الموسوعة القرآنيّة المتخصصة

أ. د. محمود حمدي زقزوق

الموسوعة القرآنيّة المتخصصة

المؤلف:

أ. د. محمود حمدي زقزوق


الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٩٠٢

أى التعبير عن معناه بكلام آخر من لغة أخرى مع الوفاء بجميع مقاصده ومعانيه ، كأن الكلام فيها قد نقل من لغته الأولى إلى اللغة الثانية ، مع أن الواقع ونفس الأمر يشهدان بأن الكلام نفسه لا ينقل من لغته بحال (٨).

وعلى ذلك فيمكننا أن نعرف الترجمة فى هذا العرف العام بأنها عبارة عن : التعبير عن معنى كلام فى لغة بكلام آخر من لغة أخرى مع الوفاء بجميع معانيه ومقاصده.

فكلمة : «التعبير» جنس وما بعده من القيود فصل.

وقولنا : «عن معنى كلام» يخرج به التعبير عن المعنى القائم بالنفس حين يخرج فى صورة اللفظ أول مرة.

وقولنا : «بكلام آخر» يخرج به التعبير عن المعنى بالكلام الأول نفسه ، ولو تكرر ألف مرة.

وقولنا : «من لغة أخرى» يخرج به التفسير بلغة الأصل ، ويخرج به ـ أيضا ـ التعبير بمرادف مكان مرادفه ، أو بكلام بدل آخر مساو له على وجه لا تفسير فيه ، واللغة واحدة فى الجميع.

وقولنا : «مع الوفاء بجميع معانيه ومقاصده» يخرج به تفسير الكلام بلغة غير لغته ، فإن التفسير لا يشترط فيه الوفاء بكل معانى الأصل المفسر ومقاصده ، بل يكفى فيه البيان ولو من وجه (٩).

وقد عرفت الترجمة ـ أيضا ـ اصطلاحا بأنها (١٠) : نقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى عن طريق التدرج من الكلمات الجزئية إلى الجمل والمعانى الكلية وهذا التعريف يحتوى على عنصرين :

الأول : أن الترجمة عبارة عن نقل للكلام ، فبينما يكون الكلام فى لغة من اللغات يتحول ـ بواسطة الترجمة ـ إلى لغة أخرى.

الثانى : أن الترجمة تتم عن طريق التدرج من الكلمات الجزئية إلى الجمل والمعانى الكلية ، فإن هذا العنصر يدل على شرط استيفاء الترجمة للكلام المترجم ، فلا بد من ترجمة المفردات واحدة واحدة ، والملاءمة بينها وبين المعنى الأصلى للكلام.

والنتيجة المنطقية لهذا التعريف (١١) : أن الترجمة لا بدّ فيها من نقل الكلام من لغة إلى لغة أخرى مع الوفاء بجميع مقاصده ومعانيه كأنك نقلت الكلام نفسه من لغته الأولى إلى لغته الثانية.

فيفهم الناس من الترجمة أنها كالأصل ذاته تقوم مقامه فى كل ما هو مقصود به ،

٨٦١

فإذا ترجم كتاب فى الرياضيات إلى لغة أخرى فإن الترجمة تقوم مقام الأصل فيما هو مقصود به تماما من علوم رياضية ، وكذا الأمر فى سائر العلوم ، حتى إذا ما وصلت الترجمة إلى أيدى الناس اعتقدوا ـ عرفا واصطلاحا ـ أن ما بين أيديهم يتضمن ما فى الكتاب الأصلى تماما ولكنه باللغة التى يفهمونها.

فالترجمة لغة إن كانت تشمل المعانى الأربعة المتقدمة لكنها عرفا تنحصر فى النوع الرابع وهو نقل الكلام من لغة إلى أخرى مع اقتناع الناس بأن الكلام المنقول هو الكلام الأصلى تماما بتمام دون زيادة ولا نقصان.

هيئة التحرير

٨٦٢

٢ ـ أقسام الترجمة

تنقسم الترجمة إلى قسمين (١٢) : ترجمة حرفية ، وأخرى تفسيرية.

فالترجمة الحرفية :

هى نقل الكلمات واحدة واحدة دون نظر إلى المعنى ، أى تستبدل كل كلمة بما يقابلها من اللغة الثانية ، فهى التى تراعى فيها محاكاة الأصل فى نظمه وترتيبه.

وهذه الترجمة متعذرة ومستحيلة ؛ لأنه لا يوجد فى اللغات مفردات تقابل بعضها بعضا ، وإن وجد فإنه يختلف طريقة ترتيب الكلام من لغة إلى أخرى.

وهذا النوع يسميه البعض ترجمة لفظية ، وآخرون يسمونه ترجمة مساوية.

والترجمة التفسيرية :

هى نقل الكلمات واحدة واحدة مع النظر إلى المعنى.

فهى التى لا تراعى فيها تلك المحاكاة أى محاكاة الأصل فى نظمه وترتيبه ، بل المهم فيها حسن تصوير المعانى والأغراض كاملة ، ولهذا قد تسمى ـ أيضا ـ بالترجمة المعنوية.

