الموسوعة القرآنيّة المتخصصة

أ. د. محمود حمدي زقزوق

الموسوعة القرآنيّة المتخصصة

المؤلف:

أ. د. محمود حمدي زقزوق


الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٩٠٢

وفى الاصطلاح : قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها ، ويأتى فى رءوس الآى ، وأوساطها ، ولا بدّ معه من التنفس ، ولا يأتى فى وسط الكلمة ، ولا فيما اتصل رسما.

أقسام الوقف :

للوقف أربعة أقسام تسمى الأقسام العامة وهى ما يأتى :

١ ـ الوقف الاضطرارى :وهو ما يعرض للقارئ بسبب ضيق للنفس أو عجز أو نسيان ، أو ما أشبه ذلك من الأعذار التى تعرض للقارئ أثناء قراءته فتضطره إلى الوقوف على ما لا يصلح الوقف عليه ، وحينئذ يجب عليه أن يعود إلى الكلمة التى وقف عليها فيصلها بما بعدها إن صح الابتداء بها.

٢ ـ الوقف الاختبارى : بالباء الموحدة ، وهو الذى يتعلق بالرسم لبيان المقطوع والموصول ، والثابت والمحذوف ونحوه ، ولا يوقف عليه إلا لحاجة كسؤال ممتحن أو تعليم قارئ كيف يقف إذا اضطر لذلك.

٣ ـ الوقف الانتظارى : وهو الوقف على الكلمة التى قرئت بأكثر من وجه لاستيعاب ما بها من أوجه ، وهو خاص بتلقى القراءات ، وذلك كالوقف على قوله : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ) من قوله تعالى : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (سورة الذاريات آية ٢١) ، وذلك بين من يمدّ ويقصر ، ومن يصل ميم الجمع من القراء ـ وحكمه : الجواز.

٤ ـ الوقف الاختيارى : بالياء المثناة من تحت ، وهو الوقف باختيار القارئ وإرادته بدون سبب من الأسباب المتقدمة ، وهذا القسم هو المعنىّ به هنا فى باب الوقف والابتداء وأقسامه أربعة هى :

الأول : الوقف التام : وهو الوقف على كلام تام فى ذاته غير متعلق بما بعده لفظا ولا معنى. ويوجد غالبا فى أواخر الآى ، وأواخر القصص. كالوقف على «الرحيم» من قوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (سورة الشعراء آية ٩) وما بعدها فى مواضعها الثمانية لانتهاء الكلام عندها عن قصة ، والبدء فى قصة أخرى ، وعند انقطاع الكلام على موضع معين للانتقال إلى غيره ، كالوقف على تعلمون من قوله : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة آية ٢٣٢) لأنه نهاية الكلام على أحكام الطلاق ، وما بعده كلام آخر فى أحكام أخرى.

وقد يكون الوقف التام قبل تمام الآية ، كالوقف على قوله : «أذلة» من قوله تعالى

٤٠١

حكاية عن ملكة سبأ : (وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) (سورة النمل آية ٣٤) ، ثم يكون الابتداء بقوله تعالى : (وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) لأن هذا من كلام الله تعالى ، وليس حكاية لكلام أحد.

وقد يكون الوقف التام بعد انقضاء الآية كالوقف على قوله تعالى : (وبالليل) من قوله :

(وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ) (سورة الصافات آية : ١٣٧ ، ١٣٨) لأنه معطوف على ما قبله باعتبار المعنى ، أى :

وإنكم لتمرون عليهم بالصبح وبالليل.

وحكم هذا الوقف : يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده.

الثانى : الوقف الكافى :

هو الوقف على ما تم فى نفسه وتعلق بما بعده من حيث المعنى لا من حيث اللفظ. ومن أمثلة هذا النوع : الوقف على قوله تعالى :

(لا يؤمنون) من قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (سورة البقرة آية : ٦) ، ثم يكون الابتداء بقوله تعالى : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) الخ.

حكم هذا الوقف : يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ، وقد يتفاضل هذا النوع فى الكفاية ، كالوقف على قوله : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) فإنه كاف ، والوقف على قوله :

(فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) أكفى منه ، والوقف على قوله : (بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) أكفى منهما.

الثالث : الوقف الحسن :

هو الوقف على ما تم فى ذاته ، ولكن تعلق بما بعده لفظا ومعنى ، لكونه إما موصوفا وما بعده صفة له ، أو مبدلا منه وما بعده بدلا ، أو مستثنى منه وما بعده مستثنى ونحو ذلك. ومن أمثلة هذا النوع من الوقف : الوقف على لفظ الجلالة من قوله تعالى فى سورة الفاتحة : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) وإن كان كلاما أفهم معنى ، لكنه تعلق بما بعده لفظا ومعنى ، لأن ما بعد لفظ الجلالة متعلق به على أنه صفة له.

حكمه : يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إن كان الوقف على رأس آية كالوقف على (الْعالَمِينَ) من قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) بل هو سنة ، فقد كان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ثم يقف ثم يقول :

(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ثم يقف. إلى آخر الحديث ، وهو أصل فى هذا الباب.

٤٠٢

الرابع : الوقف القبيح :

هو الوقف على ما لم يتم معناه ، وتعلق بما بعده لفظا ومعنى كالوقف على المضاف دون المضاف إليه ، أو على المبتدأ دون خبره ، أو على الفعل دون فاعله.

ومن أمثلة هذا النوع من الوقف : الوقف على قوله : (الْحَمْدُ) من قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) ، أو على لفظ «بسم» من (بِسْمِ اللهِ) وهكذا كل ما لا يفهم منه معنى ، لأنه لا يعلم إلى أى شىء أضيف. فالوقف عليه قبيح لا يجوز تعمده إلا لضرورة كانقطاع نفس أو عطاس أو نحو ذلك. فيوقف عليه للضرورة ، ويسمى وقف ضرورة. ثم يرجع ويبتدئ بما قبله ويصل الكلمة بما بعدها ، فإن وقف وابتدأ بما بعده اختيارا كان قبيحا. وأقبح القبح الوقف والابتداء الموهمان خلاف المعنى المراد ، كالوقف على قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي) ، أو على (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي).

