الموسوعة القرآنيّة المتخصصة

أ. د. محمود حمدي زقزوق

الموسوعة القرآنيّة المتخصصة

المؤلف:

أ. د. محمود حمدي زقزوق


الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٩٠٢

الروح ، فأنزل الله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)». قال الترمذى : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

فالرواية الأولى تقتضى أن الآية نزلت بالمدينة ، والثانية تقتضى أنها نزلت بمكة.

وقد رجح العلماء الأولى لكونها من رواية البخارى ، وما رواه أصح ، وبأن ابن مسعود كان حاضرا مشاهدا للقصة.

(ه) أن يأتى فى الآية روايتان كل منهما نص فى سبب النزول : وكل منهما مساوية للأخرى فى الصحة ولا مرجح عندئذ لإحداهما ، لكن يمكن الجمع بينهما ، لتقارب الزمن بين القصتين ، فتكون الآية نازلة فى السببين أو الأسباب معا على هذا الوجه وذلك الاعتبار.

مثال ذلك : ما ورد فى سبب نزول قول الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٧) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (٨) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٩) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) الآيات سورة النور / ٦ ـ ١٠.

فقد أخرج البخارى وغيره عن ابن عباس رضى الله عنهما أنها نزلت فى هلال بن أمية لما قذف زوجته عند النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشريك بن سحماء ، وقد مرت هذه الرواية بالتفصيل من قبل عند بحث مسألة : عموم اللفظ وخصوص السبب.

كما أخرج البخارى ومسلم (٦٨) من رواية سهل بن سعد الساعدى : أنها نزلت فى عويمر العجلانى ، لما سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قائلا : يا رسول الله ، رجل وجد مع امرأته رجلا ، أيقتله فتقتلونه ، أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد أنزل الله فيك وفى صاحبتك».

فأمرها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالملاعنة بما سمى الله فى كتابه. إلى آخر الحديث.

فيمكن الجمع بين الحادثتين : بالقول بأن حادثة هلال بن أمية وقعت أولا ، وصادف مجىء عويمر كذلك فنزلت الآية فى شأنهما معا بعد حادثتيهما ، إذ لا يجوز أن نرد الروايتين معا لصحتهما ، كما لا يجوز أن نرد إحداهما ونأخذ بالأخرى ، لأنه لا مرجح بينهما ، فبقى أن نأخذ بهما معا كما قرر العلماء ، سيما مع قرب زمانيهما.

٦١

(و) أن يأتى فى الآية روايتان صحيحتان :

كل منهما نص فى سبب النزول ، ولا مرجح لإحداهما على الأخرى ، ولا يمكن الجمع بينهما على اعتبار قرب الزمان ، لأن زمانهما متباعد ، وعندئذ يحمل العلماء مثل هذه الصورة على تكرر النزول.

وقد مثل الزركشى لذلك ـ فى البرهان ـ بما ورد فى سبب النزول لقول الله تعالى :

(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) هود / ١١٤ ، من أنها نزلت ـ كما فى الصحيحين (٦٩) فى رجل أصاب من امرأة قبلة ، فسأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن كفارتها ، فنزلت الآية.

قال الزركشى معلقا : «والرجل قد ذكر الترمذى أو غيره (٧٠) أنه أبو اليسر ، وسورة هود مكية باتفاق ، ولهذا أشكل على بعضهم هذا الحديث مع ما ذكرنا ، ولا إشكال لأنها نزلت مرة بعد مرة» (٧١).

والحق أن هذا الإشكال لا يحتم القول بتكرر النزول كما قال الزركشى ، لأن كون السورة مكية لا يمنع أن تكون بعض آياتها مدنية ، لأن الاعتبار فى تصنيف السور إلى مكى ومدنى بالأعم الأغلب ، والقرآن نزل منجما فى مكة والمدينة ، والراجح أن هذه الآية مدنية ، وهذا ما قرره السيوطى رحمه‌الله ونص عليه فى بيان أن بعض السور التى نزلت بمكة فيها آيات نزلت بالمدينة ، ذكر منها سورة هود ، فقال : «هود : استثنى منها ثلاث آيات : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) قلت :

دليل الثالثة ما صح من عدة طرق أنها نزلت فى المدينة فى حق أبى اليسر» (٧٢).

كما ساق الزركشى مثالا آخر لتكرر النزول فقال : «وكذلك ما ورد فى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) أنها جواب للمشركين بمكة ، وأنها جواب لأهل الكتاب بالمدينة» (٧٣). وعلل لتكرار النزول بقوله : «وقد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه ، وتذكيرا به عند حدوث سببه خوف نسيانه ، وهذا كما قيل فى الفاتحة نزلت مرتين : مرة بمكة وأخرى بالمدينة» (٧٤).

وعلى كل ففي القول بتكرار النزول أقوال للعلماء ، ولم يتفقوا جميعا على القول به ، بل منهم من أنكر وقوعه (٧٥).

هذه هى الأوجه التى تتأتى فى تعدد الروايات فى أسباب النزول ، وهذه هى أمثلتها مقرونة بما يتأتى فيها من الجمع بينها ، أو ترجيح بعضها على بعض ، مع بيان دواعى هذا الترجيح.

٦٢

تعدد المنزّل من القرآن والسبب واحد

وكما تتعدد الروايات فى أسباب الآية الواحدة ، فإنه قد تتعدد الآيات النازلة على سبب واحد.

مثال ذلك : ما أخرجه الحاكم (٧٦) وصححه عن مجاهد ، عن أم سلمة رضى الله عنها ، قالت : «قلت يا رسول الله : يذكر الرجال ، ولا يذكر النساء؟ فأنزل الله عزوجل : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) الآية ـ الأحزاب / ٣٥ ـ وأنزل : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) آل عمران / ١٩٥».

ومن هذا القبيل : ما ورد عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضى الله عنهما (٧٧) قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى ظل حجرة ، وقد كاد الظل أن يتقلص ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعين شيطان ، فإذا جاءكم فلا تكلموه ، فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق أعور ، فقال حين رآه دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : علام تشتمنى أنت وأصحابك؟ فقال : ذرنى آتك بهم ، فانطلق فدعاهم ، فحلفوا ما قالوا وما فعلوا ...

فأنزل الله عزوجل : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) المجادلة / ١٨».

وفى القصة نفسها أورد ابن جرير : عن ابن عباس رضى الله عنهما قوله : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا فى ظل شجرة ، فقال : «إنه سيأتيكم إنسان ، فينظر إليكم بعينى شيطان ، فإذا جاء فلا تكلموه». فلم يلبث أن طلع رجل أزرق ، فدعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «علام تشتمنى أنت وأصحابك؟» فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما فعلوا ، حتى تجاوز عنهم ، فأنزل الله عزوجل : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا) التوبة / ٧٤» ثم نعتهم جميعا إلى آخر الآية (٧٨).