وعليه فيتضح أنها كالترجمة الحرفية فى نقل الكلمات واحدة واحدة ، ولكن الاختلاف إنما يتأتى فى النظر إلى المعنى هنا دون مراعاة له فى الترجمة الحرفية.

مثال (١٣) :

على الفرض بإمكان الترجمة فلنضرب مثالا عليها فى آية من الكتاب الكريم ، وهو قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ...) (١٤).

فإنك إذا أردت ترجمتها ترجمة حرفية أتيت بما يقابل كلماتها من اللغة الثانية فأتيت بما يقابل قوله : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) وبما يقابل قوله : (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ) وقوله : (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) ولكن هذا الأسلوب من التعبير قد لا يفهمه من ترجم الكلام إلى لغته فيتساءل ما معنى :

(لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ)؟ وما معنى : (وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ)؟ فيخفى المعنى عليه.

وإذا أردت ترجمتها ترجمة تفسيرية أو معنوية قلت : لرزقوا من كل جهة ، ودللت

٨٦٣

بكلامك على أن من يقيم أحكام الله ـ سبحانه وتعالى ـ يرزقه الله من كل جانب.

فأنت بالترجمة التفسيرية لهذه الآية حينما خفيت عليك ترجمة المفردات ترجمت المعنى المراد.

هذا تقسيم إجمالى للترجمة ، لكن هناك تقسيما تفصيليا لها حدّده بعضهم فى هذه الأنواع (١٥) :

النوع الأول : الترجمة اللفظية المثلية ، وهى : إبدال لفظ بلفظ آخر يرادفه فى المعنى مع الاحتفاظ بما للمبدل منه من الدلائل القريبة والبعيدة ، والدلائل الأصلية والتبعية ، وبما له من ميزات متعددة.

وهذا النوع محال ليس فى استطاعة الثقلين باتفاق العلماء ؛ لأن التعبير عن لفظ منه بلفظ آخر ، ولو كان عربيا يماثله فى المعانى مدعاة للسخافة ودلالة على الجهل ، ومدعيه معاند (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (١٦) وإذا كان هذا النوع محالا فلا يتصور البحث فى جوازه من عدمه ؛ لأن البحث فى هذا فرع عن إمكانه وهو غير متصور.

النوع الثانى : الترجمة اللفظية بدون المثل ، وهى : إبدال لفظ بلفظ آخر يرادفه فى المعنى الإجمالى أو فى المعنى القريب بصرف النظر عن المعانى التبعية والبعيدة عن الخصائص والمزايا.

وهذا النوع ممكن على وجه الإجمال بالقدر المستطاع فى بعض الألفاظ دون بعض ، وفى بعض اللغات دون بعض ، لكنها تكون ساذجة ولا تسلم من الخطأ والبعد عن المراد.

وهو نوع يسمى عند الفقهاء ـ أيضا ـ بالترجمة الحرفية والترجمة المساوية.

النوع الثالث : الترجمة التفسيرية ، وهى ترجمة تفسير من التفاسير التى ألفها العلماء باللغة العربية إلى لغة أخرى.

وهذا النوع محل جواز إذا اقتصرت الترجمة على كلام المفسر نفسه ، ولم تتناول كلام الله تعالى ، فإن تناولته كان الحكم فيها المنع والحرمة.

وعلى ذلك فالترجمة تعتبر ترجمة لكلام فلان لا لكلام الله تعالى.

النوع الرابع : ترجمة المعانى ، أى : بيان معانى القرآن بلغة أخرى ، وهذه الترجمة تشمل الأنواع الثلاثة المتقدمة.

٨٦٤

فقد يأتى المترجم من أول الأمر فيفهم المعنى من اللفظ ثم يعبر عنه بلفظ آخر من لغة أخرى يدل عليه ، وقد يفهم الآية جملة ويعبر عنها بألفاظ أخرى أجنبية تؤدى هذا المعنى ، وقد يأتى لأحد التفاسير المعروفة فيترجمه إلى لغة أخرى.

خواص الترجمة وشروطها (١٧) : للترجمة خواص وشروط لا بدّ وأن تتوفر فيها وتتسم بها ، ومن أبرزها :

١ ـ لا بدّ من وفائها بمعانى الأصل جميعها ومقاصده على وجه مرض.

٢ ـ أن تكون صيغتها مستقلة عن الأصل ، بحيث يمكن الاستغناء بها عنه.

٣ ـ معرفة المترجم لأوضاع اللغتين : لغة الأصل ولغة الترجمة ، وكذا معرفته لأساليبها وخصائصها.

وتفترق الترجمة عن التفسير بفروق أبرزها (١٨) :

١ ـ استقلال الترجمة عن الأصل وحلولها محله ، خلافا للتفسير.

٢ ـ الترجمة لا استطراد فيها ، خلافا للتفسير كما لا يخفى.

٣ ـ الترجمة لا بدّ وأن تفى بالغرض كاملا خلافا للتفسير ، فيكتفى فيه بمجرد الإيضاح.

٤ ـ كمال الاطمئنان بالترجمة ، خلافا للتفسير ؛ لاحتمال الإيجاز فيه ، والتفسير بطبيعته قائمة فيه الاحتمالات.

تتمة (١٩) :

تجدر الإشارة إلى أن الترجمة لا بدّ وأن يراعى فيها الإحاطة بمعانى الأصل المترجم كلها.