وأقبح من هذا وأشنع الوقف على المنفى الذى بعده الإيجاب وفى هذا الإيجاب وصف لله تعالى أو لرسله عليهم الصلاة والسلام ، وذلك كالوقف على (لا إِلهَ) من قوله تعالى :

(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (سورة محمد آية ١٩) ، وكالوقف على لفظ (أَرْسَلْناكَ) من قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (سورة الأنبياء آية ١٠٧) فكل هذه الوقوف وما ماثلها يجب ألا يوقف على شىء منها لأنه يؤدى إلى نفي الألوهية ، وإلى نفى رسالة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال ابن الجزرى :

وبعد تجويدك للحروف

لا بدّ من معرفة الوقوف

والابتداء وهى تقسم إذن

ثلاثة تام وكاف وحسن

وهى لما تم فإن لم يوجد

تعلق أو كان معنى فابتدى

فالتام فالكافى ولفظا فامنعن

إلا رءوس الآى جوز فالحسن

وغير ما تم قبيح وله

يوقف مضطرا ويبدأ قبله

تعريف الابتداء :

الابتداء فى عرف القراء هو : الشروع فى القراءة بعد قطع أو وقف ، فإذا كان بعد القطع فيتقدمه الاستعاذة ثم البسملة إذا كان الابتداء من أوائل السور ، وإذا كان من أثنائها فللقارئ التخيير فى الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها بعد الاستعاذة.

هذا : ويطلب من القارئ حال الابتداء

٤٠٣

ما يطلب منه حال الوقف ، فلا يكون الابتداء إلا بكلام مستقل موفّ بالمقصود غير مرتبط بما قبله فى المعنى لكونه مختارا فيه ، بخلاف الوقف فقد يكون مضطرا إليه ، وتدعوه الحاجة إلى أن يقف فى موضع لا يجوز الوقف عليه كما تقدم توضيحه. وعليه : فلا يجوز أن يبدئ بالفاعل دون فعله ، ولا بالوصف دون موصوفه ، ولا باسم الإشارة دون المشار إليه ، ولا بالخبر دون المبتدأ ، ولا بالحال دون صاحبها ، ولا بالمعطوف عليه دون المعطوف ، وهكذا إلى آخر المتعلقات.

وخلاصة القول أنه لا يبتدأ بالمعمول دون عامله ، ويستثنى من ذلك ما إذا كان الابتداء فى كل ما ذكرناه برءوس الآى ، فإنه يجوز حينئذ لما تقدم.

وقد أحسن ابن الجزرى حيث ذكر في كتابه «النشر» قاعدة فيما يبتدأ به فقال ـ رحمه‌الله تعالى ـ : «كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده» (٥).

تعريف القطع :

القطع فى اللغة : بمعنى الإبانة والإزالة ، تقول : قطعت الشجرة إذا أبنتها وأزلتها. وفى الاصطلاح : قطع القراءة رأسا ، أى : الانتهاء منها ، فالقارئ به ـ أى بالقطع ـ كالمعرض عن القراءة ، والمنتقل منها إلى حالة أخرى غيرها ، وينبغى بعد القطع إذا أراد العودة إلى القراءة الإتيان بالاستعاذة ثم البسملة إن كان العود من أول السورة ، وإن كان من أثنائها فله التخيير بالبسملة بعد التعوذ أو عدم الإتيان بها.

ولا يكون القطع إلا على رءوس الآى ، لأن رءوس الآى فى نفسها مقاطع. قال ابن الهذيل : «وكانوا يكرهون أن يقرءوا بعض الآية ويدعو بعضها. لذلك ورد عنه أنه قال : إذا افتتح أحدكم آية يقرؤها فلا يقطعها حتى يتمها (٦).

تعريف السكت :

السكت فى اللغة : بمعنى المنع. وفى الاصطلاح : قطع الصوت زمنا دون زمن الوقف من غير تنفس بنية العودة إلى القراءة فى الحال ، ويكون فى وسط الكلمة وفى آخرها وعند الوصل بين السورتين لمن له ذلك من القراء ، وأكثره وقوعا على الساكن قبل الهمز سواء كان هذا الساكن صحيحا أو شبه صحيح أو حرف مدّ.

فالساكن الصحيح نحو قوله تعالى :

(وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) (سورة البقرة آية : ٤) وهو المعروف بسكت «أل» ، ونحو قوله تعالى : (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) (سورة فاطر آية

٤٠٤

٢٣) وهو المعروف بسكت المفصول ، ونحو القرآن فى قوله تعالى : (الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ) (أول سورة الرحمن) وهو المعروف بسكت الموصول.

والساكن شبه الصحيح ما كان فيه حرف لين فقط ويشمل المفصول نحو قوله : (خَلَوْا إِلى) ، ويشمل كذلك الموصول قوله :

(فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي) (سورة المائدة أية ٣١).

والساكن حرف «مدّ» نحو قوله : (قالُوا آمَنَّا) وقوله : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) وقوله :

(لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) وهو المعروف بسكت المدّ.

وقد سكت حفص عن عاصم ، وكذلك ابن ذكوان عن ابن عامر ، وإدريس عن خلف العاشر على الساكن قبل الهمز ما لم يكن حرف مدّ فى أحد الوجهين عنهم عن طريق طيبة النشر. وكذلك سكت حمزة على الساكن قبل الهمز عموما سواء كان الساكن صحيحا أو شبه صحيح أو حرف مدّ من طريق طيبة النشر ، وهو المعروف : «بالسكت المطلق».

وقد ورد عن حفص عن عاصم من طريق الشاطبية أنه كان يسكت سكتة لطيفة من غير تنفس بقدر حركتين فى حالة الوصل فى أربعة مواضع فى القرآن بالاتفاق وهى كالآتى :

السكتة الأولى : على الألف المبدلة من التنوين فى لفظ (عِوَجاً) بأول سورة الكهف حالة الوصل ، ثم يقول : (قَيِّماً).

وهذا لا يمنع الوقف على (عِوَجاً) لأنه رأس آية. وإنما السكت حالة وصل (عِوَجاً) ب (قَيِّماً).

السكتة الثانية : على الألف من لفظ (مَرْقَدِنا) بسورة ياسين ، ثم يقول : (هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (آية ٥٢) ، وهو تام كما ذكره الصفاقسى فى غيث النفع (٧) وعليه فلا سكت عندئذ ، وعند عدم الوقف يجب السكت من طريق الشاطبية.

السكتة الثالثة : على النون من لفظ «من» فى قوله تعالى : (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) (سورة القيامة آية : ٢٧) ، ويلزم من السكت إظهار النون الساكنة عند الراء لأن السكت يمنع الإدغام.

السكتة الرابعة : على اللام من لفظ «بل» فى قوله تعالى : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (سورة المطففين آية : ١٤) ، ويلزم من هذا السكت أيضا إظهار اللام عند الراء لأن السكت يمنع الإدغام.