٦٣

أثر الجهل بسبب النزول

سبق فى بحث مسألة العبرة فى سبب النزول هل هى بعموم اللفظ أو بخصوص السبب؟ بيان اتفاق الجميع على شمول الحكم فى اللفظ العام لسبب النزول وغيره ، وأن القائلين بقصر العام على سببه لا يقولون بقصر الحكم على ذلك السبب وانتفاء شموله لما عداه ، لأن اللفظ العام الوارد فى الآية وإن ارتبط عند هؤلاء بمعين ، وهو السبب الذى نزل عليه ، إلا أن الحكم لا يرتبط عندهم بعمل ذلك المعين بذاته بل بنوعه ، كل ما فى الأمر : هو التفريق فيما يتعلق باستفادة الحكم للسبب المعين وغيره.

فالقائلون بعموم اللفظ : يرون أن استفادة الحكم فى الجميع بطريق النص ، والقائلون بخصوص السبب : يرون أن استفادة الحكم فى السبب بطريق النص ، وفى غيره بطريق القياس.

ويتفرع عن ذلك : أنه إذا كان المعتبر فى تطبيق الحكم نوع العمل فى أفراده ، لا صورة السبب بذاتها ـ وذلك لما بين صورة السبب وغيرها من التشابه ـ فإن الجهل بسبب النزول لا يتأتى أن يترتب عليه تعطيل العمل بالحكم الوارد فى الآية ، فليس معنى عدم الوقوف على أن هذه الآية قد نزلت فى هذا الشخص بذاته ، أو هذه الحادثة بعينها ألا يطبق الحكم الذى تضمنته على من وجدت فيه علة تطبيق هذا الحكم ، وذلك يشبه أن يكون مسلّمة فى مجال الاستدلال الشرعى.

لكن البعض ذهب إلى أن عدم معرفة سبب نزول الآية يترتب على الجهل بمن نزلت فيه أولا ، وبما أن صورة السبب هى الأصل الذى يقاس عليه ، فإن العمل يتعذر فيمن نزلت فيه من جهة لعدم معرفته ، ويتعذر فى غيره لتعذر إمكان القياس على المجهول من جهة أخرى ، وبذلك يؤدى الجهل بسبب النزول على التحديد إلى تعطيل العمل بما تضمنته الآيات من أحكام.

وممن ذهب إلى ذلك : الشيخ محمد عبد العظيم الزرقانى رحمه‌الله تعالى ، فنراه يقول فى معرض حديثه عن رأى من يقول بخصوص السبب لا بعموم اللفظ : «فآيات الظهار فى مفتتح سورة المجادلة سببها أن

٦٤

أوس بن الصامت ظاهر من زوجته خولة بنت حكيم بن ثعلبة ، والحكم الذى تضمنته هذه الآيات خاص بهما وحدهما ـ على هذا الرأى ـ أما غيرهما فيعلم بدليل آخر : قياسا أو سواه ، وبدهى أنه لا يمكن معرفة المقصود بالحكم ، ولا القياس عليه إلا إذا علم السبب ، وبدون معرفة السبب تصير الآية معطلة خالية عن الفائدة» (٧٩).

والحق أن الشيخ رحمه‌الله تعالى قد أسرف فى هذا الحكم ، كما أن المثال الذى ساقه لا يساعده فى تقرير ما ذهب إليه ، لأنه كما سبق مرارا : الحكم فى الآية منوط بأمر معين ، إذا وقع هذا الأمر طبق الحكم ، وذلك فى الجميع (صورة السبب وغيرها) إلا أنه فى صورة السبب بالنص ، وفى غيرها بالقياس ، وما دام الأمر كذلك فمن التجاوز القول بإهمال العمل بحكم الآية ، لأن ما يجرى الحكم فيه نصا لم يتميز عما يجرى الحكم فيه قياسا ، ما دام الاتفاق على ثبوت الحكم فى الجميع بدليل شرعى هو : النص أو القياس.

وبعبارة أخرى : فبالنسبة للمثال الذى ساقه الشيخ (٨٠) : هل من المقبول : القول بإهمال العمل بما تضمنته الآية من حكم الظهار ، وما جاء فيها من وصفه بأنه منكر من القول وزور ، وما ينبغى على المظاهر من الكفارة المبينة قبل أن يمس امرأته .. إلى آخر ما فى الآية. أقول : هل من المقبول إهمال العمل بهذا الحكم رأسا إذا لم نعرف أن من نزلت فيه هذه الآية اسمه أوس بن الصامت ، وأن زوجته اسمها خولة بنت ثعلبة ، مع أن الحكم فى الآية ليس منوطا بمعرفة من نزلت فيه ، بل بمن يظاهر من زوجته بالصيغة المعروفة.

وهل من المعقول كذلك : أن نهمل مثلا العمل بحكم اللعان الوارد فى قول الله سبحانه : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٦) وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٧) وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (٨) وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور / ٦ ـ ٩ ، ما لم نعرف أن من نزلت فيه الآيات اسمه هلال بن أمية ، أو عويمر العجلانى ، أو هما معا كما سبق ..

اللهم لا.

لكن .. لعله يكون لما قاله الشيخ الزرقانى ، ومن قال برأيه وجه فيما قدمناه عند الكلام عن فوائد معرفة أسباب النزول من أنه : قد يتوقف فهم الآية ذاتها على معرفة سبب

٦٥

نزولها ، أو يشكل أمرها ما لم يعرف هذا السبب ، كما ذكرنا من قبل على سبيل المثال ، فى قول الله سبحانه : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) البقرة / ١٨٩.

وكذلك فى قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ) البقرة / ١٥٨.

فالصحيح إذن : أن الجهل بسبب نزول الآية ـ أى آية ـ لا ينبغى أن يؤدى إلى تعطيل العمل بمقتضى هذه الآية ، وما تضمنته من أحكام عند القائلين بخصوص السبب لا بعموم اللفظ .. فضلا عن غيرهم.

٦٦

الفور أو التراخى فى سبب النزول

قد عرفنا ـ فى أول هذا البحث ـ مما قاله العلماء فى تعريف سبب النزول أنه : (ما نزلت الآية أو الآيات فى شأنه أيام وقوعه ..) إلى آخر التعريف ، وبينا أنه لكى تعتبر الحادثة سببا للنزول لا بدّ من مزامنتها لعصر نزول القرآن ، أو بعبارة أخرى : وقوعها فى عهد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد اكتفى فى التعريف بهذا القيد.