والقرآن الكريم ـ فضلا عن الكلام مطلقا ـ لا بدّ وأن يحتوى على ضربين من المعانى ، هما : المعانى الأولية ، والمعانى الثانوية ، أو المعانى الأصلية ، والمعانى التابعة.

فالمعنى الأولى لأى كلام بليغ ، هو : ما يستفاد من هذا الكلام ومن أى صيغة تؤديه سواه ، ولو كان ذلك بلغة أخرى ، ففي قولنا :

«حاتم جواد» حكمنا بالجود على حاتم ، ونسبة الجود لحاتم معنى أولى يمكن أن نعبر عنه بأى صيغة.

وسمى معنى أوليّا ؛ لأنه أول ما يفهم من اللفظ ، وأصليّا ؛ لأنه ثابت ثبات الأصول لا يختلف باختلاف المتكلمين ولا المخاطبين ولا لغات التخاطب.

أما المعنى الثانوى أو التابع ، فهو :

ما يستفاد من الكلام زائدا على معناه الأولى.

وسمى ثانويا ؛ لأنه متأخر فى فهمه عن ذلك ، وسمى تابعا ؛ لأنه أشبه بقيد فيه ، والقيد تابع للمقيد ، أو لأنه يتغير بتغير

٨٦٥

التوابع ، فيختلف باختلاف أحوال المخاطبين ، وباختلاف مقدرة المتكلمين ، والألسنة واللغات.

مثال على ذلك :

الجملة السابقة : «حاتم جواد» استفدنا منها معنى أوليا أصليا وهو نسبة الجود إلى حاتم ، لكن هذا المعنى نستطيع أن نعبر عنه بعبارات مختلفة ، فإذا أردت أن تخبر عن حاتم بالجود قلت : «جاد حاتم» فى مخاطبة خالى الذهن من هذا الخبر ، وقلت : «حاتم جواد» إذا كنت تخاطب شاكا مترددا ، وقلت :

«إن حاتما جواد» إذا كنت تخاطب منكرا غير مسرف فى إنكاره ، وقلت : «والله إن حاتما لجواد» إذا خاطبت مسرفا فى الإنكار ... إلى آخر أوجه الخطاب.

فالمعنى الأولى زيدت عليه خصوصيات مختلفة ومزايا متغايرة بتغاير هذه الأمثلة ، وهذه الاعتبارات المختلفة هى مناط بلاغة الكلام والمتكلم ، والقرآن الكريم بلغ الغاية فى البلاغة.

هيئة التحرير

٨٦٦

٣ ـ الحاجة إلى الترجمة

الناظر إلى القرآن الكريم يجده عالمى المقصد شاملا للزمان والمكان ، وعالميته إنما تستمد ـ أصلا ـ من عالمية الإسلام وشموله وكونه الرسالة الخاتمة التى جاءت لتهدى الناس وتخرجهم من عبادة بعضهم وهواهم ودنياهم إلى عبادة ربهم ـ سبحانه وتعالى ـ.

وقد نزل القرآن ـ دستور هذه الأمة المحمدية ـ باللغة العربية ، وكثيرا ما وقف حاجز اللغة حائلا كبيرا بين الإسلام وأهله وأهل اللغات الأخرى ؛ فكانت الحاجة ملحّة والضرورة قصوى فى أن ينحو المسلمون منحى يبلّغون به ويدعون غيرهم من أهل الملل والنحل الأخرى إلى الإسلام ، وذلك يكون بكثير من الوسائل من أهمها : ترجمة معانى القرآن إلى اللغات الأخرى حتى يتحقق الهدف والغاية منه.

وأهل القرآن إنما ندبوا إلى ذلك ؛ لأن القرآن له مقاصد عالمية لا تتم إلا بنشره ، واشتراك الأمم الأخرى المختلفة فى إقامته ، ولو نظرنا إلى بعض تلك المقاصد لأمكن حصر أهمها فى الأهداف التالية (٢٠) :

(أ) تطهير العقائد الأولية مما أدخل عليها من آراء المتزيدين ، وأضاليل المتأولين.

(ب) إنقاذ الضمير البشرى من الذين انتحلوا حق التسلط عليه ، وتطهيره مما ران عليه من وساوسهم وخزعبلاتهم.

(ج) إقامة سلطان العقل ، وإعلان حرية النظر ، وهدم صنم التقليد.

(د) إسقاط الوسطاء بين الله وخلقه ، والمناداة بالمساواة العامة بين الناس أجمعين.

(ه) وحدة الجماعات البشرية كافة ؛ بقيامها جملة على كلمة الله العليا.

(و) دخول الأمم كافة إلى حظيرة الإسلام والسلام ، يساعد على تحقيق الخير للبشرية بنشر تعاليم القرآن.

(ز) الاشتراك فى إنذار من لا يساهم من الجماعات على تحقيق هذا الإصلاح العام بالعذاب فى الدنيا وسوء المنقلب فى الحياة الأخرى.

هذه بعض الأهداف والمقاصد التى تدعو المسلمين إلى تبليغ دينهم ورسالتهم إلى البشرية.