وسكت حفص فى هذه المواضع الأربعة من النوع الذى يأتى على آخر الكلمة. قال الإمام الشاطبى ـ رحمه‌الله تعالى :

٤٠٥

وسكتة حفص دون قطع لطيفة

على ألف التنوين فى عوجا بلا

وفى نون من راق ومرقدنا ولا

م بل ران والباقون لا سكت موصلا (إ) ٨

وهذا السكت ـ كما سبق أن قلنا ـ من طريق الشاطبية ، أما من طريق طيبة النشر فإن لحفص فيها خمسة مذاهب وهى :

الأول : السكت على الجميع. الثانى : عدم السكت على الجميع. السكت على عوجا ومرقدنا وحدهما. الرابع : على «من راق» و «بل ران». دون غيرهما. الخامس : عدم السكت على «مرقدنا» والسكت فى غيره.

وكذلك يسكت حفص فى وجه له بين السورتين من غير تنفس فى موضع واحد من القرآن ، وهو بين آخر سورة الأنفال وأول سورة براءة ومحله على الميم من «عليم» ثم يقول : «براءة» ، وعلى الهاء من لفظ «ماليه» فى قوله تعالى : (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) (سورة الحاقة آية ٢٨ ، ٢٩) ، والوجهان صحيحان مقروء بهما والسكت هو المقدم فى الأداء (٩).

الجزرية : هى : مقدمة منظومة فى تجويد القرآن مكونة من مائة وتسعة أبيات من نظم شيخ الإسلام أبى الخير محمد بن محمد الدمشقى الشهير بابن الجزرى رحمه‌الله تعالى رحمة واسعة. ولهذه المقدمة شروح عديدة من أشهرها : شرح متن الجزرية فى معرفة تجويد الآيات القرآنية لشيخ الإسلام زكريا الأنصارى ـ رحمه‌الله تعالى.

أ. د. السيد إسماعيل على سليمان

المصادر والمراجع :

__________________

(١) لطائف الإشارات لفنون القراءات ١ / ٢٤٩ طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة سنة ١٣٩٢ ه‍ ١٩٧٢ م للإمام شهاب الدين القسطلانى تحقيق وتعليق الشيخ / عامر السيد عثمان ، ودكتور عبد الصبور شاهين. ونهاية القول المفيد ص ١٥٢ للشيخ محمد مكى نصر طبعة الحلبى سنة ١٣٤٩ ه‍.

(٢) النشر فى القراءات العشر ١ / ٢٢٥ طبعة دار الكتب العلمية بيروت ـ لبنان.

(٣) الحديث : أخرجه الحاكم فى المستدرك ، كتاب التفسير : ٢ / ٢٣٢ وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين.

(٤) الحديث : أخرجه الحاكم أيضا : ٢ / ٢٣١.

(٥) النشر فى القراءات العشر لابن الجزرى ١ / ٢٣٤ طبعة دار الكتب العلمية بيروت.

(٦) المصدر السابق ١ / ٢٣٩.

(٧) انظر : غيث النفع فى القراءات السبع ص ٣٣٣ لولى الله تعالى سيد على النورى الصفاقسى بهامش شرح الشاطبية لابن الفاصح طبعة الحلبى الثالثة سنة ١٣٧٣ ه‍ ١٩٥٤ م.

(٨) حرز الأمانى ووجه التهانى ـ المعروفة بالشاطبية ص ٦٨ طبعة مصطفى الحلبى وأولاده بمصر سنة ١٣٥٥ ه‍ ١٩٣٧ م. للإمام أبى القاسم ابن فيرة ابن خلف أحمد الشاطبى.

(٩) هداية القارى إلى تجويد كلام البارى ص ٤٠٩ ـ ٤١٤ بتصرف شديد. طبعة دار النصر للطباعة الإسلامية بشبرا مصر الأولى سنة ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م للشيخ / عبد الفتاح السيد عجمى المرصفى.

٤٠٦

الوقف على آخر الكلم

للوقف فى كلام العرب أوجه متعددة ، والمستعمل عند أئمة القراءة تسعة أوجه وهى : السكون ، والرّوم ، والإشمام ، والإبدال ، والنقل ، والإدغام ، والجذف ، والإثبات ، والإلحاق.

الوقف بالسكون

فأما السكون : فهو الأصل فى الوقف على الكلمة المحركة وصلا ، لأن معنى الوقف :

الترك والقطع ، ولأنه ضد الابتداء ، فكما لا يبتدأ بساكن لا يوقف على متحرك ، وهو اختيار كثير من القراء.

هذا : والوقف بالسكون المحض يكون فى كل من المرفوع والمجرور والمنصوب فى المعرب ، وفى كل من المضموم والمكسور والمفتوح فى المبنى ، ويستوى فى ذلك المخفف والمشدد ، والمهموز المحقق والمنون إلا ما كان فى الاسم المنصوب نحو (حُوباً كَبِيراً) أو فى الاسم المقصور مطلقا نحو عمى ، كما يستوى أيضا سكون ما قبل الحرف الأخير الموقوف عليه أو تحركه.

الوقف بالرّوم

وأما الروم : فهو فى اللغة بمعنى الطلب ، وفى الاصطلاح : هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك التضعيف معظم صوتها.

وقال بعض العلماء : هو الإتيان ببعض الحركة. وقدر العلماء تضعيف الصوت بالحركة أو الإتيان ببعضها بالثلث ، أى : أن المحذوف من الحركة أكثر من الثابت فى حالة الروم ، ومن ثمّ ضعف صوتها لقصر زمنها فيسمعها القريب المصغى ولو كان أعمى دون البعيد. ولذلك لا يؤخذ الروم إلا بالمشافهة.

ويكون الوقف بالروم فى المرفوع والمجرور من المعرب وفى المضموم والمكسور من المبنى سواء أكان الحرف الموقوف عليه مخففا أم مشددا ، مهموزا أم غير مهموز ، منونا أم غير منون. ونعنى بالمنون ـ هنا ـ ألا يكون منصوبا نحو «سميعا» ، وألا يكون فى الاسم المقصور نحو «هدى» فإن التنوين فى هذين يبدل ألفا فى الوقف ، وسواء سكن ما قبل الحرف الموقوف عليه أم تحرك.