أما السؤال المطروح هنا فهو : هل ينبغى أن تقوم هذه المعاصرة على تقارب زمنى واضح بين السبب ونزول الآيات فيه؟ أو بتعبير آخر :

هل يشترط نزول الآيات فور حدوث سببها؟

أو يجوز أن يتراخى النزول عن الحدوث زمنا ، وهل يتحتم تقدم السبب على النزول؟ أو يجوز تقدم النزول على حدوث السبب ، وهل هناك فى أسباب النزول المروية ما يدل لهذه الصور عند وجودها؟

إن الجواب على هذه الأسئلة يتطلب نوعا من التتبع لأسباب النزول ، وهذا التتبع يسفر عن عدم التلازم بين وقوع الحادث وفورية النزول ، بل قد تنزل الآية أو الآيات فور حدوث السبب ، وقد يتأخر النزول زمنا ، وكل ذلك يعرف بالقرينة أو بالنص وقد لا يصرح بالفورية أو بالتراخى ، ولا تقوم على أى منهما قرينة.

وعليه : فإنه يمكن تقسيم أسباب النزول باعتبار الفورية أو التراخى إلى أقسام :

الأول : ما صرح فيه بنزول الآيات فور حدوث السبب ، ومثاله : ما ورد فى سبب نزول قول الله تبارك وتعالى : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (١) الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٢) وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٣) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ

٦٧

فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) المجادلة / ١ ـ ٤.

فقد أخرج ابن ماجة (٨١) عن عروة بن الزبير : قال : «قالت لى عائشة رضى الله تعالى عنها : تبارك الذى وسع سمعه كل شىء ، إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علىّ بعضه ، وهى تشتكى زوجها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهى تقول : يا رسول الله أكل شبابى ، ونثرت له بطنى ، حتى إذا كبرت سنى ، وانقطع ولدى ظاهر منى ، اللهم إنى أشكو إليك ، فما برحت حتى نزل جبرائيل بهذه الآيات : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ)».

ومن أمثلة هذا القسم أيضا : ما ورد فى سبب نزول قول الله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) الإسراء / ٨٥.

فقد أخرج البخارى (٨٢) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : «بينا أنا مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى حرث وهو متكئ على عسيب ، إذ مر اليهود فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح : فقال :

ما رابكم إليه ـ وقال بعضهم : لا يستقبلكم بشيء تكرهونه ـ فقالوا : سلوه ، فسألوه عن الروح ، فأمسك النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يردّ عليهم شيئا ، فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامى ، فلما نزل الوحى قال : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً)».

فقد ورد فى سياق هذا الحديث ، وحديث عائشة رضى الله تعالى عنها الذى قبله : ما يدل على نزول الآيات فى نفس الموقف أثناء حدوث أسباب النزول ودواعيها.

الثانى : ما صرح فيه بتراخى نزول الآيات عن حدوث سببها ، بل وأكثر من ذلك حددت مدة هذا التراخى وذلك كما ورد فى سبب نزول قول الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) سورة النور / ١١ ـ ٢٠.

فقد أخرج البخارى (٨٣) عن عائشة زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورضى الله عنها قالت : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معه». والحديث طويل مفصل ، ذكرت فيه أم المؤمنين رضى الله عنها قصة خروجها مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى غزوة بنى المصطلق ، وقصت ما

٦٨

ذكره المنافقون فى شأنها ، وما رموها به من حديث الإفك وإشاعة ذلك بين الناس ، وأنها لما عرفت الأمر بعد فترة بكت بكاء شديدا ، حتى ظن أبواها أن البكاء يفلق كبدها ... إلى أن قالت : «فبينا نحن على ذلك ، دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسلم ثم جلس ، قالت : ولم يجلس عندى منذ قيل ما قيل قبلها ، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه فى شأنى» وذكرت ما قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما أجابت به ، حتى قالت :

«ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى النوم رؤيا يبرؤنى الله بها ، قالت : فو الله ما رام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا خرج أحد من البيت حتى أنزل عليه ...» إلى أن قالت : «وأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ) العشر الآيات كلها».

فقول أم المؤمنين رضى الله عنها : (وقد لبث شهرا لا يوحى إليه فى شأنى) صريح فى تراخى نزول الآيات عن حدوث السبب ، قال ابن حجر رحمه‌الله تعالى : «حكى السهيلى أن بعض المفسرين ذكر أن المدة كانت سبعة وثلاثين يوما ، فألغى الكسر فى هذه الرواية.

وعن ابن حزم : أن المدة كانت خمسين يوما أو يزيد ، ويجمع بأنها المدة التى كانت بين قدومهم المدينة ونزول القرآن فى قصة الإفك ، وأما التقييد بالشهر : فهو المدة التى أولها إتيان عائشة إلى بيت أبويها حين بلغها الخبر» (٨٤).

ولعل تأخر النزول فى هذه الحادثة ـ والله أعلم ـ كان نوعا من الابتلاء لمجتمع المؤمنين ، ليمحّص إيمان المؤمنين ، ويظهر نفاق الذين فى قلوبهم مرض ، وليتم إعداد المؤمنين لتلقى الدرس الذى نزلت به الآيات فى شأن الأعراض وحرمتها ، والتشنيع على من ينتهك تلك الحرمة وبيان قبح فعله ، وعظيم عقوبته ، وذلك يتمثل فى قول الله تعالى ضمن الآيات النازلة : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

كما أن فيه تكريما لأم المؤمنين رضى الله عنها ، بنزول براءتها فى القرآن الكريم ، مع زيادة أجرها ومثوبتها لما عانته من الأذى فى هذه الفترة العصيبة.

أما نزول آيات الظهار فور وقوع الحدث :

فلعل من حكمته ـ والله تعالى أعلم ـ تلبية دواعى التشريع فى هذا الأمر الطارئ ، الذى بدت فيه حاجة المرأة الماسة ، وظروفها المتمثلة فى : كبر سنها ، وضعف ذريتها ، وقد تبدى ذلك كله فى مراجعتها لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما تذكر بعض الروايات ، وكما جاء فى نص الآية الكريمة : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) الآيات.

٦٩

الثالث : ما لم يصرح فيه بنزول الآيات فور حدوث السبب أو بتراخى هذا النزول ، فهو يحتمل الأمرين معا.

ومثال ذلك : ما ورد فى شأن نزول قول الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) الفتح / ٢٤.

فقد أخرج مسلم (٨٥) عن أنس بن مالك رضي الله عنه : «أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من جبل التنعيم متسلحين ، يريدون غرّة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذهم سلما فاستحياهم ، فأنزل الله عزوجل :

(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً)».