٨٦٧

ولقد شعر كثير ممن نالوا حظا من الروح الإسلامية فى العصر الراهن بفداحة التبعة المترتبة على كتمان ما استؤمنوا عليه من هذه الوديعة الإلهية ، وتركها محصورة فيهم موقوفة عليهم فى عهد أصبحت فيه جميع النظم الاجتماعية والروابط الأدبية فى بوتقة النقد الدقيق ، واستعدت العقول لقبول أى علاج كان يفرج الكروب ويأسو الكلوم ، ويحل المعضلات ، وينهج محجة لا تفترق بأهلها عن الرشد ، ولا تبعد بهم عن الغاية.

فرأى الذين شعروا بأمانة التبليغ أن الضن بالدواء الناجع والبلسم الشافى لجراح الإنسانية يعتبر أكبر جريمة يمكن أن ترتكبها جماعة أسند إليها الاضطلاع بعمل عالمى عظيم ، فنشطوا لترجمة معانى القرآن الكريم إلى أمهات اللغات العالمية خروجا من هذه التبعة ، وإعذارا إلى الله ـ تعالى ـ بهذا العمل ، ومدفوعين بعدة عوامل تدعو إلى أهمية هذه الترجمة ، من أهمها :

أن الأمم لا تقبل ولا يقنعها أن تأخذ الشيء بالواسطة ، وبفهم سواها له ـ بواسطة الشروح ، والرسائل الموضحة ـ وإنما تريده من مصدره الأول ، وتدعى أنها تفهم منه أكثر مما يفهم أهله الأخصون.

وعليه فترجمة معانى القرآن والحالة هذه أصبحت فى هذا العصر أمرا لا مناص منه قياما بالعهد الذى فى أعناقنا له.

هيئة التحرير

٨٦٨

٤ ـ الترجمة الجائزة

لقد ثار جدل وخلاف كبير فى ترجمة القرآن وحكمها بين علماء الأمة فى أواسط القرن الماضى وأوائله بين مجيز بإطلاق وبين مانع ، وبين مفرق بين بعض أنواعها وبعضه ، وكل فريق يستدل لمذهبه ، المجيزون يستدلون بوقائع كثيرة كان غرضهم من ورائها تحقيق المقاصد العظيمة التى أشرنا إلى بعضها فيما سبق ، والمانعون يخشون التحريف والتبديل على كتاب الله ، فالغرض والهدف سام لكن الخلاف إنما نشأ فى الطريق المؤدى إليهما.

وحتى نقف بإنصاف على الجائز من أنواع الترجمة وغير الجائز منها ، فلا بد وأن نلقى الضوء على تعريفها اللغوى والعرفى وعلى تقسيماتها وكثير من الأمور التى تعتبر من خواص القرآن حتى يتحقق لنا الغرض.

فلو نظرنا إلى التعريفات اللغوية لوجدنا أنها ترجع إلى أربعة معان رئيسية كما سبق ، ثلاثة منها ترجع إلى اللغة وحدها ، والرابع تشترك فيه اللغة والعرف الذائع بين الأمم وهو الجدير بالاهتمام والعناية ؛ إذ هو المتبادر إلى الأفهام والمقصود فى لسان التخاطب العام. وهى كالآتى (٢١) :

١ ـ ترجمة القرآن بمعنى تبليغ ألفاظه :

تطلق الترجمة على تبليغ ألفاظ القرآن الكريم للناس ، وهى حينئذ جائزة شرعا غير محظورة ، وفعله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أول شىء يدل على ذلك ؛ إذ كان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ القرآن ويسمعه أولياءه وأعداءه ويدعو إلى الله ـ عزوجل ـ به فى كل حين ، وعلى ذلك سارت الأمة من بعده إلى يومنا هذا.

ودعا إلى ذلك القرآن الكريم نفسه ؛ قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٢٢).

ودعا إليه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفسه : «بلغوا عنى ولو آية ، وحدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». (البخارى ، والترمذى ، وأحمد) ، وقال :

«خيركم من تعلم القرآن وعلمه». (الشيخان).

٨٦٩

٢ ـ ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغته العربية :

وهذا أيضا حكمه الجواز وعدم الحظر ، قال تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ، (٢٣) (النحل : ٤٤). وقد قام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببيانه للناس وتوضيحه لهم أيما توضيح ، ومن صنيع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اعتمد كثير من المفسرين فى تفاسيرهم على المأثور ، وصار هناك ما يسمى بالتفسير بالمأثور.

٣ ـ ترجمته بمعنى تفسيره بلغة أجنبية :

وهذا أيضا ـ يأخذ حكم سابقه من الجواز وعدم الحظر ، فكلاهما عرض لما يفهمه المفسر من كتاب الله بلغة يفهمها مخاطبه ، لا عرض لترجمة القرآن نفسه ، وكلاهما حكاية لما يستطاع من المعانى والمقاصد.

وتفسير القرآن يكفى أن يكون بيانا لمراد الله ـ تعالى ـ بقدر الطاقة حتى يتحقق ، وهذا البيان يستوى فيه ما كان بلغة العرب وما ليس بلغة العرب ، غير أنه لا بدّ من أمرين ، أحدهما : أن يستوفى هذا النوع شروط التفسير ، وثانيهما : أن يستوفى شروط الترجمة باعتبار أنه نقل لما يمكن من معانى اللفظ العربى بلغة غير عربية.