هذا : ولا يكون الوقف بالروم فى المنصوب

٤٠٧

ولا المفتوح. وعلة ذلك : خفة الفتحة وخفاؤها ، فإذا خرج بعضها حالة الروم خرج سائرها ، وذلك لأنها لا تقبل التبعيض بخلاف الضمة والكسرة فإنهما تقبلانه لثقلهما. ولا بدّ من حذف التنوين من المنون حالة الوقف بالروم كما مر. وقد أشار إلى ما سبق الإمام ابن برى بقوله :

فالروم إضعافك صوت الحركة

من غير أن يذهب رأسا صوتكه

يكون فى المرفوع والمجرور

معا وفى المضموم والمكسور

ولا يرى فى النصب للقراء

والفتح للخفة والخفاء (إ) ١

الوقف بالإشمام

وأما الإشمام فى عرف القراء : عبارة عن ضم الشفتين من غير صوت بعد النطق بالحرف الأخير ساكنا إشارة إلى الضم ولا بدّ من إبقاء فرجة «أى انفتاح» بين الشفتين لإخراج النفس ، وضم الشفتين للإشمام يكون عقب سكون الحرف الأخير من غير تراخ ، فإن وقع التراخى فهو إسكان محض لا إشمام معه. وهذا ما أشار إليه الإمام الشاطبى بقوله :

والإشمام إطباق الشفاه بعيد ما

يسكّن لا صوت هناك فيصحلا (إ) ٢

والإشمام يرى بالعين ولا يسمع بالأذن ولهذا لا يأخذه الأعمى عن القارئ ، بل يأخذه عنه المبصر ليرى كيفيته.

هذا : والإشمام يكون فى المرفوع من المعرب وفى المضموم من المبنى دون غيرهما من الحركات لأنه المناسب لحركة الضمة لانضمام الشفتين عن النطق بها ، ولا يجوز أن يكون الإشمام فى المجرور والمنصوب والمكسور والمفتوح لخروج الفتحة بانفتاح الفم والكسرة بانخفاضه ، ولأن الإشمام فى المفتوح والمكسور يوهم حركة الضم فيهما فى الوصل بينما هما ليسا كذلك وهذا هو وجه المنع.

وقد أشار إلى صفة الإشمام وما يجرى فيه الإمام ابن برى بقوله :

وصفة الإشمام إطباق الشفاه

بعد السكون والضرير لا يراه

من غير صوت عنده مسموع

يكون فى المضموم والمرفوع (إ) ٣

الوقف بالإبدال

وأما الوقف بوجه الإبدال فيجرى فى شيئين اثنين :

الشيء الأول : ويشمل ثلاثة أنواع :

٤٠٨

الأول : التنوين فى الاسم المنصوب سواء رسمت الألف فيه أم لم ترسم نحو «وكيلا» فى قوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) (سورة الأحزاب آية ٣ ، ٤٨) ونحو «دعاء ونداء» فى قوله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً) (سورة البقرة آية ١٧١).

الثانى : التنوين فى الاسم المقصور مطلقا سواء أكان مرفوعا أم مجرورا أم منصوبا نحو «عمى ومصفى وغزى» فى قوله تعالى :

(وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) (سورة فصلت آية ٤٤) وقوله تعالى : (وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) (سورة محمد آية ١٥) وقوله تعالى : (أَوْ كانُوا غُزًّى) (سورة آل عمران آية ١٥٦).

الثالث : لفظ «إذا» المنون نحو قوله تعالى :

(فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً). فكل هذه الأنواع وما شاكلها يبدل فيها التنوين ألفا فى الوقف ، ومثلها فى ذلك إبدال نون التوكيد الخفيفة بعد الفتح ألفا لدى الوقف فى موضعين اثنين فى التنزيل بالإجماع وهما قوله تعالى : (وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) (سورة يوسف آية ٣٢) ، وقوله تعالى :

(لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) (سورة العلق آية ١٥).

الشيء الثانى : تاء التأنيث المتصلة بالاسم المفرد كما فى قوله تعالى : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) (سورة النحل آية ١٢٥) فهذه التاء فى الأسماء الثلاثة تبدل هاء عند الوقف ، فإن كانت منونة نحو قوله تعالى : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ) (سورة الشعراء آية ٢٢) حذف التنوين وأبدلت هاء أيضا عند الوقف.

النقل

وأما النقل : فيكون فيما آخره همزة بعد ساكن ، فإنه يوقف عليه عند حمزة بنقل حركتها إليه ، فيحرك بها ثم تحذف هى سواء كان الساكن صحيحا نحو : «دفء» ، فى قوله تعالى (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ) (سورة النحل آية ٥) أم ياء أو واو أصليتين سواء كانتا مدّ نحو «المسيء» ، «تبوء» فى قوله تعالى : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) (سورة غافر آية ٥٨) وقوله تعالى : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) (سورة المائدة آية ٢٩) أو كانتا حرف لين نحو «سيئ» ، «سوء» فى قوله تعالى :

(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (سورة فاطر آية ٤٣) وقوله تعالى : (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ) (سورة الأنبياء آية ٧٤).

٤٠٩

الإدغام

وأما الإدغام فيكون فيما آخره همز بعد ياء أو واو زائدتين فإنه يوقف عليه عند حمزة أيضا بالإدغام بعد إبدال الهمز من جنس ما قبله نحو «برىء» ، «قروء» فى قوله تعالى :

(إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (سورة الأنعام آية ٧٨) ، وقوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) (آية ٢٣٨ من سورة البقرة).

الحذف

وأما الحذف فيكون فى الياءات الزوائد عند من يثبتها وصلا ويحذفها وقفا ، والياءات الزوائد هى التى لم ترسم.

الإثبات

وأما الإثبات فيكون فى الياءات المحذوفات وصلا عند من يثبتها وقفا نحو «وال» ، «واق» ، «باق».

الإلحاق

وأما الإلحاق فيكون فيما يلحق آخر الكلم من هاءات السكت عند من يلحقها فى «عم ، فيم ، بم ، لم ، مم» ، والنون المشددة من جمع الإناث نحو «هن» ، «ومثلهن» ، والنون المفتوحة نحو «العالمين ، والذين» ، والمشدد المبنى نحو «ألا تعلوا علىّ» ، «خلقت بيدىّ» (٤).

علامات الوقف

وضع العلماء فى المصاحف علامات لأنواع الوقف التى سبق الكلام عنها ، وعلى كل من يقرأ فى المصحف الشريف ملاحظة هذه العلامات والعمل بمقتضاها ، وهى فيما يلى :

١ ـ الوقف اللازم : وعلامته «م» ومثال ذلك ما جاء فى قوله تعالى : (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ) (سورة الأنعام آية ٣٦) فقد وضعت العلامة على قوله : «يسمعون» ومن هنا يلزم القارئ الوقف على «يسمعون» ثم ليبتدئ بعد ذلك بقوله :

«والموتى يبعثهم الله».

٢ ـ الوقف الممنوع : وعلامته «لا» ومثال ذلك ما جاء فى قوله تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) (سورة النحل آية ٣٢) فقد وضعت العلامة على قوله : «طيبين» ومن هنا يكون الوقف عليها ممنوعا ، ويجب وصلها بما بعدها.