فليس فى لفظ الحديث ما يدل على فورية النزول أو تراخيه ، ولكنه على كل حال تم بعد وقوع السبب ، هذا هو الشأن فيما نزل من آيات القرآن الكريم على سبب : أن يتقدم السبب على ما ينزل فيه من الآيات.

ولكن الزركشى رحمه‌الله تعالى ذكر أنه :

قد يتقدم نزول الآيات على ما نزلت فى شأنه ، وذكر أمثلة لذلك فقال : «واعلم أنه قد يكون النزول سابقا على الحكم» وهذا كقوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) الأعلى / ١٤.

فإنه يستدل بها على زكاة الفطر ، روى البيهقى بسنده : أنها فى زكاة رمضان ، ثم أسند مرفوعا نحوه ، وقال بعضهم : لا أدرى ما وجه هذا التأويل؟ لأن السورة مكية ، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة.

(وأجاب البغوى فى تفسيره : بأنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) سورة البلد / ١ ، ٢. فالسورة مكية وظهر أثر الحل يوم فتح مكة حتى قال عليه‌السلام :

«أحلت لى ساعة من نهار» (٨٦).

وكذلك نزل بمكة : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) القمر / ٤٥. قال عمر بن الخطاب : «كنت لا أدرى أى الجمع يهزم ، فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

سيهزم الجمع ويولون الدبر» أ. ه. كلام الزركشى رحمه‌الله تعالى (٨٧).

وما ساقه الزركشى هنا ـ فيما عدا الآية الأولى التى قالوا إنها فى شأن زكاة الفطر ـ يمكن حمله على أنه من باب الإخبار بالمغيبات التى وقعت كما أخبر القرآن عنها تماما ، وذلك من أوجه إعجاز القرآن الكريم.

٧٠

من نزل فيهم القرآن

المتتبع لأسباب النزول فى القرآن الكريم ، يجد أنها تتنوع من جهة من نزلت فيهم آيات من القرآن ، ويمكن تقسيم أسباب النزول بهذا الاعتبار إلى قسمين :

الأول : ما يتعلق بالمؤمنين.

الثانى : ما يتعلق بالكافرين : (من المشركين ، والمنافقين ، واليهود ، والنصارى).

ولما كان المجال ليس مجال تفصيل لقصص النزول وأسبابه فى جميع من أنزل الله تعالى فيهم قرآنا ، فإنا سوف نكتفى بذكر مثالين ممن ذكرنا تفصيلا ، ثم نشير إجمالا إلى أكثر من أنزل الله فيهم قرآنا من هؤلاء ، ذاكرين أسماءهم ، وأرقام الآيات التى قال المفسرون إن الله تعالى أنزلها فيهم ، وأسماء سورها ، وفيما يلى بيان ذلك كله :

أولا : أمثلة ممن أنزل الله تعالى فيهم قرآنا من المؤمنين :

١ ـ أبو بكر الصديق : رضي الله عنه.

وهو عبد الله بن أبى قحافة ، أول السابقين إلى الإسلام من الرجال ، خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصاحبه فى الغار ورفيقه فى الهجرة (ت ١٣ ه‍).

مما أنزل الله تعالى من القرآن فى شأن أبى بكر رضي الله عنه : قول الله تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) النور / ٢٢.

أما قصة نزول هذه الآية : فإن المنافقين لما رموا الصديقة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها بما رموها به من حديث الإفك ، كان ممن وقع من المسلمين فى هذا الأمر ، وتكلم فيه : قريب لأبى بكر يسمى (مسطح بن أثاثة ابن عبّاد) وأمه بنت خالة أبى بكر الصديق (٨٨) ، وكان أبو بكر ينفق عليه لفقره ، فلما أنزل الله تعالى براءة عائشة ، أخذ أبا بكر رضي الله عنه من الألم النفسى والغضب البشرى ما حمله على أن يحلف على قطع النفقة عن مسطح.

فقد أخرج البخارى رحمه‌الله تعالى (٨٩) فى سياق حديث قصة الإفك ، عن عائشة رضى الله تعالى عنها قولها : «... فلما أنزل

٧١

الله فى براءتى ، قال أبو بكر رضي الله عنه ـ وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره ـ :

والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذى قال لعائشة ما قال. فأنزل الله تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) قال أبو بكر : بلى والله إنى أحب أن يغفر الله لى ، فرجع إلى النفقة التى كان ينفق عليه ، وقال : والله لا أنزعها منه أبدا».

٢ ـ قيس بن صرمة الأنصارى : رضي الله عنه أحد صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل فى شأنه قول الله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) البقرة / ١٨٧.

فقد أخرج الترمذى (٩٠) عن البراء رضي الله عنه ، قال : «كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار ، فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسى ، وإن قيس بن صرمة الأنصارى كان صائما ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته ، فقال : هل عندك طعام؟ قالت : لا ، ولكن انطلق اطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عينه وجاءته امرأته ، فلما رأته قالت : خيبة لك ، فلما انتصف النهار غشى عليه فذكر ذلك للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت هذه الآية : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) ففرحوا بها فرحا شديدا (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)».

ثانيا : أمثلة ممن أنزل الله تعالى فى شأنهم قرآنا من الكافرين :

(أ) المشركون :

١ ـ أبو جهل : أبو الحكم عمرو بن هشام.

كان من أشد الناس عداوة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وللمسلمين ، واستمر على ذلك حتى قتل فى غزوة بدر الكبرى سنة ٢ ه‍ وقذف فى قليبها مع بقية القتلى من المشركين.

مما نزل فى شأنه من القرآن قول الله تعالى : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) الأنفال / ١٩.

٧٢

فقد أخرج الحاكم (٩١) وصححه عن أبى صعير العذرى ، قال : «كان المستفتح أبا جهل ، فإنه قال حين التقى القوم : اللهم أينا كان أقطع للرحم ، وأتانا بما لا نعرف فأحنه ـ أى أهلكه ـ الغداة. فكان ذلك استفتاحه فأنزل الله : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ) إلى قوله : (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ)».

٢ ـ العاص بن وائل السهمى : من عتاة قريش ومن الذين آذوا المسلمين إيذاء شديدا.

مما نزل فى شأنه من القرآن قول الله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) سورة يس / ٧٧ ـ ٨٣.

فقد أخرج الحاكم (٩٢) وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : «جاء العاص ابن وائل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائل ـ أى متغير بالبلى ـ ففتّه ، فقال : يا محمد ، أيبعث الله هذا بعد ما أرمّ؟ قال : «نعم يبعث الله هذا ، يميتك ثم يحييك ، ثم يدخلك النار».

قال : فنزلت الآيات : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) إلى آخر السورة».

(ب) المنافقون :

١ ـ عبد الله بن أبى بن سلول : رأس المنافقين فى المدينة.