وترجمة القرآن بهذا المعنى مساوية لترجمة تفسيره العربى ؛ إذ الترجمة هنا لم تتناول إلا رأى هذا المفسر وفهمه لمراد الله ـ تعالى ـ على قدر طاقته.

وهذه الترجمة ـ أيضا ـ تسمى ترجمة تفسير القرآن ، أو تفسير القرآن بلغة كذا ، ولا يجوز أن تسمى ترجمة للقرآن.

وبهذا النوع نرفع النقاب لغير العرب عن جمال القرآن ، وندفع الشبهات الملفقة والملصقة بالقرآن زورا وبهتانا ، ونزيل الحواجز بين الإسلام وعشاق الحق من الأمم الأجنبية ، ونبرئ ذمتنا من واجب تبليغ القرآن بلفظه ومعناه.

٤ ـ ترجمة القرآن بمعنى نقله إلى لغة أخرى :

هذا هو الإطلاق اللغوى الرابع ، وهو الإطلاق الوحيد فى عرف التخاطب الأممى العام ، وعلى هذا التعريف اللغوى يمكننا أن نعرف ترجمة القرآن بأنها : نقل القرآن من لغته العربية إلى لغة أخرى ، أو هى : التعبير عن معانى ألفاظه العربية ومقاصدها ، بألفاظ غير عربية مع الوفاء بجميع هذه المعانى والمقاصد.

وإن لوحظ فيها ترتيب ألفاظ القرآن فهى الترجمة الحرفية أو اللفظية أو المساوية ، وإن لم يلاحظ فيها هذا الترتيب فتلك ترجمة القرآن التفسيرية أو المعنوية.

٨٧٠

وهذا النوع لا يجوز ، فهو مستحيل عادة وشرعا.

أما كونها مستحيلة عادة ؛ فلأنه لا بدّ وأن يتحقق منها الوفاء بجميع معانى القرآن الأولية والثانوية ، وبجميع مقاصده وهذا مستحيل عادة.

ولأن الترجمة بهذا المعنى مثل للقرآن ، ومثله مستحيل كما نعلم من آيات التحدى.

وأما كونها مستحيلة شرعا ؛ فلأن طلب المستحيل العادى حرمه الإسلام ؛ لأنه ضرب من العبث وتضييع للوقت والمجهود فى غير طائل ، ولأن محاولة هذه الترجمة فيها ادعاء عمل لإمكان وجود مثل للقرآن وهو تكذيب شنيع لصريح الآية : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (٢٤).

وأن طلب محاولة هذا النوع فيه تشجيع للناس على انصرافهم عن القرآن والتماس بدل أو أبدال يزعمونها ترجمات له ، مع ما يترتب على ذلك من مخاطر شرعية واجتماعية ولغوية.

هذه هى المعانى الأربعة التى يدور حولها معنى لفظ الترجمة لغة أو عرفا.

أما لو نظرنا إلى تقسيم الترجمة إلى حرفية وتفسيرية أو معنوية ، فنرى أن الترجمة الحرفية مستحيلة عادة وشرعا ؛ لأن زاعمها يكون آتيا ببدل أو مثل القرآن وهو مستحيل لا يجوز بحال.

وأما الترجمة التفسيرية أو المعنوية ، وهى التى يقوم فيها المترجم بترجمة تفسير معين للقرآن الكريم مع ملاحظة شروط الترجمة وشروط التفسير فهى جائزة عادة وشرعا ، وعلى ذلك فهى لا تسمى ترجمة للقرآن بل تسمى ترجمة تفسير القرآن أو ترجمة معانى تفسير القرآن الكريم.

تتمة : لو نظرنا إلى معانى القرآن الكريم بنوعيها : المعنى الأصلى الأولى ، والمعنى الثانوى التابع لوجدنا أن ترجمة القرآن بمعنييه هذين ـ معا ـ مستحيلة ـ أيضا ـ لأن المعانى الثانوية والتابعة هى مظهر إعجاز القرآن ، وهى المتحدى بها ، ولا يحيط بها لسان عربى فضلا عن لسان أجنبى.

أما ترجمة المعنى الأصلى والأولى فقط فهذا جائز وميسور فى أغلب الأحيان ، خلافا للمعنى الثانوى فهو غير مستطاع بحال من الأحوال.

هيئة التحرير

٨٧١

٥ ـ الصلاة بالمترجم

تكاد كلمة الفقهاء تتفق على منع قراءة ترجمة القرآن بأى لغة كانت فارسية أو غيرها ، والنقول عنهم فى ذلك كثيرة ، وسواء كانت قراءة هذه الترجمة فى صلاة أم فى غير صلاة ، لو لا ما نقل عن أبى حنيفة ـ رحمه‌الله ـ من جواز القراءة فى الصلاة بالمترجم.

والواقع أن جمهور الفقهاء من السادة المالكية والشافعية والحنابلة والصاحبين وغيرهم على أنه : لا تجوز قراءة القرآن بغير لسان العرب ـ مطلقا ـ سواء أمكنته العربية أم عجز عنها ، وسواء كان ذلك فى الصلاة أم فى غيرها ، فإن أتى بترجمته فى صلاة بدلا عنها لم تصح صلاته سواء أحسن القراءة أم لا.