٣ ـ الوقف الجائز جوازا مستوى الطرفين : وعلامته «ج» ، ومثال ذلك ما جاء

٤١٠

فى قوله تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) (سورة الكهف آية ١٣) ، فقد وضعت العلامة على قوله : «بالحق» ، ومن هنا يجوز الوقف عليه والابتداء بما بعده ، ويجوز أيضا وصله بما بعده ، فالوجهان جائزان جوازا مستوى الطرفين ، ولا أفضلية لأحدهما على الآخر.

٤ ـ الوقف الجائز مع كون الوصل أولى : وعلامته «صلى» ، ومثال ذلك ما جاء فى قوله تعالى : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (سورة الأنعام آية ١٧) فقد وضعت العلامة على قوله : «فهو» ، ومن هنا فإن الوقف عليه والابتداء بما بعده جائز ولكن الوصل أولى وأحسن من الوقف.

٥ ـ الوقف الجائز مع كون الوقف أولى :

وعلامته «قلى» ، ومثال ذلك ما جاء فى قوله تعالى : (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً) (سورة الكهف آية ٢٢) ، فقد وضعت هذه العلامة على قوله «قليل» ، ومن هنا فإن الوقف على قوله «قليل» والابتداء بما بعده جائز ، وأيضا وصله بما بعده جائز ، ولكن الوقف أولى.

٦ ـ الوقف على أحد الموضعين دون الآخر : وعلامته (؟؟؟) وتسمى هذه العلامة : علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يصح الوقف على الآخر. ومثال ذلك ما جاء فى قوله تعالى :

(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (سورة البقرة آية ٢) فقد وضعت هذه العلامة على قوله : «فيه» فإذا وقف القارئ على قوله :

«لا ريب» لا يصح أن يقف على «فيه» ، وكذلك أيضا إذا وقف على «فيه» لا يصح أن يقف على قوله : «لا ريب» (٥).

أ. د. السيد إسماعيل على سليمان

المصادر والمراجع :

__________________

(١) الدرر اللوامع فى أصل مقرأ الإمام نافع بشرح العلامة المارغنى ص ١٥٨ نظم الشيخ أبى الحسن سيدى على الرباطى المعروف بابن برى طبع بالمطبعة التونسية بسوق البلاط بتونس سنة ١٣٥٤ ه‍ ١٩٣٥ م.

(٢) الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع ص ١٧٥ طبع مكتبة السوادى للتوزيع بالمدينة المنورة الثالثة ١٤١١ ه‍ ١٩٩٠ م للشيخ عبد الفتاح عبد الغنى القاضى.

(٣) الدرر اللوامع بشرح العلامة المارغنى ص ١٦٠.

(٤) انظر الإتقان فى علوم القرآن ١ / ١١٧ ، ١١٨ طبعة الحلبى الرابعة ١٣٩٨ ه‍ ١٩٧٨ م للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطى.

(٥) راجع علامات الوقف فى موضوع تعريف المصحف الشريف ، طبعة الملك فهد بالسعودية ص ى.

٤١١

النقل وغيره من سبل تخفيف الهمزة

اعلم أن الهمز لما كان أثقل الحروف نطقا وأبعدها مخرجا تنوع العرب فى تخفيفه بأنواع التخفيف ـ وكانت قريش وأهل الحجاز أكثرهم تخفيفا ، ولذلك أكثر ما يرد تخفيفه من طرقهم كابن كثير من رواية ابن فليح ، وكنافع من رواية ورش ، وكأبى عمرو ، فإن مادة قراءته عن أهل الحجاز ـ وأحكام الهمز كثيرة نقتصر فى الكلام على أمور أربعة هى :

١ ـ النقل : وهو نقل حركة الساكن إلى ما قبله ، وذلك كما فى قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ) بفتح الدال ، وبه قرأ نافع من طريق ورش ، وذلك حيث كان الحرف الساكن صحيح الآخر والهمز أولا ـ واستثنى أصحاب يعقوب عن ورش «كتابيه ـ إنى ظننت» فسكنوا الهاء وحققوا الهمز ـ وأما الباقون من القراء فحققوا الهمز وسكنوا فى جميع القرآن.

٢ ـ الإبدال : وهو أن تبدل الهمزة الساكنة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها فتبدل ألفا بعد الفتح نحو قوله : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ) ، وتبدل واوا بعد الضم نحو قوله :

(يُؤْمِنُونَ) ، وتبدل ياء بعد الكسر نحو :

(جِئْتَ) وبه قرأ أبو عمرو ، سواء كانت الهمزة فاء أم عينا أم لاما ، إلا أن يكون سكونها جزما نحو : «ننسأها» ونحو : «أرجئه» ، أو يكون ترك الهمز فيه أثقل ، وهو فى قوله :

(وَتُؤْوِي إِلَيْكَ) (سورة الأحزاب آية ٥١) أو يوقع فى الالتباس ، وهو فى قوله :

(وَرِءْياً) (سورة مريم آية ٧٤) ، فإن تحركت فلا خلاف عنه فى التحقيق.

٣ ـ التسهيل : وهو التسهيل بين الهمزة وبين حركتها ، وذلك عند اجتماع همزتين فى الكلمة. فإن اتفق الهمزتان فى الفتح سهّل الهمزة الثانية الحرميان وأبو عمرو وهشام ، وأبدلها ورش ألفا ، وابن كثير لا يدخل قبلها ألفا ، وقالون وهشام وأبو عمرو يدخلونها ، والباقون من السبعة يحققون.

وإن اختلفا بالفتح والكسر سهل الحرميان وأبو عمرو الثانية. وأدخل قالون وأبو عمرو قبلها ألفا ، والباقون يحققون ـ وإن اختلفا بالفتح والضم وذلك فى قوله : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ) وقوله : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) وقوله : (أَأُلْقِيَ) فقط فالقراء الثلاثة وهم

٤١٢

الحرميان وأبو عمرو يسهلون ، وقالون يدخل ألفا ، والباقون يحققون.

٤ ـ الإسقاط بلا نقل : وبه قرأ أبو عمرو إذا اتفقا فى الحركة وكانا فى كلمتين ، فإن اتفقا كسرا نحو قوله : (هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ) جعل ورش وقنبل الهمزة الثانية كياء ساكنة ، وقالون والبزى كياء مكسورة ، وأسقطها أبو عمرو ، والباقون يحققون. وإن اتفقا فتحا نحو : (جاءَ أَجَلُهُمْ) ، حيث جعل ورش وقنبل الثانية كمدّة ، وأسقط الحرميان وأبو جعفر الأولى ، والباقون يحققون. وإن اتفقا ضما وهو : (أَوْلِياءُ أُولئِكَ) فقط ، وقد أسقطها أبو عمرو ، وجعلها قالون والبزى كواو مضمومة ، والحرميان يجعلان الثانية كواو ساكنة ، والباقون يحققون.