مما نزل فى شأنه أكثر آيات ـ سورة المنافقون ـ

فقد أخرج البخارى (٩٣) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : «كنت مع عمى (٩٤) فسمعت عبد الله بن أبى بن سلول يقول : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ، وقال أيضا :

لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمى ، فذكر عمى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى عبد الله بن أبى وأصحابه فحلفوا ما قالوا ، فصدقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكذبنى ، فأصابنى هم لم يصبنى مثله ، فجلست فى بيتى فأنزل الله عزوجل : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) إلى قوله :

٧٣

(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) إلى قوله (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ) فأرسل إلىّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأها علىّ ، ثم قال : «إن الله قد صدّقك».

٢ ـ ما نزل من القرآن فى شأن المنافقين الذين كانوا يسخرون من صدقة الفقراء من المسلمين :

فقد أخرج البخارى (٩٥) رحمه‌الله تعالى عن أبى مسعود ، قال : «لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل ، فجاء أبو عقيل بنصف صاع ، وجاء إنسان بأكثر منه ، فقال المنافقون : إن الله لغنى عن صدقة هذا ، وما فعل هذا الآخر إلا رياء فنزلت : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) سورة التوبة / ٧٩.

(ج) اليهود والنصارى :

١ ـ النبّاش بن قيس :

نزل فى شأنه من القرآن قول الله تعالى :

(وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) الآية ـ المائدة / ٦٤.

فقد ذكر الحافظ أبو بكر الهيثمى (٩٦) رحمه‌الله تعالى : ما رواه الطبرانى بسند رجاله ثقات ، عن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : «قال رجل من اليهود ـ يقال له : النبّاش ابن قيس ـ : إن ربك بخيل لا ينفق ، فأنزل الله عزوجل : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ)».

٢ ـ ما نزل فى اليهود والنصارى : الذين قال كل منهما للآخر : إنه ليس على شىء.

فقد أخرج محمد بن جرير الطبرى رحمه‌الله تعالى (٩٧) عن ابن عباس رضى الله عنهما ، قال : «لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتتهم أحبار يهود ، فتنازعوا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رافع ابن حريملة : ما أنتم على شىء ، وكفر بعيسى ابن مريم وبالإنجيل : فقال رجل من أهل نجران من النصارى : ما أنتم على شىء وجحد نبوة موسى ، وكفر بالتوراة ، فأنزل الله عزوجل فى ذلك من قولهما : (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) إلى قوله : (فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) البقرة / ١١٣».

وكما سبق التنبيه إليه : فإنه إذا كان المجال لم يتسع لذكر أسباب النزول فى كل من أنزل

٧٤

الله تعالى فيهم قرآنا على وجه التفصيل ، فإننا نشير فى إجمال بعد هذه الأمثلة ـ كما وعدنا ـ إلى العديد ممن نزل فيهم القرآن ـ حسب ما ذكره المفسرون فى تفاسيرهم ، وأصحاب كتب أسباب النزول فى كتبهم ـ إضافة إلى من سبق ذكرهم فى ثنايا البحث فى جوانبه المتعددة.

فمن هؤلاء :

١ ـ قتادة بن النعمان : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيات : ١١٠ ـ ١١٢ من سورة النساء.

٢ ـ مرثد بن أبى مرثد : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ٣ من سورة النور.

٣ ـ الأشعث بن قيس : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ٧٧ من سورة آل عمران.

٤ ـ صهيب بن سنان الرومى : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ٢٠٧ من سورة البقرة.

٥ ـ عثمان بن مظعون : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيتين : ٨٧ ، ٨٨ من سورة المائدة.

٦ ـ عياش بن ربيعة : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيتين : ٥٣ ، ٥٤ من سورة الزمر.

٧ ـ عثمان بن طلحة : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ٥٨ من سورة النساء.

٨ ـ معقل بن يسار : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ٢٣٢ من سورة البقرة.

٩ ـ جابر بن عبد الله : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ٧٦ من سورة النساء.

١٠ ـ كعب بن مالك : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ١١٨ من سورة التوبة.

١١ ـ النجاشى (ملك الحبشة) : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيات : ٨٢ ـ ٨٤ من سورة المائدة.

١٢ ـ عبد الله بن سلام : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ١٤٦ من سورة البقرة.

١٣ ـ عمار بن ياسر : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ١٠٦ من سورة النحل.

١٤ ـ سعد بن أبى وقاص : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيتين : ١٤ ، ١٥ من سورة لقمان.

١٥ ـ ثابت بن قيس : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ٢ من سورة الحجرات.

١٦ ـ عمر بن الخطاب : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيتين : ١٤ ، ١٥ من سورة الجاثية.

١٧ ـ على بن أبى طالب : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيات : ١٨ ـ ٢٠ من سورة السجدة.

٧٥

١٨ ـ أبو لبابة بن عبد المنذر : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيتين : ٢٧ ، ٢٨ من سورة الأنفال.

١٩ ـ حاطب بن أبى بلتعة : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآية : ١ من سورة الممتحنة.

هؤلاء جميعا من المؤمنين من صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورضى الله عنهم أجمعين ، الذين أبلوا فى سبيل الله أحسن البلاء.

وهناك من الكفار من نزلت فيهم كذلك آيات من القرآن : تهديدا ووعيدا لهم ، وتنديدا بأفعالهم.

من هؤلاء :

١ ـ الوليد بن المغيرة : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيات : ١١ ـ ٢٦ من سورة المدثر.

٢ ـ أبو لهب (عبد العزى بن عبد المطلب) وامرأته : أنزل الله تعالى فيه من القرآن سورة المسد.

٣ ـ كعب بن الأشرف : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيتين : ٥١ ، ٥٢ من سورة النساء.

٤ ـ عقبة بن أبى معيط : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيات : ٢٧ ـ ٢٩ من سورة الفرقان.

٥ ـ عامر بن الطفيل : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيات : ١٠ ـ ١٣ من سورة الرعد.

٦ ـ أمية بن خلف : أنزل الله تعالى فيه من القرآن : سورة الهمزة.

٧ ـ النضر بن الحارث : أنزل الله تعالى فيه من القرآن الآيات : ٣١ ـ ٣٣ من سورة الأنفال.

هذا وهناك كثير غير هؤلاء ذكر المفسرون : أنه قد أنزل الله تعالى فيهم آيات من القرآن ، ولكن عند تأمل ما قالوه تبين أن أقوالهم مبنية على تكلف واضح ، أو أن هناك احتمالا لنزول هذه الآيات فى من ذكروهم أو فى غيرهم ، لذلك ضربنا عنها صفحا ، ولم نذكر إلا من كانت سببية النزول فيه واضحة ، لا تكلف فيها ، ولا لبس فيها ولا احتمال.

وبالله التوفيق.