فالجميع متفقون على أنه لا تجوز قراءة القرآن بغير العربية خارج الصلاة ، ومتفقون أيضا على حرمة القراءة فى الصلاة بغير العربية.

لكن إن قرأ فى الصلاة بغير العربية ، أتصح صلاته أم تفسد؟

فى هذه الصورة ورد الخلاف عن أبى حنيفة ـ رحمه‌الله ـ إذ ذكر الحنفية فى كتبهم أن الإمام أبا حنيفة كان يقول : إذا قرأ المصلى بغير العربية مع قدرته عليها اكتفى بتلك القراءة.

ثم رجع عن ذلك وقال : متى كان قادرا على العربية ففرضه قراءة النظم العربى ، ولو قرأ بغيرها فسدت صلاته ؛ لخلوها من القراءة مع قدرته عليها ، والإتيان بما هو من جنس كلام الناس حيث لم يكن المقروء قرآنا.

وهذه الرواية تعزى إلى أقطاب من الحنفية منهم : نوح بن أبى مريم ، وعلى بن الجعد ، وأبو بكر الرازى.

ولا يخفى أن المجتهد إذا رجع عن رأيه وقوله الأول لا يعد ذلك المرجوع عنه قولا له ، إذ الرجوع عنه عدول ، وعلى ذلك فلا يكون فى مذهب الحنفية قول بكفاية القراءة بغير العربية فى الصلاة للقادر عليها ، فهم مع الجمهور.

أما العاجز عن قراءة القرآن بالعربية فهو كالأمى فى أنه لا قراءة عليه ، ولكن إذا فرض

٨٧٢

أن خالف وأدى القرآن بلغة أخرى ؛ فإن كان ما يؤديه قصة أو أمرا أو نهيا فسدت صلاته ؛ لأنه متكلم بكلام وليس ذكرا.

وإن كان ما يؤديه ذكرا أو تنزيها لا تفسد صلاته ؛ لأن الذكر بأى لسان لا يفسد الصلاة ، لا لأن القراءة بترجمة القرآن جائزة ، وعلى هذا فقد مضى القول بأن القراءة بالترجمة محظورة شرعا على كل حال.

والله أعلم.

هيئة التحرير

٨٧٣

٦ ـ تجربة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

عند ما أنشئ المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بموجب القرار الوزارى رقم ٢٠ لسنة ١٩٦٠ م كان من أهم أهدافه :

* بذل كافة الجهود والإمكانيات المتاحة لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده.

* وضع تفسير سهل مبسط للقرآن الكريم يفهمه العامة والخاصة ، خال من التعقيدات اللفظية ، والخلافات المذهبية ، على أن يترجم هذا التفسير إلى لغات العالم المختلفة ، ليسهل فهمه لغير الناطقين بالعربية.

ولتحقيق هذه الأغراض والأهداف إلى الواقع العملى صدر القرار الوزارى رقم ٦٢ لسنة ١٩٦٠ م بإنشاء لجنة للإشراف على تحفيظ القرآن الكريم وتجويده فى داخل مصر وفى البلاد الإسلامية ، ضمت هذه اللجنة سبعة عشر عضوا من كبار العلماء والقرّاء والمهتمين بشئون القرآن الكريم (٢٥).

توّج عمل هذه اللجنة بنجاح باهر ، وثمار طيبة فكان المصحف الشريف الذى يقوم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بطبع عشرات الآلاف منه سنويا ويوزعه بالمجان على المساجد ، ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم للحفظ منه.

هذا بالإضافة إلى المصحف المرتل والمعلم المسجل على أسطوانات تم تسجيلها بعد ذلك على شرائط كاسيت لسهولة الحفظ الصحيح منها.

وتمشيا مع تكنولوجيا العصر تم نسخ المصحف المرتل والمصحف المعلم بصوت الشيخ محمود خليل الحصرى شيخ المقارئ المصرية السابق على أقراص الليزر ، كما قام المجلس بتسجيل المصحف المجود بأصوات أشهر المقرئين على شرائط كاسيت. وقد سبق المجلس بذلك كثيرا من الدول العربية والإسلامية فى هذا المجال.

هذا بالنسبة إلى تحفيظ القرآن الكريم وتجويده ، أما بالنسبة لتفسيره ، فلقد صدر القرار الوزارى رقم ٥٩ لسنة ١٩٦٠ م خاص بإنشاء لجنة باسم «لجنة تفسير القرآن الكريم» تضم اثنين وثلاثين عضوا من علماء الأزهر الشريف والمتخصصين فى مجال

٨٧٤

التفسير ، والفلك ، والطب ، والطبيعة ، والاجتماع ، والهندسة ، والزراعة ، والجغرافيا ، والتاريخ وغير ذلك (٢٦).

وقد قامت هذه اللجنة بتأليف «المنتخب فى تفسير القرآن الكريم» وهو تفسير سهل مبسط ، واضح العبارة ، وجيز من غير إخلال ، بعيد عن الخلافات المذهبية ، والتعقيدات اللفظية ، يفهمه العامة والخاصة ، ويستفيد منه الجميع. ولزيادة الإقبال على هذا المنتخب يقوم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بطبع عشرات الآلاف من النسخ منه سنويا تلبية لرغبة القراء.