ثم اختلف فى الساقط هل هو الأولى أو الثانية؟ والأول عن أبى عمرو ، والثانى عن الخليل من النحاة ، وتظهر فائدة الخلاف فى المدّ ، فإن كان الساقط الأولى فهو منفصل ، وإن كان الثانية فهو المتصل (١).

أ. د. السيد إسماعيل على سليمان

المصادر والمراجع :

__________________

(١) الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ / ١٢٧ ، ١٢٨ طبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بمصر ـ الرابعة سنة ١٣٩٨ ه‍ ١٩٧٨ م. ، وانظر النشر فى القراءات العشر لابن الجزرى ١ / ٣٦٢ وما بعدها طبعة دار الكتب العلمية ، وانظر سراج القارئ المبتدئ وتذكار المقرئ المنتهى ـ شرح منظومة حرز الأمانى ووجه التهانى ـ للإمام أبى القاسم على بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن القاصح ص ٦٢ وما بعدها طبعة مكتبة الرياض الحديثة سنة ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م. وانظر الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع ـ للشيخ عبد الفتاح القاضى ـ ص ٩١ وما بعدها طبعة مكتبة السوادى للتوزيع ، ومكتبة المدينة المنورة ـ الثالثة ١٤١١ ه‍ ـ ١٩٩٠ م.

٤١٣

الإمالة والتقليل

الفتح والإمالة لغتان مشهورتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرآن بلغتهم ، فالفتح لغة أهل الحجاز ، والإمالة لغة أهل نجد من تميم وأسد وقيس ـ قال الدانى :

والأصل فيها حديث حذيفة مرفوعا : «اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم وأصوات أهل الفسق وأهل الكتابين» ثم قال :

لا شك أن الإمالة من الأحرف السبعة ومن لحون العرب وأصواتها.

والإمالة فى اللغة بمعنى التعويج. يقال :

أملت الرمح ونحوه إذا عوجته عن استقامته.

والإمالة من الأحكام ذوات الأضداد وضدها الفتح ، والمراد به فتح القارئ فمه بالحرف لا فتح الألف إذ الألف لا تقبل الحركة.

والإمالة فى اصطلاح القراء : أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيرا وهو المحض. ويقال له الاضجاع ، والبطح ، والكسر ، وهو بين اللفظين ، ويقال له أيضا التقليل ، والتلطيف ، وبين بين.

وتنقسم إلى قسمين : كبرى وصغرى :

فالكبرى : أن تقرب الفتحة من الكسرة والألف من الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ فيه ، وهذه هى الإمالة المحضة ، وإذا أطلقت الإمالة انصرفت إليها أى : إلى المحضة ، وكما تسمى بالمحضة تسمى أيضا بالاضجاع وبالبطح لأنك إذا قربت الفتحة من الكسرة والألف من الياء فكأنك بطحت الفتحة والألف أى : رميتهما وأضجعتهما إلى الكسرة.

والصغرى : هى ما بين الفتح والإمالة المحضة. ولهذا يقال لها : بين بين ، وبين اللفظين : أى بين لفظ الفتح ولفظ

الإمالة. ولما كان فى القسمين أى : الإمالة الكبرى والإمالة الصغرى ، تغيير للألف بتعويجها عن استقامتها فى النطق وميلها عن مخرجها إلى نحو مخرج الياء ولفظها ، سمى ذلك التغيير إمالة.

أ. د. السيد إسماعيل على سليمان

المصادر والمراجع :

__________________

(١) انظر : النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع فى أصل مقرأ الإمام نافع ص ١١٥ للشيخ / سيدى إبراهيم أحمد المارغنى طبعة المطبعة التونسية بسوق البلاط بتونس سنة ١٣٥٤ ه‍ ١٩٣٥ م. وانظر : الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ١ / ١٢٠ ـ ١٢٣ طبعة الحلبى ، وانظر : الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع للشيخ عبد الفتاح القاضى ص ١٣٩ ـ ١٦٠ طبعة مكتبة السوادى للتوزيع الثالثة ١٤١١ ه‍ ـ ١٩٩٠ م.

٤١٤

المقطوع والموصول

المقطوع هو : كل كلمة مفصولة عن غيرها رسما نحو : «أن لن» ، و «حيث ما». والموصول هو : كل كلمة متصلة بغيرها رسما مفصولة عنها لغة نحو «ويكأن» أو غير مفصولة نحو «إلياس».

أهمية هذا الموضوع : هو احترام واتباع الرسم العثمانى وعدم مخالفته.

فائدته : لا بدّ للقارئ من معرفته ليقف على المقطوع فى محل قطعه عند الضرورة أو عند اختباره ، وعلى الموصول عند انقضائه.

وإليك بيان ما ورد فى هذا الموضوع تفصيلا :

أولا : «أن» و «لا» تقطع «أن» المفتوحة الهمزة الساكنة النون عن «لا» النافية فى عشرة مواضع وهى الآيات ١٠٥ ، ١٦٩ من سورة الأعراف ، ١١٨ من سورة التوبة ، ١٤ ، ٢٦ من سورة هود ، ٢٦ من سورة الحج ، ٦٠ من سورة القلم. ووقع الخلاف فى موضع واحد وهو بالآية ٨٧ من سورة الأنبياء ، وما عدا ذلك فهو موصول نحو قوله : (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) (سورة النجم آية ٣٨) وقوله تعالى : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (سورة النمل آية ٣١).

تنبيه : «إن» مكسورة الهمزة ساكنة النون مع «لا» النافية موصولة اتفاقا نحو (إِلَّا تَنْفِرُوا) و (إِلَّا تَنْصُرُوهُ).

ثانيا : «إن» و «ما» تقطع «إن» مكسورة الهمزة ساكنة النون عن «ما» فى موضع واحد فقط. وهو قوله تعالى : (وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) (سورة الرعد آية ٤٠) ، وما عدا ذلك فموصول سواء أكانت الهمزة مكسورة نحو قوله تعالى : (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) (سورة يونس آية ٤٦) ، وقوله :

(وَإِمَّا تَخافَنَ) (سورة الأنفال آية ٥٨). فإن كانت «أن» مفتوحة الهمزة فهى موصولة كذلك نحو قوله تعالى : (أَمَّا اشْتَمَلَتْ) (سورة الأنعام آية ١٤٣).

ثالثا : «عن» و «ما» تقطع «عن» عن «ما» فى موضع واحد وهو قوله تعالى : (عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ) (سورة الأعراف آية ١٦٦) ، وما عداه فموصول.