أ. د / محمد السيد جبريل

٧٦

مراجع للاستزادة :

__________________

(١) لباب النقول فى أسباب النزول : جلال الدين أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السيوطى ، تحقيق : أ. د / حمزة النشرتى وآخرين ، دون طبعة أو تاريخ.

(٢) الدر المنثور فى التفسير بالمأثور : جلال الدين أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السيوطى ، دار الفكر بيروت : ١٤١٤ ه‍ / ١٩٩٣ م.

(٣) زاد المسير فى علم التفسير : أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن الجوزى ، المكتب الإسلامى ، الطبعة الرابعة : ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧.

(٤) مباحث فى علوم القرآن : أ. د / القصبى محمود زلط ، دار القلم ـ الإمارات ، الطبعة الثانية : ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م.

(٥) رجال أنزل الله فيهم قرآنا : أ. د / عبد الرحمن عميرة : دار اللواء ـ الطبعة الخامسة : ١٤٠٤ ه‍ / ١٩٨٤ م.

الهوامش العامة :

__________________

(١) ذكر ذلك السيوطى رحمه‌الله تعالى فى : (الإتقان فى علوم القرآن) تحقيق : د / مصطفى ديب البغا ، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع :

الطبعة الأولى ١٤٠٧ ه‍ : (١ / ٩٢).

(٢) انظر فى ذلك : (الإتقان فى علوم القرآن) : مصدر سابق (١ / ١٠١) و (منهج الفرقان فى علوم القرآن) للشيخ محمد على سلامة ـ مطبعة شبرا / ١٩٣٧ م ، ص : ٣٥ و (البيان فى مباحث من علوم القرآن) للشيخ عبد الوهاب غزلان مطبعة دار التأليف / ١٣٨٤ ه‍ / ١٩٦٥ م ، ص : ٩١.

(٣) الإتقان فى علوم القرآن : (١ / ١٠١).

(٤) راجع : (البيان فى مباحث من علوم القرآن) ، ص : ٩٢.

(٥) الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) حديث / ٤٧٩١ والترمذى فى سننه : ك :

التفسير ، ب : ومن سورة الأحزاب ، حديث / ٣٢١٩ واللفظ للترمذى ، الذى قال عقب ذكره للحديث : هذا حديث حسن غريب من حديث بيان ، وروى ثابت عن أنس هذا الحديث بطوله.

(٦) الحديث أخرجه مسلم فى صحيحه : ك : الحيض ، ب : جواز غسل الحائض رأس زوجها ، حديث / ٣٠٢.

(٧) الإتقان فى علوم القرآن : (١ / ٩٢).

(٨) شراج الحرة : شراج بكسر الشين ، جمع مفرده : شرجة بفتح الشين ، وسكون الراء ، وهى مسيل الماء ، والحرة بفتح الحاء وتشديد الراء : أرض ذات حجارة سود نخرة ، كأنها أحرقت بالنار ، انظر : غريب الحديث لأبى الفرج عبد الرحمن بن الجوزى رحمه‌الله تعالى فى مادتى : (حرر ، شرج).

(٩) أى : عند ما اختلف الزبير مع الأنصارى لهذا السبب ، وذهبا إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يختصمان كما صرحت بعض الروايات فعند الترمذى : (فأبى عليه ، فاختصموا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال للزبير : اسق يا زبير ...).

(١٠) الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) حديث / ٤٥٨٥ ، ومسلم فى صحيحه : ك : الفضائل ، ب : وجوب اتباعه صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث / ٢٣٥٧ والترمذى فى سننه : ك الأحكام ، ب : ما جاء فى الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر فى الماء ، حديث / ١٣٦٣ والنسائى فى سننه : ك : آداب القضاة ، ب : الرخصة للحاكم الأمين أن يحكم وهو غضبان : (٨ / ٢٣٨) واللفظ هنا للنسائى.

(١١) هذا الحديث أخرجه الترمذى عن ابن عباس رضى الله عنهما ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلفظ : (اتقوا الحديث عنى إلا ما علمتم ، فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، ومن قال فى القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) سنن الترمذى : ك : تفسير القرآن ، ب : ما جاء فى الذى يفسر القرآن برأيه ، حديث / ٢٩٥١.

(١٢) أسباب النزول : لأبى الحسن على بن أحمد الواحدى ، طبع عالم الكتب بيروت : ص ٣ ، ٤.

(١٣) مباحث فى علوم القرآن : للشيخ مناع القطان ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الرابعة ١٣٩٦ ه‍ ، ص : ٧٦ ، ٧٧.

(١٤) راجع : الإتقان فى علوم القرآن : (١ / ١٠١).

(١٥) الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) حديث / ٤٧٣٢ ، والترمذى فى سننه : ك : التفسير ، ب : ومن سورة مريم حديث / ٣١٦٢ واللفظ للترمذى.

(١٦) الحديث أخرجه مسلم فى صحيحه : ك : الحيض ، ب : جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله ، وطهارة سؤرها ، والاتكاء فى حجرها ، وقراءة القرآن فيه ، حديث / ٣٠٢ وأبو داود فى سننه : ك : النكاح ، ب : إتيان الحائض ومباشرتها حديث / ٢١٦٥ لأبى داود.

٧٧

__________________

(١٧) تفسير القرآن العظيم : لأبى الفداء إسماعيل بن كثير ، دار المعرفة ـ بيروت ـ ١٤٠٣ ه‍ : (٣ / ٤٦٢).

(١٨) مقدمة التفسير : ضمن (الفتاوى الكبرى) لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية (ت ٧٢٨ ه‍) طبع : ١٤٠٤ ه‍ بإشراف الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين بالسعودية : (١٣ / ٣٣٩).

(١٩) إشارة إلى ما أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير باب : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) حديث / ٤٦٢٢ ومسلم فى صحيحه : ك : الفضل ، ب : توقيره صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث / ٢٣٦٠ والترمذى فى سننه : ك : التفسير ب : ومن سورة المائدة حديث / ٣٠٥٦ عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : قال رجل : يا رسول الله من أبى؟ قال : أبوك فلان ، فنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) والرجل السائل فى هذه المناسبة صرحت به رواية مسلم ، وهو : عبد الله بن حذافة السهمى القرشى ، وتوفى بمصر فى خلافة عثمان رضى الله تعالى عنه.

(٢٠) البرهان فى علوم القرآن : لبدر الدين الزركشى ، تقديم وتعليق : مصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ببيروت ، ط أولى : ١٤٠٨ ـ ١٩٨٨ (١ / ٥٦).

