ناحية.

(سُجِّرَتْ) : ملئت كما يسجر التنور بالحطب.

(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) قيل : نفوس المؤمنين بالحور ، ونفوس الكافرين بالشياطين (١).

(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) الوأد : قتل البنات ودفنهن في التراب ، وكان هذا في الجاهلية ومنعه صعصعة بن ناجية.

وفي ذلك يقول الفرزدق يفتخر بذلك :

ومنا الذي منع الوائدات

فأحيا الوئيد فلم توأد

(كُشِطَتْ) : كشفت وأزيلت كما يكشط الإهاب عن الذبيحة ، وقرأ ابن مسعود : قشطت ، واعتقاب القاف والكاف كثير في كلامهم ، يقال : لبكت الثريد ولبقته ، والكافور ، والقافور.

(سُعِّرَتْ) : إذا أوقدت إيقادا شديدا.

(أُزْلِفَتْ) أدنيت قيل هذه اثنا عشرة خصلة ؛ ست منها في الدنيا ، وست منها في الآخرة.

(بِالْخُنَّسِ) : الرواجع ، بينا ترى النجم في آخر البرج اذكر راجعا إلى أوله.

(الْجَوارِ الْكُنَّسِ) والجواري : السيارة ، والكنس : الغيب من كنس الوحش إذا

__________________

(١) عن النعمان بن بشير : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) قال : " يقرن كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون بعمله".

١٩٧

دخل كناسته وقيل : هي الدراري الخمسة : بهرام وزحل ، وعطارد ، والزهرة والمشترى تجري مع الشمس وترجع حتى تختفي تحت ضوء الشمس فخنوسها رجوعها فلا يطلع نهارا وتكنس ليلا أي : تبدو في أبراجها كما يبدو الوحش في بيته.

(وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) يقال : عسعس وسعسع إذا أدبر ، قال العجاج :

حتى إذا الصبح لها تنفسا

وانجاب عنها ليلها وعسعسا

وقيل عسعس : إذا أقبل بظلامه وهو من الأضداد.

(وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) فإن قيل : ما معنى تنفس الصبح؟ قلت : إذا أقبل الصبح أقبل بإقباله روح ونسيم ، فجعل ذلك تنفسا على سبيل المجاز.

(إِنَّهُ) : الضمير للقرآن ، والرسول الكريم جبريل مطاع في ملائكته المقربين يصدرون عن أمره ويرجعون إلى رأيه ، وثمّ بمعنى : هناك.

(وَلَقَدْ رَآهُ) والمعنى : لقد رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جبريل.

(بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) : مطلع الشمس الأعلى.

(بظنين) : قرئ بالظاء فيكون من التهمة ، وبالضاد فيكون من البخل (١).

(وَما هُوَ) : الضمير عائد إلى القرآن.

(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) : استضلال لهم كما يقال لتارك الجادة اعتسافا أو ذهابا في بنيات الطريق : أين تذهب؟ مثلت حالهم بحالة تركهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل.

__________________

(١) قرأ بالظاء المعجمة ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ، والباقون بالضاد.

١٩٨

سورة الانفطار

(انْفَطَرَتْ) : انشقت.

(فُجِّرَتْ) : اختلط العذب بالملح وزال البرزخ.

(بُعْثِرَتْ) : أخرجت موتاها ، ويقال : بحثرت ، وهما مركبان من البعث والبحث مع راء مضمومة إليها ، وقيل لها المبعثرة : لأنها بعثرت أسرار المنافقين.

(ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) : ما حملك على الغرة حتى حصل التقصير.

(فَسَوَّاكَ) : جعلك سويّا سالم الأعضاء.

(فَعَدَلَكَ) : صيرك معتدل القامة ، وخصك بهذه الخلقة دون سائر الحيوانات.

(فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) : ما مزيدة.

(يَوْمَ الدِّينِ) : يوم الجزاء.

١٩٩

سورة المطففين

(وَيْلٌ) الويل كلمة تقال ويراد بها : العذاب.

(لِلْمُطَفِّفِينَ) التطفيف : البخس في الكيل والوزن ؛ لأن ما يبخس شيء طفيف حقير ، فنزلت في قوم بالمدينة كانوا من أبخس الناس كيلا ووزنا. وقيل : نزلت في رجل يقال له : أبو جهينة كان معه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر.

(لَفِي سِجِّينٍ) : هو كتاب جامع ، هو ديوان الشر ، دوّن الله تعالى فيه أعمال الشياطين وأعمال الكفرة والفسقة من الجن والإنس.

(مَرْقُومٌ) : مسطور بين الكتابة أو معلم يعلم من رآه أنه لا خير فيه.

(كَلَّا بَلْ رانَ) : بمعنى : ركبها الصدى وغلب عليها حتى اسودت. ومنه قولهم ران فيه النوم : رسخ فيه ورانت به الخمر ذهبت به.

(عِلِّيُّونَ) : علم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما عليه الملائكة وصلحاء الثقلين منقول من جمع عليّ كما سجين منقول من السجن.

(عَلَى الْأَرائِكِ) : الأسرة في الحجال.

(مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ) الرحيق : الشراب الخالص من الغش ، المختوم : الذي ختم بالمسك أي : يجعل ذلك في أكوابه وأباريقه.

(مِنْ تَسْنِيمٍ) : علم لعين بعينها سميت بالتسنيم الذي هو مصدر سنمه إذا رفعه إما لأنها أرفع شراب في الجنة ، وإما لأنها تأتيهم من فوق ، على ما روي أنها تجري في الهواء مسنمة فتصب في أوانيهم ، وعينا نصب على المدح. وقال الزجاج : نصب على الحال.

(يَتَغامَزُونَ) الغمز بالعيون أي : يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم.

٢٠٠