ولسهولة هذا المنتخب ووضوحه بالرغم من إيجازه ، قام المجلس بترجمته إلى اللغات :

الإنجليزية ، والفرنسية ، والألمانية ، والروسية ، والأسبانية ، والإندونيسية.

وكانت هذه التراجم أول تراجم تصدر من دولة عربية ، ويجرى الآن ترجمة هذا المنتخب إلى الأردية ، والسواحيلية ، والصينية ، والعبرية ، وغير ذلك من لغات العالم الحية.

وقد قام بعبء هذه التراجم نخبة مختارة من كبار الأساتذة المتخصصين فى كل لغة ، كما قام بمراجعة هذه التراجم صفوة ممتازة ممن لهم باع طويلة فى هذه اللغات.

أما المراجعة اللغوية فقد قام بها واحد من الناطقين من كل لغة ترجم إليها المنتخب ، المشهود لهم بالعلم والإجادة.

فالترجمة الإنجليزية : قام بها الدكتور / عبد الخالق همت أبو شبانة الذى عايش أهل هذه اللغة أكثر من أربعين عاما. أما المراجعة فقد قام بها الدكتور / مهدى علام.

ونظرا لمرور أكثر من عشر سنوات على هذه الترجمة ، فقد كلف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فريقا من كبار أساتذة كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر بمراجعة هذه الترجمة علميا ودينيا ؛ أما المراجعة اللغوية فتقوم بها أستاذة أمريكية مسلمة متمكنة من هذه اللغة ، وعندها دراية كاملة بلغة الناطقين بهذه الترجمة.

أما الترجمة الفرنسية : فقد ترجمها من العربية إلى الفرنسية الدكاترة : عشيرة كامل رئيس قسم اللغة الفرنسية بكلية آداب عين شمس ، ورقية جبر أستاذ اللغة الفرنسية بكلية الدراسات الإنسانية قسم البنات بجامعة الأزهر ، وقام بالمراجعة العلمية والدينية الدكتور / أحمد البساطى الأستاذ بجامعة الأزهر. أما المراجعة اللغوية فقد قامت بها السيدة / ماجدة فاضل المسلمة والفرنسية الأصل.

٨٧٥

أما الترجمة الألمانية : فقد ترجمها من العربية إلى الألمانية الدكتور / مصطفى ماهر أستاذ اللغة الألمانية بكلية الألسن جامعة عين شمس ، وقام بمراجعتها الأستاذ على هوبر.

أما المراجعة اللغوية فقد قامت بها السيدة / إلساماهر الألمانية الأصل.

أما الترجمة الروسية : فقد ترجمها من العربية إلى الروسية الدكاترة / سمية عفيفى ، وعبد السلام المنسى الأساتذة بكلية الألسن جامعة عين شمس ، وقام بمراجعتها الدكتورة / رانو بنت عمر الأستاذ بجامعة طشقند بأزبكستان. أما المراجعة اللغوية فقد قامت بها السيدة / بالينا.

أما الترجمة الأسبانية : فقد ترجمها من العربية إلى الأسبانية كل من :

الدكتور / سامى المشطاوى الأستاذ بجامعة شيلى بالبرازيل ، والأستاذ / حسين التريكى السفير السابق بالجامعة العربية ، وقام بمراجعتها الدكاترة / محمود على مكى ، الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة ، وأحمد باسم عبد الغفار ، سرى محمد عبد اللطيف ، جمال أحمد عبد الرحمن ، صبرى محمدى التهامى الأساتذة بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر.

أما المراجعة اللغوية فقد قامت بها الأستاذة ماريا لويسا أوريندو الأسبانية الأصل والأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة.

أما الترجمة الإندونيسية : فقد ترجمها من العربية إلى الإندونيسية الأساتذة مخلص محمد حنفى ، مخلصان جلال الدين ، عرفان مسعود عبد الله ، عبد الحافظ بن زيد ، أمان الله عبد الحليم ، عزيز حمدان ، أحمد زمرانى ، سالم رشدى تشهيونو الأساتذة بجامعات إندونيسيا. وقام بالمراجعة العامة الدكتور محمد قرين شهاب سفير إندونيسيا بالقاهرة ووزير الشئون الإسلامية السابق بأندونيسيا. أما المراجعة اللغوية فقد قام بها الأستاذ / محمد عارفين بسفارة إندونيسيا بالقاهرة.

نص القرارات الوزارية ٥٩ لسنة ١٩٦٠ م ، و ٦٢ لسنة ١٩٦٠ م.

وأسماء لجنة القرآن وعلومه ، ولجنة الإعجاز العلمى للقرآن الكريم.

هيئة التحرير

٨٧٦

قرار وزارى رقم ٥٩ لسنة ١٩٦٠

بإنشاء لجنة باسم «لجنة تفسير القرآن الكريم»

وزير الأوقاف :

بعد الاطلاع على القانون رقم ٢٧٢ لسنة ١٩٥٩ الخاص بتنظيم وزارة الأوقاف ولائحة إجراءاتها ، وعلى القرار الوزارى رقم ٢٠ لسنة ١٩٦٠ الخاص بإنشاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ وزارة الأوقاف.