(٢١) لا نعنى بقولنا : (نزلت فيها سورة بتمامها) أن السورة نزلت فى هذا الحدث ، أو لهذا السبب كلها آية آية ، بل المراد : أن السورة فى مجملها نزلت فى هذا الموضوع ، أو ذلك الحدث ، ولا يعكر على ذلك أن تتطرق بعض آياتها إلى قضايا أخرى يقتضيها السياق القرآنى.

(٢٢) السيرة النبوية : لأبى عبد الملك بن هشام ، مكتبة النهضة ١٩٧٤ م : (٢ / ٢٢٤).

(٢٣) جاء ذلك فى سياق حديث سأله فيه عن سورة التوبة ، والمراد بقوله : (سورة الأنفال) أى : فى أى شىء نزلت؟

(٢٤) صحيح البخارى : ك : التفسير ، ب : سورة الحشر ، حديث / ٤٨٨٢.

(٢٥) أخرجه الحاكم فى المستدرك : ك : التفسير ب : تفسير سورة الفتح : (٢ / ٤٥٩) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وأقره الذهبى على صحته فى التلخيص.

(٢٦) الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : سورة الحشر ، حديث / ٤٨٨٢.

(٢٧) الحديث أخرجه مسلم فى صحيحه : ك : الإمارة ، ب : ثبوت الجنة للشهيد ، حديث / ١٩٠٣.

(٢٨) صحيح البخارى : ك : مناقب الأنصار ، ب : قول الله عزوجل : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) حديث / ٣٧٩٨.

(٢٩) يعتبر (البرهان) أول كتاب جامع يوضع فى هذا الفن ، يقول مؤلفه : (ولما كانت علوم القرآن لا تنحصر ومعانيه لا تنقضى ، وجبت العناية بالقدر الممكن ، ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه ، كما وضع الناس ذلك بالنسبة لعلم الحديث ، فاستخرت الله تعالى ـ وله الحمد ـ فى وضع كتاب فى ذلك ، جامع لما تكلم الناس فى فنونه ، وخاضوا فى نكته وعيونه) البرهان فى علوم القرآن : (١ / ٣٠).

وعلى هذا الكتاب بنى السيوطى سفره المشهور : (الإتقان فى علوم القرآن) قال رحمه‌الله تعالى بعد أن استعرض خطبة كتاب الزركشى ، وكذلك موضوعات هذا الكتاب : (ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا ، وحمدت الله كثيرا وقوى العزم على ما أضمرته ، وشددت الحزم فى إنشاء التصنيف الذى قصدته ، فوضعت هذا الكتاب ، العلى الشأن ، الجلى البرهان ، الكثير الفوائد والإتقان ، ورتبت أنواعه ترتيبا أحسن من ترتيب البرهان .. إلى أن يقول : وسميته الإتقان فى علوم القرآن) الإتقان : (١ / ١٦).

(٣٠) صحيح البخارى : ك : التفسير ، ب : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) حديث / ٤٦٠٧.

(٣١) وهى قول الله تبارك وتعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً) النساء / ٤٣.

(٣٢) أسباب النزول : ص ١١٣.

(٣٣) فتح البارى : للحافظ ابن حجر العسقلانى : دار المعرفة ـ بيروت ، بدون تاريخ : (١ / ٤٣٤).

(٣٤) راجع تفسير القرطبى : طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٨٧ (١٢ / ٢٠٩) ، وفتح القدير : للشوكانى : دار الوفاء ، الطبعة الأولى : ١٤١٥ ه‍ ١٩٩٤ م (٤ / ١٩).

(٣٥) الإتقان : (١ / ٩٢ ، ٩٣).

(٣٦) تفسير القرآن العظيم : دار المعرفة ـ بيروت ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م (٣ / ٢٧٦).

(٣٧) راجع أسباب النزول : ص ٣.

٧٨

__________________

(٣٨) انظر الإتقان : (١ / ٩٣).

(٣٩) مقدمة التفسير : (ضمن مجموع الفتاوى) لشيخ الإسلام ابن تيمية : (١٣ / ٣٣٩).

(٤٠) هذا الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : الحج ، ب : وجوب الصفا والمروة ، وجعل من شعائر الله حديث / ١٦٤٣ ومسلم فى صحيحه :

ك : الحج ، ب : بيان أن السعى بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به حديث / ١٢٧٧.

(٤١) الظاهرية : هم أصحاب المذهب الظاهرى الذى أسسه داود بن على الأصبهانى رحمه‌الله (ت ٢٧٠ ه‍) الذى عرف بالظاهرى لانتحاله القول بظاهر الشريعة ، فالمذهب الظاهرى يقرر أن المصدر الفقهى هو النصوص ، فلا رأى فى حكم من أحكام الشرع ، وقد نفى المعتنقون لهذا المذهب الرأى بكل أنواعه ، فلم يأخذوا بالقياس ولا بالاستحسان ، ولا بالمصالح المرسلة ولا الذرائع ، بل يأخذون بالنصوص وحدها ، وإذا لم يكن النص أخذوا بحكم الاستصحاب ، الذى هو الإباحة الأصلية الثابتة بقول الله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) البقرة / ٢٩ ، ومن فرسان هذا المذهب كذلك : على بن أحمد بن سعيد بن حزم (ت ٤٥٦ ه‍) رحمه‌الله تعالى ، راجع فى ذلك : (تاريخ المذاهب الإسلامية) للإمام محمد أبى زهرة ، طبع : دار الفكر العربى ، بدون تاريخ : ص ٥٤٤.

(٤٢) الإتقان : (١ / ٩٤).

(٤٣) فى المستدرك : (دار الباز للنشر والتوزيع ـ بدون تاريخ) ك : التفسير ، ب : تفسير سورة الطلاق (٢ / ٤٩٢) وأقره الذهبى على تصحيحه فى التلخيص.

(٤٤) الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، باب : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) حديث / ٤٥٦٨ ومسلم فى صحيحه : ك :

صفات المنافقين ، حديث / ٢٧٧٨ والترمذى فى سننه : ك : تفسير القرآن ب : ومن سورة آل عمران حديث / ٣٠١٤ واللفظ للترمذى ، ولا ينبغى أن يفهم من كلام ابن عباس رضى الله عنهما تخصيص الوعيد الوارد فى الآية بفعل اليهود ، فليس هذا التخصيص من مقصودها ، بل هى عامة فى كل من فعل فعل اليهود من ارتكاب الشر وإيهام فعل الخير ، وطلب الحمد عليه ، والفرح بكل هذه الآثام.

(٤٥) فى صحيحه : ك : العمرة ، ب : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) حديث / ١٨٠٣.

(٤٦) وذلك حتى لا يحول بينهم وبين السماء حائل من سقف أو نحوه ، كما ذكر ابن حجر عن الزهرى فى شرح الحديث ، انظر كتاب فتح البارى :(٣ / ٦٢٢).