٤١٥

رابعا : «من» و «ما» تقطع «من» مكسورة الميم عن «ما» فى موضعين هما : قوله تعالى :

(هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) (سورة الروم آية ٢٨) وقوله تعالى : (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) (سورة النساء آية ٢٥) ، وأما قوله :

(وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) (سورة المنافقون آية ١٠) ففيه خلاف. والعمل على القطع ، وما عدا ذلك فموصول.

خامسا : «أم» و «من» تقطع «أم» مفتوحة الهمزة ساكنة الميم عن «من» مفتوحة الميم فى أربعة مواضع هى : قوله تعالى : (أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) (سورة النساء آية ١٠٩) وقوله تعالى : (أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ) (سورة الصافات آية ١١) وقوله تعالى : (أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) (سورة فصلت آية ٤٠) وما عدا ذلك فموصول نحو قوله تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) (سورة النمل آية ٦٢).

سادسا : «أن» و «لم» تقطع «أن» مفتوحة الهمزة ساكنة النون مع «لم» فى موضعين هما : قوله تعالى : (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ) (سورة الأنعام آية ١٣١) ، وقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) (سورة البلد آية ٧) ، وما عدا ذلك النون فموصول. وأما «إن» مكسورة الهمزة ساكنة فموصولة ب «لم» فى موضع واحد وهو قوله تعالى : فإن لّم يستجيبوا لكم (سورة هود آية ١٤).

سابعا : «إنّ» و «ما» تقطع «إنّ» مكسورة الهمزة مشددة النون عن «ما» فى موضع واحد وهو قوله تعالى : (إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ) (سورة الأنعام آية ١٣٤) وما عدا هذا الموضع فموصول كما فى قوله تعالى : (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) (سورة طه آية ٦٩).

ثامنا : «أنّ» و «ما» تقطع «أن» مفتوحة الهمزة مشددة النون عن «ما» فى موضعين فقط هما : قوله تعالى : (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ) (سورة الحج آية ٦٢) ، وقوله تعالى : (وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ) (سورة لقمان آية ٣٠) وما عدا ذلك فموصول ، ووقع الخلاف فى موضع واحد بين القطع والوصل والعمل على الوصل ، وهو قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) (سورة الأنفال آية ٤١).

تاسعا : «حيث» و «ما» تقطع «حيث» عن «ما» فى موضعين هما : قوله تعالى : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (سورة البقرة آية ١٤٤ ، ١٥٠).

عاشرا : «كل» و «ما» تقطع «كل» عن «ما»

٤١٦

فى موضع واحد فقط وهو قوله تعالى :

(وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) (سورة إبراهيم آية ٣٤) ، وما عدا هذا الموضع فموصول ، وإن كان فى بعض المواضع قد وقع فيها خلاف ولكن العمل فيها على الوصل ، كقوله تعالى : (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ) (سورة الملك آية ٨).

حادى عشر : «بئس» و «ما» تقطع «بئس» عن «ما» فى جميع المواضع التى وقعت فيها فى القرآن الكريم ما عدا موضعين فبالوصل وهما قوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) (سورة البقرة آية ٩٠) وقوله تعالى :

(بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي) (سورة الأعراف آية ١٥٠) ، وموضع وقع فيه الخلاف بين الوصل والقطع إلا أن العمل فيه على الوصل ، وهو قوله تعالى : (قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) (سورة البقرة آية ٩٣).

ثانى عشر : «فى» و «ما» تقطع «فى» عن «ما» فى موضع واحد فقط وهو قوله تعالى :

(أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ) (سورة الشعراء آية ١٤٦) ووقع الخلاف فى عشرة مواضع والعمل فيها على القطع وهى الآيات :

٢٤٠ من سورة البقرة ، ٤٨ من سورة المائدة ، ١٤٥ ، ١٦٥ من سورة الأنعام ، ١٠٢ من سورة الأنبياء ، ١٤ من سورة النور ، ٢٨ من سورة الروم ، ٣ ، ٤٦ من سورة الزمر ، ٦١ من سورة الواقعة ، وما عدا ذلك فموصول باتفاق كما فى قوله تعالى : (فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَ) (سورة البقرة آية ٢٣٤).

ثالث عشر : «أين» و «ما» تقطع «أين» عن «ما» فى جميع المواضع التى وقعت فى القرآن الكريم كما فى قوله تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) (سورة البقرة آية ١٤٨) ما عدا موضعين فبالوصل هما قوله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (سورة البقرة آية ١١٥) وقوله تعالى : (أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ) (سورة النحل آية ٧٦) ، ووقع الخلاف فى ثلاثة مواضع والعمل فيها على القطع وهى الآية ٧٨ من سورة النساء ، والآية ٩٢ من سورة الشعراء ، والآية ٦١ من سورة الأحزاب.

رابع عشر : «كى» و «لا» تقطع «كى» عن «لا» فى جميع المواضع التى جاءت فى القرآن الكريم كما فى قوله تعالى : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) (سورة الحشر آية ٧) ما عدا أربعة مواضع فجاءت بالوصل وهى الآية ١٥٣ من سورة آل عمران ، والآية ٥ من سورة الحج ، والآية ٥٠ من سورة الأحزاب ، والآية ٢٣ من سورة الحديد.

خامس عشر : «عن» و «من» تقطع «عن»

٤١٧

عن «من» مفتوحة الميم فى موضعين فقط هما قوله تعالى : (وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ) (سورة النور آية ٤٣) ، وقوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا) (سورة النجم آية ٢٩).

سادس عشر : «يوم» و «هم» تقطع «يوم» عن «هم» فى موضعين فقط هما : قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) (سورة غافر آية ١٦) ، وقوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (سورة الذاريات آية ١٣) ، وما عدا ذلك الموضعين فموصول ، كقوله تعالى :

(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) (سورة الذاريات آية ٦٠).

سابع عشر : تقطع لام الجر عن مجرورها فى أربعة مواضع هى الآية ٤٩ من سورة الكهف ، والآية ٧ من سورة الفرقان ، والآية ٧٨ من سورة النساء ، والآية ٣٦ من سورة المعارج ، وما عدا ذلك فموصول ، نحو قوله تعالى :

(وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) (سورة الليل آية ١٩).

ثامن عشر : «لات» و «حين» تقطع «لات» عن «حين» فى موضع واحد فى القرآن وهو قوله تعالى : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) (سورة ص آية ٣) ، كما يضاف إلى المقطوع أيضا «إل» من قوله تعالى : سلام على إل ياسين (سورة الصافات آية ١٣٠) ويصح الوقوف على «إل» للتعليم أو الاضطرار ، والأوجب فى جميع المواضع المقطوعة عند ما يقف عليها القارئ اضطراريا أو نحوه أن يعود ويصل الكلمة بما بعدها ، ولا يجوز البدء بما بعدها.