قرر ما يأتى :

مادة ١ ـ ينشأ بوزارة الأوقاف لجنة باسم «لجنة تفسير القرآن الكريم».

مادة ٢ ـ تعمل هذه اللجنة على وضع تفسير سهل للقرآن الكريم وترجمته إلى اللغات الحية الأخرى.

مادة ٣ ـ تتألف هذه اللجنة من :

١ ـ الأستاذ السيد على السيد (رئيسا)

٢ ـ فضيلة الشيخ إبراهيم زيدان.

٣ ـ فضيلة الشيخ أمين أبو الروس.

٤ ـ الأستاذ حسن علوان.

٥ ـ فضيلة الشيخ حسنين مخلوف.

٦ ـ الدكتور حسين عارف.

٧ ـ الدكتور حسن الساعاتى.

٨ ـ فضيلة الشيخ سيد سابق.

٩ ـ فضيلة الشيخ عبد الجليل عيسى.

١٠ ـ فضيلة الشيخ عبد الرحيم فرغل.

١١ ـ فضيلة الشيخ عبد اللطيف السبكى.

١٢ ـ فضيلة الشيخ عبد الله المشد.

١٣ ـ الأستاذ عبد الغنى المنشاوى.

٨٧٧

١٤ ـ الدكتور عثمان خليل.

١٥ ـ الدكتور على عبد الواحد وافى.

١٦ ـ الأستاذ على على منصور.

١٧ ـ فضيلة الشيخ محمد أبو زهرة «مقررا للجنة»

١٨ ـ فضيلة الشيخ محمد المبارك.

١٩ ـ الدكتور محمد جمال الدين الفندى.

٢٠ ـ الأستاذ محمد برانق.

٢١ ـ فضيلة الشيخ محمد محمود حجازى.

٢٢ ـ الدكتور محمد سليمان.

٢٣ ـ الأستاذ محمد شتا.

٢٤ ـ فضيلة الشيخ محمد أبو العيون.

٢٥ ـ الدكتور محمد ضياء الدين الريس.

٢٦ ـ فضيلة الشيخ محمد عرفة.

٢٧ ـ فضيلة الشيخ محمد على النجار.

٢٨ ـ فضيلة الشيخ محمد محمد المدنى.

٢٩ ـ الدكتور محمد يوسف موسى.

٣٠ ـ الأستاذ محمود حمزة.

٣١ ـ الدكتور محمد لبيب شقير.

٣٢ ـ فضيلة الشيخ محمد سعاد جلال.

مادة ٤ ـ يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره

تحريرا فى : ٢٠ من ذى القعدة سنة ١٣٧٩ ه

١٥ من مايو سنة ١٩٦٠ م

وزير الأوقاف

(أحمد عبد الله طعيمة)

٨٧٨

قرار وزارى رقم ٦٢ لسنة ١٩٦٠

بإنشاء لجنة باسم «لجنة الإشراف على تحفيظ القرآن الكريم»

وزير الأوقاف :

بعد الاطلاع على القانون رقم ٢٧٢ لسنة ١٩٥٩ الخاص بتنظيم وزارة الأوقاف ولائحة إجراءاتها. وعلى القرار الوزارى رقم ٢٠ لسنة ١٩٦٠ الخاص بإنشاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.

قرر ما يأتى :

مادة ١ ـ تنشأ بوزارة الأوقاف لجنة باسم (لجنة الإشراف على تحفيظ القرآن الكريم).

مادة ٢ ـ تعمل هذه اللجنة على الإشراف على تحفيظ القرآن الكريم وتجويده فى البلاد الإسلامية.

مادة ٣ ـ تتألف هذه اللجنة من :

١ ـ الدكتور أحمد عبد السلام هيبة.

٢ ـ الأستاذ حسن علوان.

٣ ـ فضيلة الشيخ زكى الدين شعبان.

٤ ـ فضيلة الشيخ سليمان ربيع.

٥ ـ الدكتور عبد العزيز عامر.

٦ ـ الأستاذ عبد العزيز على.

٧ ـ فضيلة الشيخ عبد الفتاح القاضى.

٨ ـ فضيلة الشيخ عيسوى أحمد عيسوى.

٩ ـ الأستاذ لبيب السعيد «مقررا للجنة»

١٠ ـ الأستاذ محرم حسونة.

١١ ـ الأستاذ محمد برانق.

٨٧٩

١٢ ـ المهندس محمد توفيق.

١٣ ـ الأستاذ محمد شتا.

١٤ ـ الأستاذ محمد عبد المقصود مصطفى.

١٥ ـ فضيلة الشيخ محمد عثمان.

١٦ ـ فضيلة الشيخ محيى الدين عبد الحميد.

١٧ ـ الأستاذ محمود حمزة.

مادة ٤ ـ يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره.

تحريرا فى : ٢٠ من ذى القعدة سنة ١٣٧٩ ه

١٥ من مايو سنة ١٩٦٠ م

وزير الأوقاف

(أحمد عبد الله طعيمة)

٨٨٠