(٤٧) البرهان فى علوم القرآن : (١ / ٤٦ ، ٤٧).

(٤٨) هذا الحديث أخرجه أبو داود فى سننه : ك : الوصايا ، ب : مخالطة اليتيم ، حديث / ٢٨٧١.

(٤٩) فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) حديث / ٤٧٧٠.

(٥٠) انظر : اللآلئ الحسان فى علوم القرآن : أ. د. / موسى شاهين ، مطبعة دار التأليف ١٣٨٨ ه‍ ص : ١٦٥.

(٥١) أكحل العينين : هو الذى يعلو جفن عينيه سواد مثل الكحل.

(٥٢) سابغ الأليتين : الأليتين تثنية الألية بفتح الهمزة ، وسكون اللام هى : العجيزة أو ما ركب من شحم أو لحم : أى تام الأليتين وعظيمهما.

(٥٣) خدلج الساقين : بخاء ودال مهملة ولام مشددة مفتوحة : أى عظيم الساقين.

(٥٤) هذا الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) حديث / ٤٧٤٧ وأبو داود فى سننه : ك : الطلاق ، باب فى اللعان ، حديث / ٢٢٥٤ والترمذى فى سننه : ك : التفسير ، ب : ومن سورة النور ، حديث / ٣١٧٩ واللفظ هنا للترمذى.

(٥٥) لأن الجميع متفقون على أن استفادة الحكم بالنسبة لأفراد السبب بطريق النص.

(٥٦) جامع البيان عن تأويل آى القرآن : لمحمد بن جرير الطبرى : دار الفكر بيروت ، ١٤٠٨ ه‍ ١٩٨٨ ، (٢ / ٣٢٣).

(٥٧) هذا الحديث أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) حديث / ٤٦٨٧ ومسلم فى صحيحه : ك : التوبة ، باب قوله : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) حديث / ٢٧٦٣ والترمذى فى سننه : ك : التفسير ، ب : ومن سورة هود ، حديث / ٣١١٤ واللفظ للترمذى الذى قال : هذا حديث حسن صحيح.

(٥٨) راجع فى أدلة الفريقين : الإتقان : (١ / ٩٦ ، ٩٧) والبيان فى مباحث من علوم القرآن : ص ١١٥ ـ ١٢٠ واللآلئ الحسان فى علوم القرآن : ص ١٦٦ ـ ١٦٩.

(٥٩) فتح القدير للشوكانى : (/ ٣٧٠).

٧٩

__________________

(٦٠) فى صحيحه : ك : الحج ، ب : قول الله تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) حديث / ١٥٢٣.

(٦١) زاد المسير فى علم التفسير : لأبى الفرج ابن الجوزى ـ المكتب الإسلامى ـ ط : رابعة ١٤٠٧ ه‍ (١ / ٢١٢).

(٦٢) فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) حديث / ٤٩٥٠.

(٦٣) أسباب النزول : ص ٣٣٨.

(٦٤) فتح البارى : (٨ / ٧١٠).

(٦٥) فى صحيحه : ك : التفسير ، ب : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ) حديث / ٤٧٢١.

(٦٦) العسيب هو : الجريد الذى لا خوص فيه.

(٦٧) فى سننه : ك : التفسير ، ب : ومن سورة بنى إسرائيل ، حديث / ٣١٤١.

(٦٨) البخارى فى صحيحه : ك : التفسير ، ب (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) حديث / ٤٧٤٥ ومسلم فى صحيحه : ك :

اللعان ، حديث / ١٤٩٢.

(٦٩) سبق ذكر هذا الحديث عند بحث العبرة فى سبب النزول : هل هى بعموم اللفظ ، أو بخصوص السبب.

(٧٠) هو الترمذى : فى رواية له عن أبى اليسر قال : (أتتنى امرأة تبتاع تمرا ...) الحديث ، سنن الترمذى : ك : التفسير باب : ومن سورة هود ، حديث / ٣١١٥.

(٧١) البرهان فى علوم القرآن.

(٧٢) الإتقان فى علوم القرآن : (١ / ٤٥).

(٧٣) البرهان فى علوم القرآن : (١ / ٥٤).

(٧٤) نفس المصدر : (١ / ٥٤).

(٧٥) انظر الإتقان : (١ / ١٠٨).

(٧٦) فى المستدرك : ك : التفسير ، ب : تفسير سورة الأحزاب : (٢ / ٤١٦) وأقره الذهبى على تصحيحه فى التلخيص.

(٧٧) هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد فى مسنده ، بإسناد حسن : ط : مؤسسة الرسالة ضمن الموسوعة الحديثية ، تحقيق شعيب الأرناءوط وآخرين ، ط : أولى ١٤١٤ ه‍ ١٩٩٤ م : (٤ / ٢٣١) حديث / ٢٤٠٧ والحاكم فى المستدرك وصححه : (٢ / ٤٨٢) واللفظ للحاكم.

(٧٨) جامع البيان عن تأويل آى القرآن للطبرى : (١٠ / ١٨٥).

(٧٩) مناهل العرفان فى علوم القرآن : ط دار الفكر ـ بيروت ١٤٠٨ ه‍ ـ ١٩٨٨ م : (١ / ١١٢ ، ١١٣).

(٨٠) أعنى آية الظهار وهى : قول الله : (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) الآيات : سورة المجادلة :

١ ـ ٤.

(٨١) فى سننه : ك : الطلاق ، ب : الظهار ، حديث / ٢٠٦٣.

(٨٢) سبق تخريج هذا الحديث عند الكلام فى (تعدد أسباب النزول والمنزل واحد) فليراجع.

(٨٣) فى صحيحه : ك : التفسير ، باب : (وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا) حديث / ٤٧٥٠.

(٨٤) فتح البارى : (٨ / ٤٧٥).

(٨٥) فى صحيحه : ك : الجهاد ، باب قول الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) حديث ١٨٠٨.

(٨٦) المعنى الذى ذكره البغوى فى تفسيره لقول الله تعالى : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) ذكره ابن كثير كذلك فى تفسيره فقال : (وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) يعنى : مكة (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) قال أنت يا محمد : يحل لك أن تقاتل به) تفسير القرآن العظيم (٤ / ٥١١) والحديث الذى نقله الزركشى : صحيح أخرجه البخارى فى صحيحه : ك : العلم ، ب : ليبلغ العلم الشاهد الغائب ، حديث / ١٠٤ ومسلم فى صحيحه : ك : الحج ، باب تحريم القتال فى مكة ، حديث / ١٣٥٣ واللفظ له عن ابن عباس رضى الله عنهما : عن النبى صلى الله عليه

٨٠