وهذه خلاصة ما جاء فى القرآن الكريم من الكلمات التى رسمت فى المصاحف العثمانية مقطوعة ليقف القارئ عليها عند الضرورة وما عداها فموصول (١).

أ. د. السيد إسماعيل على سليمان

المصادر والمراجع :

__________________

(١) انظر : نهاية القول المفيد فى علم التجويد ص ١٩١ وما بعدها طبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بمصر ـ للشيخ / محمد مكى نصر / سنة ١٣٤٩ ه‍ ، هداية القارى إلى تجويد كلام البارى ص ٤١٧ وما بعدها طبعة دار النصر للطباعة الإسلامية بشبرا مصر ـ للشيخ / عبد الفتاح السيد عجمى المرصفى. والبرهان فى تجويد القرآن ص ٤٢ وما بعدها للشيخ / محمد الصادق قمحاوى طبعة محمد على صبيح ١٩٧٨ م. والقول السديد فى فن التجويد ص ١٣٧ وما بعدها ـ طبعة مطبعة الحسين الإسلامية ـ الأولى سنة ١٤١١ ه‍ ١٩٩٠ م.

٤١٨

همزتا الوصل والقطع

أولا : همزة الوصل :

لما كان من المقرر أنه لا يبدأ بساكن ولا يوقف على متحرك ، فالحركة لا بدّ منها فى الابتداء ، ليتوصل بها إلى النطق بالساكن ، ولا يتأتى ذلك إلا بهمزة الوصل عند النطق بالساكن.

تعريف همزة الوصل : هى الهمزة الزائدة فى أول الكلمة الثابتة فى الابتداء الساقطة فى الدرج ـ أى فى الوصل ـ وسميت بهمزة الوصل لأنها يتوصل بها إلى النطق بالساكن كما مر. وتكون فى الأسماء والأفعال والحروف ، فإن كانت فى اسم فإما أن يكون معرفا بأل نحو (الْحَمْدُ لِلَّهِ) فتفتح الهمزة.

وإما منكرا ، وذلك فى سبعة ألفاظ وقعت فى القرآن الكريم وهى : ابن ، ابنت ، امرئ ، امرأت ، اثنين ، اثنتين ، اسم.

وإذا وقعت همزة الوصل فى فعل فلا تكون إلا فى الماضى والأمر ، فإذا وقعت همزة الوصل فى فعل الأمر فينظر إلى ثالثه ، فإن كان مكسورا أو مفتوحا فيبدأ فيه بكسر الهمزة نحو «اذهب» و «اضرب» و «ارجع» ، وإن كان ثالثه مضموما ضما لازما فيبدأ فيه بضم الهمزة نحو «اتل» و «انظر» ، وأما إذا كان ثالثه مضموما ضما عارضا فيبدأ فيه بالكسر نظرا لأصله نحو : «امشوا ، اقضوا» لأن أصله امشيوا واقضيوا.

وأما وجودها فى الماضى فلا يكون إلا فى الخماسى والسداسى وأمرهما ومصدرهما نحو : «انطلق ، انطلق ، انطلاق» ، و «استخرج ، استخرج ، استخراج» وأمر الثلاثى ، ويبدأ فى ذلك كله بكسر الهمزة.

ولا تكون همزة الوصل فى حرف إلا فى «ايم الله» للقسم على القول بحرفيتها ، وفى «أل» للتعريف ، وتكون مفتوحة وتحذف همزة الاستفهام نحو (استغفرت لهم) و (قل أتخذتم) ، فإن وقعت بين همزة الاستفهام ولام التعريف فلا تحذف حتى لا يلتبس الاستفهام بالخبر ، بل تبدل ألفا وتمد طويلا لالتقاء الساكنين ، أو تسهل بين الهمزة والألف ، والإبدال أقوى ، وذلك فى ست كلمات فى القرآن باتفاق وهى : (ءآلذكرين) فى موضعى

٤١٩

(سورة الأنعام آية ١٤٣ ، ١٤٤ ، و (ءآلان) فى موضعى يونس آية ٥١ ، ٩١ (ءآلله أذن لكم) و (ء آلله خير) (آية ٥٩ من سورة النمل) ، وكلمة عند أبى عمرو وأبى جعفر وهى : (السحر) فى (سورة يونس آية ٨١) ، ويبدأ باللام أو بهمزة الوصل فى قوله تعالى : (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ) «آية ١١ سورة الحجرات».

ثانيا : همزة القطع : هى التى تثبت فى حالتى الوصل والبدء ، وسميت بذلك لثبوتها فى الوصل فينقطع بالتلفظ بها الحرف الذى قبلها عن الحرف الذى بعدها بخلاف همزة الوصل فإنها تثبت فى البدء وتسقط فى الدرج كما سبق ، ومن ثم يتضح الفرق بين الهمزتين.

وتوجد همزة القطع فى ماضى ومصدر الثلاثى ، وماضى وأمر ومصدر الرباعى. وتكون مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة كما يلى :

أولا : همزة القطع المفتوحة توجد فى خمسة مواضع هى :

١ ـ الفعل الماضى الثلاثى المبنى للمعلوم نحو : «أذن» ، «أمر».

٢ ـ الفعل الماضى الرباعى المبنى للمعلوم نحو : «ألهاكم».

٣ ـ الفعل المضارع نحو : «أعمل» و «أسمع».

٤ ـ فعل الأمر من الرباعى نحو : «أكرم» و «أصلح».

٥ ـ مصدر الفعل الماضى الثلاثى ، وقد تكون همزة القطع فيه مفتوحة نحو : «أمر» ، «أكلا». وقد تكون مكسورة الهمزة نحو «إذن» ، «إفك».

ثانيا : همزة القطع المكسورة ، وتوجد فى موضعين هما :

١ ـ مصدر الفعل الماضى الرباعى نحو :

«إطعام» و «إخراج».

٢ ـ مصدر الفعل الماضى الثلاثى فيما صح فيه الكسر نحو «إذن» و «إفك».

ثالثا : همزة القطع المضمومة ، وتوجد فى أربعة مواضع هى :

١ ـ الفعل المضارع من الثلاثى المزيد نحو :

(أحيى وأميت).

٢ ـ الفعل المضارع من الثلاثى المضعف نحو «أبرئ».

٣ ـ الفعل الماضى الثلاثى المبنى للمجهول نحو «أمر» و «أذن».

٤٢٠